- جاء عائشةَ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ يستأذِنُ عليها قالت : لا حاجةَ لي به قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرٍ : إنَّ ابنَ عبَّاسٍ مِن صالِحي بَنِيكِ جاءكِ يعُودُكِ قالت : فَأْذَنْ له فدخَل عليها فقال : يا أمَّاه أبشِري فواللهِ ما بَيْنَكِ وبَيْنَ أنْ تلقَيْ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والأحبَّةَ إلَّا أنْ تُفارِقَ رُوحَكِ جسدَكِ كُنْتِ أحَبَّ نساءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليه ولَمْ يكُنْ يُحِبُّ رسولُ اللهِ إلَّا طيِّبةً قالت : وأيضًا ؟ قال : هلَكَتْ قِلادتُكِ بالأبواءِ فأصبَح رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يجِدوا ماءً فتيمَّموا صعيدًا طيِّبًا فكان ذلك بسببِكِ وبركتِكِ ما أنزَل اللهُ لهذه الأمَّةِ مِن الرُّخصةِ فكان مِن أمرِ مِسْطَحٍ ما كان فأنزَل اللهُ براءَتَكِ مِن فوقِ سبعِ سمواتٍ فليس مسجِدٌ يُذكَرُ فيه اللهُ إلَّا وشأنُكِ يُتلى فيه آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ فقالت : يا ابنَ عبَّاسٍ دَعْني منكَ ومِن تزكيتِكَ فواللهِ لَودِدْتُ أنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا
الراوي :
عبدالله بن عباس | المحدث :
شعيب الأرناؤوط
|
المصدر :
تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 7108 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
- جاء عائشةَ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ يستأذِنُ عليها قالت : لا حاجةَ لي به قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرٍ : إنَّ ابنَ عبَّاسٍ مِن صالِحي بَنِيكِ جاءكِ يعُودُكِ قالت : فَأْذَنْ له فدخَل عليها فقال : يا أمَّاه أبشِري فواللهِ ما بَيْنَكِ وبَيْنَ أنْ تلقَيْ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والأحبَّةَ إلَّا أنْ تُفارِقَ رُوحَكِ جسدَكِ كُنْتِ أحَبَّ نساءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليه ولَمْ يكُنْ يُحِبُّ رسولُ اللهِ إلَّا طيِّبةً قالت : وأيضًا ؟ قال : هلَكَتْ قِلادتُكِ بالأبواءِ فأصبَح رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يجِدوا ماءً فتيمَّموا صعيدًا طيِّبًا فكان ذلك بسببِكِ وبركتِكِ ما أنزَل اللهُ لهذه الأمَّةِ مِن الرُّخصةِ فكان مِن أمرِ مِسْطَحٍ ما كان فأنزَل اللهُ براءَتَكِ مِن فوقِ سبعِ سمواتٍ فليس مسجِدٌ يُذكَرُ فيه اللهُ إلَّا وشأنُكِ يُتلى فيه آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ فقالت : يا ابنَ عبَّاسٍ دَعْني منكَ ومِن تزكيتِكَ فواللهِ لَودِدْتُ أنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.
الراوي: عبدالله بن عباس | المحدث: شعيب الأرناؤوط | المصدر: تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 7108
خلاصة حكم المحدث: صحيح
اسْتَأْذَنَ ابنُ عَبَّاسٍ قَبْلَ مَوْتِهَا علَى عَائِشَةَ وهي مَغْلُوبَةٌ، قالَتْ: أخْشَى أنْ يُثْنِيَ عَلَيَّ، فقِيلَ: ابنُ عَمِّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومِنْ وُجُوهِ المُسْلِمِينَ، قالَتْ: ائْذَنُوا له، فَقالَ: كيفَ تَجِدِينَكِ؟ قالَتْ: بخَيْرٍ إنِ اتَّقَيْتُ، قالَ: فأنْتِ بخَيْرٍ إنْ شَاءَ اللَّهُ، زَوْجَةُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَمْ يَنْكِحْ بكْرًا غَيْرَكِ، ونَزَلَ عُذْرُكِ مِنَ السَّمَاءِ ودَخَلَ ابنُ الزُّبَيْرِ خِلَافَهُ، فَقالَتْ: دَخَلَ ابنُ عَبَّاسٍ فأثْنَى عَلَيَّ، ووَدِدْتُ أنِّي كُنْتُ نِسْيًا مَنْسِيًّا. حدثنا محمد بن المثنى : حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد : حدثنا ابن عون ، عن القاسم : أن ابن عباس رضي الله عنه استأذن على عائشة نحوه ، ولم يذكر : نسيا منسيا .
الراوي :
عبدالله بن أبي مليكة | المحدث :
البخاري
|
المصدر :
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4753 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
كلَّما ازداد العبدُ معرفةً بربِّه، وشاهَدَ نِعمَه عليه، شَعَرَ بالتقصيرِ في حقِّه، وتواضَع وانكسر، فلا يرى لنَفْسِه فضلًا، وهذا كان حالَ أمِّ المؤمنين عائشةَ رضِي اللهُ عنها كما في هذا الحديثِ، حيثُ استأذن عليها ابنُ عبَّاس رضِي الله عنهما قبلَ موتها؛ كي يَزورَها، وكانت وراءَ حِجابٍ، وَهِيَ مَغْلُوبَةٌ، أي: غلبها المرض فأضعفها عن التَّصرُّف، قالَتْ: أخْشَى أنْ يُثنيَ عليَّ؛ لأنَّ الثَّناءَ يُورِثُ العُجْبَ، فقال لها ابنُ أخيها عبدُ الله بنُ عبدِ الرحمنِ: إنَّه ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومِنْ وُجوهِ المُسلمِينَ، أي: لا ينبغي أنْ يُردَّ؛ لقرابتِهِ من رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومكانتِهِ بين الناسِ، قالَتْ: ائْذَنُوا له، فقال لها ابنُ عباس: كَيْفَ تَجِدِينَكِ؟ أي: كيف حالُكِ؟ قالَتْ: بخَيرٍ إن اتَّقَيْتُ، أي: إنْ كنتُ ممَّن يتَّقِي اللهَ في السِّرِّ والعلنِ، قالَ: فَأَنْتِ بِخَيْرٍ إنْ شاءَ اللهُ؛ فأنتِ زَوْجَةُ رَسُولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، وَلَمْ يَنْكِحْ بِكرًا غَيْرَكِ، ونَزَلَ عُذرُكِ مِنَ السَّماءِ، وذلك في حادثةِ الإفْكِ، حيث برَّأَها اللهُ بقرآنٍ يُتلَى.
ثم دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ خِلافَه، أي: بعدَ أنْ خرَج ابنُ عبَّاس، فقالت له: دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فأثْنَى عليَّ، وَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا، أي: ليتني لم أكُ شيئًا، وهذه عادةُ السَّلفِ الصَّالحِ في التواضُعِ لله ربِّ العالمينَ.
وفي الحديثِ: أنَّ أمْرَ المؤمنِ الحقِّ بينَ الخوفِ مِن اللهِ وعقابِه، وبينَ الرَّجاءِ في ثوابِه ورحمتِه.
وفيه: مشروعيَّةُ تزكيةِ مَن هو أهلٌ لذلك إذا أُمِن عليه الغرورُ والعُجبُ.
وفيه: أنَّ المؤمنَ يخافُ مِن التزكيةِ التي تُؤدِّي إلى العُجبِ..