- تَخْرُجُ الدَّابَّةُ ، فَتَسِمُ الناسَ على خَرَاطِيمِهِمْ ، ثُمَّ يَغْمُرُونَ فيكُمْ حتى يَشْتَرِيَ الرجلُ البَعِيرَ ، فيقولُ مِمَّنْ اشْتَرَيْتَهُ ؟ فيقولُ : اشْتَرَيْتُهُ من أَحَدِ المُخَطَّمِينَ
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 322 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه أحمد (22362)، وأبو نعيم في ((تاريخ أصبهان)) (2/88) باختلاف يسير، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (6/172) مختصراً.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "تَخرُجُ الدابَّةُ"، أي: تَظهَرُ دابَّةُ الأرضِ على شَكلٍ غَريبٍ غيرِ مأْلوفٍ، ومُخاطبتُها الناسَ، ووسْمُها إيَّاهم بالإيمانِ أو الكفرِ؛ خارجٌ عن مَجاري العاداتِ، وذلك أوَّلُ الآياتِ الأرضيَّةِ، قيل: إنَّ خُروجَها مِن مكَّةَ، وقيل: مِن غيرِها، "فتَسِمُ الناسَ"، أي: تضَعُ علاماتٍ على الناسِ، وهم الكفَّارُ في هذا الموضعِ، وتَجعَلُ لكلٍّ منهم علامةً، وهذه العلامةُ تكونُ "على خَراطيمِهم" وهو جمْعُ خُرطومٍ، والمعنى: على أُنوفِهم، فيُصبِحُ للمُؤمنِ سِمةٌ، وللكافرِ سِمةٌ، "ثمَّ يُعمَّرُون فيكم"، أي: يَظَلُّون فيكم وبيْن أظهُرِكم، ويُمَدُّ في أعمارِهم، "حتى يَشترِيَ الرجُلُ الدابَّةَ"، أي: يَذهَبَ الرجُلُ فيَشتريَ مِن أخيه دابَّةً، "فيُقالُ: ممَّن اشترَيْتَ"، أي: هذه الدابَّةَ "فيقولُ: مِن الرَّجلِ المُخْطَمِ"، أي: أحدِ المَخْطُومِينَ، والمعنى: اشترَيْتُها مِن الرجُلِ الذي وُسِمَ على أنْفِه، وهذا تأكيدٌ لِحُصولِ هذا الأمْرِ حتى تُصبِحَ علامةً عليهم.
وفي الحديثِ: تَمييزُ اللهِ سُبحانه بيْن المؤمنِ والكافرِ في آخِرِ الزَّمانِ.
وفيه: مِن دَلائلِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ( ).