الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - رأيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مرَّ بسوقِ ذي المجازِ وأنا في بِياعةٍ لي، فمَرَّ وعليه حُلَّةٌ حَمْراءُ، فسمِعْتُه يَقولُ: «يا أيُّها النَّاسُ، قولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ تُفْلِحوا»، ورجُلٌ يَتبَعُه يَرْميه بالحِجارةِ قد أدْمى كَعبَيْه، وهو يقولُ: يا أيُّها النَّاسُ، لا تُطيعوا هذا؛ فإنَّه كذَّابٌ، فقُلْتُ: مَن هذا؟ فقيلَ: هذا غُلامٌ من بَني عبدِ المطَّلِبِ، فلمَّا أظهَرَ اللهُ الإسْلامَ خرَجْنا منَ الرَّبَذةِ ومَعَنا ظَعينةٌ لنا حتَّى نزَلْنا قَريبًا منَ المَدينةِ، فبَيْنا نحن قُعودٌ؛ إذْ أتانا رجُلٌ عليه ثَوْبانِ فسلَّمَ علينا، فقالَ: من أين القَومُ؟ فقُلْنا: منَ الرَّبَذةِ، ومَعَنا جَملٌ أحمَرُ، فقالَ: تَبيعونَني الجمَلَ؟ فقُلْنا: نعمْ، فقالَ: بكمْ؟ فقُلْنا: بكذا وكذا صاعًا من تَمرٍ، قالَ: أخَذْتُه، وما استَقْصى، فأخَذَ بخِطامِ الجمَلِ، فذهَبَ به حتَّى تَوارَى في حِيطانِ المَدينةِ، فقالَ بَعضُنا لبَعضٍ: تَعرِفونَ الرَّجلَ؟ فلم يكُنْ منَّا أحَدٌ يَعرِفُه، فلامَ القومُ بَعضُهم بَعضًا، فقالوا: تُعْطونَ جمَلَكم مَن لا تَعرِفونَ؟ فقالَتِ الظَّعينةُ: فلا تَلاوَموا؛ فلقد رَأيْنا وجْهَ رجُلٍ لا يَغدِرُ بكم ما رأيْتُ شَيئًا أشبَهَ بالقَمرِ ليلةَ البَدرِ من وَجهِه، فلمَّا كانَ العَشيُّ أَتانَا رجُلٌ فقالَ: السَّلامُ عليكم ورَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه، أأنتمُ الَّذينَ جئْتُم منَ الرَّبَذةِ؟ قُلْنا: نعمْ، قالَ: أنا رَسولُ رَسولِ اللهِ إليكم وهو «يأمُرُكم أنْ تَأْكُلوا من هذا التَّمرِ حتَّى تَشبَعوا، وتَكْتالوا حتَّى تَسْتَوفوا»، فأكَلْنا منَ التَّمرِ حتَّى شَبِعْنا، واكْتَلْنا حتَّى استَوْفَيْنا، ثمَّ قدِمْنا المَدينةَ منَ الغَدِ ، فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قائمٌ يخطُبُ النَّاسَ على المِنبَرِ، فسمِعْتُه يَقولُ: "يدُ المُعْطي العُلْيا وابْدَأْ بمَن تَعولُ: أمَّكَ، وأباكَ، وأُختَكَ، وأخاكَ، وأدْناكَ أدْناكَ"، وثَمَّ رجُلٌ منَ الأنْصارِ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هؤلاء بَنو ثَعْلبةَ بنِ يَرْبوعَ الَّذين قَتَلوا فُلانًا في الجاهِليَّةِ، فخُذْ لنا بثأْرِنا، فرفَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَيْه حتَّى رأيْتُ بَياضَ إبْطَيْه، فقالَ: «لا تَجْني أمٌّ على ولَدٍ، لا تَجْني أمٌّ على ولَدٍ».

2 - ما يَمنَعُكَ أنْ تَسُبَّ ابنَ أبي طالِبٍ؟ قالَ: فقالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ ثَلاثًا قالَهنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لأنْ تَكونَ لي واحِدةٌ منهنَّ أحَبُّ إليَّ من حُمرِ النَّعَمِ ، قالَ له مُعاويةُ: ما هنَّ يا أبا إسْحاقَ؟ قالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ حينَ نزَلَ عليه الوَحيُ فأخَذَ عليًّا وابْنَيْه وفاطِمةَ فأدْخَلَهم تحتَ ثَوْبِه، ثمَّ قالَ: «ربِّ، هؤلاء أهْلُ بَيْتي»، ولا أسُبُّه حينَ خلَّفَه في غَزْوةِ تَبوكَ غَزاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له عليٌّ: خلَّفْتَني معَ الصِّبْيانِ والنِّساءِ، قالَ: «ألَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ من موسَى، إلَّا أنَّه لا نُبوَّةَ بَعْدي»، ولا أسُبُّه ما ذكَرْتُ يومَ خَيْبرَ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأُعْطيَنَّ هذه الرَّايةَ رَجلًا يحِبُّ اللهَ ورَسولُه، ويَفتَحُ اللهُ على يدَيْه»، فتَطاوَلْنا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «أين عَليٌّ؟» قالوا: هو أرمَدُ، فقالَ: «ادْعُوهُ»، فدعَوْهُ فبصَقَ في وَجهِه، ثمَّ أعْطاهُ الرَّايةَ، ففتَحَ اللهُ عليه، قالَ: فلا واللهِ ما ذكَرَه مُعاويةُ بحَرفٍ حتَّى خرَجَ منَ المَدينةِ.
 

1 - قَدِمْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أُناسٍ مِن بَني سَعْدِ بنِ بَكرٍ، وكنتُ أصغَرَ القوْمِ، فخَلَّفوني في رِحالِهِم، ثُمَّ أَتَوْا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقَضَى مِن حوائِجِهم، ثُمَّ قالَ: هلْ بقِيَ منكُمْ مِن أحَدٍ؟ قالوا: نعَمْ، غُلامٌ مَعَنا خَلَّفْناهُ في رِحالِنا، فأمَرَهم أنْ يَبْعَثوا إلَيَّ، فأتَوْني، فقالُوا: أجِبْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتيتُهُ، فلمَّا رآني قالَ: ما أغناكَ اللهُ فلا تَسأَلِ النَّاسَ شيئًا؛ فإنَّ اليدَ العُلْيا هي المُنْطِيَةُ، وإنَّ اليَدَ السُّفْلى هي المُنطاةُ، وإنَّ مالَ اللهِ تَعالَى لَمسؤولٌ ومُنْطَى، قالَ: فكلَّمَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِلُغَتِنا.

2 - الأيدي ثَلاثةٌ: يَدُ اللهِ العُلْيا، ويَدُ المُعطي الَّتي تَليها، ويَدُ السَّائلِ السُّفلى إلى يَومِ القِيامةِ؛ فاستَعِفَّ عنِ السُّؤالِ ما استَطَعتَ .
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبدالله [بن مسعود] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1504
التصنيف الموضوعي: سؤال - النهي عن المسألة سؤال - فضل التعفف والتصبر صدقة - اليد العليا خير من اليد السفلى صدقة - فضل الصدقة والحث عليها نفقة - الإنفاق في أوجه الخير وفضله

3 - فذَكَره بنَحوِه، [يعني حَديثَ: الأيدي ثَلاثةٌ: يَدُ اللهِ العُلْيا، ويَدُ المُعطي الَّتي تَليها، ويَدُ السَّائلِ السُّفلى إلى يَومِ القِيامةِ؛ فاستَعِفَّ عنِ السُّؤالِ ما استَطَعتَ]. وقالَ فيه: فاستَعِفُّوا عنِ السُّؤالِ ما استَطَعتُم.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1505
التصنيف الموضوعي: سؤال - النهي عن المسألة سؤال - فضل التعفف والتصبر سؤال - من تحل له المسألة صدقة - اليد العليا خير من اليد السفلى صدقة - تحريم السؤال لغير حاجة

4 - رأيْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مرَّ بسوقِ ذي المجازِ وأنا في بِياعةٍ لي، فمَرَّ وعليه حُلَّةٌ حَمْراءُ، فسمِعْتُه يَقولُ: «يا أيُّها النَّاسُ، قولوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ تُفْلِحوا»، ورجُلٌ يَتبَعُه يَرْميه بالحِجارةِ قد أدْمى كَعبَيْه، وهو يقولُ: يا أيُّها النَّاسُ، لا تُطيعوا هذا؛ فإنَّه كذَّابٌ، فقُلْتُ: مَن هذا؟ فقيلَ: هذا غُلامٌ من بَني عبدِ المطَّلِبِ، فلمَّا أظهَرَ اللهُ الإسْلامَ خرَجْنا منَ الرَّبَذةِ ومَعَنا ظَعينةٌ لنا حتَّى نزَلْنا قَريبًا منَ المَدينةِ، فبَيْنا نحن قُعودٌ؛ إذْ أتانا رجُلٌ عليه ثَوْبانِ فسلَّمَ علينا، فقالَ: من أين القَومُ؟ فقُلْنا: منَ الرَّبَذةِ، ومَعَنا جَملٌ أحمَرُ، فقالَ: تَبيعونَني الجمَلَ؟ فقُلْنا: نعمْ، فقالَ: بكمْ؟ فقُلْنا: بكذا وكذا صاعًا من تَمرٍ، قالَ: أخَذْتُه، وما استَقْصى، فأخَذَ بخِطامِ الجمَلِ، فذهَبَ به حتَّى تَوارَى في حِيطانِ المَدينةِ، فقالَ بَعضُنا لبَعضٍ: تَعرِفونَ الرَّجلَ؟ فلم يكُنْ منَّا أحَدٌ يَعرِفُه، فلامَ القومُ بَعضُهم بَعضًا، فقالوا: تُعْطونَ جمَلَكم مَن لا تَعرِفونَ؟ فقالَتِ الظَّعينةُ: فلا تَلاوَموا؛ فلقد رَأيْنا وجْهَ رجُلٍ لا يَغدِرُ بكم ما رأيْتُ شَيئًا أشبَهَ بالقَمرِ ليلةَ البَدرِ من وَجهِه، فلمَّا كانَ العَشيُّ أَتانَا رجُلٌ فقالَ: السَّلامُ عليكم ورَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه، أأنتمُ الَّذينَ جئْتُم منَ الرَّبَذةِ؟ قُلْنا: نعمْ، قالَ: أنا رَسولُ رَسولِ اللهِ إليكم وهو «يأمُرُكم أنْ تَأْكُلوا من هذا التَّمرِ حتَّى تَشبَعوا، وتَكْتالوا حتَّى تَسْتَوفوا»، فأكَلْنا منَ التَّمرِ حتَّى شَبِعْنا، واكْتَلْنا حتَّى استَوْفَيْنا، ثمَّ قدِمْنا المَدينةَ منَ الغَدِ ، فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قائمٌ يخطُبُ النَّاسَ على المِنبَرِ، فسمِعْتُه يَقولُ: "يدُ المُعْطي العُلْيا وابْدَأْ بمَن تَعولُ: أمَّكَ، وأباكَ، وأُختَكَ، وأخاكَ، وأدْناكَ أدْناكَ"، وثَمَّ رجُلٌ منَ الأنْصارِ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هؤلاء بَنو ثَعْلبةَ بنِ يَرْبوعَ الَّذين قَتَلوا فُلانًا في الجاهِليَّةِ، فخُذْ لنا بثأْرِنا، فرفَعَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَيْه حتَّى رأيْتُ بَياضَ إبْطَيْه، فقالَ: «لا تَجْني أمٌّ على ولَدٍ، لا تَجْني أمٌّ على ولَدٍ».

5 - عنِ الأصبَغِ بنِ نُباتةَ قالَ: شهِدْتُ عَليًّا رَضيَ اللهُ عنه يومَ صِفِّينَ وهو يَقولُ: مَن يُبايِعُني على المَوتِ؟ أو قالَ: على القَتلِ؟ فبايَعَه تِسعٌ وتِسْعونَ، قالَ: فقالَ: أينَ التَّمامُ؟ أين الَّذي وُعِدْتُ به؟ قالَ: فجاءَ رَجُلٌ عليه أطْمارُ صوفٍ، مَحْلوقُ الرَّأسِ، فبايَعَه على المَوتِ والقَتلِ، قالَ: فقيلَ: هذا أُوَيْسٌ القَرَنيُّ، فما زالَ يُحارِبُ بيْنَ يدَيْه حتَّى قُتِلَ رَضيَ اللهُ عنه.
خلاصة حكم المحدث : صحت الرواية بذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه [مرفوعاً]
الراوي : الأصبغ بن نباتة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5835
التصنيف الموضوعي: بيعة - مبايعة الإمام فتن - موقعة صفين مناقب وفضائل - أويس القرني مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين

6 - لمَّا بويِعَ عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه على مِنبَرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ خُزَيمةُ بنُ ثابِتٍ وهو واقِفٌ بيْنَ يدَيِ المِنبَرِ: إذا نحنُ بايَعْنا عَليًّا فحَسْبُنا... أبو حسَنٍ ممَّا نَخافُ منَ الفِتَنْ وجَدْناه أوْلى النَّاسِ بالنَّاسِ أنَّه... أطَبُّ قُرَيشًا بالكِتابِ وبالسُّنَنْ وإنَّ قُرَيشًا ما تَشُقُّ غُبارَه... إذا ما جَرَى يَومًا على الضَّمْرِ البَدَنْ وفيه الَّذي فيهم منَ الخَيرِ كلِّه... وما فيهم كلُّ الَّذي فيه من حسَنْ».

7 - عَنْ ثَوْرِ بْنِ مَجْزَأَةَ، قَالَ: مرَرْتُ بطَلْحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ يومَ الجمَلِ وهو صَريعٌ في آخِرِ رَمَقٍ، فوقَفْتُ عليه، فرفَعَ رَأسَه، فقالَ: إنِّي لأَرَى وَجهَ رَجُلٍ كأنَّه القَمَرُ، فممَّن أنتَ؟ فقُلْتُ: مِن أصْحابِ أميرِ المُؤمِنينَ عَليٍّ، فقالَ: ابسُطْ يدَكَ أُبايِعْكَ، فبسَطْتُ يَدي وبايَعَني، ففاضَتْ نفْسُه، فأتَيْتُ عَليًّا، فأخبَرْتُه بقَولِ طَلْحةَ، فقالَ: اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ ، صدَقَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أبَى اللهُ أنْ يَدخُلَ طَلْحةُ الجنَّةَ إلَّا وبَيْعَتي في عُنُقهِ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عَنْ ثَوْرِ بْنِ مَجْزَأَةَ | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5708
التصنيف الموضوعي: بيعة - مبايعة الإمام فتن - موقعة الجمل مناقب وفضائل - العشرة المبشرون بالجنة مناقب وفضائل - بعض من شهد النبي بأنهم من أهل الجنة

8 - [عن] ثابت البناني: أنَّ أنَسَ بنَ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه : كانَ شاكِيًا، فأتَاهُ محمَّدُ بنُ الحجَّاجِ يَعودُه في أصْحابٍ له، فجَرى الحَديثُ حتَّى ذَكَروا عَليًّا رَضيَ اللهُ عنه، فتَنقَّصَه محمَّدُ بنُ الحجَّاجِ، فقالَ أنَسٌ: مَن هذا؟ أقْعِدوني، فأقْعَدوه، فقالَ: يا ابنَ الحجَّاجِ، ألَا أراكَ تَنقُصُ عليَّ بنَ أبي طالِبٍ، والَّذي بعَثَ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحقِّ، لقدْ كنْتُ خادِمَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ يدَيْه، وكان كلَّ يومٍ يخدُمُ بيْنَ يدَيْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غُلامٌ من أبْناءِ الأنْصارِ، فكانَ ذلك اليومُ يَوْمي، فجاءَتْ أمُّ أيمَنَ مَوْلاةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بطَيرٍ، فوضَعَتْه بيْنَ يدَيْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يا أمَّ أيمَنَ، ما هذا الطَّائرُ؟» قالَتْ: هذا الطَّائرُ أصبْتُه فصنَعْتُه لكَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اللَّهمَّ جِئْني بأحَبِّ خَلقِكَ إليكَ وإليَّ يأكُلُ مَعي من هذا الطَّائرِ»، فضرَبَ البابَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يا أنَسُ، انظُرْ مَن على البابِ؟»، فقلْتُ: اللَّهمَّ اجعَلْه رَجلًا منَ الأنْصارِ، فذهَبْتُ، فإذا عَليٌّ بالبابِ، قلْتُ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على حاجةٍ، فجِئْتُ حتَّى قمْتُ مَقامي، فلم ألبَثْ أنْ ضرَبَ البابَ، فقالَ: «يا أنَسُ، انظُرْ مَن على البابِ؟» فقلْتُ: اللَّهمَّ اجعَلْه رَجلًا منَ الأنْصارِ، فذهَبْتُ، فإذا عَليٌّ بالبابِ، قلْتُ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على حاجةٍ، فجِئْتُ حتَّى قمْتُ مَقامي، فلم ألبَثْ أنْ ضرَبَ البابَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يا أنَسُ، اذهَبْ فأدْخِلْه، فلسْتُ بأوَّلِ رَجلٍ أحَبَّ قَومَه، ليس هو منَ الأنْصارِ»، فذهَبْتُ فأدخَلْتُه، فقالَ: «يا أنَسُ، قرِّبْ إليه الطَّيرَ»، قالَ: فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأكَلَا جَميعًا، قالَ محمَّدُ بنُ الحجَّاجِ: يا أنَسُ، كانَ هذا بمَحضَرٍ منكَ؟ قالَ: نعمْ، قالَ: «أُعْطي باللهِ عَهدًا ألَّا أنْتقِصَ عَليًّا بعدَ مَقامي هذا، ولا أسمَعُ أحَدًا يَنتَقِصُه إلَّا أُشنِبُ له وَجهَه».

9 - لَمَّا قُتِلَ حَمْزةُ أقبَلَتْ صَفيَّةُ تَطلُبُه لا تَدْري ما صنَعَ، فلَقِيَتْ عَليًّا والزُّبَيرَ، فقالَ عليٌّ للزُّبَيرِ: اذكُرْ لأمِّكَ، وقالَ الزُّبَيرُ لعَليٍّ: لا، اذكُرْ أنتَ لعمَّتِكَ، قالَتْ: ما فعَلَ حَمْزةُ؟ فأرَيَاها أنَّهما لا يَدْريانِ، فجاءَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: «إنِّي أخافُ على عَقلِها»، فوضَعَ يَدَه على صَدْرِها، ودَعا فاستَرجَعَتْ وبكَتْ، ثمَّ جاءَ فقامَ عليه وقد مُثِّلَ به، فقالَ: «لولا جزَعُ النِّساءِ لَتَركْتُه حتَّى يُحشَرَ من حَواصِلِ الطَّيرِ وبُطونِ السِّباعِ»، ثمَّ أمَرَ بالقَتْلى فجعَلَ يُصلِّي عليهم، فيَضَعُ تِسعةً وحَمْزةَ رَضيَ اللهُ عنهم، فيُكبِّرُ عليهم سَبعَ تَكْبيراتٍ، ثمَّ يُرفَعونَ ويُترَكُ حَمْزةُ، ثمَّ يُؤتَوْنَ بتِسْعةٍ، فيُكبِّرُ عليهم سَبعَ تَكْبيراتٍ، حتَّى فرَغَ منهم.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4964
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - البكاء على الميت فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته مناقب وفضائل - حمزة بن عبد المطلب جنائز وموت - الحزن لموت الأفاضل مغازي - قتل حمزة في غزوة أحد

10 - عنْ مُحمَّدِ بنِ الضَّحَّاكِ بنِ عُثْمانَ الحِزاميِّ، عنْ أبيهِ كانَ هو ومُحمَّدُ بنُ طَلْحةَ معَ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنهما، ونَهى عَليٌّ عنْ قَتلِه، وقالَ: مَن رَأى صاحِبَ البُرنُسَ الأسْوَدَ فلا يَقتُلْه -يَعني مُحمَّدًا-، فقالَ مُحمَّدٌ لعائشةَ رَضيَ اللهُ عنها يومَئذٍ: يا أمَّاهُ، ما تَأْمُريني؟ قالتْ: أرَى أنْ تَكونَ كخَيرِ ابْنَيْ آدَمَ أنْ تكُفَّ يدَكَ، فكفَّ يَدَه فقَتَلَه رَجُلٌ مِن بَني أسَدِ بنِ خُزَيْمةَ، يُقالُ له: طَلْحةُ بنُ مُدلِجٍ مِن بَني مُنقِذِ بنِ طَريفٍ، ويُقالُ: قتَلَه شدَّادُ بنُ مُعاويةَ العَبْسيُّ، ويُقالُ: بل قتَلَه عِصامُ بنُ مُقشَعِرٍّ البَصْريُّ وعليه كَثْرةُ الحَديثِ وهو الَّذي يَقولُ في قَتلِه: وأشْعَثَ قَوَّامٍ بآياتِ ربِّه... قَليلِ الأذى فيما يَرى النَّاسُ مُسلِمِ دلَفْتُ له بالرُّمحِ مِن تحتِ بِزَّةٍ... فخَرَّ صَريعًا لليَدَينِ وللفَمِ شكَكْتُ إليه بالسِّنانِ قَميصَه... فأرْدَيْتُه عنْ ظَهرِ طِرفٍ مُشوَّمِ أقمْتُ له في دُفعةِ الخَيلِ صُلبَه... بمِثلِ قُدامى النَّسرِ حَرَّانَ لَهْذَمِ يُذَكِّرُني حم لَمَّا طَعَنْتُه... فهَلَّا تَلا حم قبلَ التَّقدُّمِ على غَيرِ شيءٍ غيرَ أنْ ليسَ تابِعًا... عَليًّا ومَن لا يَتبَعِ الحقَّ يَظلِمِ قالَ: فقالَ عَليٌّ رَضيَ اللهُ عنه لَمَّا رَآهُ صَريعًا: صرَعَه هذا المَصرَعَ بِرُّ أبيهِ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : الضحاك بن عثمان الحزامي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5716
التصنيف الموضوعي: فتن - النهي عن السعي في الفتنة جهاد - النهي عن قتال المسلم فتن - الصبر عند الفتن فتن - ما يفعل في الفتن

11 - ما يَمنَعُكَ أنْ تَسُبَّ ابنَ أبي طالِبٍ؟ قالَ: فقالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ ثَلاثًا قالَهنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لأنْ تَكونَ لي واحِدةٌ منهنَّ أحَبُّ إليَّ من حُمرِ النَّعَمِ ، قالَ له مُعاويةُ: ما هنَّ يا أبا إسْحاقَ؟ قالَ: لا أسُبُّه ما ذكَرْتُ حينَ نزَلَ عليه الوَحيُ فأخَذَ عليًّا وابْنَيْه وفاطِمةَ فأدْخَلَهم تحتَ ثَوْبِه، ثمَّ قالَ: «ربِّ، هؤلاء أهْلُ بَيْتي»، ولا أسُبُّه حينَ خلَّفَه في غَزْوةِ تَبوكَ غَزاها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له عليٌّ: خلَّفْتَني معَ الصِّبْيانِ والنِّساءِ، قالَ: «ألَا تَرْضى أنْ تَكونَ منِّي بمَنزِلةِ هارونَ من موسَى، إلَّا أنَّه لا نُبوَّةَ بَعْدي»، ولا أسُبُّه ما ذكَرْتُ يومَ خَيْبرَ، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لأُعْطيَنَّ هذه الرَّايةَ رَجلًا يحِبُّ اللهَ ورَسولُه، ويَفتَحُ اللهُ على يدَيْه»، فتَطاوَلْنا لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «أين عَليٌّ؟» قالوا: هو أرمَدُ، فقالَ: «ادْعُوهُ»، فدعَوْهُ فبصَقَ في وَجهِه، ثمَّ أعْطاهُ الرَّايةَ، ففتَحَ اللهُ عليه، قالَ: فلا واللهِ ما ذكَرَه مُعاويةُ بحَرفٍ حتَّى خرَجَ منَ المَدينةِ.

12 - كانتْ أمُّ عَبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو رَيْطةُ بنتُ مُنَبِّهِ بنِ الحَجَّاجِ تُلطِفُ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَتاهَا ذاتَ يومٍ فقالَ: كيف أنتِ يا أمَّ عَبدِ اللهِ؟ قالتْ: بخَيرٍ، فكيف أنتَ بأبي وأمِّي يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: وكيف عَبدُ اللهِ؟ قالتْ: بخَيرٍ، وعَبدُ اللهِ رَجُلٌ قدْ ترَكَ الدُّنْيا، قالَ له أبوهُ يومَ صِفِّينَ: اخرُجْ فقاتِلْ، وكانَ مِن عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما قد سمِعْتُ. قالَ: أنشُدُكَ باللهِ، أتَعلَمُ أنَّ ما كانَ مِن عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليكَ أنَّه أخَذَ بيَدِكَ فوَضَعَها في يَدي فقالَ: أطِعْ أباكَ عَمْرَو بنَ العاصِ. قالَ: نعمْ. قالَ: فإنِّي آمِرُكَ أنْ تُقاتِلَ، قالَ: فخرَجَ يُقاتِلُ، فلمَّا وضَعَتِ الحَربُ، قالَ عَبدُ اللهِ: فلو شهِدَتْ جُمْلٌ مَقامي ومَشْهَدي... بصِفِّينَ يومًا شابَ منها الذَّوائبُ عَشيَّةَ جا أهْلُ العِراقِ كأنَّهم... سَحابُ رَبيعٍ زَعزَعَتْه الجَنائبُ إذا قلْتُ قد ولَّوْا سِراعًا بدَتْ لنا... كَتائبُ منهم، وارجَحَنَّتْ كَتائبُ فقالوا لنا: إنَّا نَرى أنْ تُبايِعوا... عَليًّا فقُلْنا: بل نَرى أنْ تُضارِبوا.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6388
التصنيف الموضوعي: فتن - موقعة صفين مناقب وفضائل - أم عبد الله بن عمرو بن العاص أدعية وأذكار - التفدية إيمان - حب الرسول بر وصلة - بر الوالدين وحقهما

13 - إنَّ الأرَضينَ بيْن كلِّ أرضٍ إلى الَّتي تَلِيها مَسيرةُ خَمْسِ مائةِ سَنةٍ؛ فالعُليا منها على ظَهرِ حُوتٍ قدِ الْتَقى طرَفاهُ في سَماءٍ، والحوتُ على ظَهرِه على صَخرةٍ، والصَّخرةُ بيَدِ مَلَكٍ، والثَّانيةُ مُسخَّرُ الرِّيحِ، فلمَّا أراد اللهُ أنْ يُهلِكَ عادًا أمَرَ خازنَ الرِّيحِ أنْ يُرسِلَ عليهم رِيحًا تُهلِكُ عادًا، قال: يا ربِّ، أُرسِلُ عليهم الرِّيحَ قدْرَ مِنخَرِ الثَّورِ؟ فقال له الجبَّارُ تَبارك وتعالَى: إذنْ تَكفيَ الأرضَ ومَن عليها، ولكنْ أرسِلْ عليهم بقَدْرِ خاتمٍ، وهي الَّتي قال اللهُ عزَّ وجلَّ في كِتابِه العزيزِ: {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} [الذاريات: 42]، والثَّالثةُ فيها حِجارةُ جَهنَّمَ، والرَّابعةُ فيها كِبريتُ جَهنَّمَ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أللنَّارِ كِبريتٌ؟ قال: نعمْ، والَّذي نَفْسي بيَدِه، إنَّ فيها لَأودِيةً مِن كِبريتٍ لوْ أرسل فيها الجبال الرَّواسي لَماعَتْ، والخامسةُ فيها حيَّاتُ جَهنَّمَ، إنَّ أفْواهَها كالأودِيةِ تَلسَعُ الكافرَ اللَّسعةَ، فلا يَبْقى منه لحمٌ على عظْمٍ، والسَّادسةُ فيها عَقاربُ جَهنَّمَ، إنَّ أدْنى عَقربةٍ منها كالبِغالِ المؤكفة تَضرِبُ الكافرَ ضَربةً تُنسِيه ضَربتُها حَرَّ جَهنَّمَ، والسَّابعةُ سَقرُ، وفيها إبليسُ مُصفَّدٌ بالحديدِ، يَدٌ أمامَه ويَدٌ خلْفَه، فإذا أرادَ اللهُ أنْ يُطلِقِه لِما يَشاءُ مِن عِبادِه أطْلَقَه.
خلاصة حكم المحدث : تفرد به أبو السمح، عن عيسى بن هلال وقد ذكرت فيما تقدم عدالته بنص الإمام يحيى بن معين رضي الله عنه والحديث صحيح،ولم يخرجاه
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8982
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الذاريات جهنم - صفة جهنم وعظمها خلق - خلق السموات والأرض وما فيهما إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام خلق - بدء الخلق وعجائبه

14 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ شدَّادِ بنِ الهادِ، قالَ: قَدِمتُ على عائشةَ، فبيْنَما نحن عندَها جُلوسٌ مَرجِعَها مِن العِراقِ لَياليَ قُوتِلَ عَليٌّ، إذ قالتْ: يا عبدَ اللهِ بنَ شَدَّادٍ، هل أنتَ صادِقي عمَّا أَسألُكَ عنه؟ حدِّثْني عنْ هؤلاء القومِ الَّذين قَتَلَهُم عَليٌّ، قلتُ: وما لي لا أَصدُقُكِ؟ قالتْ: فحَدِّثْني عنْ قِصَّتِهم، قلتُ: إنَّ عَليًّا لمَّا أنْ كاتَبَ مُعاويةَ وحَكَّم الحَكَمينِ خَرَجَ عليه ثمانيةُ آلافٍ مِن قُرَّاءِ النَّاسِ، فنَزَلوا أَرضًا مِن جانبِ الكوفةِ، يُقالُ لها: حَروراءُ، وإنَّهم أَنكَروا عليه، فقالوا: انسَلَخْتَ مِن قَميصٍ أَلْبَسَكَهُ اللهُ وأَسْماكَ به، ثُمَّ انطَلَقْتَ فحَكَّمْتَ في دينِ اللهِ ولا حُكمَ إلَّا للهِ، فلمَّا بَلَغَ عَليًّا ما عَتَبوا عليه وفارَقوهُ، أَمَرَ فأَذَّنَ مُؤذِّنٌ: لا يَدْخُلَنَّ على أميرِ المؤمنينَ إلَّا رَجلٌ قد حَمَلَ القرآنَ، فلمَّا أنِ امتلأَ مِن قُرَّاءِ النَّاسِ الدَّارُ دَعا بمُصحفٍ عظيمٍ فوَضَعَه عَليٌّ بيْنَ يدَيْه، فطَفِقَ يصُكُّه بيدِه، ويقولُ: أيُّها المُصحفُ، حدِّثِ النَّاسَ، فناداهُ النَّاسُ، فقالوا: يا أميرَ المؤمنينَ، ما تَسأَلُه عنه، إنَّما هو وَرَقٌ ومِدادٌ، ونحن نَتكَلَّمُ بما رَأَيْنا منه، فماذا تُريدُ؟ قالَ: أَصحابُكُم الَّذين خَرَجوا بيْني وبيْنَهم كتابُ اللهِ، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ في امرأةٍ ورَجلٍ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} [النساء: 35]، فأُمَّةُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَعظَمُ حُرْمةً مِن امرأةٍ ورَجلٍ، ونَقَموا عَلَيَّ أنْ كاتَبتُ مُعاويةَ، وكَتَبَ عَليُّ بنُ أبي طالبٍ، وقد جاءَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو ونحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحُدَيبِيةِ حين صالَحَ قومَهُ قريشًا، فكتَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: باسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . فقالَ سُهَيلٌ: لا تَكتُبْ باسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، فقالَ: فكيف أَكتُبُ؟ فقالَ: اكتُبْ باسمِكَ اللَّهُمَّ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اكتُبْ، ثُمَّ قالَ: اكتُبْ: مِن مُحمَّدٍ رسولِ اللهِ، قالَ: لوْ نَعلَمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ لمْ نُخالِفْكَ، فكَتَبَ: هذا ما صالَحَ عليه مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ قريشًا، يقولُ اللهُ في كتابِهِ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: 21]. فبَعَثَه إليهم عَليُّ بنُ أبي طالبٍ، فخَرَجْتُ معهم حتَّى إذا تَوَسَّطْنا عَسْكَرَهم، قامَ ابنُ الكَوَّاءِ، فخَطَبَ النَّاسَ، فقالَ: يا حَمَلَةَ القرآنِ، إنَّ هذا عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ، فمَنْ لمْ يَكنْ يَعرِفُه، فأنا أَعرِفُه مِن كتابِ اللهِ، هذا مَنْ نَزَلَ فيه وفي قومِهِ: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] فرُدُّوه إلى صاحِبِه، ولا تُواضِعوهُ كتابَ اللهِ، قالَ: فقامَ خُطَباؤهُم، فقالوا: لا واللهِ لنُواضِعنَّه كتابَ اللهِ، فإذا جاءَ بالحقِّ نَعرِفُه استَطَعْناه، ولئن جاءَ بالباطلِ لنُبكِّتَنَّه بباطلِه، ولنَرُدَّنَّه إلى صاحِبِه، فوَاضَعوهُ على كتابِ اللهِ ثلاثةَ أيَّامٍ، فرَجَعَ منهم أربعةُ آلافٍ كُلُّهم تائبٌ، منهم ابنُ الكَوَّاءِ، حتَّى أَدْخَلَهم على عَليٍّ، فبَعَثَ عَليٌّ إلى بقِيَّتِهم، فقالَ: قد كان مِن أَمْرِنا وأَمرِ النَّاسِ ما قد رَأَيْتم، فقِفوا حيثُ شِئتُم حتَّى تَجتمِعَ أُمَّةُ مَحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتَنزِلوا فيها حيث شئتُم بيْنَنا وبيْنَكم أنْ نَقيَكُم رِماحَنا ما لمْ تَقْطَعوا سبيلًا أوْ تَطْلُبوا دمًا، فإنَّكم إنْ فَعَلْتُم ذلك فقد نَبَذْنا إليكم الحربَ على سواءٍ ، إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الخائنينَ. فقالتْ له عائشةُ: يا ابنَ شدَّادٍ، فقد قَتَلَهُم؟ فقالَ: واللهِ ما بَعَثَ إليهم حتَّى قَطَعوا السَّبيلَ، وسَفَكوا الدِّماءَ بغيرِ حقِّ اللهِ، وقَتَلوا ابنَ خَبَّابٍ، واستَحَلُّوا أهلَ الذِّمَّةِ، فقالتْ: آللهِ؟ قلتُ: آللهِ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هو ، قالتْ: فما شيءٌ بَلَغَني عنْ أَهلِ العراقِ يَتحدَّثونَ به يقولونَ: ذو الثُّدَيِّ ذو الثُّدَيِّ؟ قلتُ: قد رَأيتُه ووَقَفتُ عليه مع عَليٍّ في القَتْلى، فدَعا النَّاسَ، فقالَ: هل تَعرِفونَ هذا؟ فكانَ أَكثرُ مَنْ جاءَ يقولُ: قد رَأيتُه في مسجدِ بني فلانٍ يُصلِّي، ورَأيتُه في مسجدِ بني فلانٍ يُصلِّي، فلمْ يَأتِ بثَبْتٍ يُعرَفُ إلَّا ذلك، قالتْ: فما قولُ عَليٍّ حين قامَ عليه كما يَزعُمُ أَهلُ العراقِ؟ قلتُ: سَمِعْتُه يقولُ: صَدَقَ اللهُ ورسولُهُ، قالتْ: وهل سَمِعْتَه أنتَ منه قالَ غيرَ ذلك؟ قلتُ: اللَّهُمَّ لا، قالتْ: أَجَلْ، صَدَقَ اللهُ ورسولُهُ، يَرحَمُ اللهُ عَليًّا، إنَّه مِن كلامِه؛ كان لا يَرى شيئًا يُعجِبُه إلَّا قالَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : علي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2693
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النساء مغازي - صلح الحديبية اعتصام بالسنة - الخوارج والمارقين حدود - قتل الخوارج وأهل البغي