الموسوعة الحديثية


- كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَؤُمُّنا في الصَّلاةِ، فيَجهَرُ ويُخافِتُ، فجهَرْنا فيما جهَرَ فيه، وخافَتْنا فيما خافَتَ فيه، وسمِعْتُه يَقولُ: لا صَلاةَ إلَّا بِقِراءةٍ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 8076 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (772)، ومسلم (396)، وأحمد (8076) واللفظ له
للصَّلاةِ أركانٌ وواجِباتٌ، وسُنَنٌ وآدابٌ، وعلى كلِّ مُسلِمٍ أنْ يُلِمَّ ويأْتيَ بها على أكمَلِ وَجْهٍ في كلِّ صَلاةٍ ما استَطاعَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَؤمُّنَا في الصَّلاةِ"، والمرادُ: أنَّنا كنَّا نُراقِبُه ونَرصُدُ أفْعالَه في صَلاةِ الجماعةِ؛ وذلك أنَّ الصَّلاةَ مِن العِباداتِ التَّوقيفيَّةِ التي لا يَصِحُّ لِلإنسانِ أنْ يَزِيدَ أو يَنقُصَ فيها، ولا يأْتي منْها إلى على الوَجهِ الذي صَحَّ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فيَجهَرُ ويُخافِتُ"، أي: فكان يَجهَرُ في بَعضِ الصَّلواتِ عُمومًا، ويُسِرُّ في البَعضِ منها، وذلك كلُّه في الفرائضِ أو في التَّطوُّعِ، والمرادُ: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَجهَرُ في القِيامِ بقِراءةِ القُرآنِ لا الأذكارِ والدُّعاءِ؛ حتى يَسمَعَ صَوتَه جَميعُ المأْمومينَ، ويكونُ ذلك في الرَّكْعتينِ الأُوليَينِ مِن صَلاةِ الفريضةِ، كما جاء في الرِّواياتِ؛ فالفجْرُ والمَغرِبُ والعِشاءُ ممَّا يُجهَرُ فيه بالقِراءةِ، والظُّهرُ والعصْرُ ممَّا يُسَرُّ فيه بالقِراءةِ، "فجَهَرْنا فيما جَهَرَ فيه، وخافَتْنا فيما خافَتَ فيه" فنقَلَ الصَّحابةُ رُضوانُ اللهِ عليهم الصَّلاةَ كما رَأَوها وتَعلَّموها مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "وسمِعْتُه يقولُ: لا صَلاةَ إلَّا بقِراءةٍ"، والمُرادُ بها سُورةُ الفاتحةِ؛ فلا تَصِحُّ الصَّلاةُ إلَّا أنْ يقرَأَ المُصلِّي في كلِّ رَكْعةٍ منها سُورةَ الفاتحةِ، في فَريضةٍ أو في تَطوُّعٍ، ومَن زادَ على الفاتحةِ فهو مِن النَّافلةِ في القِراءةِ.