الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - إذا قالَ القارِئُ: {غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فقالَ: مَن خَلْفَهُ: آمِينَ ، فَوافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ أهْلِ السَّماءِ، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ.

2 - ما كُنَّا نَدْعُو زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ إلَّا زَيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ حتَّى نَزَلَ في القُرْآنِ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هو أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب:5].

3 - لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} إلى قَوْلِهِ: {فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: 1 - 5] مَرْجِعَهُ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ، وَهُمْ يُخَالِطُهُمُ الحُزْنُ وَالْكَآبَةُ، وَقَدْ نَحَرَ الهَدْيَ بالحُدَيْبِيَةِ، فَقالَ: لقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هي أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا.

4 - تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: {هو الذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ منه آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ، فأمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ، وَالرَّاسِخُونَ في العِلْمِ يقولونَ آمَنَّا به كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنَا، وَما يَذَّكَّرُ إلَّا أُولو الألْبَابِ} [آل عمران: 7] قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ.

5 - كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ذَاتَ يَومٍ جَالِسًا وفي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ به، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقالَ: ما مِنكُم مِن نَفْسٍ إلَّا وَقَدْ عُلِمَ مَنْزِلُهَا مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ قالوا: يا رَسُولَ اللهِ، فَلِمَ نَعْمَلُ؟ أَفلا نَتَّكِلُ؟ قالَ: لَا، اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بالحُسْنَى}، إلى قَوْلِهِ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10].

6 - ثُمَّ فَتَرَ الوَحْيُ عَنِّي فَتْرَةً، فَبيْنَا أَنَا أَمْشِي...، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَديثِ يُونُسَ، غيرَ أنَّهُ قالَ: فَجُثِثْتُ منه فَرَقًا حتَّى هَوَيْتُ إلى الأرْضِ، قالَ: وَقالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَالرُّجْزُ الأوْثَانُ ، قالَ: ثُمَّ حَمِيَ الوَحْيُ بَعْدُ وَتَتَابَعَ. وفي رواية: فأنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ}، إلى قَوْلِهِ: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5] قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ، وَهي الأوْثَانُ ، وَقالَ: فَجُثِثْتُ منه كما قالَ عُقَيْلٌ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 161
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة المدثر وحي - أول ما بدئ به الوحي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يُحَدِّثُ عن فَتْرَةِ الوَحْيِ ، قالَ في حَديثِهِ: فَبَيْنا أنا أمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّماءِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا المَلَكُ الذي جاءَنِي بحِراءٍ جالِسًا علَى كُرْسِيٍّ بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَجُئِثْتُ منه فَرَقًا، فَرَجَعْتُ، فَقُلتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ، فَدَثَّرُونِي، فأنْزَلَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: {يا أيُّها المُدَّثِّرُ (1) قُمْ فأنْذِرْ (2) ورَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وثِيابَكَ فَطَهِّرْ (4) والرُّجْزَ فاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5]، وهي الأوْثانُ ، قالَ: ثُمَّ تَتابَعَ الوَحْيُ .

8 - قالَ لي عِمْرَانُ بنُ الحُصَيْنِ: أَرَأَيْتَ ما يَعْمَلُ النَّاسُ اليومَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ، أَشَيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى عليهم مِن قَدَرِ ما سَبَقَ، أَوْ فِيما يُسْتَقْبَلُونَ به ممَّا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتِ الحُجَّةُ عليهم؟ فَقُلتُ: بَلْ شَيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى عليهم، قالَ: فَقالَ: أَفلا يَكونُ ظُلْمًا؟ قالَ: فَفَزِعْتُ مِن ذلكَ فَزَعًا شَدِيدًا، وَقُلتُ: كُلُّ شَيءٍ خَلْقُ اللهِ وَمِلْكُ يَدِهِ، فلا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ، فَقالَ لِي: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، إنِّي لَمْ أُرِدْ بما سَأَلْتُكَ إلَّا لِأَحْزِرَ عَقْلَكَ، إنَّ رَجُلَيْنِ مِن مُزَيْنَةَ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَا: يا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ ما يَعْمَلُ النَّاسُ اليَومَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ، أَشَيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى فيهم مِن قَدَرٍ قدْ سَبَقَ، أَوْ فِيما يُسْتَقْبَلُونَ به ممَّا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتِ الحُجَّةُ عليهم؟ فَقالَ: لَا، بَلْ شَيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى فيهم، وَتَصْدِيقُ ذلكَ في كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 7 - 8].

9 - كُنَّا في جِنَازَةٍ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ ، فأتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمعهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بمِخْصَرَتِهِ ، ثُمَّ قالَ: ما مِنكُم مِن أَحَدٍ، ما مِن نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ ، إلَّا وَقَدْ كَتَبَ اللَّهُ مَكَانَهَا مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، وإلَّا وَقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً، أَوْ سَعِيدَةً، قالَ فَقالَ رَجَلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، أَفلا نَمْكُثُ علَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ العَمَلَ؟ فَقالَ: مَن كانَ مِن أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَن كانَ مِن أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَقالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بالحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5- 10]. وفي روايةٍ : بهذا الإسْنَادِ في مَعْنَاهُ. وَقالَ فأخَذَ عُودًا، وَلَمْ يَقُلْ: مِخْصَرَةً. وَقالَ ابنُ أَبِي شيبَةَ في حَديثِهِ، عن أَبِي الأحْوَصِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ.

10 - صَلَّيْتُ مع أبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ صَلَاةً فَلَمَّا كانَ عِنْدَ القَعْدَةِ قالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: أُقِرَّتِ الصَّلَاةُ بالبِرِّ والزَّكَاةِ؟ قالَ فَلَمَّا قَضَى أبو مُوسَى الصَّلَاةَ وسَلَّمَ انْصَرَفَ فَقالَ: أيُّكُمُ القَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وكَذَا؟ قالَ: فأرَمَّ القَوْمُ ، ثُمَّ قالَ: أيُّكُمُ القَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وكَذَا؟ فأرَمَّ القَوْمُ ، فَقالَ: لَعَلَّكَ يا حِطَّانُ قُلْتَهَا؟ قالَ: ما قُلتُهَا، ولقَدْ رَهِبْتُ أنْ تَبْكَعَنِي بهَا فَقالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: أنَا قُلتُهَا، ولَمْ أُرِدْ بهَا إلَّا الخَيْرَ فَقالَ أبو مُوسَى: أما تَعْلَمُونَ كيفَ تَقُولونَ في صَلَاتِكُمْ؟ إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَطَبَنَا فَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا وعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا. فَقالَ: إذَا صَلَّيْتُمْ فأقِيمُوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ لْيَؤُمَّكُمْ أحَدُكُمْ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإذْ قالَ {غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم ولَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، فَقُولوا: آمِينَ ، يُجِبْكُمُ اللَّهُ فَإِذَا كَبَّرَ ورَكَعَ فَكَبِّرُوا وارْكَعُوا، فإنَّ الإمَامَ يَرْكَعُ قَبْلَكُمْ، ويَرْفَعُ قَبْلَكُمْ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَتِلْكَ بتِلْكَ وإذَا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ . فَقُولوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ يَسْمَعُ اللَّهُ لَكُمْ ، فإنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى، قالَ علَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ وإذَا كَبَّرَ وسَجَدَ فَكَبِّرُوا واسْجُدُوا فإنَّ الإمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ ويَرْفَعُ قَبْلَكُمْ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَتِلْكَ بتِلْكَ، وإذَا كانَ عِنْدَ القَعْدَةِ فَلْيَكُنْ مِن أوَّلِ قَوْلِ أحَدِكُمْ: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ. وفي رواية: فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قَضَى علَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ .

11 -  ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالإِبِلُ؟ قالَ: ولا صاحِبُ إبِلٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها -ومِنْ حَقِّها حَلَبُها يَومَ وِرْدِها- إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ أوْفَرَ ما كانَتْ ، لا يَفْقِدُ مِنْها فَصِيلًا واحِدًا، تَطَؤُهُ بأَخْفافِها وتَعَضُّهُ بأَفْواهِها، كُلَّما مَرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخْراها، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قِيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْبَقَرُ والْغَنَمُ؟ قالَ: ولا صاحِبُ بَقَرٍ ولا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ ، لا يَفْقِدُ مِنْها شيئًا، ليْسَ فيها عَقْصاءُ ، ولا جَلْحاءُ ، ولا عَضْباءُ، تَنْطَحُهُ بقُرُونِها وتَطَؤُهُ بأَظْلافِها، كُلَّما مَرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخْراها، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْخَيْلُ؟ قالَ: الخَيْلُ ثَلاثَةٌ: هي لِرَجُلٍ وِزْرٌ ، وهي لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وهي لِرَجُلٍ أجْرٌ؛ فأمَّا الَّتي هي له وِزْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها رِياءً وفَخْرًا ونِواءً علَى أهْلِ الإسْلامِ، فَهي له وِزْرٌ ، وأَمَّا الَّتي هي له سِتْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها في سَبيلِ اللهِ ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللهِ في ظُهُورِها ولا رِقابِها، فَهي له سِتْرٌ، وأَمَّا الَّتي هي له أجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها في سَبيلِ اللهِ لأَهْلِ الإسْلامِ في مَرْجٍ ورَوْضَةٍ، فَما أكَلَتْ مِن ذلكَ المَرْجِ أوِ الرَّوْضَةِ مِن شَيءٍ، إلَّا كُتِبَ له عَدَدَ ما أكَلَتْ حَسَناتٌ، وكُتِبَ له عَدَدَ أرْواثِها وأَبْوالِها حَسَناتٌ، ولا تَقْطَعُ طِوَلَها فاسْتَنَّتْ شَرَفًا أوْ شَرَفَيْنِ، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له عَدَدَ آثارِها وأَرْواثِها حَسَناتٍ، ولا مَرَّ بها صاحِبُها علَى نَهْرٍ، فَشَرِبَتْ منه ولا يُرِيدُ أنْ يَسْقِيَها؛ إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له عَدَدَ ما شَرِبَتْ حَسَناتٍ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْحُمُرُ؟ قالَ: ما أُنْزِلَ عَلَيَّ في الحُمُرِ شَيءٌ، إلَّا هذِه الآيَةُ الفاذَّةُ الجامِعَةُ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}. [الزلزلة: 7-8]

12 - ما مِن صاحِبِ كَنْزٍ لا يُؤَدِّي زَكاتَهُ، إلَّا أُحْمِيَ عليه في نارِ جَهَنَّمَ، فيُجْعَلُ صَفائِحَ فيُكْوَى بها جَنْباهُ، وجَبِينُهُ حتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بيْنَ عِبادِهِ، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ، وما مِن صاحِبِ إبِلٍ لا يُؤَدِّي زَكاتَها، إلَّا بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ ، كَأَوْفَرِ ما كانَتْ، تَسْتَنُّ عليه، كُلَّما مَضَى عليه أُخْراها رُدَّتْ عليه أُولاها، حتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بيْنَ عِبادِهِ، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ، وما مِن صاحِبِ غَنَمٍ، لا يُؤَدِّي زَكاتَها إلَّا بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ ، كَأَوْفَرِ ما كانَتْ فَتَطَؤُهُ بأَظْلافِها وتَنْطَحُهُ بقُرُونِها، ليسَ فيها عَقْصاءُ ولا جَلْحاءُ ، كُلَّما مَضَى عليه أُخْراها رُدَّتْ عليه أُولاها، حتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بيْنَ عِبادِهِ في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قالَ سُهَيْلٌ: فلا أدْرِي أذَكَرَ البَقَرَ أمْ لا، قالوا: فالْخَيْلُ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: الخَيْلُ في نَواصِيها، أوْ قالَ، الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَواصِيها، قالَ سُهَيْلٌ: أنا أشُكُّ، الخَيْرُ إلى يَومِ القِيامَةِ، الخَيْلُ ثَلاثَةٌ: فَهي لِرَجُلٍ أجْرٌ، ولِرَجُلٍ سِتْرٌ، ولِرَجُلٍ وِزْرٌ ، فأمَّا الَّتي هي له أجْرٌ: فالرَّجُلُ يَتَّخِذُها في سَبيلِ اللهِ ويُعِدُّها له، فلا تُغَيِّبُ شيئًا في بُطُونِها إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له أجْرًا، ولو رَعاها في مَرْجٍ، ما أكَلَتْ مِن شيءٍ إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له بها أجْرًا، ولو سَقاها مِن نَهْرٍ، كانَ له بكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُها في بُطُونِها أجْرٌ، حتَّى ذَكَرَ الأجْرَ في أبْوالِها وأَرْواثِها، ولَوِ اسْتَنَّتْ شَرَفًا، أوْ شَرَفَيْنِ، كُتِبَ له بكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوها أجْرٌ، وأَمَّا الذي هي له سِتْرٌ: فالرَّجُلُ يَتَّخِذُها تَكَرُّمًا وتَجَمُّلًا، ولا يَنْسَى حَقَّ ظُهُورِها، وبُطُونِها في عُسْرِها ويُسْرِها، وأَمَّا الذي عليه وِزْرٌ فالَّذِي يَتَّخِذُها أشَرًا وبَطَرًا، وبَذَخًا ورِياءَ النَّاسِ، فَذاكَ الذي هي عليه وِزْرٌ قالوا: فالْحُمُرُ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ما أنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فيها شيئًا إلَّا هذِه الآيَةَ الجامِعَةَ الفاذَّةَ: {فمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:7-8]. [ وفي رواية]: بَدَلَ عَقْصاءُ ، عَضْباءُ وقالَ: فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وظَهْرُهُ ولَمْ يَذْكُر: جَبِينُهُ . [وفي رواية]: إذا لَمْ يُؤَدِّ المَرْءُ حَقَّ اللهِ، أوِ الصَّدَقَةَ في إبِلِهِ وساقَ الحَدِيثَ بنَحْوِ حَديثِ سُهَيْلٍ عن أبِيهِ.

13 - كانَ أوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصَّادِقَةَ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيا إلَّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إلَيْهِ الخَلاءُ ، فَكانَ يَخْلُو بغارِ حِراءٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيالِيَ أُوْلاتِ العَدَدِ، قَبْلَ أنْ يَرْجِعَ إلى أهْلِهِ ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِها، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ ، فَجاءَهُ المَلَكُ، فقالَ: اقْرَأْ، قالَ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي، فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فقالَ: اقْرَأْ، قالَ: قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي، فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فقالَ: أقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي، فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ (2) اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الذي عَلَّمَ بالقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5]، فَرَجَعَ بها رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ تَرْجُفُ بَوادِرُهُ ، حتَّى دَخَلَ علَى خَدِيجَةَ، فقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ، فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ ، ثُمَّ قالَ لِخَدِيجَةَ: أيْ خَدِيجَةُ، ما لي وأَخْبَرَها الخَبَرَ، قالَ: لقَدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي ، قالَتْ له خَدِيجَةُ: كَلّا أبْشِرْ ، فَواللَّهِ، لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، واللَّهِ، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ ، وتُكْسِبُ المَعْدُومَ ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ، فانْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى أتَتْ به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى، وهو ابنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أخِي أبِيها، وكانَ امْرَءًا تَنَصَّرَ في الجاهِلِيَّةِ، وكانَ يَكْتُبُ الكِتابَ العَرَبِيَّ، ويَكْتُبُ مِنَ الإنْجِيلِ بالعَرَبِيَّةِ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَكْتُبَ، وكانَ شيخًا كَبِيرًا قدْ عَمِيَ، فقالَتْ له خَدِيجَةُ: أيْ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ، قالَ ورَقَةُ بنُ نَوْفَلٍ: يا ابْنَ أخِي، ماذا تَرَى؟ فأخْبَرَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَبَرَ ما رَآهُ، فقالَ له ورَقَةُ: هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يا لَيْتَنِي فيها جَذَعًا ، يا لَيْتَنِي أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟ قالَ ورَقَةُ: نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا . وفي رواية: أوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ وساقَ الحَدِيثَ بمِثْلِ حَديثِ يُونُسَ، غيرَ أنَّه قالَ: فَواللَّهِ، لا يُحْزِنُكَ اللَّهُ أبَدًا، وقالَ: قالَتْ خَدِيجَةُ: أيِ ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ.

14 - عن الزُّهْريِّ أنَّ مالِكَ بن أَوسٍ حَدَّثَه قال: أرسل إليَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فجِئْتُه حين تعالى النَّهارُ، قال: فوجَدْتُه في بيتِه جالِسًا على سريرٍ مُفضِيًا إلى رِمالِه ، مُتَّكِئًا على وِسادةٍ مِن أَدَمٍ، فقال لي: يا مالُ، إنَّه قد دَفَّ أهلُ أبياتٍ مِن قَومِك، وقد أمَرْتُ فيهم برَضْخٍ، فخُذْه فاقسِمْه بينهم. قال: قُلتُ: لو أمَرْتَ بهذا غيري؟ قال: خُذْه يا مالُ، قال: فجاء يَرْفَا، فقال: هل لك يا أميرَ المؤمنينَ في عُثمانَ وعبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ والزُّبَيرِ وسَعدٍ؟ فقال عُمَرُ: نَعَمْ، فأذِنْ لهم فدخَلوا، ثمَّ جاء فقال: هل لك في عَبَّاسٍ وعَلِيٍّ؟ قال: نعَمْ، فأَذِنَ لهما، فقال عَبَّاسٌ: يا أميرَ المؤمنينَ اقْضِ بيني وبين هذا الكاذِبِ الآثِمِ الغادِرِ الخائِنِ. فقال القَومُ: أجَلْ يا أميرَ المؤمنيَن فاقْضِ بينهم وأَرِحْهم، -فقال مالِكُ بنُ أوسٍ: يُخَيَّلُ إليَّ أنَّهم قد كانوا قَدَّموهم لذلك- فقال عُمَرُ: اتَّئِدا. أَنشُدُكم باللهِ الذي بإذْنِه تقومُ السَّماءُ والأرضُ، أتعلَمون أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (لا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقةٌ) قالوا: نعَمْ، ثمَّ أقبل على العَبَّاسِ وعَلِيٍّ فقال: أَنْشُدُكما باللهِ الذي بإذنِه تقومُ السَّماءُ والأرضُ، أتَعْلَمانِ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (لا نُورَث،ُ ما تَرَكْناه صَدَقةٌ) قالا: نعَمْ. فقال عُمَرُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ كان خَصَّ رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بخاصَّةٍ لم يُخَصِّصْ بها أحَدًا غَيرَه؛ قال:  {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} [الحشر: 7] -ما أدري هل قرأ الآيةَ التي قَبْلَها أم لا- قال: فقَسَم رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينكم أموالَ بني النَّضيرِ، فواللهِ ما استأثر عليكم ولا أخَذَها دُونَكم حتى بَقِيَ هذا المالُ، فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأخُذُ منه نفقةَ سَنةٍ، ثم يجعَلُ ما بَقِيَ أُسوةَ المالِ، ثمَّ قال: أَنْشُدُكم باللهِ الذي بإذنِه تقومُ السَّماءُ والأرضُ، أتَعْلَمون ذلك؟ قالوا: نعَمْ. ثمَّ نَشَد عَبَّاسًا وعَلِيًّا بمِثْلِ ما نشَدَ به القَومَ، أتعْلَمانِ ذلك؟ قالا: نعَمْ. قال: فلمَّا تُوُفِّيَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال أبو بَكرٍ: أنا وَلِيُّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فجِتْئُما، تطلُبُ ميراثَك من ابنِ أخيكَ، ويَطلُبُ هذا ميراثَ امرأتِه من أبيها. فقال أبو بكرٍ: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (ما نُورَثُ، ما ترَكْنا صَدَقةٌ) فرَأَيْتُماه كاذبًا آثمًا غادِرًا خائِنًا، واللهُ يعلَمُ إنَّه لصادِقٌ بارٌّ راشِدٌ تابِعٌ للحَقِّ، ثمَّ تُوفِّيَ أبو بكرٍ وأنا وليُّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ووَلِيُّ أبي بكرٍ، فرأيتُماني كاِذًبا آثمًا غادِرًا خائِنًا، واللهُ يعلَمُ إنِّي لصادِقٌ بارٌّ راشِدٌ تابِعٌ للحَقِّ، فوَلِيتُها، ثمَّ جِئْتَني أنت وهذا وأنتما جميعٌ وأمرُكما واحِدٌ، فقُلْتُما: ادْفَعْها إلينا. فقلتُ: إنْ شِئتُم دفَعْتُها إليكما على أنَّ عليكما عَهْدَ اللهِ أن تعمَلَا فيها بالذي كان يعمَلُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأخَذْتُماها بذلك. قال: أكذلِكَ؟ قالا: نعَمْ. قال: ثمَّ جِئْتُماني لأقضِيَ بينكما، ولا واللهِ، لا أقضي بينكما بغيرِ ذلك حتى تقومَ السَّاعةُ، فإنْ عجَزْتُما عنها فرُدَّاها إليَّ

15 -  لَمَّا اعْتَزَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، قالَ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَإِذَا النَّاسُ يَنْكُتُونَ بالحَصَى، ويقولونَ: طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، وَذلكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرْنَ بالحِجَابِ، فَقالَ عُمَرُ، فَقُلتُ: لأَعْلَمَنَّ ذلكَ اليَومَ، قالَ: فَدَخَلْتُ علَى عَائِشَةَ، فَقُلتُ: يا بنْتَ أَبِي بَكْرٍ، أَقَدْ بَلَغَ مِن شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟! فَقالَتْ: ما لي وَما لكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ! عَلَيْكَ بعَيْبَتِكَ، قالَ: فَدَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ بنْتِ عُمَرَ، فَقُلتُ لَهَا: يا حَفْصَةُ، أَقَدْ بَلَغَ مِن شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟! وَاللَّهِ لقَدْ عَلِمْتِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لا يُحِبُّكِ، وَلَوْلَا أَنَا لَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَبَكَتْ أَشَدَّ البُكَاءِ، فَقُلتُ لَهَا: أَيْنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟ قالَتْ: هو في خِزَانَتِهِ في المَشْرُبَةِ، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا أَنَا برَبَاحٍ غُلَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَاعِدًا علَى أُسْكُفَّةِ المَشْرُبَةِ، مُدَلٍّ رِجْلَيْهِ علَى نَقِيرٍ مِن خَشَبٍ ، وَهو جِذْعٌ يَرْقَى عليه رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَيَنْحَدِرُ، فَنَادَيْتُ: يا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لي عِنْدَكَ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ رَبَاحٌ إلى الغُرْفَةِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ، فَلَمْ يَقُلْ شيئًا، ثُمَّ قُلتُ: يا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لي عِنْدَكَ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ رَبَاحٌ إلى الغُرْفَةِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ، فَلَمْ يَقُلْ شيئًا، ثُمَّ رَفَعْتُ صَوْتِي، فَقُلتُ: يا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لي عِنْدَكَ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؛ فإنِّي أَظُنُّ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ظَنَّ أَنِّي جِئْتُ مِن أَجْلِ حَفْصَةَ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بضَرْبِ عُنُقِهَا، لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهَا، وَرَفَعْتُ صَوْتِي، فأوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ ارْقَهْ، فَدَخَلْتُ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو مُضْطَجِعٌ علَى حَصِيرٍ، فَجَلَسْتُ، فأدْنَى عليه إِزَارَهُ وَليسَ عليه غَيْرُهُ، وإذَا الحَصِيرُ قدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، فَنَظَرْتُ ببَصَرِي في خِزَانَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَنَا بقَبْضَةٍ مِن شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ ، وَمِثْلِهَا قَرَظًا في نَاحِيَةِ الغُرْفَةِ، وإذَا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ ، قالَ: فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ، قالَ: ما يُبْكِيكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ؟ قُلتُ: يا نَبِيَّ اللهِ، وَما لي لا أَبْكِي وَهذا الحَصِيرُ قدْ أَثَّرَ في جَنْبِكَ، وَهذِه خِزَانَتُكَ لا أَرَى فِيهَا إِلَّا ما أَرَى، وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى في الثِّمَارِ وَالأنْهَارِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَصَفْوَتُهُ، وَهذِه خِزَانَتُكَ! فَقالَ: يا ابْنَ الخَطَّابِ، أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا؟ قُلتُ: بَلَى. قالَ: وَدَخَلْتُ عليه حِينَ دَخَلْتُ وَأَنَا أَرَى في وَجْهِهِ الغَضَبَ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، ما يَشُقُّ عَلَيْكَ مِن شَأْنِ النِّسَاءِ؟ فإنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهُنَّ، فإنَّ اللَّهَ معكَ، وَمَلَائِكَتَهُ، وَجِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَأَنَا، وَأَبُو بَكْرٍ، وَالْمُؤْمِنُونَ معكَ، وَقَلَّما تَكَلَّمْتُ -وَأَحْمَدُ اللَّهَ- بكَلَامٍ إِلَّا رَجَوْتُ أَنْ يَكونَ اللَّهُ يُصَدِّقُ قَوْلِي الذي أَقُولُ، وَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ آيَةُ التَّخْيِيرِ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5]، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4]، وَكَانَتْ عَائِشَةُ بنْتُ أَبِي بَكْرٍ وَحَفْصَةُ تَظَاهَرَانِ علَى سَائِرِ نِسَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَطَلَّقْتَهُنَّ؟ قالَ: لَا، قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي دَخَلْتُ المَسْجِدَ وَالْمُسْلِمُونَ يَنْكُتُونَ بالحَصَى، يقولونَ: طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، أَفَأَنْزِلُ فَأُخْبِرَهُمْ أنَّكَ لَمْ تُطَلِّقْهُنَّ؟ قالَ: نَعَمْ، إنْ شِئْتَ، فَلَمْ أَزَلْ أُحَدِّثُهُ حتَّى تَحَسَّرَ الغَضَبُ عن وَجْهِهِ، وَحتَّى كَشَرَ فَضَحِكَ، وَكانَ مِن أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا، ثُمَّ نَزَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَنَزَلْتُ، فَنَزَلْتُ أَتَشَبَّثُ بالجِذْعِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كَأنَّما يَمْشِي علَى الأرْضِ ما يَمَسُّهُ بيَدِهِ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّما كُنْتَ في الغُرْفَةِ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، قالَ: إنَّ الشَّهْرَ يَكونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، فَقُمْتُ علَى بَابِ المَسْجِدِ، فَنَادَيْتُ بأَعْلَى صَوْتِي: لَمْ يُطَلِّقْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، وَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83]، فَكُنْتُ أَنَا اسْتَنْبَطْتُ ذلكَ الأمْرَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ التَّخْيِيرِ.
 

1 - إذا قالَ القارِئُ: {غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] فقالَ: مَن خَلْفَهُ: آمِينَ ، فَوافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ أهْلِ السَّماءِ، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 410 التخريج : أخرجه البخاري (782) بلفظ مقارب
التصنيف الموضوعي: استغفار - أسباب المغفرة صلاة - قراءة الفاتحة صلاة - التأمين للفاتحة وما يتعلق به صلاة - فضل التأمين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - ما كُنَّا نَدْعُو زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ إلَّا زَيْدَ بنَ مُحَمَّدٍ حتَّى نَزَلَ في القُرْآنِ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هو أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب:5].
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2425 التخريج : أخرجه البخاري (4782) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأحزاب قرآن - أسباب النزول قرآن - نزول القرآن مناقب وفضائل - زيد بن حارثة مناقب وفضائل - موالي النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} إلى قَوْلِهِ: {فَوْزًا عَظِيمًا} [الفتح: 1 - 5] مَرْجِعَهُ مِنَ الحُدَيْبِيَةِ، وَهُمْ يُخَالِطُهُمُ الحُزْنُ وَالْكَآبَةُ، وَقَدْ نَحَرَ الهَدْيَ بالحُدَيْبِيَةِ، فَقالَ: لقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هي أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1786 التخريج : أخرجه البخاري (4172) باختلاف يسير دون قوله: "وهم يخالطهم ..."
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الفتح رقائق وزهد - الحزن والبكاء مغازي - صلح الحديبية مغازي - غزوة الحديبية فضائل سور وآيات - سورة الفتح
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

4 - تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: {هو الذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ منه آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ، فأمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ، وَالرَّاسِخُونَ في العِلْمِ يقولونَ آمَنَّا به كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنَا، وَما يَذَّكَّرُ إلَّا أُولو الألْبَابِ} [آل عمران: 7] قالَتْ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إذَا رَأَيْتُمُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2665 التخريج : أخرجه البخاري (4547)، وأبي داود (4598)، والترمذي (2994) جميعا بلفظه.
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - ما جاء في أصحاب البدع اعتصام بالسنة - مجانبة أهل الأهواء تفسير آيات - سورة آل عمران قرآن - النهي عن اتباع متشابه القرآن والاختلاف فيه رقائق وزهد - اجتناب الشبهات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ذَاتَ يَومٍ جَالِسًا وفي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ به، فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقالَ: ما مِنكُم مِن نَفْسٍ إلَّا وَقَدْ عُلِمَ مَنْزِلُهَا مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ قالوا: يا رَسُولَ اللهِ، فَلِمَ نَعْمَلُ؟ أَفلا نَتَّكِلُ؟ قالَ: لَا، اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بالحُسْنَى}، إلى قَوْلِهِ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5 - 10].
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2647 التخريج : أخرجه البخاري (1362)، وأبو داود (4694) باختلاف يسير، والترمذي (2136)، وابن ماجه (78) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الليل قدر - الأمر بالعمل وترك العجز قدر - الإيمان بالقدر قدر - كتاب أهل الجنة وأهل النار قدر - كل شيء بقدر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - ثُمَّ فَتَرَ الوَحْيُ عَنِّي فَتْرَةً، فَبيْنَا أَنَا أَمْشِي...، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَديثِ يُونُسَ، غيرَ أنَّهُ قالَ: فَجُثِثْتُ منه فَرَقًا حتَّى هَوَيْتُ إلى الأرْضِ، قالَ: وَقالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَالرُّجْزُ الأوْثَانُ ، قالَ: ثُمَّ حَمِيَ الوَحْيُ بَعْدُ وَتَتَابَعَ. وفي رواية: فأنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ}، إلى قَوْلِهِ: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5] قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ، وَهي الأوْثَانُ ، وَقالَ: فَجُثِثْتُ منه كما قالَ عُقَيْلٌ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 161 التخريج : أخرجه أحمد (14483)، والطيالسي (1799)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11567) جميعهم بلفظه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة المدثر وحي - أول ما بدئ به الوحي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يُحَدِّثُ عن فَتْرَةِ الوَحْيِ ، قالَ في حَديثِهِ: فَبَيْنا أنا أمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّماءِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا المَلَكُ الذي جاءَنِي بحِراءٍ جالِسًا علَى كُرْسِيٍّ بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَجُئِثْتُ منه فَرَقًا، فَرَجَعْتُ، فَقُلتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ، فَدَثَّرُونِي، فأنْزَلَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: {يا أيُّها المُدَّثِّرُ (1) قُمْ فأنْذِرْ (2) ورَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وثِيابَكَ فَطَهِّرْ (4) والرُّجْزَ فاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5]، وهي الأوْثانُ ، قالَ: ثُمَّ تَتابَعَ الوَحْيُ .

8 - قالَ لي عِمْرَانُ بنُ الحُصَيْنِ: أَرَأَيْتَ ما يَعْمَلُ النَّاسُ اليومَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ، أَشَيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى عليهم مِن قَدَرِ ما سَبَقَ، أَوْ فِيما يُسْتَقْبَلُونَ به ممَّا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتِ الحُجَّةُ عليهم؟ فَقُلتُ: بَلْ شَيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى عليهم، قالَ: فَقالَ: أَفلا يَكونُ ظُلْمًا؟ قالَ: فَفَزِعْتُ مِن ذلكَ فَزَعًا شَدِيدًا، وَقُلتُ: كُلُّ شَيءٍ خَلْقُ اللهِ وَمِلْكُ يَدِهِ، فلا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ، فَقالَ لِي: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، إنِّي لَمْ أُرِدْ بما سَأَلْتُكَ إلَّا لِأَحْزِرَ عَقْلَكَ، إنَّ رَجُلَيْنِ مِن مُزَيْنَةَ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَا: يا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ ما يَعْمَلُ النَّاسُ اليَومَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ، أَشَيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى فيهم مِن قَدَرٍ قدْ سَبَقَ، أَوْ فِيما يُسْتَقْبَلُونَ به ممَّا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتِ الحُجَّةُ عليهم؟ فَقالَ: لَا، بَلْ شَيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى فيهم، وَتَصْدِيقُ ذلكَ في كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 7 - 8].

9 - كُنَّا في جِنَازَةٍ في بَقِيعِ الغَرْقَدِ ، فأتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمعهُ مِخْصَرَةٌ فَنَكَّسَ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بمِخْصَرَتِهِ ، ثُمَّ قالَ: ما مِنكُم مِن أَحَدٍ، ما مِن نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ ، إلَّا وَقَدْ كَتَبَ اللَّهُ مَكَانَهَا مِنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، وإلَّا وَقَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً، أَوْ سَعِيدَةً، قالَ فَقالَ رَجَلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، أَفلا نَمْكُثُ علَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ العَمَلَ؟ فَقالَ: مَن كانَ مِن أَهْلِ السَّعَادَةِ، فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَمَن كانَ مِن أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، فَسَيَصِيرُ إلى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَقالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ فيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بالحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بالحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 5- 10]. وفي روايةٍ : بهذا الإسْنَادِ في مَعْنَاهُ. وَقالَ فأخَذَ عُودًا، وَلَمْ يَقُلْ: مِخْصَرَةً. وَقالَ ابنُ أَبِي شيبَةَ في حَديثِهِ، عن أَبِي الأحْوَصِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2647 التخريج : أخرجه البخاري (4948)، وأبو يعلى (582) كلاهما باختلاف يسير، وأبو داود (4694)، والترمذي (3344) كلاهما بنحوه .
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الليل رقائق وزهد - الموعظة عند القبر قدر - الأمر بالعمل وترك العجز قدر - كتاب أهل الجنة وأهل النار قدر - كل شيء بقدر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - صَلَّيْتُ مع أبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ صَلَاةً فَلَمَّا كانَ عِنْدَ القَعْدَةِ قالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: أُقِرَّتِ الصَّلَاةُ بالبِرِّ والزَّكَاةِ؟ قالَ فَلَمَّا قَضَى أبو مُوسَى الصَّلَاةَ وسَلَّمَ انْصَرَفَ فَقالَ: أيُّكُمُ القَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وكَذَا؟ قالَ: فأرَمَّ القَوْمُ ، ثُمَّ قالَ: أيُّكُمُ القَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وكَذَا؟ فأرَمَّ القَوْمُ ، فَقالَ: لَعَلَّكَ يا حِطَّانُ قُلْتَهَا؟ قالَ: ما قُلتُهَا، ولقَدْ رَهِبْتُ أنْ تَبْكَعَنِي بهَا فَقالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: أنَا قُلتُهَا، ولَمْ أُرِدْ بهَا إلَّا الخَيْرَ فَقالَ أبو مُوسَى: أما تَعْلَمُونَ كيفَ تَقُولونَ في صَلَاتِكُمْ؟ إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَطَبَنَا فَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا وعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا. فَقالَ: إذَا صَلَّيْتُمْ فأقِيمُوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ لْيَؤُمَّكُمْ أحَدُكُمْ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وإذْ قالَ {غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم ولَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، فَقُولوا: آمِينَ ، يُجِبْكُمُ اللَّهُ فَإِذَا كَبَّرَ ورَكَعَ فَكَبِّرُوا وارْكَعُوا، فإنَّ الإمَامَ يَرْكَعُ قَبْلَكُمْ، ويَرْفَعُ قَبْلَكُمْ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَتِلْكَ بتِلْكَ وإذَا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ . فَقُولوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ يَسْمَعُ اللَّهُ لَكُمْ ، فإنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى، قالَ علَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ وإذَا كَبَّرَ وسَجَدَ فَكَبِّرُوا واسْجُدُوا فإنَّ الإمَامَ يَسْجُدُ قَبْلَكُمْ ويَرْفَعُ قَبْلَكُمْ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَتِلْكَ بتِلْكَ، وإذَا كانَ عِنْدَ القَعْدَةِ فَلْيَكُنْ مِن أوَّلِ قَوْلِ أحَدِكُمْ: التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ. وفي رواية: فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قَضَى علَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ .

11 -  ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالإِبِلُ؟ قالَ: ولا صاحِبُ إبِلٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها -ومِنْ حَقِّها حَلَبُها يَومَ وِرْدِها- إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ أوْفَرَ ما كانَتْ ، لا يَفْقِدُ مِنْها فَصِيلًا واحِدًا، تَطَؤُهُ بأَخْفافِها وتَعَضُّهُ بأَفْواهِها، كُلَّما مَرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخْراها، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قِيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْبَقَرُ والْغَنَمُ؟ قالَ: ولا صاحِبُ بَقَرٍ ولا غَنَمٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ ، لا يَفْقِدُ مِنْها شيئًا، ليْسَ فيها عَقْصاءُ ، ولا جَلْحاءُ ، ولا عَضْباءُ، تَنْطَحُهُ بقُرُونِها وتَطَؤُهُ بأَظْلافِها، كُلَّما مَرَّ عليه أُولاها رُدَّ عليه أُخْراها، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْخَيْلُ؟ قالَ: الخَيْلُ ثَلاثَةٌ: هي لِرَجُلٍ وِزْرٌ ، وهي لِرَجُلٍ سِتْرٌ، وهي لِرَجُلٍ أجْرٌ؛ فأمَّا الَّتي هي له وِزْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها رِياءً وفَخْرًا ونِواءً علَى أهْلِ الإسْلامِ، فَهي له وِزْرٌ ، وأَمَّا الَّتي هي له سِتْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها في سَبيلِ اللهِ ، ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقَّ اللهِ في ظُهُورِها ولا رِقابِها، فَهي له سِتْرٌ، وأَمَّا الَّتي هي له أجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَها في سَبيلِ اللهِ لأَهْلِ الإسْلامِ في مَرْجٍ ورَوْضَةٍ، فَما أكَلَتْ مِن ذلكَ المَرْجِ أوِ الرَّوْضَةِ مِن شَيءٍ، إلَّا كُتِبَ له عَدَدَ ما أكَلَتْ حَسَناتٌ، وكُتِبَ له عَدَدَ أرْواثِها وأَبْوالِها حَسَناتٌ، ولا تَقْطَعُ طِوَلَها فاسْتَنَّتْ شَرَفًا أوْ شَرَفَيْنِ، إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له عَدَدَ آثارِها وأَرْواثِها حَسَناتٍ، ولا مَرَّ بها صاحِبُها علَى نَهْرٍ، فَشَرِبَتْ منه ولا يُرِيدُ أنْ يَسْقِيَها؛ إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له عَدَدَ ما شَرِبَتْ حَسَناتٍ. قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، فالْحُمُرُ؟ قالَ: ما أُنْزِلَ عَلَيَّ في الحُمُرِ شَيءٌ، إلَّا هذِه الآيَةُ الفاذَّةُ الجامِعَةُ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}. [الزلزلة: 7-8]
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 987 التخريج : أخرجه البخاري (2371) مختصراً، ومسلم (987) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جهاد - ارتباط الخيل في سبيل الله رقائق وزهد - الكبر والتواضع زكاة - زكاة الإبل زكاة - زكاة الأنعام زكاة - زكاة البقر
| أحاديث مشابهة | شرح الحديث

12 - ما مِن صاحِبِ كَنْزٍ لا يُؤَدِّي زَكاتَهُ، إلَّا أُحْمِيَ عليه في نارِ جَهَنَّمَ، فيُجْعَلُ صَفائِحَ فيُكْوَى بها جَنْباهُ، وجَبِينُهُ حتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بيْنَ عِبادِهِ، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ، إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ، وما مِن صاحِبِ إبِلٍ لا يُؤَدِّي زَكاتَها، إلَّا بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ ، كَأَوْفَرِ ما كانَتْ، تَسْتَنُّ عليه، كُلَّما مَضَى عليه أُخْراها رُدَّتْ عليه أُولاها، حتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بيْنَ عِبادِهِ، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ، وما مِن صاحِبِ غَنَمٍ، لا يُؤَدِّي زَكاتَها إلَّا بُطِحَ لها بقاعٍ قَرْقَرٍ ، كَأَوْفَرِ ما كانَتْ فَتَطَؤُهُ بأَظْلافِها وتَنْطَحُهُ بقُرُونِها، ليسَ فيها عَقْصاءُ ولا جَلْحاءُ ، كُلَّما مَضَى عليه أُخْراها رُدَّتْ عليه أُولاها، حتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بيْنَ عِبادِهِ في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ ممَّا تَعُدُّونَ، ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ. قالَ سُهَيْلٌ: فلا أدْرِي أذَكَرَ البَقَرَ أمْ لا، قالوا: فالْخَيْلُ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: الخَيْلُ في نَواصِيها، أوْ قالَ، الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَواصِيها، قالَ سُهَيْلٌ: أنا أشُكُّ، الخَيْرُ إلى يَومِ القِيامَةِ، الخَيْلُ ثَلاثَةٌ: فَهي لِرَجُلٍ أجْرٌ، ولِرَجُلٍ سِتْرٌ، ولِرَجُلٍ وِزْرٌ ، فأمَّا الَّتي هي له أجْرٌ: فالرَّجُلُ يَتَّخِذُها في سَبيلِ اللهِ ويُعِدُّها له، فلا تُغَيِّبُ شيئًا في بُطُونِها إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له أجْرًا، ولو رَعاها في مَرْجٍ، ما أكَلَتْ مِن شيءٍ إلَّا كَتَبَ اللَّهُ له بها أجْرًا، ولو سَقاها مِن نَهْرٍ، كانَ له بكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُها في بُطُونِها أجْرٌ، حتَّى ذَكَرَ الأجْرَ في أبْوالِها وأَرْواثِها، ولَوِ اسْتَنَّتْ شَرَفًا، أوْ شَرَفَيْنِ، كُتِبَ له بكُلِّ خُطْوَةٍ تَخْطُوها أجْرٌ، وأَمَّا الذي هي له سِتْرٌ: فالرَّجُلُ يَتَّخِذُها تَكَرُّمًا وتَجَمُّلًا، ولا يَنْسَى حَقَّ ظُهُورِها، وبُطُونِها في عُسْرِها ويُسْرِها، وأَمَّا الذي عليه وِزْرٌ فالَّذِي يَتَّخِذُها أشَرًا وبَطَرًا، وبَذَخًا ورِياءَ النَّاسِ، فَذاكَ الذي هي عليه وِزْرٌ قالوا: فالْحُمُرُ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ما أنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فيها شيئًا إلَّا هذِه الآيَةَ الجامِعَةَ الفاذَّةَ: {فمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، ومَن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:7-8]. [ وفي رواية]: بَدَلَ عَقْصاءُ ، عَضْباءُ وقالَ: فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وظَهْرُهُ ولَمْ يَذْكُر: جَبِينُهُ . [وفي رواية]: إذا لَمْ يُؤَدِّ المَرْءُ حَقَّ اللهِ، أوِ الصَّدَقَةَ في إبِلِهِ وساقَ الحَدِيثَ بنَحْوِ حَديثِ سُهَيْلٍ عن أبِيهِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 987 التخريج : أخرجه مسلم (987) مطولاً
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة التوبة تفسير آيات - سورة الزلزلة زكاة - زكاة الذهب والفضة زكاة - زكاة الغنم زكاة - عقوبة مانع الزكاة
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

13 - كانَ أوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصَّادِقَةَ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيا إلَّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إلَيْهِ الخَلاءُ ، فَكانَ يَخْلُو بغارِ حِراءٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيالِيَ أُوْلاتِ العَدَدِ، قَبْلَ أنْ يَرْجِعَ إلى أهْلِهِ ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِها، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ ، فَجاءَهُ المَلَكُ، فقالَ: اقْرَأْ، قالَ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي، فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فقالَ: اقْرَأْ، قالَ: قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، قالَ: فأخَذَنِي، فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فقالَ: أقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذَنِي، فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدَ، ثُمَّ أرْسَلَنِي ، فقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ (2) اقْرَأْ ورَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الذي عَلَّمَ بالقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 - 5]، فَرَجَعَ بها رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ تَرْجُفُ بَوادِرُهُ ، حتَّى دَخَلَ علَى خَدِيجَةَ، فقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ، فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ ، ثُمَّ قالَ لِخَدِيجَةَ: أيْ خَدِيجَةُ، ما لي وأَخْبَرَها الخَبَرَ، قالَ: لقَدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي ، قالَتْ له خَدِيجَةُ: كَلّا أبْشِرْ ، فَواللَّهِ، لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، واللَّهِ، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ ، وتُكْسِبُ المَعْدُومَ ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ، فانْطَلَقَتْ به خَدِيجَةُ حتَّى أتَتْ به ورَقَةَ بنَ نَوْفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عبدِ العُزَّى، وهو ابنُ عَمِّ خَدِيجَةَ أخِي أبِيها، وكانَ امْرَءًا تَنَصَّرَ في الجاهِلِيَّةِ، وكانَ يَكْتُبُ الكِتابَ العَرَبِيَّ، ويَكْتُبُ مِنَ الإنْجِيلِ بالعَرَبِيَّةِ ما شاءَ اللَّهُ أنْ يَكْتُبَ، وكانَ شيخًا كَبِيرًا قدْ عَمِيَ، فقالَتْ له خَدِيجَةُ: أيْ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ، قالَ ورَقَةُ بنُ نَوْفَلٍ: يا ابْنَ أخِي، ماذا تَرَى؟ فأخْبَرَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَبَرَ ما رَآهُ، فقالَ له ورَقَةُ: هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يا لَيْتَنِي فيها جَذَعًا ، يا لَيْتَنِي أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟ قالَ ورَقَةُ: نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا . وفي رواية: أوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ وساقَ الحَدِيثَ بمِثْلِ حَديثِ يُونُسَ، غيرَ أنَّه قالَ: فَواللَّهِ، لا يُحْزِنُكَ اللَّهُ أبَدًا، وقالَ: قالَتْ خَدِيجَةُ: أيِ ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ.

14 - عن الزُّهْريِّ أنَّ مالِكَ بن أَوسٍ حَدَّثَه قال: أرسل إليَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فجِئْتُه حين تعالى النَّهارُ، قال: فوجَدْتُه في بيتِه جالِسًا على سريرٍ مُفضِيًا إلى رِمالِه ، مُتَّكِئًا على وِسادةٍ مِن أَدَمٍ، فقال لي: يا مالُ، إنَّه قد دَفَّ أهلُ أبياتٍ مِن قَومِك، وقد أمَرْتُ فيهم برَضْخٍ، فخُذْه فاقسِمْه بينهم. قال: قُلتُ: لو أمَرْتَ بهذا غيري؟ قال: خُذْه يا مالُ، قال: فجاء يَرْفَا، فقال: هل لك يا أميرَ المؤمنينَ في عُثمانَ وعبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ والزُّبَيرِ وسَعدٍ؟ فقال عُمَرُ: نَعَمْ، فأذِنْ لهم فدخَلوا، ثمَّ جاء فقال: هل لك في عَبَّاسٍ وعَلِيٍّ؟ قال: نعَمْ، فأَذِنَ لهما، فقال عَبَّاسٌ: يا أميرَ المؤمنينَ اقْضِ بيني وبين هذا الكاذِبِ الآثِمِ الغادِرِ الخائِنِ. فقال القَومُ: أجَلْ يا أميرَ المؤمنيَن فاقْضِ بينهم وأَرِحْهم، -فقال مالِكُ بنُ أوسٍ: يُخَيَّلُ إليَّ أنَّهم قد كانوا قَدَّموهم لذلك- فقال عُمَرُ: اتَّئِدا. أَنشُدُكم باللهِ الذي بإذْنِه تقومُ السَّماءُ والأرضُ، أتعلَمون أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (لا نُورَثُ، ما تَرَكْنا صَدَقةٌ) قالوا: نعَمْ، ثمَّ أقبل على العَبَّاسِ وعَلِيٍّ فقال: أَنْشُدُكما باللهِ الذي بإذنِه تقومُ السَّماءُ والأرضُ، أتَعْلَمانِ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (لا نُورَث،ُ ما تَرَكْناه صَدَقةٌ) قالا: نعَمْ. فقال عُمَرُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ كان خَصَّ رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بخاصَّةٍ لم يُخَصِّصْ بها أحَدًا غَيرَه؛ قال:  {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} [الحشر: 7] -ما أدري هل قرأ الآيةَ التي قَبْلَها أم لا- قال: فقَسَم رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينكم أموالَ بني النَّضيرِ، فواللهِ ما استأثر عليكم ولا أخَذَها دُونَكم حتى بَقِيَ هذا المالُ، فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأخُذُ منه نفقةَ سَنةٍ، ثم يجعَلُ ما بَقِيَ أُسوةَ المالِ، ثمَّ قال: أَنْشُدُكم باللهِ الذي بإذنِه تقومُ السَّماءُ والأرضُ، أتَعْلَمون ذلك؟ قالوا: نعَمْ. ثمَّ نَشَد عَبَّاسًا وعَلِيًّا بمِثْلِ ما نشَدَ به القَومَ، أتعْلَمانِ ذلك؟ قالا: نعَمْ. قال: فلمَّا تُوُفِّيَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال أبو بَكرٍ: أنا وَلِيُّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فجِتْئُما، تطلُبُ ميراثَك من ابنِ أخيكَ، ويَطلُبُ هذا ميراثَ امرأتِه من أبيها. فقال أبو بكرٍ: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (ما نُورَثُ، ما ترَكْنا صَدَقةٌ) فرَأَيْتُماه كاذبًا آثمًا غادِرًا خائِنًا، واللهُ يعلَمُ إنَّه لصادِقٌ بارٌّ راشِدٌ تابِعٌ للحَقِّ، ثمَّ تُوفِّيَ أبو بكرٍ وأنا وليُّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ووَلِيُّ أبي بكرٍ، فرأيتُماني كاِذًبا آثمًا غادِرًا خائِنًا، واللهُ يعلَمُ إنِّي لصادِقٌ بارٌّ راشِدٌ تابِعٌ للحَقِّ، فوَلِيتُها، ثمَّ جِئْتَني أنت وهذا وأنتما جميعٌ وأمرُكما واحِدٌ، فقُلْتُما: ادْفَعْها إلينا. فقلتُ: إنْ شِئتُم دفَعْتُها إليكما على أنَّ عليكما عَهْدَ اللهِ أن تعمَلَا فيها بالذي كان يعمَلُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأخَذْتُماها بذلك. قال: أكذلِكَ؟ قالا: نعَمْ. قال: ثمَّ جِئْتُماني لأقضِيَ بينكما، ولا واللهِ، لا أقضي بينكما بغيرِ ذلك حتى تقومَ السَّاعةُ، فإنْ عجَزْتُما عنها فرُدَّاها إليَّ
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1757 التخريج : أخرجه مسلم (1757)، والطبري في ((التفسير)) (22/ 519)، وأبو عوانة (7113)، وابن حبان (7447) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: غنائم - الغنائم وتقسيمها فرائض ومواريث - لا نورث ما تركنا صدقة جهاد - الفيء والغنيمة رقائق وزهد - عيش السلف غنائم - مصرف الفيء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

15 -  لَمَّا اعْتَزَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، قالَ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَإِذَا النَّاسُ يَنْكُتُونَ بالحَصَى، ويقولونَ: طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، وَذلكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرْنَ بالحِجَابِ، فَقالَ عُمَرُ، فَقُلتُ: لأَعْلَمَنَّ ذلكَ اليَومَ، قالَ: فَدَخَلْتُ علَى عَائِشَةَ، فَقُلتُ: يا بنْتَ أَبِي بَكْرٍ، أَقَدْ بَلَغَ مِن شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟! فَقالَتْ: ما لي وَما لكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ! عَلَيْكَ بعَيْبَتِكَ، قالَ: فَدَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ بنْتِ عُمَرَ، فَقُلتُ لَهَا: يا حَفْصَةُ، أَقَدْ بَلَغَ مِن شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟! وَاللَّهِ لقَدْ عَلِمْتِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لا يُحِبُّكِ، وَلَوْلَا أَنَا لَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَبَكَتْ أَشَدَّ البُكَاءِ، فَقُلتُ لَهَا: أَيْنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟ قالَتْ: هو في خِزَانَتِهِ في المَشْرُبَةِ، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا أَنَا برَبَاحٍ غُلَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَاعِدًا علَى أُسْكُفَّةِ المَشْرُبَةِ، مُدَلٍّ رِجْلَيْهِ علَى نَقِيرٍ مِن خَشَبٍ ، وَهو جِذْعٌ يَرْقَى عليه رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَيَنْحَدِرُ، فَنَادَيْتُ: يا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لي عِنْدَكَ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ رَبَاحٌ إلى الغُرْفَةِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ، فَلَمْ يَقُلْ شيئًا، ثُمَّ قُلتُ: يا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لي عِنْدَكَ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ رَبَاحٌ إلى الغُرْفَةِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ، فَلَمْ يَقُلْ شيئًا، ثُمَّ رَفَعْتُ صَوْتِي، فَقُلتُ: يا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لي عِنْدَكَ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؛ فإنِّي أَظُنُّ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ظَنَّ أَنِّي جِئْتُ مِن أَجْلِ حَفْصَةَ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بضَرْبِ عُنُقِهَا، لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهَا، وَرَفَعْتُ صَوْتِي، فأوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ ارْقَهْ، فَدَخَلْتُ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو مُضْطَجِعٌ علَى حَصِيرٍ، فَجَلَسْتُ، فأدْنَى عليه إِزَارَهُ وَليسَ عليه غَيْرُهُ، وإذَا الحَصِيرُ قدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، فَنَظَرْتُ ببَصَرِي في خِزَانَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَنَا بقَبْضَةٍ مِن شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ ، وَمِثْلِهَا قَرَظًا في نَاحِيَةِ الغُرْفَةِ، وإذَا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ ، قالَ: فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ، قالَ: ما يُبْكِيكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ؟ قُلتُ: يا نَبِيَّ اللهِ، وَما لي لا أَبْكِي وَهذا الحَصِيرُ قدْ أَثَّرَ في جَنْبِكَ، وَهذِه خِزَانَتُكَ لا أَرَى فِيهَا إِلَّا ما أَرَى، وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى في الثِّمَارِ وَالأنْهَارِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَصَفْوَتُهُ، وَهذِه خِزَانَتُكَ! فَقالَ: يا ابْنَ الخَطَّابِ، أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا؟ قُلتُ: بَلَى. قالَ: وَدَخَلْتُ عليه حِينَ دَخَلْتُ وَأَنَا أَرَى في وَجْهِهِ الغَضَبَ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، ما يَشُقُّ عَلَيْكَ مِن شَأْنِ النِّسَاءِ؟ فإنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهُنَّ، فإنَّ اللَّهَ معكَ، وَمَلَائِكَتَهُ، وَجِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَأَنَا، وَأَبُو بَكْرٍ، وَالْمُؤْمِنُونَ معكَ، وَقَلَّما تَكَلَّمْتُ -وَأَحْمَدُ اللَّهَ- بكَلَامٍ إِلَّا رَجَوْتُ أَنْ يَكونَ اللَّهُ يُصَدِّقُ قَوْلِي الذي أَقُولُ، وَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ آيَةُ التَّخْيِيرِ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5]، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4]، وَكَانَتْ عَائِشَةُ بنْتُ أَبِي بَكْرٍ وَحَفْصَةُ تَظَاهَرَانِ علَى سَائِرِ نِسَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَطَلَّقْتَهُنَّ؟ قالَ: لَا، قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي دَخَلْتُ المَسْجِدَ وَالْمُسْلِمُونَ يَنْكُتُونَ بالحَصَى، يقولونَ: طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، أَفَأَنْزِلُ فَأُخْبِرَهُمْ أنَّكَ لَمْ تُطَلِّقْهُنَّ؟ قالَ: نَعَمْ، إنْ شِئْتَ، فَلَمْ أَزَلْ أُحَدِّثُهُ حتَّى تَحَسَّرَ الغَضَبُ عن وَجْهِهِ، وَحتَّى كَشَرَ فَضَحِكَ، وَكانَ مِن أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا، ثُمَّ نَزَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَنَزَلْتُ، فَنَزَلْتُ أَتَشَبَّثُ بالجِذْعِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كَأنَّما يَمْشِي علَى الأرْضِ ما يَمَسُّهُ بيَدِهِ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّما كُنْتَ في الغُرْفَةِ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، قالَ: إنَّ الشَّهْرَ يَكونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، فَقُمْتُ علَى بَابِ المَسْجِدِ، فَنَادَيْتُ بأَعْلَى صَوْتِي: لَمْ يُطَلِّقْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، وَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83]، فَكُنْتُ أَنَا اسْتَنْبَطْتُ ذلكَ الأمْرَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ التَّخْيِيرِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1479 التخريج : أخرجه ابن حبان (4188) واللفظ له، وأبو يعلى (164)، وأبو عوانة (5007) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة التحريم رقائق وزهد - الزهد في الدنيا رقائق وزهد - معيشة النبي صلى الله عليه وسلم صيام - ما جاء أن الشهر يكون تسعا وعشرين طلاق - الإيلاء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث