الموسوعة الحديثية


- لَمَّا أشْرَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ على قَتْلى أُحُدٍ، قال: أشْهَدُ على هؤلاء ما مِن مَجْروحٍ جُرِحَ في اللهِ، إلَّا بَعَثَه اللهُ يومَ القِيامةِ وجُرْحُه يَدْمَى، اللَّونُ لَونُ الدَّمِ، والرِّيحُ ريحُ المِسْكِ، انْظُروا أكثَرَهم جَمْعًا للقُرآنِ فقَدِّموه أمامَهم في القَبرِ.
الراوي : عبدالله بن ثعلبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 23658 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (23658) واللفظ له، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (630)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (4033)
الشَّهادَةُ في سبيلِ اللهِ تعالى لها فضلٌ عظيمٌ، وللشُّهداءِ مَنزلِةٌ عالِيَةٌ عندَ اللهِ سُبحانَه، وفي هذا الحَديثِ بيانٌ لبَعضِ فَضائِلِ الشَّهيدِ في سَبيلِ اللهِ؛ فيُخبِرُ عبدُ الله بنُ ثَعلبَةَ بنِ صُعَيرٍ رَضِيَ الله عَنهُ أنَّه: "لَمَّا أَشرَف رسولُ الله صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ على قَتلَى أُحُدٍ" بمَعنى: أنَّه لمَّا أَقبَلَ على شُهداءِ غَزوَةِ أُحُدٍ يَنظُرُهم وكانوا حِينَئِذٍ سَبْعينَ شَهِيدًا، وأُحُدٌ هي غَزوَةٌ انهَزَم فيها المُسلِمون من كُفَّارٍ قُرَيشٍ بَعدَما كانوا مُنتَصِرين، وكانتْ في شوَّالٍ من السَّنةِ الثالِثةِ مِن الهِجرةِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ: "أشهَدُ على هؤلاءِ ما من مَجروحٍ جُرِحَ في الله"، أي: مَن مات بسَبَبِ جُرحِه فقُتِل به في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فالنَّبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ يُثبِتُ لهم دَرجةَ الشَّهادَةِ عند الله عزَّ وجلَّ، "إلَّا بَعَثَه اللهُ يَومَ القِيامَةِ وجُرحُه يَدمَى" يَسيلُ وكأنَّهُ قُتِل في وَقتِه هذا حينَ يُبعَثُ، "اللَّونُ لَونُ الدَّمِ" لم يتغيَّرْ لَونُ دَمِه، "والرِّيحُ ريحُ المِسكِ" يَخرُجُ دمه رائِحَةُ المِسكِ، وهو أطيَبُ نَوعٍ من أنواعِ الطِّيبِ، والحِكمَةُ في مَجيئِهِ كذلك أن يَكونَ معه شاهِدٌ في فَضيلَتِه وبَذلِ نَفسِه في طاعَةِ الله تَعالَى. ثم قال صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ: "انظُرُوا أكثَرَهم جَمعًا للقُرآنِ" وهو أكثَرُهم حِفظًا للقُرآنِ، "فقَدِّموه أَمامَهُم في القَبرِ" فيُقدَّم إلى القِبْلةِ في اللَّحدِ وداخِلَ القَبرِ( )،