- أَصَبْنا سَبايا يَومَ حُنَينٍ، فكُنَّا نَعزِلُ عنهُنَّ، نَلتَمِسُ أنْ نُفادِيَهُنَّ من أهْلِهِنَّ، فقال بعضُنا لبعضٍ: تَفعَلون هذا وفيكم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ ائْتُوه، فسَلُوه، فأَتَيْناهُ -أو ذَكَرْنا ذلك له- قال: ما من كُلِّ الماءِ يكونُ الوَلَدُ، إذا قَضى اللهُ أمْرًا كان. ومَرَرْنا بالقُدورِ وهي تَغْلي، فقال لنا: ما هذا اللَّحْمُ؟ فقُلْنا: لَحمُ حُمُرٍ، فقال لنا: أهْليَّةٍ أو وَحْشيَّةٍ؟ فقُلْنا له: بَلْ أهليَّةٍ. قال: فقال لنا: فاكْفِئوها. قال: فكَفَأْناها، وإنَّا لَجِياعٌ نَشْتَهيهِ. قال: وكُنَّا نُؤمَرُ أنْ نُوكِئَ الأسْقيةَ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند
الصفحة أو الرقم: 11778 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه مسلم (1438) مختصراً، وأحمد (11778) واللفظ له
قال أبو سَعيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه: "ومَرَرْنا بالقُدُورِ" جَمعُ قِدرٍ، وهي الآنيةُ التي يُطبَخُ فيها الطَّعامُ، "وهي تَغْلي" بالطَّعامِ على النَّارِ، "فقالَ لنا: ما هذا اللَّحمُ؟ فقُلْنا: لَحمُ حُمُرٍ. فقالَ لنا: أهْليَّةٌ أو وَحشيَّةٌ؟ فقُلْنا له: بلْ أهليَّةٌ. قالَ: فقالَ لنا: فاكْفِئوها"، وهذا أمرٌ بأنْ تُفَرَّغَ القُدورُ التي يُطبَخُ فيها اللَّحمُ على الأرضِ وتُكسَرَ، والمُرادُ: نَهيُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أكْلِ تلك اللُّحومِ، "قالَ: فكَفَأْناها وإنَّا لَجِياعٌ نَشتَهيه"، أي: نَرغَبُ في أكلِه؛ لِشِدَّةِ الجُوعِ، والحُمُرُ الإنسيَّةُ: هي الحُمُرُ التي يَستَعمِلُها الناسُ في رُكوبِهم وأحمالِهم، وهي المُحَرَّمةُ، أمَّا الوَحشيَّةُ التي تَعيشُ في الصَّحراءِ وتَأكُلُ مِن أعشابِها؛ فحَلالٌ أكْلُها.
قال أبو سَعيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه: "وكُنَّا نُؤمَرُ أنْ نُوكِئَ الأسقيةَ"، أي: نُغَطِّيَ أوعيةَ الطَّعامِ والشَّرابِ، فنُحافِظَ على ما فيها مِنَ الحَشَراتِ والهَوامِّ، والأسقيةُ: أوعيةٌ مِنَ الجِلْدِ تُوضَعُ فيها الأشرِبةُ، والوِكاءُ هو الخَيطُ .