الموسوعة الحديثية


- إنَّ للصَّائمينَ بابًا في الجنَّةِ يُقالُ له: الرَّيانُ، لا يَدخُلُ منه غيرُهم، إذا دَخَلَ آخِرُهم أُغلِقَ، مَن دَخَلَ منه شَرِبَ، ومَن شَرِبَ منه لم يَظمَأْ أبدًا.
الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 22842 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الترمذي (765)، والنسائي (2236) باختلاف يسير، وأخرجه البخاري (1896)، ومسلم (1152) بنحوه
في هذا الحَديثِ يَذكُرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالى اختَصَّ الصَّائِمينَ الكامِلينَ في صَومِ الفَرْضِ، والمُكثِرينَ مِن صيامِ النَّفلِ، أو مَن غلَبَ عليهمُ الصَّومُ ببابٍ في الجنَّةِ "يُقالُ له: الريَّانُ" والريَّانُ: فَعْلانُ مِنَ الرِّيِّ، وهو نَقيضُ العَطَشِ؛ وفي تَسميتِه بذلك مُناسبةٌ حَسَنةٌ؛ لأنَّه جَزاءُ الصائمينَ على عَطَشِهم وجُوعِهم، واكتُفيَ بذِكْرِ الرِّيِّ عنِ الشِّبَعِ؛ لأنَّه يَستَلزِمُه، "لا يدخُلُ منه غيرُهم، إذا دخَلَ آخِرُهم أُغلِقَ"، فهذا البابُ لا يَدخُلُ منه غيرُ الصَّائمينَ؛ حيث أُفْرِدَ لهم؛ ليُسرِعوا إلى الرِّيِّ مِن العَطَشِ؛ إكْرامًا لهم واختِصاصًا، فهذا تَشْريفٌ لهم، وإعْلاءٌ لمَقامِهم، وتَمْييزٌ لهم على غَيرِهم؛ فيُنادى عليهم فيَقومُونَ فيَدخُلونَ منه، فإذا دَخلَ الصائِمونَ أُغلِقَ هذا البابُ، فلنْ يدخُلَ منه أحدٌ غيرُ الصَّائمينَ، "مَن دخَلَ منه شَرِبَ" ممَّا فيه منَ الماءِ الطيِّبِ في الجنَّةِ، "ومَن شرِبَ منه لم يَظمأْ أبدًا"، فلا يَشعُرُ بالعَطَشِ بعدَها.
وفي هذا الحديثِ: فَضيلةُ الصِّيامِ، وكَرامةُ الصَّائمينَ؛ فإنَّهم حَرَمُوا أَنفُسَهمُ الطَّعامَ والشَّرابَ والشَّهْوةَ؛ فأَعْطاهمُ اللهُ سُبحانَه وتعالى مَزِيَّةً لهم دونَ غَيرِهم .