الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - ليسَ على الوالدِ قَودٌ من ولدٍ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن كثير | المصدر : إرشاد الفقيه
الصفحة أو الرقم : 2/253 | خلاصة حكم المحدث : منقطع | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

2 - جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال : زوِّدْني كلمةً أَعِشْ بها ، قال : استَحِ اللهَ كما تستحي رجلًا من صالحِ عشيرتِك لا يُفارِقُك
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 8/34 | خلاصة حكم المحدث : غريب | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعفه

3 - وُلدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قبلَ الفيلِ بخمسِ عَشْرَةَ سَنَةً
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/244 | خلاصة حكم المحدث : غريب ومنكر وضعيف | أحاديث مشابهة

4 - جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : زوِّدني كلمةً أعيشُ بها . قال : استحْيِ من اللهِ كما تستحْيي رجلًا من صالحِ عشيرتِك لا يفارقُك
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن كثير | المصدر : مسند الفاروق
الصفحة أو الرقم : 2/609 | خلاصة حكم المحدث : إسناده غريب | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعف إسناده

5 - وُلدَ [ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ] يومَ الجمعةِ لسبعَ عشرةَ خلتْ من ربيعِ الأولِ
الراوي : - | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/242 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف | أحاديث مشابهة

6 - نحنُ ولَدَ عبدِ المطَّلبِ سادَةُ أَهلِ الجنَّةِ أنا وحَمزَةُ وعليٌّ وجعفَرٌ والحسنُ والحسَينُ والمَهديُّ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 1/44 | خلاصة حكم المحدث : منكر | أحاديث مشابهة

7 - ما من ولدِ آدمَ أحدٌ إلا وقد عمل خطيئةً أو همَّ بها ليس يحيَى بنَ زكريا عليه السلامُ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : إرشاد الفقيه
الصفحة أو الرقم : 2/415 | خلاصة حكم المحدث : في إسناده علي بن زيد بن جدعان وفيه كلام لكن روي من حديث عبد الله بن عمرو بإسناد أجود من هذا | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 1/18 | خلاصة حكم المحدث : منكر مرفوع | أحاديث مشابهة

9 - قالت الملائكةُ يا ربَّنا ، إنك أَعطيتُ بني آدمَ الدُّنيا ، يأكلون ويتمتَّعونَ ، ولم تُعْطِنا ذلك فأَعْطِناه في الآخرةِ . فقال اللهُ : وعزَّتي وجلالي لا أجعلُ صالحَ ذُرِّيَّةِ مَن خلقتُ بيديَّ ، كمن قلتُ له : كُنْ ، فكان
الراوي : زيد بن أسلم | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 5/95 | خلاصة حكم المحدث : مرسل من هذا الوجه | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

10 - ما مِن أَحدٍ مِن وَلَدِ آدَمَ إلَّا وقَدْ أخطأ أو هَمَّ بخطيئَةٍ ليس يحيى بنَ زَكرِيَّا ومَا ينبغِي لأحَدٍ يقُولَ أَنا خَيرٌ مِن يونُسَ بنِ مَتَّى
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/46 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] علي بن زيد بن جدعان تكلم فيه غير واحد من الأئمة وهو منكر الحديث | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

11 - وُلِدَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عامَ الفيلِ يومَ الاثنينِ الثاني عشرَ من ربيعِ الأولِ وفيه بُعِثَ وفيه عُرِجَ به إلى السماءِ وفيه هاجرَ وفيه مات
الراوي : جابر بن عبدالله وعبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 3/107 | خلاصة حكم المحدث : فيه انقطاع | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

12 - ما من أحدٍ من ولدِ آدمَ إلا وقد أخطأَ ، أو همَّ بخطيئةٍ ، ليس يحيى بنَ زكريا ، وما ينبغي لأحدٍ أن يقولَ : أنا خيرٌ من يونسَ بنِ مَتَّى
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 5/212 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

13 - أنَّ مَرْوانَ بنَ الحكَمِ لما وُلِدَ دُفِعَ إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ليدعُوَ لهُ فأبى أن يَفعلَ ثمَّ قال ابنُ الزَّرقَاءِ هَلاكُ أُمَّتي على يدَيهِ ويَدَيْ ذريَّتِهِ
الراوي : راشد بن سعد | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 6/248 | خلاصة حكم المحدث : مرسل | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

14 - إنَّ يأجوجَ ومأجوجَ من ولدِ آدمَ ولو أرسلوا لأفسدوا على الناسِ معائِشَهم ولن يموتَ منهم رجلٌ إلا ترك ذرِّيَتَه ألفًا فصاعدًا وإنَّ من ورائهم ثلاثُ أمَمٍ تاويلٌ وتاريسٌ ومنسكٌ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/101 | خلاصة حكم المحدث : غريب جدا وإسناده ضعيف وفيه نكارة شديدة | أحاديث مشابهة

15 - إنَّ يأجوجَ ومأجوجَ من ولدِ آدمَ ، ولو أُرْسِلُوا لأفسدوا على الناسِ معايشهم ، ولن يموتَ رجلٌ منهم إلا تركَ في ذريتِهِ ألفًا فصاعدًا ، وإنَّ من ورائهم ثلاثَ أُمَمٍ : تَاوِيلَ وَتَأْوِيسَ ومَنْسِكَ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 5/196 | خلاصة حكم المحدث : غريب بل منكر ضعيف | أحاديث مشابهة

16 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ ولِدَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ الاثنينِ في ربيعٍ الأوَّلِ وأُنزِلَتْ عليهِ النُّبوَّةُ يومَ الاثنينِ في أوَّلِ شهرِ ربيعٍ الأوَّلِ وأنزلت عليهِ البقرَةُ يومَ الاثنينِ في ربيعٍ الأوَّلِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/243 | خلاصة حكم المحدث : غريب جدا | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعفه عنده

17 - ما أنعم اللهُ على عبدٍ نعمةً من أهلٍ أو مالٍ أو ولدٍ فيقول ما شاء اللهُ لا قُوَّةَ إلا بالله فيرى فيه أنه دون الموتِ وكان يتأوَّلُ هذه الآيةَ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/109 | خلاصة حكم المحدث : في صحته نظر | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

18 - يمكثُ أبوَا الدَّجَّالِ ثلاثينَ عامًا لا يولَدُ لهما غلامٌ ثمَّ يولَدُ لهما بعد الثلاثين غلامٌ أعورُ أضرُّ شيءٍ وأقلُّهُ نفعًا تنامُ عيناهُ ولا ينامُ قلبه ثمَّ نعتَ أبويهِ فقالَ أبوهُ رجلٌ مضطرِبُ اللَّحمِ طويلُ الأنفِ كأنَّ أنفَهُ منقارٌ وأمُّهُ امرأةٌ عظيمةُ الثَّديين ثم بلغنا أنَّ مولودًا منَ اليهودِ وُلدَ بالمدينة قالَ فانطلقتُ والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ حتَّى دخَلنا على أبويهِ وجدنا فيهما نعتَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وإذا هُوَ منجدِلٌ في الشَّمسِ في قطيفةٍ يُهَمهِمُ فسألْنا أبويهِ فقالا مكثْنا ثلاثينَ عامًا لا يولَدُ لنا ثمَّ وُلِدَ لنا غلامٌ أعورُ أضرُّ شيءٍ وأقلُّهُ نفعًا فلمَّا خرجنا مررنا بهِ فقالَ عرفتُ ما كنتُما فيهِ قلنا وسمعتَ قالَ نعم إنَّهُ تنامُ عينايَ ولا ينامُ قلبي فإذا هوَ ابنُ صيَّادٍ
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 1/156 | خلاصة حكم المحدث : منكر جداً | أحاديث مشابهة

19 - لمَّا مَرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بِالحِجْرِ قال : لا تَسْأَلوا الآياتِ ، فقد سألَها قَوْمُ صالِحٍ فَكانَتْ يعني النَّاقَةَ تَرِدُ من هذا الفَجِّ ، وتَصْدُرُ من هذا الفَجِّ ، فَعَتَوْا عن أَمْرِ رَبِّهِمْ فَعَقَرُوها ، وكانَتْ تَشْرَبُ ماءَهُمْ يومًا ويشربُونَ لَبَنَها يومًا ، فَعَقَرُوها ، فأخذَتْهُمْ صَيْحَةٌ أَهْمَدَ اللهُ مَنْ تَحْتَ أَدِيمِ السَّماءِ مِنْهُمْ ، إلَّا رجلًا واحِدًا كان في حَرَمِ اللهِ . فَقَالوا : مَنْ هو يا رسولَ اللهِ ؟ قال : أبو رِغَالٍ ، فلمَّا خرجَ مِنَ الحَرَمِ أَصابَهُ ما أَصابَ قَوْمَهُ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 3/436 | خلاصة حكم المحدث : على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

20 - لما مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحِجرِ قال لا تسألوا الآياتِ فقد سألها قومُ صالحٍ فكانت يعني الناقةَ ترِدُ من هذا الفجِّ وتصدر من هذا الفجِ فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَعَقَرُوهَا وكانت تشرب ماءَهم يومًا ويشربون لبنَها يومًا فعقروها فأخذتهم صيحةٌ أهمدَ اللهُ من تحتِ أديمِ السماءِ منهم إلا رجلًا واحدًا كان في حرمِ اللهِ فقالوا من هو يا رسولَ اللهِ قال هو أبو رِغالٍ فلما خرج من الحرمِ أصابه ما أصاب قومَه
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 1/129 | خلاصة حكم المحدث : على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

21 - عَنِ ابنِ عباسٍ قال نهى أن تنْكِحَ المرأةَ أخَاها تُؤْمُها وأمرَ أنْ يَنْكِحُها غيرُهُ من إِخْوَتِها وكان يُولَدُ لهُ في كلِّ بَطْنٍ رجلٌ وامرأةٌ فبَينما هُمْ كذلكَ وُلِدَ لهُ امرأةٌ وضيئةٌ ووُلِدَ لهُ أُخْرَى قَبيحَةٌ دَمِيمَةٌ فقال أَخُو الدَّمِيمَةِ أنْكِحْنِي أُخْتَكَ وأُنْكِحُكَ أُخْتِي قال لا أنا أحقُّ بِأُخْتِي فقَرَّبا قُرْبانًا فَتُقُبِّلَ من صاحِبِ الكَبْشِ ولمْ يُتَقَبَّلْ من صاحِبِ الزَّرْعِ فَقَتَلهُ
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 3/76 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

22 - هذه الكَلِماتُ دَواءٌ مِن كُلِّ داءٍ: أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ وأسمائِه كُلِّها عامَّةً مِن شَرِّ السَّامةِ والهامةِ، ومِن شَرِّ العَينِ العلامةِ، ومِن شَرِّ حاسدٍ إذا حَسَد، ومن شَرِّ أبي قَترةَ وما وَلَد، ثلاثةٌ وثلاثونَ مِنَ الملائِكةِ أتوا رَبَّهم، فقالوا: وَصَبٌ وَصَبٌ. فقال: خُذوا تربةً مِن أرضِكم فامسَحوا بوَصَبِكم رُقْيةَ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ مَن أَخَذ عليها صِفرًا أو كتَمَها فلا أفلَحَ أبدًا.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : جامع المسانيد والسنن
الصفحة أو الرقم : 8/464 | خلاصة حكم المحدث : غريب جداً | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إشارة إلى ضعفه عنده

23 - من وُلِدَ له ثلاثةُ أولادٍ في الإسلامِ فماتوا قبل أن يَبلُغوا الحِنْثَ أدخلَه اللهُ الجنَّةَ بفضلِ رحمتِه إياهم ، ومن شاب شَيْبَةً في سبيلِ اللهِ كانت له نورًا يومَ القيامةِ ومن رمى بسهمٍ في سبيلِ اللهِ بلغ به العدوُّ أصاب أو أخطأ كان له عتقُ رقبةٍ ومن أعتق رقبةً مؤمنةً أعتق اللهُ بكل عضوٍ منه عضوًا منه من النارِ ومن أنفق زوجَينِ في سبيلِ اللهِ فإنَّ للجنَّةِ ثمانيةَ أبوابٍ يُدخِلُه اللهُ من أيِّ بابٍ شاء منها
الراوي : عمرو بن عبسة | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 8/429 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد قوي | أحاديث مشابهة

24 - أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقلتُ : يا رسولَ اللهِ أُقاتلُ بمُقبلِ قومي مُدبرَهم ؟ قال : نعَم فقاتلْ بمُقبِلِ قومِك مُدبرَهم ، فلمَّا ولَّيتُ دعاني فقال : لا تُقاتلْهم حتَّى تدعوَهم إلى الإسلامِ ، فقلتُ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ سبأَ أوادٍ هوَ أو رجلٌ ؟ أو ما هوَ ؟ قال : بل رجلٌ من العربِ وُلِدَ لهُ عَشرةٌ فَتَيامَنَ ستَّةٌ وتَشاءَمَ أربعةٌ ، تَيَامَنَ الأَزدُ والأشعَريُّونَ وحِميَرُ وكِندةُ ومَذحِجُ وأنمارُ الَّذينَ يُقالُ لهم بَجيلَةُ وخَثْعَمُ ، وتَشَاءَمَ لَخْمٌ ، وجُذَامُ ، وعامِلَةُ ، وغَسَّانُ
الراوي : فروة بن مسيك | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 6/492 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

25 - [يا أنسُ] انطلقْ فادعُ لي سيِّدَ العربِ - يعني عليًّا - فقالت عائشةُ: ألستَ سيِّدَ العربِ؟ فقال: أنا سيدُ ولدِ آدمَ، وعليٌّ سيدُ العربِ، فلما جاء عليٌّ أرسلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى الأنصارِ، فأتوه، فقال: يا معشرَ الأنصارِ ألا أدلكُم على ما إنْ تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدًا؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ. قال: هذا عليٌّ فأحبُّوهُ بحبِّي، وكرِّموهُ بكرامتي، فإن جبريلَ أمرني بالذي قلتُ لكم عن اللهِ عزَّ وجلَّ.
الراوي : الحسن بن علي بن أبي طالب | المحدث : ابن كثير | المصدر : جامع المسانيد والسنن
الصفحة أو الرقم : 2484 | خلاصة حكم المحدث : منكر | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

26 - بَلَغَنِي أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ انتهَى إلى أصحابِهِ وهم سكوتٌ لا يتكلَّمونَ فقال : ما لكم لا تتكلَّمونَ ؟ فقالواْ : نَتَفَكَّرُ في خَلْقِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، قال : فكذلكَ فافعلواْ تَفَكَّرُواْ في خَلْقِهِ ولا تَفَكَّرُواْ فيهِ ، فإنَّ بهذا المغربِ أرضًا بيضاءَ نورها ساحتُها أو قال ساحتُها نورها مسيرةُ الشمسِ أربعينَ يومًا ، بها خَلْقُ اللهِ لم يَعْصُواْ اللهَ طرفةَ عينٍ قَطُّ ، قالواْ : فأينَ الشيطانُ عنهمْ ؟ قال : ما يدرونَ خُلِقَ الشيطانُ أم لم يُخْلَقْ ، قالواْ : أَمِنْ ولدِ آدمَ ؟ قال : ما يدرونَ خُلِقَ آدمُ أم لم يُخْلَقْ ؟
الراوي : عثمان بن أبي دهرش | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 8/184 | خلاصة حكم المحدث : مرسل وهو منكر جدا | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : لا يصح

27 - عن موسى بنِ عليِّ بنِ رَباحٍ : حَدَّثَنِي أبي عن جَدِّي أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لهُ : ما وُلِدَ لكَ ؟ قال : يا رسولَ اللهِ ما عَسَى أنْ يُولَدَ لي ؟ ِإِمَّا غُلامٌ وإِمَّا جَارِيَةٌ ، قال : فمَنْ يُشْبِهُ ؟ قال : يا رسولَ اللهِ مَنْ عَسَى أنْ يُشْبِهَ إِمَّا أباهُ وإِمَّا أُمَّهُ ، فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عندَها : مَهْ لا تَقُولَنَّ هكذا ، إِنَّ النُّطْفَةَ إذا اسْتَقَرَّتْ في الرَّحِمِ أَحْضَرَها اللهُ كلَّ نَسَبٍ بينَها وبينَ آدمَ ، أَما قرأْتَ هذه الآيَةَ في كتابِ اللهِ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ قال : سَلكَكَ
الراوي : مطهر بن الهيثم | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 8/365 | خلاصة حكم المحدث : إسناده لا يثبت | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده لا يصح

28 - أنَّ صهيبًا كان يُكنَى أبا يحيى، ويقولُ إنَّه من العربِ، ويطعمُ الطَّعامَ الكثيرَ، فقال له عمرُ بنُ الخطابِ: يا صهيبُ ما لك تُكنى أبا يحيى، وليس لك ولدٌ، وتقولُ إنَّك من العربِ، وتطعمُ الطعامَ الكثيرَ وذلك سَرَفٌ في المالِ؟ فقال صهيبٌ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كناني أبا يحيى، وأما قولُك في النَّسبِ، فأنا رجلٌ من النمرِ بنِ قاسطٍ من أهلِ الموصلِ، ولكني سُبيتُ غلامًا صغيرًا وقد عقلتُ أهلي وقومي، وأما قولُك في الطَّعامِ، فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يقولُ: خِيَارُكُم مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَرَدَّ السَّلامَ. فذلِك الذي يحملُني على أنْ أُطعمَ الطعامَ.
الراوي : صهيب بن سنان الرومي | المحدث : ابن كثير | المصدر : جامع المسانيد والسنن
الصفحة أو الرقم : 5358 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

29 - إنَّ اللَّهَ قسَم الخلقَ قسمينِ فجعلني في خيرِهِما قِسْمًا فذلكَ قولُهُ وأصحابُ اليمينِ وأصحابُ الشِّمالِ فأنا مِن أصحابِ اليمينِ وأنا خيرُ أصحابِ اليمينِ ثمَّ جعل القِسمينِ أثْلاثًا فجعلني في خيرِها ثُلثًا فذلكَ قولُه وأصحابُ الميْمنَةِ والسَّابقونَ السَّابقونَ فأَنا مِنَ السَّابقينَ وأَنا خَيرُ السَّابقينَ ثمَّ جعل الأثْلاثَ قَبائلَ فجَعلني في خيرِها قبيلَةً فذلك قَولُه { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } وأَنا أتقَى ولدِ آدَمَ وأَكرَمُهُم على اللَّهِ ولا فَخْرَ ثمَّ جعل القبائِلَ بُيوتًا فجعلني في خَيرِها بيتًا وذلِكَ قولُه { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } فَأنا وَأهلُ بيتِي مُطَهَّرونَ مِنَ الذُّنوبِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/239 | خلاصة حكم المحدث : فيه غرابة ونكارة | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : لا يصح

30 - كنَّا عند عُبيدةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بأفريقيَّةَ فقال يومًا : ما أظنُّ قومًا بأرضٍ إلَّا هُم من أهلِها ، فقال عليُّ بنُ رباحٍ : كلَّا قد حدَّثني فلانٌ أنَّ فَروةَ بنَ مُسيكٍ الغُطيفيَّ قدِم على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ إنَّ سبأَ قومٌ كان لهم عِزٌّ في الجاهليَّةِ ، وإنِّي أخشى أن يرتدُّوا عن الإسلامِ أفأقاتِلُهم ؟ فقال : ما أُمِرتُ فيهم بشيءٍ بعدُ فأُنزلَتْ هذهِ الآيةُ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ الآياتِ ، فقال لهُ رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ما سبأٌ ؟ فذكر مثل هذا الحديثِ الَّذي قبلَه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ سُئلَ عن سبأٍ ما هوَ ؟ أبلدٌ أم رجلٌ ؟ أم امرأةٌ ؟ قال : بَل رجلٌ ولِدَ لهُ عَشرةٌ فسكنَ اليمنَ منهُم ستَّةٌ والشَّامَ أربعةٌ ، أمَّا اليمانيُّونَ فمَذحِجُ وكِندةُ والأَزدُ والأشعريُّونَ وأنمارُ وحِميَرُ غيرَ ما حلَّها ، وأمَّا الشَّامُ فلخمٌ وجُذامُ وغسَّانُ وعاملةُ
الراوي : عبدالعزيز بن يحيى | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 6/492 | خلاصة حكم المحدث : فيه غرابة | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف بهذا اللفظ
 

121 - إنَّ من أشراطِ السَّاعةِ أن يَكونَ الولدُ غليظًا ، والمطرُ قَيظًا ، وتَفشو الأسرارُ ؛ ويصدَّقُ الْكاذبُ ، ويُكذَّبُ الصَّادقُ ، ويؤتمنُ الخائنُ ، ويخوَّنُ الأمينُ ، ويَسودُ كلَّ قبيلةٍ منا فقوها ، وَكلَّ سوقٍ فجَّارُها ، وتزخرفُ المحاريبُ ، وتخربُ القلوبُ ، ويَكتفي الرِّجالُ بالرِّجالِ ، والنِّساءُ بالنِّساءِ ، ويخربُ عمرانُ الدُّنيا ، ويعمرُ خرابُها ، وتظْهرُ الفتنةُ وأَكلُ الرِّبا ، وتظْهرُ المعازفُ والكنوزُ وتُشرَبُ الخمرُ ، وتَكثرُ الشُّرَطُ والغمَّازونَ والْهمَّازونَ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 1/211 | خلاصة حكم المحدث : له شواهد
التخريج : أخرجه الطبراني (10/282) (10556)، والشجري في ((الأمالي)) (2803) مطولاً باختلاف يسير

122 - دخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على عليٍّ وفاطمةَ وهما يضحكان، فلما رأياه سكنا، فسألهُما عن ذلك، فقالت فاطمةُ: يا رسولَ اللهِ، قال هذا أنا أحبُّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منكِ، وقلتُ أنا: بل أنا أحبُّ إلى رسولِ اللهِ منكَ، فتبسَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقال: يابنيَّةُ لك رقَّةُ الولدِ وعليٌّ أعزُّ عليَّ منكِ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن كثير | المصدر : جامع المسانيد والسنن
الصفحة أو الرقم : 8/419 | خلاصة حكم المحدث : منكر | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الطبراني (11/66) (11063)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (146)

123 - سُئِلَ أبو هريرةَ عن الصلاةِ الوسطى فقال: اختلفنا فيها كما اختلفتم فيها ونحن بفناءِ بيتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وفينا الرجلُ الصالحُ أبو هاشمِ بنُ عُتبةَ بنِ ربيعةَ بنِ عبدِ شمسٍ فقال: أنا أعلمُ لكم ذلك فقام فاستأذن على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فدخل عليه ثم خرج إلينا فقال: أخبرنا أنها صلاةُ العصرِ.
الراوي : كهيل بن حرملة | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 1/430 | خلاصة حكم المحدث : غريب من هذا الوجه جدا | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

124 - لمَّا وقعَ الطاعونُ بالشَّامِ خطبَ عمرُو بنُ العاصِ الناسَ، فقال: إنَّ هذا الطَّاعونَ رجسٌ، فتفرَّقوا عنه في هذه الشِّعابِ، وفي هذه الأوديةِ، فبلغ ذلك شُرَحْبِيلَ بنَ حَسَنَةَ، قال: فغضب، فجاء، وهو يجرُ ثوبَهُ معلَّقٌ نعلَه بيدِه، فقال: صحبتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وعمرٌو أضلُّ من حمارِ أهلِه، ولكنه رحمةُ ربِّكم ، ودعوةُ نبيِّكم، ووفاةُ الصَّالحين قبلَكم.
الراوي : شرحبيل بن حسنة | المحدث : ابن كثير | المصدر : جامع المسانيد والسنن
الصفحة أو الرقم : 5166 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

125 - أنَّ الخضرَ جاء ليلةً فسمع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يدعو ويقول اللهمَّ أَعِنِّي على ما يُنجيني مما خوَّفْتني ارزقْني شوقَ الصالحين إلى ما شوَّقتهم إليه فبعث إليه رسولُ اللهِ أنسَ بنَ مالكٍ فسلَّمَ عليه فردَّ عليه السلامَ وقال قل له إنَّ اللهَ فضَّلك على الأنبياءِ كما فضَّل شهرَ رمضانَ على سائرِ الشهورِ وفضَّل أمَّتَك على الأممِ كما فضَّل يومَ الجمعةِ على غيرِه
الراوي : عمرو بن عوف المزني | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 1/309 | خلاصة حكم المحدث : مكذوب لا يصح سندا ولا متنا | أحاديث مشابهة

126 - إنَّ اللهَ خيَّرني بينَ أن يَغفِرَ لِنصفِ أمَّتي وبينَ أنْ أَختبِئَ شَفاعَتي، فاختَبأتُ شَفاعَتي ورَجوتُ أن تُكفِّرَ الجَمَّ لأُمَّتي، ولولا الَّذي سَبَقني إليهِ العبدُ الصَّالحُ لَتعجَّلتُ فيها دَعْوتي، إنَّ اللهَ لمَّا فَرَّج عن إسحاقَ كربَ الذَّبحِ قيل له: يا إِسحاقُ، سَلْ تُعطَه. فَقال: أَما والَّذي نَفسي بيدِه لَأتعجَّلنَّها قبلَ نَزغاتِ الشَّيطانِ، اللَّهمَّ مَن ماتَ لا يُشرِكْ بكَ شَيئًا فاغفِرْ له وأَدخِلْه الجنَّةَ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 7/25 | خلاصة حكم المحدث : غريب منكر [ فيه ] عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم ضعيف الحديث | أحاديث مشابهة

127 - إِنَّ المَيِّتَ تَحْضُرُهُ الملائكةُ فإذا كان الرجلُ الصَّالِحُ قالوا اخْرُجِي أَيَّتُها النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كانَتْ في الجَسَدِ الطَّيِّبِ اخْرُجِي حَمِيدَةً وأَبْشِرِي بِرَوْحٍ ورَيْحانٍ ورَبٍّ غَيْرِ غَضْبانَ فلا يزالُ يقالُ ذلكَ حتى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجَ بِها إلى السَّماءِ فَيُسْتَفْتَحُ لها فيقالُ مَنْ هذا فيقالُ فُلانٌ فيقالُ مرحبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كانَتْ في الجَسَدِ الطَّيِّبِ ادْخُلِي حَمِيدَةً وأَبْشِرِي بِرَوْحٍ ورَيْحانٍ ورَبٍّ غَيْرِ غَضْبانَ فلا يزالُ يقالُ لها حتى يُنْتَهَى بِها إلى السَّماءِ التي فيها اللهُ عزَّ وجلَّ وإذا كان الرجلُ السَّوْءُ قالوا اخْرُجِي أَيَّتُها النَّفْسُ الخَبيثَةُ كانَتْ في الجَسَدِ الخَبيثِ اخْرُجِي ذَمِيمَةً وأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وغَسَّاقٍ وآخَرَ من شَكْلِه أَزْوَاجٍ فلا يزالُ يقالُ لها ذلكَ حتى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجُ بِها إلى السَّماءِ فَيُسْتَفْتَحُ لَها، فيقالُ مَنْ هذا فيقالُ فُلانٌ فيقالُ لا مرحبًا بِالنَّفْسِ الخَبيثَةِ كانَتْ في الجَسَدِ الخَبيثِ ارْجِعِي ذَمِيمَةً فإنَّهُ لا يُفْتَحُ لَكِ أبوابُ السَّماءِ فَتُرْسَلُ مِنَ السَّماءِ ثُمَّ تَصِيرُ إلى القبرِ فَيُجْلَسُ الرجلُ الصَّالِحُ فيقالُ لهُ مثل ما قيل لهُ في الحديثِ الأوْلِ ويُجْلَسُ الرجلُ السوءُ فيقالُ لهُ مثل ما قيل في الحديثِ الأوْلِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 3/262 | خلاصة حكم المحدث : غريب
التخريج : أخرجه أحمد (8769) واللفظ له، وأخرجه ابن ماجه (4262) باختلاف يسير. وأصله في صحيح مسلم (2872) | شرح حديث مشابه

128 - كنتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في غزوةِ تبوكٍ ، فأَقْبَلْنَا راجعين في حرٍّ شديدٍ ، فنحن مُتَفَرِّقون بين واحدٍ واثنين مُنْتَشِرين ، قال : وكنت في أولِ العَسْكَرِ؛ إذ عارَضَنَا رجلٌ فسَلَّمَ ، ثم قال : أَيُّكم محمدٌ ؟ ومضى أصحابي ووَقَفْتُ معه ، فإذا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد أَقْبَلَ في وسطِ العَسْكَرِ على جَمَلٍ أحمرَ ، مُقَنَّعٌ بثوبِه على رأسِه مِن الشمس، فقُلْتُ : أيًّها السائلُ ، هذا رسولُ اللهِ قد أَتَاكَ . فقال : أيُّهم هو ؟ فقُلْتُ: صاحبُ البكر الأحمرِ . فدَنَا منه ، فأَخَذَ بخِطامِ راحلتِه فكَفَّ عليه رسولُ اللهِ ، فقال : أنتَ محمدٌ؟ قال : نعم . قال : إني أريدُ أن أَسْأَلَك عنِ خصالٍ ، لا يَعْلَمُهنَّ أحدٌ مِن أهل الأرضِ إلا رجلٌ أو رجلان ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : سَلْ عما شِئْتَ . فقال: يا محمدُ ، أَيَنامُ النبيُّ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : تنامُ عيناه، ولا ينامُ قلبُه . قال : صَدَقْتَ . ثم قال : يا محمدُ ، مِن أينَ يُشْبِهُ الولدُ أباه وأمَّه ؟ قال: ماءُ الرجلِ أبيضُ غليظٌ ، وماءُ المرأةِ أصفرُ رقيقٌ ، فأَيُّ الماءين غَلَبَ على الآخرِ نَزَعَ الولدَ . فقال:صَدَقْتَ . فقال : ما للرجلِ مِن الولدِ وما للمرأةِ منه ؟ فقال : للرجلِ العظامُ، والعروق،ُ والعصبُ ، وللمرأةِ اللحمُ والدمُ والشعرُ . قال : صَدَقْتَ . ثم قال : يا محمدُ، ما تحتَ هذه ؛ يعني: الأرضَ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : خلقٌ . فقال : فما تحتَهم ؟ قال : أرضٌ . قال فما تحتَ الأرضِ ؟ قال : الماءُ . قال: فما تحت َالماءِ ؟ قال: ظلمةٌ . قال : فما تحتً الظُّلْمَةُ ؟ قال : الهواءُ . قال : فما تحتَ الهواءُ ؟ قال : الثَّرَى . قال : فما تحتَ الثَّرَى ؟ ففاضَتْ عينَا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالبكاءِ ، وقال : انقَطَعَ علمُ المخلوقين عندَ علمِ الخالقِ ، أيُّها السائلُ ، ما المسئولُ عنها بأعلمَ مِن السائلِ . قال : فقال : صدقْتَ ، أَشْهَدُ أنك رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّها الناسُ ، هل تَدَرُون مَن هذا ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : هذا جبريلُ صلى الله عليه وسلم.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 5/269 | خلاصة حكم المحدث : غريب جداً [ فيه ] القاسم بن عبد الرحمن ، يحيى بن معين: ليس يساوي شيئا ، ضعفه أبو حاتم الرازي ، و قال ابن عدي: لا يعرف | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو يعلى كما في ((تفسير القرآن)) لابن كثير (5/274)

129 - جلَسْنا إلى المِقْدادِ بنِ الأَسْوَدِ يومًا، فمَرَّ به رجُلٌ، فقال: طُوبَى لهاتَيْنِ العينَيْنِ اللَّتَيْنِ رأتَا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيتَ، وشَهِدْنا ما شَهِدْتَ، فاستَغضَبَ، فجعلْتُ أَعجَبُ، ما قال إلَّا خيرًا! ثمَّ أقبَلَ إليه فقال: ما يَحْمِلُ الرَّجُلَ على أنْ يتمنَّى مَحضَرًا غَيَّبَهُ اللهُ عنه لا يَدْري لو شَهِدَهُ كيفَ كان يكونُ فيه؟! واللهِ، لقد حضَرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقوامٌ أَكَبَّهُمُ اللهُ على مَناخِرِهم في جَهنَّمَ، لم يُجيبوهُ ولم يُصدِّقوهُ، أوَ لا تَحمَدونَ اللهَ إذْ أخرَجَكم لا تَعرِفونَ إلَّا ربَّكم، مُصَدِّقينَ لِما جاءَ به نبيُّكم، قد كُفيتُمُ البَلاءَ بغَيرِكم؟! لقد بعَثَ اللهُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أَشَدِّ حالٍ بعَثَ عليها نبيًّا مِنَ الأنبياءِ في فَترةٍ مِن جاهليَّةٍ، ما يَرَوْنَ أنَّ دِينًا أفضَلُ مِن عبادةِ الأوثانِ، فجاء بفُرقانٍ فرَّقَ به بينَ الحقِّ والباطلِ، وفرَّقَ بينَ الوالدِ وولدِهِ، حتَّى إنْ كان الرَّجُلُ لَيَرَى والدَهُ وولدَهُ أو أخاهُ كافرًا وقد فتَحَ اللهُ قُفْلَ قلْبِهِ للإيمانِ، يعلَمُ أنَّه إنْ هَلَكَ دخَلَ النَّارَ؛ فلا تَقَرُّ عَيْنُهُ وهو يعلَمُ أنَّ حبيبَهُ في النَّارِ، وإنَّها التي قال اللهُ تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74].
الراوي : جبير بن نفير | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 6/142 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أحمد (23810)، وابن حبان (6552)، والطبراني (20/254) (600) باختلاف يسير

130 - عن ابنِ مسعودٍ قال أولُ من أظهرَ الإسلامَ سبعةٌ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأبو بكرٍ وعمارٌ وأمُّهُ سميةُ وصهيبٌ وبلالٌ والمقدادُ فأما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فمنعَه اللهُ بعمِّه وأما أبو بكرٍ منعَه اللهُ بقومِه وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرعَ الحديدِ وصهروهم في الشمسِ فما منهم من أحدٍ إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالًا فإنَّهُ هانت عليهِ نفسُه في اللهِ وهان على قومِه فأخذوهُ فأعطوهُ الولدانَ فجعلوا يطوفون بهِ في شعابِ مكةَ وهو يقول أحدٌ أحدٌ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 3/27 | خلاصة حكم المحدث : [روي] مرسلا
التخريج : أخرجه ابن ماجه (150)، وأحمد (3832) باختلاف يسير

131 - جلس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ ، فأخذ عودًا يابسًا فحطَّ وَرَقَهُ ثم قال : إنَّ قولَ لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ ، والحمدُ للهِ ، وسبحانَ اللهِ ، تَحُطُّ الخطايا كما تَحُطُّ ورقَ هذهِ الشجرةِ الريحُ ، خذهُنَّ يا أبا الدرداءِ قبل أن يُحَالَ بينكَ وبينهُنَّ ، هُنَّ الباقياتُ الصالحاتُ ، وهُنَّ من كنوزِ الجنةِ : قال أبو سلمةَ : فكان أبو الدرداءِ إذا ذكر هذا الحديثَ قال : لأُهَلِّلَنَّ اللهَ ، ولأُكَبِّرَنَّ اللهَ ، ولأُسَبِّحَنَّ اللهَ ، حتى إذا رآني الجاهلُ حَسِبَ أني مجنونٌ
الراوي : أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 5/254 | خلاصة حكم المحدث : ظاهره أنه مرسل

132 - عن أبي الدرداءِ أنه قال يومًا وذكر لقمانَ الحكيمَ فقال ما أوتي عن أهلٍ ولا مالٍ ولا حسبٍ ولا خصالٍ ولكنَّهُ كان رجلًا ضمضامةً سكيتًا طويلَ التفكُّرِ عميقَ النظرِ لم ينم نهارًا قط ولم يرَه أحدٌ يبزقُ ولا يتنحنحُ ولا يبولُ ولا يتغوَّطُ ولا يغتسلُ ولا يعبثُ ولا يضحكُ وكان لا يعيدُ منطقًا نطقَه إلا أن يقولَ حكمةً يستعيدها إياهُ أحدٌ وكان قد تزوج ووُلِدَ لهُ أولادٌ فماتوا فلم يبكِ عليهم وكان يغشى السلطانَ ويأتي الحكامَ لينظرَ ويتفكَّرَ ويعتبرَ فبذلك أوتي ما أوتيَ ومنهم من زعم أنَّهُ عُرضت عليهِ النبوةُ فخاف أن لا يقومَ بأعبائها فاختار الحكمةَ لأنها أسهلُ عليهِ
الراوي : ربيعة | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/114 | خلاصة حكم المحدث : في هذا نظر | أحاديث مشابهة

133 - هبط آدمُ وحواءُ عُريانَين جميعًا عليهما وَرَقُ الجنةِ فأصابه الحرُّ حتى قعد يبكي ويقول لها يا حواءُ قد أذاني الحرُّ قال فجاءه جبريلُ بقطنٍ وأمرها أن تغزلَ وعلَّمها وأمر آدمَ بالحياكةِ وعلَّمه أن ينسج وقال كان آدمُ لم يجامِع امرأتَه في الجنة حتى هبط منها للخطيئةِ التي أصابتْهما بأكلِهما من الشجرةِ قال وكان كلُّ واحدٍ منهما ينام على حِدَةٍ ينام أحدُهما في البطحاءِ والآخرُ من ناحية أخرى حتى أتاه جبريلُ فأمره أن يأتيَ أهلَه قال وعلَّمه كيف يأتيها فلما أتاها جاءَه جبريلُ فقال كيف وجدتَ امرأتَك قال صالحةً
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 1/74 | خلاصة حكم المحدث : غريب ورفعه منكر جدا | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الديلمي في ((الفردوس)) (6994)

134 - عن أبي ذرٍّ قال قلتُ يا رسولَ الله ِكم الأنبياءُ قال مائةُ ألفٍ وأربعةٌ وعشرون ألفًا قلتُ يا رسولَ اللهِ كم الرسلُ منهم قال ثلاثُمائةٌ وثلاثةَ عشرَ جمًّا غفيرًا قلتُ يا رسولَ اللهِ من كان أولُهم قال آدمُ قلتُ يا رسولَ اللهِ نبيٌّ مُرسَلٌ قال نعم خلقه اللهُ بيده ونفخ فيه من رُوحِه ثم سوَّاه قبلًا ثم قال يا أبا ذرٍّ أربعةٌ سِريانيون آدمُ وشيثُ ونوحٌ وخنوخٌ وهو إدريسٌ وهو أولُ من خطَّ بالقلمِ وأربعةٌ من العربِ هودُ وصالحٌ وشعيبٌ ونبيُّك يا أبا ذرٍّ وأولُ نبيٍّ من بني إسرائيلَ موسى وآخرُهم عيسى وأولُ النبيِّينَ آدمُ وآخرُهم نبيُّكَ
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/140 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] محمد الغساني الشامي تكلموا فيه

135 - شهدتُ الموسمَ في حَجَّةِ الوداعِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فبلغنا مكانًا يقالُ له غَدِيرُ خُمٍّ، فنادى: الصلاةُ جامعةٌ، فاجتمعنا: المهاجرين والأنصارَ، فقامَ وسطَنا فقال: أيُّها الناسُ بِمَ تشهدون؟ قالوا: نشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ. قال: ثمَّ مَهْ؟ قالوا: وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ. قال: فمَن وليُّكم؟ قالوا: اللهُ ورسولُه مولانا. قال: من وليُّكم؟ ثم ضربَ بيدِه على عضُدِ عليٍّ، فأخذ بذراعِه فقال: من يكنِ اللهُ ورسولُه مولاه فإنََّ هذا مولاه، اللهمَّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه. اللهمَّ من أحبَّه من الناسِ فكن له حبيبًا، ومن أبغضَه من الناسِ، فكن له مبغِضًا. اللهمَّ إني لا أجدُ أحدًا أستودعُه في الأرضِ بعد العبدين الصالحين غيرَك، فاقضِ فيه بالحُسنى.
الراوي : جرير بن عبدالله | المحدث : ابن كثير | المصدر : جامع المسانيد والسنن
الصفحة أو الرقم : 1695 | خلاصة حكم المحدث : غريب جداً، بل منكر | أحاديث مشابهة

136 - قلت : يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ ؟ قال : مائةُ ألفٍ وأربعةٌ وعشرونَ ألفًا قال : قلت : كم الرسلُ من ذلك ؟ قال ثلاثمائةٌ وثلاثةَ عشرَ جمٌّ غفيرٌ قلت : كثيرٌ طيبٌ قلت : من كان أولُهم ؟ قال : آدمُ قلت : أنبيٌّ مرسلٌ ؟ قال نعم خلقه بيدِه ونفخ فيه من روحِه وسواه قبلًا ثم قال : يا أبا ذرٍّ أربعةٌ سريانيونَ : آدمُ وشيثُ وخنوخُ وهو إدريسُ وهو أولُ من خطَّ بقلمٍ ونوحٌ وأربعةٌ من العربِ : هودٌ وشعيبٌ وصالحٌ ونبيُّكَ يا أبا ذرٍّ وأولُ أنبياءِ بني إسرائيلَ : موسَى وآخرُهم عيسَى وأولُ الرسلِ آدمُ وآخرُهم : محمدٌ قال : قلت : يا رسولَ اللهِ كم كتابٌ أنزله اللهُ ؟ قال مائةٌ وأربعةُ كتبٍ أُنزِلَ على شيثَ خمسينَ صحيفةً وعلى خنوخَ ثلاثينَ صحيفةً وعلى إبراهيمَ عشرَ صحائفٍ وأُنزِلَ على موسَى قبلَ التوراةِ عشرَ صحائفَ وأُنزِلَت التوراةُ والإنجيلُ والزبورُ والفرقانُ وذكر الحديثَ بطولِه
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : ابن كثير | المصدر : إرشاد الفقيه
الصفحة أو الرقم : 2/336 | خلاصة حكم المحدث : غريب جداً ومن وجه آخر عن أبي ذر بإسناد لا بأس به

137 - عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ينظر في المقابرِ وخرجنا معه فأمرَنا فجلسْنا ثم تخطَّى القبورَ حتى انتهى إلى قبرٍ منها فناجاه طويلًا ثم ارتفع نحيبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باكيًا فبكينا لبكاءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثم إنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقبل علينا فتلقَّاه عمرُ بنُ الخطابِ فقال يا رسولَ اللهِ ما الذي أبكاك لقد أبكانا وأفزَعنا فجاء فجلس إلينا فقال أفزعَكم بكائي قلنا نعم قال إنَّ القبرَ الذي رأيتُموني أُناجي قبرَ آمنةَ بنتِ وهبٍ وإني استأذنتُ ربي في زيارتِها فأَذِن لي واستأذنتُ ربي في الاستغفارِ لها فلم يأذنْ لي فيه ونزل عليَّ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ فأخذني ما يأخذُ الولدُ للوالدةِ من الرِّقَّةِ فذلك الذي أبكاني
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/260 | خلاصة حكم المحدث : غريب
التخريج : أخرجه ابن حبان (981)، والحاكم (3292)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (1/189) باختلاف يسير

138 - دخلَ عثمانُ بْنُ عفانَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ، أَخْبَرَنِي عَنِ العبدِ كَمْ مَعَهُ من مَلَكٍ ؟ فقال : مَلَكٌ على يَمِينِكَ على حَسَناتِكَ ، وهوَ آمرٌ على الذي على الشِّمالِ ، إذا عَمِلْتَ حسنةً كُتِبَتْ عشرًا ، فإِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً قال الذي على الشِّمالِ لِلَّذِي على اليَمِينِ : أَكْتُبُ ؟ قال : لا ، لعلَّهُ يَسْتَغْفِرُ اللهَ ويَتُوبُ . فإِذَا قال ثَلاثًا قال نَعَمْ : اكْتُبْ ، أَرَاحَنا اللهُ مِنْهُ ، فبئسَ القَرِينُ ، ما أَقَلَّ مُرَاقَبَتَهُ للهِ وأَقَلَّ اسْتِحْياءَهُ مِنَّا ، يقولُ اللهُ : مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ، ومَلكَانِ من بَيْنِ يَدَيْكَ ومِنْ خَلْفِكَ ، يقولُ : اللهُ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، ومَلَكٌ قابِضٌ على ناصِيَتِكَ ، فإذا تَوَاضَعْتَ للهِ رفعَكَ ، وإذا تَجَبَّرْتَ على اللهِ قَصَمَكَ ، ومَلكَانِ على شَفَتَيْكَ ، ليس يَحفظانِ عليكَ إلَّا الصَّلاةَ على محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ومَلَكٌ قائِمٌ على فيكَ لا يَدَعُ الحَيَّةَ تَدْخُلُ في فيكَ ، ومَلكَانِ على عينيْكَ، فَهؤلاءِ عشرَةُ أَمْلاكٍ على كلِّ آدَمِيٍّ يَنْزِلونَ مَلائِكَةُ الليلِ على ملائكةِ النَّهارِ ، لأنَّ ملائكةَ الليلِ سِوَى ملائكةِ النَّهارِ ، فَهؤلاءِ عِشْرُونَ مَلَكًا على كلِّ آدَمِيٍّ ، وإبليسُ بِالنَّهارِ ووَلَدُهُ بِالليلِ
الراوي : كنانة العدوي | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 4/361 | خلاصة حكم المحدث : غريب جدا | أحاديث مشابهة

139 - عنِ ابنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: جاء ابنا مُلَيْكَةَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالا: إنَّ أُمَّنا تُكرِمُ الزوجَ، وتعطِفُ على الولدِ، قال: وتَقْري الضيفَ، غيرَ أنَّها ماتَتْ في الجاهليَّةِ، فقال: أُمُّكُما في النارِ، قال: فأدبَرَا والسُّوءُ في وجوهِهما؛ فأمَرَ بهما فرُدَّا، فرَجَعا والسُّرورُ يُرَى في وجوهِهما؛ رجاءَ أنْ يكونَ قد حدَثَ شيءٌ، فقال: أُمِّي مع أُمِّكما، فقال رجُلٌ مِنَ المنافقينَ: ما يُغْني هذا عن أُمِّه شيئًا، ونحنُ نطَأُ عَقِبَيْهِ؟! فقال رجُلٌ مِنَ الأنصارِ -ولم أَرَ رجُلًا قطُّ أكثرَ سؤالًا منه-: يا رسولَ اللهِ، هل وعَدَكَ ربُّكَ فيها أو فيهما؟ قال: فظَنَّ أنَّه مِن شيءٍ قد سمِعَه، فقال: ما سألْتُه ربِّي، وما أطمَعَني فيه، وإنِّي لَأقومُ المَقامَ المحمودَ يومَ القِيامةِ، فقال الأنصاريُّ: وما ذاك المَقامُ المحمودُ؟ قال: ذاك إذا جيءَ بكم حُفاةً، عُراةً، غُرْلًا، فيكونُ أوَّلُ مَن يُكْسى إبراهيمَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، فيقولُ اللهُ: اكْسُوا خليلي؛ فيُؤْتى برَيْطَتَيْنِ بيضاوَيْنِ، فيَلْبَسُهما، ثمَّ يقعُدُ فيستقبِلُ العرشَ، ثمَّ أُوتَى بكِسوَتي، فأَلْبَسُها، فأقومُ عن يمينِه مَقامًا لا يقومُه أحدٌ غيري، يَغْبِطُني به الأوَّلونَ والآخِرونَ، قال: ويُفتَحُ مِنَ الكوثرِ إلى الحَوضِ، فقال المنافقُ: إنَّه ما جرى ماءٌ قطُّ إلَّا على حالٍ أو رَضْرَاضٍ، فقال الأنصاريُّ: يا رسولَ اللهِ، على حالٍ أو رَضْرَاضٍ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: حالُهُ المِسكُ، ورَضْرَاضُهُ التُّومُ، فقال المنافقُ: لم أسمَعْ كاليومِ، قلَّمَا جرى ماءٌ قطُّ على حالٍ أو رَضْراضٍ إلا كان له نبتُهُ؟ فقال الأنصاريُّ: يا رسولَ اللهِ، هل له نبتٌ؟ فقال: نعم، قضبانُ الذهبِ، فقال المنافقُ: لم أسمَعْ كاليومِ، قلَّما نبَتَ قضيبٌ إلَّا أَوْرَقَ، و إلَّا كان له ثمَرٌ، فقال الأنصاريُّ: يا رسولَ اللهِ، هل له ثمَرٌ؟ قال: نعم، ألوانُ الجَوهرِ، وماؤُه أشدُّ بياضًا مِنَ اللَّبَنِ، وأحلى مِنَ العسلِ، إنَّ مَن شرِبَ منه مَشْرَبًا لم يَظمأْ بَعدَه، وإنَّ مَن حُرِمَهُ لم يَرْوَ بَعدَهُ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن كثير | المصدر : نهاية البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 1/357 | خلاصة حكم المحدث : غريب جدا | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل
التخريج : أخرجه أحمد (3787)، والطبراني في (10/98) (10017)، والحاكم (3385) باختلاف يسير

140 - عن غنيمِ بنِ أوسٍ يعني الرازيَّ قال كنا جلوسًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذ أقبلَ بعيرٌ يعدو حتى وقف على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فزعًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أيها البعيرُ اسكن فإن تكُ صادقًا فلك صِدْقُكَ وإن تكُ كاذبًا فعليك كذبُكُ مع أنَّ اللهَ تعالى قد أمَّنَ عائذنا ولا يخافُ لائذُنا قلنا يا رسولَ اللهِ ما يقول هذا البعيرُ قال هذا بعيرٌ هَمَّ أهلُه بنحرِه فهرب منهم فاستغاث بنبيِّكم فبينا نحنُ كذلك إذ أقبل أصحابُه يتعادون فلما نظر إليهم البعيرُ عاد إلى هامةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا يا رسولَ اللهِ هذا بعيرُنا هرب منا منذُ ثلاثةِ أيامٍ فلم نَلْقَه إلا بين يديك فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يشكو مُرَّ الشكايةِ فقالوا يا رسولَ اللهِ ما يقول قال يقول إنه ربي في إِبِلِكم جوارًا وكنتم تحملونَ عليهِ في الصيفِ إلى موضعِ الكلأِ فإذا كان الشتاءُ رحلتم إلى موضعِ الدفءِ فقالوا قد كان ذلك يا رسولَ اللهِ فقال ما جزاءُ العبدِ الصالحِ من مواليه قالوا يا رسولَ اللهِ فإنا لا نبيعُه ولا ننحرُه قال فقد استغاث فلم تُغيثُوه وأنا أَوْلَى بالرحمةِ منكم لأنَّ اللهَ نزع الرحمةَ من قلوبِ المنافقين وأسكنَها في قلوبِ المؤمنينَ فاشتراه النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بمائةِ درهمٍ ثم قال أيها البعيرُ انطلق فأنت حرٌّ لوجهِ اللهِ فرَغَا على هامةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال رسولُ اللهِ آمين ثم رَغَا الثانيةَ فقال آمين ثم رَغَا الثالثةَ فقال آمين ثم رَغَا الرابعةَ فبكى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقلنا يا رسولَ اللهِ ما يقول هذا البعيرُ قال يقول جزاك اللهُ أيها النبيُّ عن الإسلامِ والقرآنِ خيرًا قلتُ آمين قال سكَّن اللهُ رعبَ أُمَّتِكَ يومَ القيامةِ كما سكَّنْتَ رعبي قلتُ آمين قال حقن اللهُ دماءَ أُمَّتِكَ من أعدائِها كما حقنتَ دمي قلتُ آمين قال لا جعل اللهُ بأسَها بينَها فبكيتُ وقلتُ هذه خصالٌ سألتُ ربي فأعطانِيها ومنعني واحدةً وأخبرني جبريلُ عن اللهِ أنَّ فناءَ أُمَّتِكَ بالسيفِ فجرى القلمُ بما هو كائنٌ
الراوي : غنيم بن أوس | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 6/149 | خلاصة حكم المحدث : فيه غرابة ونكارة في إسناده ومتنه | أحاديث مشابهة

141 - عَن عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ أَنَّ لَقِيطًا خَرَجَ وافِدًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، ومعه صَاحِبٌ له يُقالُ له: نَهِيكُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ، قال لَقِيطٌ: فَخَرَجْتُ أنا وصَاحِبِي حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ لِانْسِلَاخِ رَجَبٍ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ فوافَيْناه حِينَ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، فقام في النَّاسِ خَطِيبًا، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، ألَا إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكُمْ صَوْتِي مُنْذُ أَرْبَعَةِ أيَّامٍ، ألَا لَأُسْمِعَنَّكُمْ، أَلَا فهل مِنِ امْرِئٍ بَعَثَه قَوْمُه؟ فقالوا: اعْلَمْ لَنَا مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، أَلَا ثُمَّ لَعَلَّهُ أنْ يُلْهِيَه حَدِيثُ نَفْسِه، أو حَدِيثُ صَاحِبِه، أو يُلْهِيَه الضُّلَّالُ، ألَا إنِّي مَسؤولٌ، هل بَلَّغْتُ؟ ألَا اسْمَعوا تَعِيشوا، ألَا اجْلِسوا، ألَا اجْلسُوا قال: فجلس النَّاسُ، وقُمْتُ أنا وصَاحِبِي حَتَّى إذا فرَغَ لنا فُؤَادُه وبَصَرُه، قُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدَك مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ؟ فَضَحِكَ -لَعَمْرُ اللهِ- وهَزَّ رَأْسَهُ، وعَلِمَ أنِّي أبتَغي لِسَقَطِه، فقال: ضَنَّ رَبُّكَ عَزَّ وجَلَّ بِمَفَاتِيحَ خَمْسٍ مِنَ الْغَيْبِ، لَا يَعْلَمُها إلَّا اللهُ، وأشارَ بِيَدِه، قُلْتُ: وما هي؟ قال: عِلْمُ المَنِيَّةِ قد عَلِمَ متى مَنِيَّةُ أحدِكم، ولَا تعلَمونَه، وعِلْمُ الْمَنِيِّ حِينَ يَكُونُ فِي الرَّحِمِ قَد عَلِمَه ولَا تَعلَمُونَه، وعَلِمَ مَا فِي غَدٍ، قَدْ عَلِمَ مَا أنت طَاعِمٌ غَدًا، ولَا تَعْلَمُه، وعَلِمَ يَوْمَ الْغَيْثَ، يُشْرِفُ عَلَيْكُمْ آزِلِينَ مُسنِتِينَ فيَظَلُّ يَضحَكُ قد عَلِمَ أنَّ غِيَرَكم إلى قريبٍ، قال لَقيطٌ: قُلتُ: لن نَعدَمَ من رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا، وعَلِمَ يَوْمَ السَّاعَةِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنا مِمَّا تُعَلِّمُ النَّاسَ، وما تَعْلَمُ؛ فإنَّا مِنْ قَبِيلٍ لا يُصَدِّقونَ تَصْدِيقَنَا أَحَدٌ مِنْ مَذْحِجٍ التي تَرْبو علينا، وخَثْعَمٍ التِي تُوالِينَا، وعَشِيرَتِنا التِي نحن منها، قال: تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُم، ثُمَّ يُتَوفَّى نَبِيُّكم صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ، ثُمَّ تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُم، ثُمَّ تُبْعَثُ الصَّائِحَةُ- لَعَمْرُ إِلَهِك- مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا مَاتَ، والْمَلَائِكَةُ الذين مع رَبِّك عَزَّ وجَلَّ، فأصبَحَ رَبُّك عزَّ وجَلَّ يطوفُ بالأرضِ، وقد خَلَتْ عليه الْبِلَادُ، فأَرْسَلَ رَبُّكَ عَزَّ وجَلَّ السَّمَاءَ تَهْضِبُ مِنْ عِنْدِ الْعَرْشِ، فَلَعَمْرُ إِلَهِك مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ مَصْرَعِ قَتِيلٍ، ولَا مَدْفِنِ مَيِّتٍ، إِلَّا شَقَّتِ الْقَبْرَ عَنْهُ، حَتَّى تَجْعَلَه مِن عِنْدِ رَأْسِه، فيسْتَوِي جَالِسًا، فيَقولُ رَبُّك: مَهْيَمْ، لِمَا كان فِيهِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَمْسِ، اليَومَ، ولَعَهْدُه بالحَياةِ يَحْسَبُه حَدِيثًا بأَهْلِه، فقُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، كيف يَجْمَعُنا بَعْدَ ما تُفَرِّقُنا الرِّياحُ والْبِلَى، والسِّبَاعُ؟ قَالَ: أُنَبِّئُك بِمِثْلِ ذلك فِي آلَاءِ اللهِ؛ الْأَرْضُ أَشْرَفْتَ عَلَيْهَا، وهِيَ مَدَرَةٌ بَالِيَةٌ، فَقُلْتَ: لَا تَحْيَا أَبَدًا، ثُمَّ أَرْسَلَ رَبُّكَ عَزَّ وجَلَّ عليها السَّمَاءَ، فَلَمْ تَلْبَثْ عليك إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى أَشْرَفْتَ عليها، وهِيَ شَرْبَةٌ واحِدَةٌ ولَعَمْرُ إِلَهِك لَهُو أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يَجْمَعَهم مِنَ الْمَاءِ على أَنْ يَجْمَعَ نَبَاتَ الْأَرْضِ، فتَخْرُجونَ مِنَ الأصْواءِ، ومِنْ مَصَارِعِكم، فَتَنْظُرونَ إليه، وينْظُرُ إليكم. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كيف ونحن مِلْءُ الْأَرْضِ، وهُو عزَّ وجَلَّ شَخصٌ واحِدٌ نَنْظُرُ إليه ويَنْظُرُ إلينا؟ قال: أُنَبِّئُك بِمِثْلِ ذلك فِي آلَاءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ؛ الشَّمْسُ والقَمَرُ آيَةٌ منه صَغِيرةٌ تَرَونَهما ويَرَيَانِكم سَاعَةً واحِدَةً لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهما، ولَعَمْرُ إِلَهِك لَهُو أَقْدَرُ على أنْ يَرَاكم، وتَرَونَه مِنْ أَنْ تَرَوْنَهما، ويَرَيَانِكم لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهما. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا يَفْعَلُ بنا رَبُّنَا عَزَّ وجَلَّ إذا لَقِيناه؟ قال: تُعرَضونَ عليه بادِيةً له صَفَحَاتُكم، لا يَخْفَى عليه منكم خَافِيةٌ، فيَأخُذُ رَبُّك عَزَّ وجَلَّ بِيَدِه غَرْفَةً مِنَ الماءِ فَيَنْضَحُ قِبَلَكم بها، فلَعَمْرُ إلهِك ما يُخطِئُ وَجهَ أحَدِكم منها قَطرةٌ، فأمَّا المسلِمُ فتَدَعُ على وَجْهِه مِثلَ الرَّيطةِ البَيضاءِ، وأمَّا الكافِرُ فتَخطِمُه بمِثلِ الحُمَمِ الأسوَدِ ألَا ثمَّ ينصَرِفُ نَبيُّكم ويَنصَرِفُ على أَثَرِه الصَّالحونَ، فتَسلُكونَ جِسرًا مِنَ النَّارِ فيطَأُ أحَدُكم الجَمرةَ فيقولُ: حَسِّ! فيقول ربك عزَّ وجَلَّ: أوانُه، فتَطَّلِعونَ على حَوضِ الرَّسولِ على أطماءٍ -واللهِ- ناهلةٍ عليها، ما رأيتُها قَطُّ، فلَعَمْرُ إلهِك لا يَبسُطُ واحِدٌ منكم يَدَه إلَّا وقع عليها قَدَحٌ يُطَهِّرُه مِنَ الطَّوفِ والبَولِ والأذى، وتُحبَسُ الشَّمسُ والقَمَرُ، فلا تَرَونَ منهما واحِدًا، قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فبم نُبصِرُ؟ قال: مِثْل بَصَرِك ساعَتَك هذه، وذلك مع طُلوعِ الشَّمسِ في يومٍ أشرَقَتْه الأرضُ وواجَهَتْه الجِبالُ. قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فبِمَ نُجزى من سيِّئاتِنا وحَسَناتِنا؟ قال: الحَسَنةُ بعَشرِ أمثالِها والسَّيِّئةُ بمِثْلِها إلَّا أن يَعْفوَ، قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أَمَا الجنَّةُ وأَمَا النَّارُ؟ قال: لعَمْرُ إلهِك، إنَّ للنَّارِ سَبعةَ أبوابٍ ما منهم بابانِ إلَّا يسيرُ الرَّاكِبُ بينهما سبعينَ عامًا، وإنَّ للجَنَّةِ لثَمانيةَ أبوابٍ ما منها بابانِ إلَّا يسيرُ الرَّاكِبُ بينهما سبعينَ عامًا، قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فعَلامَ نَطَّلِعُ مِنَ الجَنَّةِ؟ قال: على أنهارٍ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى، وأنهارٍ مِن كأسٍ ما بها من صُداعٍ ولا ندامةٍ، وأنهارٍ مِن لَبَنٍ لم يتغَيَّرْ طَعْمُه، وماءٍ غيرِ آسِنٍ، وفاكِهةٍ، لعَمْرُ إلهِك ما تَعلَمونَ وخَيرٌ مِن مِثْلِه معه وأزواجٌ مُطَهَّرةٌ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ولنا فيها أزواجٌ، أو مِنهنَّ مُصلِحاتٌ؟ قال: الصَّالِحاتُ للصَّالحينَ تَلَذُّونَهنَّ مِثلَ لَذَّاتِكم في الدُّنيا، ويَلَذُّونَكم غَيرَ ألَّا تَوالُدَ، قال لَقيطٌ: قُلتُ: أقصى ما نحن باِلغونَ ومُنتهونَ إليه؟ فلم يُجِبْه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، عَلامَ أُبايِعُك؟ فبَسَطَ النَّبيُّ يَدَه وقال: على إقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وزِيَالِ الشِّركِ، وألَّا تُشرِكَ باللهِ إلهًا غَيرَه، قال: قُلتُ: وإنَّ لنا ما بين المشرِقِ والمغربِ؟ فقَبَض النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدَه وبَسَط أصابِعَه، وظَنَّ أنِّي مُشتَرِطٌ شَيئًا لا يُعطِينيه، قال: قُلتُ: نَحُلُّ منها حيث شِئْنا ولا يجني منها امرؤٌ إلَّا على نَفْسِه، فبَسَط يدَه وقال: ذلك لك، تحُلُّ حيث شئتَ ولا تجني عليك إلَّا نَفْسُك، قال: فانصَرَفْنا عنه، ثمَّ قال: إنَّ هَذَينِ مِن أتقى النَّاسِ -لعَمْرُ إلهِك- في الأُولى والآخِرةِ، فقال له كَعبُ بنُ الخُداريَّةِ -أحَدُ بني كِلابٍ-: من هم يا رَسولَ اللهِ؟ قال: بنو المُنتَفِقِ أهلُ ذلك. قال: فانصَرَفْنا وأقبَلْتُ عليه، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هل لأحَدٍ ممَّن مضى خيرٌ في جاهلِيَّتِه؟ قال: فقال رجلٌ مِن عُرضِ قُرَيشٍ: واللهِ إنَّ أباك المنتَفِقَ لفي النَّارِ، قال: فلَكَأنَّه وَقَع حَرٌّ بين جِلْدتَيْ وَجْهي ولحمي مِمَّا قال؛ لأنِّي على رُؤوسِ النَّاسِ، فهَمَمْتُ أن أقولَ: وأبوك يا رَسولَ الله؟ ثمَّ إذا الأخرى أجمَلُ، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، وأَهْلُكَ؟ قال: وأَهْلي، لعَمْرُ اللهِ ما أتيتَ عليه من قبرِ عامِريٍّ أو قُرَشيٍّ مِن مُشرِكٍ فقُلْ: أرسلني إليك محمَّدٌ بما يسوءُك؛ تُجَرُّ على وَجْهِك وبَطْنِك في النَّارِ، قال: قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما فَعَل بهم ذلك، وقد كانوا على عَمَلٍ لا يُحسِنونَ إلَّا إيَّاه، وقد كانوا يَحسَبونَ أنَّهم مُصلِحونَ؟! قال: ذلك بأنَّ اللهَ يَبعَثُ في آخِرِ كُلِّ سَبعِ أُمَمٍ -يعني: نَبيًّا- فمن عصى نبيَّه كان من الضَّالِّينَ، ومن أطاع نَبيَّه كان مِنَ المُهتَدينَ
الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 5/72 | خلاصة حكم المحدث : غريب جدا وألفاظه في بعضها نكارة

142 - لما كان ليلةَ أسريَ برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى بيتِ المقدسِ ، أتاهُ جبريلُ بدابّةٍ فوقَ الحمارِ ودون البغلِ ، حملهُ جبريلُ عليها ، ينتهي خُفُّها حيثُ ينتهي طرفُها ، فلما بلغَ بيتَ المقدسِ وبلغَ المكانَ الذي يقالُ لهُ بابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم أتى إلى الحجرِ الذي ثمّةَ ، فغمزهُ جبريل بأصبعهِ فثقبهُ ، ثم ربطها . ثم صعدَ فلما استويا في صرحةِ المسجدِ ، قال جبريلُ : يا محمد ، هل سألتَ ربكَ أن يريكَ الحورَ العينِ ؟ فقال : نعم . فقال : فانطلقْ إلى أولئكَ النسوةِ ، فسلّمْ عليهنَّ وهنَّ جلوسٌ عن يسارِ الصخرةِ ، قال : فأتيتهنّ فسلمتُ عليهنَّ ، فرددنَ عليَّ السلامَ ، فقلتُ : من أنتنَّ ؟ فقلنَ : نحنُ خيراتٌ حسانٌ ، نساءُ قومٍ أبرارٌ ، نُقّوا فلم يدرَنُوا . وأقاموا فلم يَظْعَنُوا ، وخُلّدوا فلم يموتُوا . قال : ثم انصرفتُ ، فلم ألبثْ إلا يسيرا حتى اجتمعَ ناسٌ كثيرٌ ، ثم أذنَ مؤذنٌ ، وأقيمتِ الصلاةُ قال : فقمنَا صفوفا ننتظرُ من يؤمُّنا . فأخذَ بيدِي جبريلُ عليهِ السلامُ ، فقدّمنِي فصليتُ بهِم ، فلما انصرفتُ قال جبريلُ : يا محمد ، أتدرِي من صلى خلفكَ ؟ قال : قلتُ : لا . قال : صلى خلفكَ كل نبيّ بعثهُ اللهُ عز وجلَ . قال : ثم أخذَ بيدي جبريلُ فصعدَ بي إلى السماءِ ، فلما انتهينَا إلى البابِ استفتحَ فقالوا : من أنتَ ؟ قال : أنا جبريلُ . قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ . قالوا : وقد بُعِثَ ؟ قال : نعم . قال : ففتحوا لهُ وقالوا : مرحبا بكَ وبمن معكَ . قال : فلما استوى على ظهرها إذا فيها آدمُ ، ، فقال لي جبريل : يا محمدُ ، ألا تُسلِّمْ على أبيكَ آدمُ ؟ قال : قلتُ : بلى . فأتيتهُ فسلمتُ عليهِ ، فردَّ عليَّ وقال : مرحبا بابني والنبي الصالح . قال : ثم عرجَ بي إلى السماءِ الثانيةِ فاستفتحَ ، قالوا : من أنتَ ؟ قال : جبريلُ . قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ . قالوا : وقد بُعِثَ ؟ قال : نعم . ففتحوا له وقالوا : مرحبا بكَ وبمنْ معكَ . فإذا فيها عيسى وابنُ خالتهِ يحيى عليهما السلامُ . قال : ثم عرجَ بي إلى السماءِ الثالثةِ فاستفتحَ قالوا : من أنتَ ؟ قال : جبريلُ : قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ . قالوا : وقد بُعِثَ ؟ قال : نعم : ففتحوا وقالوا : مرحبا بكَ وبمن معكَ . فإذا فيها يوسفُ عليهِ السلامُ ، ثم عرجَ بي إلى السماءِ الرابعةِ فاستفتحَ ، قالوا : من أنتَ ؟ قال : جبريلُ ، قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ . قالوا : وقد بُعِثَ ؟ قال : نعم . ففتحوا لهُ وقالوا : مرحبا بكَ وبمن معكَ ؟ فإذا فيها إدريسُ عليهِ السلامُ قال : فعرجَ بي إلى السماءِ الخامسةِ فاستفتحَ ، قالوا : من أنتَ ؟ قال : جبريلُ : قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ . قالوا : وقد بُعِثَ ؟ قال : نعم . ففتحُوا وقالوا : مرحبا بكَ وبمن معكَ . فإذا فيها هارونُ عليهِ السلامُ . قال : ثم عرجَ بي إلى السماءِ السادسةِ فاستفتحَ ، قالوا : من أنتَ ؟ قال : جبريلُ . قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ . قالوا : وقد بُعِثَ ؟ قال : نعم . ففتحوا وقالوا : مرحبا بك وبمن معكَ . فإذا فيها موسى عليهِ السلامُ . ثم عرجَ بي إلى السماءِ السابعةِ ، فاستفتحَ جبريلُ ، فقالوا : من أنتَ ؟ قال : جبريلُ . قالوا : ومن معكَ ؟ قال : محمدٌ . قالوا : وقد بُعِثَ إليهِ ؟ قال : نعم . ففتحوا له وقالوا : مرحبا بكَ وبمن معكَ ، فإذا فيها إبراهيمُ عليهِ السلامُ . فقال جبريل : يا محمدُ ، ألا تُسلّمْ على أبيكَ إبراهيمَ ؟ قال : قلت : بلى . فأتيتهُ فسلّمتُ عليهِ ، فردَّ عليَّ السلامَ ، وقال : مرحبا بكَ يا بنيَّ ، والنبي الصالح . ثم انطلقَ بي على ظهرِ السماءِ السابعةِ حتى انتهى بي إلى نهرٍ عليهِ خيامُ الياقوتِ واللؤلؤِ والزبرجدِ ، وعليه طيرٌ خضرٌ ، أنعمُ طيرٍ رأيتُ . فقلتُ : يا جبريلُ ، إن هذا الطيرَ لناعمٌ ؟ قال : يا محمدُ ، آكلهُ أنعمُ منهُ ، ثم قال : يا محمدُ أتدري أي نهرٍ هذا ؟ قال : قلتُ : لا . قال : هذا الكوثرُ الذي أعطاكَ اللهُ إياهُ . فإذا فيهِ آنيةٌ من الذهبِ والفضةِ ، يجرِي على رضراضٍ من الياقوتِ والزمردِ ، ماؤهُ أشدُّ بياضا من اللبنِ . قال : فأخذتُ منهُ آنيةً من الذهبِ ، فاغترفتُ من ذلكَ الماءِ فشرِبتُ ، فإذا هو أحلَى من العسلِ ، وأشدُّ رائحةً من المسكِ . ثم انطلقَ بي حتى انتهيتُ إلى الشجرةِ ، فغشيتنِي سحابةٌ فيها من كل لونٍ ، فرفضنِي جبريلُ ، وخررتُ ساجدا للهِ عز وجلَ ، فقال اللهُ لي : يا محمدُ ، إني يومَ خلقتُ السماواتِ والأرضَ فرضتُ عليكَ وعلى أمتكَ خمسينَ صلاةً ، فقُمْ بها أنتَ وأمتكَ . قال : ثم انجلتْ عني السحابةُ وأخذَ بيدي جبريلُ ، فانصرفتُ سريعا فأتيتُ على إبراهيمَ فلم يقلْ لي شيئا ، ثم أتيتُ على موسى ، فقال : ما صنعتَ يا محمدُ ؟ فقلتُ فرضَ ربي عليَّ وعلى أمتِي خمسينَ صلاةً . قال : فلنْ تستطيعَها أنتَ ولا أمتكَ ، فارجعْ إلى ربكَ فاسألَهُ أن يخفِّفَ عنكَ . فرجعتُ سريعا حتى انتهيتُ إلى الشجرةِ ، فغشيتنِي السحابةُ ، ورفضنِي جبريلُ ، وخررتُ ساجدا ، وقلت : ربِّ ، إنك فرضتَ عليّ وعلى أمتي خمسينَ صلاةً ، ولن أستطيعها أنا ولا أمتِي ، فخففْ عنا ، قال : قد وضعتُ عنكُم عشرا . قال : ثم انجلتْ عني السحابةُ ، وأخذَ بيدي جبريلُ وانصرفتُ سريعا ، حتى أتيتُ على إبراهيمَ فلم يقلْ لي شيئا ، ثم أتيتُ على موسى فقال لي : ما صنعتَ يا محمدُ ؟ فقلتُ : وضعَ ربي عني عشرا . فقال : أربعونَ صلاةً : لن تستطيعها أنتَ ولا أمتكَ ، فارجعْ إلى ربكَ فاسألهُ أن يُخفّفَ عنكُم فذكرَ الحديث كذلكَ إلى خمسِ صلواتٍ ، وخمسٌ بخمسينَ ثم أمرهُ موسى أن يرجعَ فيسألَ التخفيفَ ، فقلتُ إني قد استحييتُ منهُ تعالى . قال : ثم انحدرَ ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لجبريل : مالي لم آتِ على سماءٍ إلا رحبوا بِي وضحِكوا إليَّ غيرَ رجلٍ واحدٍ ، فسلمتُ عليهِ فردّ علي السلام فرحبَ بي ولم يضحكْ إليّ ، قال : يا محمدُ ، ذاكَ مالكٌ خازنُ جهنمَ لم يضحكْ منذُ خُلِقَ ، ولو ضحكَ إلى أحدٍ لضحكَ إليكَ قال : ثم ركبَ منصرفا ، فبينا هو في بعضِ طريقهِ مرَّ بعيرٍ لقريشٍ تحملُ طعاما ، منها جملٌ عليهِ غرارتانِ : غرارةٌ سوداءُ ، وغرارةٌ بيضاءُ ، فلما حاذَى بالعيرِ نفرتْ منه واستدارتْ ، وصُرِعَ ذلكَ البعيرُ وانكسرَ . ثم إنهُ مضى فأصبحَ ، فأخبرَ عما كانَ ، فلما سمعَ المشركونَ قولهُ أتوا أبا بكرٍ فقالوا : يا أبا بكرٍ ، هل لكَ في صاحبكَ ؟ يُخبرُ أنه أتى في ليلتهِ هذهِ مسيرةُ شهرٍ ، ثم رجعَ في ليلتهِ . فقال أبو بكرٍ رضي اللهُ عنهُ : إن كانَ قالهُ فقد صدقَ ، وإنا لنصدقهُ فيما هو أبعدُ من هذا ، نصدقهُ على خبرِ السماءِ . فقال المشركونَ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ما علامةُ ما تقولُ ؟ قال : مررتُ بعيرٍ لقريشٍ ، وهي في مكانِ كذا وكذا ، فنفرتْ العيرُ منا واستدارتْ ، وفيها بعيرٌ عليهِ غرارتانِ : غرارةٌ سوداءُ ، وغرارةٌ بيضاءُ ، فصُرِعَ فانكسرَ . فلما قدمتِ العيرُ سألوهُم ، فأخبروهُم الخبرَ على مثلِ ما حدثهُم النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلكَ سُمّيَ أبو بكرٍ : الصديقُ وسألوهُ وقالوا : هل كانَ معكَ فيمن حضرَ موسى وعيسى ؟ قال : نعم . قالوا : فصفهُم . قال : نعم ، أما موسى فرجلٌ آدمُ ، كأنه من رجالِ أزدِ عمانَ ، وأما عيسى فرجلُ ربعةٌ ، سبطٌ ، تعلوهٌ حمرةٌ ، كأنما يتحادرُ من شعرهِ الجمانُ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 5/11 | خلاصة حكم المحدث : فيه غرائب عجيبة | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه ابن أبي حاتم كما في ((تفسير القرآن)) لابن كثير (5/12)

143 - عن حَليمةُ بنتُ الحارثِ أنَّها قالتْ: قدِمتُ مكَّةَ في نِسْوةٍ -وذكَرَ الواقديُّ بإسنادِه أنَّهنَّ كنَّ عشْرَ نِسْوةٍ مِن بني سَعدِ بنِ بَكْرٍ، يَلْتمسْنَ بها الرُّضَعاءَ- مِن بني سَعدٍ نَلْتمِسُ بها الرُّضَعاءَ في سنةٍ شَهْباءَ، فقدِمتُ على أتانٍ لي قَمْراءَ، كانتْ أذَمَّتْ بالرَّكْبِ، ومعي صبيٌّ لنا، وشارفٌ لنا، واللهِ ما تبِضُّ بقَطْرةٍ، وما ننامُ ليلَتَنا ذلكَ أجمَعَ مع صَبيِّنا ذاكَ، ما نَجِدُ في ثَدْييَّ ما يُغْنيه، ولا في شارِفِنا ما يُغذِّيه، ولكنَّا كنَّا نَرْجو الغَيثَ والفرَجَ، فخرَجتُ على أتاني تلكَ، فلقد أذَمَّتْ بالرَّكْبِ؛ حتى شَقَّ ذلكَ عليهم؛ ضَعفًا وعَجَفًا، فقدِمْنا مكَّةَ، فواللهِ ما علِمتُ منَّا امرأةً إلَّا وقد عُرِضَ عليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتَأْباه، إذا قيل: إنَّه يَتيمٌ ترَكْناه. قُلْنا: ماذا عسى أنْ تصنَعَ إلينا أُمُّه، إنَّما نَرْجو المعروفَ مِن أبي الولَدِ، فأمَّا أُمُّه فماذا عسى أنْ تصنَعَ إلينا، فواللهِ ما بقِيَ مِن صَواحِبي امرأةٌ إلَّا أخَذتْ رَضيعًا غَيري، فلمَّا لم نَجِدْ غَيرَه، وأجمَعْنا الانطلاقَ قلتُ لزَوجي الحارثِ بنِ عبدِ العُزَّى: واللهِ إنِّي لأكرَهُ أنْ أرجِعَ مِن بينِ صَواحبي ليسَ معي رَضيعٌ، لأنطَلِقنَّ إلى ذلكَ اليَتيمِ، فلآخُذَنَّه. فقال: لا عليكِ أنْ تَفْعلي، فعسى أنْ يجعَلَ اللهُ لنا فيه بَرَكةً. فذهَبتُ فأخَذتُه، فواللهِ ما أخَذتُه إلَّا أنِّي لم أجِدْ غَيرَه، فما هو إلَّا أنْ أخَذتُه فجِئتُ به رَحْلي، فأقبَلَ عليه ثَدْيايَ بما شاء مِن لَبنٍ، فشرِبَ حتى رَوِيَ، وشرِبَ أخوه حتى رَوِيَ وقام صاحبي إلى شارِفِنا تلكَ، فإذا إنَّها لحافلٌ، فحلَبَ ما شرِبَ وشرِبتُ حتى رَوينا، فبِتْنا بخَيرِ ليلةٍ، فقال صاحبي حينَ أصبَحْنا: يا حَليمةُ، واللهِ إنِّي لأراكِ قد أخَذتِ نَسَمةً مباركةً، ألم ترَيْ ما بِتْنا به الليلةَ مِن الخَيرِ والبَرَكةِ حينَ أخَذْناه؟ فلم يزَلِ اللهُ عزَّ وجلَّ يَزيدُنا خَيرًا، ثمَّ خرَجْنا راجعينَ إلى بلادِنا، فواللهِ لقطَعتْ أتاني بالرَّكْبِ حتى ما يتعلَّقُ بها حِمارٌ، حتى إن صَواحبي ليَقُلنَ: وَيْلَكِ يا بنتَ أبي ذُؤيبٍ، هذه أَتانُكِ التي خرَجتِ عليها معنا؟ فأقولُ: نعَمْ، واللهِ إنَّها لهي. فقُلْنَ: واللهِ إنَّ لها لشأنًا. حتى قدِمْنا أرضَ بني سَعدٍ، وما أعلَمُ أرضًا مِن أرضِ اللهِ أجدَبَ منها، فإنْ كانت غَنَمي لتَسرَحُ، ثمَّ تَروحُ شِباعًا لبنًا، فنحلُبُ ما شِئْنا، وما حَوالَيْنا أو حَوْلَنا أحَدٌ تبِضُّ له شاةٌ بقَطْرةِ لَبنٍ، وإنَّ أَغْنامَهم لتَروحُ جِياعًا؛ حتى إنَّهم ليَقولونَ لرُعاتِهم -أو لرُعْيانِهم-: وَيْحَكم، انظُروا حيثُ تَسرَحُ غَنَمُ بنتِ أبي ذُؤيبٍ، فاسرَحوا معهم، فيَسرَحونَ مع غَنَمي حيثُ تَسرَحُ، فتروحُ أَغْنامُهم جِياعًا، ما فيها قَطْرةُ لَبنٍ، وتَروحُ أَغْنامي شِباعًا لَبنًا، نحلُبُ ما شِئْنا، فلم يزَلِ اللهُ يُرينا البَرَكةَ نتعرَّفُها؛ حتى بلَغَ سَنَتينِ، فكان يشِبُّ شَبابًا لا تشِبُّه الغِلْمانُ، فواللهِ ما بلَغَ السَّنَتينِ حتى كان غُلامًا جَفْرًا، فقدِمْنا به على أُمِّه ونحنُ أضَنُّ شيءٍ به؛ ممَّا رأَيْنا فيه مِن البَرَكةِ، فلمَّا رأَتْه أُمُّه قلتُ لها: دَعينا نرجِعُ بابنِنا هذه السَّنةَ الأخرى؛ فإنَّا نَخْشى عليه وَباءَ مكَّةَ. فواللهِ ما زِلْنا بها حتى قالتْ: نعَمْ. فسرَّحَتْه معنا، فأَقَمْنا به شَهْرينِ أو ثلاثةً، فبينَما هو خَلْفَ بُيوتِنا مع أخٍ له مِن الرَّضاعةِ في بَهْمٍ لنا جاءَ أخوه ذلكَ يشتَدُّ فقال: ذاكَ أخي القُرَشيُّ جاءَه رجُلانِ عليهما ثيابٌ بِيضٌ، فأَضْجَعاه، فشَقَّا بَطْنَه. فخرَجتُ أنا وأبوه نشتَدُّ نحوَه، فنَجِدُه قائمًا مُنتقِعًا لَونُه، فاعتَنقَه أبوه، وقال: يا بُنيَّ، ما شأنُكَ؟ قال: جاءَني رجُلانِ عليهما ثيابٌ بِيضٌ، أَضْجَعاني وشَقَّا بَطْنِي، ثمَّ استَخْرَجا منه شيئًا، فطرَحاه، ثمَّ رَدَّاه كما كان. فرجَعْنا به معنا فقال أبوه: يا حَليمةُ، لقد خَشيتُ أنْ يكونَ ابني قد أُصيبَ، فانطَلِقي بنا نرُدُّه إلى أَهْلِه قبلَ أنْ يظهَرَ به ما نتخوَّفُ. قالتْ حَليمةُ: فاحتَمَلْناه، فلم تُرَعْ أُمُّه إلَّا به، فقدِمْنا به عليها، فقالتْ: ما رَدَّكما به يا ظِئرُ، فقد كنتُما عليه حَريصَينِ؟ فقالا: لا واللهِ، إلَّا أنَّ اللهَ قد أدَّى عنَّا، وقَضَيْنا الذي علينا، وقُلْنا: نَخْشى الإتلافَ والإحداثَ، نرُدُّه إلى أَهْلِه. فقالتْ: ما ذاكَ بكما فاصْدُقاني شَأْنَكما. فلم تدَعْنا حتى أخبَرْناها خبَرَه، فقالتْ: أَخَشيتُما عليه الشَّيطانَ؟! كلا واللهِ، ما للشَّيطانِ عليه مِن سبيلٍ، واللهِ إنَّه لكائنٌ لابني هذا شأنٌ، ألَا أُخبِرُكما خبَرَه؟! قُلْنا: بلى. قالتْ: حمَلتُ به، فما حمَلتُ حَملًا قَطُّ أخَفَّ منه، فأُريتُ في النَّومِ حينَ حمَلتُ به كأنَّه خرَجَ منِّي نورٌ أضاءَتْ له قُصورُ الشامِ، ثمَّ وقَعَ حينَ ولَدتُه وُقوعًا ما يقَعُه المولودُ مُعتمِدًا على يدَيْه، رافعًا رأسَه إلى السماءِ، فدعاه عنكما.
الراوي : حليمة بنت الحارث السعدية | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/254 | خلاصة حكم المحدث : روي من طرق أخر وهو من الأحاديث المشهورة المتداولة بين أهل السير والمغازي

144 - عن عدِّي بنِ حاتمٍ كان يقول ما رجلٌ من العربِ كان أشدَّ كراهةٍ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين سمع به مني أما أنا فكنتُ امرءًا شريفًا وكنتُ نصرانيًّا وكنتُ أسيرُ في قومي بالمِرباعِ وكنتُ في نفسي على دِينٍ وكنتُ ملِكًا في قومي لما كان يصنعُ بي فلما سمعتُ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كرهتُه فقلتُ لغلامٍ كان لي عربيٌّ وكان راعيًا لإبلي لا أبا لك أعددُ لي من إبلي أجمالًا ذللا سمانًا فاحتَبِسْها قريبًا مني فإذا سمعتَ بجيشٍ لمحمدٍ قد وطئَ هذه البلادَ فآذِنِّي ففعل ثم أنه أتاني ذاتِ غداةٍ فقال يا عديُّ ما كنتَ صانعًا إذا غشَيتْك خيلُ محمدٍ فاصنَعْه الآن فإني قد رأيتُ راياتٍ فسألتُ عنها فقالوا هذه جيوشُ محمدٍ قال قلتُ فقرِّبْ إليَّ أجمالي فقرَّبها فاحتملتُ بأهلي وولدي ثم قلتُ أَلحقُ بأهل ديني من النصارى بالشامِ فسلكتُ الحُوشِيَّةَ وخلَّفتُ بنتًا لحاتمٍ في الحاضرِ فلما قدمتُ الشامَ أقمتُ بها فتخالفَتْني خيلُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فتصيَّبتْ ابنةَ حاتمٍ فيمن أصابت فقدِم بها على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سبايا من طَيِّءٍ وقد بلغ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هربي إلى الشامِ قال فجُعِلَتِ ابنةُ حاتمٍ في حظيرةٍ ببابِ المسجدِ كانت السبايا تُحبَسُ بها فمرَّ بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقامت إليه وكانت امرأةً جزلةً فقالت يا رسولَ اللهِ هلك الوالدُ وغاب الوافدُ فامنُنْ عليَّ مَنَّ اللهُ عليك قال ومن وافدُك قالت عديُّ بنُ حاتمٍ قال الفارُّ من اللهِ ورسولِه قالت ثم مضى وتركني حتى إذا كان الغدُ مرَّ بي فقلتُ له مثلَ ذلك وقال لي مثلَ ما قال بالأمسِ قالت حتى إذا كان بعد الغدِ مرَّ بي وقد يئِستُ فأشار إليَّ رجلٌ خلفَه أنْ قومي فكَلِّمِيه قالت فقمتُ إليه فقلتُ يا رسولَ اللهِ هلك الوالدُ وغاب الوافدُ فامنُنْ عليَّ منَّ اللهُ عليك فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد فعلتُ فلا تعْجَلي بخروجٍ حتى تجدي من قومِك من يكون لك ثقةً حتى يُبَلِّغَك إلى بلادكِ ثم آذِنيني فسألتُ عن الرجلِ الذي أشار إلي أن كلِّميه فقيل لي عليُّ بنُ أبي طالبٍ قالت فقمتُ حتى قدِم من بَلى أو قُضاعةَ قالت وإنما أريد أن آتيَ أخي بالشامِ فجئتُ فقلتُ يا رسولَ اللهِ قد قدم رهطٌ من قومي لي فيهم ثقةٌ وبلاغٌ قالت فكساني وحمَلني وأعطاني نفقةً فخرجتُ معهم حتى قدمتُ الشامَ قال عديٌّ فواللهِ إني لقاعدٌ في أهلي فنظرتُ إلى ظعينةٍ تصوب إلى قومِنا قال فقلتُ ابنةُ حاتمٍ قال فإذا هي هي فلما وقفتْ عليَّ استَحَلَّتْ تقولُ القاطعُ الظالمُ احتملتَ بأهلِك وولدِك وتركتَ بقِيَّةَ والدِك عورتِك قال قلتُ أيْ أُخَيَّةَ لا تقولي إلا خيرًا فواللهِ مالي من عذرٍ لقد صنعتُ ما ذكرتِ قال ثم نزلتْ فأقامتْ عندي فقلتُ لها وكانت امرأةً حازمةً ماذا ترين في أمرِ هذا الرجلِ قالت أرى واللهِ أن تلحقَ به سريعًا فإن يكن الرجلُ نبيًّا فللسابقِ إليه فضلُه وإن يكن ملِكًا فلن تزَلْ في عزِّ اليمنِ وأنت أنت قال قلتُ واللهِ إنَ هذا الرأيُ قال فخرجتُ حتى أقدمَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ فدخلتُ عليه وهو في مسجدِه فسلمتُ عليه فقال من الرجلُ فقلتُ عديُّ بنُ حاتمٍ فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وانطلق بي إلى بيتِه فواللهِ إنه لعامدٌ بي إليه إذ لقِيَتْه امرأةٌ ضعيفةٌ كبيرةٌ فاستوقَفَتْه فوقف لها طويلًا تُكلِّمه في حاجتِها قال قلتُ في نفسي واللهِ ما هذا بملِكٍ قال ثم مضى بي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى إذا دخل بيتَه تناول وسادةً من أدَمٍ مَحشُوَّةٍ لِيفًا فقذفها إليَّ فقال اجلِسْ على هذه قال قلتُ بل أنت فاجلسْ عليها قال بل أنت فجلستُ وجلس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالأرضِ قال قلتُ في نفسي واللهِ ما هذا بأمرِ ملَكٍ ثم قال إيه يا عديُّ بنَ حاتمٍ ألم تكُ رَكوسيًّا قال قلتُ بلى قال أو لم تكن تسيرُ في قومِك بالمِرباعِ قال قلتُ بلى قال فإنَّ ذلك لم يكن يَحِلُّ لك في دِينِك قال قلتُ أجَلْ واللهِ قال وعرفتُ أنه نبيٌّ مرسلٌ يعلم ما يجهلُ ثم قال لعلكَ يا عديُّ إنما يمنعك من دخولِ في هذا الدينِ ما ترى من حاجتِهم فواللهِ ليوشِكنَّ المالُ أن يُفيضَ فيهم حتى لا يوجد من يأخذُه ولعلك إنما يمنعُك من دخولٍ فيه ما ترى من كثرةِ عدوِّهم وقلَّةِ عددِهم فواللهِ ليوشِكَنَّ أن تسمعَ بالمرأةِ تخرجُ من القادسيةِ على بعيرِها حتى تزورَ هذا البيتَ لا تخاف ولعلك إنما يمنعك من دخولٍ فيه أنك ترى أن المُلكَ والسلطانَ في غيرِهم وأَيْمُ اللهِ ليوشِكَنَّ أن تسمعَ بالقصورِ البِيض ِمن أرضِ بابلٍ قد فُتِحَتْ عليهم قال فأسلمتُ قال فكان عديٌّ يقول مضتِ اثنتانِ وبقيتِ الثالثةُ واللهِ لتكوننَّ وقد رأيتُ القصورَ البيضَ من أرضِ بابلٍ قد فُتِحَتْ ورأيتُ المرأةَ تخرج من القادسيَّةِ على بعيرِها لا تخافُ حتى تحجَّ هذا البيتَ وأَيْمُ اللهِ لتكوننَّ الثالثةُ لَيفيضُ المالَ حتى لا يوجدَ من يأخذُه
الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 5/57 | خلاصة حكم المحدث : له شواهد من وجوه أخر

145 - سألتُ عبدَ اللهِ بنَ عباسٍ عن قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ لموسى عليهِ السلامُ : وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا ، فسألتُهُ عن الفُتُونِ ما هوَ ؟ قال : استأنِفِ النهارَ يا ابنَ جبيرٍ فإنَّ لها حديثًا طويلًا : فلمَّا أصبحتُ غدوتُ إلى ابنِ عباسٍ لأنتجزَ منهُ ما وعدني من حديثِ الفُتُونِ ، فقال : تذاكَرَ فرعونُ وجلساؤُهُ ما كان اللهُ وعدَ إبراهيمَ عليهِ السلامُ أن يجعلَ في ذريتِهِ أنبياءَ وملوكًا ، فقال بعضهم : إنَّ بني إسرائيلَ ينتظرونَ ذلك ، ما يَشُكُّونَ فيهِ ، وكانوا يظنُّونَ أنَّهُ يوسفُ بنُ يعقوبَ ، فلمَّا هلك قالوا : ليس هكذا كان وعدُ إبراهيمَ ، فقال فرعونُ : فكيف تَرَوْنَ ؟ فائتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعثَ رجالًا معهم الشِّفَارُ ، يطوفونَ في بني إسرائيلَ ، فلا يجدونَ ، مولودًا ذكرًا إلا ذبحوهُ ، ففعلوا ذلك ، فلمَّا رَأَوْا أنَّ الكبارَ من بني إسرائيلَ يموتونَ بآجالهم ، والصغارَ يُذْبَحُونَ ، قالوا : يُوشِكُ أن تُفْنُوا بني إسرائيلَ ، فتصيروا أن تُبَاشِرُوا من الأعمالِ والخدمةِ التي كانوا يَكْفُونَكُمْ ، فاقتلوا عامًا كلَّ مولودٍ ذكرٍ ، فيَقِلُّ أبناؤهم ، ودعوا عامًا فلا تقتلوا منهم أحدًا ، فيَشِبُّ الصغارُ مكان من يموتُ من الكبارِ ، فإنَّهم لن يكثروا بمن تستحيونَ منهم فتخافوا مكاثرتهم إياكم ، ولن يَفْنَوا بمن تقتلونَ وتحتاجونَ إليهم . فأَجْمَعُوا أمرهم على ذلك . فحملتْ أمُّ موسى بهارونَ في العامِ الذي لا يُذْبَحُ فيهِ الغلمانُ ، فولدتْهُ علانيةً آمنةً . فلمَّا كان من قابلٍ حملتْ بموسى عليهِ السلامُ ، فوقع في قلبها الهمُّ والحزنُ ، وذلك من الفُتُونِ يا ابنَ جبيرٍ ما دخل عليهِ في بطنِ أُمِّهِ ، ممَّا يُرادُ بهِ . فأوحى اللهُ إليها أن : وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ . فأمرها إذا ولدتْ أن تجعلَهُ في تابوتٍ ثم تُلْقِيهِ في اليمِّ . فلمَّا ولدتْ فعلتْ ذلك ، فلمَّا تَوارَى عنها ابنها أتاها الشيطانُ ، فقالت في نفسها : ما فعلتُ بابني ، لو ذُبِحَ عندي فواريتُهُ وكفَّنتُهُ كان أحبُّ إليَّ من أن أُلْقِيهِ إلى دوابِّ البحرِ وحيتانِهِ . فانتهى الماءُ بهِ حتى أوفى بهِ عند فُرْضَةِ مُسْتَقَى جواري امرأةِ فرعونَ فلمَّا رأينَهُ أخذنَهُ فهممن أن يفتحْنَ التابوتَ فقال بعضهنَّ : إنَّ في هذا مالًا ، وإنَّا إن فتحناهُ لم تُصَدِّقنا امرأةُ المَلِكِ بما وجدنا فيهِ ، فحملنَهُ كهيئتِهِ لم يُخْرِجْنَ منهُ شيئًا حتى رفعنَهُ إليها . فلمَّا فتحتْهُ رأتْ فيهِ غلامًا ، فأُلْقِي عليهِ منها محبةً لم يُلْقِ منها على أحدٍ قطُّ ، وأصبحَ فؤادُ أمِّ موسى فارغًا من ذِكْرِ كلِّ شيٍء ، إلا من ذِكْرِ موسى . فلمَّا سمع الذبَّاحونَ بأمرِهِ ، أقبلوا بشِفَارِهِمْ إلى امرأةِ فرعونَ ليذبحوهُ : وذلك من الفُتُونِ يا ابنَ جبيرٍ ، فقالت لهم : أَقِرُّوهُ فإنَّ هذا الواحدَ لا يزيدُ في بني إسرائيلَ حتى آتي فرعونَ فأستوهبُهُ منهُ ، فإن وهبَهُ لي كنتم قد أحسنتم وأجملتم ، وإن أمرَ بذبحِهِ لم أَلُمْكُمْ . فأتت فرعونَ فقالت قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ . فقال فرعونُ : يكونُ لكَ . فأمَّا لي فلا حاجةَ لي فيهِ : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : والذي يُحْلَفُ بهِ لو أَقَرَّ فرعونُ أن يكونَ قرَّةَ عينٍ لهُ ، كما أَقَرَّتْ امرأتُهُ ، لهداهُ اللهُ كما هداها ، ولكن حَرَمَهُ ذلك . فأرسلتْ إلى من حولها ، إلى كلِّ امرأةٍ لها لبنٌ لتختارَ لهُ ظِئْرًا ، فجعل كلَّما أخذتْهُ امرأةٌ منهنَّ لتُرْضِعَهُ لم يُقْبِلْ على ثديها حتى أشفقتِ امرأةُ فرعونَ أن يمتنعَ من اللبنِ فيموتَ ، فأحزنها ذلك ، فأمرتْ بهِ فأُخْرِجَ إلى السوقِ ومجمعِ الناسِ ، ترجو أن تجدَ لهُ ظِئْرًا تأخذُهُ منها ، فلم يُقْبِلْ ، وأصبحتْ أمُّ موسى والهًا ، فقالت لأختِهِ : قُصِّي أَثَرَهُ واطلبيهِ ، هل تسمعينَ لهُ ذِكْرًا ، أحيٌّ ابني أم قد أكلتْهُ الدوابُّ ؟ ونَسِيَتْ ما كان اللهُ وعدها فيهِ ، فبصرتْ بهِ أختُهُ عن جُنُبٍ وهم لا يشعرونَ – والجُنُبُ : أن يَسْمُو بصرُ الإنسانِ إلى شيٍء بعيدٍ ، وهو إلى جنبِهِ ، وهو لا يشعرُ بهِ – فقالت من الفرحِ حينَ أعياهم الظؤراتُ : أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ . فأخذوها فقالوا ما يُدريكِ ؟ وما نُصْحُهُمْ لهُ ؟ هل يعرفونَهُ ؟ حتى شَكُّوا في ذلك ، وذلك من الفُتُونِ يا ابنَ جبيرٍ . فقالت : نُصْحُهُمْ لهُ وشفقتهم عليهِ رغبتهم في ظؤرةِ الملكِ ، ورجاءَ منفعةِ الملكِ . فأرسلوها فانطلقتْ إلى أُمِّهَا ، فأخبرتها الخبرَ . فجاءت أُمُّهُ ، فلمَّا وضعتْهُ في حجرها نَزَا إلى ثديها فمَصَّهُ ، حتى امتلأَ جنباهُ رِيًّا ، وانطلقَ البُشَراءُ إلى امرأةِ فرعونَ يُبَشِّرونها : أن قد وجدنا لابنكِ ظِئْرًا . فأرسلتْ إليها ، فأتتْ بها وبهِ ، فلمَّا رأت ما يصنعُ بها قالت : امْكُثِي تُرْضِعِي ابني هذا ، فإني لم أُحِبَّ شيئًا حُبَّهُ قطُّ . قالت أمُّ موسى : لا أستطيعُ أن أدعَ بيتي وولدي فيضيعُ ، فإن طابت نفسكَ أن تُعطينِيهِ فأذهبُ بهِ إلى بيتي ، فيكونُ معي لا آلوهُ خيرًا فعلتُ ، وإلا فإني غيرُ تاركةٍ بيتي وولدي . وذكرتْ أمُّ موسى ما كان اللهُ وعدها فيهِ ، فتعاسرتْ على امرأةِ فرعونَ ، وأيقنَتْ أنَّ اللهَ مُنْجِزٌ وعدَهُ ، فرجعتْ بهِ إلى بيتها من يومها ، وأنبتَهُ اللهُ نباتًا حسنًا ، وحَفِظَهُ لما قد قضى فيهِ . فلم يزل بنو إسرائيلَ ، وهم في ناحيةِ القريةِ ، ممتنعينَ من السخرةِ والظلمِ ما كان فيهم ، فلمَّا ترعرعَ قالت امرأةُ فرعونَ لأمِّ موسى : أَتُرِيني ابني ؟ فوَعَدَتْهَا يومًا تُرِيها إياهُ فيهِ ، وقالت امرأةُ فرعونَ لخازنها وظؤرها وقَهَارِمَتِهَا لا يَبْقِيَنَّ أحدٌ منكم إلا استقبلَ ابني اليومَ بهديةٍ وكرامةٍ لأرى ذلك ، وأنا باعثةٌ أمينًا يًحْصِي ما يصنعُ كلُّ إنسانٍ منكم ، فلم تزلِ الهدايا والنِّحَلُ والكرامةُ تستقبلُهُ من حينِ خرج من بيتِ أُمِّهِ إلى أن دخل على امرأةِ فرعونَ ، فلمَّا دخل عليها نَحَلَتْهُ وأكرمتْهُ ، وفرحت بهِ ، ونَحَلَتْ أُمَّهُ لحُسْنِ أثرها عليهِ ، ثم قالت : لآتِيَنَّ بهِ فرعونَ فليَنْحَلَنَّهُ وليُكْرِمَنَّهُ ، فلمَّا دخلت بهِ عليهِ جعلَهُ في حجرِهِ ، فتناولَ موسى لِحْيَةَ فرعونَ يَمُدُّها إلى الأرضِ ، فقال الغواةُ من أعداءِ اللهِ لفرعونَ : ألا ترى ما وعد اللهُ إبراهيمَ نبيَّهُ ، إنَّهُ زعم أن يرثِكَ ويعلوكَ ويصرعكَ ، فأرسلَ إلى الذَّبَّاحينَ ليذبحوهُ . وذلك من الفُتُونِ يا ابنَ جبيرٍ بعد كلِّ بلاءٍ ابْتُلِيَ بهِ ، وأُريدَ بهِ . فجاءت امرأةُ فرعونَ فقالت : ما بدا لك في هذا الغلامِ الذي وهبتَهُ لي ؟ فقال : ألا تَرَيْنَهُ يزعمُ أنَّهُ يصرعني ويعلوني . فقالت : اجعلْ بيني وبينك أمرًا يُعْرَفُ فيهِ الحقُّ ، ائتِ بجمرتيْنِ ولؤلؤتيْنِ ، فقرِّبْهُنَّ إليهِ ، فإن بطشَ باللؤلؤتيْنِ واجتنبْ الجمرتيْنِ فاعرفْ أنَّهُ يَعْقِلْ وإن تناولَ الجمرتيْنِ ولم يَرُدَّ اللؤلؤتيْنِ علمتَ أنَّ أحدًا لا يُؤْثِرُ الجمرتيْنِ على اللؤلؤتيْنِ وهو يَعْقِلُ ، فقَرَّبَ إليهِ ، فتناولَ الجمرتيْنِ ، فانتزعهما منهُ مخافةَ أن يحرقا يدَهُ ، فقالت امرأةُ فرعونَ : ألا ترى ؟ فصرفَهُ اللهُ عنهُ بعد ما كان قد همَّ بهِ ، وكان اللهُ بالغًا فيهِ أمرَهُ . فلمَّا بلغ أَشُدَّهُ وكان من الرجالِ ، لم يكن أحدٌ من آلِ فرعونَ يخلصُ إلى أحدٍ من بني إسرائيلَ معهُ بظلمٍ ولا سخرةٍ ، حتى امتنعوا كلَّ الامتناعِ ، فبينما موسى عليهِ السلامُ يمشي في ناحيةِ المدينةِ ، إذ هو برجليْنِ يقتتلانِ ، أحدهما فرعونيٌّ والآخرُ إسرائيليٌّ ، فاستغاثَهُ الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ ، فغضب موسى غضبًا شديدًا ، لأنَّهُ تناولَهُ وهو يعلمُ منزلتَهُ من بني إسرائيلَ وحِفْظِهِ لهم ، لا يعلمُ الناسُ إلا أنما ذلك من الرضاعِ ، إلا أمُّ موسى ، إلا أن يكون اللهُ أطلعَ موسى من ذلك على ما لم يُطْلِعْ عليهِ غيرُهُ . فوكزَ موسى الفرعونيَّ ، فقتلَهُ وليس يراهما أحدٌ إلا اللهُ عزَّ وجلَّ والإسرائيليُّ ، فقال موسى حين قتلَ الرجلَ : هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ . ثم قال : رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، فأصبحَ في المدينةِ خائفًا يترقَّبُ الأخبارَ ، فأُتِيَ فرعونُ ، فقيل لهُ : إنَّ بني إسرائيلَ قتلوا رجلًا من آلِ فرعونَ فخُذْ لنا بحَقِّنَا ولا تُرَخِّصْ لهم . فقال : أبغوني قاتِلَهُ ، ومن يشهدُ عليهِ ، فإنَّ الملكَ وإن كان صَفْوُهُ مع قومِهِ لا يستقيمُ لهُ أن يُقِيدَ بغيرِ بينَةٍ ولا ثَبْتٍ ، فاطلبوا لي عِلْمَ ذلك آخُذُ لكم بحقكم . فبينما هم يطوفونَ ولا يجدون ثَبْتًا ، إذا بموسى من الغدِ قد رأى ذلك الإسرائيليَّ يُقاتِلُ رجلًا من آلِ فرعونَ آخرَ ، فاستغاثَهُ الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ ، فصادف موسى قد ندم على ما كان منهُ وكَرِهَ الذي رأى ، فغضب الإسرائيليُّ وهو يريدُ أن يبطشَ بالفرعونيِّ ، فقال للإسرائيليِّ لما فعل بالأمسِ واليومَ : إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ . فنظر الإسرائيليُّ إلى موسى بعد ما قال لهُ ما قال ، فإذا هو غضبانٌ كغضبِهِ بالأمسِ الذي قتلَ فيهِ الفرعونيَّ فخاف أن يكون بعدما قال له إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ أن يكونَ إياهُ أرادَ ، ولم يكن أرادَهُ ، وإنَّما أرادَ الفرعونيَّ ، فخاف الإسرائيليُّ وقال : يا موسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ وإنما قالَهُ مخافةَ أن يكون إياهُ أراد موسى ليقتلَهُ ، فتتاركا وانطلقَ الفرعونيُّ فأخبرهم بما سمع من الإسرائيليِّ من الخبرِ حين يقولُ أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ فأرسل فرعونُ الذَّبَّاحينَ ليقتلوا موسى ، فأخذ رُسُلُ فرعونَ في الطريقِ الأعظمِ يمشونَ على هيئتهم يطلبونَ موسى وهم لا يخافون أن يفوتهم ، فجاء رجلٌ من شيعةِ موسى من أقصى المدينةِ فاختصرَ طريقًا حتى سبقهم إلى موسى فأخبرَهُ ، وذلك من الفُتُونِ يا ابنَ جبيرٍ . فخرج موسى مُتَوَجِّهًا نحوَ مَدْيَنَ لم يَلْقَ بلاءً قبل ذلك ، وليس لهُ بالطريقِ علمٌ إلا حُسْنُ ظنِّهِ بربهِ عزَّ وجلَّ فإنَّهُ قال عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ، وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ يعني بذلك حابستيْنِ غنمهما فقال لهما : ما خطبكما معتزلتيْنِ لا تسقيانِ مع الناسِ ؟ قالتا : ليس لنا قوةٌ نُزاحِمُ القومَ وإنما ننتظرُ فُضُولَ حياضهم ، فَسَقَى لهما فجعل يغترفُ في الدَّلْوِ ماءً كثيرًا حتى كان أولَ الرُّعَاءِ ، فانصرفتا بغنمهما إلى أبيهما وانصرف موسى عليهِ السلامُ فاستظَلَّ بشجرةٍ وقال رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ واستنكرَ أبوهما سرعةَ صدورهما بغنمهما حُفَّلًا بِطَانًا فقال : إنَّ لكما اليومَ لشأنًا ، فأخبرتاهُ بما صنع موسى ، فأمر إحداهما أن تدعوهُ ، فأتتْ موسى فدعتْهُ فلمَّا كلَّمَهُ قال لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ليس لفرعونَ ولا لقومِهِ علينا سلطانٌ ، ولسنا في مملكتِهِ ، فقالت إحداهما : يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ، إِنَّ خَيْرَ مِنَ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ فاحتملتْهُ الغِيرَةُ على أن قال لها : ما يُدْرِيكِ ما قوتُهُ وما أمانتُهُ ؟ قالت : أما قُوَّتُهُ فما رأيتُ منهُ في الدَّلْوِ حين سقى لنا ، لم أَرَ رجلًا قطُّ أقوى في ذلك السَّقْيِ منهُ ، وأما الأمانةُ فإنَّهُ نظر إلي حينِ أقبلتْ إليهِ وشَخَصَتْ لهُ ، فلمَّا علم أني امرأةٌ صَوَّبَ رأسَهُ فلم يرفعْهُ حتى بَلَّغْتُهُ رسالتكَ ، ثم قال لي : امشي خلفي وانْعُتِي لي الطريقَ ، فلم يفعل هذا إلا وهو أمينٌ ، فسُرِّيَ عن أبيها وصدَّقها وظَنَّ بهِ الذي قالت ، فقال لهُ : هل لكَ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ففعل فكانت على نبيِّ اللهِ موسى ثماني سنينَ واجبةً وكانت سَنَتَانِ عِدَةً منهُ فقضى اللهُ عنهُ عِدَتَهُ فأَتَمَّها عشرًا . قال سعيدٌ هو ابنُ جبيرٍ : فلَقِيَنِي رجلٌ من أهلِ النصرانيةِ من علمائهم قال : هل تدري أيُّ الأجلَيْنِ قضى موسى ؟ قلتُ : لا ، وأنا يومئذٍ لا أدري ، فلقيتُ ابنَ عباسٍ فذكرتُ ذلك لهُ فقال : أما علمتَ أنَّ ثمانيًا كانت على نبيِّ اللهِ واجبةً لم يكن لنبيٍّ أن يَنْقُصَ منها شيئًا ، ويعلمُ أنَّ اللهَ كان قاضيًا عن موسى عِدَتَهُ التي وعدَهُ فعِدَتُهُ التي وعدَهُ فإنَّهُ قضى عشرَ سنينَ ، فلقيتُ النصرانيَّ فأخبرتُهُ ذلك فقال : الذي سألتَهُ فأخبركَ أعلمُ منكَ بذلك قلتُ : أجل وأَوْلَى . فلمَّا سار موسى بأهلِهِ كان من أمرِ النارِ والعصا ويدِهِ ما قَصَّ اللهُ عليك في القرآنِ ، فشكا إلى اللهِ تعالى ما يَتَخَوَّفُ من آلِ فرعونَ في القتيلِ وعُقْدَةِ لسانِهِ ، فإنَّهُ كان في لسانِهِ عُقْدَةً تمنعُهُ من كثيرٍ من الكلامِ ، وسأل ربهُ أن يُعِينَهُ بأخيهِ هارونَ يكونُ لهُ رِدْءًا ويتكلَّمُ عنهُ بكثيرٍ مما لا يُفْصِحُ بهِ لسانُهُ ، فآتاهُ اللهُ سُؤْلَهُ وحلَّ عقدةً من لسانِهِ وأوحى اللهُ إلى هارونَ وأَمَرَهُ أن يلقاهُ ، فاندفع موسى بعصاهُ حتى لَقِيَ هارونَ عليهما السلامُ فانطلقا جميعًا إلى فرعونَ فأقاما على بابِهِ حينًا لا يُؤْذَنُ لهما ، ثم أُذِنَ لهما بعد حجابٍ شديدٍ فقالا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ قال : فمن ربكما ؟ فأخبرَهُ بالذي قَصَّ اللهُ عليكَ في القرآنِ ، قال : فما تريدانِ ؟ وذَكَّرَهُ القتيلَ فاعتذرَ بما قد سمعتَ ، قال : أريدً أن تُؤْمِنَ باللهِ وتُرْسِلَ معيَ بني إسرائيلَ ، فأَبَى عليهِ وقال ائْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فألقى عصاهُ فإذا هي حيَّةٌ تسعى عظيمةٌ فاغِرَةٌ فاها مسرعةٌ إلى فرعونَ ، فلمَّا رآها قاصدةً إليهِ خافها فاقتحمَ عن سريرِهِ واستغاثَ بموسى أن يَكُفَّهَا عنهُ ففعلَ ، ثم أخرج يدَهُ من جيبِهِ فرآها بيضاءَ من غيرِ سوءٍ يعني من غيرِ بَرَصٍ ثم رَدَّهَا فعادت إلى لونها الأولِ ، فاستشار الملأَ حولَهُ فيما رأى ، فقالوا لهُ : هَذَانِ سَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى يعني مُلْكَهُمْ الذي هم فيهِ والعيشِ ، وأَبَوْا على موسى أن يُعْطُوهُ شيئًا ممَّا طلبَ ، وقالوا لهُ : اجمعْ لهما السحرةَ فإنَّهم بأرضكَ كثيرٌ حتى تَغْلِبَ بسحركَ سحرهما ، فأرسلَ إلى المدائنِ فحُشِرَ لهُ كلُّ ساحرٍ متعالمٍ ، فلمَّا أَتَوْا فرعونَ قالوا : بم يعملُ هذا الساحرُ ؟ قالوا : يعمل بالحَيَّاتِ ، قالوا : فلا واللهِ ما أَحَدٌ في الأرضِ يعملُ بالسحرِ بالحَيَّاتِ والحبالِ والعِصِيِّ الذي نعملُ ، وما أَجْرُنَا إن نحنُ غَلَبْنَا ؟ قال لهم : أنتم أقاربي وخاصَّتي ، وأنا صانعٌ إليكم كلَّ شيٍء أحببتم ، فتواعدوا يومَ الزينةِ وأنْ يُحْشَرَ الناسُ ضحىً ، قال سعيدُ بنُ جبيرٍ : فحدَّثني ابنُ عباسٍ أنَّ يومَ الزينةَ الذي أظهرَ اللهُ فيهِ موسى على فرعونَ والسحرةَ هو يومُ عاشوراءَ . فلمَّا اجتمعوا في صعيدٍ واحدٍ قال الناسُ بعضهم لبعضٍ : انطلقوا فلنحضر هذا الأمرَ لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ يعنون موسى وهارونَ استهزاءً بهما ، فقالوا : يا موسى لقدرتهم بسحرهم إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ، قَالَ: بَلْ أَلْقُوا فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ فرأى موسى من سحرهم ما أوجسَ في نفسِهِ خيفةً ، فأوحى اللهُ إليهِ أن أَلْقِ عصاكَ ، فلمَّا ألقاها صارت ثعبانًا عظيمةً فاغِرَةً فاها ، فجعلتِ العِصِيُّ تلتبسُ بالحبالِ حتى صارت جَزَرًا إلى الثعبانِ ، تدخلُ فيهِ ، حتى ما أبقت عصًا ولا حبالًا إلا ابتلعتْهُ ، فلمَّا عرفتِ السحرةُ ذلك قالوا ، لو كان هذا سحرًا لم يبلغ من سحرنا كلَّ هذا ، ولكنَّهُ أمرٌ من اللهِ عزَّ وجلَّ ، آمَنَّا باللهِ وبما جاء بهِ موسى ، ونتوبُ إلى اللهِ ممَّا كُنَّا عليهِ ، فكسرَ اللهُ ظهرَ فرعونَ في ذلك الموطنِ وأشياعِهِ ، وظَهَرَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ وامرأةُ فرعونَ بارزةٌ متبذلةٌ تدعو اللهَ بالنصرِ لموسى على فرعونَ وأشياعِهِ ، فمن رآها من آلِ فرعونَ ظنَّ أنَّها إنما ابتُذِلَتْ للشفقةِ على فرعونَ وأشياعِهِ ، وإنَّما كان حزنها وهَمُّها لموسى . فلمَّا طال مُكْثُ موسى بمواعيدِ فرعونَ الكاذبةِ ، كلَّما جاء بآيةٍ وعدَهُ عندها أن يُرْسِلَ معهُ بني إسرائيلَ ، فإذا مَضَتْ أخلفَ موعدَهُ وقال : هل يستطيعُ ربكَ أن يصنعَ غيرَ هذا ؟ فأرسلَ اللهُ على قومِهِ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقَمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ ، كلُّ ذلك يشكو إلى موسى ويطلبُ إليهِ أن يَكُفَّها عنهُ ، ويُوَاثِقُهُ على أن يُرْسِلَ معهُ بني إسرائيلَ ، فإذا كَفَّ ذلك عنهُ أخلفَ موعدَهُ ، ونكث عهدَهُ . حتى أمرَ اللهُ موسى بالخروجِ بقومِهِ فخرج بهم ليلًا ، فلمَّا أصبح فرعونُ ورأى أنهم قد مَضَوْا أَرْسَلَ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ، فتبعَهُ بجنودٍ عظيمةٍ كثيرةٍ ، وأوحى اللهُ إلى البحرِ : إذا ضربكَ عبدي موسى بعصاهُ فانفلِقْ اثنتيْ عشرةَ فِرْقَةً ، حتى يجوزَ موسى ومن معهُ ، ثم التَقِ على من بَقِيَ بعد من فرعونَ وأشياعِهِ . فنسيَ موسى أن يضربَ البحرَ بالعصا وانتهى إلى البحرِ ولهُ قصيفٌ ، مخافةَ أن يضربَهُ موسى بعصاهُ وهو غافلٌ فيصيرُ عاصيًا للهِ . فلمَّا تراءى الجَمْعَانِ وتقاربا قال أصحابُ موسى : إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ، افعلْ ما أمركَ بهِ ربكَ ، فإنَّهُ لم يَكْذِبْ ولم تَكْذِبْ . قال : وعدني أن إذا أتيتُ البحرَ انْفَرَقَ اثنتيْ عشرةَ فِرْقَةً ، حتى أُجَاوِزُهُ : ثم ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحرَ بعصاهُ حين دنا أوائلُ جُنْدِ فرعونَ من أواخرِ جُنْدِ موسى ، فانفرقَ البحرُ كما أمرَهُ ربهُ وكما وعد موسى فلمَّا أن جاز موسى وأصحابُهُ كلُّهم البحرَ ، ودخل فرعونُ وأصحابُهُ ، التقى عليهم البحرُ كما أُمِرَ فلمَّا جاوزَ موسى البحرَ قال أصحابُهُ : إنَّا نخافُ أن لا يكون فرعونُ غَرِقَ ولا نُؤْمِنُ بهلاكِهِ . فدعا ربهُ فأخرجَهُ لهُ ببدنِهِ حتى استيقنوا بهلاكِهِ . ثم مَرُّوا بعد ذلك عَلَى قَوْمٍ يَعْكِفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قد رأيتم من العِبَرِ وسمعتم ما يكفيكم ومضى . فأنزلهم موسى منزلًا وقال : أطيعوا هارونَ فإني قد استخلفتُهُ عليكم ، فإني ذاهبٌ إلى ربي . وأَجَّلَهُمْ ثلاثينَ يومًا أن يرجعَ إليهم فيها ، فلمَّا أتى ربهُ وأرادَ أن يُكَلِّمَهُ في ثلاثينَ يومًا وقد صامهُنَّ ليلهُنَّ ونهارهُنَّ ، وكَرِهَ أن يُكَلِّمَ ربهُ وريحُ فيهِ ، ريحُ فمِ الصائمِ ، فتناولَ موسى من نباتِ الأرضِ شيئًا فمضغَهُ ، فقال لهُ ربهُ حين أتاهُ : لم أفطرتَ ؟ وهو أعلمُ بالذي كان : قال : يا ربِّ ، إني كرهتُ أن أُكَلِّمَكَ إلا وفَمِي طَيِّبُ الرِّيحِ . قال : أوما علمتَ يا موسى أنَّ رِيحَ فمِ الصائمِ أطيبُ من ريحِ المِسْكِ ، ارجع فصُمْ عشرًا ثم ائتني . ففعل موسى عليهِ السلامُ ما أُمِرَ بهِ ، فلمَّا رأى قومُ موسى أنَّهُ لم يرجع إليهم في الأَجَلِ ، ساءهم ذلك : وكان هارونُ قد خطبهم وقال : إنَّكم قد خرجتم من مصرَ ، ولقومِ فرعونَ عندكم عَوَارِيَ وودائعُ ، ولكم فيهم مثلُ ذلك ولا ممسكيهِ لأنفسنا ، فحفرَ حفيرًا ، وأمر كلَّ قومٍ عندهم من ذلك من متاعٍ أو حِلْيَةٍ أن يقذفوهُ في ذلك الحفيرِ ، ثم أوقدَ عليهِ النارَ فأحرقَهُ ، فقال : لا يكونُ لنا ولا لهم . وكان السامريُّ من قومٍ يعبدونَ البقرَ ، جيرانٌ لبني إسرائيلَ ، ولم يكن من بني إسرائيلَ ، فاحتملَ مع موسى وبني إسرائيلَ حينَ احتملوا ، فقضى لهُ أن رأى أَثَرًا فقبضَ منهُ قبضةً ، فمرَّ بهارونَ ، فقال لهُ هارونُ عليهِ السلامُ : يا سامريُّ ، ألا تُلْقِي ما في يدكَ ؟ وهو قابضٌ عليهِ ، لا يراهُ أحدٌ طُوَالَ ذلكَ ، فقال : هذهِ قبضةٌ من أَثَرِ الرسولِ الذي جاوزَ بكمُ البحرَ ، ولا أُلْقِيهَا لشيٍء إلا أن تدعو اللهَ إذا ألقيتُهَا أن يكونَ ما أُريدُ . فألقاها ، ودعا لهُ هارونُ ، فقال : أُريدُ أن يكونَ عِجْلًا . فاجتمعَ ما كان في الحفيرةِ من متاعٍ أو حِلْيَةٍ أو نحاسٍ أو حديدٍ ، فصار عِجْلَا أجوفَ ، ليس فيهِ روحٌ ، ولهُ خُوَارٌ قال ابنُ عباسٍ : لا واللهِ ، ما كان لهُ صوتٌ قطُّ ، إنَّما كانت الريحُ تدخُلُ في دُبُرِهِ وتخرجُ من فيهِ ، فكان ذلك الصوتَ من ذلكَ . فتفرَّقَ بنو إسرائيلَ فِرَقًا ، فقالت فِرْقَةٌ : يا سامريُّ ، ما هذا ؟ وأنتَ أعلمُ بهِ . قال : هذا ربكم ، ولكن موسى أَضَلَّ الطريقَ . وقالت فِرْقَةٌ : لا نُكَذِّبُ بهذا حتى يرجعَ إلينا موسى ، فإن كان ربنا لم نكن ضَيَّعْنَاهُ وعجزنا فيهِ حين رأيناهُ ، وإن لم يكن ربنا فإنَّا نَتَّبِعُ قولَ موسى ، وقالت فِرْقَةٌ : هذا عملُ الشيطانِ ، وليس بربنا ولا نُؤْمِنُ بهِ ولا نُصَدِّقُ ، وأُشْرِبَ فِرْقَةٌ في قلوبهم الصدقَ بما قال السامريُّ في العِجْلِ ، وأعلنوا التكذيبَ بهِ ، فقال لهم هارونُ : يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ، وَإِنَّ رَبَّكَمُ الرَّحْمَنُ . قالوا : فما بالُ موسى وعدنا ثلاثينَ يومًا ثم أخلفنا ؟ هذهِ أربعونَ يومًا قد مضتْ ؟ وقال سفهاؤهم : أخطأَ ربُّهُ فهو يطلبُهُ ويَتْبَعُهُ . فلمَّا كلَّمَ اللهُ موسى وقال لهُ ما قال : أَخْبَرَهُ بما لَقِيَ قومُهُ من بعدِهِ ، فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا فقال لهم ما سمعتم في القرآنِ ، وأخذ برأسِ أخيهِ يَجُرُّهُ إليهِ ، وألقى الألواحَ من الغضبِ ، ثم إنَّهُ عذرَ أخاهُ بعذرِهِ ، واستغفرَ لهُ ، وانصرفَ إلى السامريِّ فقال لهُ : ما حملكَ على ما صنعتَ ؟ قال : قَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ ، وفطنتُ لها وعميتْ عليكم ، فقذفتها وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ، ولو كان إلهًا لم يُخْلَصْ إلى ذلك منهُ ، فاستيقنَ بنو إسرائيلَ بالفتنةِ ، واغتُبِطَ الذين كان رأيهم فيهِ مثلَ رأي هارونَ ، فقالوا لجماعتهم : يا موسى ، سَلْ لنا ربكَ أن يفتحَ لنا بابَ توبةٍ نصنعها ، فيُكَفِّرْ عنَّا ما عملنا . فاختارَ موسى قومَهُ سبعينَ رجلًا لذلك ، لا يَأْلُو الخيرَ ، خيارَ بني إسرائيلَ ، ومن لم يُشْرِكْ في العِجْلِ ، فانطلقَ بهم يسألُ لهمُ التوبةَ ، فرجفتْ بهمُ الأرضَ ، فاستحيا نبيُّ اللهِ من قومِهِ ومن وفدِهِ حين فُعِلَ بهم ما فُعِلَ ، فقال : ربِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا وفيهم من كان اطَّلَعَ اللهُ منهُ على ما أُشْرِبَ قلبُهُ من حُبِّ العِجْلِ وإيمانٍ بهِ فلذلك رجفتْ بهمُ الأرضُ فقال : رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ فقال : يا ربِّ سألتُكَ التوبةَ لقومي ، فقلتَ : إنَّ رحمتي كتبتُهَا لقومٍ غيرِ قومي فليتَكَ أَخَّرْتَنِي حتى تُخْرِجَنِي في أُمَّةِ ذلك الرجلِ المرحومةِ ، فقال لهُ : إنَّ توبتهم أن يَقْتُلَ كلُّ رجلٍ منهم من لَقِيَ من والدٍ وولدٍ فيقتلُهُ بالسيفِ ولا يُبَالِي من قتلَ في ذلك الموطنِ وتاب أولئكَ الذين كان خَفِيَ على موسى وهارونَ واطَّلَعَ اللهُ من ذنوبهم فاعترفوا بها وفعلوا ما أُمِرُوا وغفرَ اللهُ للقاتلِ والمقتولِ . ثم سار بهم موسى عليهِ السلامُ مُتَوَجِّهًا نحوَ الأرضِ المقدسةِ ، وأخذ الألواحَ بعد ما سكتَ عنهُ الغضبُ فأمرهم بالذي أُمِرَ بهِ أن يُبَلِّغَهُمْ من الوظائفِ ، فثَقُلَ ذلك عليهم وأَبَوْا أن يُقِرُّوا بها ، فنَتَقَ اللهُ عليهمُ الجبلَ كأنَّهُ ظُلَّةٌ ودنا منهم حتى خافوا أن يقعَ عليهم فأَخَذُوا الكتابَ بأيمانهم وهم مُصْغُونَ ينظرونَ إلى الجبلِ والكتابُ بأيديهم ، وهم من وراءِ الجبلِ مخافةَ أن يقعَ عليهم ، ثم مَضَوْا حتى أَتَوْا الأرضَ المقدسةَ فوجدوا مدينةً فيها قومٌ جَبَّارُونَ خَلْقُهُمْ خَلْقٌ مُنْكَرٌ ، وذكروا من ثمارهم أمرًا عجيبًا من عِظَمِهَا ، فقالوا : يا موسى إنَّ فيها قومًا جَبَّارِينَ لا طاقةَ لنا بهم ، ولا ندخلها ماداموا فيها ، فإن يخرجوا منها فإنَّا داخلونَ ، قال رجلانِ من الذينَ يخافونَ قيل ليزيدٍ : هكذا قرأَهُ ؟ قال : نعم ، من الجَبَّارِينَ آمَنَّا بموسى ، وخرجا إليهِ فقالوا : نحنُ أعلمُ بقومنا إن كنتم إنَّما تخافونَ ما رأيتم من أجسامهم وعددهم فإنَّهم لا قلوبَ لهم ولا مَنَعَةَ عندهم فادخلوا عليهمُ البابَ فإذا دخلتموهُ فإنَّكم غالبونَ ، ويقولُ أُناسٌ : إنَّهم من قومِ موسى ، فقال الذينَ يخافونَ بنو إسرائيلَ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ فأغضبوا موسى فدعا عليهم وسمَّاهم فاسقينَ ، ولم يَدْعُ عليهم قبلَ ذلك ، لِمَا رأى منهم المعصيةَ وإساءتهم حتى كان يومئذٍ ، فاستجاب اللهُ لهُ وسمَّاهم كما سمَّاهم فاسقينَ ، فحرَّمَهَا عليهم أربعينَ سَنَةً يتيهونَ في الأرضِ ، يُصْبِحُونَ كلَّ يومٍ فيسيرونَ ليس لهم قرارٌ ثم ظَلَّلَ عليهمُ الغمامَ في التِّيهِ وأنزلَ عليهمُ المَنَّ والسلوى وجعل لهم ثيابًا لا تَبْلَى ولا تَتَّسِخُ ، وجعل بين ظهرانيهم حَجَرًا مُرَبَّعًا وأمرَ موسى فضربَهُ بعصاهُ فانفجرتْ منهُ اثنتا عشرةَ عينًا في كلِّ ناحيةٍ ثلاثُ أعينٍ ، وأعلمَ كلَّ سِبْطٍ عَيْنُهُمُ التي يشربونَ منها فلا يرتحلونَ من مَنْقَلَةٍ إلا وجدوا ذلك الحَجَرَ معهم بالمكانِ الذي كان فيهِ بالأمسِ
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 5/279 | خلاصة حكم المحدث : موقوف وكأنه تلقاه ابن عباس رضي الله عنه مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره | أحاديث مشابهة

146 - عن سَلْمانَ يحدِّثُ كيفَ كانَ أوَّلُ إسلامهِ أنَّهُ كانَ من رامَهُرْمُزَ وكانَ لهُ أخٌ أكبرُ منهُ غنيٌّ وكانَ سَلْمانُ فقيرًا في كَنَفِ أَخيهِ وأنَّ ابنَ دِهْقَانِهَا كانَ صاحبًا لهُ وكان يختلِفُ معهُ إلى مُعلِّمٍ لهم وأنَّهُ كانَ يختلِفُ ذلكَ الغلامُ إلى عُبَّادٍ منَ النَّصارى في كهفٍ لهم فسألهُ سَلْمانُ أن يذهبَ بهِ معهُ إليهم فقالَ لهُ إنَّكَ غلامٌ وأخشى أن تنُمَّ عليهم فيقتلَهمْ أبي فالتزمَ لهُ أن لا يكونَ منهُ شيءٌ يكرههُ فذهبَ معهُ فإذا هم ستَّةٌ أو سبعةٌ كأنَّ الرُّوحَ قد خرجت منهم منَ العبادةِ يصومونَ النَّهارَ ويقومونَ اللَّيلَ يأكلونَ الشَّجرَ وما وجدوا فذكر عنهم أنَّهم يؤمِنونَ بالرُّسلِ المتقدِّمينَ وأنَّ عيسى عبدُ اللَّهِ ورسولهُ وابنُ أَمَتهِ أيَّدهُ بالمعجزاتِ وقالوا لهُ يا غلامُ إنَّ لكَ ربًّا وإنَّ لكَ معادًا وإنَّ بينَ يديكَ جنَّةً ونارًا وإنَّ هؤلاءِ القومَ الَّذينَ يعبدونَ النِّيرانَ أهلُ كفرٍ وضلالةٍ لا يرضى اللَّهُ بما يصنعونَ وليسوا على دينهِ ثمَّ جعلَ يتردَّدُ معَ ذلكَ الغلامِ إليهم ثمَّ لزِمهم سَلْمانُ بالكلِّيَّةِ ثمَّ أجلاهم ملكُ تلكَ البلادِ وهوَ أبو ذلكَ الغلامِ الَّذي صحِبهُ سلمانُ إليهم عن أرضِهِ واحتبسَ الملكُ ابنَهُ عندهُ وعرضَ سلمانُ دينَهم على أخيهِ الَّذي هوَ أكبرُ منهُ فقالَ إنِّي مشتغلٌ بنفسي في طلبِ المعيشةِ فارتحَلَ معهم سلمانُ حتَّى دخلوا كنيسةَ الموصِلِ فسلَّمَ عليهم أهلُها ثمَّ أرادوا أن يتركوني عندهم فأبَيْتُ إلَّا صحِبتهم فخرجوا حتَّى أتَوا واديًا بينَ جبالٍ فتحدَّرَ إليهم رهبانُ تلكَ النَّاحيةِ يسلِّمونَ عليهم واجتمعوا إليهم وجعلوا يسألونهم عن غيبتِهم عنهم ويسألونَهم عنِّي فيثنونَ عليَّ خيرًا وجاءَ رجلٌ معظَّمٌ فيهم فخطبهم فأثنى على اللَّهِ بما هوَ أهلهُ وذكر الرُّسلَ وما أُيِّدوا بهِ وذكر عيسى ابنَ مريمَ وأنَّهُ كانَ عبدَ اللَّهِ ورسولَهُ وأمرهم بالخيرِ ونهاهم عنِ الشَّرِّ ثمَّ لمَّا أرادوا الانصرافَ تبِعهُ سلْمانُ ولزمهُ قالَ فكانَ يصومُ النَّهارَ ويقومُ اللَّيلَ منَ الأحدِ إلى الأحدِ فيخرجُ إليهم ويعظهم ويأمرهم وينهاهم فمكثَ على ذلكَ مدَّةً طويلةً ثمَّ أرادَ أن يزورَ بيتَ المقدسِ فصحبهُ سَلْمانُ إليهِ قالَ فكانَ فيما يمشي يلتفتُ إليَّ ويقبلُ عليَّ فيعظني ويخبرني أنَّ لي ربًّا وأنَّ بينَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا ويعلِّمُني ويذكِّرُني نحوَ ما كانَ يذكِّرُ القومَ يومَ الأحدِ قالَ فيما يقولُ لي يا سلمانُ إنَّ اللَّهَ سوفَ يبعثُ رسولًا اسمهُ أحمدُ يخرجُ من تِهامَةَ يأكلُ الهديَّةَ ولا يأكلُ الصَّدقةَ بينَ كتفيهِ خاتَمُ النُّبوَّةِ وهذا زمانُهُ الَّذي يخرجُ فيهِ قد تقارب فأمَّا أنا فإنِّي شيخٌ كبيرٌ ولا أحسبُنِي أدرِكُهُ فإن أدركتَهُ أنتَ فصدِّقهُ واتَّبعْهُ قلتُ لهُ وإن أمرني بتركِ دينِكَ وما أنتَ عليهِ قالَ وإن أمركَ فإنَّ الحقَّ فيما يجيءُ بهِ ورِضَى الرَّحمنِ فيما قالَ ثمَّ ذكرَ قدومَهُما إلى بيتِ المقدِسِ وأنَّ صاحبَهُ صلَّى فيهِ هاهُنا وهاهُنا ثمَّ نامَ وقد أوصاهُ أنَّهُ إذا بلغَ الظِّلُّ مكانَ كذا أن يوقِظَهُ فتركهُ سلمانُ حينًا آخرَ أزْيَدَ ممَّا قالَ ليستريحَ فلمَّا استيقظَ ذكرَ اللَّهَ ولامَ سلمانَ على تركِ ما أمرهُ مِن ذلكَ ثمَّ خرجا من بيتِ المقدسِ فسألهُ مقعدٌ فقالَ يا عبدَ اللَّهِ سألتُكَ حينَ وصلتَ فلم تعطِني شيئًا وها أنا أسألُكَ فنظرَ فلم يجدْ أحدًا فأخذَ بيدهِ وقالَ قم بسمِ اللَّهِ فقامَ وليسَ بهِ بأسٌ ولا قَلَبَةٌ كأنَّما نُشِطَ من عِقالٍ فقالَ لي يا عبدَ اللَّهِ احمِل عليَّ متاعي حتَّى أذهبَ إلى أهلي فأبشِّرَهم فاشتغلتُ بهِ ثمَّ أدركتُ الرَّجلَ فلم ألحقهُ ولم أدْرِ أينَ ذهبَ وكلَّما سألتُ عنهُ قومًا قالوا أمامَكَ حتَّى لقِيَني ركبٌ منَ العربِ من بني كلبٍ فسألتهم فلمَّا سمعوا لغتي أناخَ رجلٌ منهم بعيرَهُ فحملني خلفَهُ حتَّى أتوا بي بلادَهم فباعوني فاشترتْني امرأةٌ منَ الأنصارِ فجعلَتْني في حائطٍ لها وقدِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ ذكرَ ذَهابهُ إليهِ بالصَّدقةِ والهديَّةِ ليستعلمَ ما قال صاحبَهُ ثمَّ تطلَّبَ النَّظرَ إلى خاتمَِ النُّبوَّةِ فلمَّا رآهُ آمنَ مِن ساعتِهِ وأخبرَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خبرَهُ الَّذي جَرى لهُ قال فأمرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ فاشتراهُ من سيِّدتهِ فأعتقهُ ثمَّ قال سألتُهُ يومًا عن دينِ النَّصارَى فقالَ لا خيرَ فيهم قالَ فوقعَ في نفسي من أولئكَ الَّذينَ صحِبتُهم ومن ذلكَ الرَّجلِ الصَّالحِ الَّذي كانَ معيَ ببيتِ المقدسِ فدخلني من ذلكَ أمرٌ عظيمٌ حتَّى أنزلَ اللَّهُ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} فدعانِي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فجئتُ وأنا خائِفٌ فجلستُ بينَ يديهِ فقرأَ بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} الآياتِ ثمَّ قالَ يا سلمانُ أولئِكَ الَّذينَ كنتَ معهم وصاحبُكَ لم يكونوا نصارَى كانوا مسلمينَ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ والَّذي بعثكَ بالحقِّ لهوَ أمرني باتِّباعِكَ فقلتُ لهُ فإنْ أمرني بتركِ دينكَ وما أنتَ عليهِ قالَ نعَمْ فاترُكهُ فإنَّ الحقَّ وما يُرضِي اللَّهَ فيما يأمرُكَ
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/292 | خلاصة حكم المحدث : فيه غرابة كثيرة وطريق محمد بن إسحاق أقوى إسنادا وأحسن اقتصاصا وأقرب إلى ما رواه البخاري

147 - عن ابنِ عبَّاسٍ أنَّ عبدَ الرحمنِ بنَ عَوفٍ رجَعَ إلى رَحلِه، قال ابنُ عبَّاسٍ: وكنتُ أُقرِئُ عبدَ الرحمنِ بنَ عَوفٍ، فوجَدَني وأنا انتظِرُه، وذلكَ بمِنًى في آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّها عُمرُ بنُ الخطابِ، فقال عبدُ الرحمنِ بنُ عَوفٍ: إنَّ رجُلًا أتَى عُمرَ بنَ الخطابِ فقال: إنَّ فلانًا يقولُ: لو قد ماتَ عُمرُ بايَعتُ فلانًا. فقال عُمرُ: إنِّي قائمٌ العَشِيَّةَ إنْ شاءَ اللهُ في الناسِ فمُحذِّرُهم هؤلاءِ الرَّهْطَ الذينَ يُريدونَ أنْ يَغصِبوهم أمْرَهم. قال عبدُ الرحمنِ: فقلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، لا تفعَلْ؛ فإنَّ الموسِمَ يجمَعُ رَعاعَ الناسِ وغَوْغاءَهم، وإنَّهم الذينَ يَغلِبونَ على مجلِسِكَ إذا قُمتَ في الناسِ، فأَخْشى أنْ تقولَ مقالةً يَطيرُ بها أولئكَ، فلا يَعُوها، ولا يضَعوها مواضِعَها، ولكنْ حتى تقدَمَ المدينةَ؛ فإنَّها دارُ الهِجْرةِ والسُّنةِ، وتخلُصَ بعُلَماءِ الناسِ وأَشْرافِهم، فتقولَ ما قلتَ متمَكِّنًا، فيَعُونَ مقالتَكَ، ويَضَعوها مواضِعَها. قال عُمرُ: لئِنْ قدِمتُ المدينةَ صالحًا لأُكلِّمَنَّ بها الناسَ في أوَّلِ مقامٍ أقومُه. فلمَّا قدِمْنا المدينةَ في عقِبِ ذي الحَجَّةِ، وكان يَومَ الجُمُعةِ عجَّلتُ الرَّواحَ صَكَّةَ الأَعْمى -قلتُ لمالكٍ: وما صَكَّةُ الأَعْمى؟ قال: إنَّه لا يبالي أيَّ ساعةٍ خرَجَ، لا يَعرِفُ الحرَّ والبَرْدَ، أو نحوَ هذا- فوجَدتُ سعيدَ بنَ زَيدٍ عندَ رُكنِ المِنْبرِ الأيمَنِ قد سبَقَني، فجلَستُ حِذاءَه تحُكُّ رُكْبتي رُكْبتَه، فلم أنشَبْ أنْ طلَعَ عُمرُ، فلمَّا رأَيتُه قلتُ: ليقولَنَّ العَشِيَّةَ على هذا المِنْبرِ مقالةً ما قالها عليه أحَدٌ قبلَه. قال: فأنكَرَ سعيدُ بنُ زَيدٍ ذلكَ، وقال: ما عسَيتَ أنْ يقولَ ما لم يقُلْ أحَدٌ؟ فجلَسَ عُمرُ على المِنْبرِ، فلمَّا سكَتَ المؤذِّنُ قام فأَثْنى على اللهِ بما هو أَهْلُه، ثمَّ قال: أمَّا بعدُ، أيُّها الناسُ، فإنِّي قائلٌ مقالةً، وقد قُدِّرَ لي أنْ أقولَها، لا أَدْري لعلَّها بينَ يدَيْ أجلي، فمَن وعاها وعقَلَها فلْيُحدِّثْ بها حيثُ انتَهتْ به راحلتُه، ومَن لم يَعِها فلا أُحِلُّ له أنْ يكذِبَ عليَّ: إنَّ اللهَ بعَثَ محمَّدًا بالحقِّ، وأنزَلَ عليه الكتابَ، فكان فيما أُنزِلَ عليه آيةُ الرَّجْمِ، فقرَأْناها، ووعَيْناها، وعقَلْناها، ورجَمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ورجَمْنا بعدَه، فأَخْشى إنْ طال بالناسِ زمانٌ أنْ يقولَ قائلٌ لا نجِدُ آيةَ الرَّجْمِ في كتابِ اللهِ، فيَضِلُّوا بتَرْكِ فَريضةٍ قد أنزَلَها اللهُ عزَّ وجلَّ، فالرَّجْمُ في كتابِ اللهِ حقٌّ على مَن زنا إذا أُحصِنَ مِن الرِّجالِ والنِّساءِ؛ إذا قامَتِ البيِّنةُ، أو كان الحبَلُ، أو الاعترافُ، ألَا وإنَّا قد كنَّا نقرَأُ: لا تَرغَبوا عن آبائِكم فإنَّ كُفرًا بكم أنْ تَرغَبوا عن آبائِكم، ألَا وإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: لا تُطْرُوني كما أُطرِيَ عيسى ابنُ مَرْيمَ، فإنَّما أنا عبدٌ، فقولوا: عبدُ اللهِ ورسولُه، وقد بلَغَني أنَّ قائلًا مِنكم يقولُ: لو قد ماتَ عُمرُ بايَعتُ فلانًا، فلا يَغتَرَّنَّ امرؤٌ أنْ يقولَ: إنَّ بَيعةَ أبي بَكْرٍ كانَتْ فَلْتةً، فتَمَّتْ، ألَا وإنَّها كانَتْ كذلكَ، إلَّا أنَّ اللهَ وقَى شَرَّها، وليسَ فيكم اليَومَ مَن تُقطَعُ إليه الأعناقُ مِثلُ أبي بَكْرٍ، وإنَّه كان مِن خبَرِنا حينَ تُوُفِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّ عليًّا والزُّبَيرَ ومَن كان معَهما تخَلَّفوا في بَيتِ فاطمةَ بنتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتخلَّفَ عنها الأنصارُ بأَجْمعِها في سَقيفةِ بني ساعدةَ، واجتمَعَ المهاجرونَ إلى أبي بَكْرٍ، فقلتُ له: يا أبا بَكْرٍ، انطلِقْ بنا إلى إخوانِنا مِن الأنصارِ، فانطَلَقْنا نؤُمُّهم حتى لقِيَنا رجُلانِ صالحانِ، فذكَرَا لنا الذي صنَعَ القَومُ، فقالا: أينَ تُريدونَ يا مَعْشرَ المهاجرينَ؟ فقلتُ: نريدُ إخوانَنا مِن الأنصارِ. فقالا: لا عليكم ألَّا تَقْرَبوهم، واقْضُوا أمْرَكم يا مَعْشرَ المهاجرينَ. فقلتُ: واللهِ لنأتِينَّهم، فانطَلَقْنا حتى جِئناهم في سَقيفةِ بني ساعدةَ، فإذا هم مجتمعونَ، وإذا بينَ ظَهْرانَيْهم رجُلٌ مُزمَّلٌ، فقلتُ: مَن هذا؟ قالوا: سَعدُ بنُ عُبادةَ؟ فقلتُ: ما له؟ قالوا: وجِعٌ. فلمَّا جلَسْنا قام خَطيبُهم، فأَثْنى على اللهِ بما هو أَهْلُه، وقال: أمَّا بعدُ فنحنُ أنصارُ اللهِ، وكَتيبةُ الإسلامِ، وأنتم يا مَعْشرَ المهاجرينَ رَهْطُ نبيِّنا، وقد دفَّتْ دافَّةٌ مِنكم تُريدونَ أنْ تَخْتزِلونا مِن أَصْلِنا، وتُحصِنونا مِن الأَمْرِ. فلمَّا سكَتَ أرَدتُ أنْ أتكَلَّمَ، وكنتُ قد زوَّرتُ مقالةً أعجَبَتْني أرَدتُ أنْ أقولَها بينَ يدَيْ أبي بَكْرٍ، وكنتُ أُداري منه بعضَ الحدِّ، وهو كان أحكَمَ منِّي وأوقَرَ، واللهِ ما ترَكَ مِن كَلِمةٍ أَعجَبَتْني في تَزْويري إلَّا قالَها فَّي بلُغتِه، وقصر حتى سكَت، فقال: أمَّا بعدُ، فما ذكَرتُم مِن خبَرٍ فأنتم أَهْلُه، وما تَعرِفُ العرَبُ هذا الأَمْرَ إلَّا لهذا الحيِّ مِن قُرَيشٍ، هم أوسَطُ العرَبِ نسبًا ودارًا، وقد رضِيتُ لكم أحَدَ هذينِ الرجُلَينِ؛ أيَّهما شِئتُم، وأخَذَ بيدي ويدِ أبي عُبَيدةَ بنِ الجَرَّاحِ، فلم أكرَهْ ممَّا قال غيرَها، كان واللهِ أنْ أُقدَّمَ فتُضرَبَ عُنُقي لا يُقَرِّبُني ذلكَ إلى إثمٍ، أحَبُّ إليَّ مِن أنْ أتأمَّرَ على قَومٍ فيهم أبو بَكْرٍ، إلَّا أنْ تغيَّرَ نَفْسي عندَ المَوتِ، فقال قائلٌ مِن الأنصارِ: أنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ، وعُذَيقُها المُرجَّبُ، منَّا أميرٌ، ومنكم أميرٌ يا مَعْشرَ قُرَيشٍ. فقلتُ لمالكٍ: ما يعني: أنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ وعُذَيقُها المُرجَّبُ؟ قال: كأنَّه يقولُ: أنا داهيتُها. قال: فكثُرَ اللَّغَطُ، وارتفَعتِ الأصواتُ حتى خَشِينا الاختلافَ، فقلتُ: ابسُطْ يدَكَ يا أبا بَكْرٍ، فبسَطَ يَدَه، فبايَعتُه، وبايَعَه المهاجرونَ، ثمَّ بايَعَه الأنصارُ، ونزَوْنا على سَعدِ بنِ عُبادةَ، فقال قائلٌ منهم: قتَلتُم سَعدًا. فقلتُ: قتَلَ اللهُ سَعدًا. قال عُمرُ: أمَا واللهِ ما وجَدْنا فيما حضَرْنا أَمْرًا هو أرفَقُ مِن مبايعةِ أبي بَكْرٍ، خَشِينا إنْ فارَقْنا القَومَ ولم تكُنْ بَيعةٌ أنْ يُحدِثوا بعدَنا بَيعةً، فإمَّا نُبايِعُهم على ما لا نَرْضى، وإمَّا أنْ نُخالِفَهم، فيكونُ فسادٌ، فمَن بايَعَ أميرًا عن غَيرِ مَشورةِ المسلمينَ، فلا بَيعةَ له، ولا بَيعةَ للذي بايَعَه؛ تَغِرَّةً أنْ يُقتَلا.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 5/215 | خلاصة حكم المحدث : [له] طرق

148 - عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال له أصحابه : يا رسولَ اللهِ، أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها : قال : قال الله عز وجل : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير }، قال : فأخبرهم فقال : فبينا أنا نائم عشاء في المسجد الحرام، إذ أتاني آت فأيقظني، فاستيقظت، فلم أر شيئا،، وإذا أنا بكهيئة خيال، فأتبعته بصري حتى خرجت من المسجد، فإذا أنا بدابة أدنى في شبهه بدوابكم هذه، بغالكم هذه، مضطرب الأذنين، يقال له : البراق . وكانت الأنبياء تركبه قبلي، يقع حافره عِندَ مد بصره، فركبته، فبينما أنا أسير عليه، إذ دعاني داع عن يميني : يا محمد، انظرني أسألك، يا محمد، انظرني أسألك . فلم أجبه ولم أقم عليه، فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يساري : يا محمد انظرني أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه فبينما أنا أسير إذ أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها، وعليها من كل زينة خلقها الله، فقالتْ : يا محمد، انظرني أسألك . فلم ألتفت إليها ولم أقم عليها، حتى أتيت بيت المقدس، فأوثقت دابتي بالحلقة التي كانت الأنبياء توثقها بها . فأتاني جبريل عليه السلامُ بإناءين : أُحُدٍهما خمر، والآخر لبن، فشربت اللبن، وتركت الخمر، فقال جبريل : أصبت الفطرة . فقُلْت : الله أكبر، الله أكبر . فقال جبريل : ما رأيت في وجهك هذا ؟ قال : فقُلْت : بينما أنا أسير، إذ دعاني داع عن يميني : يا محمد، انظرني أسألك . فلم أجبه ولم أقم عليه . قال : ذاك داعي اليهود، أما إنك لو أجبته أو وقفت عليه لتهودت أمتك . قال : فبينما أنا أسير، إذ دعاني داع عن يساري قال : يا محمد، انظرني أسألك . فلم ألتفت إليه ولم أقم عليه . قال : ذاك داعي النصارى، أما إنك لو أجبته لتنصرت أمتك . قال : فبينما أنا أسير إذ أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها، عليها من كل زينة خلقها الله تعالى تقول : يا محمد، انظرني أسألك . فلم أجبها ولم أقم عليها : قال : تلك الدنيا أما إنك لو أجبتها أو أقمت عليها، لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة . قال : ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس، فصلَّى كل واحد منا ركعتين . ثم أتيت بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم، فلم ير الخلائق أحسن من المعراج، أما رأيت الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء، فإنما يشق بصره طامحا إلى السماء عجبه بالمعراج . قال : فصعدت أنا وجبريل، فإذا أنا بملك يقال له : إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا، وبين يديه سبعون ألف، مع كل ملك جنده مائة ألف ملك قال : وقال الله : { وما يعلم جنود ربك إلا هو } فاستفتح جبريل باب السماء، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : أو قد بعث إليه ؟ قال : نعم . فإذا أنا بآدم كهيئته يومَ خلقه الله تعالى على صورته، تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين، فيقول : روح طيبة، ونفس طيبة، اجعلوها في عليين، ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار، فيقول : روح خبيثة ونفس خبيثة، اجعلوها في سجين . ثم مضيت هنية، فإذا أنا بأخونة عليها لحم مشرح، ليس يقربها أُحُدٍ، وإذا أنا بأخونة أخرى عليها لحم قد أروح وأنتن، عِندَها أناس يأكلون منها، قُلْت : يا جبريل، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك، يتركون الحلال ويأتون الحرام . قال : ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام بطونهم أمثال البيوت، كلما نهض أُحُدٍهم خر يقول : اللهم، لا تقم الساعة قال : وهم على سابلة آل فرعون، قال : فتجيء السابلة فتطؤهم، قال : فسمعتهم يضجون إلى الله عز وجل، قال : قُلْت : يا جبريل، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } قال : ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل قال : فتفتح على أفواههم ويلقمون من ذلك الجمر، ثم يخرج من أسافلهم . فسمعتهم يضجون إلى الله عز وجل . فقُلْت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء من أمتك { الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا } قال : ثم مضيت هنية فإذا أنا بنساء يعلقن بثديهن، فسمعتهن يضججن إلى الله عز وجل قُلْت : يا جبريل، من هؤلاء النساء، قال : هؤلاء الزناة من أمتك . قال : ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام يقطع من جنوبهم اللحم، فيلقمونه، فيقال له : كل كما كنتُ تأكل من لحم أخيك . قُلْت : يا جبريل، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون . قال : ثم صعدنا إلى السماء الثانية، فإذا أنا برجلٌ أحسن ما خلق الله عز وجل، قد فضل الناس في الحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب، قُلْت : يا جبريل، من هذا ؟ قال : هذا أخوك يوسف ومعه نفر من قومه، فسلمت عليه وسلم علي ثم صعدت إلى السماء الثالثة : فإذا أنا بيحيى وعيسى عليهما السلام، ومعهما نفر من قومهما، فسلمت عليهما وسلما علي . ثم صعدت إلى السماء الرابعة، فإذا أنا بإدريس قد رفعه الله مكانا عليا، فسلمت عليه وسلم علي . قال : ثم صعدت إلى السماء الخامسة فإذا بهارون، ونصف لحيته بيضاء ونصفها سوداء تكاد لحيته تصيب سرته من طولها، قُلْت : يا جبريل، من هذا ؟ قال : هذا المحبب في قومه، هذا هارون بن عمران ومعه نفر من قومه، فسلمت عليه وسلم علي . ثم صعدت إلى السماء السادسة، فإذا بموسى بن عمران، رجلٌ آدم كثير الشعر، لو كان عليه قميصان لنفذ شعره دون القميص، فإذا هو يقول : يزعم الناس أني أكرم على الله من هذا، بل هذا أكرم على الله تعالى مني، قال : قُلْت : يا جبريل، من هذا ؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران عليه السلامُ، ومعه نفر من قومه . فسلمت عليه وسلم علي . ثم صعدت إلى السماء السابعة، فإذا أنا بأبينا إبراهيم خليل الرحمن ساند ظهره إلى البيت المعمور كأحسن الرجال، قُلْت : يا جبريل، من هذا ؟ قال : هذا أبوك خليل الرحمن ومعه نفر من قومه، فسلمت عليه وسلم علي، وإذا أنا بأمتي شطرين، شطر عليهم ثياب بيض كأنهم القراطيس، وشطر عليهم ثياب رمد قال : فدخلت البيت المعمور، ودخل معي الذين عليهم الثياب البيض، وحجب الآخرون الذين عليهم ثياب رمد، وهم على خير فصليت أنا ومن معي في البيت المعمور، ثم خرجت أنا ومن معي قال : والبيت المعمور يصلي فيه كل يومَ سبعون ألف ملك، لا يعودون فيه إلى يومَ القيامة . قال : ثم دفعت إلى سدرة المنتهى، فإذا كل ورقة منها تكاد أن تغطي هذه الأمة، وإذا فيها عين تجري يقال لها : سلسبيل، فينشق منها نهران، أُحُدٍهما : الكوثر، والآخر يقال له : نهر الرحمة . فاغتسلت فيه، فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ثم إني دفعت إلى الجنة، فاستقبلتني جارية، فقُلْت : لمن أنت يا جارية ؟ فقالتْ : لزيد بن حارثة، وإذا أنا بأنهار من { ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى } وإذا رمانها كأنه الدلاء عظما، وإذا أنا بطيرها كأنها بختيكم هذه فقال عِندَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إن الله تعالى قد أعد لعباده الصالحين مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قُلْب بشر . قال : ثم عرضت علي النار، فإذا فيها غضب الله وزجره ونقمته، لو طرح فيها الحجارة والحديد لأكلتها، ثم أغلقت دوني . ثم إني دفعت إلى سدرة المنتهى، فتغشاني فكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى قال : ونزل على كل ورقة ملك من الملائكة - قال : وفرضت علي خمسون . وقال : لك بكل حسنة عشر، إذا هممت بالحسنة فلم تعملها كتبت لك حسنة، فإذا عملتها كتبت لك عشرا، وإذا هممت بالسيئة فلم تعملها لم يكتب عليك شيء، فإن عملتها كتبت عليك سيئة واحدة ثم دفعت إلى موسى فقال : بم أمرك ربك ؟ قُلْت : بخمسين صلاة . قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فإن أمتك لا يطيقون ذلك، ومتى لا تطيقه تكفر . فرجعت إلى ربي فقُلْت : يا رب خفف عن أمتي، فإنها أضعف الأمم، فوضع عني عشرا، وجعلها أربعين . فما زلت أختلف بين موسى وربي، كلما أتيت عليه قال لي مثل مقالتْه، حتى رجعت إليه فقال لي : بم أمرت ؟ فقُلْت : أمرت بعشر صلوات، قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت إلى ربي فقُلْت : أي رب، خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم، فوضع عني خمسا، وجعلها خمسا . فناداني ملك عِندَها : تممت فريضتي، وخففت عن عبادي، وأعطيتهم بكل حسنة عشر أمثالها . ثم رجعت إلى موسى فقال : بم أمرت ؟ فقُلْت : بخمس صلوات . قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإنه لا يؤوده شيء، فاسأله التخفيف لأمتك فقُلْت : رجعت إلى ربي حتى استحييته . ثم أصبح بمكة يخبرهم بالأعاجيب : إني أتيت البارحة بيت المقدس، وعرج بي إلى السماء، ورأيت كذا وكذا . فقال أبو جهل يعني ابن هشام : ألا تعجبون مما يقول محمد ؟ يزعم أنه أتى البارحة بيت المقدس، ثم أصبح فينا . وأُحُدٍنا يضرب مطيته مصعدة شهرا ومقفلة شهرا، فهذا مسيرة شهرين في ليلة واحدة، قال : فأخبرهم بعير لقريش : لما كنتُ في مصعدي رأيتها في مكان كذا وكذا، وأنها نفرت، فلما رجعت رأيتها عِندَ العقبة . وأخبرهم بكل رجلٌ وبعيره كذا وكذا، ومتاعه كذا وكذا . فقال أبو جهل : يخبرنا بأشياء . فقال رجلٌ من المشركين أنا أعلم الناس ببيت المقدس، وكيف بناؤه ؟ وكيف هيئته ؟ وكيف قربه من الجبل ؟ فإن يك محمد صادقا فسأخبركم، وإن يك كاذبا فسأخبركم، فجاء ذلك المشرك فقال : يا محمد، أنا أعلم الناس ببيت المقدس، فأخبرني : كيف بناؤه وكيف هيئته وكيف قربه من الجبل قال : فرفع لرسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيت المقدس من مقعده، فنظر إليه كنظر أُحُدٍنا إلى بيته : بناؤه كذا وكذا، وهيئته كذا وكذا، وقربه من الجبل كذا وكذا . فقال الآخر : صدقت . فرجع إلى أصحابه فقال : صدق محمد فيما قال أو نحو هذا الكلام
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم
الصفحة أو الرقم : 5/20 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو هارون العبدي مضعف عند الأئمة
التخريج : أخرجه الحارث في ((المسند)) (27) بنحوه، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/390) واللفظ له