الموسوعة الحديثية


- الملائكةُ شهداءُ اللهِ في السَّماءِ ، و أنتُم شهداءُ اللهِ في الأرضِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير | الصفحة أو الرقم : 9228 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

الملائكةُ شهداءُ اللهِ في السَّماءِ ، و أنتُم شهداءُ اللهِ في الأرضِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 6728 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه مطولاً النسائي (1933)


قدَّر اللهُ سُبْحانهُ مَقاديرَ كُلِّ شَيْءٍ، وبيَدِهِ مَقاليدُ الأُمورِ، ولا يَسْتَطيعُ أحَدٌ أنْ يُغيِّرَ من حُكمِهِ شيئًا، ومع ذلك فقَدْ وَسِعَتْ رحْمتُهُ كُلَّ شَيْءٍ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "الملائكةُ شُهَداءُ اللهِ" على أعْمالِ عِبادِهِ "في السَّماءِ" وأَنْتُمْ -أي: أيُّها الأُمَّةُ أو المؤمنون- "شُهَداءُ اللهِ في الأرْضِ"، أي: تَشْهَدون على بعْضِكم البعْضَ بالصَّلاحِ أوِ الفَسادِ، فجَعَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَهادَةَ أصْحابِهِ لأحَدٍ بالجنَّةِ أو النارِ دليلًا على وُجوبِها، وسببُ قَولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك ما أخبَر أبو هُريْرةَ رضِيَ اللهُ عنه -كما جاء عِندَ النَّسائيِّ- أنَّه: "مَرُّوا بجِنازَةٍ على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأثْنَوْا عليها خيرًا، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وجَبتْ، ثم مُرُّوا بجِنازةٍ أخرى فأثْنَوا عليها شرًّا، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وجَبتْ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، قولُك الأولى والأُخرى: وجبتْ؟ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: الملائكةُ شُهداءُ اللهِ في السَّماءِ..."، ومَعْنى وُجوبِ الجنَّةِ لأحَدٍ ثُبوتُها له؛ إذِ الثُّبوتُ هو في صِحَّةِ الوُقوعِ كالشَّيْءِ الواجِبِ، وهذا الثَّناءُ بالخيْرِ أو الشَّرِّ هو لِمَن أَثْنَى عليه الناسُ؛ فكان ثَناؤُهُم مُطابِقًا لأفْعالِ مَنْ أَثْنَوْا عليه وهو الغالِبُ، فإنْ لم يكُنْ كذلك، فليس هو مُرادًا بالحَديثِ. وقد قيل: إنَّ المُخاطَبينَ بذلك هُمُ الصَّحابةُ، ومَن كان على صِفَتِهِم من الإيمانِ؛ لأنَّهم يَنْطِقون بالحِكْمَةِ، ويَخْتَصُّ ذلك بالثِّقاتِ والمتَّقينَ .