الموسوعة الحديثية


- من أَشَدِّ أُمَّتي حُبًّا لي ناسٌ يكونُونَ بَعْدِي ، يَوَدُّ أحدُهُمْ لَوْ يُعْطِي أَهْلهُ ومالهُ بِأنْ يَرَانِيَ
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الذهبي | المصدر : سير أعلام النبلاء | الصفحة أو الرقم : 12/525 | خلاصة حكم المحدث : غريب

مِنْ أشَدِّ أُمَّتي لي حُبًّا، ناسٌ يَكونُونَ بَعْدِي، يَوَدُّ أحَدُهُمْ لو رَآنِي بأَهْلِهِ ومالِهِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2832 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه مسلم (2832)


حُبُّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أعظَمِ مَظاهرِ الإيمانِ، وقدْ حثَّ الشَّرعُ عليه ورغَّبَ فيه تَرغيبًا أكيدًا، ويَختلِفُ المسْلِمون في دَرَجةِ مَحبَّتِهم له باختلافِ دَرَجةِ إيمانِهِم وطاعاتِهِم، فكلَّما زادَ اتِّباعُ المسْلمِ لنَبيِّه ولِسُنَّتِه دلَّ ذلك على زِيادةِ مَحبَّتِه له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى زِيادةِ إيمانِه كذلك.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مِن أَشدِّ النَّاسِ حُبًّا له، ناسٌ يَكونون ويُوجَدون بعْدَ زمَنِ وَفاتِه، ويَشمَلُ هذا كلَّ مَن قَرُب أو بَعُد زَمانُه عن زمَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يَتمنَّى أحدُهم ويُحِبُّ أنْ يَرى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويَنالَ شَرَفَ رُؤيتِه، وَلو كان ذلك في مُقابلَةِ أنْ يَفْقِدَ أَهْلَه ومالَه؛ فيُؤثِرُ رُؤيتَه للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أهْلِه ومالِه لقوَّةِ إيمانِه بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قُلوبِهم، ولشِدَّةِ مَحبَّتِه له؛ وذلك أنَّ المُؤمنين مِن أمَّته حقًّا إذا ذُكِر لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَقاماتُه وحُروبُه وضِيقُ العَيشِ الَّذي أصابَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وغيرُ ذلك؛ فإنَّهم يَودُّون أنَّهم لو كان قد رَأَوْه ففازُوا بنَصْرِهم له في الحربِ، ومُواساتِهم له في الشِّدَّةِ، أو التَّعلُّمِ منه وسُؤالِه، أو التَّبرُّكِ برُؤيتِه، وغيرِ ذلك ممَّا فاز به الصَّحابةُ دون غيرِهم.
وفي الحديثِ: فَضلُ تَمنِّي رُؤيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْدَ مَوتِه، وفَضلُ بَعضِ مَن يَأْتي بعْدَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَدى تَعلُّقِ قُلوبِهم به، وأنَّ ذلك دَليلٌ على صِدقِ مَحبَّتِه، وشِدَّتِها.
وفيه: بَيانُ فضْلِ رُؤيتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعَظيمِ مَنزلتِها، وأنَّها أعظَمُ وأجَلُّ ممَّا يُعطاهُ الإنسانُ مِن الأهلِ والمالِ وغيرِ ذلكَ مِن أصنافِ نَعيمِ الدُّنيا؛ لأنَّ هذه الأشياءَ نِعَمٌ فانيةٌ زائلةٌ، وأمَّا رُؤيتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ففيها الفوزُ الدَّائمُ، والنَّعيمُ المقيمُ؛ لأنَّها مُوصِلةٌ إلى الجنَّةِ.
وفيه: دَليلٌ مِن أدلَّةِ صِدقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ إذْ قدْ ظَهَر ذلك للعِيانِ كَثيرًا، ووُجِد هذا الصِّنفُ مِن النَّاسِ بعْدَ وَفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى يَومِنا هذا.