الموسوعة الحديثية


- أَيَفرَحُ أحدُكم أنْ يَنقَلِبَ إلى أهلِه بخَلِفَتَيْن؟ قالوا: نعم، قال: فآيتانِ مِنَ الكِتابِ يَرجِعُ بهما إلى أهلِه، خيرٌ له مِن خَلِفَتَيْن.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 8606 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (8606) واللفظ له، والفريابي في ((فضائل القرآن)) (66)
للقرآنِ الكريمِ فضْلٌ عظيمٌ، وقد جعَلَ اللهُ ثَوابًا عَظيمًا على قِراءتِه، وتَعلُّمِه، وتَدبُّرِه.
وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لبَعضِ هذه المعاني، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أيَفرَحُ أحَدُكم أنْ يَنقلِبَ إلى أهْلِه"، أي: يَرجِعَ إليهم، "بخَلِفَتَينِ؟" والخَلِفَةُ: النَّاقةُ العظيمةُ السَّنامِ الحاملُ، وهي مِن خِيارِ مالِ العربِ، "قالوا: نعمْ، قال: فآيتانِ مِن الكِتابِ يَرجِعُ بهما إلى أهْلِه، خَيرٌ له مِن خَلِفَتينِ"، والمعنى: أنَّ ثَوابَ تَعَلُّمِ أو قِراءةِ آيتَيْنِ أفضَلُ مِن الحُصولِ على ناقتَيْنِ، وهكذا فالآياتُ الثَّلاثُ أفضَلُ مِن ثَلاثِ ناقاتٍ، وكذلك الأربَعُ، وأيضًا أربعُ آياتٍ أفضَلُ مِن أربعِ ناقاتٍ. وفي رِوايةٍ عِندَ مُسلمٍ: «ومِن أعْدادِهنَّ مِن الإبِلِ»، فكلَّما زاد المسلمُ مِن عَددِ الآياتِ في عِلمِها، أو قِراءتِها؛ كان له بعَددِ تلك الآياتِ أفْضَلُ مِن مِثلِها مِنَ الإبلِ، وخَصَّ الإبلَ في الحديثِ؛ لأنَّها أفضَلُ أموالِ العرَبِ حينئذٍ.
وفي الحديثِ: بَيانُ فَضلِ طَلبِ العِلمِ، وفَضْلِ تَعلُّمِ القُرآنِ.
وفيه: تَعاهُدُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصْحابَه بالموعظةِ والإرشادِ .