الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
 

1 - سيَكونُ في آخِرِ هذه الأُمَّةِ رِجالٌ يَركَبون على المَياثرِ حتَّى يَأتوا أبوابَ مَساجدِهم، نِساؤهم كاسياتٌ عارياتٌ، على رُؤوسِهم كأسْنِمةِ البُختِ العِجافِ، الْعَنوهنَّ؛ فإنَّهنَ مَلعوناتٌ، لوْ كانت وَراءكم أُمَّةٌ مِنَ الأُمَمِ لَخَدَمَهم كما خَدَمَكم نِساءُ الأُمَمِ قَبْلكم، فقُلتُ لِأَبي: وما المَياثِرُ؟ قال: سُروجًا عِظامًا.

2 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما قالَ: الماعونُ: العاريَةُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4024
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الماعون
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

3 - مَنِ اشْتَرى سَرِقةً، وهو يَعلمُ أنَّها سَرِقةٌ، فقد شُرِكَ في عارِها وإثمِها.

4 - حدَّثَني الصَّادقُ المصْدوقُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ النَّاسَ يُحشَرون ثلاثةَ أفواجٍ: فَوجًا طاعِمِين كاسِين راكبِين، وفَوجًا يَمشُون ويَسعَون، وفَوجًا تَسحَبُهم الملائكةُ على وُجوهِهم إلى النَّارِ، فقُلْنا: يا أبا ذَرٍّ، قدْ عرَفْنا هؤلاء وهؤلاء، فما بالُ الَّذين يَمشُون ويَسعَون؟ قال: يُلْقي اللهُ الآفةَ على الظَّهرِ، فلا ظَهْرَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد إلى الوليد بن جميع ولم يخرجاه
الراوي : أبو  ذر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8911 التخريج : أخرجه النسائي (2086)، والبزار (3891)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8437) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: قيامة - البعث والنشور وصفة الأرض إيمان - الملائكة إيمان - الوعد إيمان - الوعيد قيامة - أهوال يوم القيامة
|أصول الحديث

5 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استعارَ منه أَدْرُعًا يومَ حُنينٍ، فقالَ: أَغَصْبٌ يا مُحمَّدُ؟ قالَ: لا، بل عاريَةٌ مَضمونةٌ.
خلاصة حكم المحدث : له شاهد
الراوي : صفوان بن أمية | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2335
التصنيف الموضوعي: جهاد - الاستعانة بالمشركين غصب وضمانات - ضمان القيمي بمثله غصب وضمانات - ما يضمن هبة وهدية - الاستعارة

6 - إنَّ العارَ لَيَلزَمُ المرءَ يَومَ القيامةِ حتَّى يَقولَ: يا ربِّ، لَإرسالُكَ بي إلى النَّارِ أيسَرُ علَيَّ ممَّا ألقى، وإنَّه لَيَعلَمُ ما فيها مِن شِدَّةِ العذابِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد ولم يخرجاه
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8946
التصنيف الموضوعي: جهنم - شدة نار جهنم وبعد قعرها قيامة - الحساب والقصاص آداب عامة - الأخلاق المذمومة رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال قيامة - أهوال يوم القيامة

7 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استعارَ مِن صَفوانَ بنِ أُميَّةَ أَدْرُعًا وسِلاحًا في غَزوةِ حُنَينٍ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، أَعارِيَةٌ مُؤدَّاةٌ؟ قالَ: عارِيَةٌ مُؤدَّاةٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2336
التصنيف الموضوعي: مغازي - غزوة حنين غصب وضمانات - الوديعة وضمانها غصب وضمانات - ما يضمن هبة وهدية - الاستعارة

8 - عنْ حُذَيْفةَ بنِ أَسِيدٍ أبي سَرِيحةَ الغِفاريِّ، قالَ: سَمِعْتُ أبا ذَرٍّ الغِفاريَّ رَضيَ اللهُ عنه، وتلا هذه الآيةَ: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} [الإسراء: 97] فقالَ أبو ذَرٍّ: وحدَّثني الصَّادقُ المصدوقُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ النَّاسَ يُحشرونَ يومَ القيامةِ على ثلاثةِ أفواجٍ طاعمِينَ كاسِينَ راكبِينَ، وفوجٌ يمشونَ ويسعَوْنَ، وفوجٌ تَسحَبُهم الملائكةُ على وجوهِهِم». قُلنا: قد عَرَفنا هذينِ، فما تلك الَّذين يمشونَ ويسعَوْنَ؟ قالَ: «يُلقي اللهُ الآفةَ على الظَّهْرِ حتَّى لا تَبقى ذاتُ ظهرٍ، حتَّى إنَّ الرَّجلَ ليُعطِي الحديقةَ المُعجِبةَ بالشَّارِدةِ ذاتِ القَتَبِ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3433
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الإسراء قيامة - البعث والنشور وصفة الأرض إيمان - الوعد إيمان - الوعيد قيامة - أهوال يوم القيامة

9 - أخَذَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ حُنَينٍ وَبَرةً من جَنبِ بَعيرٍ، ثمَّ قالَ: «يا أيُّها النَّاسُ، إنَّه لا يحِلُّ لي ممَّا أفاءَ اللهُ عليكم قَدرَ هذه إلَّا الخُمُسُ، والخُمُسُ مَرْدودٌ عليكم، فأدُّوا الخَيْطَ والمِخْيَطَ، وإيَّاكم والغُلولَ؛ فإنَّه عارٌ على أهْلِه يومَ القِيامةِ، وعليكم بالجِهادِ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فإنَّه بابٌ من أبْوابِ الجنَّةِ، يُذهِبُ اللهُ به الهَمَّ والغَمَّ». قالَ: وكانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَكرَهُ الأنْفالَ، ويَقولُ: «ليَرُدَّ قَويُّ المُؤمِنينَ على ضَعيفِهم».
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4424
التصنيف الموضوعي: جهاد - فضل الجهاد غنائم - الغلول وما جاء فيه من العقوبة والوعيد غنائم - مصارف الخمس إيمان - تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون جهاد - الغلول من الغنيمة

10 - عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، عنِ اللهِ تباركَ وتَعالَى، أنَّه قالَ: يا عِبادِي، إنَّكُمُ الَّذين تُخطِئونَ باللَّيْلِ والنَّهارِ، وأنا الَّذي أغفِرُ الذُّنوبَ ولا أُبالِي ، فاسْتَغْفِروني أغْفِرْ لكُم، يا عِبادي، كُلُّكُم جائعٌ إلَّا مَن أطْعَمْتُ، فاستَطْعِمُوني أُطْعِمْكم، يا عِبادي، كُلُّكمْ عارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُ، فاسْتَكْسوني أكْسُكم، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم كانوا علَى أتْقَى قَلْبِ رجُلٍ منْكم، لم يَزِدْ ذلكَ في مُلْكي شيئًا، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكُم وإنْسَكم وجِنَّكم كانوا على أفجَرِ قلْبِ رَجُلٍ منْكم، لمْ يَنْقُصْ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخِرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم اجْتَمعوا في صَعيدٍ واحدٍ فسألُوني، أعْطَيْتُ كُلَّ إنسانٍ مِنْهُم ما سألَ، لم يَنْقُصْ ذلك مِن مُلْكِي شيئًا إلَّا كما يَنقُصُ البَحْرُ إنْ يُغْمَسْ فيه المِخْيَطُ غَمْسةً واحدةً، يا عِبادي، إنَّما هي أعمالُكم أحْفَظُها عليْكم، فمَن وجَدَ خيرًا فلْيَحْمَدِ اللهَ تعالَى، ومَن وجَدَ غيْرَ ذلك فلا يَلُومَنَّ إلَّا نفْسَه.

11 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سارَ إلى حُنَينٍ لمَّا فرَغَ من فَتحِ مكَّةَ، جمَعَ مالِكَ بنَ عَوفٍ النَّصْريَّ من بَني نَصرٍ، وجُشَمَ، ومن سَعدِ بنِ بَكرٍ، وأوْزاعًا من بَني هِلالٍ، وناسًا من بَني عَمرِو بنِ عاصِمِ بنِ عَوفِ بنِ عامِرٍ، وأوْعَبَتْ معَهم ثَقيفٌ الأحْلافَ ، وبَنو مالِكٍ، ثمَّ سارَ بهم إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وسارَ معَ الأمْوالِ والنِّساءِ والأبْناءِ، فلمَّا سمِعَ بهِم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَ عبدَ الرَّحمَنِ بنَ أبي حَدْرَدٍ الأسْلَميَّ، فقالَ: «اذهَبْ فادخُلْ بالقَومِ حتَّى تَعلَمَ لنا من عِلمِهم»، فدخَلَ فمكَثَ فيهم يَومًا أو يَومَينِ، ثمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعُمَرَ بنِ الخطَّابِ: ألَا تَسمَعُ ما يَقولُ ابنُ أبي حَدْرَدٍ؟ فقالَ عُمَرُ: ألَا تَسمَعُ يا ابنَ أبي حَدْرَدٍ ما يَقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقالَ ابنُ أبي حَدْرَدٍ: «قد كُنْتَ يا عُمَرُ ضالًّا فهَداكَ اللهُ عزَّ وجلَّ»، ثمَّ بعَثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى صَفْوانَ بنِ أُميَّةَ، فسأَلَه أدْراعًا مائةَ دِرعٍ، وما يُصلِحُها من عدَّتِها، فقالَ: أغَصبًا يا محمَّدُ؟ قالَ: «بل عَاريَّةٌ مَضْمونةٌ حتَّى نؤدِّيَها إليكَ»، ثمَّ خرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سائرًا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4423
التصنيف الموضوعي: مغازي - غزوة حنين مغازي - فتح مكة آداب المجلس - التجسس غصب وضمانات - ما يضمن هبة وهدية - الاستعارة

12 - كنتُ امْرأً قد أُوتيتُ مِن جِماعِ النِّساءِ ما لمْ يُؤتَ غيري، فلمَّا دَخَلَ رمضانُ ظاهَرتُ مِن امرأتي؛ مَخافةَ أنْ أُصِيبَ منها شيئًا في بعضِ اللَّيلِ، وأَتَتابَعَ مِن ذلك، ولا أَستَطيعُ أنْ أَنزِعَ حتَّى يُدرِكَني الصُّبحُ، فبَيْنا هي ذاتَ ليلةٍ تَخدِمُني، إذا انكَشَفَ لي منها شيءٌ فوَثَبْتُ عليها، فلمَّا أَصبَحْتُ، غَدَوْتُ على قومي فأَخْبَرْتُهم خَبَري، فقلتُ: انطَلِقوا معي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: لا واللهِ، لا نَذهَبُ معكَ، نخافُ أنْ يَنزِلَ فينا قرآنٌ، ويقولُ فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقالةً يَبْقى علينا عارُها، فاذْهَبْ أنتَ، فاصنَعْ ما بَدا لكَ. فأَتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَخْبرتُه خَبَري، فقالَ: أنتَ ذاكَ؟ فقلتُ: أنا ذاكَ، فاقضِ فيَّ حُكْمَ اللهِ، فإنِّي صابرٌ مُحتسِبٌ، قالَ: أَعتِقْ رَقبةً . فضَرَبْتُ صفحةَ عُنُقِ رَقَبتي بيدي، فقلتُ: والَّذي بَعَثَكَ بالحقِّ ما أَصبحتُ أَملِكُ غيرَها، قالَ: صُمْ شهرينِ مُتَتابِعينِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، وهل أَصابَني ما أَصابَني إلَّا في الصِّيامِ؟ قالَ: فأَطْعِمْ ستِّينَ مِسكينًا، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، والَّذي بَعَثَكَ بالحقِّ لقد بِتْنا ليلَتَنا هذه وَحْشًا ما نَجِدُ عَشاءً، قالَ: انطَلِقْ إلى صاحبِ الصَّدقةِ؛ صَدقةِ بَني زُرَيقٍ، فليَدْفَعْها إليكَ، فأَطْعِمْ منها وَسْقًا ستِّينَ مِسكينًا، واستَعِنْ بسائرِها على عيالِكَ. فأَتيتُ قَومي فقلتُ: وَجدْتُ عندَكم الضِّيقَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : سلمة بن صخر الأنصاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2854
التصنيف الموضوعي: خلع وظهار - كفارة الظهار خلع وظهار - الظهار إيمان - الدين يسر خلع وظهار - أحكام الظهار زكاة - مستحقو الزكاة

13 - أنَّ سَلمانَ بنَ صَخرٍ الأَنصاريَّ جَعَلَ امرأتَهُ عليه كظَهْرِ أُمِّه... ثُمَّ ذَكَرَ الحديثَ بنحوٍ منه. [كنتُ امْرأً قد أُوتيتُ مِن جِماعِ النِّساءِ ما لمْ يُؤتَ غيري، فلمَّا دَخَلَ رمضانُ ظاهَرتُ مِن امرأتي؛ مَخافةَ أنْ أُصِيبَ منها شيئًا في بعضِ اللَّيلِ، وأَتَتابَعَ مِن ذلك، ولا أَستَطيعُ أنْ أَنزِعَ حتَّى يُدرِكَني الصُّبحُ، فبَيْنا هي ذاتَ ليلةٍ تَخدِمُني، إذا انكَشَفَ لي منها شيءٌ فوَثَبْتُ عليها، فلمَّا أَصبَحْتُ، غَدَوْتُ على قومي فأَخْبَرْتُهم خَبَري، فقلتُ: انطَلِقوا معي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: لا واللهِ، لا نَذهَبُ معكَ، نخافُ أنْ يَنزِلَ فينا قرآنٌ، ويقولُ فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقالةً يَبْقى علينا عارُها، فاذْهَبْ أنتَ، فاصنَعْ ما بَدا لكَ. فأَتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَخْبرتُه خَبَري، فقالَ: أنتَ ذاكَ؟ فقلتُ: أنا ذاكَ، فاقضِ فيَّ حُكْمَ اللهِ، فإنِّي صابرٌ مُحتسِبٌ، قالَ: أَعتِقْ رَقبةً . فضَرَبْتُ صفحةَ عُنُقِ رَقَبتي بيدي، فقلتُ: والَّذي بَعَثَكَ بالحقِّ ما أَصبحتُ أَملِكُ غيرَها، قالَ: صُمْ شهرينِ مُتَتابِعينِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، وهل أَصابَني ما أَصابَني إلَّا في الصِّيامِ؟ قالَ: فأَطْعِمْ ستِّينَ مِسكينًا، قلتُ: يا رسولَ اللهِ، والَّذي بَعَثَكَ بالحقِّ لقد بِتْنا ليلَتَنا هذه وَحْشًا ما نَجِدُ عَشاءً، قالَ: انطَلِقْ إلى صاحبِ الصَّدقةِ؛ صَدقةِ بَني زُرَيقٍ، فليَدْفَعْها إليكَ، فأَطْعِمْ منها وَسْقًا ستِّينَ مِسكينًا، واستَعِنْ بسائرِها على عيالِكَ. فأَتيتُ قَومي فقلتُ: وَجدْتُ عندَكم الضِّيقَ]
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2855
التصنيف الموضوعي: خلع وظهار - الظهار نكاح - من يكثر جماعه صيام - الإعانة في الكفارة صيام - كفارة الجماع في رمضان خلع وظهار - أحكام الظهار

14 - عنِ الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ كَعبِ بنِ زُهَيرِ بنِ أبي سُلْمى المُزَنيِّ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّه، قالَ: خرَجَ كَعبٌ وبُجَيرٌ ابْنا زُهَيرٍ حتَّى أتَيا أبرَقَ العزَّافِ، فقالَ بُجَيرٌ لكَعبٍ: اثبُتْ في عجَلِ هذا المكانِ حتَّى آتيَ هذا الرَّجلَ، يَعني رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسمَعَ ما يَقولُ، فثبَتَ كَعبٌ وخرَجَ بُجَيرٌ، فجاءَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعرَضَ عليه الإسْلامَ، فأسلَمَ، فبلَغَ ذلك كَعبًا، فقالَ: ألَا أبْلِغا عَنِّي بُجَيرًا رِسالةً... على أيِّ شَيءٍ وَيحَ غَيرِكَ دلَّكَا على خُلُقٍ لم تُلفِ أمًّا ولا أبًا... عليه ولم تُدرِكْ عليه أخًا لَكَا سَقَاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَوِيَّةٍ... وأنْهَلَكَ المَأْمونُ منها وعَلَّكَا فلمَّا بلغَتِ الأبْياتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أهدَرَ دمَه، فقالَ: مَن لَقِيَ كَعبًا فلْيَقتُلْه، فكتَبَ بذلك بُجَيرٌ إلى أخيه يَذكُرُ له أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أهدَرَ دمَه، ويقولُ له: النَّجاءَ وما أراكَ تَنفَلِتُ، ثمَّ كتَبَ إليه بعدَ ذلك: اعلَمْ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَأْتيه أحَدٌ يَشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ إلَّا قبِلَ ذلك، وأسقَطَ ما كانَ قبلَ ذلك، فإذا جاءَكَ كِتابي هذا فأسلِمْ وأقبِلْ، فأسلَمَ كَعبٌ وقالَ القَصيدةَ الَّتي يَمدَحُ فيها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أقبَلَ حتَّى أناخَ راحِلَتَه ببابِ مَسجِدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ دخَلَ المَسجِدَ ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ أصْحابِه مَكانَ المائدةِ منَ القَومِ مُتَحلِّقونَ معَه حَلْقةً دونَ حَلْقةٍ، يَلتفِتُ إلى هؤلاء مرَّةً، فيُحدِّثُهم، وإلى هؤلاء مرَّةً فيُحدِّثُهم، قالَ كَعبٌ: فأنَخْتُ راحِلَتي ببابِ المَسجِدِ، فعرَفْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصِّفةِ، فتَخطَّيْتُ حتَّى جلَسْتُ إليه، فأسلَمْتُ، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، الأمانَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ومَن أنتَ؟ قُلْتُ: أنا كَعبُ بنُ زُهَيرٍ، قالَ: الَّذي تَقولُ، ثمَّ التَفَتَ إلى أبي بَكرٍ، فقالَ: كيف قالَ يا أبا بَكرٍ؟ فأنشَدَه أبو بَكرٍ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأمونُ منها وعلَّكَا قالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما قُلْتُ هكذا، قالَ: وكيف قُلْتَ؟ قالَ: إنَّما قُلْتُ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأْسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأْمورُ منها وعلَّكَا فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مأمورٌ واللهِ ثمَّ أنشَدَه القَصيدةَ كلَّها حتَّى أتَى على آخِرِها وأمْلاها على الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ حتَّى أتَى على آخِرِها، وهي هذه القَصيدةُ: بانَتْ سُعادٌ فَقَلْبي اليَومَ مَتْبولُ... مُتيَّمٌ عندَها لم يُفْدَ مَغْلولُ وما سَعادُ غَداةَ البَيْنِ إذْ رَحَلوا... إلَّا أغَنُّ غَضيضُ الطَّرفِ مَكْحولُ تَجْلو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمَتْ... كأنَّها مُنهَلٌ بالكأْسِ مَعْلولُ سحَّ السُّقاةُ عليه ماءَ مَحْنيةٍ... مِن ماءِ أبطَحَ أمْسَى وهو مَشْمولُ تَنْفي الرِّياحُ القَذى عنه وأفْرَطَه... مِن صَوبِ عاديةٍ بِيضٍ يَعالِيلُ سَقْيًا لَهَا خُلَّةٌ لَوْ أَنَّهَا صَدَقَتْ... مَوْعُودَهَا وَلَوْ أَنَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ لَكِنَّهَا خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا... فَجْعٌ وَوَلْعٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا... كَمَا تَلَوَّنَ فِي أَثْوَابِهَا الغُولُ ولَا تَمَسَّكُ بِالوَصْلِ الَّذِي زَعَمَتْ... إلَّا كَمَا يُمْسِكُ المَاءَ الغَرَابِيلُ كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا... وَمَا مَوَاعِيدُهَا إلَّا الأَبَاطِيلُ فَلَا يَغُرَّنَّكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ... إلَّا الأَمَانِيَّ وَالأَحْلَامَ تَضْلِيلُ أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ مَا يُبَلِّغُهَا... إلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ وَلَنْ يُبَلِّغَهَا إِلَّا عُذَافِرةٌ... فِيهَا عَلَى الأَيْنِ إِرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ مِنْ كُلِّ نَضَّاخةِ الذَّفْرَى إِذَا عَرِقَتْ... عُرْضَتُهَا طَامِسُ الأَعْلَامِ مَجْهُولُ يَمْشِي القُرَادُ عَلَيهَا ثُمَّ يُزْلِقُهُ... عنْهَا اللَّبَانُ وَأقْرَابٌ زَهَالِيلُ عَيْرَانةٌ قُذِفَتْ بِالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ... وَمِرْفَقٍ عَنْ ضُلُوعِ الزُّورِ مَفْتُولُ كَأَنَّ مَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحَهَا... مِنْ خَطْمِهَا وَمِنَ اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّحْلِ ذَا خُصَلٍ... بغَارِبٍ لم تُخوِّنْهُ الأَحَالِيلُ قَنْوَاءُ فِي حَرَّتَيْهَا لِلبَصِيرِ بِهَا... عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ تَخْدي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لَاهِيةٌ... ذَاوَبِلٌ وَقْعُوهُنَّ الأَرْضَ تَحْلِيلُ حَرْفٌ أَبُوهَا أَخُوهَا مِنْ مُهَجَّنَةٍ... وَعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شَمْلِيلُ سُمرُ العُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَا زِيمًا... مَا إِنْ يَقيهِنَّ حَدَّ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ يَوْمًا تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ تَرفَعُهَا... مِنَ اللَّوَامِعِ تَخْلِيطٌ وَتَزْيِيلُ كَأنَّ أَوْبَ يَدَيْهَا بَعْدَمَا نَجَدَتْ... وَقَدْ تَلَفَّعَ بِالقُورِ العَسَاقِيلُ أَوْبُ يَدَيْ ثاكِلٍ شَمْطَاءَ مُعْوِلةً... قَامَتْ تُجَاوِبُهَا شُمْطٌ مَثَاكِيلُ نُوَاحةٌ رَخْوةُ الضَّبْعَيْنِ لَيسَ لَهَا... لَمَّا نَعَى بَكْرَهَا النَّاعُونَ مَعْقُولُ تَسْعَى الوُشَاةُ بدَفَّيْهَا وَقِيلِهِمُ... بأنَّكَ يَا ابْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ خَلُّوا طَرِيقَ يَدَيْهَا لَا أَبَا لَكُمُ... فَكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ مَفْعُولُ كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ... يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي... وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ فَقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِرًا... وَالْعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبُولُ مَهْلًا رَسُولَ الَّذِي أَعْطَاكَ نَافِلَةَ... الْقُرْآنِ فِيه مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ لَا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الوُشَاةِ وَلَمْ... أُجْرِمْ وَلَوْ كَثُرَتْ عَنِّي الأقَاوِيلُ لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ لَهُ... أَرَى وَأَسمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ لَظَلَّ يُرْعَدُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ... عِنْدَ الرَّسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْوِيلُ حَتَّى وَضَعْتُ يَمِينِي لَا أُنَازِعُهُ... فِي كَفٍّ ذِي نَقِمَاتٍ قَوْلُهُ الْقِيلُ فَكَانَ أَخْوَفَ عِنْدِي إِذْ أُكَلِّمُهُ... إِذْ قِيلَ إِنَّكَ مَنْسُوبٌ وَمَسْؤُولُ مِنْ خَادِرٍ شَبَّكَ الأنْيَابَ طَاعَ لَهُ... بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغَامَيْنِ عِنْدَهُمَا... لَحْمٌ مِنَ الْقَوْمِ مَنْثُورٌ خَرَادِيلُ مِنْهُ تَظَلُّ حَمِيرُ الْوَحْشِ ضَامِرَةً... وَلَا تَمشَّى بِوَادِيهِ الأرَاجِيلُ وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ... مُطَرَّحُ الْبَزِّ وَالدِّرْسَانِ مَأْكُولُ إِنَّ الرَّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ... وَصَارِمٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ فِي فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ... بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أنْكاسٌ وَلَا كُشُفٌ... عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ شُمُّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لِباسُهُمُ... مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الهَيْجَا سَرَابِيلُ بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ... كَأَنَّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَجْدُولُ يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ البُزْلِ يَعْصِمُهُم... ضَرْبٌ إِذَا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيلُ لَا يَفْرَحُونَ إِذَا نَالَتْ رِمَاحُهُمُ... قَوْمًا وَلَيْسوا مَجَازِيعًا إِذَا نِيلُوا مَا يَقَعُ الطَّعْنُ إِلَّا فِي نُحُورِهُمُ ... وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ

15 - أنَّه خرَجَ وافدًا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومعه نَهِيكُ بنُ عاصمِ بنِ مالكِ بنِ المُنْتَفِقِ، قال: فقَدِمنا المدينةَ لانسلاخِ رجَبٍ، فصَلَّينا معه صَلاةَ الغَداةِ ، فقام رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّاسِ خَطيبًا، فقال: يا أيُّها النَّاس، إنِّي قدْ خبَأْتُ لكم صَوتي منذُ أربعةِ أيَّامٍ لِأُسمِعَكم، فهلْ مِنِ امرئٍ بَعَثه قوْمُه قالوا: اعلَمْ لنا ما يَقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ لعلَّه أنْ يُلْهِيَه حَديثُ نفْسِه، أو حَديثُ صاحبِه، أو يُلْهِيهِ الضَّلالُ؟ ألَا إنِّي مَسؤولٌ: هلْ بلَّغْتَ؟ ألَا فاسْمَعوا تَعِيشوا، ألَا فاسْمَعوا تَعِيشوا، ألَا اجلِسوا، فجلَسَ النَّاسُ، وقُمتُ أنا وصاحِبي حتَّى إذا فرَغَ لنا فُؤادُه وبصَرُه، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي أسْألُكَ عن حاجَتي فلا تَعجَلَنْ علَيَّ، قال: سَلْ عمَّا شِئتَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ عندَك مِن عِلمِ الغيبِ؟ فضَحِكَ لَعَمْرُ اللهِ ، وهَزَّ رأْسَه، وعَلِم أنِّي أبْتَغي بسَقْطِه، فقال: ضَنَّ ربُّك بمَفاتيحِ خمْسٍ مِنَ الغيبِ، لا يَعلَمُهنَّ إلَّا اللهُ، وأشار بيَدِه، فقُلتُ: وما هنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: عِلمُ المَنيَّةِ ؛ قدْ عَلِم متى مَنيَّةُ أحدِكم ولا تَعلَمونه، وعِلمُ يومِ الغيثِ يُشرِفُ عليكم آزِلِين مُشفِقِين، فظلَّ يَضحَكُ، وقدْ عَلِم أنَّ فَرَجَكم قَريبٌ، قال لَقيطٌ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لنْ نَعدِمَ مِن ربٍّ يَضحَكُ خيْرًا. وعِلمُ ما في غَدٍ، وقدْ عَلِمَ ما أنتَ طاعمٌ في غَدٍ ولا تَعلَمُه، وعِلمُ يومِ السَّاعةِ، قال: وأحسَبُه ذكَرَ ما في الأرحامِ. قال: فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، عَلِّمْنا ممَّا تُعلِّمُ النَّاسَ وما نَعلَمُ؛ فإنَّا مِن قَبِيلٍ لا يُصدِّقون تَصديقَنا أحدٌ مِن مَذحِجٍ الَّتي تَدْنو علينا، وعَشيرتِها الَّتي نحنُ منها، قال: تَلبَثون ما لَبِثتُم ثمَّ يُتوفَّى نَبيُّكم، ثمَّ تَلْبَثون ما لَبِثْتُم ثمَّ تُبعَثُ الصَّيحةُ، فلَعَمرُ إلهَكَ، ما تَدَعُ على ظَهرِ الأرضِ شَيئًا إلَّا مات، والملائكةَ الَّذين مع ربِّكَ، فخَلَت الأرضُ، فأرسَلَ ربُّك السَّماءَ تَهضِبُ مِن تحْتِ العرشِ ، فلَعَمْرُ إلهِكَ ، ما تَدَعُ على ظَهرِها مِن مَصرَعِ قَتيلٍ ولا مَدفَنَ ميِّتٍ إلَّا شقَّتِ القبرَ عنه حتَّى يَخلُقَه مِن قِبَلِ رأْسِه، فيَستوِيَ جالسًا، يَقولُ ربُّك: مَهْيَمْ؟ فيَقولُ: يا ربِّ أمسِ، لِعَهدِه بالحياةِ يَحسَبُه حديثًا بأهلِه. فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، كيْف يَجمَعُنا بعْدَما تُمزِّقُنا الرِّياحُ والبِلى والسِّباعُ؟ قال: أُنَبِّئُك بمِثلِ ذلكَ في آلاءِ اللهِ: الأرضُ أشْرَفْتَ عليها مَدَرةً باليةً، فقُلتُ: لا تَحْيا أبدًا، فأرسَلَ ربُّك عليها السَّماءَ، فلم تَلبَثْ عليها أيَّامًا حتَّى أشْرَفْتَ عليها، فإذا هي شَرْبةٌ واحدةٌ، ولَعَمْرُ إلهِكَ لَهو أقْدَرُ على أنْ يَجمَعَكم مِنَ الماءِ على أنْ يَجمَعَ نباتَ الأرضِ، فتَخرُجون مِنَ الأجداثِ مِن مَصارعِكم، فتَنظُرون إليه ساعةً ويَنظُرُ إليكم. قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، كيْف وهو شَخصٌ واحدٌ ونحْنُ مِلْءُ الأرضِ نَنظُرُ إليه ويَنظُرُ إلينا؟ قال: أُنَبِّئُك بمِثلِ ذلكَ في آلاءِ اللهِ: الشَّمسُ والقمرُ آيةٌ منه قَريبةٌ صَغيرةٌ، تَرَونَهما في ساعةٍ واحدةٍ، ويَرَيانكم، ولا تُضامُّون في رُؤيتِهما، ولَعَمْرُ إلهِكَ لَهو على أنْ يَراكم وتَرَونَه أقدَرُ منهما على أنْ يَرَيانِكم وتَرَونَهما. قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فما يَفعَلُ بِنا ربُّنا إذا لَقِيناهُ؟ قال: تُعرَضُونَ عليه بادِيةً له صَفحاتُكم ، فلَعَمْرُ إلهِكَ ، ما تُخطِئُ وجْهَ واحدٍ منكم قَطْرةٌ، فأمَّا المؤمنُ فيَدَعُ وَجْهَه مِثلَ الرَّيطةِ البيضاءِ، وأمَّا الكافرُ فتَخطِمُه بمِثلِ الحُمَمِ الأسودِ، ثمَّ يَنصَرِفُ نبيُّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَمُرُّ على أثَرِه الصَّالِحون -أو قال: يَنصَرِفُ على أثرِه الصَّالِحون- قال: فيَسْلُكون جِسرًا مِنَ النَّارِ يَطَأُ أحدُكم الجَمْرةَ فيَقولُ: حِسِّ، فيَقولُ ربُّك -أو إنَّه قال: فيَطَّلِعون على حَوضِ الرَّسولِ على أظمَأِ ناهلةٍ ما رأَيْتُها قطُّ، فلَعَمرُ إلهِكَ ما تُبسَطُ -أو قال: ما تَسقُطُ- واحدٌ مِنكم يَدُه، إلَّا وقَعَ عليها قدَحٌ يُطَهِّرُه مِنَ الطَّرفِ والبَولِ والأذَى، وتَخلُصُ الشَّمسُ والقمرُ -أو قال: تُحبَسُ الشَّمسُ والقمرُ- فلا تَرَونَ منهما واحدًا. فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فبِمَ نُبصِرُ يومئذٍ؟ قال: مِثلُ بصَرِ ساعتِكَ هذه، وذلكَ في يومٍ أسفَرَتْه الأرضُ وواجَهَتْه الجبالُ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فبِمَ نُجازى مِن سيِّئاتِنا وحَسناتِنا؟ قال: الحسنةُ بعشْرِ أمثالِها، والسَّيِّئةُ بمِثلِها أو تُغفَرُ. قلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، فما الجنَّةُ وما النَّارُ؟ قال: لَعَمرُ إلهِكَ ، إنَّ الجنَّةَ لها أبوابٌ، ما منهنَّ بابانِ إلَّا وبيْنهما مَسيرةُ الرَّاكبِ سَبعينَ عامًا، وإنَّ للنَّارِ سَبعةَ أبوابٍ، ما منهنَّ بابانِ إلَّا وبيْنهما مَسيرةُ الرَّاكبِ سَبعينَ عامًا، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، على ما يَطلُعُ مِنَ الجنَّةِ؟ قال: أنهارٌ مِن عسَلٍ مُصفًّى، وأنهارٌ مِن لبَنٍ لم يَتغيَّرْ طَعمُه، وأنهارٌ مِن كأسٍ ما لها صُداعٌ ولا نَدامةٌ، ومِن ماءٍ غيرِ آسِنٍ ، وبفاكهةٍ، لَعَمرُ إلهِكَ ما تَعلَمون وخيْرٌ مِن مِثلِه، معه أزواجٌ مُطَهَّرةٌ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أوَلَنا فيها أزواجٌ مُصلِحاتٌ؟ قال: الصَّالِحاتُ للصَّالحينَ، تَلذُّوهنَّ مِثلَ لَذَّاتِكم في الدُّنيا، ويَلَذْذَنَكم، غيرَ أنَّه لا تَوالُدَ. قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هذا أقْصى ما نحنُ بالِغون ومُنتهُون إليه؟ قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، على ما أُبايِعُك؟ قال: فبسَطَ يَدَه وقال: على إقامةِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ، وإيَّاكَ والشِّركَ، لا تُشرِكْ باللهِ شَيئًا، أو لا تُشرِكْ مع اللهِ إلهًا غيْرَه. فقُلتُ: وإنَّ لنا ما بيْن المشرقِ والمغرِبِ، فقَبَض وبسَطَ أصابعَه، وظنَّ أنِّي مُشترِطٌ شَيئًا لا يُعطِينِيه، فقُلتُ: نَحُلُّ منها حيثُ شِئنًا، ولا يَجْني امرؤٌ إلَّا على نفْسِه؟ قال: ذلكَ لكَ، حُلَّ منها حيثُ شِئتَ، ولا تَجْنِ عليك إلَّا نفْسِكَ، فبايَعْناه ثمَّ انصَرَفْنا، فقال: إنَّ هَذَين لَعَمرُ إلهِكَ مِن أصدَقِ النَّاسِ حَديثًا؛ لأنَّهم مِن أتْقى النَّاسِ للهِ في الأوَّلِ والآخِرِ. فقال كَعبُ بنُ فلانٍ أحدُ بَني بَكرِ بنِ كِلابٍ: مَن همْ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: بَنو المُنتَفِقِ، فأقبلْتُ عليه فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، هلْ أحدٌ ممَّن مَضى منَّا في جاهليَّةٍ مِن خَيرٍ؟ فقال رجُلٌ مِن عُرْضِ قُرَيشٍ: إنَّ أباكَ المُنتَفِقَ في النَّارِ، فكأنَّه وقَعَ حَرٌّ بيْن جِلْدِ وَجْهي ولَحْمِي ممَّا قال لِأَبي على رُؤوسِ النَّاسِ، فهَمَمْتُ أنْ أقولَ: وأبوكَ يا رَسولَ اللهِ؟ ثمَّ نظَرْتُ فإذا الأُخرى أجمَلُ، فقُلتُ: وأهْلُكَ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: وأهْلي، لَعَمْرُ اللهِ ، ما أتيْتَ عليه مِن قَبرِ قُرَشيٍّ أو عامريٍّ مُشرِكٍ، فقُلْ: أرْسَلَني إليكَ محمَّدٌ، فأبشِرْ بما يَسُوؤكَ؛ تَخِرُّ على وَجهِك وبطْنِكَ في النَّارِ، فقُلتُ: فبِمَ أفعَلُ ذلكَ لهم يا رَسولَ اللهِ، وكانوا على عمَلٍ يُحسِنون إلَّا إيَّاهُ، وكانوا يَحسَبونهم مُصلِحين؟ قال: ذلكَ بأنَّ اللهَ بعَثَ في آخِرِ كلِّ سَبعِ أُمَمٍ نبيًّا، فمَن أطاع نبيَّه كان مِنَ المهْتَدِين، ومَن عَصى نَبيَّه كان مِنَ الضَّالِّين.
خلاصة حكم المحدث : حديث جامع في الباب صحيح الإسناد، كلهم مدنيون
الراوي : لقيط بن عامر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8909
التصنيف الموضوعي: خلق - العرش جنة - أنهار الجنة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات قيامة - الصراط إيمان - عظمة الله وصفاته