الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أغارَ عبدُ الرحمنِ بنُ عُيينةَ على إبلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقتَلَ راعيَها، وخرَجَ يطرُدُها هو وأناسٌ معه في خيلٍ، فجعَلتُ وجهي قِبَلَ المدينةِ، ثمَّ ناديتُ ثلاثَ مرَّاتٍ: يا صباحاهُ! ثمَّ اتَّبَعتُ القومَ، فجعَلتُ أَرْمي وأَعقِرُهم، فإذا رجَعَ إليَّ فارسٌ جلَستُ في أصلِ شجرةٍ، حتى ما خَلَقَ اللهُ شيئًا مِن ظَهرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا جعَلتُه وراءَ ظَهْري، وحتى أَلقَوا أكثرَ مِن ثلاثينَ رُمحًا وثلاثينَ بُردةً؛ يَستخِفُّونَ منها، ثمَّ أتاهم عُيينةُ مدَدًا، فقال: لِيقُمْ إليه نفَرٌ منكم، فقام إليَّ منهم أربعةٌ فصَعِدوا الجبلَ، فلمَّا أسمَعتُهم قلتُ: أتَعرِفوني؟ قالوا: ومَن أنت؟ قلتُ: أنا ابنُ الأَكْوَعِ، والذي كرَّمَ وجهَ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا يطلُبُني رجُلٌ منكم فيُدرِكَني، ولا أطلُبُه فيَفوتَني، فما بَرِحتُ حتى نظَرتُ إلى فوارسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتخلَّلونَ الشجرَ، أوَّلُهم الأَخْرَمُ الأسديُّ، فيَلحَقُ بعبدِ الرحمنِ بنِ عُيينةَ، ويَعطِفُ عليه عبدُ الرحمنِ، فاختَلَفا طعنتينِ، فعقَرَ الأَخرمُ عبدَ الرحمنِ، وطعَنَه عبدُ الرحمنِ فقتَلَه، فتَحوَّلَ عبدُ الرحمنِ على فرسِ الأَخرمِ، فيَلحَقُ أبو قتادةَ بعبدِ الرحمنِ، فاختَلَفا طعنتينِ، فعُقِرَ بأبي قتادةَ، وقتَلَه أبو قتادةَ، فتَحوَّلَ أبو قتادةَ على فرسِ الأَخرمِ، ثمَّ جئتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو على الماءِ الذي جلَّيتُهم عنه ذو قَرَدٍ، فإذا نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في خمسِ مئةٍ، فأَعطاني سهمَ الفارسِ والراجِلِ.

2 - عن سلمةَ بنِ الأكوعِ قالَ : أغارَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عيينةَ علَى إبلِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقتلَ راعيَها فخرجَ يطردُها هوَ وأناسٌ معَه في خيلٍ فجعلتُ وجهي قِبلَ المدينةِ ثمَّ ناديتُ ثلاثَ مرَّاتٍ يا صباحاهُ ثمَّ اتَّبعتُ القومَ فجعلتُ أرْمي وأعقرُهم فإذا رجعَ إليَّ فارسٌ جلستُ في أصلِ شجرةٍ حتَّى ما خلقَ اللَّهُ شيئًا من ظَهرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلَّا جعلتُه وراءَ ظَهري وحتَّى ألقَوا أكثرَ من ثلاثينَ رمحًا وثلاثينَ بُردةً يستخفُّونَ منها ثمَّ أتاهم عيينةُ مَددًا فقالَ ليَقم إليهِ نفرٌ منكم فقامَ إليَّ أربعةٌ منهم فصعَدوا الجبلَ فلمَّا أسمعتُهم قلتُ أتعرفوني قالوا ومَن أنتَ قلتُ أنا ابنُ الأكوعِ والَّذي كرَّمَ وجهَ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يطلبُني رجلٌ منكم فيدرِكني ولا أطلبُه فيفوتُني فما بَرحتُ حتَّى نظرتُ إلى فوارسِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتخلَّلونَ الشَّجرَ أوَّلُهمُ الأخرمُ الأسديُّ فيلحقُ بعبدِ الرَّحمنِ بنِ عُيَينةَ ويعطفُ عليهِ عبدُ الرَّحمنِ فاختلفا طعنتَينِ فعقرَ الأخرمُ عبدَ الرَّحمنِ وطعنَه عبدُ الرَّحمنِ فقتلَه فتحوَّلَ عبدُ الرَّحمنِ علَى فرسِ الأخرمِ فيلحقُ أبو قتادةَ بعبدِ الرَّحمنِ فاختلفا طعنتَينِ فعقرَ بأبي قتادةَ وقتلَه أبو قتادةَ فتحوَّلَ أبو قتادةَ علَى فرسِ الأخرمِ ثمَّ جئتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ علَى الماءِ الَّذي جلَّيتُهم عنهُ ذو قردٍ فإذا نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في خمسِ مائةٍ فأعطاني سَهمَ الفارسِ والرَّاجلِ

3 - قَدِمْنَا الحُدَيْبِيَةَ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً لا تُرْوِيهَا، قالَ: فَقَعَدَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى جَبَا الرَّكِيَّةِ ، فَإِمَّا دَعَا وإمَّا بَصَقَ فِيهَا، قالَ: فَجَاشَتْ ، فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا، قالَ: ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ دَعَانَا لِلْبَيْعَةِ في أَصْلِ الشَّجَرَةِ، قالَ: فَبَايَعْتُهُ أَوَّلَ النَّاسِ، ثُمَّ بَايَعَ، وَبَايَعَ، حتَّى إذَا كانَ في وَسَطٍ مِنَ النَّاسِ، قالَ: بَايِعْ يا سَلَمَةُ، قالَ: قُلتُ: قدْ بَايَعْتُكَ يا رَسولَ اللهِ في أَوَّلِ النَّاسِ، قالَ: وَأَيْضًا، قالَ: وَرَآنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَزِلًا، يَعْنِي ليسَ معهُ سِلَاحٌ، قالَ: فأعْطَانِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حَجَفَةً -أَوْ دَرَقَةً- ثُمَّ بَايَعَ، حتَّى إذَا كانَ في آخِرِ النَّاسِ، قالَ: أَلَا تُبَايِعُنِي يا سَلَمَةُ؟ قالَ: قُلتُ: قدْ بَايَعْتُكَ يا رَسولَ اللهِ، في أَوَّلِ النَّاسِ، وفي أَوْسَطِ النَّاسِ، قالَ: وَأَيْضًا، قالَ: فَبَايَعْتُهُ الثَّالِثَةَ، ثُمَّ قالَ لِي: يا سَلَمَةُ، أَيْنَ حَجَفَتُكَ -أَوْ دَرَقَتُكَ- الَّتي أَعْطَيْتُكَ؟ قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ عَزِلًا، فأعْطَيْتُهُ إيَّاهَا، قالَ: فَضَحِكَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَقالَ: إنَّكَ كَالَّذِي قالَ الأوَّلُ: اللَّهُمَّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هو أَحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، ثُمَّ إنَّ المُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلْحَ حتَّى مَشَى بَعْضُنَا في بَعْضٍ، وَاصْطَلَحْنَا. قالَ: وَكُنْتُ تَبِيعًا لِطَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ أَسْقِي فَرَسَهُ، وَأَحُسُّهُ ، وَأَخْدِمُهُ، وَآكُلُ مِن طَعَامِهِ، وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي مُهَاجِرًا إلى اللهِ وَرَسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: فَلَمَّا اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ، وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا ببَعْضٍ؛ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا فَاضْطَجَعْتُ في أَصْلِهَا، قالَ: فأتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنَ المُشْرِكِينَ مِن أَهْلِ مَكَّةَ، فَجَعَلُوا يَقَعُونَ في رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأبْغَضْتُهُمْ، فَتَحَوَّلْتُ إلى شَجَرَةٍ أُخْرَى، وَعَلَّقُوا سِلَاحَهُمْ وَاضْطَجَعُوا، فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ إذْ نَادَى مُنَادٍ مِن أَسْفَلِ الوَادِي: يا لَلْمُهَاجِرِينَ، قُتِلَ ابنُ زُنَيْمٍ، قالَ: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي، ثُمَّ شَدَدْتُ علَى أُولَئِكَ الأرْبَعَةِ وَهُمْ رُقُودٌ، فأخَذْتُ سِلَاحَهُمْ، فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا في يَدِي، قالَ: ثُمَّ قُلتُ: وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ، لا يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنكُم رَأْسَهُ إلَّا ضَرَبْتُ الَّذي فيه عَيْنَاهُ، قالَ: ثُمَّ جِئْتُ بهِمْ أَسُوقُهُمْ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: وَجَاءَ عَمِّي عَامِرٌ برَجُلٍ مِنَ العَبَلَاتِ ، يُقَالُ له: مِكْرَزٌ يَقُودُهُ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى فَرَسٍ، مُجَفَّفٍ في سَبْعِينَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَنَظَرَ إليهِم رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: دَعُوهُمْ، يَكُنْ لهمْ بَدْءُ الفُجُورِ ، وَثِنَاهُ، فَعَفَا عنْهمْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24] الآيَةَ كُلَّهَا. قالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إلى المَدِينَةِ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا بيْنَنَا وبيْنَ بَنِي لَحْيَانَ جَبَلٌ، وَهُمُ المُشْرِكُونَ، فَاسْتَغْفَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِمَن رَقِيَ هذا الجَبَلَ اللَّيْلَةَ، كَأنَّهُ طَلِيعَةٌ للنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، قالَ سَلَمَةُ: فَرَقِيتُ تِلكَ اللَّيْلَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَدِمْنَا المَدِينَةَ، فَبَعَثَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بظَهْرِهِ مع رَبَاحٍ، غُلَامِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَنَا معهُ، وَخَرَجْتُ معهُ بفَرَسِ طَلْحَةَ، أُنَدِّيهِ مع الظَّهْرِ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إذَا عبدُ الرَّحْمَنِ الفَزَارِيُّ قدْ أَغَارَ علَى ظَهْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ، وَقَتَلَ رَاعِيَهُ، قالَ: فَقُلتُ: يا رَبَاحُ، خُذْ هذا الفَرَسَ فأبْلِغْهُ طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ، وَأَخْبِرْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أنَّ المُشْرِكِينَ قدْ أَغَارُوا علَى سَرْحِهِ، قالَ: ثُمَّ قُمْتُ علَى أَكَمَةٍ ، فَاسْتَقْبَلْتُ المَدِينَةَ، فَنَادَيْتُ ثَلَاثًا: يا صَبَاحَاهْ، ثُمَّ خَرَجْتُ في آثَارِ القَوْمِ أَرْمِيهِمْ بالنَّبْلِ وَأَرْتَجِزُ، أَقُولُ: أَنَا ابنُ الأكْوَعِ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ فَأَلْحَقُ رَجُلًا منهمْ فأصُكُّ سَهْمًا في رَحْلِهِ ، حتَّى خَلَصَ نَصْلُ السَّهْمِ إلى كَتِفِهِ، قالَ: قُلتُ: خُذْهَا. وَأَنَا ابنُ الأكْوَعِ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ قالَ: فَوَاللَّهِ، ما زِلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بهِمْ، فَإِذَا رَجَعَ إلَيَّ فَارِسٌ أَتَيْتُ شَجَرَةً، فَجَلَسْتُ في أَصْلِهَا، ثُمَّ رَمَيْتُهُ فَعَقَرْتُ به، حتَّى إذَا تَضَايَقَ الجَبَلُ فَدَخَلُوا في تَضَايُقِهِ، عَلَوْتُ الجَبَلَ فَجَعَلْتُ أُرَدِّيهِمْ بالحِجَارَةِ، قالَ: فَما زِلْتُ كَذلكَ أَتْبَعُهُمْ حتَّى ما خَلَقَ اللَّهُ مِن بَعِيرٍ مِن ظَهْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي، وَخَلَّوْا بَيْنِي وبيْنَهُ، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُمْ أَرْمِيهِمْ حتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِن ثَلَاثِينَ بُرْدَةً ، وَثَلَاثِينَ رُمْحًا؛ يَسْتَخِفُّونَ، وَلَا يَطْرَحُونَ شيئًا إلَّا جَعَلْتُ عليه آرَامًا مِنَ الحِجَارَةِ يَعْرِفُهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، حتَّى أَتَوْا مُتَضَايِقًا مِن ثَنِيَّةٍ، فَإِذَا هُمْ قدْ أَتَاهُمْ فُلَانُ بنُ بَدْرٍ الفَزَارِيُّ، فَجَلَسُوا يَتَضَحَّوْنَ، يَعْنِي يَتَغَدَّوْنَ، وَجَلَسْتُ علَى رَأْسِ قَرْنٍ ، قالَ الفَزَارِيُّ: ما هذا الَّذي أَرَى؟ قالوا: لَقِينَا مِن هذا البَرْحَ ، وَاللَّهِ ما فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ يَرْمِينَا حتَّى انْتَزَعَ كُلَّ شَيءٍ في أَيْدِينَا، قالَ: فَلْيَقُمْ إلَيْهِ نَفَرٌ مِنكُم أَرْبَعَةٌ، قالَ: فَصَعِدَ إلَيَّ منهمْ أَرْبَعَةٌ في الجَبَلِ، قالَ: فَلَمَّا أَمْكَنُونِي مِنَ الكَلَامِ، قالَ: قُلتُ: هلْ تَعْرِفُونِي؟ قالوا: لَا، وَمَن أَنْتَ؟ قالَ: قُلتُ: أَنَا سَلَمَةُ بنُ الأكْوَعِ، وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لا أَطْلُبُ رَجُلًا مِنكُم إلَّا أَدْرَكْتُهُ، وَلَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنكُم فيُدْرِكَنِي، قالَ أَحَدُهُمْ: أَنَا أَظُنُّ. قالَ: فَرَجَعُوا، فَما بَرِحْتُ مَكَانِي حتَّى رَأَيْتُ فَوَارِسَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ، قالَ: فَإِذَا أَوَّلُهُمُ الأخْرَمُ الأسَدِيُّ، علَى إثْرِهِ أَبُو قَتَادَةَ الأنْصَارِيُّ، وعلَى إثْرِهِ المِقْدَادُ بنُ الأسْوَدِ الكِنْدِيُّ، قالَ: فأخَذْتُ بعِنَانِ الأخْرَمِ، قالَ: فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ، قُلتُ: يا أَخْرَمُ، احْذَرْهُمْ؛ لا يَقْتَطِعُوكَ حتَّى يَلْحَقَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، قالَ: يا سَلَمَةُ، إنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، وَتَعْلَمُ أنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ، فلا تَحُلْ بَيْنِي وبيْنَ الشَّهَادَةِ، قالَ: فَخَلَّيْتُهُ، فَالْتَقَى هو وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قالَ: فَعَقَرَ بعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَسَهُ، وَطَعَنَهُ عبدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ، وَتَحَوَّلَ علَى فَرَسِهِ، وَلَحِقَ أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بعَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ، فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لَتَبِعْتُهُمْ أَعْدُو علَى رِجْلَيَّ حتَّى ما أَرَى وَرَائِي مِن أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَلَا غُبَارِهِمْ شيئًا، حتَّى يَعْدِلُوا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إلى شِعْبٍ فيه مَاءٌ يُقَالُ له: ذُو قَرَدٍ لِيَشْرَبُوا منه، وَهُمْ عِطَاشٌ، قالَ: فَنَظَرُوا إلَيَّ أَعْدُو وَرَاءَهُمْ، فَخَلَّيْتُهُمْ عنْه -يَعْنِي أَجْلَيْتُهُمْ عنْه- فَما ذَاقُوا منه قَطْرَةً. قالَ: وَيَخْرُجُونَ فَيَشْتَدُّونَ في ثَنِيَّةٍ، قالَ: فأعْدُو فألْحَقُ رَجُلًا منهمْ، فأصُكُّهُ بسَهْمٍ في نُغْضِ كَتِفِهِ، قالَ: قُلتُ: خُذْهَا وَأَنَا ابنُ الأكْوَعِ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ قالَ: يا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ! أَكْوَعُهُ بُكْرَةَ؟! قالَ: قُلتُ: نَعَمْ يا عَدُوَّ نَفْسِهِ، أَكْوَعُكَ بُكْرَةَ، قالَ: وَأَرْدَوْا فَرَسَيْنِ علَى ثَنِيَّةٍ، قالَ: فَجِئْتُ بهِما أَسُوقُهُما إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: وَلَحِقَنِي عَامِرٌ بسَطِيحَةٍ فِيهَا مَذْقَةٌ مِن لَبَنٍ ، وَسَطِيحَةٍ فِيهَا مَاءٌ، فَتَوَضَّأْتُ وَشَرِبْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو علَى المَاءِ الذي حَلَّأْتُهُمْ عنْه ، فَإِذَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قدْ أَخَذَ تِلكَ الإبِلَ وَكُلَّ شَيءٍ اسْتَنْقَذْتُهُ مِنَ المُشْرِكِينَ، وَكُلَّ رُمْحٍ وَبُرْدَةٍ، وإذَا بلَالٌ نَحَرَ نَاقَةً مِنَ الإبِلِ الَّذي اسْتَنْقَذْتُ مِنَ القَوْمِ، وإذَا هو يَشْوِي لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مِن كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا، قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، خَلِّنِي فأنْتَخِبُ مِنَ القَوْمِ مِائَةَ رَجُلٍ فأتَّبِعُ القَوْمَ، فلا يَبْقَى منهمْ مُخْبِرٌ إلَّا قَتَلْتُهُ، قالَ: فَضَحِكَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ في ضَوْءِ النَّارِ، فَقالَ: يا سَلَمَةُ، أَتُرَاكَ كُنْتَ فَاعِلًا؟ قُلتُ: نَعَمْ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، فَقالَ: إنَّهُمُ الآنَ لَيُقْرَوْنَ في أَرْضِ غَطَفَانَ، قالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِن غَطَفَانَ، فَقالَ: نَحَرَ لهمْ فُلَانٌ جَزُورًا، فَلَمَّا كَشَفُوا جِلْدَهَا رَأَوْا غُبَارًا، فَقالوا: أَتَاكُمُ القَوْمُ، فَخَرَجُوا هَارِبِينَ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: كانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا اليومَ أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرَ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ، قالَ: ثُمَّ أَعْطَانِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سَهْمَيْنِ: سَهْمَ الفَارِسِ، وَسَهْمَ الرَّاجِلِ، فَجَمعهُما لي جَمِيعًا، ثُمَّ أَرْدَفَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَرَاءَهُ علَى العَضْبَاءِ رَاجِعِينَ إلى المَدِينَةِ. قالَ: فَبيْنَما نَحْنُ نَسِيرُ، قالَ: وَكانَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ لا يُسْبَقُ شَدًّا، قالَ: فَجَعَلَ يقولُ: أَلَا مُسَابِقٌ إلى المَدِينَةِ؟ هلْ مِن مُسَابِقٍ؟ فَجَعَلَ يُعِيدُ ذلكَ، قالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُ كَلَامَهُ، قُلتُ: أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا، وَلَا تَهَابُ شَرِيفًا؟! قالَ: لَا، إلَّا أَنْ يَكونَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بأَبِي وَأُمِّي، ذَرْنِي فَلِأُسَابِقَ الرَّجُلَ، قالَ: إنْ شِئْتَ، قالَ: قُلتُ: اذْهَبْ إلَيْكَ، وَثَنَيْتُ رِجْلَيَّ، فَطَفَرْتُ فَعَدَوْتُ، قالَ: فَرَبَطْتُ عليه شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، أَسْتَبْقِي نَفَسِي، ثُمَّ عَدَوْتُ في إثْرِهِ، فَرَبَطْتُ عليه شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، ثُمَّ إنِّي رَفَعْتُ حتَّى أَلْحَقَهُ، قالَ: فأصُكُّهُ بيْنَ كَتِفَيْهِ، قالَ: قُلتُ: قدْ سُبِقْتَ وَاللَّهِ، قالَ: أَنَا أَظُنُّ، قالَ: فَسَبَقْتُهُ إلى المَدِينَةِ، قالَ: فَوَاللَّهِ، ما لَبِثْنَا إلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ حتَّى خَرَجْنَا إلى خَيْبَرَ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: فَجَعَلَ عَمِّي عَامِرٌ يَرْتَجِزُ بالقَوْمِ: تَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ ما اهْتَدَيْنَا... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا وَنَحْنُ عن فَضْلِكَ ما اسْتَغْنَيْنَا... فَثَبِّتِ الأقْدَامَ إنْ لَاقَيْنَا وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن هذا؟ قالَ: أَنَا عَامِرٌ، قالَ: غَفَرَ لكَ رَبُّكَ، قالَ: وَما اسْتَغْفَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لإِنْسَانٍ يَخُصُّهُ إلَّا اسْتُشْهِدَ، قالَ: فَنَادَى عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وَهو علَى جَمَلٍ له: يا نَبِيَّ اللهِ، لَوْلَا ما مَتَّعْتَنَا بعَامِرٍ، قالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ، قالَ: خَرَجَ مَلِكُهُمْ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بسَيْفِهِ، ويقولُ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ... شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ قالَ: وَبَرَزَ له عَمِّي عَامِرٌ، فَقالَ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ... شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ قالَ: فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ في تُرْسِ عَامِرٍ، وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ له، فَرَجَعَ سَيْفُهُ علَى نَفْسِهِ، فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ ، فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ. قالَ سَلَمَةُ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا نَفَرٌ مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولونَ: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ؛ قَتَلَ نَفْسَهُ، قالَ: فأتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ! قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن قالَ ذلكَ؟ قالَ: قُلتُ: نَاسٌ مِن أَصْحَابِكَ، قالَ: كَذَبَ مَن قالَ ذلكَ، بَلْ له أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي إلى عَلِيٍّ وَهو أَرْمَدُ، فَقالَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسولَهُ، أَوْ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسولُهُ، قالَ: فأتَيْتُ عَلِيًّا، فَجِئْتُ به أَقُودُهُ وَهو أَرْمَدُ، حتَّى أَتَيْتُ به رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَبَسَقَ في عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، وَخَرَجَ مَرْحَبٌ، فَقالَ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ... شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ فَقالَ عَلِيٌّ: أَنَا الذي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ ... كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ المَنْظَرَهْ أُوفيهِمُ بالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ قالَ: فَضَرَبَ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ كانَ الفَتْحُ علَى يَدَيْهِ.
 

1 - سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ يَقولُ لِرَجُلٍ يُقالُ له: بُسْرُ، ابنُ راعي العيرِ، أبصَرَهُ يَأكُلُ بِشِمالِهِ، فقال: كُلْ بِيَمينِكَ. فقال: لا أستَطيعُ. فقال: لا استَطَعتَ. قال: فما وصَلَتْ يَمينُهُ إلى فَمِهِ بَعدُ. وقال أبو النَّضْرِ في حَديثِهِ: ابنُ راعي العيرِ مِن أشْجَعَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16499 التخريج : أخرجه أحمد (16499) واللفظ له، وعبد بن حميد (388)، وأبو عوانة في ((المستخرج)) (8249)
التصنيف الموضوعي: أطعمة - الأكل باليمين آداب عامة - آداب الطعام آداب عامة - التيمن والبدء بجهة اليمين أدعية وأذكار - دعاء النبي على بعض الأشخاص والأشياء والأمور
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - أبصَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجُلًا يُقالُ له : بُسْرُ بنُ راعي العِيرِ يأكُلُ بشِمالِه فقال : ( - كُلْ بيمينِك ) قال لا أستطيعُ قال : ( لا استطَعْتَ ) قال : فما نالَتْ يدُه إلى فيه بعدُ
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6512 التخريج : أخرجه مسلم (2021) بمعناه، وأحمد (16499) والدارمي (2075) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أطعمة - آداب الأكل أطعمة - الأكل باليمين آداب عامة - آداب الطعام آداب عامة - التيمن والبدء بجهة اليمين أدعية وأذكار - دعاء النبي على بعض الأشخاص والأشياء والأمور
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - أبصَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجُلًا يُقالُ له : بُسْرُ بنُ راعي العِيرِ يأكُلُ بشِمالِه فقال : ( - كُلْ بيمينِك ) قال لا أستطيعُ قال : ( لا استطَعْتَ ) قال : فما نالَتْ يدُه إلى فيه بعدُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده على شرط مسلم
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6512 التخريج : أخرجه ابن حبان (6983) بلفظه، ومسلم (2021) بمعناه، وأحمد (16499) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أطعمة - آداب الأكل أطعمة - الأكل باليمين آداب عامة - آداب الطعام آداب عامة - التيمن والبدء بجهة اليمين أدعية وأذكار - دعاء النبي على بعض الأشخاص والأشياء والأمور
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - أغار عبد الرحمن بن عيينة على إبل رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فقتل راعيها فخرج يطردها هو وأناس معه في خيل فجعلت وجهي قبل المدينة ثم ناديت ثلاث مرات يا صبًاحاه ثم اتبعت القوم فجعلت أرمي وأعقرهم فإذا رجع إلي فارس جلست في أصل شجرة حتى ما خلق الله شيئا من ظهر النبي صلى الله عليه وسلم إلا جعلته وراء ظهري وحتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحا وثلاثين بردة يستخفون منها ثم أتاهم عيينة مددا فقال ليقم إليه نفر منكم فقام إلي أربعة منهم فصعدوا الجبل فلما أسمعتهم قلت أتعرفوني قالوا ومن أنت قلت أنا ابن الأكوع والذي كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لا يطلبني رجل منكم فيدركني ولا أطلبه فيفوتني فما برحت حتى نظرت إلى فوارس رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر أولهم الأخرم الأسدي فيلحق بعبد الرحمن بن عيينة ويعطف عليه عبد الرحمن فاختلفا طعنتين فعقر الأخرم عبد الرحمن وطعنه عبد الرحمن فقتله فتحول عبد الرحمن على فرس الأخرم فيلحق أبو قتادة بعبد الرحمن فاختلفا طعنتين فعقر بأبي قتادة وقتله أبو قتادة فتحول أبو قتادة على فرس الأخرم ثم جئت إلى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو على الماء الذي جليتهم عنه ذو قرد فإذا نبي الله صلى الله عليه وسلم في خمس مائة فأعطاني سهم الفارس والراجل
خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 2752 التخريج : أخرجه أبو داود (2752)
التصنيف الموضوعي: جهاد - الشجاعة في الحرب والجبن مغازي - غزوة ذي قرد مناقب وفضائل - سلمة بن الأكوع غنائم - الإسهام للفارس والراجل غنائم - تنفيل بعض الجيش إذا كان له من العناية
|أصول الحديث

5 - أغارَ عبدُ الرحمنِ بنُ عُيينةَ على إبلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقتَلَ راعيَها، وخرَجَ يطرُدُها هو وأناسٌ معه في خيلٍ، فجعَلتُ وجهي قِبَلَ المدينةِ، ثمَّ ناديتُ ثلاثَ مرَّاتٍ: يا صباحاهُ! ثمَّ اتَّبَعتُ القومَ، فجعَلتُ أَرْمي وأَعقِرُهم، فإذا رجَعَ إليَّ فارسٌ جلَستُ في أصلِ شجرةٍ، حتى ما خَلَقَ اللهُ شيئًا مِن ظَهرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا جعَلتُه وراءَ ظَهْري، وحتى أَلقَوا أكثرَ مِن ثلاثينَ رُمحًا وثلاثينَ بُردةً؛ يَستخِفُّونَ منها، ثمَّ أتاهم عُيينةُ مدَدًا، فقال: لِيقُمْ إليه نفَرٌ منكم، فقام إليَّ منهم أربعةٌ فصَعِدوا الجبلَ، فلمَّا أسمَعتُهم قلتُ: أتَعرِفوني؟ قالوا: ومَن أنت؟ قلتُ: أنا ابنُ الأَكْوَعِ، والذي كرَّمَ وجهَ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا يطلُبُني رجُلٌ منكم فيُدرِكَني، ولا أطلُبُه فيَفوتَني، فما بَرِحتُ حتى نظَرتُ إلى فوارسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتخلَّلونَ الشجرَ، أوَّلُهم الأَخْرَمُ الأسديُّ، فيَلحَقُ بعبدِ الرحمنِ بنِ عُيينةَ، ويَعطِفُ عليه عبدُ الرحمنِ، فاختَلَفا طعنتينِ، فعقَرَ الأَخرمُ عبدَ الرحمنِ، وطعَنَه عبدُ الرحمنِ فقتَلَه، فتَحوَّلَ عبدُ الرحمنِ على فرسِ الأَخرمِ، فيَلحَقُ أبو قتادةَ بعبدِ الرحمنِ، فاختَلَفا طعنتينِ، فعُقِرَ بأبي قتادةَ، وقتَلَه أبو قتادةَ، فتَحوَّلَ أبو قتادةَ على فرسِ الأَخرمِ، ثمَّ جئتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو على الماءِ الذي جلَّيتُهم عنه ذو قَرَدٍ، فإذا نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في خمسِ مئةٍ، فأَعطاني سهمَ الفارسِ والراجِلِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود
الصفحة أو الرقم : 2752 التخريج : أخرجه البخاري (4194) بنحوه ومسلم (1807) مطولا وأبو داود (2752) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جهاد - المبارزة ديات وقصاص - دفع الصائل جهاد - الغارة من المسلمين على الكفار جهاد - الغنائم وأحكامها غنائم - الإسهام للفارس والراجل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - عن سلمةَ بنِ الأكوعِ قالَ : أغارَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عيينةَ علَى إبلِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقتلَ راعيَها فخرجَ يطردُها هوَ وأناسٌ معَه في خيلٍ فجعلتُ وجهي قِبلَ المدينةِ ثمَّ ناديتُ ثلاثَ مرَّاتٍ يا صباحاهُ ثمَّ اتَّبعتُ القومَ فجعلتُ أرْمي وأعقرُهم فإذا رجعَ إليَّ فارسٌ جلستُ في أصلِ شجرةٍ حتَّى ما خلقَ اللَّهُ شيئًا من ظَهرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلَّا جعلتُه وراءَ ظَهري وحتَّى ألقَوا أكثرَ من ثلاثينَ رمحًا وثلاثينَ بُردةً يستخفُّونَ منها ثمَّ أتاهم عيينةُ مَددًا فقالَ ليَقم إليهِ نفرٌ منكم فقامَ إليَّ أربعةٌ منهم فصعَدوا الجبلَ فلمَّا أسمعتُهم قلتُ أتعرفوني قالوا ومَن أنتَ قلتُ أنا ابنُ الأكوعِ والَّذي كرَّمَ وجهَ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يطلبُني رجلٌ منكم فيدرِكني ولا أطلبُه فيفوتُني فما بَرحتُ حتَّى نظرتُ إلى فوارسِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتخلَّلونَ الشَّجرَ أوَّلُهمُ الأخرمُ الأسديُّ فيلحقُ بعبدِ الرَّحمنِ بنِ عُيَينةَ ويعطفُ عليهِ عبدُ الرَّحمنِ فاختلفا طعنتَينِ فعقرَ الأخرمُ عبدَ الرَّحمنِ وطعنَه عبدُ الرَّحمنِ فقتلَه فتحوَّلَ عبدُ الرَّحمنِ علَى فرسِ الأخرمِ فيلحقُ أبو قتادةَ بعبدِ الرَّحمنِ فاختلفا طعنتَينِ فعقرَ بأبي قتادةَ وقتلَه أبو قتادةَ فتحوَّلَ أبو قتادةَ علَى فرسِ الأخرمِ ثمَّ جئتُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ علَى الماءِ الَّذي جلَّيتُهم عنهُ ذو قردٍ فإذا نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في خمسِ مائةٍ فأعطاني سَهمَ الفارسِ والرَّاجلِ
خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم : 2752 التخريج : أخرجه أبو داود (2752) واللفظ له وأخرجه البخاري (4194) بنحوه ومسلم (1807) مطولا.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الشجاعة في الحرب والجبن غنائم - الغنائم وتقسيمها مغازي - غزوة ذي قرد مناقب وفضائل - سلمة بن الأكوع جهاد - سهم الفارس
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

7 - عَن سَلَمةَ: قدِمنا مَعَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الحُدَيبيةَ ونَحنُ أربَعَ عَشرةَ مِائةٍ وعليها خَمسونَ شاةً لا تَرويها، فقَعَدَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على جِبالِها، فإمَّا دَعا وإمَّا بَسَقَ فجاشَت، فسَقَينا واستَقَينا، قال: ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَعا بالبَيعةِ في أصلِ الشَّجَرةِ، فبايَعَه أوَّلُ النَّاسِ، وبايَعَ وبايَعَ، حَتَّى إذا كان في وسَطٍ مِنَ النَّاسِ قال: «يا سَلَمةُ، بايِعْني»، قُلتُ: قد بايَعتُكَ في أوَّلِ النَّاسِ يا رَسولَ اللهِ، قال: «وأيضًا»، قُلتُ: عَلامَ بايَعتُم؟ قال: على المَوتِ، ورَآني أعزَلَ فأعطاني حَجَفةً أو دَرَقةً، ثُمَّ بايَعَ وبايَعَ، حَتَّى إذا كان في آخِرِ النَّاسِ قال: «ألا تُبايِعُني؟»، قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بايَعتُ أوَّلَ النَّاسِ وأوسَطَهم وآخِرَهم، قال: «وأيضًا فبايِعْ»، فبايَعتُه، ثُمَّ قال: «أينَ دَرَقَتُكَ أو حَجَفَتُكَ التي أعطَيتُكَ؟»، قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لَقيَني عَمِّي عامِرٌ أعزَلًا فأعطَيتُه إيَّاها، قال: فقال: إنَّكَ كالذي قال: اللهُمَّ أبغِني حَبيبًا هو أحَبُّ إليَّ مِن نَفسي، وضَحِكَ! ثُمَّ إنَّ المُشرِكينَ راسَلونا الصُّلحَ، حَتَّى مَشى بَعضُنا إلى بَعضٍ، قال: وكُنتُ تَبيعًا لطَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ أحُسُّ فرَسَه وأسقيه، وآكُلُ مِن طَعامِه، وتَرَكتُ أهلي ومالي مُهاجِرًا إلى اللهِ ورَسولِه، فلَمَّا اصطَلَحنا نَحنُ وأهلُ مَكَّةَ واختَلَطَ بَعضُنا ببَعضٍ، أتَيتُ الشَّجَرةَ فكَسَحتُ شَوكَها، واضطَجَعتُ في ظِلِّها، فأتاني أربَعةٌ مِن أهلِ مَكَّةَ فجَعَلوا وهم مُشرِكونَ يَقَعونَ في رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فتَحَوَّلتُ عنهم إلى شَجَرةٍ أُخرى وعَلَّقوا سِلاحَهم واضطَجَعوا، فبَينَما هُم كَذلك إذ نادى مُنادٍ مِن أسفَلِ الوادي: يا آلَ المُهاجِرينَ قُتِلَ ابنُ زُنَيمٍ، فاختَرَطتُ سَيفي فشَدَدتُ على الأربَعةِ، فأخَذتُ سِلاحَهم فجَعَلتُه ضِغثًا، ثُمَّ قُلتُ: والذي أكرَمَ مُحَمَّدًا لا يَرفَعُ رَجُلٌ مِنكُم رَأسَه إلَّا ضَرَبتُ الذي -يَعني- فيه عَيناه، فجِئتُ أسوقُهم إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وجاءَ عَمِّي عامِرٌ بابنِ مِكرَزٍ يَقودُ به فرَسَه يَقودُ سَبعينَ، حَتَّى وقَفناهم، فنَظَرَ إليهم فقال: «دَعوهم، يَكونُ لَهم بَدوُ الفُجورِ»، وعَفا عنهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأُنزِلَت: {وهو الذي كَفَّ أيديَهم عنكم وأيديَكُم عنهم} [الفتح: 24]، ثُمَّ رَجَعنا إلى المَدينةِ فنَزَلنا مَنزِلًا يُقالُ لَه: لَحيُ جَمَلٍ، فاستَغفَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَن رَقيَ الجَبَلَ في تلك اللَّيلةِ، كَأنَّه طَليعةٌ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابِه، فرَقيتُ تلك اللَّيلةَ مَرَّتَينِ أو ثَلاثةً، ثُمَّ قدِمنا المَدينةَ وبَعَثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بظَهرِه مَعَ غُلامِه رَباحٍ وأنا مَعَه، وخَرَجتُ بفَرَسِ طَلحةَ أُنَدِّيه على ظَهرِه، فلَمَّا أصبَحنا إذا عَبدُ الرَّحمَنِ بنُ عُيَينةَ الفَزاريُّ قد أغارَ على ظَهرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستاقَه أجمَعَ وقَتَلَ راعيَه
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16518 التخريج : -

8 - قدِمْتُ المدينةَ زمَنَ الحُدَيبيَةِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَجْتُ أنا ورَباحٌ غلامُه أُندِّيه مع الإبلِ فلمَّا كان بغَلَسٍ أغار عبدُ الرَّحمنِ بنُ عُيَينةَ على إبلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقتَل راعيَها وخرَج يطرُدُ بها وهو في أناسٍ معه فقُلْتُ : يا رَباحُ اقعُدْ على هذا الفرَسِ وألحِقْه بطَلحةَ وأخبِرْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ قد أُغِير على سَرْحِه قال : وقُمْتُ على تَلٍّ فجعَلْتُ وجهي قِبَلَ المدينةِ ثمَّ نادَيْتُ ثلاثَ مرَّاتٍ : يا صباحاهُ ثمَّ اتَّبَعْتُ القومَ معي سيفي ونَبْلي فجعَلْتُ أرميهم وأرتجِزُهم وذلكَ حينَ كثُر الشَّجرُ فإذا رجَع إليَّ فارسٌ جلَسْتُ له في أصلِ شجرةٍ ثمَّ رمَيْتُه ولا يُقبِلُ علَيَّ فارسٌ إلَّا عقَرْتُ به فجعَلْتُ أرميه وأقولُ : ( أنا ابنُ الأكوَعْ ) ( واليومُ يومُ الرُّضَّعْ ) فألحَقُ برجُلٍ فأرميه وهو على رَحْلِه فيقَعُ سهمي في الرَّحلِ حتَّى انتظَمْتُ كتِفَه قُلْتُ : خُذْها ( وأنا ابنُ الأكوَعْ ) ( واليومُ يومُ الرُّضَّعْ ) فإذا كُنْتُ في الشَّجرِ أرميهم بالنَّبلِ وإذا تضايَقَتِ الثَّنايا علَوْتُ الجَبلَ وردَّيْتُهم بالحجارةِ فما زال ذلكَ شأني وشأنَهم أتبَعُهم وأرتجِزُ حتَّى ما خلَق اللهُ شيئًا مِن ظَهْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا خلَّفْتُه وراءَ ظَهْري واستنقَذْتُه مِن أيديهم ثمَّ لَمْ أزَلْ أرميهم حتَّى ألقَوْا أكثَرَ مِن ثلاثينَ رمحًا وأكثَرَ مِن ثلاثينَ بُردةً يستخفُّونَ بها لا يُلقونَ مِن ذلك شيئًا إلَّا جمَعْتُ عليه الحجارةَ وجمَعْتُه على طريقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا امتَدَّ الضُّحى أتاهم عُيَينةُ بنُ بَدْرٍ الفَزَاريُّ مُمِدًّا لهم وهم في ثنيَّةٍ ضيِّقةٍ ثمَّ علَوْتُ الجَبَلَ قال عُيَينةُ وأنا فوقَهم : ما هذا الَّذي أرى ؟ قالوا لقِينا مِن هذا البَرْحَ ما فارَقَنا منذُ سَحَرٍ حتَّى الآنَ وأخَذ كلَّ شيءٍ مِن أيدينا وجعَله وراءَه فقال عُيَينةُ : لولا أنَّ هذا يرى وراءَه طلَبًا لقد ترَككم فلْيقُمْ إليه نفَرٌ منكم فقام إليه نفَرٌ منهم أربعةٌ فصعِدوا في الجبَلِ فلمَّا أسمَعْتُهم الصَّوتَ قُلْتُ لهم : أتعرِفوني ؟ قالوا : مَن أنتَ ؟ قُلْتُ : أنا ابنُ الأكوعِ والَّذي كرَّم وجهَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يطلُبُني رجُلٌ منكم فيُدرِكُني ولا أطلُبُه فيفوتُني فقال رجُلٌ منهم : أظُنُّ قال : فما برِحْتُ مَقعَدي حتَّى نظَرْتُ إلى فوارسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتخلَّلونَ الشَّجرَ وإذا أوَّلُهم الأخرمُ الأسَديُّ وعلى إِثرِه أبو قتادةَ وعلى إِثرِه المِقدادُ الكِنديُّ قال : فولَّى المُشرِكونَ مُدبِرينَ فأنزِلُ مِن الجَبلِ فأعترِضُ الأخرَمَ فقُلْتُ : يا أخرَمُ احذَرْهم فإنِّي لا آمَنُ أنْ يقتطِعوكَ فاتَّئِدْ حتَّى يلحَقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه قال : يا سلَمةُ إنْ كُنْتَ تُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ وتعلَمُ أنَّ الجنَّةَ حقٌّ وأنَّ النَّارَ حقٌّ فلا تحُلْ بَيْني وبَيْنَ الشَّهادةِ قال : فخلَّى عِنانَ فرَسِه فلحِق بعبدِ الرَّحمنِ بنِ عُيَينةَ ويعطِفُ عليه عبدُ الرَّحمنِ فاختَلَفا في طعنتَيْنِ فعقَر الأخرَمُ بعبدِ الرَّحمنِ وطعَنه عبدُ الرَّحمنِ فقتَله وتحوَّل عبدُ الرَّحمنِ على فرَسِ الأخرَمِ فلحِق أبو قَتادةَ بعبدِ الرَّحمنِ فاختَلَفا في طعنتَيْنِ فعقَر بأبي قتادةَ وقتَله أبو قتادةَ وتحوَّل أبو قتادةَ على فرَسِ الأخرَمِ ثمَّ إنِّي خرَجْتُ أَعْدُو في إِثرِ القومِ حتَّى ما أرى مِن غُبارِ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شيئًا ويعرِضونَ قبْلَ غيبوبةِ الشَّمسِ إلى شِعبٍ فيه ماءٌ يُقالُ له : ذو قَرَدٍ فأرادوا أنْ يشرَبوا منه فأبصَروني أَعْدو وراءَهم فعطَفوا عنه وشدُّوا في الثَّنيَّةِ ثنيَّةِ ذي ثَبِيرٍ وغرَبتِ الشَّمسُ فألحَقُ رجُلًا فأرميه قُلْتُ : خُذْها ( وأنا ابنُ الأكوَعْ ) ( واليومُ يومُ الرُّضَّعْ ) قال : يا ثكِلَتْني أمِّي أأكوعُ بُكرةَ ؟ قُلْتُ : نَعم أيْ عدوَّ نفسِه وكان الَّذي رمَيْتُه بكرةَ وأتبَعْتُه بسهمٍ آخَرَ فعلِق فيه سهمانِ وخلَّفوا فرَسَيْنِ فجِئْتُ بهما أسوقُهما إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو على الماءِ الَّذي عندَ ذي قَرَدٍ فإذا نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في جماعةٍ وإذا بلالٌ قد نحَر جَزورًا ممَّا خلَّفْتُ وهو يشوِي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن كبِدِها وسَنامِها فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خلِّني فأنتخِبَ مِن أصحابِكَ مئةَ رجُلٍ وآخُذَ على الكفَّارِ فلا أبقيَ منهم مُخبِرًا إلَّا قتَلْتُه فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أكُنْتَ فاعلًا ذلكَ يا سلَمةُ ؟ ) قُلْتُ : نَعم والَّذي أكرَم وجهَك فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى رأَيْتُ نواجِذَه في ضوءِ النَّارِ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّهم يُقرَوْنَ الآنَ إلى أرضِ غَطَفانَ ) فجاء رجُلٌ مِن غَطَفانَ فقال : نزَلوا على فُلانٍ الغَطَفانيِّ فنحَر لهم جَزورًا فلمَّا أخَذوا يكشِطونَ جِلدَها رأَوْا غُبْرةً فترَكوها وخرَجوا هِرابًا فلمَّا أصبَحْنا قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( خيرُ فرسانِنا اليومَ أبو قَتادةَ وخيرُ رجَّالتِنا سلَمةُ ) فأعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سهمَ الرَّاجلِ والفارسِ جميعًا ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أردَفني وراءَه على العَضْباءِ راجعينَ إلى المدينةِ فلمَّا كان بَيْنَنا وبَيْنَهم قريبٌ مِن ضَحوةٍ وفي القومِ رجُلٌ مِن الأنصارِ كان لا يُسبَقُ فجعَل يُنادي : هل مِن مُسابِقٍ ألا رجُلٌ يُسابِقُ إلى المدينةِ ؟ فعَل ذلك مِرارًا وأنا وراءَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأبي أنتَ وأُمِّي خلِّني فلْأسابِقِ الرَّجُلَ قال : ( إنْ شِئْتَ ) قُلْتُ : اذهَبْ إليك فطفَر عن راحلتِه وثنَيْتُ رِجْلي فطفَرْتُ عنِ النَّاقةِ ثمَّ إنِّي ربَطْتُ عليه شَرَفًا أو شرَفَيْنِ يعني استبقَيْتُ نفيسي ثمَّ عدَوْتُ حتَّى ألحَقَه فأصُكَّ بَيْنَ كتِفَيْه بيدي وقُلْتُ : سُبِقْتَ واللهِ حتَّى قدِمْنا المدينةَ
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7173 التخريج : أخرجه مسلم (1807)، وأحمد (16539)، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (5/ 211) جميعا بنحوه .
التصنيف الموضوعي: جهاد - فضل الرمي والأمر به غنائم - الغنائم وتقسيمها مغازي - صلح الحديبية جهاد - سهم الفارس جهاد - شدة العدو والمشي
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - قدِمْتُ المدينةَ زمَنَ الحُدَيبيَةِ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَجْتُ أنا ورَباحٌ غلامُه أُندِّيه مع الإبلِ فلمَّا كان بغَلَسٍ أغار عبدُ الرَّحمنِ بنُ عُيَينةَ على إبلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقتَل راعيَها وخرَج يطرُدُ بها وهو في أناسٍ معه فقُلْتُ : يا رَباحُ اقعُدْ على هذا الفرَسِ وألحِقْه بطَلحةَ وأخبِرْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ قد أُغِير على سَرْحِه قال : وقُمْتُ على تَلٍّ فجعَلْتُ وجهي قِبَلَ المدينةِ ثمَّ نادَيْتُ ثلاثَ مرَّاتٍ : يا صباحاهُ ثمَّ اتَّبَعْتُ القومَ معي سيفي ونَبْلي فجعَلْتُ أرميهم وأرتجِزُهم وذلكَ حينَ كثُر الشَّجرُ فإذا رجَع إليَّ فارسٌ جلَسْتُ له في أصلِ شجرةٍ ثمَّ رمَيْتُه ولا يُقبِلُ علَيَّ فارسٌ إلَّا عقَرْتُ به فجعَلْتُ أرميه وأقولُ : ( أنا ابنُ الأكوَعْ ) ( واليومُ يومُ الرُّضَّعْ ) فألحَقُ برجُلٍ فأرميه وهو على رَحْلِه فيقَعُ سهمي في الرَّحلِ حتَّى انتظَمْتُ كتِفَه قُلْتُ : خُذْها ( وأنا ابنُ الأكوَعْ ) ( واليومُ يومُ الرُّضَّعْ ) فإذا كُنْتُ في الشَّجرِ أرميهم بالنَّبلِ وإذا تضايَقَتِ الثَّنايا علَوْتُ الجَبلَ وردَّيْتُهم بالحجارةِ فما زال ذلكَ شأني وشأنَهم أتبَعُهم وأرتجِزُ حتَّى ما خلَق اللهُ شيئًا مِن ظَهْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا خلَّفْتُه وراءَ ظَهْري واستنقَذْتُه مِن أيديهم ثمَّ لَمْ أزَلْ أرميهم حتَّى ألقَوْا أكثَرَ مِن ثلاثينَ رمحًا وأكثَرَ مِن ثلاثينَ بُردةً يستخفُّونَ بها لا يُلقونَ مِن ذلك شيئًا إلَّا جمَعْتُ عليه الحجارةَ وجمَعْتُه على طريقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا امتَدَّ الضُّحى أتاهم عُيَينةُ بنُ بَدْرٍ الفَزَاريُّ مُمِدًّا لهم وهم في ثنيَّةٍ ضيِّقةٍ ثمَّ علَوْتُ الجَبَلَ قال عُيَينةُ وأنا فوقَهم : ما هذا الَّذي أرى ؟ قالوا لقِينا مِن هذا البَرْحَ ما فارَقَنا منذُ سَحَرٍ حتَّى الآنَ وأخَذ كلَّ شيءٍ مِن أيدينا وجعَله وراءَه فقال عُيَينةُ : لولا أنَّ هذا يرى وراءَه طلَبًا لقد ترَككم فلْيقُمْ إليه نفَرٌ منكم فقام إليه نفَرٌ منهم أربعةٌ فصعِدوا في الجبَلِ فلمَّا أسمَعْتُهم الصَّوتَ قُلْتُ لهم : أتعرِفوني ؟ قالوا : مَن أنتَ ؟ قُلْتُ : أنا ابنُ الأكوعِ والَّذي كرَّم وجهَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يطلُبُني رجُلٌ منكم فيُدرِكُني ولا أطلُبُه فيفوتُني فقال رجُلٌ منهم : أظُنُّ قال : فما برِحْتُ مَقعَدي حتَّى نظَرْتُ إلى فوارسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتخلَّلونَ الشَّجرَ وإذا أوَّلُهم الأخرمُ الأسَديُّ وعلى إِثرِه أبو قتادةَ وعلى إِثرِه المِقدادُ الكِنديُّ قال : فولَّى المُشرِكونَ مُدبِرينَ فأنزِلُ مِن الجَبلِ فأعترِضُ الأخرَمَ فقُلْتُ : يا أخرَمُ احذَرْهم فإنِّي لا آمَنُ أنْ يقتطِعوكَ فاتَّئِدْ حتَّى يلحَقَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه قال : يا سلَمةُ إنْ كُنْتَ تُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ وتعلَمُ أنَّ الجنَّةَ حقٌّ وأنَّ النَّارَ حقٌّ فلا تحُلْ بَيْني وبَيْنَ الشَّهادةِ قال : فخلَّى عِنانَ فرَسِه فلحِق بعبدِ الرَّحمنِ بنِ عُيَينةَ ويعطِفُ عليه عبدُ الرَّحمنِ فاختَلَفا في طعنتَيْنِ فعقَر الأخرَمُ بعبدِ الرَّحمنِ وطعَنه عبدُ الرَّحمنِ فقتَله وتحوَّل عبدُ الرَّحمنِ على فرَسِ الأخرَمِ فلحِق أبو قَتادةَ بعبدِ الرَّحمنِ فاختَلَفا في طعنتَيْنِ فعقَر بأبي قتادةَ وقتَله أبو قتادةَ وتحوَّل أبو قتادةَ على فرَسِ الأخرَمِ ثمَّ إنِّي خرَجْتُ أَعْدُو في إِثرِ القومِ حتَّى ما أرى مِن غُبارِ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شيئًا ويعرِضونَ قبْلَ غيبوبةِ الشَّمسِ إلى شِعبٍ فيه ماءٌ يُقالُ له : ذو قَرَدٍ فأرادوا أنْ يشرَبوا منه فأبصَروني أَعْدو وراءَهم فعطَفوا عنه وشدُّوا في الثَّنيَّةِ ثنيَّةِ ذي ثَبِيرٍ وغرَبتِ الشَّمسُ فألحَقُ رجُلًا فأرميه قُلْتُ : خُذْها ( وأنا ابنُ الأكوَعْ ) ( واليومُ يومُ الرُّضَّعْ ) قال : يا ثكِلَتْني أمِّي أأكوعُ بُكرةَ ؟ قُلْتُ : نَعم أيْ عدوَّ نفسِه وكان الَّذي رمَيْتُه بكرةَ وأتبَعْتُه بسهمٍ آخَرَ فعلِق فيه سهمانِ وخلَّفوا فرَسَيْنِ فجِئْتُ بهما أسوقُهما إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو على الماءِ الَّذي عندَ ذي قَرَدٍ فإذا نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في جماعةٍ وإذا بلالٌ قد نحَر جَزورًا ممَّا خلَّفْتُ وهو يشوِي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن كبِدِها وسَنامِها فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خلِّني فأنتخِبَ مِن أصحابِكَ مئةَ رجُلٍ وآخُذَ على الكفَّارِ فلا أبقيَ منهم مُخبِرًا إلَّا قتَلْتُه فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أكُنْتَ فاعلًا ذلكَ يا سلَمةُ ؟ ) قُلْتُ : نَعم والَّذي أكرَم وجهَك فضحِك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى رأَيْتُ نواجِذَه في ضوءِ النَّارِ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّهم يُقرَوْنَ الآنَ إلى أرضِ غَطَفانَ ) فجاء رجُلٌ مِن غَطَفانَ فقال : نزَلوا على فُلانٍ الغَطَفانيِّ فنحَر لهم جَزورًا فلمَّا أخَذوا يكشِطونَ جِلدَها رأَوْا غُبْرةً فترَكوها وخرَجوا هِرابًا فلمَّا أصبَحْنا قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( خيرُ فرسانِنا اليومَ أبو قَتادةَ وخيرُ رجَّالتِنا سلَمةُ ) فأعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سهمَ الرَّاجلِ والفارسِ جميعًا ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أردَفني وراءَه على العَضْباءِ راجعينَ إلى المدينةِ فلمَّا كان بَيْنَنا وبَيْنَهم قريبٌ مِن ضَحوةٍ وفي القومِ رجُلٌ مِن الأنصارِ كان لا يُسبَقُ فجعَل يُنادي : هل مِن مُسابِقٍ ألا رجُلٌ يُسابِقُ إلى المدينةِ ؟ فعَل ذلك مِرارًا وأنا وراءَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأبي أنتَ وأُمِّي خلِّني فلْأسابِقِ الرَّجُلَ قال : ( إنْ شِئْتَ ) قُلْتُ : اذهَبْ إليك فطفَر عن راحلتِه وثنَيْتُ رِجْلي فطفَرْتُ عنِ النَّاقةِ ثمَّ إنِّي ربَطْتُ عليه شَرَفًا أو شرَفَيْنِ يعني استبقَيْتُ نفيسي ثمَّ عدَوْتُ حتَّى ألحَقَه فأصُكَّ بَيْنَ كتِفَيْه بيدي وقُلْتُ : سُبِقْتَ واللهِ حتَّى قدِمْنا المدينةَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7173 التخريج : أخرجه ابن حبان (7173) بلفظه، ومسلم (1807)، وأحمد (16539)، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (5/ 211) جميعا بنحوه .
التصنيف الموضوعي: جهاد - فضل الرمي والأمر به غنائم - الغنائم وتقسيمها مغازي - صلح الحديبية جهاد - سهم الفارس جهاد - شدة العدو والمشي
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - عَن سَلَمةَ: قدِمنا المَدينةَ زَمَنَ الحُدَيبيةِ مَعَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخَرَجنا أنا ورَباحٌ غُلامُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بظَهرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وخَرَجتُ بفَرَسٍ لطَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ، كُنتُ أُريدُ أن أُبديَه مَعَ الإبِلِ، فلَمَّا كان بغَلَسٍ أغارَ عَبدُ الرَّحمَنِ بنُ عُيَينةَ على إبِلِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقَتَلَ راعيَها وخَرَجَ يَطرُدُها هو وأُناسٌ مَعَه في خَيلٍ، فقُلتُ: يا رَباحُ، اقعُد على هذا الفَرَسِ فألحِقْه بطَلحةَ وأخبِرْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قد أُغيرَ على سَرحِه، قال: وقُمتُ على تَلٍّ فجَعَلتُ وجهي مِن قِبَلِ المَدينةِ، ثُمَّ نادَيتُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ: يا صَباحاه، ثُمَّ اتَّبَعتُ القَومَ مَعي سَيفي ونَبلي، فجَعَلتُ أرميهم وأعقِرُ بهم، وذلك حينَ يَكثُرُ الشَّجَرُ، فإذا رَجَعَ إليَّ فارِسٌ جَلَستُ له في أصلِ شَجَرةٍ ثُمَّ رَمَيتُ، فلا يُقبِلُ عليَّ فارِسٌ إلَّا عَقَرتُ به، فجَعَلتُ أرميهم وأنا أقولُ: [البَحرُ الرَّجَزُ] أنا ابنُ الأكوعِ... واليَومُ يَومُ الرُّضَّعِ فألحَقُ برَجُلٍ منهم فأرميه وهو على راحِلَتِه، فيَقَعُ سَهمي في الرَّجُلِ حَتَّى انتَظَمَت كَتِفُه، فقُلتُ: خُذها وأنا ابنُ الأكوعِ  واليَومُ يَومُ الرُّضَّعِ  فإذا كُنتُ في الشَّجَرِ أحرَقتُهم بالنَّبلِ، فإذا تَضايَقَتِ الثَّنايا عَلَوتُ الجَبَلَ فرَدَّيتُهم بالحِجارةِ، فما زالَ ذاكَ شَأني وشَأنَهم، أتبَعُهم فأرتَجِزُ، حَتَّى ما خَلَقَ اللهُ شَيئًا مِن ظَهرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا خَلَّفتُه وراءَ ظَهري، فاستَنقَذتُه مِن أيديهم، ثُمَّ لم أزَل أرميهم حَتَّى ألقَوا أكثَرَ مِن ثَلاثينَ رُمحًا، وأكثَرَ مِن ثَلاثينَ بُردةً يَستَخِفُّونَ مِنها، ولا يُلقونَ مِن ذلك شَيئًا إلَّا جَعَلتُ عليه حِجارةً، وجَمَعتُ على طَريقِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حَتَّى إذا امتَدَّ الضُّحى أتاهم عُيَينةُ بنُ بَدرٍ الفَزاريُّ مَدَدًا لَهم وهم في ثَنيَّةٍ ضَيِّقةٍ، ثُمَّ عَلَوتُ الجَبَلَ فأنا فوقَهم، فقال عُيَينةُ: ما هذا الذي أرى؟ قالوا: لَقينا مِن هذا البَرْحَ، ما فارَقَنا بسَحَرٍ حَتَّى الآنَ، وأخَذَ كُلَّ شَيءٍ في أيدينا وجَعَلَه وراءَ ظَهرِه! قال عُيَينةُ: لَولا أنَّ هذا يَرى أنَّ وراءَه طَلَبًا لَقد تَرَكَكُم، ليَقُم إليه نَفَرٌ مِنكُم، فقامَ إليه نَفَرٌ منهم أربَعةٌ، فصَعِدوا في الجَبَلِ، فلَمَّا أسمَعتُهمُ الصَّوتَ قُلتُ: أتَعرِفوني؟ قالوا: ومَن أنتَ؟ قُلتُ: أنا ابنُ الأكوعِ، والذي كَرَّمَ وجهَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يَطلُبُني مِنكُم رَجُلٌ فيُدرِكَني، ولا أطلُبُه فيَفوتَني، قال رَجُلٌ منهم: إن أظُنُّ، قال: فما بَرِحتُ مَقعَدي ذلك حَتَّى نَظَرتُ إلى فوارِسِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَتَخَلَّلونَ الشَّجَرَ، وإذا أوَّلُهمُ الأخرَمُ الأسَديُّ، وعَلى أثَرِه أبو قَتادةَ فارِسُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وعَلى أثَرِ أبي قَتادةَ المِقدادُ الكِنديُّ، فولَّى المُشرِكونَ مُدبِرينَ، وأنزِلُ مِنَ الجَبَلِ، فأعرِضُ للأخرَمِ فآخُذُ عِنانَ فرَسِه، فقُلتُ: يا أخرَمُ، ائذَنِ القَومَ -يَعني احذَرْهم- فإنِّي لا آمَنُ أن يَقطَعوكَ، فاتَّئِدْ حَتَّى يَلحَقَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه، قال: يا سَلَمةُ، إن كُنتَ تُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ وتَعلَمُ أنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ والنَّارَ حَقٌّ فلا تَحُلْ بَيني وبَينَ الشَّهادةِ، قال: فخَلَّيتُ عِنانَ فرَسِه فيَلحَقُ بعَبدِ الرَّحمَنِ بنِ عُيَينةَ، ويَعطِفُ عليه عَبدُ الرَّحمَنِ فاختَلَفا طَعنَتَينِ، فعَقَرَ الأخرَمُ بعَبدِ الرَّحمَنِ وطَعَنَه عَبدُ الرَّحمَنِ فقَتَلَه، فتَحَوَّلَ عَبدُ الرَّحمَنِ على فرَسِ الأخرَمِ فيَلحَقُ أبو قَتادةَ بعَبدِ الرَّحمَنِ، فاختَلَفا طَعنَتَينِ، فعُقِرَ بأبي قَتادةَ، وقَتَلَه أبو قَتادةَ، وتَحَوَّلَ أبو قَتادةَ على فرَسِ الأخرَمِ، ثُمَّ إنِّي خَرَجتُ أعدو في أثَرِ القَومِ، حَتَّى ما أرى مِن غُبارِ صَحابةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَيئًا، ويَعرِضونَ قَبلَ غَيبوبةِ الشَّمسِ إلى شِعبٍ فيه ماءٌ، يُقالُ لَه: ذو قَرَدٍ، فأرادوا أن يَشرَبوا منه، فأبصَروني أعدو وراءَهم، فعَطَفوا عنه واشتَدُّوا في الثَّنيَّةِ -ثَنيَّةِ ذي نَثرٍ-، وغَرَبَتِ الشَّمسُ فألحَقُ رَجُلًا فأرميه، فقُلتُ: خُذها وأنا ابنُ الأكوعِ واليَومُ يَومُ الرُّضَّعِ، قال: فقال: يا ثُكلَ أُمِّ! أكوعُ بُكرةَ؟! قُلتُ: نَعَم، أيْ عَدوَّ نَفسِه، وكانَ الذي رَمَيتُه بُكرةَ، فأتبَعتُه سَهمًا آخَرَ فعَلِقَ به سَهمانِ، ويُخلِفونَ فرَسَينِ، فجِئتُ بهما أسوقُهما إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو على الماءِ الذي حَلَّيتُهم عنه ذو قَرَدٍ، فإذا بنَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في خَمسِمِائةٍ، وإذا بلالٌ قد نَحَرَ جَزورًا مِمَّا خَلَّفتُ، فهو يَشوي لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن كَبِدِها وسَنامِها، فأتَيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، خَلِّني فأنتَخِبُ مِن أصحابِكَ مِائةً، فآخُذ على الكُفَّارِ بالعَشوةِ فلا يَبقى منهم مُخبِرٌ إلَّا قَتَلتُه، قال: أكُنتَ فاعِلًا ذلك يا سَلَمةُ؟ قال: نَعَم، والذي أكرَمَكَ، فضَحِكَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَتَّى رَأيتُ نَواجِذَه في ضَوءِ النَّارِ، ثُمَّ قال: إنَّهم يُقرَونَ الآنَ بأرضِ غَطَفانَ، فجاءَ رَجُلٌ مِن غَطَفانَ فقال: مَرُّوا على فُلانٍ الغَطَفانيِّ فنَحَرَ لَهم جَزورًا، قال: فلَمَّا أخَذوا يَكشِطونَ جِلدَها رَأوا غَبَرةً فتَرَكوها وخَرَجوا هِرابًا فلَمَّا أصبَحنا قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: خَيرُ فُرسانِنا اليَومَ أبو قَتادةَ، وخَيرُ رَجَّالَتِنا سَلَمةُ، فأعطاني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَهمَ الرَّاجِلِ والفارِسِ جَميعًا، ثُمَّ أردَفَني وراءَه على العَضباءِ راجِعينَ إلى المَدينةِ، فلَمَّا كان بَينَنا وبَينَها قَريبًا مِن ضَحوةٍ، وفي القَومِ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ كان لا يُسبَقُ، جَعَلَ يُنادي: هَل مِن مُسابِقٍ؟ ألا رَجُلٌ يُسابِقُ إلى المَدينةِ؟ فأعادَ ذلك مِرارًا وأنا وراءَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُردِفي، قُلتُ لَه: أما تُكرِمُ كَريمًا، ولا تَهابُ شَريفًا؟! قال: لا، إلَّا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بأبي أنتَ وأُمِّي خَلِّني فلأُسابِقِ الرَّجُلَ، قال: إن شِئتَ، قُلتُ: اذهَبْ إليكَ، فطَفَرَ عَن راحِلَتِه، وثَنَيتُ رِجلي فطَفَرتُ عَنِ النَّاقةِ، ثُمَّ إنِّي رَبَطتُ عليها شَرَفًا أو شَرَفَينِ، يَعني استَبقَيتُ نَفسي، ثُمَّ إنِّي عَدَوتُ حَتَّى ألحَقَه فأصُكُّ بَينَ كَتِفَيه بيَدي، قُلتُ: سَبَقتُكَ واللهِ، أو كَلِمةً نَحوها، قال: فضَحِكَ وقال: إن أظُنُّ، حَتَّى قدِمنا المَدينةَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 16539 التخريج : -

11 - قَدِمْنَا الحُدَيْبِيَةَ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، وَعَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاةً لا تُرْوِيهَا، قالَ: فَقَعَدَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى جَبَا الرَّكِيَّةِ ، فَإِمَّا دَعَا وإمَّا بَصَقَ فِيهَا، قالَ: فَجَاشَتْ ، فَسَقَيْنَا وَاسْتَقَيْنَا، قالَ: ثُمَّ إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ دَعَانَا لِلْبَيْعَةِ في أَصْلِ الشَّجَرَةِ، قالَ: فَبَايَعْتُهُ أَوَّلَ النَّاسِ، ثُمَّ بَايَعَ، وَبَايَعَ، حتَّى إذَا كانَ في وَسَطٍ مِنَ النَّاسِ، قالَ: بَايِعْ يا سَلَمَةُ، قالَ: قُلتُ: قدْ بَايَعْتُكَ يا رَسولَ اللهِ في أَوَّلِ النَّاسِ، قالَ: وَأَيْضًا، قالَ: وَرَآنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَزِلًا، يَعْنِي ليسَ معهُ سِلَاحٌ، قالَ: فأعْطَانِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حَجَفَةً -أَوْ دَرَقَةً- ثُمَّ بَايَعَ، حتَّى إذَا كانَ في آخِرِ النَّاسِ، قالَ: أَلَا تُبَايِعُنِي يا سَلَمَةُ؟ قالَ: قُلتُ: قدْ بَايَعْتُكَ يا رَسولَ اللهِ، في أَوَّلِ النَّاسِ، وفي أَوْسَطِ النَّاسِ، قالَ: وَأَيْضًا، قالَ: فَبَايَعْتُهُ الثَّالِثَةَ، ثُمَّ قالَ لِي: يا سَلَمَةُ، أَيْنَ حَجَفَتُكَ -أَوْ دَرَقَتُكَ- الَّتي أَعْطَيْتُكَ؟ قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لَقِيَنِي عَمِّي عَامِرٌ عَزِلًا، فأعْطَيْتُهُ إيَّاهَا، قالَ: فَضَحِكَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَقالَ: إنَّكَ كَالَّذِي قالَ الأوَّلُ: اللَّهُمَّ أَبْغِنِي حَبِيبًا هو أَحَبُّ إلَيَّ مِن نَفْسِي، ثُمَّ إنَّ المُشْرِكِينَ رَاسَلُونَا الصُّلْحَ حتَّى مَشَى بَعْضُنَا في بَعْضٍ، وَاصْطَلَحْنَا. قالَ: وَكُنْتُ تَبِيعًا لِطَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ أَسْقِي فَرَسَهُ، وَأَحُسُّهُ ، وَأَخْدِمُهُ، وَآكُلُ مِن طَعَامِهِ، وَتَرَكْتُ أَهْلِي وَمَالِي مُهَاجِرًا إلى اللهِ وَرَسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: فَلَمَّا اصْطَلَحْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ مَكَّةَ، وَاخْتَلَطَ بَعْضُنَا ببَعْضٍ؛ أَتَيْتُ شَجَرَةً فَكَسَحْتُ شَوْكَهَا فَاضْطَجَعْتُ في أَصْلِهَا، قالَ: فأتَانِي أَرْبَعَةٌ مِنَ المُشْرِكِينَ مِن أَهْلِ مَكَّةَ، فَجَعَلُوا يَقَعُونَ في رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأبْغَضْتُهُمْ، فَتَحَوَّلْتُ إلى شَجَرَةٍ أُخْرَى، وَعَلَّقُوا سِلَاحَهُمْ وَاضْطَجَعُوا، فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ إذْ نَادَى مُنَادٍ مِن أَسْفَلِ الوَادِي: يا لَلْمُهَاجِرِينَ، قُتِلَ ابنُ زُنَيْمٍ، قالَ: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي، ثُمَّ شَدَدْتُ علَى أُولَئِكَ الأرْبَعَةِ وَهُمْ رُقُودٌ، فأخَذْتُ سِلَاحَهُمْ، فَجَعَلْتُهُ ضِغْثًا في يَدِي، قالَ: ثُمَّ قُلتُ: وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ، لا يَرْفَعُ أَحَدٌ مِنكُم رَأْسَهُ إلَّا ضَرَبْتُ الَّذي فيه عَيْنَاهُ، قالَ: ثُمَّ جِئْتُ بهِمْ أَسُوقُهُمْ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: وَجَاءَ عَمِّي عَامِرٌ برَجُلٍ مِنَ العَبَلَاتِ ، يُقَالُ له: مِكْرَزٌ يَقُودُهُ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى فَرَسٍ، مُجَفَّفٍ في سَبْعِينَ مِنَ المُشْرِكِينَ، فَنَظَرَ إليهِم رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: دَعُوهُمْ، يَكُنْ لهمْ بَدْءُ الفُجُورِ ، وَثِنَاهُ، فَعَفَا عنْهمْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24] الآيَةَ كُلَّهَا. قالَ: ثُمَّ خَرَجْنَا رَاجِعِينَ إلى المَدِينَةِ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا بيْنَنَا وبيْنَ بَنِي لَحْيَانَ جَبَلٌ، وَهُمُ المُشْرِكُونَ، فَاسْتَغْفَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِمَن رَقِيَ هذا الجَبَلَ اللَّيْلَةَ، كَأنَّهُ طَلِيعَةٌ للنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ، قالَ سَلَمَةُ: فَرَقِيتُ تِلكَ اللَّيْلَةَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَدِمْنَا المَدِينَةَ، فَبَعَثَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بظَهْرِهِ مع رَبَاحٍ، غُلَامِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَنَا معهُ، وَخَرَجْتُ معهُ بفَرَسِ طَلْحَةَ، أُنَدِّيهِ مع الظَّهْرِ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إذَا عبدُ الرَّحْمَنِ الفَزَارِيُّ قدْ أَغَارَ علَى ظَهْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَاسْتَاقَهُ أَجْمَعَ، وَقَتَلَ رَاعِيَهُ، قالَ: فَقُلتُ: يا رَبَاحُ، خُذْ هذا الفَرَسَ فأبْلِغْهُ طَلْحَةَ بنَ عُبَيْدِ اللهِ، وَأَخْبِرْ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أنَّ المُشْرِكِينَ قدْ أَغَارُوا علَى سَرْحِهِ، قالَ: ثُمَّ قُمْتُ علَى أَكَمَةٍ ، فَاسْتَقْبَلْتُ المَدِينَةَ، فَنَادَيْتُ ثَلَاثًا: يا صَبَاحَاهْ، ثُمَّ خَرَجْتُ في آثَارِ القَوْمِ أَرْمِيهِمْ بالنَّبْلِ وَأَرْتَجِزُ، أَقُولُ: أَنَا ابنُ الأكْوَعِ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ فَأَلْحَقُ رَجُلًا منهمْ فأصُكُّ سَهْمًا في رَحْلِهِ ، حتَّى خَلَصَ نَصْلُ السَّهْمِ إلى كَتِفِهِ، قالَ: قُلتُ: خُذْهَا. وَأَنَا ابنُ الأكْوَعِ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ قالَ: فَوَاللَّهِ، ما زِلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَعْقِرُ بهِمْ، فَإِذَا رَجَعَ إلَيَّ فَارِسٌ أَتَيْتُ شَجَرَةً، فَجَلَسْتُ في أَصْلِهَا، ثُمَّ رَمَيْتُهُ فَعَقَرْتُ به، حتَّى إذَا تَضَايَقَ الجَبَلُ فَدَخَلُوا في تَضَايُقِهِ، عَلَوْتُ الجَبَلَ فَجَعَلْتُ أُرَدِّيهِمْ بالحِجَارَةِ، قالَ: فَما زِلْتُ كَذلكَ أَتْبَعُهُمْ حتَّى ما خَلَقَ اللَّهُ مِن بَعِيرٍ مِن ظَهْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلَّا خَلَّفْتُهُ وَرَاءَ ظَهْرِي، وَخَلَّوْا بَيْنِي وبيْنَهُ، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُمْ أَرْمِيهِمْ حتَّى أَلْقَوْا أَكْثَرَ مِن ثَلَاثِينَ بُرْدَةً ، وَثَلَاثِينَ رُمْحًا؛ يَسْتَخِفُّونَ، وَلَا يَطْرَحُونَ شيئًا إلَّا جَعَلْتُ عليه آرَامًا مِنَ الحِجَارَةِ يَعْرِفُهَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، حتَّى أَتَوْا مُتَضَايِقًا مِن ثَنِيَّةٍ، فَإِذَا هُمْ قدْ أَتَاهُمْ فُلَانُ بنُ بَدْرٍ الفَزَارِيُّ، فَجَلَسُوا يَتَضَحَّوْنَ، يَعْنِي يَتَغَدَّوْنَ، وَجَلَسْتُ علَى رَأْسِ قَرْنٍ ، قالَ الفَزَارِيُّ: ما هذا الَّذي أَرَى؟ قالوا: لَقِينَا مِن هذا البَرْحَ ، وَاللَّهِ ما فَارَقَنَا مُنْذُ غَلَسٍ يَرْمِينَا حتَّى انْتَزَعَ كُلَّ شَيءٍ في أَيْدِينَا، قالَ: فَلْيَقُمْ إلَيْهِ نَفَرٌ مِنكُم أَرْبَعَةٌ، قالَ: فَصَعِدَ إلَيَّ منهمْ أَرْبَعَةٌ في الجَبَلِ، قالَ: فَلَمَّا أَمْكَنُونِي مِنَ الكَلَامِ، قالَ: قُلتُ: هلْ تَعْرِفُونِي؟ قالوا: لَا، وَمَن أَنْتَ؟ قالَ: قُلتُ: أَنَا سَلَمَةُ بنُ الأكْوَعِ، وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لا أَطْلُبُ رَجُلًا مِنكُم إلَّا أَدْرَكْتُهُ، وَلَا يَطْلُبُنِي رَجُلٌ مِنكُم فيُدْرِكَنِي، قالَ أَحَدُهُمْ: أَنَا أَظُنُّ. قالَ: فَرَجَعُوا، فَما بَرِحْتُ مَكَانِي حتَّى رَأَيْتُ فَوَارِسَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ، قالَ: فَإِذَا أَوَّلُهُمُ الأخْرَمُ الأسَدِيُّ، علَى إثْرِهِ أَبُو قَتَادَةَ الأنْصَارِيُّ، وعلَى إثْرِهِ المِقْدَادُ بنُ الأسْوَدِ الكِنْدِيُّ، قالَ: فأخَذْتُ بعِنَانِ الأخْرَمِ، قالَ: فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ، قُلتُ: يا أَخْرَمُ، احْذَرْهُمْ؛ لا يَقْتَطِعُوكَ حتَّى يَلْحَقَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ، قالَ: يا سَلَمَةُ، إنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، وَتَعْلَمُ أنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ، فلا تَحُلْ بَيْنِي وبيْنَ الشَّهَادَةِ، قالَ: فَخَلَّيْتُهُ، فَالْتَقَى هو وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قالَ: فَعَقَرَ بعَبْدِ الرَّحْمَنِ فَرَسَهُ، وَطَعَنَهُ عبدُ الرَّحْمَنِ فَقَتَلَهُ، وَتَحَوَّلَ علَى فَرَسِهِ، وَلَحِقَ أَبُو قَتَادَةَ فَارِسُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بعَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ، فَوَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لَتَبِعْتُهُمْ أَعْدُو علَى رِجْلَيَّ حتَّى ما أَرَى وَرَائِي مِن أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَلَا غُبَارِهِمْ شيئًا، حتَّى يَعْدِلُوا قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ إلى شِعْبٍ فيه مَاءٌ يُقَالُ له: ذُو قَرَدٍ لِيَشْرَبُوا منه، وَهُمْ عِطَاشٌ، قالَ: فَنَظَرُوا إلَيَّ أَعْدُو وَرَاءَهُمْ، فَخَلَّيْتُهُمْ عنْه -يَعْنِي أَجْلَيْتُهُمْ عنْه- فَما ذَاقُوا منه قَطْرَةً. قالَ: وَيَخْرُجُونَ فَيَشْتَدُّونَ في ثَنِيَّةٍ، قالَ: فأعْدُو فألْحَقُ رَجُلًا منهمْ، فأصُكُّهُ بسَهْمٍ في نُغْضِ كَتِفِهِ، قالَ: قُلتُ: خُذْهَا وَأَنَا ابنُ الأكْوَعِ... وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ قالَ: يا ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ! أَكْوَعُهُ بُكْرَةَ؟! قالَ: قُلتُ: نَعَمْ يا عَدُوَّ نَفْسِهِ، أَكْوَعُكَ بُكْرَةَ، قالَ: وَأَرْدَوْا فَرَسَيْنِ علَى ثَنِيَّةٍ، قالَ: فَجِئْتُ بهِما أَسُوقُهُما إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: وَلَحِقَنِي عَامِرٌ بسَطِيحَةٍ فِيهَا مَذْقَةٌ مِن لَبَنٍ ، وَسَطِيحَةٍ فِيهَا مَاءٌ، فَتَوَضَّأْتُ وَشَرِبْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو علَى المَاءِ الذي حَلَّأْتُهُمْ عنْه ، فَإِذَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قدْ أَخَذَ تِلكَ الإبِلَ وَكُلَّ شَيءٍ اسْتَنْقَذْتُهُ مِنَ المُشْرِكِينَ، وَكُلَّ رُمْحٍ وَبُرْدَةٍ، وإذَا بلَالٌ نَحَرَ نَاقَةً مِنَ الإبِلِ الَّذي اسْتَنْقَذْتُ مِنَ القَوْمِ، وإذَا هو يَشْوِي لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مِن كَبِدِهَا وَسَنَامِهَا، قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، خَلِّنِي فأنْتَخِبُ مِنَ القَوْمِ مِائَةَ رَجُلٍ فأتَّبِعُ القَوْمَ، فلا يَبْقَى منهمْ مُخْبِرٌ إلَّا قَتَلْتُهُ، قالَ: فَضَحِكَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ في ضَوْءِ النَّارِ، فَقالَ: يا سَلَمَةُ، أَتُرَاكَ كُنْتَ فَاعِلًا؟ قُلتُ: نَعَمْ، وَالَّذِي أَكْرَمَكَ، فَقالَ: إنَّهُمُ الآنَ لَيُقْرَوْنَ في أَرْضِ غَطَفَانَ، قالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِن غَطَفَانَ، فَقالَ: نَحَرَ لهمْ فُلَانٌ جَزُورًا، فَلَمَّا كَشَفُوا جِلْدَهَا رَأَوْا غُبَارًا، فَقالوا: أَتَاكُمُ القَوْمُ، فَخَرَجُوا هَارِبِينَ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: كانَ خَيْرَ فُرْسَانِنَا اليومَ أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرَ رَجَّالَتِنَا سَلَمَةُ، قالَ: ثُمَّ أَعْطَانِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سَهْمَيْنِ: سَهْمَ الفَارِسِ، وَسَهْمَ الرَّاجِلِ، فَجَمعهُما لي جَمِيعًا، ثُمَّ أَرْدَفَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَرَاءَهُ علَى العَضْبَاءِ رَاجِعِينَ إلى المَدِينَةِ. قالَ: فَبيْنَما نَحْنُ نَسِيرُ، قالَ: وَكانَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ لا يُسْبَقُ شَدًّا، قالَ: فَجَعَلَ يقولُ: أَلَا مُسَابِقٌ إلى المَدِينَةِ؟ هلْ مِن مُسَابِقٍ؟ فَجَعَلَ يُعِيدُ ذلكَ، قالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُ كَلَامَهُ، قُلتُ: أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا، وَلَا تَهَابُ شَرِيفًا؟! قالَ: لَا، إلَّا أَنْ يَكونَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بأَبِي وَأُمِّي، ذَرْنِي فَلِأُسَابِقَ الرَّجُلَ، قالَ: إنْ شِئْتَ، قالَ: قُلتُ: اذْهَبْ إلَيْكَ، وَثَنَيْتُ رِجْلَيَّ، فَطَفَرْتُ فَعَدَوْتُ، قالَ: فَرَبَطْتُ عليه شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، أَسْتَبْقِي نَفَسِي، ثُمَّ عَدَوْتُ في إثْرِهِ، فَرَبَطْتُ عليه شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، ثُمَّ إنِّي رَفَعْتُ حتَّى أَلْحَقَهُ، قالَ: فأصُكُّهُ بيْنَ كَتِفَيْهِ، قالَ: قُلتُ: قدْ سُبِقْتَ وَاللَّهِ، قالَ: أَنَا أَظُنُّ، قالَ: فَسَبَقْتُهُ إلى المَدِينَةِ، قالَ: فَوَاللَّهِ، ما لَبِثْنَا إلَّا ثَلَاثَ لَيَالٍ حتَّى خَرَجْنَا إلى خَيْبَرَ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: فَجَعَلَ عَمِّي عَامِرٌ يَرْتَجِزُ بالقَوْمِ: تَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ ما اهْتَدَيْنَا... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا وَنَحْنُ عن فَضْلِكَ ما اسْتَغْنَيْنَا... فَثَبِّتِ الأقْدَامَ إنْ لَاقَيْنَا وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن هذا؟ قالَ: أَنَا عَامِرٌ، قالَ: غَفَرَ لكَ رَبُّكَ، قالَ: وَما اسْتَغْفَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لإِنْسَانٍ يَخُصُّهُ إلَّا اسْتُشْهِدَ، قالَ: فَنَادَى عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ وَهو علَى جَمَلٍ له: يا نَبِيَّ اللهِ، لَوْلَا ما مَتَّعْتَنَا بعَامِرٍ، قالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا خَيْبَرَ، قالَ: خَرَجَ مَلِكُهُمْ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بسَيْفِهِ، ويقولُ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ... شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ قالَ: وَبَرَزَ له عَمِّي عَامِرٌ، فَقالَ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ... شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ قالَ: فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ في تُرْسِ عَامِرٍ، وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ له، فَرَجَعَ سَيْفُهُ علَى نَفْسِهِ، فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ ، فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ. قالَ سَلَمَةُ: فَخَرَجْتُ، فَإِذَا نَفَرٌ مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولونَ: بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ؛ قَتَلَ نَفْسَهُ، قالَ: فأتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ! قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن قالَ ذلكَ؟ قالَ: قُلتُ: نَاسٌ مِن أَصْحَابِكَ، قالَ: كَذَبَ مَن قالَ ذلكَ، بَلْ له أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي إلى عَلِيٍّ وَهو أَرْمَدُ، فَقالَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسولَهُ، أَوْ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسولُهُ، قالَ: فأتَيْتُ عَلِيًّا، فَجِئْتُ به أَقُودُهُ وَهو أَرْمَدُ، حتَّى أَتَيْتُ به رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَبَسَقَ في عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، وَخَرَجَ مَرْحَبٌ، فَقالَ: قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ... شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ فَقالَ عَلِيٌّ: أَنَا الذي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ ... كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ المَنْظَرَهْ أُوفيهِمُ بالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ قالَ: فَضَرَبَ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ، ثُمَّ كانَ الفَتْحُ علَى يَدَيْهِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1807 التخريج : أخرجه أحمد (16518)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (4/ 138) كلاهما بنحوه، وأخرجه البخاري (2960، 3702، 4196، 6148 ) مفرقًا بنحوه .
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الفتح فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي قرآن - أسباب النزول مغازي - غزوة خيبر مناقب وفضائل - سلمة بن الأكوع مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب بيعة - بيعة الرضوان (الشجرة)
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث