الموسوعة الحديثية


- إنَّ اللهَ تعالى إذا جمَعَ الأوَّلينَ والآخِرينَ يومَ القِيامةِ جاء الرَّبُّ تبارَكَ وتعالى إلى المؤمنينَ، فوقَفَ عليهم على كُورِ -فقالوا لعُقبةَ: ما الكُورُ؟ قال: المكانُ المرتفعُ-، فيقولُ: هل تَعرِفونَ ربَّكم؟ قالوا: إنْ عرَفْنا نفسَه عرَفْناه؛ فيتجلَّى لهم ضاحكًا في وجوهِهم، فيَخِرُّونَ له سُجَّدًا.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الذهبي | المصدر : العلو للذهبي | الصفحة أو الرقم : 26 | خلاصة حكم المحدث : حسن

إذا كان يومُ القيامةِ جمع اللهُ الأَوَّلِينَ والآخِرينَ فيَجيءُ اللهُ تبارك وتعالى والمؤمنون على قومٍ فيَقِفُ عليهم فيقولُ هل تعرِفون ربَّكم فيقولون إن عَرَّفَنا نفسَه عَرَفْناهُ ويَرُدُّ عليهم ثلاثًا ويَرُدُّونَ عليه ثلاثًا إن عَرَّفَنا نفسَه عَرَفْناهُ فَيَتَجَلَّى لهم يَضحكُ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة
الصفحة أو الرقم: 631 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) (631) واللفظ له، وابن خزيمة في ((التوحيد)) (2/575)، والدارقطني في ((رؤية الله)) (22).


أعظمُ نَعيمٍ للمُؤمنينَ في الآخِرةِ هو رُؤيةُ رَبِّ العالَمين، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن أحوالِ المؤمنين يومَ القِيامةِ وتَجلِّي اللهِ عزَّ وجلَّ لهم، فيقولُ: "إذا كان يَومُ القِيامةِ"، أي: إذا وقَعَ يومُ القِيامةِ وجاءَ "جَمَعَ اللهُ الأوَّلين والآخِرِين"، أي: يَجمعُ اللهُ الخلائِقَ كلَّها، أوَّلَهم وآخِرَهم، "فيجيءُ اللهُ تبارك وتعالى" وهو مَجيءٌ حَقيقيٌّ يليقُ باللهِ تعالى وكَمالِه؛ نُؤمِنُ به ولا نَعرِفُ كَيفيتَه ولا نُمثِّلُه بخَلقِه سُبحانَه، "والمؤمنون على قَومٍ" وفي روايةِ ابنِ خُزيمةَ في التوحيدِ: "على كومٍ"، أي: على مكانٍ مرتفعٍ، "فيَقِفُ عليهم"، أي: على المؤمنين، وذلك بعدَ أنْ ذَهَب كلُّ قَومٍ خلْفَ ما يَعبُدون، وتَساقطوا في النارِ، كما جاء في الصَّحيحَينِ: "مَن كان يعبُدُ شيئَا فلْيتَّبِعْ، فمنهم مَن يتَّبِعُ الشمسَ، ومنهم مَن يتَّبِعُ القَمرَ، ومنهم مَن يتَّبِعُ الطواغيتَ، وتَبقَى هذه الأُمَّةُ"، فيقول اللهُ عزَّ وجلَّ للمؤمنين: "هل تَعرِفون ربَّكم؟"، أي: لماذا لا تتَّبِعون الناسَ؟ هل تَنتظِرون ربَّكم؟ وهل تَعرِفونه؟، "فيقولون: إنْ عرَّفَنا نفسَه عرفْناه"، أي: إذا جاءنا بصُورتِه التي نَعرِفُها من صِفاتِ الكَمالِ والجَلالِ التي وصفَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَرَفْناه. وقد جاءَ في الرِّواياتِ الأُخرَى أنَّ رُؤيةَ المؤمنين لله عزَّ وجلَّ في الآخِرةِ ستَقعُ مُتكرِّرةً أكثرَ مِن مَرَّةٍ، وإنَّما حُجِبَ عنهم تحقُّقُ رُؤيتِه أولًا بسَببِ مَن كان معهم مِن المنافقين الذين لا يَستحقُّونَ رُؤيتَه؛ فلمَّا تَميَّزوا رُفِعَ الحِجابُ، ولا إشكالَ في حُصولِ الامتحانِ في الموقِفِ؛ لأنَّ آثارَ التكاليفِ لا تَنقطِعُ إلَّا بعدَ الاستقرارِ في الجَنَّةِ أو النارِ. "ويردُّ عليهم ثلاثًا"، أي: يكرِّر عليهم السؤالَ ثلاثَ مراتٍ، "ويرُدُّون عليه ثلاثًا إنْ عرَّفَنا نفسَه عَرَفْناه"، أي: يرُدُّون بنَفْسِ الإجابةِ "فيَتَجلَّى لهم يَضحَكُ"، والمعنى: يُعرِّفُهم ربُّنا نفْسَه سبحانه، بصِفته التي يَعرِفونها، ويضحَكُ لهم ضَحِكًا يليقُ به سبحانه وتعالى، لثباتِهم، وعدمِ تردُّدِهم في معرفةِ خالقِهِم.
وفي الحديثِ: إثباتُ صِفاتِ الكلامِ، والضَّحِكِ لله عزَّ وجلَّ..
وفيه: الحَثُّ على الإيمانِ والثباتِ عليه، وتَبشيرٌ للمؤمنِ بحظْوتِهِ عندَ اللهِ في الآخرةِ، كما فيه إنذارٌ للعاصين.
وفيه: ثُبوتُ رُؤيةِ المُؤمنِينَ رَبَّهم عزَّ وجلَّ في الآخِرةِ( ).