الموسوعة الحديثية


- إنَّ الشَّمسَ تطلُعُ ومعَها قرنُ الشَّيطانِ ، فإذا ارتفعَت فارقَها ثمَّ استَوَت قارنَها فإذا زالَت فارَقَها فإذا دنَت للغروبِ قارنَها فإذا غربَت فارقَها ، ونَهَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عنِ الصَّلاةِ في تلكَ السَّاعاتِ
الراوي : عبدالله الصنابحي | المحدث : الألباني | المصدر : هداية الرواة | الصفحة أو الرقم : 1006 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
لَمَّا كانتِ الصَّلاةُ هي الرُّكنَ الثانيَ مِن أركانِ الإسلامِ، وكانتْ أعظمَ الأركانِ العَمليَّةِ، كان اهتمامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بها بَالِغًا، وحِرصُهُ عليها شديدًا؛ فعلَّمَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه، وحدَّدَ لهم أوقاتَها.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه الأوقاتَ التي تُكرَهُ الصَّلاةُ فيها، ويَحُثُّهُم على تَرْكِ الصَّلاةِ فيها، وبيَّنَ لهم أسبابَ ذلك فقال: "إنَّ الشَّمسَ تطلُعُ ومعها قَرْنُ الشَّيطانِ"؛ بمعنى أنَّه يُصاحِبُها وقتَ إشراقِها، "فإذا ارتفعَتْ فارَقَها"، أي: ترَكَها وبعُدَ عنها، وكأنَّ المرادَ بارتفاعِها ما يكونُ بمِقدارِ رُمحٍ كما قُدِّر؛ لزوالِ وقتِ الكراهةِ، ثمَّ إذا "استوَتْ" بتوسُّطِها في كَبِدِ السماءِ "قارَنَها" مرَّةً أُخرى، "فإذا زالَتْ فارَقَها، فإذا دنَتْ للغروبِ قارَنَها" مرَّةً أُخرى وصاحَبَها وقتَ غروبِها، "فإذا غرَبتْ فارَقَها، ونَهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الصلاةِ في تلك الساعاتِ"؛ فتُمنَعُ الصلاةُ في تلك الأوقاتِ المذكورةِ، ومعنى طلوعِ الشمسِ وغروبِها بينَ قَرْنَيِ الشيطانِ مُختلَفٌ في تفسيرِه؛ فقيل: إنَّ الشيطانَ يَقرِنُ ظهورَه عِندَ هذه الأوقاتِ، فيَقترِبُ مِن الشمسِ؛ ليكونَ الساجدونَ لها كأنَّهم ساجِدونَ له؛ فيكونَ المقصودُ بوقتِ النهيِ هذا هو مَطلعَ الشَّمسِ وما يَعتريها عندَ الشُّروقِ. وقيل: المعنى على ظاهرِه، وأنَّ للشَّيطانِ قَرنينِ على جانِبَيْ رأسِه، وعندَ هذه الأوقاتِ يَقترِبُ مِن الشَّمسِ فتكونُ بينَ قَرنَيْه.
وفي الحديثِ: بيانُ تفاضُلِ الأوقاتِ فيما بينَها للدُّعاءِ وللصَّلاةِ وغيرِها بحسَبِ ما يُقِرُّه الشرعُ( ).