الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - الولَدُ ثَمَرُ القُلوبِ، مَجْبنةٌ، مَبْخلةٌ، مَحزَنةٌ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/336 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي ، وهو ضعيف | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

2 - أنَّه دخَلَ على عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها، قال: نَشدْتُكِ باللهِ، أسمِعْتِ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ما أعْطيتَموهنَّ مِن شَيءٍ فهو لكم صَدقةٌ؟ قالت: اللَّهُمَّ نعمْ، اللَّهُمَّ نعمْ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/44 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] محمد بن أبي حميد, وهو ضعيف | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده لا يصح

3 - عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه كان إذا دخَل المسجِدَ ، قال : اللهم اغفِرْ لي ذُنوبي ، وافتحْ لي أبْوابَ رحمتِكَ ، وإذا خرَج قال : اللهم اغفِرْ لي ذُنوبي ، وافتحْ لي أبوابَ فضلِكَ
الراوي : فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/38 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

4 - اللَّهُمَّ بارِكْ لِأُمَّتي في بُكورِها.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/266 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ، وهو ضعيف | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

5 - اللهم بارِكْ لأُمَّتي في بُكورِها
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/266 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

6 - أنَّ رجلًا مِن أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُقالُ له : أبو نحيلةَ رُمِيَ ، فقال له : ادعُ اللهَ ، فقال : اللهم أنقِصِ الوجَعَ ، ولا تُنقِصْ منَ الأجرِ فقالوا له : ادعُ اللهَ ، فقال : اللهم اجعَلْني منَ المُقَرَّبينَ واجعَلْ أُمِّي منَ الحورِ العِينِ
الراوي : شقيق بن سلمة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/474 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رواته ثقات | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

7 - أكثرُ دُعائي ودُعاءِ الأنبياءِ قبْلي بعرَفةَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شَيءٍ قديرٌ، اللَّهُمَّ اجعَلْ في سَمْعي نُورًا، وفي بَصَري نُورًا، وفي قَلْبي نُورًا، اللَّهُمَّ اشرَحْ لي صَدري، ويسِّرْ لي أمْري، وأعوذُ بك مِن وَسواسِ الصُّدورِ، وشتَاتِ الأُمورِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن شَرِّ ما يَلِجُ في اللَّيلِ، ومِن شَرِّ ما يَلِجُ في النَّهارِ، ومِن شَرِّ ما تَهُبُّ به الرِّياحُ، وشَرِّ بوائقِ الدَّهرِ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/213 | خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

8 - اللهم اجعَلْ فَناءَ أُمَّتي قتلًا في سبيلِكَ بالطعنِ والطاعونِ
الراوي : أبو بردة بن قيس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/424 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

9 - سَقَيْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: اللَّهُمَّ أمْتِعْهُ بشَبابِه.
الراوي : عمرو بن الحمق | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 330 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

10 - أنَّ حممةَ , رجلًا مِن أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم , غَزا أصبهانَ مع الأشعريِّ ، وفُتِحَتْ أصبهانُ في زمنِ عُمرَ بنِ الخطَّابِ ، رضي اللهُ عنه ، قال : فقال : اللهم إنَّ حممةَ يزعُمُ أنه يحبُّ لقاءَكَ ، اللهم إن كان صادقًا فاعزِمْ له بصدقِه ، وإن كان كاذبًا فاحمِلْه عليه وإن كرِه ، اللهم لا ترجِعْ حممةَ مِن سفَرِه هذا ، فمات بأصبهانَ ، فقام الأشعريُّ فقال : يا أيُّها الناسُ ، إنا واللهِ ما سمِعْنا فيما سمِعْنا مِن نبيِّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا مبلغَ عِلمِنا إلا أنَّ حممةَ شهيدٌ
الراوي : حميد بن عبدالرحمن | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/257 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

11 - قال عبدُ اللهِ : مِن أحَبِّ الكلامِ إلى اللهِ : سُبحانَكَ اللهم وبحمدِكَ وتعالى جَدُّكَ
الراوي : الحارث بن سويد | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/426 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

12 - اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن شَرِّ ما تَجيءُ به الرِّيحُ، وشَرِّ ما تَجِيءُ به الرُّسلُ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/483 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

13 - أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه لمَّا دخَلَ بيتَ المقدسِ، قال: لبَّيكَ اللَّهُمَّ لبَّيكَ.
الراوي : عباد العبدي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/178 | خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف | أحاديث مشابهة

14 - كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ في دعائِه : اللهم أقبِلْ بقَلبي إلى دِينِكَ واحفَظْ مَن وراءَنا برحمتِكَ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/493 | خلاصة حكم المحدث : إسناد حسن | أحاديث مشابهة

15 - أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَ جيشًا، فقال: لِئنْ أتاني منهم خبرٌ صالحٌ، لَأحْمَدَنَّ اللهَ حَقَّ حَمْدِه، فلمَّا أتاهُ منهم خبرٌ صالحٌ، قال: اللَّهُمَّ لك الحمْدُ شُكرًا، ولك المَنُّ فضْلًا، فقال له عمرُ بنُ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه: يا رسولَ اللهِ، إنَّك قلْتَ: لِئنْ أتاني منهم خبرٌ صالحٌ، لَأحْمَدَنَّ اللهَ حَقَّ حَمْدِه، قال: قد قلْتُ: اللَّهُمَّ لك الحمْدُ شُكرًا، ولك المَنُّ فضْلًا.
الراوي : فاطمة بنت قيس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/367 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

16 - عن عُمرَ بنِ الخطَّابِ رضي اللهُ عنه أنه كان يقولُ: اللهم لا تَجعَلْ قتلي بيدِ رجلٍ صلَّى لكَ سجدةً
الراوي : - | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/163 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | أحاديث مشابهة

17 - كان أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه إذا وضَعَ الميِّتَ في القبرِ، قال: اللَّهُمَّ جافِ الأرضَ عن جَنْبَيه، ووسِّعْ عليه حُفرتَه.
الراوي : بكر بن عمرو أبو الصديق | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/488 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] العباس بن الفضل وهو ضعيف | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

18 - يا عليُّ ، إذا توَضَّأتَ ، فقُلْ : بِسْمِ اللَّهِ ، اللهم إنِّي أسألُكَ تَمامَ الوضوءِ ، وتَمامَ الصلاةِ ، وتَمامَ رِضوانِكَ ، وتَمامَ مَغفرَتِكَ ، فهذا زكاةُ الوضوءِ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/328 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف | أحاديث مشابهة

19 - اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن الصَّممِ والبَكَمِ، وأعوذُ بك مِن المأْثَمِ والمَغْرمِ، وأعوذُ بك مِن الغَمِّ -يعني: الغرَقَ-، وأعوذُ بك مِن الهَمِّ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/510 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو معشر السندي ، وقد ضعفه الجمهور | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

20 - كنَّا نقولُ في الصَّلاةِ على الميِّتِ: اللَّهُمَّ أنت ربُّنا وربُّه، خلَقْتَه ورَزقْتَه، أحيَيْتَه وكفَيْتَه، اغفِرْ لنا وله، ولا تَحرِمْنا أجْرَه، ولا تُضِلَّنا بعدَه.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/462 | خلاصة حكم المحدث : في سنده زيد العمي ، وهو ضعيف | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

21 - مَن قال حين يُناديَ المُنادي : اللهم ربَّ هذه الدعوةِ القائمَةِ ، والصلاةِ القائمةِ صلِّ على مُحمدٍ ، وارضَ عني رضًا لا سَخَط بعدَهُ ، استَجاب اللهُ دعوتَه
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/490 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] ابن لهيعة ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

22 - كان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا علَا نشَزًا مِن الأرضِ، يقولُ: اللَّهُمَّ لك الشَّرفُ على كلِّ شَرفٍ، ولك الحمْدُ على كلِّ حالٍ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/482 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

23 - أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُكثِرُ أنْ يقولَ: اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُك الصِّحَّةَ، والعِفَّةَ، والأمانةَ، وحُسْنَ الخُلقِ، والرِّضا بالقَدَرِ باللهِ عَزَّ وجَلَّ.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/487 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

24 - سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ وجاءَهُ رجلٌ ، فقال : استنصِرِ اللهَ لِمُضَرَ : فقال : ألِمُضَرَ ؟ إنَّكَ لجَريءٌ ، فقال : يا رسولَ اللهِ ، استَنصَرتَ اللهَ فنصرَكَ ، ودعَوتَ اللهَ فأجابَكَ ، فرفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَيهِ ، فقال : اللهم اسقِنا غيثًا مُغيثًا مُربعًا طبَقًا عاجِلًا غيرَ رائِثٍ نافعًا غيرَ ضارٍّ ، فأُجيبوا فما لبِثوا أن أتَوْه فشَكَوا إليه كثرَةَ المطَرِ ، وقالوا : تهدَّمَتِ البيوتُ فرفَع يدَيهِ فقال : اللهم حوالَينا ، ولا علَينا فجعَل السحابُ ينقطِعُ يمينًا وشمالًا
الراوي : كعب بن مرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/341 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات إلا أنه منقطع | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

25 - أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُتي بأسيرٍ فقال: اللهم إني أتوبُ إليكَ ولا أتوبُ إلى محمدٍ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: عرَف الحقَّ لأهلِه
الراوي : الأسود بن سريع | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/410 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] محمد بن مصعب وهو ضعيف | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

26 - قُلْنا: يا رسولَ اللهِ، عَلِمْنا كيف السَّلامُ عليك، فكيف الصَّلاةُ عليك؟ فقال: قُولوا: اللَّهُمَّ اجعَلْ صَلواتِك ورحمَتَك على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كما جعَلْتَها على آلِ إبراهيمَ، إنَّك حَميدٌ مَجيدٌ.
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/499 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

27 - اللَّهُمَّ اغفِرْ للأنصارِ وأبنائِها، وأبناءِ أبنائِها، وحَشَمِها. قال: وكان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا كان الرُّطَبُ لم يُفْطِرْ إلَّا على الرُّطَبِ، وإذا لم يكُنِ الرُّطَبُ لم يُفْطِرْ إلَّا على التَّمرِ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/99 | خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

28 - كنَّا مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فنزَلْنا بغَديرِ خُمٍّ، قال: فنُودِيَ فِينَا: الصَّلاةُ جامعةٌ، قال: وكُسِحَ لرسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تحتَ شَجرةٍ، فصلَّى الظُّهرَ، فأخَذَ بيَدِ عليٍّ، فقال: ألَستُمْ تَعْلَموني أنِّي أَولى بالمُؤمنينَ مِن أنفُسِهم؟ قالوا: بلى، قال: ألَستُمْ تَعْلمون أنِّي أَولى بكلِّ مُؤمِنٍ مِن نفْسِه؟ قالوا: بلى، قال: فأخَذَ بيَدِ عليٍّ فقال: اللَّهُمَّ مَن كنْتُ مَولاهُ فعليٌّ مَولاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَن والاهُ، وعادِ مَن عاداهُ. قال: فلَقِيتُ عمرَ بعْدَ ذلك، فقال: هنيئًا لك يا ابنَ أبي طالبٍ؛ أصبَحْتَ وأمسَيْتَ مُولَى كلِّ مُؤمنٍ ومُؤمنةٍ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/212 | خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف | أحاديث مشابهة

29 - مَن سمِع النِّداءَ فقال : أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحدَهُ لا شريكَ له ، وأنَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه ، اللهم صلِّ على مُحمدٍ ، وبَلِّغْهُ درجَةَ الوَسيلَةِ عندَكَ ، واجعَلْنا في شفاعتِه يومَ القيامَةِ ، وجبَتْ له الشَّفاعَةُ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/490 | خلاصة حكم المحدث : في إسناده إسحاق بن عبد الله بن كيسان وهو لين الحديث | أحاديث مشابهة
توضيح حكم المحدث : إسناده ضعيف

30 - عن عبدِ اللهِ بنِ سلامٍ إنه كان إذا دخَل المسجدَ يُسلِّمُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم , ثم قال : اللهم افتَحْ لي أبوابَ رحمتِكَ وإذا خرَج صلَّى على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتعوَّذ منَ الشيطانِ
الراوي : يحيى بن أبي كثير | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/38 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل
 

271 - غُشِيَ على عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ غشيةً حتَّى ظنُّوا أنَّه فاضتْ نفْسُه، فخرَجَتْ أُمُّ كُلثومٍ إلى المسجِدِ تستعينُ بما أُمِرَت به من الصَّبرِ والصَّلاةِ، فلمَّا أفاقَ قال: أغُشِيَ عليَّ؟ قالوا: نعمْ. قال: صدقْتُم؛ إنَّه جاءني ملَكانِ فقالا: انطلِقْ نُحاكِمْك إلى العزيزِ الأمينِ، فقال ملَكٌ آخرُ: أرجِعاهُ؛ فإنَّ هذا ممَّن كتُبِتَ لهم السَّعادةُ وهم في بُطونِ أُمَّهاتِهم، واستمتَعَ به بَنوه ما شاء اللهُ. فعاش بعد ذلك شهرًا ثمَّ مات. وقال أبو أُسامةَ: قال: رجُلانِ ملَكانِ كانوا يأتونَ في صُورةِ الرِّجالِ، قال اللهُ: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا} [الأنعام: 9]، أي: في صُورةِ رجُلٍ.
الراوي : أم كلثوم بنت عقبة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/222 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه باختلاف يسير عبد الرزاق (20065)، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (3/135 مختصرا، وإسحاق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (6712) واللفظ له | شرح الحديث

272 - أنَّ رجُلًا أتَى رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنَّ امرأةً قد أعْجَبتني لا تَلِدُ؛ أفَأَتزوَّجُها؟ قال: لا. فأعْرَضَ عنها، ثمَّ تَتبَّعَتْها نفْسُه، فأتى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أعْجَبتني هذه المرأةُ ونَحْرُها، أعْجَبني دَلُّها ونَحْرُها؛ أفَأتزوَّجُها؟ قال: لا، امرأةٌ سَوداءُ وَلُودٌ أحبُّ إليَّ منها، أمَا شَعَرْتَ أنِّي مُكاثِرٌ بكم الأُمَمَ يومَ القيامةِ؟ فتَجِيءُ ذَراري المُسلمينَ آخِذينَ بِحَقْوَيْ آبائِهم، فيقالُ لهم: ادْخُلوا الجنَّةَ حتَّى أرى السِّقطَ مُحْبَنْطِئًا مُتقاعِسًا، فيقالُ له: ادْخُلِ الجنَّةَ، فيقولُ: يا ربِّ وأبويَّ؟ فيقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: أنتَ وأبواكَ في الجنَّةِ.
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 10 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

273 - كنَّا جُلوسًا عندَ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه، فأتاهُ أُسْقفُ نَجْرانَ، فأوسَعَ له، فقال له رجُلٌ: تُوسِّعُ لهذا النَّصرانيِّ يا أميرَ المُؤمنينَ؟! فقال عليٌّ: إنَّهم كانوا إذا أتَوا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوسَعَ لهم، فسألَهُ رجُلٌ: على كمِ افترقَتِ النَّصرانيَّةُ يا أُسْقفُ؟ فقال: افترَقَتْ على فِرَقٍ كثيرةٍ لا أُحصِيها، قال عليٌّ: أنا أعلَمُ على كمِ افْتَرقَتِ النَّصرانيَّةُ مِن هذا وإنْ كان نَصرانيًّا؛ افترقَتِ النَّصرانيَّةُ على إحدى وسَبعينَ فِرقةً، وافترقَتِ اليهوديَّةُ على ثِنْتينِ وسَبعينَ فِرْقةً، والَّذي نَفْسي بِيَدِه: لَتفترِقَنَّ الحنيفيَّةُ على ثلاثٍ وسبْعينَ فِرقةً، فتكونُ ثِنْتانِ وسبعونَ في النَّارِ، وفِرقةٌ في الجنَّةِ.
الراوي : شيخ من كندة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/44 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

274 - كان أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه يُحدِّثُ أصحابَه، فإذا حدَّثَهم بحديثٍ لا يَدْرون ما هو، أحسَبُه قال: أتَوُا الحسَنَ فسَّرَه لهم، فحدَّثَهم ذاتَ يومٍ: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَسْتضيئُوا بنارِ المُشرِكين، ولا تَنْقُشوا خَواتيمَكم عَربيًّا. وخَصلةٌ نسِيَها أزهرُ. قال: فأتَوُا الحسنَ، فقالوا: إنَّ أنسًا حَدَّثنا اليومَ بحديثٍ لا نَدْري ما هو، قال: وما حَدَّثكم؟ فأخبَرَهُ، فقال: نعمْ، أمَّا قولُه: لا تَسْتَضيئُوا بنارِ المُشرِكين، فإنَّه يقولُ: لا تَسْتَشيروهم في شَيءٍ مِن أُمورِكم، وتَصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا} [آل عمران: 118].
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/400 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] أزهر بن راشد وهو مجهول | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه النسائي (5209)، وأحمد (11954) مختصراً، ومسدد كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (5/400) واللفظ له

275 - إنَّ اللهَ - تبارَك وتعالى - لما خلَق الصورَ أعطاه إسرافيلَ ، فهو واضعُه على فيه ، شاخِصٌ إلى العرشِ ، ينتظِرُ متى يؤمَرُ ... فذكَر الحديثَ ، فقال فيه : ثم يضَعُ اللهُ عرشَه حيث شاء منَ الأرضِ ويحملُ عرشَ ربِّكَ يومئذٍ ثمانيةٌ ، وهم اليومَ أربعةٌ أقدامُهم على تخومِ الأرضِ السُّفلى ، والأرضونَ والسمواتُ على عجزِهم ، والعرشُ على مناكبِهم ، لهم زجلٌ بالتسبيحِ ، وتسبيحُهم أن يقولوا : سبحانَ الملكِ ذي الملكوتِ سبحانَ ربِّ العرشِ ذي الجبروتِ ، سبحانَ الحيِّ الذي لا يموتُ ، سبحانَ الذي يميتُ الخلائقَ ، ولا يموتَ ، سبُّوحٌ قدُّوسٌ ربُّ الملائكةِ والروحِ ، قدُّوسٌ قدُّوسٌ ، سبحانَ ربي الأعلى ، سبحانَ ذي الملكوتِ ، والجبروتِ ، والكبرياءِ ، والسلطانِ ، والعظمةِ , سبحانَه أبدٌ , أبدٌ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/187 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

276 - قال رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِأصحابِه: كيف بكُمْ إذا شَبِعْتُم مِن الخُبزِ والزَّيتِ؟ فضَجُّوا وكَبَّروا ساعةً، ثمَّ قالوا: متى يا رسولَ اللهِ؟ قال: إذا فُتِحَتِ الأمصارُ، ثمَّ قال لهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كيف بكم إذا اختلَفَتْ عليكم ألْوانٌ، وغَدوتُمْ بثِيابٍ وجِئْتُم بأُخرى؟ قالوا: متى ذلك يا رسولَ اللهِ؟ قال: إذا فُتِحَتِ الأمصارُ وفُتِحَتْ فارسُ والرُّومُ، قالوا: فهمْ خَيرٌ مِنَّا يا رسولَ اللهِ؛ يُدْرِكون الفُتوحَ؟ قال: بلْ أنتم خيرٌ منهم، وأبناؤكم خيرٌ مِن أبنائِهم، وأبناءُ أبنائِكم خيرٌ مِن أبناءِ أبنائِهم؛ لم يأْخُذوا بشُكرٍ، لم يأْخُذوا بشُكرٍ، لم يأْخُذوا بشُكرٍ،
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/339 | خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه الحارث في ((المسند)) (1034)

277 - كنَّا جُلوسًا عندَ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه، فأتاهُ أُسْقفُ نَجْرانَ، فأوسَعَ له، فقال له رجُلٌ: تُوسِّعُ لهذا النَّصرانيِّ يا أميرَ المُؤمنينَ؟! فقال عليٌّ: إنَّهم كانوا إذا أتَوا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوسَعَ لهم، فسألَهُ رجُلٌ: كمِ افترقَتِ النَّصرانيَّةُ يا أُسْقفُ؟ فقال: افترَقَتْ على فِرَقٍ كثيرةٍ لا أُحصِيها، قال عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه: أنا أعلَمُ كمِ افترَقَتِ النَّصرانيَّةُ مِن هذا وإنْ كان نَصرانيًّا؛ افترَقَتِ النَّصرانيَّةُ على إحدى وسبعينَ فِرقةً، وافترَقَتِ اليهوديَّةُ على ثِنْتينِ وسبعينَ فِرْقةً، والَّذي نَفْسي بيَدِه، لَتَفترِقَنَّ الحنيفيَّةُ على ثلاثٍ وسَبْعينَ فِرقةً، فتكونُ ثِنْتانِ وسبْعونَ في النَّارِ، وفِرقةٌ في الجنَّةِ.
الراوي : شيخ من كندة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/35 | خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل

278 - عن ابنِ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما في قولِه عَزَّ وجَلَّ: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275]، قال: يُعرَفونَ يومَ القيامةِ بذلك؛ لا يَسْتَطيعونَ القيامَ إلَّا كما يقومُ المجْنونُ المُخنقُ؛ ذلك بأنَّهم قالوا: إنَّما البيعُ مِثْلُ الرِّبَا، وكذَبوا على اللهِ، {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى} [البقرة: 275]، إلى قولِه: {وَمَنْ عَادَ}، فأكَلَ منَ الرِّبَا {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، وقولُه عَزَّ وجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} [البقرة: 278، 279] إلى آخرِ الآيةِ. فبلَغَنا -واللهُ أعلَمُ- أنَّ هذه الآيةَ نزَلَتْ في بَني عمرِو بنِ عوفٍ مِن ثَقيفٍ، وفي بَني المُغيرةِ مِن بَني مَخزومٍ، وكانت بنو المُغيرةِ يُرْبُونَ لثَقيفٍ، فلمَّا ظهَرَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على مكَّةَ ووضَعَ يومئذٍ الرِّبَا كلَّه، وكان أهْلُ الطَّائفِ قد صالَحوا على أنَّ لهم رِبَاهم، وما كان عليهم مِن رِبًا فهو موضوعٌ، وكتَبَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في آخرِ صَحيفتِهم: أنَّ لهم ما للمُسلِمين، وعليهم ما على المُسلِمينَ، وكان على المُسلِمين: ألَّا يأْكُلوا الرِّبَا، ولا يُؤْاكِلُوه، فانتهَتْ بنو عمرِو بنِ عُميرٍ وبنو المُغيرةِ إلى عتَّابِ بنِ أَسيدٍ وهو على مكَّةَ، فقال بنو المُغيرةِ: ما جعَلَنا أشْقى النَّاسِ بالرِّبَا، ووُضِعَ عنِ النَّاسِ غيرِنا؟ فقال بنو عمرِو بنِ عُميرٍ: صُولِحْنا على أنَّ لنا رِبَانا، فكتَبَ عتَّابُ بنُ أَسيدٍ في ذلك إلى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فنزلَتْ هذه الآيةُ: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279]، فعرَفَ بنو عمرٍو أنَّ الإيذانَ لهم بحَرْبٍ مِن اللهِ ورسولِه، يقولُ: {وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ}: فتأْخُذون أكثَرَ منه، {وَلَا تُظْلَمُونَ}: تُبْخَسون منه، {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} [البقرة: 280]: أنْ تَذَروهُ خيرٌ لكم إنْ كنتُمْ تعلمونَ، {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، يقولُ: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281]، فذَكَروا أنَّ هذه الآيةَ نزَلَتْ وآخِرَ آيةٍ مِن سُورةِ النِّساءِ نزلَتْ آخِرَ القُرآنِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/185 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة | الصحيح البديل
التخريج : أخرجه أبو يعلى (2668) باختلاف يسير، والطبري في ((التفسير))، وابن أبي حاتم في ((التفسير)) (2889) مختصرا.

279 - استأذَنَ أبو ذَرٍّ على عُثمانَ وأنا عندَهُ، قال: فتَغافَلوا عنه ساعةً، فقُلْتُ: يا أميرَ المُؤمنينَ، هذا أبو ذَرٍّ على البابِ يَستأذِنُ، قال: ائذَنْ له إنْ شِئْتَ؛ إنَّه يُؤذِينَا ويَبرَحُ بنا، قال: فأذِنْتُ، فجلَسَ على سَريرٍ مِن مولٍ مِن هذه النَّمِرِيَّةِ، فرَجَفَ به السَّريرُ، وكان عظيمًا طويلًا، فقال عُثمانُ: أمَا إنَّك الزَّاعِمُ أنَّك خيرٌ مِن أبي بكرٍ وعُمرَ؟ قال: ما قُلْتُ، قال عُثمانُ: إنِّي أنْزِعُ عليك بالبيِّنةِ، قال: واللهِ ما أدري ما بَيِّنَتُك، وما تأْتي به، وقد علِمْتَ ما قُلْتُ، قال: فكيف قُلْتَ إذًا؟ قال: قُلْتُ: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقرَبَكم مِنِّي الَّذي يَلْحَقُني على العَهْدِ الَّذي عاهَدْتُه عليه، وكلُّكم قد أصاب مِن الدُّنيا، وأنا على ما عاهَدَني عليه، وعلى اللهِ تَمامُ النِّعمةِ، وسألَهُ عن أشياءَ، فأخبَرَهُ بالَّذي يَعلمُهُ، وبالَّذي بلَغَهُ، فأمَرَهُ أنْ يَرتحِلَ إلى الشَّامِ، فلَحِقَ بمُعاويةَ، فكان يُحدِّثُ بالشَّامِ، فاستَهْوى قُلوبَ الرِّجالِ، كأنَّ مُعاويةَ يُنكِرُ بعْضَ شأْنِ رَعيَّتِه، وكان يقولُ: لا يَبِيتَنَّ عندَ أحدِكم دِينارٌ ولا دِرهمٌ ولا شَيءٌ مِن فِضَّةٍ، إلَّا شَيءٌ يُنفِقُه في سَبيلِ اللهِ، أو يَعُدُّه لِغَريمٍ. وإنَّ مُعاويةَ بعَثَ إليه بألْفِ دِينارٍ في جُنحِ اللَّيلِ، فأنفَقَها، فلمَّا صَلَّى مُعاويةُ الصُّبحَ دعا رسولَهُ الَّذي أرسلَهُ إليه، فقال: اذهَبْ إلى أبي ذَرٍّ، فقُلْ: أنْقِذْ جَسَدي مِن عذابِ مُعاويةَ، أنقَذَك اللهُ مِن عذابِ النَّارِ؛ فإنِّي أخطأْتُ لك، قال: بُنَيَّ قُلْ له: يقولُ لك أبو ذَرٍّ: واللهِ ما أصبَحَ عندنا منه دِينارٌ، ولكنْ أنظِرْنا ثلاثًا حتَّى نَجمَعَ لك دَنانيرَك، فلمَّا رأى مُعاويةُ أنَّ قولَه يُصدِّقُ فِعْلَه، كتَبَ إلى عُثمانَ: أمَّا بعدُ، إنْ كان لك بالشَّامِ حاجةٌ أو بأهْلِه، فابعَثْ إلى أبي ذَرٍّ؛ فإنَّه قد أوغَلَ صَدقةَ النَّاسِ، فكتَبَ إليه عُثمانُ: أقْدِمَ عليَّ، فقَدِمَ عليه بالمدينةِ.
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/310 | خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه البزار (3889)، والطبراني (2/149) (1628) مختصرا، وأبو يعلى كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (7/310) واللفظ له

280 - كان أنسٌ , رضي اللهُ عنه ، يحدِّثُ أصحابَه ، فإذا حدَّثهم بحديثٍ لا يدرونَ ما هو ، أحسبُه قال : أتَوُا الحسنَ ففسَّره لهم ، فحدَّثهم ذاتَ يومٍ ، قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : لا تستَضيؤوا بنارِ المُشرِكينَ ، ولا تنقُشوا في خواتيمِكم عربيًّا ، وخصلةً نسيَها أزهرُ ، قال : فأتَوُا الحسنَ ، فقالوا : إنَّ أنسًا حدَّثنا اليومَ بحديثٍ لا ندري ما هو ، قال : وما حدَّثكم ؟ فأخبَروه ، فقال : نعَم ، أما قولُه لا تنقُشوا خواتيمَكم عربيًّا ، فإنه يقولُ : لا تنقُشوا خواتيمَكم محمدًا ، وأما قولُه : لا تستَضيؤوا بنارِ المُشرِكينَ ، فإنه يقولُ : لا تستَشيروهم في شيءٍ مِن أمورِكم ، تصديقُ ذلك في كتابِ اللهِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 525 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه النسائي (5209)، وأحمد (11954) مختصراً، ومسدد كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (4/525) واللفظ له

281 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَ غزوةِ تبوكَ قام منَ الليلِ يصلِّي ، فاجتَمَع وراءَه رجالٌ مِن أصحابِه يحرُسونَه ، حتى إذا صلَّى انصَرَف إليهم ، قال لهم : قد أُعطيتُ خمسًا ما أُعطِيَهُنَّ أحدٌ كان قَبلي : أما أنا فأُرسِلتُ إلى الناسِ كافةً ، وكان مَن قَبلي إنما يُرسَلُ النبيُّ إلى قومِه ، ونُصِرتُ بالرعبِ ، ولو كان بيني وبينه مسيرةُ شهرٍ ، مُلِىء مِني رُعبًا ، وأُحِلَّتْ لي الغنائمُ أكلُها ، وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا ، أينما أدركَتْني الصلاةُ تمسَّحتُ وصلَّيتُ ، وكان مَن قَبلي يُعظِّمونَ ذلك ، إنما كانوا يصلُّونَ في كنائسِهم وبِيَعِهم ، والخامسةُ هي ما هي قيل لي : سَلْ فإنَّ كلَّ نبيٍّ قد سأَل ، فأخرَتْها إلى يومِ القيامةِ فهي لكم ولمن شهِد أنْ لا إلهَ إلا اللهُ
الراوي : [جد عمرو بن شعيب] | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/398 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | شرح حديث مشابه

282 - بعَثَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَرِيَّةً، فنَصَرَها اللهُ وفتَحَ عليها، وكان مَن أتاهُ بشَيءٍ نفَلَه مِن بعْدِ الخُمسِ، فرجَعَ رجالٌ وكانوا يَسْتقدِمون، ويأْسِرون، ويَقْتُلون، وتَرَكوا الغنائمَ خلْفَهم، ولم يَنالوا مِن الغنائمِ شيئًا، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ما بالُ رِجالٍ منَّا يَستقدِمون ويأْسِرون، وتخلَّفَ رجالٌ لم يُصْلَوْا بالقتالِ، فنفَلْتَهم منَ الغَنيمةِ؟ فسكَتَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فنزَلَ جِبريلُ عليه السَّلامُ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: 1]، فدعَا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال لهم: رُدُّوا ما أخذْتُم، واقْتَسِموه بيْنكم بالعدْلِ والسَّويَّةِ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، قد أنفَقْنا وأكَلْنا؟ قال: فاحتَسِبوا بذلك.
الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/212 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
التخريج : أخرجه إسحاق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (6/212)

283 - أتاني جبريلُ - عليه السلامُ - بالجمُعةِ وهي كالمرآةِ البيضاءِ فيها كالنكتةِ السوداءِ فقلتُ : يا جبريلُ ما هذه ؟ قال : هذه الجمُعةُ قال : قلتُ : وما الجمُعةُ ؟ قال : لكم فيها خيرٌ ، قال : قلتُ : وما لنا فيها : قال : تكونُ عيدًا لكَ ولقومِكَ مِن بعدِكَ , ويكونُ اليهودُ والنصارى تبعًا لكَ قال : قلتُ : وما لنا فيها ؟ قال : لكم فيها ساعةٌ لا يوافِقُها عبدٌ مسلمٌ يَسألُ اللهَ فيها شيئًا مِن أمرِ الدنيا والآخرةِ هو له قسمٌ إلا أعطاه إيَّاه ، أو ليس له بقسمٍ إلا ادَّخَر له عندَه ما هو أعظمُ منه : أو يتعوَّذُ به مِن شرٍّ هو عليه مكتوبٌ إلا صرَف عنه منَ البلاءِ ما هو أعظمُ منه قال : قلتُ : وما هذه النكتةُ فيها ، قال : هي الساعةُ تقومُ يومَ الجمُعةِ وهوعندَنا سيدُ الأيامِ ونحن ندعوه يومَ القيامةِ ويومَ المَزيدِ ، قال : قلتُ : لِمَ ذاكَ ؟ قال : لأنَّ ربَّكَ - تبارَك وتعالى - اتخَذ في الجنةِ واديًا مِن مِسكٍ أبيضَ ، فإذا كان يومُ القيامةِ هبَط مِن علِّيِّينَ على كرسِيِّه - تبارَك وتعالى - ثم حفَّ الكرسيَّ بمنابرَ مِن ذهبٍ مكللةٍ بالجوهَرِ ، ثم جيء بالنبيينَ فيَجلِسونَ عليها ثم تحفُّ المنابرُ بكراسيَّ مِن نورٍ ، ثم يَجيءَ بالشهداءِ حتى يَجلِسوا عليها ، وينزلُ أهلُ الغرفِ فيجلِسونَ على ذلك الكثيبِ ، ثم يتجلَّى لهم ربُّهم - تبارَك وتعالى - ثم يقولُ : سَلوني أُعطِكم فيَسألونَه الرِّضا , فيقولُ : رِضائي أحلُّكم داري وأنالكم كرامتي فسَلوني أُعطِكم ، فيَسألونَه الرِّضا , فيشهدُهم أنه قد رضي عنهم قال : فيفتحُ لهم ما لم ترَ عينٌ ، ولم تسمَعْ أذنٌ ، ولم يَخطرْ على قلبِ بشرٍ قال : وذالكم مِقدارُ انصرافِكم منَ الجمُعةِ ، قال : ثم يرتفِعُ ويرتفِعُ معه النبيونَ والصِّدِّيقونَ والشهداءُ ، قال : ويرجعُ أهلُ الغرفِ إلى غرفِهم وهي درةٌ بيضاءُ ليس فيها قصمٌ ، ولا فصمٌ ، أو درةٌ حمراءُ ، أو زبرجدةٌ خضراءُ فيها غرفُها وأبوابُها مطردةٌ ، رفيعًا أنهارُها ، وثمارُها متدليةٌ ، قال : فليسوا على شيءٍ بأحوجَ منهم إلى يومِ الجمُعةِ ليَزدادوا إلى ربِّهم نظرًا ويَزدادوا منه كرامةً
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 2/259 | خلاصة حكم المحدث : روي بسند جيد
التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (2/150)، والبزار (7527)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2084)

284 - بَعَثَني رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأبا قتادةَ، وحليفًا لهم مِن الأنصارِ، وعبدَ اللهِ بنَ عَتيكٍ، إلى ابنِ أبي الحُقَيقِ لِنَقتُلَه، فخَرَجْنا، فجِئْنا خيبرَ ليلًا، فتَتبَّعْنا أبوابَهم، فغَلَّقْنا عليهم مِن خارجٍ، ثمَّ جمَعْنا المفاتيحَ، فأَرقَيْناها، فصَعِدَ القومُ في النَّخلِ، ودخلْتُ أنا وعبدُ اللهِ بنُ عَتيكٍ في دَرجةِ أبي الحُقَيقِ، فتكلَّمَ عبدُ اللهِ بنُ عَتيكٍ، فقال ابنُ أبي الحُقَيقِ: ثَكِلَتْك أُمُّك عبدَ اللهِ، أنَّى لك بهذه البلدةِ، قُومِي فافْتَحِي؛ فإنَّ الكريمَ لا يَرُدُّ عن بابِه هذه السَّاعةَ، فقامتْ، فقلْتُ لعبدِ اللهِ بنِ عَتيكٍ: دُونَك، فأشْهَر عليهمُ السَّيفَ، فذهَبَتِ امرأتُه لِتَصِيحَ، فأَشْهَرُ عليها، وأذْكُرُ قولَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه نهى عن قتْلِ النِّساءِ والصِّبيانِ، فأكُفُّ، فقال عبدُ اللهِ بنُ أُنيسٍ: فدَخلْتُ عليه في مَشْرَبةٍ له، فوَقفْتُ أنظُرُ إلى شِدَّةِ بَياضِهِ في ظُلمةِ البيتِ، فلمَّا رآنِي، أخَذَ وِسادةً فاستتَرَ بها، فذهبْتُ أرفَعُ السَّيفَ لِأضرِبَهُ، فلم أستطِعْ مِن قِصَرِ البيتِ، فوخَزْتُه وَخْزًا، ثمَّ خرَجْتُ، فقال صاحبي: فعَلْتَ؟ قلْتُ: نعمْ، فدخَلَ فوقَفَ عليه، ثمَّ خرَجْنا فانْحدَرْنا مِن الدَّرجةِ، فسقَطَ عبدُ اللهِ بنُ عَتيكٍ في الدَّرجةِ، فقال: وارِجْلاهُ، كُسِرَتْ رِجْلي، فقلْتُ له: ليس برِجْلِك بأسٌ، ووضَعْتُ قَوسي واحْتملْتُه، وكان عبدُ اللهِ قَصيرًا ضَئيلًا، فأنْزلْتُه، فإذا رِجْلُه لا بأسَ بها، فانْطلَقْنا حتَّى لَحِقْنا أصحابَنا، وصاحتِ المرأةُ: يا بَيَاتاهُ! فيَثورُ أهْلُ خيبرَ، ثمَّ ذكَرْتُ موضعَ قَوسي في الدَّرجةِ، فقلْتُ: واللهِ لَأرْجِعَنَّ فلَآخُذَنَّ قَوسي، فقال أصحابي: قد تَثوَّرَ أهْلُ خيبرَ، تُقْتَلُ، فقلْتُ: لا أرجِعُ أنا حتَّى آخُذَ قوسي، فرجَعْتُ، فإذا أهْلُ خيبرَ قد تَثَّوروا، وإذا ما لهم كلامٌ إلَّا: مَن قتَلَ ابنَ أبي الحُقَيقِ؟ فجَعلْتُ لا أنظُرُ في وجْهِ إنسانٍ ولا يَنظُرُ في وَجْهي إلَّا قلْتُ كما يقولُ: مَن قتَلَ ابنَ أبي الحُقَيقِ؟ حتَّى جِئْتُ الدَّرجةَ، فصَعِدْتُ مع النَّاسِ، فأخذْتُ قَوسي، ثمَّ لَحِقْتُ أصحابي، فكنَّا نَسيرُ اللَّيلَ، ونَكْمُنُ النَّهارَ، فإذا كمَنَّا النَّهارَ، أقعَدْنا ناطورًا يَنطُرُنا، حتَّى إذا اقترَبْنا مِن المدينةِ، فكُنَّا بالبيداءِ، كنْتُ أنا ناطِرَهم، ثمَّ إنِّي ألَحْتُ لهم بثَوبي، فانحَدَروا، فخَرَجوا جَمْزًا، وانْحدرْتُ في آثارِهم فأدركْتُهم، حتَّى بلَغْنا المدينةَ، فقال لي أصحابي: هلْ رأيتَ شيئًا؟ فقلْتُ: لا، ولكنْ رأيتُ ما أدرَكَكم مِن العَناءِ، فأحببْتُ أنْ يَحمِلَكم الفزَعُ. وأتَيْنا رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخطُبُ النَّاسَ، فقال صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفْلحَتِ الوُجوهُ، فقُلْنا: أفلَحَ وجْهُك يا رسولَ اللهِ، قال: فقَتَلْتموهُ؟ قُلْنا: نعمْ، فدعَا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالسَّيفِ الَّذي قُتِلَ به، فقال: هذا طعامُه في ضَبابِ السَّيفِ.
الراوي : عبدالله بن أنيس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/171 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة
التخريج : أخرجه أبو يعلى (907)

285 - أنَّ سلمانَ لما قدِم المدينةَ أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهديةٍ على طبقٍ فوضَعها بين يدَيه ، فقال : ما هذا يا سلمانُ ؟ قال : صدَقَةٌ عليكَ وعلى أصحابِكَ ، قال : إني لا آكلُ الصدَقَةَ فرَفَعها ، ثم جاءه منَ الغَدِ بمثلِها فوضَعَها بين يدَيه ، فقال : يا سلمانُ ، ما هذا ؟ قال : هديةٌ لكَ ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه : كُلوا فقال لِمَن أنتَ ؟ فقال لقومٍ ، قال : فاطلُبْ إليهِم أن يُكاتِبوكَ قال فكاتَبوه على كذا وكذا وعلى كذا وكذا نخلة يغرِسُها لهم ويقومُ عليها سلمانُ حتى تطعمَ ، قال : ففعَلوا فجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فغرَس النخلَ كلَّه مِن سنةٍ إلا تلكَ النخلةِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : مَن غرَسها ؟ قالوا : عُمرُ ، فغرَسها رسولُ اللهِ بيدِه فحمَلَتْ مِن عامِها
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/458 | خلاصة حكم المحدث : له شاهد

286 - إني لَعندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاءه بشيرٌ مِن سريةٍ بعَثها ، فأخبَره بنصرِ اللهِ الذي نصَر سريتَه وبفتحِ اللهِ الذي فتَح لهم ، ... فذكَره نحوَه وزاد فيه ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عندَ ذلك : فستكونُ بعدي فتنٌ كقِطعِ الليلِ المُظلِمِ ، تصدمُ كصدمِ الحياتِ وفحولِ الثيرانِ يصبحُ الرجلُ مترددًا مسلمًا ويُمسي كافرًا ، أو يُمسي فيها مسلمًا ويُصبِحُ فيها كافرًا فقال رجلٌ منَ المسلمينَ : فكيف نَصنَعُ عندَ ذلك يا رسولَ اللهِ ، قال : ادخُلوا بيوتَكم ، وأخمِلوا ذِكرَكم ، فقال رجلٌ منَ المسلمينَ : أفرأيتَ إن دخَل على أحدِنا في بيتِه ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فلْيُمسِكْ بيدِه ، ولْيَكُنْ عبدَ اللهِ المقتولَ ، ولا يكُنْ عبدَ اللهِ القاتلَ ، فإنَّ الرجلَ يكونُ في فئةِ الإسلامِ فيأكُلُ مالَ أخيه ، ويَسفِكُ دمَه ، ويَعصي ربَّه ، ويَكفُرُ بخالقِه فتجِبُ له جهنَّمُ
الراوي : جندب بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/267 | خلاصة حكم المحدث : له شاهد

287 - إني عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاءه بشيرٌ مِن سريةٍ بعَثها فأخبَره بنصرِ اللهِ الذي نصَر سريتَه وبفتحِ اللهِ الذي فتَح لهم قال: يا رسولَ اللهِ بينا نحن نطلبُ العدوَّ وقد هزَمهمُ اللهُ إذ لحِقتُ رجلًا منهم بالسيفِ فلما أحسَّ أنَّ السيفَ مواقعُه التفَت وهو يسعى فقال: إني مسلمٌ إني مسلمٌ فقتلتُه وإنما قال: يا نبيَّ اللهِ متعوذًا قال: فهلَّا شقَقتَ عن قلبِه فنظرتَ صادقٌ هو أو كاذبٌ ؟ قال: لو شققتُ عن قلبِه ما كان يعلمُني القلبُ هل قلبُه إلا مضغةٌ مِن لحمٍ ؟ قال: فأنتَ قتلتَه لا ما في قلبِه علمتَ ولا لسانَه صدَّقتَ قال: يا رسولَ اللهِ استغفِرْ لي قال: لا أستغفِرُ لكَ فدفَنوه فأصبَح على وجهِ الأرضِ ثلاثَ مراتٍ فلما رأى ذلك بنوه استحيَوا وخزوا مما لقي فحمَلوه فألقَوه في شعبٍ مِن تلك الشعابِ
الراوي : جندب بن عبدالله | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/54 | خلاصة حكم المحدث : له شاهد

288 - جئتُ أزورُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعائشةَ فإذا هو يوحى إليه فلما سُرِّي عنه قال لعائشةَ: ناوِليني رِدائي فخرَج فدخَل المسجدَ فإذا فيه قومٌ ليس في المسجدِ قومٌ غيرُهم فجلَس في ناحيةِ القومِ حتى إذا قضى المذكرُ تذكرتَه قرَأ تنزيل السجدة فعجَز المسجدُ عنِ الناسِ فأرسَلَتْ عائشةُ إلى أهلِها أنِ احضُروا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلقد رأيتُ منه شيئًا لم أرَه قال: فرفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأسَه فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ أطَلتَ السجودَ قال: سجَدتُ لربي شكرًا فيما أعطاني في أمتي سبعينَ ألفًا يدخُلونَ الجنةَ فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ اللهِ أمتُكَ أكثرُ وأطيبُ فاستَكثِرْ لهم حتى قال: مرتينِ أو ثلاثًا فقال عُمرُ: بأبي أنتَ يا رسولَ اللهِ قد استَوعَبتَ أمتَكَ
الراوي : عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/250 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة في ((مسنده)) (795)، والطبراني كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (2/291)

289 - عن الجارودِ: أنَّه أخَذَ هذه النُّسخةَ: عَهْدُ العَلاءِ بنِ الحَضْرميِّ الَّذي كتَبَهُ له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين بعَثَه إلى البحرينِ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، هذا كتابٌ مِن محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، الأُمِّيِّ، القُرشيِّ الهاشميِّ، رسولِ اللهِ ونَبيِّه إلى خلْقِه كافَّةً، للعَلاءِ بنِ الحَضْرميِّ ومَن معه مِن المُسلِمين، عَهدًا عَهِدَه إليهم: اتَّقوا اللهَ أيُّها المُسلِمون ما اسْتطعْتُم، فإنِّي قد بَعَثْتُ عليكم العَلاءَ بنَ الحَضْرميِّ، وأمَرْتُه أنْ يتَّقِيَ اللهَ وحدَه لا شَريكَ له، ويُلِينَ لكم الجَناحَ، ويُحسِنَ فيكم السِّيرةَ بالحقِّ، ويَحكُمَ بيْنكم وبيْن مَن لقِيَ مِن النَّاسِ بما أنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في كتابِه مِن العدْلِ، وأمرْتُكم بطاعتِه إذا فعَلَ ذلك، وقسَمَ فينا فأقسَطَ، واسْتُرْحِمَ فرَحِمَ، فاسْمَعوا له وأطِيعوا، وأحْسِنوا مُؤازرتَه ومُعاونتَه؛ فإنَّ لي عليكم مِن الحقِّ طاعةً وحقًّا عظيمًا لا تَقْدُرونهُ كلَّ قَدْرِه، ولا يَبلُغُ القولُ كُنْهَ حَقِّ عظمةِ اللهِ وحَقِّ رسولِه، وكما أنَّ للهِ ورسولِه على النَّاسِ عامَّةً وعليكم خاصَّةً حقًّا واجبًا بطاعتِه والوفاءِ بعهْدِه، ورضِيَ اللهُ عمَّن اعتصَمَ بالطَّاعةِ، وعظَّمَ حَقَّ أهْلِها وحَقَّ ولائِها، كذلك للمُسلِمين على وُلاتِهم حقًّا واجبًا وطاعةً؛ فإنَّ في الطَّاعةِ دَركًا لكلِّ خَيرٍ يُبْتَغى، ونجاةً مِن كلِّ شَرٍّ يُتَّقى، وأنا أُشْهِدُ اللهَ على مَن ولَّيْتُه شيئًا مِن أُمورِ المُسلِمين قليلًا وكثيرًا، فلم يَعدِلْ فيهم؛ فلا طاعةَ له، وهو خَليعٌ ممَّا ولَّيْتُه، وقد بَرِئَتْ للَّذين معه مِن المُسلِمين أيمانُهم وعهْدُهم وذِمَّتُهم، فلْيَسْتَخيروا اللهَ عندَ ذلك، ثمَّ لِيَستَعْمِلوا عليهم أفضَلَهم في أنفُسِهم. ألَا وإنْ أصابتِ العَلاءَ بنَ الحَضْرميِّ مُصيبةٌ، فخالدُ بنُ الوليدِ سيْفُ اللهِ خلَفٌ فيهم للعلاءِ بنِ الحَضْرميِّ، فاسْمَعوا له وأطِيعوا ما عرَفْتُم أنَّه على الحقِّ حتَّى يُخالِفَ الحقَّ إلى غيرِه، فسِيروا على بركةِ اللهِ، وعَونِه، ونصْرِه، وعافيتِه، ورُشْدِه، وتَوفيقِه. فمَن لَقِيتُم مِن النَّاسِ فادْعُوهم إلى كتابِ اللهِ المُنزَّلِ، وسُنَّةِ رسولِه، وإحلالِ ما أحَلَّ اللهُ لهم في كتابِه، وتَحريمِ ما حرَّمَ اللهُ عليهم في كتابِه، وأنْ يَخْلَعوا الأندادَ، ويتبَرَّؤوا مِن الشِّركِ والكُفْرِ، وأنْ يَكْفُروا بعِبادةِ الطَّاغوتِ واللَّاتِ والعُزَّى، وأنْ يَترُكوا عِبادةَ عيسى بنِ مريمَ، وعُزيرِ بنِ حَرْوةَ، والملائكةِ، والشَّمسِ والقمرِ، والنِّيرانِ، وكلِّ شَيءٍ يُتَّخَذُ ضِدًّا مِن دونِ اللهِ، وأنْ يَتولَّوا اللهَ ورسولَه، وأنْ يَتبَرَّؤوا ممَّن برِئَ اللهُ ورسولُه منه. فإذا فعَلوا ذلك، وأقرُّوا به، ودَخَلوا في الولايةِ؛ فبَيِّنوا لهم عندَ ذلك ما في كتابِ اللهِ الَّذي تَدْعونهُم إليهِ، وأنَّه كتابُ اللهِ المُنزَّلُ مع الرُّوحِ الأمينِ، على صَفوتِه مِن العالمينَ محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ، ورسولِه ونَبيِّه وحَبيبِه، أرسَلَه رحمةً للعالمينَ عامَّةً؛ الأبيضِ منهم والأسودِ، والإنسِ والجنِّ، كتابٌ فيه نبَأُ كلِّ شَيءٍ كان قبْلَكم، وما هو كائنٌ بعدَكم؛ لِيَكونَ حاجِزًا بيْن النَّاسِ؛ يَحجُزُ اللهُ به بعضَهم عن بَعضٍ، وأعراضَ بعضِهم عن بعضٍ، وهو كِتابُ اللهِ مُهيمِنًا على الكُتبِ، مُصدِّقًا لِما فيها مِن التَّوراةِ والإنجيلِ والزَّبورِ، يُخبِرُكم اللهُ فيه ما كان قبْلَكم ممَّا قد فاتَكُم دَرَكُه في آبائِكم الأوَّلينَ الَّذين منهم رُسلُ اللهِ وأنبياؤُهُ، كيف كان جوابُهم ثَمَّ لرُسلِهم، وكيف تَصديقُهم بآياتِ اللهِ، وكيف كان تَكذيبُهم بآياتِ اللهِ، فأخبَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في كتابِه هذا أنسابَهم وأعمالَهم، وأعمالَ مَن هلَكَ منهم بذَنْبِه؛ لِيَجْتَنِبوا ذلك أنْ يَعْملوا بمِثْلِه؛ كي لا يَحِقَّ عليهم في كتابِ اللهِ مِن عقابِ اللهِ وسَخَطِه ونِقْمتِه مِثْلُ الَّذي حَلَّ عليهم مِن سُوءِ أعمالِهم وتَهاوُنِهم بأمْرِ اللهِ. وأخبَرَكم في كتابِه هذا بأعمالِ مَن نجَا ممَّن كان قبْلَكم؛ لكي تَعْملوا بمِثْلِ أعمالِهم، يُبيِّنُ لكم في كِتابِه هذا شأْنَ ذلك كلِّه؛ رَحمةً منه لكم، وشَفقةً مِن ربِّكم عليكم، وهو هدًى مِن الضَّلالةِ، وتِبيانٌ مِن العَمى، وإقالةٌ مِن العَثرةِ، ونَجاةٌ مِن الفِتنةِ، ونورٌ مِن الظُّلمةِ، وشِفاءٌ عندَ الأحداثِ، وعِصمةٌ مِن الهلكةِ، ورُشدٌ مِن الغوايةِ، وأمانٌ مِن النَّفْسِ، ومَفازةٌ مِن الدُّنيا والآخرةِ، فيه دِينُكم. فإذا عرَضْتُم هذا عليهم، فأقَرُّوا لكم به، [فقدِ اسْتَكْمَلوا] الولايةَ، فاعْرِضوا عليهم عندَ ذلك الإسلامَ، والإسلامُ: الصَّلواتُ الخمْسُ، وإيتاءُ الزَّكاةِ، وحَجُّ البيتِ، وصِيامُ رمضانَ، والغُسْلُ مِن الجَنابةِ، والطُّهورُ قبْلَ الصَّلاةِ، وبِرُّ الوالدينِ، وصِلةُ الرَّحمِ المُسلمةِ، وحُسْنُ صُحبةِ الوالدينِ المُشركَينِ. فإذا فَعَلوا ذلك فقدْ أسْلَموا. فادْعُوهم مِن بعدِ ذلك إلى الإيمانِ، وانْصِبوا لهم شَرائِعَه ومَعالِمَه، ومعالمُ الإيمانِ: شَهادةُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحْدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، وأنَّ ما جاء به محمَّدٌ الحقُّ، وأنَّ ما سِواه الباطلُ، والإيمانُ باللهِ، وملائكتِه، وكُتبِه، ورُسلِه وأنبيائِه، واليومِ الآخرِ، والإيمانُ بما بيْن يَديْهِ وما خلْفَه مِن التَّوراةِ والإنجيلِ والزَّبورِ، والإيمانُ بالبيِّناتِ والحسابِ، والجنَّةِ والنَّارِ، والموتِ والحياةِ، والإيمانُ للهِ ولرسولِه وللمُؤمنين كافَّةً. فإذا فَعَلوا ذلك وأقَرُّوا به فهم مُسلِمون مُؤمِنون. ثمَّ تَدُلُّوهم بعدَ ذلك على الإحسانِ، وعَلِّموهم أنَّ الإحسانَ: أنْ يُحْسِنوا فيما بيْنهم وبيْن اللهِ في أداءِ الأمانةِ، وعهْدِه الَّذي عهِدَه إلى رُسلِه، وعهْدِ رُسلِه إلى خلْقِه وأئمَّةِ المُؤمنينَ، والتَّسليمِ وسَلامةِ المُسلِمين مِن كلِّ غائلةِ لِسانٍ، وأنْ يَبْتغوا لِبَقيَّةِ المُسلِمين كما يَبْتغي المرْءُ لِنفْسِه، والتَّصديقِ بمواعيدِ الرَّبِّ ولقائِه ومُعايَنتِه، والوداعِ مِن الدُّنيا في كلِّ ساعةٍ، والمُحاسَبةِ للنَّفْسِ عندَ استيفاءِ كلِّ يومٍ وليلةٍ، وتَزوُّدٍ مِن اللَّيلِ والنَّهارِ، والتَّعاهُدِ لِما فرَضَ اللهُ تأْديِتَه إليه في السِّرِّ والعَلانيةِ. فإذا فَعَلوا ذلك، فهم مُسلِمون مُؤمِنون مُحسِنون. ثمَّ انْصِبوا وانْعَتوا لهم الكبائرَ ودُلُّوهم عليها، وخوِّفُوهم مِن الهَلكةِ في الكبائرِ، وأنَّ الكبائرَ هي المُوبقاتُ، وأولاهنَّ الشِّركُ باللهِ؛ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48]، والسِّحرُ؛ وما للسَّاحرِ مِن خَلاقٍ، وقَطيعةُ الرَّحمِ؛ يَلْعَنُهم اللهُ، والفِرارُ مِن الزَّحْفِ؛ فقدْ باؤوا بغضَبٍ مِن اللهِ، والغُلولَ؛ يأْتوا بما غَلُّوا يومَ القيامةِ، وقِتالُ النَّفْسِ المُؤمنةِ؛ {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء: 93]، وقذْفُ المُحصَنةِ؛ {لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [النور: 23]، وأكْلُ مالِ اليتيمِ؛ {يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10]، وأكْلُ الرِّبا؛ {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279]، فإذا انتهَوْا عن الكبائرِ فهم مُسلِمون مُؤمِنون، مُحسِنون، مُتَّقون، وقد اسْتَكْملوا التَّقوى. فادْعُوهم عندَ ذلك إلى العِبادةِ، والعِبادةُ: الصِّيامُ، والصَّلاةُ، والخُشوعُ، والرُّكوعُ والسُّجودُ، واليقينُ، والإنابةُ، والإخباتُ، والتَّهليلُ، والتَّسبيحُ، والتَّحميدُ، والتَّكبيرُ، والصَّدقةُ بعدَ الزَّكاةِ، والتَّواضعُ والسُّكونُ والمُواساةُ، والدُّعاءُ، والتَّضرُّعُ، والإقرارُ بالملك، والعُبوديَّةُ، والاستقلالُ [بما كَثُرَ] مِن العملِ الصَّالحِ. فإذا فعَلوا ذلك فهم مُسلِمون، مُؤمِنون، مُحسِنون، مُتَّقون، عابِدون، وقد استَكْملوا العِبادةَ. فادْعُوهم عندَ ذلك إلى الجِهادِ، وبَيِّنوه لهم، ورَغِّبوهم فيما رغَّبَهم اللهُ مِن فَضيلةِ الجهادِ وثَوابِه عندَ اللهِ، فإنِ انْتَدَبُوا فبايِعُوهم، وادْعُوهم حتَّى تُبايعوهم إلى سُنَّةِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه، عليكم عَهْدُ اللهِ وذِمَّتُه، وسبْعُ كَفالاتٍ -قال داودُ بنُ المُحبَّرِ: يقولُ اللهُ: كَفيلٌ عليَّ بالوفاءِ سبْعَ مرَّاتٍ- لا تَنْكُثون أيدِيَكم مِن بَيعةٍ، ولا تنْقُضون أمْرَ والٍ مِن وُلاةِ المُسلِمين، فإذا أقرُّوا بهذا فبايِعُوهم، واستغْفِروا اللهَ لهم. فإذا خَرَجوا يُقاتِلون في سَبيلِ اللهِ، غضَبًا للهِ، ونصْرًا لدِينِه، فمَن لَقُوا مِن النَّاسِ، فلْيَدْعُوهم إلى مِثْلِ ذلك ما دُعُوا إليه مِن كتابِ اللهِ إجابتِه، وإسلامِه وإيمانِه وإحسانِه، وتَقْواهُ، وعِبادتِه وهِجْرتِه، فمَن اتَّبعَهُم فهو المُستجيبُ، المِسكينُ، المُسلِمُ، المُؤمِنُ، المُحسِنُ، المُتَّقي، العابِدُ، المُجاهِدُ، له ما لكم، وعليه ما عليكم، ومَن أبَى هذا عليكم، فَقاتِلوهم حتَّى يَفِيءَ إلى أمْرِ اللهِ، وإلى دِينِه، ومَن عاهدْتُم وأعطَيْتُموه ذِمَّةَ اللهِ، فوَفُّوا إليه بها، ومَن أسلَمَ وأعْطاكُم الرِّضا، فهو منكم وأنتم مِنه، ومَن قاتَلَكم على هذا بعدَما سمَّيْتُموه له فقاتِلوهم، ومَن حارَبَكم فحارِبُوه، ومَن كابَدَكُم فكابِدوهُ، ومَن جمَعَ لكم فاجْمَعوا له، أو غالَكُم فغِيلُوه، أو خادَعَكم فخادِعوهُ، مِن غيرِ أنْ تَعْتَدُوا، أو ماكَرَكم فامْكُروا به، مِن غيرِ أنْ تَعْتدوا سِرًّا أو علانيةً، فإنَّه مَن يَنتصِرُ بعدَ ظُلْمِه فأولئكَ ما عليهم مِن سَبيلٍ. واعْلَموا أنَّ اللهَ معكم؛ يَراكم ويَرى أعمالَكم، ويَعلَمُ ما تَصْنعون كلَّه، فاتَّقوا اللهَ وكُونوا على حذَرٍ، فإنَّما هذه أمانةٌ ائْتَمنَني عليها ربِّي، أُبَلِّغُها عِبادَه عُذْرًا منه إليهم، وحُجَّةً منه، احتجَّ بها على مَن بلَغَه هذا الكتابُ مِن الخلْقِ جميعًا، فمَن عمِلَ بما فيه نجَا، ومَن اتَّبعَ ما فيه اهْتَدى، ومَن خاصَمَ به أفلَحَ، ومَن قاتَلَ به نُصِرَ، ومَن ترَكَهُ ضَلَّ حتَّى يُراجِعَه، فتعَلَّموا ما فيه، وأسْمِعوهُ آذانَكم، وأوْعُوهُ أجوافَكم، واسْتحْفِظوهُ قُلوبَكم؛ فإنَّه نُورُ الأبصارِ، ورَبيعٌ للقُلوبِ، وشِفاءٌ لِما في الصُّدورِ، وكَفى بهذا أمْرًا ومُعْتَبرًا، وزاجِرًا وعِظةً، وداعيًا إلى اللهِ ورسولِه، فهذا هو الخيرُ الَّذي لا شَرَّ فيه. كِتابُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ، رسولِ اللهِ ونَبيِّه، للعَلاءِ بنِ الحَضْرميِّ حين بعَثَه إلى البحرينِ، يَدْعو إلى اللهِ ورسولِه، يأمُرُه إلى ما فيه مِن حلالٍ، ويَنْهى عمَّا فيه مِن حرامٍ، ويدُلُّ على ما فيه مِن رُشدٍ، ويَنْهى عمَّا فيه مِن غَيٍّ، كِتابٌ ائْتَمَنَ عليه نَبِيُّ اللهِ العَلاءَ بنَ الحضرميِّ، وخَليفتَه خالدَ بنَ الوليدِ سيْفَ اللهِ، وقد أعذَرَ إليهما في الوصيَّةِ ممَّا في هذا الكتابِ إلى مَن معهما مِن المُسلِمين، ولم يَجعَلْ لأحدٍ منهم عُذْرًا في إضاعةِ شَيءٍ منه؛ لا الولاةِ، ولا المُتولَّى عليهم، فمَن بلَغَه هذا الكتابُ مِن الخلْقِ جميعًا، فلا عُذْرَ له، ولا حُجَّةَ، ولا يُعْذَرُ بجَهالةِ شَيءٍ ممَّا في هذا الكتابِ. كُتِبَ هذا الكتابُ لثلاثٍ مِن ذي القعدةِ، لأربعِ سِنينَ مَضَيْنَ مِن مُهاجَرةِ نَبيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَّا شَهرينِ، شَهِدَ الكتابَ يومَ كتَبَه ابنُ أبي سُفيانَ، وعُثمانُ بنُ عفَّانَ يُمْلِيه عليه، ورسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالسٌ، والمُختارُ بنُ قيسٍ القُرشيُّ، وأبو ذَرٍّ الغِفاريُّ، وحُذيفةُ بنُ اليَمانِ العبْسيُّ، وقُصيُّ بنُ أبي عمرٍو الحِمْيريُّ، وشَبيبُ بنُ أبي مَرْثدٍ الغسَّانيُّ، والمُستنيرُ بنُ أبي صَعْصعةَ الخُزاعيُّ، وعَوانةُ بنُ شمَّاخٍ الجُهنيُّ، وسعْدُ بنُ مالكٍ الأنصاريُّ، وسعْدُ بنُ عُبادةَ الأنصاريُّ، وزيدُ بنُ عمرٍو، والنُّقباءُ: رجُلٌ مِن قُريشٍ، ورجُلٌ مِن جُهينةَ، وأربعةٌ مِن الأنصارِ، حين دفَعَه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى العَلاءِ بنِ الحضرميِّ وخالدِ بنِ الوليدِ سيفِ اللهِ.
الراوي : الجارود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/134 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

290 - غزوتُ مع عُمرَ بنِ الخطَّابِ الشامَ ، فنزَلْنا منزلًا ، فجاء دَهقانُ يستدِلُّ على أميرِ المؤمنينَ حتى أتاه ، فلما رأى الدهقانُ عُمرَ سجَد له ، فقال عُمرُ : ما هذا السجودُ ؟ قال : هكذا نَفعلُ بالملوكِ : فقال عُمرُ : اسجُدْ لربِّكَ الذي خلَقكَ ، فقال : يا أميرَ المؤمِنينَ ، إني صنَعتُ لكَ طعامًا فأتِني ، فقال عُمرُ : هل في بيتِكَ شيءٌ مِن تصاويرِ العجمِ ؟ قال : نعَم , قال : لا حاجةَ لنا في بيتِكَ ولكن انطلِقْ إلينا بلونٍ منَ الطعامِ ، ولا تزِدْنا عليه ، قال : فانطلِقْ ، فبعَث إليه بالطعامِ ، فأكَل منه ، فقال عُمرُ لغلامِه : هل في إداوتِكَ شيءٌ مِن ذلك النبيذِ ؟ قال : نعَم قال : فأتاه فصبَّه في إناءٍ ثم شمَّه فوجَده مُنكَرَ الريحِ ، فصبَّ عليه الماءَ ثلاثَ مراتٍ ، ثم شرِب ، ثم قال : إذا رابَكم مِن شرابِكم هذه فافعَلوا به هكذا ، ثم قال : سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : لا تلبَسوا الديباجَ والحريرَ ، ولا تَشرَبوا في آنيةِ الفِضةِ والذهبِ ، فإنه لهم في الدنيا ولكم في الآخرةِ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 278 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رواته ثقات

291 - لمَّا سمِعَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بابنِ صيَّادٍ، قام إليه في أصحابِه، وقال لهم: إنِّي أخْبَأُ له خَبْئًا، وإنِّي أخْبَأُ له سُورةَ الدُّخَانِ، قال: فسأَلَ عنه أُمَّه، فقالت: هو يَلعَبُ مع الصِّبيانِ، قال: ولدَتْهُ أُمُّه أعوَرَ مَختونًا، قال: فدُعِيَ، فقال له رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَشهَدُ أنِّي رسولُ اللهِ؟ قال هو: أتشهَدُ أنِّي رسولُ اللهِ؟ فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: آمنْتُ باللهِ ورسُلِه، قال: ثمَّ قال له: أتشهَدُ أنِّي رسولُ اللهِ؟ قال: فرَدَّ عليه مِثْلَ قولِه، قال: فقال له رسولُ الله: قد خبَأْتُ لك خَبْئًا، فما هو؟ قال: دُخْ، فقال: اخسَأْ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: انظُرْ ما تَرى؟ قال: أرى إعصارًا وعَرشًا على الماءِ، قال: فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لُبِّسَ عليه. قال: فقال عُمَرُ رضِيَ اللهُ عنه: ألَا أقتُلُه يا رسولَ اللهِ؟ قال: لا، إنْ يكُنِ الدَّجَّالَ فلا تُسلَّطُ على قتْلِه، وإلَّا يكُنِ الدَّجَّالَ فلا يَحِلُّ قَتْلُهُ.
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/126 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ورواته ثقات

292 - إنَّ اللهَ خلَقَ آدَمَ مِن تُرابٍ، ثمَّ جعَلَه طِينًا، ثمَّ ترَكَهُ حتَّى إذا كان حمَأً مَسنونًا خلَقَه وصَوَّره، ثمَّ ترَكَه حتَّى إذا كان صَلصالًا كالفخَّارِ، قال: فكان إبليسُ يمُرُّ به يقولُ: لقد خُلِقْتَ لأمْرٍ عظيمٍ، ثمَّ نفَخَ اللهُ فيه مِن رُوحِه، فكان أوَّلُ شَيءٍ جَرى فيه الرُّوحُ بصَرَهُ وخَياشِيمَه، فعَطَسَ، فلقَّاهُ اللهُ حمْدَ رَبِّه، فقال الرَّبُّ: يَرحَمُك ربُّك، ثمَّ قال: يا آدَمُ، اذهَبْ إلى أولئك النَّفرِ، فقُلْ لهم، وانظُرْ ما يقولونَ، فجاء فسلَّمَ عليهم، فقالوا: وعليك السَّلامُ ورحمةُ اللهِ، فجاء إلى رَبِّه، فقال: ماذا قالوا لك؟ وهو أعلَمُ بما قالوا له، قال: يا رَبِّ، لمَّا سلَّمْتُ عليهم قالوا: وعليك السَّلامُ ورحمةُ اللهِ، قال: يا آدَمُ، هذا تَحيَّتُك وتحيَّةُ ذُرِّيَّتِك، قال: يا رَبِّ وما ذُرِّيَّتي؟ قال: اختَرْ إحدى يَدَيَّ يا آدَمُ، قال: أختارُ يَمينَ ربِّي، وكِلْتا يَدَيْ رَبِّي يَمينٌ، فبسَطَ اللهُ كَفَّه، فإذا هو كما هو كائنٌ مِن ذُرِّيَّتِه في كَفِّ الرَّحمنِ عَزَّ وجَلَّ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/136 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف | أحاديث مشابهة

293 - اهتَمَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالأذانِ للصلاةِ وكرِه أن ينقسَ كما يصنعُ أهلُ مكةَ ، فكان يبعثُ رجالًا إذا حضرَتِ الصلاةُ فيُعلِمُهم عنِ الصلاةِ ، ورجَع عبدُ اللهِ بنُ زيدٍ الأنصاريُّ مهتمًّا بهَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فأُتِيَ في المنامِ وقيل : لأيِّ شيءٍ اهتمَمتَ ؟ قال لِهَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فقال : الذي أتاه : ائتِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمُرْه أن يؤذِّنَ بالصلاةِ : اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ - مرتينِ - أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ - مرتينِ - حيَّ على الصلاةِ - مرتينِ - حيَّ على الفلاحِ - مرتينِ - اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، لا إلهَ إلا اللهُ . قال له : اجعَلْ في الأذانِ والإقامةِ مِثلَ ذلك ، قال : فأتى عبدُ اللهِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَره بذلك ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : علِّمْها بلالًا , وجاء عُمرُ بنُ الخطَّابِ ، فقال : رأيتُ مِثلَما رأى عبدُ اللهِ بنُ زيدٍ ولكنَّ عبدَ اللهِ سبَقَني
الراوي : الشعبي عامر بن شراحيل | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/471 | خلاصة حكم المحدث : مرسل صحيح الإسناد

294 - سمع عثمانُ بنُ عفانَ رضي اللهُ عنه أن وفدَ أهلِ مصرَ قد أقبَلوا فاستَقبَلهم وكان في قريةٍ خارجًا منَ المدينةِ , أو كما قال , فلما سمِعوا به أقبَلوا نحوَه إلى المكانِ الذي هو فيه قالوا: كرِه أن تقدَموا عليه المدينةَ , أو نحوَ ذلك , فأتَوه فقالوا له: ادعُ بالمصحفِ قال: فدَعا بالمصحفِ فقالوا له: افتَحْ السابعةَ , وكانوا يسمُّونَ سورةَ يونسَ: السابعةَ , فقرَأ حتى أتى على هذه الآيةِ: قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ فقالوا له: قِفْ أرأيتَ ما حُمِي مِن حمَى اللهِ اللهُ أذِن لكَ أم على اللهِ تَفتَري ؟ فقال: أمضِه نزَلَتْ في كذا وكذا وأما الحِمى: فإنَّ عُمرَ حَمى الحِمى قبلي لإبلِ الصدقةِ فلما وُلِّيتُ حمَيتُ لإبلِ الصدقةِ أمضِه فجعَلوا يأخُذونَه بالآيةِ فيقولُ: أمضِه نزلَتْ في كذا وكذا قال: وكان الذي يلي كلامَ عثمانَ في سِنكَ , قال: يقولُ أبو نضرةَ يقولُ ذلك لي أبو سعيدٍ قال أبو نضرةَ وأنا في سِنكَ قال أبي: ولم يخرجْ وجهي يومئذٍ لا أدري لعلَّه قال مرةً أخرى: وأنا يومئذٍ ابنُ ثلاثينَ سنةً قال: ثم أخَذوه بأشياءَ لم يكُنْ عندَه منها مخرجٌ فعرَفها فقال: أستَغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليه ثم قال لهم: ما تُريدونَ ؟ قالوا: فأخَذوا ميثاقَه وكتَب عليهم شرطُا ثم أخَذ عليهِم أن لا يَشُقُّوا عصًا ولا يُفارِقوا جماعةً ما قام لهم بشرطِهم , أو كما أخَذوا عليه , فقال لهم: ما تُريدونَ ؟ قالوا: نريدُ أن لا يأخُذَ أهلُ المدينةِ عطاءً فإنما هذا المالُ لمن قاتَل عليه ولهذه الشيوخِ مِن أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرَضوا وأقبَلوا معه إلى المدينةِ راضينَ قال: فقام فخطَبَهم فقال: إني واللهِ ما رأيتُ وفدًا في الأرضِ هو خيرٌ مِن هذا الوفدِ الذين مِن أهلِ مصرَ ألا مَن كان له زرعٌ فلْيَلحَقْ بزرعِه ومَن كان له ضرعٌ فيحتلبْ ألا إنه لا مالَ لكم عندَنا إنما هذا المالُ لمن قاتَل عليه ولهذه الشيوخِ مِن أصحابِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فغضِب الناسُ وقالوا: هذا مكرُ بني أميةَ ثم رجَع الوفدُ المصريُّونَ راضينَ فبينما هم في الطريقِ إذا هُم براكبٍ يتعرَّضُ لهم ويفارِقُهم ثم يرجِعُ إليهِم ثم يُفارِقُهم ويسبُّهم قالوا له: مالَكَ إنَّ لكَ لأمرًا ما شأنُكَ ؟! فقال: أنا رسولُ أميرِ المؤمنينَ إلى عاملِه بمصرَ ففتَّشوه فإذا هُم بالكتابِ معه على لسانِ عثمانَ عليه خاتَمُه إلى عاملِه بمصرَ أن يَصلِبَهم أو يَقتُلَهم أو يقطعَ أيديَهم وأرجلَهم مِن خلافٍ فأقبَلوا حتى قدِموا المدينةَ فأتَوا عليًّا فقالوا: ألم تَر إلى عدوِّ اللهِ يكتبُ فينا كذا وكذا وإنَّ اللهَ , تعالى , قد أحَلَّ دمَه قُمْ معنا إليه قال: واللهِ لا أقومُ معكم إليه قالوا: فلِمَ كتَبتَ إلينا ؟ قال: واللهِ ما كتَبتُ إليكم كتابًا قَطُّ قال: فنظَر بعضُهم إلى بعضٍ فقالوا: لهذا تقاتِلونَ أم لهذا تَغضَبونَ ؟ فانطَلَق عليٌّ يخرجُ منَ المدينةِ إلى قريةٍ فانطَلَقوا حتى دخَلوا على عثمانَ فقالوا له: كتبتَ فينا كذا وكذا وإنَّ اللهَ قد أحَلَّ دمَكَ فقال: إنهما اثنانِ: أن تُقيموا عليَّ رجلينِ منَ المسلمينَ أو يمينٌ باللهِ الذي لا إلهَ إلا هو ما كتبتُ ولا أملَيتُ ولا علِمتُ وقد تَعلَمونَ أنَّ الكتابَ يُكتَبُ على لسانِ الرجلِ وقد يُنقَشُ الخاتَمُ على الخاتَمِ , قالوا: فواللهِ لقد أحلَّ اللهُ دمَكَ بنقضِ العهدِ والميثاقِ , قال: فحاصَروه فأشرَف عليهِم وهو محصورٌ ذاتَ يومٍ فقال: السلامُ عليكم , قال أبو سعيدٍ: فواللهِ ما أسمَعُ أحدًا منَ الناسِ ردَّ عليه السلامَ إلا أن يرُدَّ الرجلُ في نفسِه , فقال: أنشُدُكم باللهِ الذي لا إله إلا هو هل علِمتُم ؟ قال: فذكَر أشياءَ في شأنِه وذكَر أيضًا أرى كتابتَه المفصلَ ففشى النهيُ فجعَل يقولُ الناسُ: مهلًا عن أميرِ المؤمنينَ ففَشى النهيُ فقام الأشترُ , فلا أدري أيومئذٍ أم يومَ آخر , قال: فلعله قد مُكِر به وبكم قال: فوطِئَه الناسُ حتى لقي كذا وكذا ثم إنه أشرَف عليهم مرةً أخرى فوعَظَهم وذكَّرهم فلم تأخُذْ فيهم الموعظةُ وكان الناسُ تأخُذُ فيهم الموعظةُ أولَ ما يَسمَعونَها فإذا أُعيدَتْ عليهِم لم تأخُذْ فيهم قال: ثم إنه فتَح البابَ ووضَع المصحفَ بين يدَيه وذاك أنه رأى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال له: يا عثمانُ أفطِرْ عندَنا الليلةَ , قال أبي: فحدَّثني الحسنُ أن محمدَ بنَ أبي بكرٍ دخَل عليه فأخَذ بلحيتِه فقال: لقد أخذتَ مني مأخذًا , أو قعدتَ مني مقعدًا- ما كان أبوكَ ليقعُدَه , أو قال: ليأخُذَه- فخرَج وترَكه ودخَل عليه رجلٌ يقالُ له: الموتُ الأسوَدُ فخنَقَه ثم خنَقَه ثم خرَج فقال: واللهِ لقد خنَقتُه فما رأيتُ شيئًا قطُّ ألينَ مِن حلقِه حتى رأيتُ نفسَه ترددُّ في جسدِه كنفسِ الجانِّ , قال: فخرَج وترَكه , وقال في حديثِ أبي سعيدٍ: دخَل عليه رجلٌ فقال: بيني وبينَكَ كتابُ اللهِ فخرَج وترَكه ثم دخَل عليه آخرُ فقال: بيني وبينك كتابُ اللهِ , تعالى , والمصحفُ بين يدَيه فأهوى بالسيفِ فاتَّقاه عثمانُ بيدِه فقَطَعها فما أدري أبانَها أم قطَعَها ولم يُبِنْها قال عثمانُ: أما واللهِ إنَّها أولُ كفٍّ خطَّتِ المُفَصَّلَ قال ؟ وقال في غيرِ حديثِ أبي سعيدٍ: فدخَل عليه التجيبيُّ فأشعَر مشقصًا , فانتَضَح الدمُ على هذه الآيةِ: فسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وهُوَ السميعُ العليمُ قال: فإنَّها في المصحفِ ما حُكَّتْ بعدُ قال: فأخَذَتْ بنتُ الفرافصةِ حُلِيَّها في حديثِ أبي سعيدٍ فوضَعَتْه في حجرِها وذلك قبلَ أن يُقتَلَ فلما أشعرَ أو قُتِل تفاجتْ عليه فقال بعضُهم: قاتَلها اللهُ ما أعظمَ عجيزتَها قال أبو سعيدٍ فعلِمتُ أنَّ أعداءَ اللهِ لم يُريدوا إلا الدنيا
الراوي : أبو سعيد مولى أبي سعيد الأنصاري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/7 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات
التخريج : أخرجه إسحق بن راهويه كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (8/7) واللفظ له، وعبدالله بن أحمد في ((زوائد فضائل الصحابة)) (765)، وابن حبان (6919) من حديث أبي سعيد مولى أبي أسيد

295 - كنتُ مع عُمرَ بنِ الخطابِ ، بالشامِ ، فقال أهلُ الذمةِ : إنكَ كلَّفتَنا وفرَضتَ علينا أن نرزقَ المسلمينَ العسلَ ، ولا نجدُه ، فقال عُمرُ : إن المسلمينَ إذا دخَلوا أرضًا يوطنوا فيها اشتدَّ عليهم شرِبوا الأقداحَ فلا بدَّ لهم مما يُصلِحُهم ، فقالوا : فإن عندَنا شرابًا نصنعُه منَ العنبِ شيئًا يشبهُ العسلَ ، قال : فأتوا ، فأتَوا به ، فجعَل يرفعُه بأصبعِه ، فمدَّه كهيئةِ العسلِ ، فقال : كأنَّ هذا طلاءُ الإبلِ ، فدعا بماءٍ ، فصبَّه عليه ، ثم خفَض ، فشرِب منه وشرِب أصحابُه ، وقال : ما أطيبَ هذا ، فارزُقوا المسلمينَ منه ، فرزَقهم منه ، فلبِث ما شاء اللهُ ، ثم إن رجلًا خدر منه ، فقام المسلمونَ فضرَبوه بنعالِهم وقالوا : سكرانُ ، فقال الرجلُ : لا تقتُلوني ، فواللهِ ما شرِبتُ إلا الذي رزَقنا عُمرُ ، فقام عُمرُ بين ظهرانَيِ الناسِ ، فقال : يا أيُّها الناسُ ، إنما أنا بشرٌ ، لستُ أحلُّ حلالًا ، ولا أحرمُ حرامًا ، وإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُبِض ورُفِع الوحيُ ، فأخَذ عُمرُ بثوبِه ، فقال : إني أبرَأُ إلى اللهِ مِن هذا ، أن أحلَّ لكم حرامًا ، فاترُكوه فإني أخافُ أن يدخلَ الناسُ فيه دخولًا ، وقد سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : كلُّ مسكرٍ حرامٌ ، فدعوه ، ثم كان عثمانُ ، فصنَعه ، ثم كان معاويةُ فشرِب الحلوَ
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 371 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف

296 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لما فتَح مكةَ قال : كُفوا السلاحَ إلا خزاعةَ عن بني بكرٍ , فأذِن لهم حتى صلَّوُا العصرَ ، ثم قال : كُفوا السلاحَ حتى إذا كان منَ الغدِ لَقي رجلٌ مِن خُزاعةَ رجلًا مِن بني بكرٍ بالمزدلفةِ فقتَله ، فلما بلَغ ذلك النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قام خطيبًا مسندًا ظهرَه إلى الكعبةِ ، فقال : إنَّ أعتى الناسِ على اللهِ ، عزَّ وجلَّ ، مَن عدى في الحرمِ ، وقتَل غيرَ قاتلِه ، ومَن قتَل بِذُحُولِ الجاهليةِ وجاء رجلٌ ، فقال : يا رسولَ اللهِ إنَّ فلانًا ابني عاهَر بامرأةٍ في الجاهليةِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ذهَب أمرُ الجاهليةِ ، لا دِعوةَ في الإسلامِ ، الولدُ للفراشِ ، وللعاهِرِ الأثلبُ قالوا يا نبيَّ اللهِ وما الأثلبُ ؟ قال : الحجرُ قال : وقال في خطبتِه : في الأصابعِ عشرٌ عشرٌ وقال : في الموضحةِ خمسٌ خمسٌ وقال : لا صلاةَ بعدَ صلاةِ الصبحِ حتى تشرقَ الشمسُ ، ولا صلاةَ بعدَ صلاةِ العصرِ حتى تغرُبَ الشمسُ , وقال في خطبتِه : ولا تُنكَحُ المرأةُ على عمتِها ، ولا على خالتِها ، ولا يجوزُ لامرأةٍ عطيةٌ إلا بإذنِ زوجِها , وقال في خطبتِه : وأوفوا بحلفِ الجاهليةِ ، فإنه لا يزيدُه الإسلامَ إلا شدةً ، ولا تُحدِثوا في الإسلامِ حِلفًا
الراوي : [جد عمرو بن شعيب] | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 1/461 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن | أحاديث مشابهة

297 - سألْتُ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما عن قولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لموسى صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} [طه: 40]، فسألْتُه عن الفُتونِ؟ فقال: استأنِفِ النَّهارَ يا ابنَ جُبيرٍ؛ فإنَّ لها حديثًا طويلًا. قال: فغدوْتُ على ابنِ عبَّاسٍ لأنتجِزَ ما وَعَدني مِن حديثِ الفُتونِ، فقال: تذاكَرَ فِرعونُ وجُلساؤُه ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أنْ يجعَلَ في ذُرِّيتَه أنبياءَ ومُلوكًا؛ فقال بعضُهم: إنَّ بني إسرائيلَ لينتظِرونَ ذلك ما يشُكُّون فيه، وقد كانوا يظنُّونَ أنَّه يُوسفُ بنُ يعقوبَ عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ، فلمَّا هلَكَ قالوا: ليس هكذا كان، إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ وعَدَ إبراهيمَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. قال فِرعونُ: فكيف تَرَونَ؟ فائْتَمَروا، واجتمَعوا أمْرَهم على أنْ يبعَثَ رِجالًا بالشِّفارِ، يَطُوفون في بني إسرائيلَ، فلا يَجِدون مولودًا ذكَرًا إلَّا ذَبَحوه، ففَعَلوا ذلك، فلمَّا أنْ رَأَوا أنَّ الكبارَ في بني إسرائيلَ يموتونَ بآجالِهم، والصِّغارَ يُذْبَحونَ، قالوا: أتوشِكونَ أنْ تُفْنوا بني إسرائيلَ، فتَصيروا إلى أنْ تُباشِروا مِن الأعمالِ والخدمةِ الَّتي كانوا يَكْفُونكم؟ فاقْتُلوا عامًا كلَّ مولودٍ ذكرٍ، فيقِلَّ نَباتُهم، ودَعُوا عامًا، فلا تَقْتلوا منهم أحدًا، فيشِبَّ الصِّغارُ مكانَ مَن يموتُ مِن الكبارِ، فإنَّهم لنْ يَكْثروا بمَن تَسْتحيون، فتخافوا مُكاثرتَهم إياكم، ولنْ يَفْنَوا بمَن تقتُلونَ، فتحتاجونَ إليهم، فأجْمَعوا أمْرَهم على ذلك، فحمَلَت أُمُّ موسى بهارونَ عليهما السَّلامُ العامَ الَّذي لا يُذْبَحُ فيه الغِلمانُ، فولدَتْه عَلانيةً، فلمَّا كان مِن قابلٍ حمَلَتْ بمُوسى عليه السَّلامُ، فوقَعَ في قلْبِها مِن الهَمِّ والحزنِ. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، ما دخَلَ عليه في دهو بَطْنِ أُمِّه ممَّا يُرادُ به، فأوحَى اللهُ تعالى إليها: {وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7]، وأمَرَها أنْ إذا ولَدَتْ أنْ تجعَلَه في تابوتٍ، ثمَّ تُلْقِيه في اليمِّ، فلمَّا ولَدَت فعَلَت ذلك به، فألْقَته في اليمِّ، فلمَّا توارى عنها ابنُها أتاها الشَّيطانُ، فقالت في نفْسِها: ما فعَلْتُ بابني؟! لو ذُبِحَ لبِثَ عندي فرأيْتُه وكفَّنْتُه، كان أحَبَّ إليَّ مِن أنْ أُلْقِيَه بيدي إلى دوابِّ البحرِ وحِيتانِه، وانتهى الماءُ به حتَّى أرفَأَ به عند فُرْضَةُ مُسْتَقى جواري امرأةِ فِرعونَ، فلمَّا رأيْنَه أخذْنَه، فهمَمْنَ أنْ يفتحْنَ التَّابوتَ، فقالت بعضُهنَّ: إنَّ في هذا مالًا، وإنَّا إنْ فتحْناه لم تُصدِّقْنا امرأةُ الملِكِ بما وجَدْنا فيه، فحمَلْنَه بهيئةٍ لم يُحرِّكْنَ منه شيئًا، دفعْنَه إليها، فلمَّا فتحَتْه رأتْ فيه غُلامًا، فأُلْقِيَ عليه منها محبَّةٌ لم تُلْقَ مثْلُها على البشَرِ قطُّ، وأصبَحَ فُؤَادُ أُمِّ موسى فارغًا مِن ذِكْرِ كلِّ شَيءٍ إلَّا مِن ذِكْرِ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا سمِعَ الذَّابِحونَ بأمْرِه أقبلوا بشِفارِهم إلى امرأةِ فرعونَ ليذبَحُوه -وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت للذَّبَّاحينَ: أقِرُّوه؛ فإنَّ هذا الواحدَ لا يَزيدُ في بني إسرائيلَ حتَّى آتِيَ فِرعونَ فأسْتَوْهِبَه منه، فإنْ وهَبَه لي كنْتُم قد أحسنْتُم وأجمَلْتُم، وإنْ أمَرَ بذبْحِه لم أَلُمْكم، فأتَتْ به فرعونَ، فقالت: قُرَّةُ عينٍ لي ولك، قال فِرعونُ: يكونُ لك، فأمَّا لي فلا حاجةَ لي في ذلك. قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي أحلِفُ به، لو أقَرَّ فِرعونُ بأنْ يكونَ له قُرَّةَ عينٍ كما أقَرَّت امرأتُه، لهداهُ اللهُ به كما هدى به امرأتَه، ولكنَّ اللهَ حرَمَه ذلك. فأرسَلَتْ إلى مَن حولَها، مِن كلِّ امرأةٍ لها لبنٌ، تختارُ لها ظِئرًا، فجعَلَ كلَّما أخذَتْه امرأةٌ منهنَّ، فترُضِعُه، لم يَقْبَلْ ثَدْيَها، حتَّى أشفَقَت عليه امرأةُ فِرعونَ أنْ يَمتنِعَ مِن اللَّبنِ فيموتَ، فأحْزَنَها ذلك، فأمرَتْ به، فأُخْرِجَ إلى السُّوقِ وتجمَّعَ النَّاسُ، تَرْجو أنْ تجِدَ له ظِئرًا يأخُذُ منها، فلم يَقْبَلْ، وأصبَحَتْ أُمُّ موسى والهةً، فقالت لأُخْتِه: قُصِّيه -يعني: أثَرَهُ- واطْلُبِيه، هل تسمعينَ له ذِكْرًا؟ أحيٌّ ابْني أمْ قد أكلَتْه الدَّوابُّ؟ ونسِيَت ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها فيه، فبَصُرتْ به أختُه عن جُنُبٍ وهم لا يَشعُرونَ، والجُنُبُ: أنْ يبصِرَ الإنسانُ إلى الشَّيءِ البعيدِ وهو إلى جَنْبِه لا يشعُرُ به، فقالت مِن الفرحِ حين أعياهم الظُّؤارتُ: أنا {أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ} [القصص: 12]، فأخَذُوها فقالوا: ما يُدريك ما نُصْحُهم له؟ هل يعرِفونَه؟ حتَّى شكُّوا في ذلك -فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ- فقالت: نصيحَتُهم له وشفقَتُهم عليه رغبةً في صِهر الـمَلِك، ورجاءَ مَنفعتِه، فأرْسَلوها، فانطلَقَتْ إلى أُمِّها فأخبرتْها الخبرَ، فجاءتْ أُمُّه، فلمَّا وضعَتْه في حِجْرِها، نزَا إلى ثَدْيِها، فمَصَّه حتَّى امتلَأَ جَنباهُ رِيًّا، وانطلَقَ البشيرُ إلى امرأةِ فرعونَ: أنْ قد وجَدْنا لابْنِك، فأرسَلَتْ إليها، فأُوتِيتْ بها وبه، فلمَّا رأت ما يصنَعُ، قالت لها: امْكُثي عندي؛ تُرْضِعي ابني هذا، فإنِّي لم أحجِبْه شيئًا قطُّ، فقالت أُمُّ مُوسى: لا أستطيعُ أنْ أدَعَ بيتي وولدي، فيَضيعَ، فإنْ طابتْ نفْسُك أنْ تُعْطِيَنه، فأذهَبَ به إلى مَنْزلي، فيكونَ معي لا آلوهُ خيرًا، فعلْتُ، وإلَّا فإنِّي غيرُ تاركةٍ بيتي وولدي، وذكَرَت أُمُّ مُوسى عليه السَّلامُ ما كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ وعَدَها، فتعاسَرَت على امرأةِ فرعونَ، وأيقنَتْ بأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُنْجِزُ موعودَه، فرجَعَتْ إلى بيتِها بابنِها مِن يومِها، فأنبَتَه اللهُ نباتًا حسنًا، وحفِظَه لِمَا قد قَضى فيه، فلم يزَلْ بنو إسرائيلَ وهم في ناحيةِ القريةِ مُمْتنعينَ يَمْتنعونَ به مِن السُّخرةِ ما كان فيهم. فلمَّا تَرعرَعَ قالت امرأةُ فرعونَ لأُمِّ مُوسى: أريدُ أنْ تُرِيني ابني، فوعَدَتْها يومًا تُرِيها فيه إيَّاه، فقالتِ امرأةُ فِرعونَ لخُزَّانِها، وظُؤورتِها، وقَهارِمَتِها: لا يَبْقينَّ أحدٌ منكم إلَّا استقبَلَ ابني اليومَ بهَديَّةٍ وكَرامةٍ؛ لِأَرى ذلك فيه، وأنا باعثةٌ أمينًا يُحْصِي ما يصنَعُ كلُّ إنسانٍ منكم، فلم تَزَلِ الهدايا والكرامةُ والنِّحلةُ، تَستقبِلُه مِن حينِ خرَجَ مِن بيتِ أُمِّه إلى أنْ دخَلَ على امرأةِ فرعونَ، فلمَّا دخَلَ عليها بجَّلَتْه، وأكرمَتْه، وفرِحَت به، وأعجَبَها، ونحَلَت أُمَّه؛ لحُسْنِ أثَرِه، ثمَّ قالت: لآتيَنَّ به فِرعونَ، فليَنْحَلَنَّه، وليُكْرِمَنَّه، فلمَّا دخَلَتْ به عليه، جعَلَه في حِجْرِه، فتناوَلَ مُوسى لِحيةَ فرعونَ، فمَدَّها إلى الأرضِ، فقال الغواةُ مِن أعداءِ اللهِ لفرعونَ: ألَا ترى إلى ما وعَدَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ إبراهيمَ نَبِيَّه عليه السَّلامُ أنَّه يرِثُك، ويَعْلوك، ويصرَعُك، فأرسَلَ إلى الذَّبَّاحينَ، وذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ، بعدَ كلِّ بلاءٍ ابتُلِيَ به، أو أُرِيدَ به فُتونًا. فجاءت امرأةُ فِرعونَ تَسْعى إلى فرعونَ، فقالت: ما بدا لك في هذا الغلامِ الَّذي وهَبْتَه لي؟ قال: ألَا تَرَيْنَه يزعُمُ أنَّه يصرَعُني ويَعْلوني؟ قالت: اجْعَلْ بيني وبينك أمرًا تعرِفُ فيه الحقَّ؛ ائْتِ بجَمْرتينِ ولُؤلؤتَينِ، فقَرِّبْهما إليه، فإنْ بطَش باللُّؤلؤتَينِ واجتنَبَ الجَمْرتينِ، عرَفْتَ أنَّه يعقِلُ، وإنْ تَناوَلَ الجَمْرتَينِ ولم يُرِدِ اللُّؤلؤتَينِ، علِمْتَ أنَّ أحدًا لا يُؤثِرُ الجَمرتينِ على اللُّؤلؤتينَ وهو يعقِلُ، فقُرِّبَ ذلك إليه، فتناوَلَ الجَمرتَينِ، فانْتَزَعوهما مِن يَدِه، وخافت أنْ يحرِقَا يدَيْه، فقالت المرأةُ: ألَا ترى؟! فصرَفَه اللهُ عنه بعدما كان قد هَمَّ به، وكان الله عَزَّ وجَلَّ بالغًا فيه أمْرَه. فلمَّا بلَغَ أشُدَّه وصار مِن الرِّجالِ، لم يكُنْ أحدٌ مِن آلِ فِرعونَ يخلُصُ إلى أحدٍ مِن بني إسرائيلَ معه بظُلمٍ، ولا يخرُجُ حتَّى امْتَنعوا كلَّ الامتناعِ. فبينما مُوسى عليه السَّلامُ يَمْشي في ناحيةِ المدينةِ، إذ هو برجُلينِ يَقْتتلانِ؛ أحدُهما فرعونيٌّ، والآخرُ إسرائيليٌّ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فغضِبَ مُوسى عليه السَّلامُ غضبًا شديدًا؛ لأنَّه تناوَلَ وهو يعلَمُ منزلةَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن بَني إسرائيلَ، وحِفْظَه لهم، لا يعلَمُ النَّاسُ إلَّا إنَّما ذلك مِن الرَّضاعِ إلَّا أُمُّ مُوسى، إلَّا أنْ يكونَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ أَطْلَعَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن ذلك على ما لم يُطْلِعْ عليه غيرَه. فوكَزَ مُوسى عليه السَّلامُ الفرعونيَّ، فقتَلَه، وليس يراهما أحدٌ إلَّا اللهُ عَزَّ وجَلَّ، فقال مُوسى عليه السَّلامُ حين قتَلَ الرَّجلَ: هذا مِن عمَلِ الشَّيطانِ؛ إنَّه عدُوٌّ مُضِلٌّ مُبينٌ، ثمَّ قال: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ}، إلى قولِه: {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16]. {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} [القصص: 18] الأخبارَ، فأُتِيَ فِرعونُ فقيلَ: إنَّ بني إسرائيلَ قد قتَلَتْ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ، فخُذْ لنا بحَقِّنا، ولا تُرخِّصْ لهم، فقال: ابْغُوني قاتِلَه ومَن شهِدَ عليه؛ فإنَّ الملِكَ وإنْ كان صَفْوُه مع قومِه، لا يستقيمُ له أنْ يُقِيدَ بغيرِ بيِّنةٍ، ولا ثَبَتٍ، فانْظُروا في عِلْمِ ذلك آخُذْ لكم بحَقِّكم، فبينا هم يَطوفونَ لا يَجِدونَ شيئًا، إذا موسى عليه السَّلامُ قد رأى في الغدِ ذلك الإسرائيليَّ يقتُلُ رجُلًا مِن آلِ فرعونَ آخرَ، فاستغاثَه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فصادَفَ مُوسى عليه السَّلامُ قد ندِمَ على ما كان منه، فكَرِهَ الَّذي رأى، فغضِبَ الإسرائيليُّ وهو يُريدُ أنْ يبطِشَ بالفرعونيِّ، فقال للإسرائيليِّ -لِمَا فعَلَ أمسِ واليومَ-: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} [القصص: 18]. فنظَرَ الإسرائيليُّ إلى مُوسى عليه السَّلامُ بعدما قال له ما قال، فإذا هو غضبانُ كغضَبِه بالأمسِ الَّذي قتَلَ به الفرعونيَّ، فخاف أنْ يكونَ بعدما قال له: {إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ} إيَّاه أراد، ولم يكُنْ أراده، إنَّما أراد الفرعونيَّ، فخاف الإسرائيليُّ، فحاجَزَ الفرعونيَّ، فقال: {يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]؟ وإنَّما قال ذلك؛ مخافةَ أنْ يكون إيَّاهُ أراد مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يقتُلَه، فتنازَعَا. فانطلَقَ الفرعونيُّ إلى قومِه، فأخبَرَهم بما سمِعَ مِن الإسرائيليِّ مِن الخبرِ حين يقولُ: {أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ} [القصص: 19]، فأرسَلَ فرعونُ الذَّبَّاحينَ ليقتُلوا موسى عليه السَّلامُ، فأخَذَ رُسلُ فرعونَ الطَّريقَ الأعظمَ يَمْشون على هَيئتِهم يطلُبونَ مُوسى عليه السَّلامُ، وهم لا يخافونَ أنْ يفوتَهم، فجاء رجُلٌ مِن شِيعَةِ مُوسى عليه السَّلامُ مِن أَقْصى المدينةِ، فاختصَرَ طريقًا قريبًا حتَّى سبَقَهم إلى موسى عليه السَّلامُ فأخْبَرَه. فذلك مِن الفُتونِ يا ابنَ جُبيرٍ. فخرَجَ مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ مدينَ لم يلْقَ بلاءً قبلَ ذلك، وليس له علمٌ بالطَّريقِ إلَّا حُسْنَ الظَّنِّ بربِّه عَزَّ وجَلَّ، فإنَّه قال: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: 22]. {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} إلى {تَذُودَانِ} [القصص: 23]، يعني بذلك: حابستَينِ غنَمَهما، فقال لهما: ما خطْبُكما مُعتزلتَينِ لا تَسْقيانِ مع النَّاسِ؟ قالتا: ليس لنا قُوَّةٌ نُزاحِمُ القومَ، وإنَّما ننتظِرُ فُضولَ حياضِهم، فسقى لهما، فجعَلَ يغرِفُ بالدَّلْوِ ماءً كثيرًا، حتَّى كانتا أوَّلَ الرِّعاءِ فراغًا، فانصرَفَتا بغنَمِهما إلى أبيهما، وانصرَفَ موسى عليه السَّلامُ، فاستظَلَّ بشجرةٍ، وقال: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، فاستنكَرَ أبوهما سُرعةَ صُدورِهما بغنَمِهما حُفَّلًا بطانًا، فقال: إنَّ لكما اليومَ لشأنًا، فأخبَرَتَاه بما صنَعَ موسى عليه السَّلامُ، فأمَرَ إحداهما أنْ تَدْعُوَه له، فأتَتْ موسى عليه السَّلامُ فدَعَتْه، فلمَّا كلَّمَه قال: {لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص: 25]، ليس لفِرعونَ ولا لقومِه علينا سُلطانٌ، ولسْنا في مَمْلكتِه. قال: فقالت إحداهما: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، فاحتمَلَتْه الغَيرةُ على أنْ قال: وما يُدريكِ ما قُوَّتُه؟ وما أمانَتُه؟ قالت: أمَّا قُوَّتُه: فما رأيْتُ في الدَّلوِ حين سَقى لنا، لم أرَ رجُلًا قطُّ في ذلك المَسْقى أقوى منه، وأمَّا أمانَتُه: فإنَّه نظَرَ إليَّ حين أقبلْتُ إليه وشَخَصْتُ له، فلمَّا علِمَ إنِّي امرأةٌ، صوَّبَ رأْسَه لم يرفَعْه، ولم ينظُرْ إليَّ حتَّى بلَّغْتُه رِسالتَك، ثمَّ قال لي: امشِي خلفي، وانْعَتي لي الطَّريقَ، لم يفعَلْ هذا إلَّا وهو أمينٌ، فسُرِّيَ عن أبيها وصدَّقَها، وظَنَّ به الَّذي قالت له. فقال له: هل لك {أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}، إلى قوله: {مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص: 27]، ففعَلَ، فكانت على نَبِيِّ اللهِ موسى عليه السَّلامُ ثمانيَ سنينَ واجبةً، وكانت سنتانِ عِدَةً منه، فقَضَى اللهُ عَزَّ وجَلَّ عنه عِدَتَه فأتمَّها عشْرًا. قال سَعيدٌ: فلَقِيَني رجُلٌ مِن أهلِ النَّصرانيَّةِ مِن عُلمائِهم، فقال: هلْ تَدْري أيَّ الأجلينِ قضى مُوسى عليه السَّلامُ؟ قلْتُ: لا، وأنا يومئذٍ لا أدري، فلقِيتُ ابنَ عبَّاسٍ، فذكَرْتُ ذلك له، فقال: أمَا علِمْتَ أنَّ ثمانيًا كانت على نبيِّ اللهِ عليه السَّلامُ واجبةً، لم يكُنْ نبيُّ اللهِ ليَنْقُصَ منها شيئًا، وتعلَمُ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ كان قاضيًا عن مُوسى عليه السَّلامُ عِدَتَه الَّتي وعَدَ، فإنَّه قضى عشْرَ سنينَ. فلقِيتُ النَّصرانيَّ، فأخبَرْتُه بذلك، فقال: الَّذي سألْتَه فأخبَرَك أعلَمُ منك بذلك؟ قلْتُ: أجلْ، وأَولى. فلمَّا سار مُوسى عليه السَّلامُ بأهلِه كان مِن أمْرِ النَّارِ ما قَصَّ اللهُ عليك في القُرآنِ، وأمْرِ العصا ويَدِه، فشكا إلى ربِّه عَزَّ وجَلَّ ما يتخوَّفُ مِن آلِ فرعونَ في القتيلِ، وعُقدةَ لسانِه، فآتاهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ سُؤْلَه، وحَلَّ عُقدةً مِن لسانِه، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى هارونَ عليه السَّلامُ، وأمَرَه أنْ يلقاهُ، واندفَعَ مُوسى عليه السَّلامُ بعصاهُ، حتَّى لقِيَ هارونَ عليه السَّلامُ، وانطلَقَا جميعًا إلى فرعونَ، فأقاما حِينًا على بابِه لا يُؤْذَنُ لهما، فقالا: إنَّا رسولَا ربِّك، قال: فمَن ربُّكما يا موسى؟ فأخبراهُ بالَّذي قَصَّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ عليك في القُرآنِ، قال: فما تُريدانِ؟ وذكَّرَه القتيلَ، واعتذَرَ بما قد سمِعْتَ، وقال: أريدُ أنْ تُؤمِنَ باللهِ، وأنْ تُرْسِلَ معي بني إسرائيلَ، فأبى عليه، وقال: ائتِ بآيةٍ إنْ كنْتَ مِن الصَّادقينَ، فألقى عصاه فإذا هي حيَّةٌ عظيمةٌ، فازعةٌ، فاغرةٌ فاها، مُسرعةٌ إلى فرعونَ، فلمَّا رآها فِرعونُ قاصدةً إليه خافها، فاقتحَمَ عن سَريرِه، واستغاثَ بمُوسى عليه السَّلامُ أنْ يكُفَّها عنه، ففعَلَ، ثمَّ أخرَجَ يَدَه مِن جَيْبِه، فرآها بيضاءَ مِن غيرِ سُوءٍ، يعني: مِن غيرِ برَصٍ، فرَدَّها، فعادت إلى لونِها الأوَّلِ. فاستشارَ الملَأَ حولَه فيما رأى، فقالوا له: {هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} [طه: 63] الآيةَ، والمُثْلى: مُلْكُهم الَّذي هم فيه والعيشُ. فأَبَوا على مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يُعْطُوه شيئًا ممَّا طلَبَ، وقالوا له: اجمَعْ لهما السَّحرةَ؛ فإنَّهم بأرضِك كثيرٌ، حتَّى نغلِبَ سِحْرَهما، وأرسَلَ في المدائنِ، فحُشِرَ له كلُّ ساحرٍ مُتعالمٍ، فلمَّا أَتَوا على فرعونَ، قالوا: ما يعمَلُ هذا السَّاحرُ؟ قالوا: يعمَلُ الحيَّاتِ، قالوا: فلا واللهِ ما أحدٌ في الأرضِ يعمَلُ السِّحرَ والحيَّاتِ والحبالَ والعِصِيَّ الَّذي نعمَلُ، فما أجْرُنا إنْ نحن غلَبْنا؟ قال لهم: أنتم أقاربي وخاصَّتي، وأنا صانعٌ إليكم كلَّ شَيءٍ أحببتم، فتَواعَدوا يومَ الزِّينةِ وأنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى. قال سعيدٌ: فحدَّثني ابنُ عبَّاسٍ: أنَّ يومَ الزِّينةِ اليومُ الَّذي أظهَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ فيه مُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ والسَّحرةِ هو يومُ عاشوراءَ. فلمَّا اجتمعوا في صَعيدٍ، قال النَّاسُ بعضُهم لبعضٍ: انطَلِقوا، فنتخبَّرْ هذا الأمْرَ، {لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ} [الشعراء: 40]، يعنون مُوسى وهارونَ عليهما السَّلامُ؛ استهزاءً بهما، فقالوا: يا موسى -لِقُدْرتِهم في أنفُسِهم بسِحْرِهم- إمَّا أنْ تُلْقِيَ، وإمَّا أنْ نكونَ نحن المُلْقينَ، قال: بل ألْقُوا. {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} [الشعراء: 44]، فرأى مُوسى عليه السَّلامُ مِن سِحْرِهم ما أوجَسَ في نفْسِه خِيفةً، فأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إليه: أنْ ألْقِ عصاك، فلمَّا ألقاها، صارت ثُعبانًا عظيمًا فاغرةً فاها، فجُعِلَتِ العِصِيُّ بدَعوةِ مُوسي عليه السَّلامُ تلتبِسُ بالحبالِ، حتَّى صارتْ جُرُزًا إلى الثُّعبانِ تَدخُل فيه، حتَّى ما أبقَتْ عصًا ولا حبلًا إلَّا ابتلعَتْه. فلمَّا عرَفَ السَّحرةُ ذلك، قالوا: لو كان هذا سِحرٌ لم يَبلُغْ مِن سِحرِنا كلَّ هذا، ولكنَّه أمْرٌ مِن اللهِ، آمنَّا باللهِ ربِّنا وما جاء به مُوسى عليه السَّلامُ، ونتوبُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ممَّا كنَّا عليه. وكسَرَ اللهُ ظهْرَ فِرعونَ في ذلك الموطنِ وأشياعِه، وأظهَرَ الحقَّ، وبطَلَ ما كانوا يعمَلونَ، فغُلِبوا هنالك وانقَلَبوا صاغِرينَ. وامرأةُ فِرعونَ بارزةٌ مُتبذِّلَةٌ تَدْعو بالنَّصرِ لمُوسى عليه السَّلامُ على فِرعونَ، فمَن رآها مِن آلِ فرعونَ ظَنَّ أنَّها إنَّما تبذَّلَتْ للشفقةِ على فِرعونَ وأشياعِه، وإنَّما كان حُزْنُها وهمُّها لمُوسى عليه السَّلامُ. فلمَّا طال مُكْثُ مُوسى عليه السَّلامُ لمواعيدِ فِرعونَ الكاذبةِ، كلَّما جاءه بآيةٍ وعَدَه عندها أنْ يُرْسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا مضَتْ أخلَفَ موعِدَه، وقال: هل يستطيعُ ربُّك أنْ يصنَعَ غيرَ هذا؟ فأرسَلَ اللهُ عليه وعلى قومِه الطُّوفانَ، والجرادَ، والقُمَّلَ، والضَّفادعَ، آياتٍ مُفصَّلاتٍ، كلُّ ذلك يَشْكو إلى موسى عليه السَّلامُ، ويطلُبُ إليه أنْ يكُفَّها عنه، ويُواثِقُه على أنْ يُرسِلَ معه بني إسرائيلَ، فإذا كَفَّ ذلك عنه، أخلَفَ موعِدَه ونكَثَ عهدَه. فأُمِرَ موسى عليه السَّلامُ بالخُروجِ بقومِه، فخرَجَ بهم ليلًا، فلمَّا أصبَحَ فرعونُ ورأى أنَّهم قد مَضَوا، أرسَلَ في المدائنِ حاشرينَ، فتبِعَهم بجُنودٍ عظيمةٍ كثيرةٍ، وأوحى اللهُ عَزَّ وجَلَّ إلى البحرِ: أنْ إذا ضرَبَك مُوسى بعصاهُ، فانفرِقْ له اثنتَيْ عشْرةَ فِرقةً، حتَّى يجوزَ موسى عليه السَّلامُ ومَن معه، ثمَّ الْتَئَمَ على مَن بقِيَ بعدُ مِن فرعونَ وأشياعِه، فنسِيَ مُوسى عليه السَّلامُ أنْ يضرِبَ البحرَ بالعصا، فانْتَهى إلى البحرِ وله قصيفٌ؛ مخافةَ أنْ يَضرِبَه موسى عليه السَّلامُ، وهو غافِلٌ، فيصيرَ عاصيًا اللهَ عَزَّ وجَلَّ. فلمَّا تراءى الجَمْعانِ وتقارَبَا، قال أصحابُ موسى: إنَّا لمُدْرَكونَ، افعَلْ ما أمرَكَ به ربُّك عَزَّ وجَلَّ؛ فإنَّك لم تكذِبْ ولم تُكْذَبْ، فقال: وعَدَني ربِّي عَزَّ وجَلَّ إذا أتيْتُ البحرَ، انفرَقَ لي اثنتيْ عشْرةَ فِرقةً حتَّى أُجاوزَه، ثمَّ ذكَرَ بعدَ ذلك العصا، فضرَبَ البحرَ بعصاه حين دنا أوائلُ جُندِ فرعونَ مِن أواخرِ جُندِ مُوسى عليه السَّلامُ، فانفرَقَ البحرُ كما أمَرَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ، وكما وُعِدَ مُوسى عليه السَّلامُ، فلمَّا أنْ جاوَزَ موسى عليه السَّلامُ وأصحابُه البحرَ، ودخَلَ فِرعونُ وأصحابُه، الْتَقى عليهم البحرُ كما أُمِرَ. فلمَّا جاوَزَ مُوسى عليه السَّلامُ البحرَ، قال أصحابُه: إنَّا نخافُ ألَّا يكونَ فِرعونُ قد غرِقَ، فلا نُؤمِنُ بهلاكِه، فدعا ربَّه عَزَّ وجَلَّ، فأخرَجَه له ببدنه حتَّى استيْقَنوا بهلاكِه. ثمَّ مَرُّوا بعدَ ذلك {عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، إلى {وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 139]، قد رأيتُمْ مِن العِبَرِ، وسمِعْتُم ما يَكْفيكم، ومَضَى. فأنزَلَهم مُوسى عليه السَّلامُ منزلًا، ثمَّ قال لهم: أطيعوا هارونَ عليه السَّلامُ؛ فإنِّي قد استخلفْتُه عليكم، وإنِّي ذاهبٌ إلى ربِّي عَزَّ وجَلَّ، وأجَّلَهم ثلاثينَ يومًا أنْ يَرجِعَ إليهم فيها، فلمَّا أتى ربَّه وأراد أنْ يُكلِّمَه ثلاثينَ يومًا، وقد صامهنَّ: ليلَهنَّ ونهارَهنَّ، وكرِهَ أنْ يُكلِّمَ ربَّه عَزَّ وجَلَّ ورِيحُ فَمِه رِيحُ فَمِ الصَّائمِ، فتناوَلَ مُوسى عليه السَّلامُ مِن نباتِ الأرضِ شيئًا فمضَغَه، فقال له ربُّه عَزَّ وجَلَّ حين لقاه: لِمَ أفطرْتَ؟ -وهو أعلَمُ بالَّذي كان- قال: يا ربِّ، إنِّي كرِهْتُ أنْ أُكلِّمَك إلَّا وفَمِي طيِّبُ الرِّيحِ، قال: أوما علِمْتَ يا مُوسى أنْ رِيحَ فَمِ الصَّائمِ أطيبُ عندي مِن رِيحِ المِسْكِ؟ ارجِعْ حتَّى تصومَ عشْرًا ثمَّ ائْتِني، ففعَلَ مُوسى عليه السَّلامُ ما أُمِرَ به. فلمَّا رأى قومُ مُوسى عليه السَّلامُ أنَّه لم يرجِعْ إليهم للأجَلِ ساءَهم ذلك، وكان هارونُ عليه السَّلامُ قد خطَبَهم، فقال لهم: خرجْتُم مِن مِصْرَ ولقومِ فرعونَ عندي عواري وودائعُ، ولكم فيهم مثلُ ذلك، وأنا أرى أنْ تحتَسِبوا ما لكم عندهم، ولا أحلَّ لكم وديعةً اسْتُودِعْتُمُوها، ولا عاريَّةً، ولسنا برادِّين إليهم شيئًا مِن ذلك، ولا مُمْسِكيه لأنفُسِنا، فحفَرَ حفيرًا، وأمَرَ كلَّ قومٍ عليهم شَيءٌ مِن ذلك؛ مِن متاعٍ أو حِليةٍ أنْ يَقْذِفوه في ذلك الحفيرِ، ثمَّ أوقَدَ عليه النَّارَ، فأحرَقَه، فقال: لا يكونُ لنا، ولا لهم. وكان السَّامريُّ رجلًا مِن قومٍ يَعْبُدون البقرَ جيرانٍ لهم، ولم يكُنْ مِن بني إسرائيلَ، فاحتملَ مع مُوسى عليه السَّلامُ وبني إسرائيلَ حين احْتملوا، فقُضِيَ له أنْ رأى أثرًا، فأخَذَ منه بقبْضَتِه، فمَرَّ بهارونَ، فقال له هارونُ عليه السَّلامُ: يا سامريُّ، ألَا تُلْقي ما في يدَيْك؟ وهو قابضٌ عليه لا يَراه أحدٌ طوالَ ذلك، فقال: هذه قبْضةٌ مِن أثرِ الرَّسولِ الَّذي جاوَزَ بكم البحرَ، ولا أُلْقيها لشَيءٍ إلَّا أنْ تَدْعُوَ اللهَ إذا ألقيْتُها أنْ تكونَ ما أُرِيدُ، فألْقاها، ودعا اللهَ هارونُ عليه السَّلامُ، فقال: أريدُ أنْ يكونَ عِجْلًا، واجتمَعَ ما كان في الحُفرةِ مِن متاعٍ له، أو حِلْيةٍ، أو نحاسٍ، أو حديدٍ، فصار عِجْلًا أجوفَ ليس فيه رُوحٌ، له خُوارٌ. قال ابنُ عبَّاسٍ: لا واللهِ ما كان له صوتٌ قطُّ، إنَّما كانت الرِّيحُ تدخُلُ مِن دُبُرِه وتخرُجُ مِن فَمِه، فكان ذلك الصَّوتُ مِن ذلك. فتفرَّقَ بنو إسرائيلَ فِرَقًا؛ فقالت فِرقةٌ: يا سامريُّ، ما هذا فأنت أعلَمُ به؟ قال: هذا ربُّكم عَزَّ وجَلَّ، ولكنَّ مُوسى عليه السَّلامُ أضَلَّ الطَّريقَ. وقالت فِرقةٌ: لا نُكذِّب بهذا حتَّى يرجِعَ إلينا مُوسى، فإنْ كان ربَّنا لم نكُنْ ضيَّعْناه وعجَزْنا فيه حِينَ رأيْناه، وإنْ لم يكُنْ ربَّنا، فإنَّا نتَّبِعُ قولَ مُوسى عليه السَّلامُ. وقالت فِرقةٌ: هذا عمَلُ الشَّيطانِ، وليس بربِّنا، ولا نُؤْمِنُ، ولا نُصدِّقُ. وأُشْرِبَ فِرقةٌ في قُلوبِهم التَّصديقَ بما قال السَّامريُّ في العجلِ، وأعْلَنوا التَّكذيبَ، فقال لهم هارونُ عليه السَّلامُ: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ} [طه: 90]، وإنَّ ربَّكم ليس هكذا، قالوا: فما بالُ مُوسى عليه السَّلامُ؛ وعَدَنا ثلاثينَ يومًا ثمَّ أخلَفَنا، فهذه أربعونَ قد مَضَت؟! فقال سُفهاؤُهم: أخطَأَ ربَّه، فهو يطلُبُه ويتبَعُه. فلمَّا كلَّمَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مُوسى عليه السَّلامُ وقال له ما قال، أخبَرَه بما لقِيَ قومُه بعده. {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا} [طه: 86]، وقال لهم ما سمِعْتُم في القُرآنِ وأخَذَ برأْسِ أخِيه، وألْقى الألواحَ مِن الغضَبِ، ثمَّ عذَرَ أخاه بعُذْرِه، واستغفَرَ له، وانصرَفَ إلى السَّامريِّ، فقال له: ما حمَلَك على ما صنعْتَ؟ قال: قبَضْتُ قبضةً مِن أثرِ الرَّسولِ وفطِنْتُ لها، وعُمِّيَت عليكم، فقَذفْتُها؛ وكذلك سوَّلَت لي نَفْسي. قال: {اذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} إلى قولِه: {نَسْفًا} [طه: 97]، ولو كان إلهًا لم يُخْلَصْ إلى ذلك منه. فاستيقَنَ بنو إسرائيلَ بالفتنةِ، واغْتَبَطَ الَّذين كان رأيُهم فيه مثلَ رأيِ هارونَ عليه السَّلامُ، فقالوا بجماعتِهم لمُوسى عليه السَّلامُ: سَلْ لنا ربَّك عَزَّ وجَلَّ أنْ يفتَحَ لنا بابَ توبةٍ نصنَعُها؛ فيُكَفِّرَ عنَّا ما عمِلْنا، فاختارَ موسى عليه السَّلامُ قومَه سبعينَ رجُلًا لذلك -لا يأْلُو الخيرَ- خيارَ بني إسرائيلَ، ومَن لم يُشْرِكْ في العجلِ. فانطلَقَ بهم ليسأَلَ لهم التَّوبةَ، فرجَفَتْ بهم الأرضُ، فاستحيا نبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من قومِه ووفْدِه حين فُعِلَ بهم ما فُعِلَ، فقال: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} [الأعراف: 155]، وفيهم مَن قد كان اللهُ عَزَّ وجَلَّ اطَّلَعَ على ما أُشْرِبَ قلبُه من حُبِّ العجلِ وإيمانِه به؛ فلذلك رجَفَت بهم الأرضُ. فقال: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 156] إلى: {فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157]، فقال: رَبِّ سألْتُك التَّوبةَ لقومي، فقلْتَ: إنَّ رحمتي كتبْتُها لقومٍ غيرِ قومي، فليتَكَ أخَّرْتَني حين تُخْرِجُني حيًّا في أُمَّةِ ذلك الرَّجلِ المرحومةِ، فقال اللهُ له: إنَّ توبتَهم أنْ يقتُلَ كلُّ رجُلٍ منهم مَن لقِيَ مِن والدٍ أو ولدٍ، فيقتُلَه بالسَّيفِ لا يُبَالي مَن قتَلَ في ذلك الموطنِ، وتاب أولئك الَّذين كان خفِيَ على موسى وهارونَ عليهما السلام ما اطَّلَعُ اللهُ عليهم من ذُنوبِهم، فاعتَرَفوا بها، وفعَلوا ما أُمِروا، وغفَرَ اللهُ للقاتِلِ والمقتولِ. ثمَّ سار بهم مُوسى عليه السَّلامُ مُتوجِّهًا نحوَ الأرضِ المُقدَّسةِ، وأخَذَ الألواحَ بعدما سكَتَ عنه الغضبُ، وأمَرَهم بالَّذي أُمِرَ به أنْ يُبَلِّغَهم من الوظائفِ، فثقُلَ ذلك عليهم، وأبَوا أنْ يُقِرُّوا بها، فنتَقَ اللهُ عليهم الجبلَ كأنَّه ظُلَّةٌ، ودنا منهم حتَّى خافوا أنْ يقَعَ عليهم، فأخَذُوا الكتابَ بأيمانِهم وهم يَصْغُون ينظُرونَ إلى الجبلِ والأرضِ، والكتابُ بأيديهم وهم يَنظُرونَ إلى الجبلِ؛ مخافةَ أنْ يقَعَ عليهم، ثمَّ مَضَوا إلى الأرضِ المُقدَّسةِ، فوَجَدوا مدينةَ قومٍ جبَّارينَ خَلْقُهم مُنْكرٌ، وذكَرَ من ثِمارِهم أمرًا عجَبًا من عِظَمِها، فقالوا: يا موسى، إنَّ فيها قومًا جبَّارينَ لا طاقةَ لنا بهم، ولا ندخُلُها ما داموا فيها، فإنْ يَخْرجوا منها فإنَّا داخِلونَ، قال رجُلانِ من الَّذين يَخافونَ مِن الجبَّارينَ: آمنَّا بمُوسى عليه السَّلامُ، فخرَجَا إليه، فقالا: نحنُ أعلَمُ بقومِنا، إنْ كنتُمْ إنَّما تَخافونَ ما رأيتُمْ من أجسامِهم وعدَدِهم، فإنَّهم لا قُلوبَ لهم، ولا مَنعةَ عندهم، فادْخُلوا عليهم البابَ، فإذا دخلْتُموه فإنَّكم غالِبونَ. ويقولُ أناسٌ: إنَّهما من قومِ مُوسى عليه السَّلامُ. وزعَمَ سعيدُ بنُ جُبيرٍ أنَّهما من الجبَّارينَ آمَنَا بمُوسى، بقولِه: {مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ} [المائدة: 23]: إنَّما عَنى بذلك: مِن الَّذين يَخافونَ بني إسرائيلَ. {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]، فأغْضَبوا مُوسَى عليه السَّلامُ، فدعا عليهم، وسمَّاهم فاسقينَ، ولم يدْعُ عليهم قبلَ ذلك؛ لِمَا رأى منهم من المعصيةِ وإساءتِهم حتَّى كان يومئذٍ، فاستجابَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ له، فسمَّاهم كما سمَّاهم مُوسى عليه السَّلامُ فاسقينَ، فحرَّمَها عليهم أربعينَ سَنةً يَتِيهون في الأرضِ؛ يُصْبِحون كلَّ يومٍ، فيَسِيرونَ ليس لهم قرارٌ، ثمَّ ظلَّلَ عليهم الغمامَ في التِّيهِ، وأنزَلَ عليهم المَنَّ والسَّلوى، وجعَلَ لهم ثيابًا لا تَبْلى، ولا تتَّسِخُ، وجعَلَ بين ظَهرِهم حَجرًا مُربَّعًا، وأمَرَ مُوسى عليه السَّلامُ فضرَبَه بعصاهُ، فانفجَرَ منه اثنتا عشْرةَ عينًا، في كلِّ ناحيةٍ ثلاثةُ أعينٍ، وأعلَمَ كلَّ سِبْطٍ عينَهم الَّتي يَشْربون منها، فلا يَرْتحِلونَ من مَنزلٍ إلَّا وجدوا ذلك الحجرَ منهم بالمكانِ الَّذي كان منه أمسِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 6/234 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11263)، وأبو يعلى (2618)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (66) بنحوه.

298 - جاء عكافُ بنُ وداعةَ الهلاليُّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : يا عكافُ ، ألكَ زوجةٌ ؟ قال : لا ، ولا جاريةٌ قال : لا وأنتَ موسرٌ ؟ قال : نعَم ، والحمدُ للهِ قال : فأنتَ إذًا مِن إخوانِ الشياطينِ ، إما أن تكونَ مِن رهبانيةِ النصارى فأنتَ منهم ، وإما أن تكونَ منا ، فاصنَعْ كما نَصنَعُ ، فإنَّ مِن سُنتِنا النكاحَ ، شرارُكم عُزَّابُكم ، وأراذلُ أمواتِكم عُزَّابُكم ، أبالشياطينِ تمرسونَ ، ما لهم في نفسي سلاحٌ أبلغُ في الصالحينَ منَ الرجالِ والنساءِ ، إلا المتزوِّجونَ ، أولئكَ المُطَهَّرونَ المُبَرَّؤونَ منَ الخَنا ، وَيحَكَ يا عكافُ ، إنهنَّ صواحبُ داودَ ، وصواحبُ أيوبَ ، وصواحبُ يوسفَ ، وصواحبُ كرسفَ , قال : فقال : وما الكرسفُ يا رسولَ اللهِ ؟ قال : رجلٌ كان في بني إسرائيلَ على ساحلٍ مِن سواحلِ البحرِ ، يصومُ النهارَ ، ويقومُ الليلَ ، لا يفترُ مِن صلاةٍ ، ولا صيامٍ ، ثم كفَر بعد ذلك باللهِ العظيمِ في سببِ امرأةٍ عشِقها ، فترَك ما كان عليه من عبادةِ ربِّه ، فتداركه اللهُ بما سلَف منه فتاب عليه ، وَيحَكَ يا عكافُ ، تزوَّجْ ، فإنَّكَ منَ المُذَبذَبينَ قال : فقال عكافٌ : يا رسولَ اللهِ ، لا أتزوَّجُ حتى تُزَوِّجَني مَن شِئتَ قال : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : قد زوَّجتُكَ على اسمِ اللهِ وبركتِه كريمةَ بنتَ كُلثومٍ الحِميَرِيَّ
الراوي : عطية بن بسر المازني | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 12 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف، وله شاهد
التخريج : أخرجه ابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (1410)، وأبو يعلى (6856)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (3/356)

299 - إنَّ كلَّ نَبِيٍّ قد أنذَرَ قَومَه الدَّجَّالَ، ألَا وإنَّه قد أكَلَ الطَّعامَ، ألَا إنِّي عاهِدٌ إليكم فيه عهْدًا لم يَعهَدْهُ نَبِيٌّ إلى أُمَّتِه، ألَا وإنَّ عَينَهُ اليُمْنى مَمسوحةٌ كأنَّها نُخاعةٌ في جانبِ حائطٍ، ألَا وإنَّ عينَهُ اليُسرى كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ، معه مِثْلُ الجنَّةِ والنَّارِ؛ فالنَّارُ رَوضةٌ خضراءُ، والجنَّةُ غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، وبيْن يَدَيه رجُلانِ يُنذِرانِ أهْلَ القُرى كلِّها، غيرَ مكَّةَ والمدينةِ حُرِّمَتا عليه، والمُؤمنونَ مُتفرِّقونَ في الأرضِ، فيَجمَعُهم اللهُ، فيقولُ رجُلٌ منهم: واللهِ لَأنطلِقَنَّ، فلَأنْظُرَنَّ هذا الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيقولُ له أصحابُه: إنَّا لا نَدَعُك تأْتيهِ، ولو علِمْنا أنَّه لا يَفتِنُك لَخلَّيْنا سبيلَك، ولكنَّا نخافُ أنْ يَفتِنَك فتَتْبَعَهُ، فيأْبى إلَّا أنْ يأْتِيَهُ، فيَنطلِقُ حتَّى إذا أتى أدْنى مَسْلحةٍ مِن مَسالحِهِ، أخَذوهُ فسَألوهُ: ما شأْنُه؟ وأين يُريدُ؟ فيقولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الكذَّابَ، فيقولونَ: أنت تقولُ ذلك؟! فيكتُبونَ إليه: إنَّا أخذْنَا رجُلًا يقولُ: كذا وكذا، فنَقتلُهُ أمْ نَبعَثُ به إليك؟ فيقولُ: أرْسِلوا به إليَّ، فانطَلَقوا به إليه، فلمَّا رآهُ عرَفَه بنَعْتِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له: أنت الدَّجَّالُ الكذَّابُ الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له الدَّجَّالُ: أنت الَّذي تقولُ ذلك؟ لَتُطِيعُني فيما آمُرُك به، أو لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فيُنادي العبْدُ المُؤمِنُ في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فمَدَّ رِجْلَيه، ثمَّ أمَرَ بحَديدةٍ، فوُضِعَت على عجَبِ ذَنَبِه، فشَقَّه شِقَّينِ، ثمَّ قال الدَّجَّالُ لِأوليائِه: أرأيتُمْ إنْ أحيَيْتُ هذا، ألسْتُم تَعلمونَ أنِّي ربُّكم؟ فيقولونَ: نعمْ، فيأخُذُ عصًا، فيَضرِبُ إحدى شِقَّيْه، أو الصَّعيدَ، فاسْتَوى قائمًا، فلمَّا رأى ذلك أولياؤُهُ صَدَّقوه وأحَبُّوه، وأيْقَنوا به أنَّه ربُّهم واتَّبَعوه، فيقولُ الدَّجَّالُ للعبْدِ المُؤمنِ: ألَا تُؤمِنُ بي؟ فقال: أنا الآنَ فيكَ أشَدُّ بصيرةً، ثمَّ نادى في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، مَن أطاعَهُ فهو في النَّارِ، ومَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، فقال الدَّجَّالُ: لَتُطِيعُني أو لَأذبحَنَّك، فقال: واللهِ لا أُطِيعُك أبدًا؛ إنَّك لأنتَ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فاضْطجعَ، وأمَرَ بذَبْحِه، فلا يَقدِرُ عليه ولا يُسلَّطُ عليه إلَّا مرَّةً واحدةً، فأخَذَ بيَدَيْهِ ورِجْليه، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وهي غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك الرَّجلُ أقرَبُ أُمَّتي مِنِّي، وأرفَعُهم دَرجةً يومَ القيامةِ. قال أبو سعيدٍ: كان يَحسَبُ أصحابُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ذلك الرَّجلَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ، حتَّى مَضى لِسَبيلِه رضِيَ اللهُ عنه. قلْتُ: فكيف يَهلِكُ؟ قال: اللهُ أعلَمُ، قلْتُ: إنَّ عيسى ابنَ مَريمَ هو يُهلِكُه، قال: اللهُ أعلَمُ، غيرَ أنَّ اللهَ يُهلِكُه ومَن معه، قلْتُ: فماذا يكونُ بعْدَه؟ قال: حدَّثَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النَّاسَ يَغرِسونَ مِن بعْدِه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ، قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ الدَّجَّالِ؟ قال: نعمْ، فيَمكُثونَ ما شاء اللهُ أنْ يَمْكُثوا، ثمَّ يُفْتَحُ يأْجوجُ ومأْجوجُ، فيُهلِكونَ مَن في الأرضِ إلَّا مَن تعلَّقَ بحِصْنٍ، فلمَّا فَرَغوا مِن أهْلِ الأرضِ، أقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، فقالوا: إنَّما بقِيَ مَن في الحُصونِ ومَن في السَّماءِ، فيَرْمُونَ سِهامَهم، فخرَّتْ عليهم مُنغمِرةً دمًا، فقالوا: قدِ استرحتُمْ ممَّن في السَّماءِ، وبقِيَ مَن في الحُصونِ، فحاصَروهم حتَّى اشتَدَّ عليهم الحَصْرُ والبلاءُ، فبيْنما هم كذلك إذ أرسَلَ اللهُ عليهم نَغَفًا في أعناقِهم، فقصَمَتْ أعناقَهم، فمال بعضُهم على بعضٍ مَوتى، فقال رجُلٌ منهم: قتَلَهم اللهُ وربِّ الكعبةِ، قالوا: إنَّما يَفعلونَ هذا مُخادَعةً، فنَخرُجُ إليهم، فيُهلِكُونا كما أهْلَكوا إخوانَنا، فقال: افتَحوا لي البابَ، فقال أصحابُه: لا نَفتَحُ، فقال: دَلُّوني بحَبْلِ، فلمَّا نزَلَ وجَدَهم موتَى، فخرَجَ النَّاسُ مِن حُصونِهم. فحَدَّثني أبو سَعيدٍ: أنَّ مَواشِيَهم جعَلَ اللهُ لهم حياةً يَقْضَمونها ما يَجِدون غيرَها. قال: وحَدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ النَّاسَ يَغرِسون بعْدَهم الغُروسَ ويتَّخِذون الأموالَ. قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ يأجوجَ ومأْجوجَ؟ قال: نعمْ، حدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فبيْنما هم في تِجارَتِهم، إذ نادى مُنادٍ مِن السَّماءِ: أتى أمْرُ اللهِ، ففَزِعَ مَن في الأرضِ حين سَمِعوا الدَّعوةَ، وأقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، وفَزِعوا فزَعًا شديدًا، ثمَّ أقْبَلوا بعْدَ ذلك على تِجارَتِهم وأسواقِهم وضِياعِهم، فبيْنما هم كذلك إذ نُودوا ناديةً أُخرى: يا أيُّها النَّاسُ، أتى أمْرُ اللهِ، فانطَلَقوا نحوَ الدَّعوةِ الَّتي سَمِعوا، وجعَلَ الرَّجلُ يَفِرُّ مِن غنَمِهِ وبَيعِه، ودَخَلوا في مَواشيهم، وعندَ ذلك عُطِّلَتِ العِشارُ، فبيْنما هم كذلك يَسْعَون قِبَلَ الدَّعوةِ، إذ لَقُوا اللهَ في ظُللٍ مِن الغَمامِ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]، فمَكَثوا ما شاء اللهُ، {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}، ثمَّ يَجِيءُ بجهنَّمَ لها زَفيرٌ وشَهيقٌ، ثمَّ جاء آتٍ؛ عُنُقٌ مِن النَّارِ يَسيرُ، يُكلِّمُ يقولُ: إنِّي وُكِّلْتُ اليومَ بثلاثٍ: إنِّي وُكِّلْتُ بكلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ، ومَن دعَا مع اللهِ إلهًا آخَرَ، ومَن قتَلَ نفْسًا بغَيرِ نفْسٍ، فتُطْوى عليهم، فتَقْذِفُهم في غَمراتِ جهنَّمَ. وحدَّثَني: أنَّها أشَدُّ سَوادًا مِن اللَّيلِ، ثمَّ يُنادي آدَمَ، فيقولُ: لبَّيكَ وسَعْدَيك، فيُقالُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِن ولَدِك، قال: يا ربِّ وما هو؟ قال: مِن كلِّ ألْفٍ تِسعُ مئةٍ وتِسعةٌ وتِسعونَ إلى النَّارِ، وواحدٌ إلى الجنَّةِ، فذلك حين شابَ الوِلدانِ. وكَبُرَ ذلك في صُدورِنا حتَّى عرَفَهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وُجوهِنا، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْشِروا؛ فإنَّ مَن سِواكم -أهْلَ الشِّرْكِ- كَثيرٌ، ويُحْبَسُ النَّاسُ حتَّى يَبلُغَ العرَقُ يَدَيْهُم، فبيْنما هم كذلك إذ عرَفَ رجُلٌ أباهُ وهو مُؤمِنٌ وأبوهُ كافرٌ، فقال: يا أبَهْ، ألمْ أكُنْ آمُرُك أنْ تُقدِّمَ ليَومِك هذا؟ فقال: يا بُنَيَّ، اليومَ لا أعْصيكَ شيئًا، والأُمَمُ جُثوًّا، كلُّ أُمَّةٍ على ناحيتِها، فأتى اليهودُ، فقِيلَ لهم: ما كنتُم تَعْبُدون؟ قالوا: كنَّا نَعبُدُ كذا وكذا، فقيل له وقِيلَ لهم: رِدُوا، فوَرَدوا يَحْسَبونه ماءً، فوَجَدوا اللهَ فوفَّاهم حِسابَه، واللهُ سَريعُ الحسابِ، ثمَّ فُعِلَ بالنَّصارى والمجوسِ وسائرِ الأُمَمِ ما فُعِلَ باليهودِ، ثمَّ أتى المُسلمونَ، فقيل لهم: مَن ربُّكم؟ فقالوا: اللهُ ربُّنا، قِيل: ومَن نَبِيُّكم؟ قالوا: نَبِيُّنا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى الصِّراطِ مَحاجِنُ مِن حَديدٍ، والملائكةُ يَختطِفونَ رِجالًا، فيُلْقونَهم في جهنَّمَ، وجعَلَتِ المحاجِنُ تُمسِكُ رِجالًا تأْكُلُهم النَّارُ، إلَّا صُورةَ وَجْهِه لا تَمسُّه النَّارُ، فإذا خلُصَ مِن جهنَّمَ ما شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، وخلُصَ ذلك الرَّجلُ بأبِيه فيمَن خلُصَ، قِيل له: هذه الجنَّةُ، فادخُلْ مِن أيِّ أبوابِها شِئْتَ، وأرسِلْ هذا الرَّجلَ، فقال: ربِّ، هذا أبي، ووصَّيتَ لي ألَّا تُخْزِيَني، فشَفِّعْني في أبي، فقيل: انظُرْ أسفَلَ منك، فإذا هو بدابَّةٍ خَبيثةِ الرِّيحِ، تُشبِهُ اللَّوْنَ في مَراغةٍ خَبيثةٍ. فرَأيتُه مُمْسِكًا بأنْفِه وَجَبْهتِه، قال: يقولُ ذلك الرَّجلُ وهو آخِذٌ بأنْفِه وَجبْهَتِه مِن خُبْثِ رِيحِه: أيْ ربِّ، ليس هذا أبي، فأُخِذَ أبوهُ، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وحرَّمَ اللهُ الجنَّةَ على الكافرينَ، فلمَّا خلُصَ مَن شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، تَفقَّدَ النَّاسُ بعضُهم بعضًا، فقالوا: ربَّنا، إنَّ رِجالًا كانوا يُصلُّونَ ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ فقيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخْرِجُوه، فوَجَدوا المحاجِنَ الَّتي على الصِّراطِ قد أمسَكَتْ رِجالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعْرَفُ بها، فالْتَبَسوا، فأُلْقُوا على الجنَّةِ، قالوا: ربَّنا نحن الآنَ في مَسألتِنا أشَدُّ رَغبةً، أرأيتَ رِجالًا كانوا يُصلُّون ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ قيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخرِجُوهُ، فثَلَجَتْ حتَّى بَرُدَتْ على المُؤمنينَ، فدَخَلوا ووَجَدوا الَّذين تَخطَفُهم الملائكةُ يَمينًا وشِمالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعرَفُ بها، فألْبَسوهم، فأخْرَجُوهم، فأَلْقُوهم على بابِ الجنَّةِ. قال: وحدَّثَني أنَّ نَبِيَّ اللهَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ألَا كلُّ نَبِيٍّ قد أُعْطِيَ عطيَّةً ويُنجِزُها، وإنِّي اختَبَأْتُ عَطيَّتي شَفاعةً لِأُمَّتي يومَ القيامةِ، ووُضِعَتِ الموازينُ، وأُذِنَ في الشَّفاعةِ، فأُعْطِيَ كلُّ مَلَكٍ، أو نَبِيٍّ، أو صِدِّيقٍ، أو شَهيدٍ شفاعَتَهُ حتَّى يَرْضى، فقال لهم ربُّهم: أقدْ رَضِيتُم؟ قالوا: نعمْ، قد رَضِينا ربَّنا، قال: أنا أرحَمُ بخَلْقي منكم، أخْرِجوا مِن النَّارِ مَن في قَلبِه وزْنُ خَردلةٍ مِن إيمانٍ، فأُخْرِجَ مِن ذلك شَيءٌ لا يَعْلَمُ بعَددِه إلَّا اللهُ، فأُلْقُوا على بابِ الجنَّةِ، فأرسَلَ عليهم مِن ماءِ الجنَّةِ، فيَنْبُتون فيها نَباتَ الثَّعاريرِ، وأُدْخِلَ الَّذين أُخْرِجوا مِن النَّارِ الجنَّةَ كلُّهم إلَّا رجُلًا واحدًا، وأُغْلِقَ بابُ الجنَّةِ دُونَه، ووَجْهُه تِلْقاءَ النَّارِ، فقال ذلك الرَّجلُ: يا ربِّ، لا أكونُ أشْقى خَلْقِك، بلِ اصْرِفْ وَجْهي عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فقِيل له: لعلَّك تسأَلُ غيرَ هذا؟ فقال: لا، فصَرَفَ وَجْهَه عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فيقولُ: أيْ ربِّ، قَرِّبني مِن هذا البابِ، ألْزَقُ به وأكونُ في ظِلِّه، فقِيل له: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لا تسأَلُ شيئًا إلَّا أنْ يُصرَفَ وَجْهُك عن النَّارِ؟ قال: يا ربِّ، لا أسأَلُك غيرَ هذا، فقُرِّبَ إلى البابِ، فلَزِقَ به، فكان في ظلِّه، ففُرِجَ مِن البابِ فُرجةٌ إلى الجنَّةِ. فحدَّثَني أنَّ فيها شِراط أبيضَ، في أدناهُ شَجرةٌ، وفي أوسَطِه شَجرةٌ، وفي أقصاهُ شَجرةٌ، فقال: يا ربِّ، أَدْنِني مِن هذه الشَّجرةِ، فأكونَ في ظِلِّها، فقِيلَ لهُ: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لستَ تَسأَلُ شيئًا؟ قال: يا ربِّ، أسأَلُك هذا، ثمَّ لا أسأَلُك غيرَه، قال: قَرِّبني إلى تلك الشَّجرةِ، فكانت تلك مَسألَتَه، حتَّى صار إلى الوُسْطى، وإلى القُصوى، فلمَّا أتى القُصوى، أرسَلَ اللهُ رَسولينِ، فقالَا له: سَلْ ربَّك، فقال: فما أسأَلُه سِوى ما أنا فيه، فقالا: نعمْ، سَلْ ربَّك، فسألَهُ، وجعَلَ الرَّسولانِ يقولانِ له: سَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، وسَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، لشَيءٍ لم يَخطُرْ على قَلْبِه أنَّه خُلِقَ، أو أنَّه كان، فسأَلَ ربَّه ممَّا يَعلَمُ وممَّا يأمُرانِ الرَّسولانِ حتَّى انتهَتْ نَفْسُه، فقِيل له: فإنَّه لك وعشَرةَ أمثالِه. قال: وحدَّثني أبو سعيدٍ أنَّ ذلك الرَّجلَ هو أدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنزِلًا.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/132 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف | أحاديث مشابهة

300 - قتَل رجلٌ تسعةً وتِسعينَ نفسًا ثم أراد التوبةَ فأتى راهبًا بأرضٍ عريةٍ فقال: يا راهبُ قتلتُ تسعةُ وتِسعينَ نفسًا فهل لي مِن توبةٍ ؟ قال: لا قال: لا جرمَ واللهِ لأُكمِلَنَّكَ بهم مائةً ثم أتى راهبًا آخرَ قال: إني قتلتُ تسعةً وتِسعينَ نفسًا وكمَّلتُهم مائةً براهبٍ فهل لي مِن توبةٍ ؟ فقال: لقد أسرَفتَ على نفسِكَ وركِبتَ عظيمًا ومَن تاب تاب اللهُ عليه قال: فنبَذ السيفَ وقال: واللهِ لأخدُمَنَّكَ حتى يفرقَ بيننا الموتُ قال: وعاهَده أن لا يعصيَه قال: فجاءه قومٌ سفرًا ومسنتونَ وكان يتطبَّبَ فقال الرجلُ: على ما تأمُرُني بشيءٍ ؟ فقال: اذهَبْ فاسجُرِ التنورَ قال: فذهَبتُ فسجر حتى حَمي فقال: قد حَمي فما تأمُرُني فقال: اذهَبْ فقَعْ فيه قال: فذهَب فوقَع فيه ثم اذكُرِ الراهبَ فقام وقام مَن معه فإذا هو في التنورِ يرشحُ عرقًا لم تضُرَّه النارُ قال الراهبُ: قد علِمتُ أن توبتَكَ قد قُبِلَتْ فلأخدُمَنَّكَ أبدًا حتى تُفارِقَني قال ابنُ مسعودٍ: وكان بنو إسرائيلَ إذا أذنَب أحدُهم أصبَح وقد كُتِب كفارةُ ذنبِه على أسكفةِ بابِه ففضَّلَكمُ اللهُ عليهِم فأُمِرتُم بالاستِغفارِ فتَستَغفِرونَ اللهَ قال: ولقد أَعطى هذه الأمةَ آيةً ما أُحِبُّ أنَّ لهم بها الدنيا وما فيها: والذينَ إذا فَعَلُوا فاحشةً أو ظَلَموا أنفُسَهُمْ ذََكَرُوا اللهَ فاستَغفَرُوا لذُنُوبِهِمْ الآية
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/410 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح | شرح حديث مشابه