الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - شَهِدْتُ الأعاريبَ يَسأَلُونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ علينا حَرَجٌ في كذا وفي كذا؟ فقالَ: عِبادَ اللهِ، وضَعَ اللهُ الحَرَجَ إلَّا مَن اقتَرَضَ مِن عِرْضِ أخيهِ شيئًا؛ فذلِكَ الَّذي حَرِجَ وهلَكَ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، نَتداوى؟ قالَ: تَدَاوَوْا عبادَ اللهِ؛ فإنَّ اللهَ تَعالَى لم يُنزِلْ داءً إلَّا وقَدْ أنزَلَ له شِفاءً، إلَّا هذا الهَرَمَ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما خَيْرُ ما أُعطِيَ العبدُ المسلِمُ؟ قالَ: خُلُقٌ حسَنٌ.

2 - شَهِدتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأعرابُ يَسْألونه، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، عليْنا حرَجٌ في كذا؟ عليْنا حرَجٌ في كذا؟ لِأشياءَ ليْس بها بأسٌ، فقال: عِبادَ اللهِ، وُضِعَ الحرَجُ إلَّا مَن اقتَرَفَ مِن عِرضِ امرئٍ مُسْلمٍ ظُلمًا، فذلكَ الَّذي حَرِجَ وهَلَك، فقالوا: نَتَداوى يا رَسولَ اللهِ؟ قال: نعمْ، تَداوَوا عِبادَ اللهِ؛ فإنَّ اللهَ تعالَى لم يَضَعْ داءً إلَّا وَضَع له دَواءً، غيْرَ داءٍ واحدٍ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وما هو؟ قال: الهَرَمُ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ما خيْرُ ما أُعطِيَ الإنسانُ؟ قال: خُلقٌ حَسنٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، فقد رواه عشرة من أئمة المسلمين وثقاتهم، عن زياد بن علاقة
الراوي : أسامة بن شريك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8419
التصنيف الموضوعي: طب - ما أنزل من داء إلا وله دواء آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة بر وصلة - حسن الخلق رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال طب - إباحة التداوي وتركه
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

3 - حاصَرْنا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَصرَ الطَّائفِ، فسمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: «مَن بلَّغَ بسَهمٍ فله دَرَجةٌ في الجنَّةِ»، فبلَّغْتُ يَومَئذٍ ستَّةَ عَشرَ سَهمًا، وسمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: «مَن رَمى بسَهمٍ في سَبيلِ اللهِ فهو عِدلُ مُحرَّرٍ، ومَن شابَ شَيْبةً في الإسْلامِ كانَتْ له نورًا يومَ القِيامةِ، وأيُّما رَجلٍ أعتَقَ رَجلًا مُسلِمًا؛ فإنَّ اللهَ جاعِلٌ وَفاءَ كلِّ عَظمٍ بعَظمٍ، وأيُّما امْرأةٍ مُسلِمةٍ أعتَقَتِ امْرأةً مُسلِمةً؛ فإنَّ اللهَ جاعِلٌ كلَّ عَظمٍ من عِظامِها وَفاءَ كلِّ عَظمٍ من عِظامِ مُحرَّرِها منَ النَّارِ».

4 - عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَقيقٍ قالَ: جَلَسْتُ إلى قَوْمٍ أنا رابِعُهُمْ، فقالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ بِشَفاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتي أَكْثَرُ مِنْ بَني تَميمٍ». قالَ: قُلْنا: سِواكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «سِوايَ». قُلتُ: أنتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: نَعَمْ. فلَمَّا قامَ قُلْتُ: مَنْ هذا؟ قالوا: هذا ابْنُ أَبي الجَدْعاءِ.

5 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يُفضِّلُ بعضَنا على بعضٍ في مُكْثِه عندَنا، وكان قلَّ يومٌ إلَّا وهو يطوفُ علينا، فيَدْنو مِن كُلِّ امرأةٍ مِن غير مَسيسٍ، حتَّى يَبلُغَ إلى مَنْ هو يَومُها، فَيَبيتَ عندَها، ولقد قالتْ سَودَةُ بنتُ زَمْعَةَ حين أَسَنَّتْ، وفَرِقَتْ أنْ يُفارِقَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا رسولَ اللهِ، يومي هو لعائشةَ. فقَبِلَ ذلك منها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالتْ عائشةُ: في ذلك أَنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيها وفي أَشباهِها: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} [النساء: 128].

6 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ سَخْبرةَ، قالَ: غَدَوتُ مع عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ مِن مِنًى إلى عَرَفةَ، وكان عَبدُ اللهِ رَجُلًا آدَمَ له ضَفيرَتانِ عليه مَسحةُ أهلِ البادِيةِ ، وكان يُلَبِّي، فاجتَمَعَ عليه غَوْغاءُ من غَوْغاءِ النَّاس، فقالوا: يا أعرابيُّ، إنَّ هذا ليس بيَومِ تَلبِيةٍ إنَّما هو التَّكبيرُ، قالَ: فعِندَ ذلكَ الْتَفَت إلَيَّ، فقالَ: جَهِل النَّاسُ أم نَسُوا؟ والَّذي بَعَث مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَقِّ لقد خَرَجتُ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من مِنًى إلى عَرَفةَ، فما تَرَك التَّلبِيةَ حتَّى رَمَى الجمَرةَ، إلَّا أن يَخلِطَها بتَكبيرٍ أو تَهليلٍ.

7 - صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصُّبحَ وذَكَر الحَديثَ.[صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ الصُّبحِ، فقالَ: أشاهِدٌ فُلانٌ؟ لنَفَرٍ منَ المُنافِقين لم يَشهَدوا الصَّلاةَ، ثمَّ قالَ: إنَّ هاتَينِ الصَّلاتَينِ من أثقَلِ الصَّلَواتِ على المُنافِقين، ولو يَعلَمون ما فيهِما لَأَتَوهُما ولو حَبوًا يَعني: صَلاةَ العِشاءِ والصُّبحِ، ثمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلَيكُم بالصَّفِّ المُقَدَّمِ؛ فإنَّه مِثلُ صَفِّ المَلائكةِ، ولو تَعلَمون ما فيه لَابتَدَرتُمُوه. وقالَ: صَلاتُكَ مع الرَّجُلِ أزكى من صَلاتِكَ وَحدَكَ، وصَلاتُكَ مع الرَّجُلَينِ أزكى من صَلاتِكَ مع الرَّجُلِ، وما أكثَرتَ فهو أحَبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ]

8 - صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصُّبحَ وذَكَر الحَديثَ.[صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ الصُّبحِ، فقالَ: أشاهِدٌ فُلانٌ؟ لنَفَرٍ منَ المُنافِقين لم يَشهَدوا الصَّلاةَ، ثمَّ قالَ: إنَّ هاتَينِ الصَّلاتَينِ من أثقَلِ الصَّلَواتِ على المُنافِقين، ولو يَعلَمون ما فيهِما لَأَتَوهُما ولو حَبوًا يَعني: صَلاةَ العِشاءِ والصُّبحِ، ثمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلَيكُم بالصَّفِّ المُقَدَّمِ؛ فإنَّه مِثلُ صَفِّ المَلائكةِ، ولو تَعلَمون ما فيه لَابتَدَرتُمُوه. وقالَ: صَلاتُكَ مع الرَّجُلِ أزكى من صَلاتِكَ وَحدَكَ، وصَلاتُكَ مع الرَّجُلَينِ أزكى من صَلاتِكَ مع الرَّجُلِ، وما أكثَرتَ فهو أحَبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ]

9 - صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصُّبحَ وذَكَر الحَديثَ.[صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ الصُّبحِ، فقالَ: أشاهِدٌ فُلانٌ؟ لنَفَرٍ منَ المُنافِقين لم يَشهَدوا الصَّلاةَ، ثمَّ قالَ: إنَّ هاتَينِ الصَّلاتَينِ من أثقَلِ الصَّلَواتِ على المُنافِقين، ولو يَعلَمون ما فيهِما لَأَتَوهُما ولو حَبوًا يَعني: صَلاةَ العِشاءِ والصُّبحِ، ثمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلَيكُم بالصَّفِّ المُقَدَّمِ؛ فإنَّه مِثلُ صَفِّ المَلائكةِ، ولو تَعلَمون ما فيه لَابتَدَرتُمُوه. وقالَ: صَلاتُكَ مع الرَّجُلِ أزكى من صَلاتِكَ وَحدَكَ، وصَلاتُكَ مع الرَّجُلَينِ أزكى من صَلاتِكَ مع الرَّجُلِ، وما أكثَرتَ فهو أحَبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ]

10 - كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعرِضُ نفْسَه على النَّاسِ بالمَوقِفِ ، فيَقولُ: «هل من رجُلٍ يَحمِلُني إلى قَومِه؛ فإنَّ قُريشًا قد مَنَعوني أنْ أُبلِّغَ كَلامَ رَبِّي»، قالَ: فأتاهُ رجُلٌ من بَني هَمْدانَ، فقالَ: أنا، فقالَ: «وهل عندَ قَومِكَ مَنَعةٌ؟» وسأَلَه: «من أين هو؟» فقالَ: من هَمْدانَ، ثمَّ إنَّ الرَّجلَ الهَمْدانيَّ خَشيَ أنْ يَخفِرَه قَومُه، فأتَى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: آتِيهِم فأُخبِرُهم، ثمَّ ألْقاكَ من عامٍ قابِلٍ، قالَ: «نعمْ»، وانطلَقَ فجاءَ وَفدُ الأنْصارِ في رجَبٍ.

11 - أنَّه كان مع أبيه بالقاعِ من نَمِرةَ، فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي، فكُنتُ أنظُرُ إلى عُفْرَتَيْ إبِطَيْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُلَّما سَجَد.

12 - أنَّه سَمِع رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنهى النِّساءَ في إحرامِهِنَّ عنِ القُفَّازَينِ، والنِّقابِ، وما مَسَّ الوَرْسُ والزَّعْفرانُ منَ الثِّيابِ، ولْتَلْبَسْ بَعدَ ذلكَ ما أحَبَّتْ من ألوانِ الثِّيابِ من مُعَصفَرٍ، أو خَزٍّ، أو حُلِيٍّ، أو سَراويلَ، أو قَميصٍ، أو خُفٍّ.

13 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ عليهم وعليه أَثَرُ غُسلٍ وهو طَيِّبُ النَّفسِ، قالَ: فظَننَّا أنَّه أَلَمَّ بأهلِه، فقلنا: يا رسولَ اللهِ، نراكَ أَصبحتَ طيِّبَ النَّفسِ، قالَ: أجَلْ، والحمدُ للهِ. قالَ: ثُمَّ ذَكَرَ الغِنى، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا بَأسَ بالغِنى لمَنِ اتَّقى، والصَّحَّةِ لمَنِ اتَّقى خيرٌ مِنَ الغِنى، وطيبُ النَّفسِ مِنَ النَّعيمِ.

14 - ما يَمنَعُكَ أنْ تَسُبَّ ابنَ أبي طالِبٍ؟ قالَ: فقالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ ثَلاثًا قالَهنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لأنْ تَكونَ لي واحِدةٌ منهنَّ أحَبُّ إليَّ من حُمرِ النَّعَمِ ، قالَ له مُعاويةُ: ما هنَّ يا أبا إسْحاقَ؟ قالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ حينَ نزَلَ عليه الوَحيُ فأخَذَ عليًّا وابْنَيْه وفاطِمةَ فأدْخَلَهم تحتَ ثَوْبِه، ثمَّ قالَ: «ربِّ، هؤلاء أهْلُ بَيْتي»، ولا أسُبُّه حينَ خلَّفَه في غَزْوةِ تَبوكَ غَزاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له عليٌّ: خلَّفْتَني معَ الصِّبْيانِ والنِّساءِ، قالَ: «ألَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ من موسَى، إلَّا أنَّه لا نُبوَّةَ بَعْدي»، ولا أسُبُّه ما ذكَرْتُ يومَ خَيْبرَ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأُعْطيَنَّ هذه الرَّايةَ رَجلًا يحِبُّ اللهَ ورَسولُه، ويَفتَحُ اللهُ على يدَيْه»، فتَطاوَلْنا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «أين عَليٌّ؟» قالوا: هو أرمَدُ، فقالَ: «ادْعُوهُ»، فدعَوْهُ فبصَقَ في وَجهِه، ثمَّ أعْطاهُ الرَّايةَ، ففتَحَ اللهُ عليه، قالَ: فلا واللهِ ما ذكَرَه مُعاويةُ بحَرفٍ حتَّى خرَجَ منَ المَدينةِ.

15 - حدَّثَني طَلْحةُ البَصْريُّ قالَ: كانَ الرَّجلُ منَّا إذا قدِمَ المَدينةَ، فكانَ له بها عَريفٌ نزَلَ على عَريفِه ، فإنْ لم يكُنْ له بها عَريفٌ نزَلَ الصُّفَّةَ، فقدِمْتُ المَدينةَ ولم يكُنْ لي بها عَريفٌ، فكانَ يُجْرى علينا من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ يومٍ مُدٌّ من تَمرٍ بيْنَ اثنَينِ، ويَكْسونا الخُنُفَ، فصَلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضَ صَلَواتِ النَّهارِ، فلمَّا سلَّمَ ناداه أهْلُ الصُّفَّةِ يَمينًا وشِمالًا: يا رَسولَ اللهِ، أحرَقَ بُطونَنا التَّمرُ، وتَخرَّقَتْ عنَّا الخُنُفُ ، فمالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مِنبَرِه، فصعِدَه، فحمِدَ اللهَ، وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ الشِّدَّةَ ما لَقيَ من قَومِه حتَّى قالَ: «فلقَدْ أتَى عليَّ وعلى صاحِبي بِضْعَ عَشْرةَ، وما لي وله طَعامٌ إلَّا البَريرَ»، قالَ: قلْتُ لأبي حَربٍ: وأيُّ شَيءٍ البَريرُ؟ قالَ: طَعامُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَمرُ الأَراكِ، «فقَدِمْنا على إخْوانِنا هؤلاء منَ الأنْصارِ وعِظَمُ طَعامِهمُ التَّمرُ فواسَوْنا فيه، واللهِ لو أجِدُ لكمُ الخُبزَ واللَّحمَ لأشْبَعْتُكم منه، ولكنْ عسَى أنْ تُدْرِكوا زَمانًا حتَّى يُغْدى على أحَدِكم بجَفْنةٍ ويُراحُ عليه بأُخْرى»، قالَ: فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، أنحن اليَومَ خَيرٌ أمْ ذاك اليومَ؟ قالَ: «بل أنتمُ اليَومَ خَيرٌ، أنتمُ اليَومَ مُتَحابُّونَ، وأنتم يومَئذٍ يَضرِبُ بَعضُكم رِقابَ بَعضٍ»، أُراه قالَ: «مُتَباغِضونَ».

16 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استقْبَلَ غِلْمانًا مِن غِلْمانِ الأنصارِ وإماءً وعَبيدًا، فقالَ: واللهِ إنِّي لَأُحِبُّكم.

17 - كان الرَّجلُ منَّا إذا قَدِم المدينةَ، فكان له بها عَرِيفٌ نزَلَ على عَريفِه ، وإنْ لم يكُنْ له بها عَرِيفٌ نزَلَ الصُّفَّةَ، فقَدِمتُ المدينةَ ولم يكُنْ لي بها عَرِيفٌ، فنزَلْتُ الصُّفَّةَ، وكان يَجِيءُ علينا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ يومٍ مُدٌّ مِن تَمرٍ بيْن اثنينِ، ويَكْسُونا الخُنُفَ، فصلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْضَ صَلواتِ النَّهارِ، فلمَّا سلَّمَ ناداهُ أهلُ الصُّفَّةِ يَمينًا وشِمالًا: يا رَسولَ اللهِ، أحْرَقَ بُطونَنا التَّمرُ وتَخرَّقَت عنَّا الخُنُفُ ، فقام رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مِنبرِه، فصَعِد، فحَمِد اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذَكرَ شِدَّةَ ما لَقِيَ مِن قَومِه، حتَّى قال: ولَقدْ أُتِيَ علَيَّ وعلى صاحبِي بِضعَ عشْرةَ ما لي وله طَعامٌ إلَّا البَريرُ -قال: فقُلتُ لأبي حَربٍ: وأيُّ شَيءٍ البَريرُ؟ قال: طَعامُ سُوءٍ؛ ثمَرُ الأراكِ- فقَدِمْنا على إخوانِنا هؤلاء مِنَ الأنصارِ، وعَظيمُ طَعامِهم التَّمرُ، فَواسَونا فيه، وواللهِ لوْ أجِدُ لكم الخُبزَ واللَّحمَ لَأشْبَعْتُكم منه، ولكنْ عَسى أنْ تُدرِكوا زَمانًا أو مَن أدْرَكَه منكم يُغْدى ويُراحُ عليكم بالجِفانِ، وتَلْبَسون مِثلَ أستارِ الكعبةِ، قال داودُ: قال لي أبو حَربٍ: يا داودُ، وهلْ تَدْري ما كان أستارُ الكَعبةِ يومئذٍ؟ قُلتُ: لا، قال: ثِيابٌ بِيضٌ كان يُؤتَى بها مِنَ اليمنِ. قال داودُ فحدَّثْتُ بهذا الحديثِ الحسَنَ بنَ أبي الحسَنِ، فقال: وقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنتُم اليومَ خيرٌ منكم يومئذٍ، أنتُم اليومَ إخوانٌ بنِعمةِ اللهِ، وأنتم يومئذٍ أعداءٌ يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ .

18 - عنْ هِلالِ بنِ أُسامَةَ، أنَّ أبا مَيْمونةَ سُلَيْمانَ مِن أهْلِ المدينةِ رجُلَ صِدْقٍ، قالَ: بيْنا أنا جالِسٌ عندَ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه جاءَتْه امرأةٌ فارسيَّةٌ معَها ابنٌ لها، وقدْ طلَّقَها زوْجُها، فقالتْ: يا أبا هُرَيرةَ، ثمَّ رَطَنَتْ، فقالتْ بالفارسِيَّةِ: زَوْجي يُريدُ أنْ يَذْهَبَ بابنِي، قالَ: فجاءَ زَوْجُها فقال: مَنْ يُجافِني؟ فقالَ أبو هُرَيرةَ: إنِّي لا أقولُ في هذا إلَّا أنِّي سَمِعْتُ امرأةً جاءَتْ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا قاعدٌ عندَهُ، فقالتْ: فِداكَ أبي وأُمِّي يا رسولَ الله، إنَّ زَوْجي يُريدُ أنْ يَذْهَبَ بابْنِي، وهو يَسْقِيني مِن بِئْرِ أبي عُتْبةَ، وقدْ نَفَعَني، فقال: اسْتَهِما عليْهِ، فقال زَوْجُها: مَنْ يُجافِني في وَلَدي يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلامُ، هذا أبوكَ، وهذِه أُمُّكَ، فخُذْ بيَدِ أَيِّهِما شِئْتَ. فأخَذَ الغُلامُ بيَدِ أُمِّهِ، فانطَلَقَتْ بهِ.

19 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ يومَ أُحُدٍ: مَن قتَلَ كافِرًا فله سَلَبُه، فقتَلَ أبو طَلْحةَ يومَئذٍ عِشْرينَ رَجُلًا.

20 - أنَّ رَجلًا أَسودَ أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رَجلٌ أَسودُ مُنتِنُ الرِّيحِ، قَبيحُ الوَجهِ، لا مالَ لي، فإنْ أنا قاتَلْتُ هؤلاء حتَّى أُقتَلَ، فأين أنا؟ قالَ: في الجنَّةِ. فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ، فأَتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد بَيَّضَ اللهُ وَجهَكَ، وطَيَّبَ ريحَكَ، وأَكثَرَ مالَكَ، وقالَ لهذا أوْ لغيرِهِ: لقد رأيتُ زوجَتَهُ مِنَ الحورِ العينِ ، نازَعَتْه جُبَّةً له مِن صوفٍ، تَدخُلُ بيْنَه وبيْنَ جُبَّتِه.

21 - "أتَى جِبْريلُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذه خَديجةُ قد أتَتْكَ، ومعَها إناءٌ فيه إدامٌ أو طَعامٌ أو شَرابٌ، فإذا هي أتَتْكَ فاقرَأْ عليها السَّلامَ من رَبِّها، وبشِّرْها ببَيتٍ في الجنَّةِ من قصَبٍ ، لا صخَبَ فيها ولا نصَبَ".

22 - يَرفَعُه إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: الرَّاحِمون يرْحَمُهم اللهُ، ارحَمُوا أهلَ الأرْضِ يَرحَمْكم أهْلُ السَّماءِ، الرَّحِمُ شِجْنةٌ مِنَ الرَّحمنِ، فمَن وصَلَها وصَلَه، ومَن قَطَعَها قَطَعَه.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7480
التصنيف الموضوعي: بر وصلة - صلة الرحم وتحريم قطعها بر وصلة - رحمة الناس عامة
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

23 - لمْ يكنْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَعُ هؤلاء الكلماتِ حين يُصبِحُ وحين يُمسي: اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ العفوَ والعافيةَ في ديني ودُنيايَ وأَهلي ومالي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوراتي، وآمِنْ رَوْعاتي ، اللَّهُمَّ احْفَظْني مِن بيْنِ يدَيَّ، ومِن خَلْفي، وعنْ يميني، وعنْ شِمالي، ومِن فَوْقي، وأَعوذُ بعظَمتِكَ أنْ أُغتالَ مِن تحتي. يعني الخَسْفَ.

24 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبِثَ عَشْرَ سِنينَ يَتبَعُ النَّاسَ في مَنازِلِهم في المَوسِمِ ومَجنَّةَ وعُكاظٍ ومَنازِلِهم من مِنًى، «مَن يُؤْويني، مَن يَنصُرُني، حتَّى أُبلِّغَ رِسالاتِ رَبِّي فلهُ الجنَّةُ؟» فلا يجِدُ أحَدًا يَنصُرُه ولا يُؤْويه، حتَّى إنَّ الرَّجلَ ليَرحَلُ من مِصرَ، أو منَ اليَمنِ إلى ذي رَحِمِه فيَأْتيه قَومُه فيَقولونَ له: احذَرْ غُلامَ قُرَيشٍ لا يَفتِنُكَ، ويَمْشي بيْنَ رِحالِهم يَدْعوهم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ يُشيرونَ إليه بالأصابِعِ حتَّى بعَثَنا اللهُ من يَثْرِبَ ، فيَأْتيه الرَّجلُ منَّا فيُؤمِنُ به، ويُقْرئُه القُرآنَ فيَنقَلِبُ إلى أهْلِه، فيُسلِمونَ بإسْلامِه، حتَّى لم يَبقَ دارٌ من دُورِ يَثْرِبَ إلَّا وفيها رَهطٌ منَ المُسلِمينَ، يُظهِرونَ الإسْلامَ، وبعَثَنا اللهُ إليه فائْتَمَرْنا واجتَمَعْنا وقُلْنا: حتَّى متى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُطرَدُ في جِبالِ مكَّةَ ويَخافُ، فرحَلْنا حتَّى قدِمْنا عليه في المَوسِمِ فواعَدَنا ببَيْعةٍ منَ العَقَبةِ، فقالَ له عَمُّه العبَّاسُ: يا ابنَ أخي، لا أدْري ما هؤلاء القَومُ الَّذين جاؤُوكَ، إنِّي ذو مَعرِفةٍ بأهْلِ يَثرِبَ ، فاجتَمَعْنا عندَه من رَجلٍ ورَجُلَينِ، فلمَّا نظَرَ العبَّاسُ في وُجوهِنا، قالَ: هؤلاء قَومٌ لا نَعرِفُهم، هؤلاء أحْداثٌ، فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، عَلامَ نُبايِعُكَ؟ قالَ: «تُبايِعوني على السَّمعِ والطَّاعةِ في النَّشاطِ والكَسلِ، وعلى النَّفَقةِ في العُسرِ واليُسرِ، وعلى الأمْرِ بالمَعْروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، وعلى أنْ تَقولوا في اللهِ لا تَأخُذُكم لَوْمةُ لائمٍ، وعلى أنْ تَنْصُروني إذا قدِمْتُ عليكم، وتَمْنَعوني ممَّا تَمْنَعونَ منه أنفُسَكم وأزْواجَكم وأبْناءَكم، ولكمُ الجنَّةُ»، فقُمْنا نُبايِعُه فأخَذَ بيَدِه أسْعَدُ بنُ زُرارةَ وهو أصغَرُ السَّبعينَ، إلَّا أنَّه قالَ: رُوَيدًا يا أهْلَ يَثرِبَ ، إنَّا لم نَضرِبْ إليه أكْبادَ المَطيِّ إلَّا ونحن نَعلَمُ أنَّه رَسولُ اللهِ، وأنَّ إخْراجَه اليَومَ مُفارَقةُ العَربِ كافَّةً، وقَتلُ خِيارِكم، وأنْ يَعضَّكمُ السَّيفُ، فإمَّا أنتم قَومٌ تَصبِرونَ عليها إذا مسَّتْكم وعلى قَتلِ خِيارِكم ومُفارَقةِ العَربِ كافَّةً، فَخُذوه وأجْرُكم على اللهِ، وإمَّا أنتم تَخافونَ من أنفُسِكم خِيفةً، فذَرُوه، فهو عُذرٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فقالوا: يا أسْعَدُ، أمِطْ عنَّا يدَكَ، فواللهِ لا نذَرُ هذه البَيعةَ ولا نَستَقيلُها، قالَ: فقُمْنا إليه رَجلًا رَجلًا، فأخَذَ علينا ليُعْطيَنا بذلك الجنَّةَ.

25 - قَرَأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «{قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143]»، قالَ: «فَأَخْرَجَ مِن النُّورِ مِثلَ هذا». وأشارَ إلى نِصْفِ أُنْمُلةِ الخِنْصَرِ، فَضَرَبَ بِها صَدْرَ حَمَّادٍ. قالَ: «فَساخَ الجَبَلُ».

26 - بِعتُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَكْرًا ، فجئتُ أَتَقاضاهُ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، اقضِ ثمنَ بَكْري، قالَ: نَعَمْ، لا أَقْضيكَهُ إلَّا لحينِه. ثُمَّ قَضاني، فأَحْسَنَ قَضائي، ثُمَّ جاءهُ أعرابيٌّ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، اقضِ بَكْري، فقَضاهُ بَعيرًا مُسِنًّا، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، هذا أَفضلُ مِن بَكْري، فقالَ: هو لَكَ؛ إنَّ خيرَ القومِ خيرُهُم قَضاءً.

27 - قال أعرابيٌّ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ للإسلامِ مِن مُنتهًى؟ قال: نعمْ، أيُّما أهلِ بَيتٍ مِنَ العربِ والعجَمِ أراد اللهُ بهِم خيرًا، أدْخَلَ عليهم الإسلامَ، قالوا: ثمَّ ماذا يا رَسولَ اللهِ؟ قال: ثمَّ يقَعُ فِتَنٌ كأنَّها الظُّلَلُ، قال: فقال أعرابيٌّ: كَلا يا رَسولَ اللهِ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي نَفْسي بيَدِه، لَتَعودُنُّ فيها أساوِدَ صُبًّا، يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ .

28 - كُنتُ وافدَ بَني المُنْتفِقِ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَدِمْنا على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلَمْ نُصادِفْه في مَنزِلِه ، وصادَفْنا عائشةَ أُمَّ المؤمنينَ، فأمَرَتْ لنا بِحَريرةٍ، فصُنِعَتْ لنا، وأُتِينا بقِناعٍ -والقِناعُ: الطَّبَقُ فيه تَمْرٌ- ثمَّ جاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: هلْ أصبْتُمْ شيئًا أو آمُرُ لكُم بشَيءٍ؟ فقُلنا: نَعَمْ، يا رسولَ الله. قالَ: فبيْنَما نحنُ مَع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جُلوسٌ، قالَ: فرَفَعَ الرَّاعي غنَمَهُ إلى المُراحِ ، ومعه سَخْلةٌ تَيْعَرُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما وَلَّدْتَ يا فلانُ؟ قالَ: بَهْمةً. قالَ: فاذَبَحْ لنا مَكانَها شاةً، ثمَّ أقبَلَ علَيْنا، فقالَ: لا تَحْسِبَنَّ -ولم يَقُلْ: لا [تحْسَبَنَّ] أنَّا مِن أجْلِكَ ذَبَحْناها؛ لنا غَنَمٌ مائةٌ، ولا نُريدُ أنْ تَزيدَ، فإذا وَلَّدَ الرَّاعي بَهْمَةً ذَبَحنا مَكانَها شاةً، قالَ: قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي امرأةً، فذَكَرَ مِن طُولِ لِسانِها وبَذائِها ، فقالَ: طَلِّقْها، فقُلْتُ: إنَّ لي منها وَلَدًا، قالَ: فمُرْها -يقولُ: عِظْها- فإنْ يَكُ فيها خيْرٌ، فسَتفْعَلُ، ولا تَضْرِبْ ظَعينَتَكَ كضَرْبِكَ أَمَتَكَ. قالَ: قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أخْبِرْني عنِ الوُضوءِ، قالَ: أسبِغِ الوُضوءَ وخَلِّلِ الأصابعَ، وبالِغْ في الاستنْشاقِ إلَّا أنْ تكونَ صائمًا.

29 - لمَّا حضَرَتْ أبا طالبٍ الوفاةُ أتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعندَهُ عبدُ اللهِ بنُ أبي أُمَيَّةَ وأبو جهلِ بنُ هشامٍ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أيْ عمِّ، إنَّكَ أعظَمُهُم علَيَّ حقًّا، وأحسَنُهُم عندي يَدًا، ولأنتَ أعظَمُ حقًّا علَيَّ مِن والدي، فقُلْ كلمةً تَجِبْ لكَ علَيَّ بها الشَّفاعةُ يومَ القيامةِ، قُلْ لا إلهَ إلَّا اللهُ». فقالا له: أترْغبُ عنْ مِلَّةِ عبدِ المطَّلبِ؟ فسَكَتَ، فأعادها عليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: أنا على مِلَّةِ عبدِ المطَّلبِ، فماتَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأستَغْفِرنَّ لكَ ما لمْ أُنْهَ عنكَ». فأَنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] الآيةَ، {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ} [التوبة: 114] إلى آخرِ الآيةِ.

30 - خَرَجتُ ذاتَ يَومٍ أمشي في حاجةٍ، فإذا أنا برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمشي، فظَنَنتُه يُريدُ حاجةً، فجَعَلُت أكُفُّ عنه، فلم أزَلْ أفعَلُ ذلكَ حتَّى رآني، فأشارَ إلَيَّ فأتَيتُه فأخَذَ بيَدِي، فانطَلَقْنا نَمشي جَميعًا، فإذا أنا برَجُلٍ بيْنَ أيدينا يُصَلِّي، يُكثِرُ الرُّكوعَ والسُّجودَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرَى هذا يُرائي؟ فقُلتُ: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، قالَ: فأرسَلَ يَدَه وطَبَّق بيْنَ يَدَيه ثَلاثَ مِرارٍ، ويَرفَعُ يَدَيه ويُصَوِّبُهُما ويَقولُ: عَلَيكُم هَديًا قاصِدًا! عَلَيكُم هَديًا قاصِدًا! عَلَيكُم هَديًا قاصِدًا! فإنَّه مَن يُشادَّ هذا الدِّينَ يَغلِبُه.
 

1 - شَهِدْتُ الأعاريبَ يَسأَلُونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ علينا حَرَجٌ في كذا وفي كذا؟ فقالَ: عِبادَ اللهِ، وضَعَ اللهُ الحَرَجَ إلَّا مَن اقتَرَضَ مِن عِرْضِ أخيهِ شيئًا؛ فذلِكَ الَّذي حَرِجَ وهلَكَ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، نَتداوى؟ قالَ: تَدَاوَوْا عبادَ اللهِ؛ فإنَّ اللهَ تَعالَى لم يُنزِلْ داءً إلَّا وقَدْ أنزَلَ له شِفاءً، إلَّا هذا الهَرَمَ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما خَيْرُ ما أُعطِيَ العبدُ المسلِمُ؟ قالَ: خُلُقٌ حسَنٌ.

2 - شَهِدتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والأعرابُ يَسْألونه، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، عليْنا حرَجٌ في كذا؟ عليْنا حرَجٌ في كذا؟ لِأشياءَ ليْس بها بأسٌ، فقال: عِبادَ اللهِ، وُضِعَ الحرَجُ إلَّا مَن اقتَرَفَ مِن عِرضِ امرئٍ مُسْلمٍ ظُلمًا، فذلكَ الَّذي حَرِجَ وهَلَك، فقالوا: نَتَداوى يا رَسولَ اللهِ؟ قال: نعمْ، تَداوَوا عِبادَ اللهِ؛ فإنَّ اللهَ تعالَى لم يَضَعْ داءً إلَّا وَضَع له دَواءً، غيْرَ داءٍ واحدٍ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وما هو؟ قال: الهَرَمُ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ما خيْرُ ما أُعطِيَ الإنسانُ؟ قال: خُلقٌ حَسنٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، فقد رواه عشرة من أئمة المسلمين وثقاتهم، عن زياد بن علاقة
الراوي : أسامة بن شريك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8419
التصنيف الموضوعي: طب - ما أنزل من داء إلا وله دواء آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة بر وصلة - حسن الخلق رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال طب - إباحة التداوي وتركه
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

3 - حاصَرْنا معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَصرَ الطَّائفِ، فسمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: «مَن بلَّغَ بسَهمٍ فله دَرَجةٌ في الجنَّةِ»، فبلَّغْتُ يَومَئذٍ ستَّةَ عَشرَ سَهمًا، وسمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: «مَن رَمى بسَهمٍ في سَبيلِ اللهِ فهو عِدلُ مُحرَّرٍ، ومَن شابَ شَيْبةً في الإسْلامِ كانَتْ له نورًا يومَ القِيامةِ، وأيُّما رَجلٍ أعتَقَ رَجلًا مُسلِمًا؛ فإنَّ اللهَ جاعِلٌ وَفاءَ كلِّ عَظمٍ بعَظمٍ، وأيُّما امْرأةٍ مُسلِمةٍ أعتَقَتِ امْرأةً مُسلِمةً؛ فإنَّ اللهَ جاعِلٌ كلَّ عَظمٍ من عِظامِها وَفاءَ كلِّ عَظمٍ من عِظامِ مُحرَّرِها منَ النَّارِ».

4 - عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَقيقٍ قالَ: جَلَسْتُ إلى قَوْمٍ أنا رابِعُهُمْ، فقالَ أَحَدُهُمْ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ بِشَفاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتي أَكْثَرُ مِنْ بَني تَميمٍ». قالَ: قُلْنا: سِواكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «سِوايَ». قُلتُ: أنتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: نَعَمْ. فلَمَّا قامَ قُلْتُ: مَنْ هذا؟ قالوا: هذا ابْنُ أَبي الجَدْعاءِ.

5 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يُفضِّلُ بعضَنا على بعضٍ في مُكْثِه عندَنا، وكان قلَّ يومٌ إلَّا وهو يطوفُ علينا، فيَدْنو مِن كُلِّ امرأةٍ مِن غير مَسيسٍ، حتَّى يَبلُغَ إلى مَنْ هو يَومُها، فَيَبيتَ عندَها، ولقد قالتْ سَودَةُ بنتُ زَمْعَةَ حين أَسَنَّتْ، وفَرِقَتْ أنْ يُفارِقَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا رسولَ اللهِ، يومي هو لعائشةَ. فقَبِلَ ذلك منها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالتْ عائشةُ: في ذلك أَنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيها وفي أَشباهِها: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} [النساء: 128].

6 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ سَخْبرةَ، قالَ: غَدَوتُ مع عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ مِن مِنًى إلى عَرَفةَ، وكان عَبدُ اللهِ رَجُلًا آدَمَ له ضَفيرَتانِ عليه مَسحةُ أهلِ البادِيةِ ، وكان يُلَبِّي، فاجتَمَعَ عليه غَوْغاءُ من غَوْغاءِ النَّاس، فقالوا: يا أعرابيُّ، إنَّ هذا ليس بيَومِ تَلبِيةٍ إنَّما هو التَّكبيرُ، قالَ: فعِندَ ذلكَ الْتَفَت إلَيَّ، فقالَ: جَهِل النَّاسُ أم نَسُوا؟ والَّذي بَعَث مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَقِّ لقد خَرَجتُ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من مِنًى إلى عَرَفةَ، فما تَرَك التَّلبِيةَ حتَّى رَمَى الجمَرةَ، إلَّا أن يَخلِطَها بتَكبيرٍ أو تَهليلٍ.

7 - صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصُّبحَ وذَكَر الحَديثَ.[صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ الصُّبحِ، فقالَ: أشاهِدٌ فُلانٌ؟ لنَفَرٍ منَ المُنافِقين لم يَشهَدوا الصَّلاةَ، ثمَّ قالَ: إنَّ هاتَينِ الصَّلاتَينِ من أثقَلِ الصَّلَواتِ على المُنافِقين، ولو يَعلَمون ما فيهِما لَأَتَوهُما ولو حَبوًا يَعني: صَلاةَ العِشاءِ والصُّبحِ، ثمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلَيكُم بالصَّفِّ المُقَدَّمِ؛ فإنَّه مِثلُ صَفِّ المَلائكةِ، ولو تَعلَمون ما فيه لَابتَدَرتُمُوه. وقالَ: صَلاتُكَ مع الرَّجُلِ أزكى من صَلاتِكَ وَحدَكَ، وصَلاتُكَ مع الرَّجُلَينِ أزكى من صَلاتِكَ مع الرَّجُلِ، وما أكثَرتَ فهو أحَبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ]

8 - صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصُّبحَ وذَكَر الحَديثَ.[صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ الصُّبحِ، فقالَ: أشاهِدٌ فُلانٌ؟ لنَفَرٍ منَ المُنافِقين لم يَشهَدوا الصَّلاةَ، ثمَّ قالَ: إنَّ هاتَينِ الصَّلاتَينِ من أثقَلِ الصَّلَواتِ على المُنافِقين، ولو يَعلَمون ما فيهِما لَأَتَوهُما ولو حَبوًا يَعني: صَلاةَ العِشاءِ والصُّبحِ، ثمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلَيكُم بالصَّفِّ المُقَدَّمِ؛ فإنَّه مِثلُ صَفِّ المَلائكةِ، ولو تَعلَمون ما فيه لَابتَدَرتُمُوه. وقالَ: صَلاتُكَ مع الرَّجُلِ أزكى من صَلاتِكَ وَحدَكَ، وصَلاتُكَ مع الرَّجُلَينِ أزكى من صَلاتِكَ مع الرَّجُلِ، وما أكثَرتَ فهو أحَبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ]

9 - صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصُّبحَ وذَكَر الحَديثَ.[صَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ الصُّبحِ، فقالَ: أشاهِدٌ فُلانٌ؟ لنَفَرٍ منَ المُنافِقين لم يَشهَدوا الصَّلاةَ، ثمَّ قالَ: إنَّ هاتَينِ الصَّلاتَينِ من أثقَلِ الصَّلَواتِ على المُنافِقين، ولو يَعلَمون ما فيهِما لَأَتَوهُما ولو حَبوًا يَعني: صَلاةَ العِشاءِ والصُّبحِ، ثمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلَيكُم بالصَّفِّ المُقَدَّمِ؛ فإنَّه مِثلُ صَفِّ المَلائكةِ، ولو تَعلَمون ما فيه لَابتَدَرتُمُوه. وقالَ: صَلاتُكَ مع الرَّجُلِ أزكى من صَلاتِكَ وَحدَكَ، وصَلاتُكَ مع الرَّجُلَينِ أزكى من صَلاتِكَ مع الرَّجُلِ، وما أكثَرتَ فهو أحَبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ]

10 - كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعرِضُ نفْسَه على النَّاسِ بالمَوقِفِ ، فيَقولُ: «هل من رجُلٍ يَحمِلُني إلى قَومِه؛ فإنَّ قُريشًا قد مَنَعوني أنْ أُبلِّغَ كَلامَ رَبِّي»، قالَ: فأتاهُ رجُلٌ من بَني هَمْدانَ، فقالَ: أنا، فقالَ: «وهل عندَ قَومِكَ مَنَعةٌ؟» وسأَلَه: «من أين هو؟» فقالَ: من هَمْدانَ، ثمَّ إنَّ الرَّجلَ الهَمْدانيَّ خَشيَ أنْ يَخفِرَه قَومُه، فأتَى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: آتِيهِم فأُخبِرُهم، ثمَّ ألْقاكَ من عامٍ قابِلٍ، قالَ: «نعمْ»، وانطلَقَ فجاءَ وَفدُ الأنْصارِ في رجَبٍ.

11 - أنَّه كان مع أبيه بالقاعِ من نَمِرةَ، فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي، فكُنتُ أنظُرُ إلى عُفْرَتَيْ إبِطَيْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُلَّما سَجَد.

12 - أنَّه سَمِع رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنهى النِّساءَ في إحرامِهِنَّ عنِ القُفَّازَينِ، والنِّقابِ، وما مَسَّ الوَرْسُ والزَّعْفرانُ منَ الثِّيابِ، ولْتَلْبَسْ بَعدَ ذلكَ ما أحَبَّتْ من ألوانِ الثِّيابِ من مُعَصفَرٍ، أو خَزٍّ، أو حُلِيٍّ، أو سَراويلَ، أو قَميصٍ، أو خُفٍّ.

13 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ عليهم وعليه أَثَرُ غُسلٍ وهو طَيِّبُ النَّفسِ، قالَ: فظَننَّا أنَّه أَلَمَّ بأهلِه، فقلنا: يا رسولَ اللهِ، نراكَ أَصبحتَ طيِّبَ النَّفسِ، قالَ: أجَلْ، والحمدُ للهِ. قالَ: ثُمَّ ذَكَرَ الغِنى، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا بَأسَ بالغِنى لمَنِ اتَّقى، والصَّحَّةِ لمَنِ اتَّقى خيرٌ مِنَ الغِنى، وطيبُ النَّفسِ مِنَ النَّعيمِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : [يسار بن عبدالله الجهني] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2163 التخريج : أخرجه الحاكم (2131)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (301)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (1188) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الصحة والفراغ رقائق وزهد - القناعة رقائق وزهد - تقوى الله بر وصلة - إكرام النعم وتقييدها بالطاعة رقائق وزهد - الورع والتقوى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - ما يَمنَعُكَ أنْ تَسُبَّ ابنَ أبي طالِبٍ؟ قالَ: فقالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ ثَلاثًا قالَهنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لأنْ تَكونَ لي واحِدةٌ منهنَّ أحَبُّ إليَّ من حُمرِ النَّعَمِ ، قالَ له مُعاويةُ: ما هنَّ يا أبا إسْحاقَ؟ قالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ حينَ نزَلَ عليه الوَحيُ فأخَذَ عليًّا وابْنَيْه وفاطِمةَ فأدْخَلَهم تحتَ ثَوْبِه، ثمَّ قالَ: «ربِّ، هؤلاء أهْلُ بَيْتي»، ولا أسُبُّه حينَ خلَّفَه في غَزْوةِ تَبوكَ غَزاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له عليٌّ: خلَّفْتَني معَ الصِّبْيانِ والنِّساءِ، قالَ: «ألَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ من موسَى، إلَّا أنَّه لا نُبوَّةَ بَعْدي»، ولا أسُبُّه ما ذكَرْتُ يومَ خَيْبرَ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأُعْطيَنَّ هذه الرَّايةَ رَجلًا يحِبُّ اللهَ ورَسولُه، ويَفتَحُ اللهُ على يدَيْه»، فتَطاوَلْنا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «أين عَليٌّ؟» قالوا: هو أرمَدُ، فقالَ: «ادْعُوهُ»، فدعَوْهُ فبصَقَ في وَجهِه، ثمَّ أعْطاهُ الرَّايةَ، ففتَحَ اللهُ عليه، قالَ: فلا واللهِ ما ذكَرَه مُعاويةُ بحَرفٍ حتَّى خرَجَ منَ المَدينةِ.

15 - حدَّثَني طَلْحةُ البَصْريُّ قالَ: كانَ الرَّجلُ منَّا إذا قدِمَ المَدينةَ، فكانَ له بها عَريفٌ نزَلَ على عَريفِه ، فإنْ لم يكُنْ له بها عَريفٌ نزَلَ الصُّفَّةَ، فقدِمْتُ المَدينةَ ولم يكُنْ لي بها عَريفٌ، فكانَ يُجْرى علينا من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ يومٍ مُدٌّ من تَمرٍ بيْنَ اثنَينِ، ويَكْسونا الخُنُفَ، فصَلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضَ صَلَواتِ النَّهارِ، فلمَّا سلَّمَ ناداه أهْلُ الصُّفَّةِ يَمينًا وشِمالًا: يا رَسولَ اللهِ، أحرَقَ بُطونَنا التَّمرُ، وتَخرَّقَتْ عنَّا الخُنُفُ ، فمالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مِنبَرِه، فصعِدَه، فحمِدَ اللهَ، وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ الشِّدَّةَ ما لَقيَ من قَومِه حتَّى قالَ: «فلقَدْ أتَى عليَّ وعلى صاحِبي بِضْعَ عَشْرةَ، وما لي وله طَعامٌ إلَّا البَريرَ»، قالَ: قلْتُ لأبي حَربٍ: وأيُّ شَيءٍ البَريرُ؟ قالَ: طَعامُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَمرُ الأَراكِ، «فقَدِمْنا على إخْوانِنا هؤلاء منَ الأنْصارِ وعِظَمُ طَعامِهمُ التَّمرُ فواسَوْنا فيه، واللهِ لو أجِدُ لكمُ الخُبزَ واللَّحمَ لأشْبَعْتُكم منه، ولكنْ عسَى أنْ تُدْرِكوا زَمانًا حتَّى يُغْدى على أحَدِكم بجَفْنةٍ ويُراحُ عليه بأُخْرى»، قالَ: فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، أنحن اليَومَ خَيرٌ أمْ ذاك اليومَ؟ قالَ: «بل أنتمُ اليَومَ خَيرٌ، أنتمُ اليَومَ مُتَحابُّونَ، وأنتم يومَئذٍ يَضرِبُ بَعضُكم رِقابَ بَعضٍ»، أُراه قالَ: «مُتَباغِضونَ».

16 - إذا أَفادَ أَحدُكُم الجاريةَ أوِ المَرأةَ أوِ الدَّابَّةَ، فلْيَأخُذْ بناصِيَتِها، وليَدْعُ بالبركةِ، وليَقُلِ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ خَيرَها وخيرَ ما جُبِلَتْ عليه، وأَعوذُ بكَ مِن شرِّها، وشرِّ ما جُبِلَتْ عليه، وإنْ كان بَعيرًا ، فليَأْخُذْ بذِرْوةِ سَنامِه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : [عبدالله بن عمرو] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2795 التخريج : أخرجه ابن ماجة (1918)، والنسائي في ((الكبرى)) (10021)، والطبراني في ((الدعاء)) (1309) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الدعاء عند الدخول على الزوجة أول مرة أدعية وأذكار - الحث على ذكر الله تعالى أدعية وأذكار - أذكار النكاح وما يتعلق به أدعية وأذكار - دعاء من اشترى خادما أو دابة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استقْبَلَ غِلْمانًا مِن غِلْمانِ الأنصارِ وإماءً وعَبيدًا، فقالَ: واللهِ إنِّي لَأُحِبُّكم.

18 - كان الرَّجلُ منَّا إذا قَدِم المدينةَ، فكان له بها عَرِيفٌ نزَلَ على عَريفِه ، وإنْ لم يكُنْ له بها عَرِيفٌ نزَلَ الصُّفَّةَ، فقَدِمتُ المدينةَ ولم يكُنْ لي بها عَرِيفٌ، فنزَلْتُ الصُّفَّةَ، وكان يَجِيءُ علينا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ يومٍ مُدٌّ مِن تَمرٍ بيْن اثنينِ، ويَكْسُونا الخُنُفَ، فصلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْضَ صَلواتِ النَّهارِ، فلمَّا سلَّمَ ناداهُ أهلُ الصُّفَّةِ يَمينًا وشِمالًا: يا رَسولَ اللهِ، أحْرَقَ بُطونَنا التَّمرُ وتَخرَّقَت عنَّا الخُنُفُ ، فقام رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مِنبرِه، فصَعِد، فحَمِد اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذَكرَ شِدَّةَ ما لَقِيَ مِن قَومِه، حتَّى قال: ولَقدْ أُتِيَ علَيَّ وعلى صاحبِي بِضعَ عشْرةَ ما لي وله طَعامٌ إلَّا البَريرُ -قال: فقُلتُ لأبي حَربٍ: وأيُّ شَيءٍ البَريرُ؟ قال: طَعامُ سُوءٍ؛ ثمَرُ الأراكِ- فقَدِمْنا على إخوانِنا هؤلاء مِنَ الأنصارِ، وعَظيمُ طَعامِهم التَّمرُ، فَواسَونا فيه، وواللهِ لوْ أجِدُ لكم الخُبزَ واللَّحمَ لَأشْبَعْتُكم منه، ولكنْ عَسى أنْ تُدرِكوا زَمانًا أو مَن أدْرَكَه منكم يُغْدى ويُراحُ عليكم بالجِفانِ، وتَلْبَسون مِثلَ أستارِ الكعبةِ، قال داودُ: قال لي أبو حَربٍ: يا داودُ، وهلْ تَدْري ما كان أستارُ الكَعبةِ يومئذٍ؟ قُلتُ: لا، قال: ثِيابٌ بِيضٌ كان يُؤتَى بها مِنَ اليمنِ. قال داودُ فحدَّثْتُ بهذا الحديثِ الحسَنَ بنَ أبي الحسَنِ، فقال: وقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنتُم اليومَ خيرٌ منكم يومئذٍ، أنتُم اليومَ إخوانٌ بنِعمةِ اللهِ، وأنتم يومئذٍ أعداءٌ يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ .

19 - عنْ هِلالِ بنِ أُسامَةَ، أنَّ أبا مَيْمونةَ سُلَيْمانَ مِن أهْلِ المدينةِ رجُلَ صِدْقٍ، قالَ: بيْنا أنا جالِسٌ عندَ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه جاءَتْه امرأةٌ فارسيَّةٌ معَها ابنٌ لها، وقدْ طلَّقَها زوْجُها، فقالتْ: يا أبا هُرَيرةَ، ثمَّ رَطَنَتْ، فقالتْ بالفارسِيَّةِ: زَوْجي يُريدُ أنْ يَذْهَبَ بابنِي، قالَ: فجاءَ زَوْجُها فقال: مَنْ يُجافِني؟ فقالَ أبو هُرَيرةَ: إنِّي لا أقولُ في هذا إلَّا أنِّي سَمِعْتُ امرأةً جاءَتْ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا قاعدٌ عندَهُ، فقالتْ: فِداكَ أبي وأُمِّي يا رسولَ الله، إنَّ زَوْجي يُريدُ أنْ يَذْهَبَ بابْنِي، وهو يَسْقِيني مِن بِئْرِ أبي عُتْبةَ، وقدْ نَفَعَني، فقال: اسْتَهِما عليْهِ، فقال زَوْجُها: مَنْ يُجافِني في وَلَدي يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غُلامُ، هذا أبوكَ، وهذِه أُمُّكَ، فخُذْ بيَدِ أَيِّهِما شِئْتَ. فأخَذَ الغُلامُ بيَدِ أُمِّهِ، فانطَلَقَتْ بهِ.

20 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ يومَ أُحُدٍ: مَن قتَلَ كافِرًا فله سَلَبُه، فقتَلَ أبو طَلْحةَ يومَئذٍ عِشْرينَ رَجُلًا.

21 - أنَّ رَجلًا أَسودَ أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رَجلٌ أَسودُ مُنتِنُ الرِّيحِ، قَبيحُ الوَجهِ، لا مالَ لي، فإنْ أنا قاتَلْتُ هؤلاء حتَّى أُقتَلَ، فأين أنا؟ قالَ: في الجنَّةِ. فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ، فأَتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد بَيَّضَ اللهُ وَجهَكَ، وطَيَّبَ ريحَكَ، وأَكثَرَ مالَكَ، وقالَ لهذا أوْ لغيرِهِ: لقد رأيتُ زوجَتَهُ مِنَ الحورِ العينِ ، نازَعَتْه جُبَّةً له مِن صوفٍ، تَدخُلُ بيْنَه وبيْنَ جُبَّتِه.

22 - "أتَى جِبْريلُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذه خَديجةُ قد أتَتْكَ، ومعَها إناءٌ فيه إدامٌ أو طَعامٌ أو شَرابٌ، فإذا هي أتَتْكَ فاقرَأْ عليها السَّلامَ من رَبِّها، وبشِّرْها ببَيتٍ في الجنَّةِ من قصَبٍ ، لا صخَبَ فيها ولا نصَبَ".

23 - أمَرَني العبَّاسُ رَضيَ اللهُ عنه قالَ: بِتُّ بآلِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيلةً، فانطلَقْتُ إلى المَسجِدِ، فصَلَّى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العِشاءَ الآخِرةَ حتَّى لم يَبقَ في المَسجِدِ أحَدٌ غَيرُه، قالَ: ثمَّ مَرَّ بي، فقالَ: مَن هذا؟ فقُلْتُ: عَبدُ اللهِ، قالَ: فمَهْ، قُلْتُ: أمَرَني العبَّاسُ أنْ أَبيتَ بكمُ اللَّيلةَ، قالَ: فالْحَقْ فلمَّا دخَلَ، قالَ: افْرِشوا لعَبدِ اللهِ قالَ: فأُتِيتُ بوِسادةٍ مِن مُسوحٍ، قالَ: وتَقدَّمَ إليَّ العبَّاسُ أنْ لا تَنامَنَّ حتَّى تَحفَظَ صَلاتَه، قالَ: فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فنامَ حتَّى سمِعْتُ غَطيطَه، قالَ: ثمَّ اسْتَوى على فِراشِه، فرفَعَ رَأسَه إلى السَّماءِ فقالَ: سُبحانَ الملِكِ القُدُّوسِ ثَلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ تَلا هذه الآيةَ مِن آخِرِ سورةِ آلِ عِمرانَ حتَّى ختَمَها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 190]، ثمَّ قامَ فبالَ، ثمَّ استَنَّ بسِواكِه، ثمَّ تَوضَّأَ، ثمَّ دخَلَ مُصَلَّاه فصَلَّى رَكعَتَينِ ليسَتَا بقَصيرَتَينِ ولا طَويلَتَينِ، قالَ: فصَلَّى، ثمَّ أوْتَرَ، فلمَّا قَضى صَلاتَه سمِعْتُه يَقولُ: اللَّهمَّ اجعَلْ في بَصَري نورًا، واجعَلْ في سَمْعي نورًا، واجعَلْ في لِساني نورًا، واجعَلْ في قَلْبي نورًا، واجعَلْ عنْ يَميني نورًا، واجعَل عنْ شِمالي نورًا، واجعَلْ أمامي نورًا، واجعَلْ مِن خَلْفي نورًا، واجعَلْ مِن فَوْقي نورًا، واجعَلْ مِن أسفَلَ منِّي نورًا، واجعَلْ لي يومَ ألْقاكَ نورًا، وأعظِمْ لي نورًا.

24 - يَرفَعُه إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: الرَّاحِمون يرْحَمُهم اللهُ، ارحَمُوا أهلَ الأرْضِ يَرحَمْكم أهْلُ السَّماءِ، الرَّحِمُ شِجْنةٌ مِنَ الرَّحمنِ، فمَن وصَلَها وصَلَه، ومَن قَطَعَها قَطَعَه.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7480
التصنيف الموضوعي: بر وصلة - صلة الرحم وتحريم قطعها بر وصلة - رحمة الناس عامة
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

25 - لمْ يكنْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَعُ هؤلاء الكلماتِ حين يُصبِحُ وحين يُمسي: اللَّهُمَّ إنِّي أَسألُكَ العفوَ والعافيةَ في ديني ودُنيايَ وأَهلي ومالي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوراتي، وآمِنْ رَوْعاتي ، اللَّهُمَّ احْفَظْني مِن بيْنِ يدَيَّ، ومِن خَلْفي، وعنْ يميني، وعنْ شِمالي، ومِن فَوْقي، وأَعوذُ بعظَمتِكَ أنْ أُغتالَ مِن تحتي. يعني الخَسْفَ.

26 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبِثَ عَشْرَ سِنينَ يَتبَعُ النَّاسَ في مَنازِلِهم في المَوسِمِ ومَجنَّةَ وعُكاظٍ ومَنازِلِهم من مِنًى، «مَن يُؤْويني، مَن يَنصُرُني، حتَّى أُبلِّغَ رِسالاتِ رَبِّي فلهُ الجنَّةُ؟» فلا يجِدُ أحَدًا يَنصُرُه ولا يُؤْويه، حتَّى إنَّ الرَّجلَ ليَرحَلُ من مِصرَ، أو منَ اليَمنِ إلى ذي رَحِمِه فيَأْتيه قَومُه فيَقولونَ له: احذَرْ غُلامَ قُرَيشٍ لا يَفتِنُكَ، ويَمْشي بيْنَ رِحالِهم يَدْعوهم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ يُشيرونَ إليه بالأصابِعِ حتَّى بعَثَنا اللهُ من يَثْرِبَ ، فيَأْتيه الرَّجلُ منَّا فيُؤمِنُ به، ويُقْرئُه القُرآنَ فيَنقَلِبُ إلى أهْلِه، فيُسلِمونَ بإسْلامِه، حتَّى لم يَبقَ دارٌ من دُورِ يَثْرِبَ إلَّا وفيها رَهطٌ منَ المُسلِمينَ، يُظهِرونَ الإسْلامَ، وبعَثَنا اللهُ إليه فائْتَمَرْنا واجتَمَعْنا وقُلْنا: حتَّى متى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُطرَدُ في جِبالِ مكَّةَ ويَخافُ، فرحَلْنا حتَّى قدِمْنا عليه في المَوسِمِ فواعَدَنا ببَيْعةٍ منَ العَقَبةِ، فقالَ له عَمُّه العبَّاسُ: يا ابنَ أخي، لا أدْري ما هؤلاء القَومُ الَّذين جاؤُوكَ، إنِّي ذو مَعرِفةٍ بأهْلِ يَثرِبَ ، فاجتَمَعْنا عندَه من رَجلٍ ورَجُلَينِ، فلمَّا نظَرَ العبَّاسُ في وُجوهِنا، قالَ: هؤلاء قَومٌ لا نَعرِفُهم، هؤلاء أحْداثٌ، فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، عَلامَ نُبايِعُكَ؟ قالَ: «تُبايِعوني على السَّمعِ والطَّاعةِ في النَّشاطِ والكَسلِ، وعلى النَّفَقةِ في العُسرِ واليُسرِ، وعلى الأمْرِ بالمَعْروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، وعلى أنْ تَقولوا في اللهِ لا تَأخُذُكم لَوْمةُ لائمٍ، وعلى أنْ تَنْصُروني إذا قدِمْتُ عليكم، وتَمْنَعوني ممَّا تَمْنَعونَ منه أنفُسَكم وأزْواجَكم وأبْناءَكم، ولكمُ الجنَّةُ»، فقُمْنا نُبايِعُه فأخَذَ بيَدِه أسْعَدُ بنُ زُرارةَ وهو أصغَرُ السَّبعينَ، إلَّا أنَّه قالَ: رُوَيدًا يا أهْلَ يَثرِبَ ، إنَّا لم نَضرِبْ إليه أكْبادَ المَطيِّ إلَّا ونحن نَعلَمُ أنَّه رَسولُ اللهِ، وأنَّ إخْراجَه اليَومَ مُفارَقةُ العَربِ كافَّةً، وقَتلُ خِيارِكم، وأنْ يَعضَّكمُ السَّيفُ، فإمَّا أنتم قَومٌ تَصبِرونَ عليها إذا مسَّتْكم وعلى قَتلِ خِيارِكم ومُفارَقةِ العَربِ كافَّةً، فَخُذوه وأجْرُكم على اللهِ، وإمَّا أنتم تَخافونَ من أنفُسِكم خِيفةً، فذَرُوه، فهو عُذرٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فقالوا: يا أسْعَدُ، أمِطْ عنَّا يدَكَ، فواللهِ لا نذَرُ هذه البَيعةَ ولا نَستَقيلُها، قالَ: فقُمْنا إليه رَجلًا رَجلًا، فأخَذَ علينا ليُعْطيَنا بذلك الجنَّةَ.

27 - قَرَأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «{قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143]»، قالَ: «فَأَخْرَجَ مِن النُّورِ مِثلَ هذا». وأشارَ إلى نِصْفِ أُنْمُلةِ الخِنْصَرِ، فَضَرَبَ بِها صَدْرَ حَمَّادٍ. قالَ: «فَساخَ الجَبَلُ».

28 - بِعتُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَكْرًا ، فجئتُ أَتَقاضاهُ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، اقضِ ثمنَ بَكْري، قالَ: نَعَمْ، لا أَقْضيكَهُ إلَّا لحينِه. ثُمَّ قَضاني، فأَحْسَنَ قَضائي، ثُمَّ جاءهُ أعرابيٌّ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، اقضِ بَكْري، فقَضاهُ بَعيرًا مُسِنًّا، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، هذا أَفضلُ مِن بَكْري، فقالَ: هو لَكَ؛ إنَّ خيرَ القومِ خيرُهُم قَضاءً.

29 - قال أعرابيٌّ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ للإسلامِ مِن مُنتهًى؟ قال: نعمْ، أيُّما أهلِ بَيتٍ مِنَ العربِ والعجَمِ أراد اللهُ بهِم خيرًا، أدْخَلَ عليهم الإسلامَ، قالوا: ثمَّ ماذا يا رَسولَ اللهِ؟ قال: ثمَّ يقَعُ فِتَنٌ كأنَّها الظُّلَلُ، قال: فقال أعرابيٌّ: كَلا يا رَسولَ اللهِ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي نَفْسي بيَدِه، لَتَعودُنُّ فيها أساوِدَ صُبًّا، يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ .

30 - كُنتُ وافدَ بَني المُنْتفِقِ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَدِمْنا على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلَمْ نُصادِفْه في مَنزِلِه ، وصادَفْنا عائشةَ أُمَّ المؤمنينَ، فأمَرَتْ لنا بِحَريرةٍ، فصُنِعَتْ لنا، وأُتِينا بقِناعٍ -والقِناعُ: الطَّبَقُ فيه تَمْرٌ- ثمَّ جاءَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: هلْ أصبْتُمْ شيئًا أو آمُرُ لكُم بشَيءٍ؟ فقُلنا: نَعَمْ، يا رسولَ الله. قالَ: فبيْنَما نحنُ مَع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جُلوسٌ، قالَ: فرَفَعَ الرَّاعي غنَمَهُ إلى المُراحِ ، ومعه سَخْلةٌ تَيْعَرُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما وَلَّدْتَ يا فلانُ؟ قالَ: بَهْمةً. قالَ: فاذَبَحْ لنا مَكانَها شاةً، ثمَّ أقبَلَ علَيْنا، فقالَ: لا تَحْسِبَنَّ -ولم يَقُلْ: لا [تحْسَبَنَّ] أنَّا مِن أجْلِكَ ذَبَحْناها؛ لنا غَنَمٌ مائةٌ، ولا نُريدُ أنْ تَزيدَ، فإذا وَلَّدَ الرَّاعي بَهْمَةً ذَبَحنا مَكانَها شاةً، قالَ: قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي امرأةً، فذَكَرَ مِن طُولِ لِسانِها وبَذائِها ، فقالَ: طَلِّقْها، فقُلْتُ: إنَّ لي منها وَلَدًا، قالَ: فمُرْها -يقولُ: عِظْها- فإنْ يَكُ فيها خيْرٌ، فسَتفْعَلُ، ولا تَضْرِبْ ظَعينَتَكَ كضَرْبِكَ أَمَتَكَ. قالَ: قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أخْبِرْني عنِ الوُضوءِ، قالَ: أسبِغِ الوُضوءَ وخَلِّلِ الأصابعَ، وبالِغْ في الاستنْشاقِ إلَّا أنْ تكونَ صائمًا.