الموسوعة الحديثية


-  يَبيتُ بِذي طوًى، فإذا أصبَحَ اغتَسَلَ، وأمَرَ مَنْ معه أنْ يَغْتَسِلوا، ويَدخُلُ من العُلْيا، فإذا خرَجَ خَرَجَ من السُّفلى، ويَزعُمُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَفعَلُ ذلك.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 6462 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (1575) مختصراً باختلاف يسير، ومسلم (1257) مطولاً باختلاف يسير
كان الصَّحابةُ رَضِيَ الله عنهم يَحرِصون كلَّ الحِرصِ على اتِّباعِ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم واقْتِفاءِ سُنَّتِهِ؛ فمَا فَعَلَه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فَعَلوه وحَرَصوا عليه، وما تَركَه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ترَكوه وابْتَعدوا عنه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ نافِعٌ مولَى ابنِ عُمرَ عن ابنِ عمرَ قائلًا: "كان ابن عمر يَبيتُ بذِي طُوًى" وذلك حينَ قُدومِه إلى مكَّة محرمًا للحجِّ، وذو طُوًى: وادٍ قَريبٌ من مَكَّةَ عند حُدودِها ويُعرَف الآن بالزَّاهِرِ، وفيها بِئرُ ذي طُوًى؛ وهي بِئرٌ قَديمةٌ حَفَرها عبدُ شَمسِ بنِ عبد مَنافٍ، وهي بأعلى مكَّةَ عندَ البَيضاءِ دارِ مُحَمَّدِ بنِ سَيفٍ، "فإذا أصبَحَ اغتَسَلَ، وأمَرَ مَن مَعَه أن يَغتَسِلوا" يتجهز رَضِيَ الله عنه لدُخولِ مكَّةً نهارًا، "ويدخُلُ من العُليَا" فكان دُخولُه مكة من العُليا، وهي التي يَنزِل منها إلى المَعْلاةِ مَقبَرَةِ أهلِ مكَّةَ، وهي كَداءُ، وهي التي يُقالُ لها: الحَجُونُ، وكانت صَعبَةَ المُرتَقَى ثم سُهِّلَت بعد ذلك، "فإذا خَرَج خَرَج من السُّفلَى" فإذا أراد الخُروجَ من مكَّةَ خَرج من السُّفلَى، وهي: عند باب الشَّبيكَةِ بقُربِ شِعبِ الشَّامِيِّين، من ناحِيَةِ قُعَيْقِعَانَ، وكانَ بِناءُ هذا البابِ عليها في القَرن السَّابعِ، "ويزعم أنَّ النبي صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّمَ كان يفعل ذلك " بمعنى: أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم باتَ بِذِي طُوًى ثُمَّ دخلَ مَكَّةَ نهارًا، وليس هذا واجبًا؛ فقد ثَبَتَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم دخلَ مَكَّةَ ليلًا، واعْتَمَرَ وأَحْرَمَ من الجِعِرَّانَةِ؛ فليس ذلك من مَناسِكِ الحَجِّ؛ لكنْ فيه بَيانُ المنازِل التي كان يَنزِل فيها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفي الحديثِ: بيانُ مَشروعيَّةِ الاغتِسالِ لدُخولِ مَكَّةَ بذي طُوًى( ).