الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

61 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَج يومًا فخرَجْنا معه حتَّى انتهَيْنا إلى المقابِرِ فأمَرَنا فجلَسْنا ثمَّ تخطَّى القبورَ حتَّى انتهى إلى قبرٍ منها فجلَس إليه فناجاه طويلًا ثمَّ رجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم باكيًا فبكَيْنا لبكاءِ رسولِ اللهِ ثمَّ أقبَل علينا فتلقَّاه عُمَرُ - رضوانُ اللهِ عليه - وقال : ما الَّذي أبكاكَ يا رسولَ اللهِ فقد أبكَيْتَنا وأفزَعْتَنا ؟ فأخَذ بيدِ عُمَرَ ثمَّ أقبَل علينا فقال : ( أفزَعكم بكائي ) ؟ قُلْنا : نَعم فقال : ( إنَّ القبرَ الَّذي رأَيْتُموني أُناجي قبرُ آمِنَةَ بنتِ وَهْبٍ وإنِّي سأَلْتُ ربِّي الاستغفارَ لها فلَمْ يأذَنْ لي فنزَل علَيَّ : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] فأخَذني ما يأخُذُ الولَدَ للوالدِ مِن الرِّقَّةِ فذلكَ الَّذي أبكاني ألَا وإنِّي كُنْتُ نهَيْتُكم عن زيارةِ القبورِ فزُوروها فإنَّها تُزهِّدُ في الدُّنيا وتُرغِّبُ في الآخرةِ )

62 - إنَّ اللهَ زوَى لي الأرضَ حتَّى رأَيْتُ مَشارِقَها ومغاربَها وأعطاني الكَنزينِ : الأحمرَ والأبيضَ وإنَّ مُلْكَ أمَّتي سيبلُغُ ما زُوِي لي منها وإنِّي سأَلْتُ ربِّي لِأمَّتي ألَّا يُهلِكَهم بسَنةٍ عامَّةٍ وألَّا يُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن غيرِهم فيُهلِكَهم ولا يلبِسَهم شِيَعًا ويُذِيقَ بعضَهم بأسَ بعضٍ فقال : يا مُحمَّدُ إنِّي إذا أعطَيْتُ عطاءً فلا مرَدَّ له إنِّي أعطَيْتُك لِأمَّتِكَ ألَّا يُهلَكوا بسَنةٍ عامَّةٍ وألَّا أُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن غيرِهم فيستبيحَهم ولكنْ ألبِسُهم شِيَعًا ولوِ اجتمَع عليهم مَن بيْنَ أقطارِها حتَّى يكونَ بعضُهم يُهلِكُ بعضًا وبعضٌ يُفني بعضًا وبعضُهم يَسبي بعضًا وإنَّه سيرجِعُ قبائلُ مِن أمَّتي إلى التُّركِ وعبادةِ الأوثانِ وإنَّ مِن أخوفِ ما أخافُ على أمَّتي الأئمَّةَ المُضلِّينَ وإنَّهم إذا وُضِع السَّيفُ فيهم لم يُرفَعُ عنهم إلى يومِ القيامةِ وإنَّه سيخرُجُ مِن أمَّتي كذَّابونَ دجَّالونَ قريبًا مِن ثلاثينَ وإنِّي خاتَمُ الأنبياءِ لا نبيَّ بعدي ولا تزالُ طائفةٌ مِن أمَّتي على الحقِّ منصورةً حتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ

63 - أرسَل إليَّ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ فقال : إنَّه قد حضَر المدينةَ أهلُ أبياتٍ مِن قومِك وإنَّا قد أمَرْنا لهم برَضْخٍ فاقسِمْه بَيْنَهم فقُلْتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ مُرْ بذلك غيري فقال : اقبِضْ أيُّها المَرْءُ قال : فبَيْنا أنا كذلك إذ جاءه مولاه يرفَأُ فقال : هذا عُثمانُ وعبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ وسعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ قال : ولا أدري أذكَر طلحةَ أم لا يستأذِنونَ عليك قال : ائذَنْ لهم قال : ثمَّ مكَث ساعةً ثمَّ جاء فقال : العبَّاسُ وعليٌّ يستأذِنانِ عليك فقال : ائذَنْ لهما : فلمَّا دخَل العبَّاسُ قال : يا أميرَ المُؤمِنينَ اقضِ بَيْني وبيْنَ هذا هما حينَئذٍ يختَصِمانِ فيما أفاء اللهُ على رسولِه مِن أموالِ بني النَّضيرِ فقال القومُ : اقضِ بَيْنَهما يا أميرَ المُؤمِنينَ وأرِحْ كلَّ واحدٍ منهما مِن صاحبِه فقد طالَتْ خصومتُهما فقال عُمَرُ : أنشُدُكما اللهَ الَّذي بإذنِه تقومُ السَّمواتُ والأرضُ أتعلَمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ( لا نُورَثُ ما ترَكْنا صدقةٌ ) قالوا : قد قال ذاك ثمَّ قال لهما مِثْلَ ذلك فقالا : نَعم قال : فإنِّي أُخبِرُكم عن هذا الفيءِ إنَّ اللهَ جلَّ وعلا خصَّ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بشيءٍ لم يُعطِه غيرَه فقال : {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} [الحشر: 6] فكانت هذه لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خاصَّةً واللهِ ما حازها دونَكم ولا استأثَرها عليكم لقد قسَمها بَيْنَكم وبثَّها فيكم حتَّى بقي ما بقي مِن المالِ فكان يُنفِقُ على أهلِه سَنةً ـ وربَّما قال مَعمَرٌ : يحبِسُ منها قُوتَ أهلِه سَنةً ـ ثمَّ يجعَلُ ما بقي مَجعَلَ مالِ اللهِ فلمَّا قبَض اللهُ رسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال أبو بكرٍ : أنا أَولى برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدَه أعمَلُ فيها ما كان يعمَلُ ثمَّ أقبَل على علِيٍّ والعبَّاسِ قال : وأنتما تزعُمانِ أنَّه كان فيها ظالِمًا فاجرًا واللهُ يعلَمُ أنَّه صادقٌ بارٌّ تابِعٌ لِلحقِّ ثمَّ وُلِّيتُها بعدَ أبي بكرٍ سنَتينِ مِن إمارتي فعمِلْتُ فيها بمِثلِ ما عمِل فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وأنتما تزعُمانِ أنِّي فيها ظالمٌ فاجرٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي فيها صادقٌ بارٌّ تابعٌ لِلحقِّ ثمَّ جِئْتُماني جاءني هذا ـ يعني العبَّاسَ ـ يبتغي ميراثَه مِن ابنِ أخيه وجاءني هذا ـ يعني عليًّا ـ يسأَلُني ميراثَ امرأتِه فقُلْتُ لكما : إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( لا نُورَثُ ما ترَكْنا صدقةٌ ) ثمَّ بدا لي أنْ أدفَعَه إليكما فأخَذْتُ عليكما عهدَ اللهِ وميثاقَه لَتَعمَلانِّ فيها بما عمِل فيها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وأنا ما وُلِّيتُها فقُلْتُما : ادفَعْها إلينا على ذلك تُريدانِ منِّي قضاءً غيرَ هذا والَّذي بإذنِه تقومُ السَّمواتُ والأرضُ لا أقضي بَيْنَكما فيها بقضاءٍ غيرِ هذا إنْ كُنْتُما عجَزْتُما عنها فادفَعاها إليَّ قال : فغلَب علِيٌّ عليها فكانت في يدِ علِيٍّ ثمَّ بيَدِ حسَنِ بنِ علِيٍّ ثمَّ بيَدِ حُسينِ بنِ علِيٍّ ثمَّ بيَدِ علِيِّ بنِ حُسينٍ ثمَّ بيَدِ حَسَنِ بنِ حَسَنٍ ثمَّ بيَدِ زيدِ بنِ حَسَنٍ قال مَعمَرٌ : ثمَّ كانت بيَدِ عبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ

64 - سأَلْتُ ابنَ عبَّاسٍ عنها فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا نزَل مَرَّ الظَّهرانِ في صلحِ قريشٍ بلَغ أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ قريشًا كانت تقولُ: تُبايِعونَ ضعفاءَ قال أصحابُه: يا رسولَ اللهِ لو أكَلْنا مِن ظهرِنا فأكَلْنا مِن شحومِها وحسَوْنا مِن المرَقِ فأصبَحْنا غدًا حتَّى ندخُلَ على القومِ وبنا جِمامٌ ؟ قال: ( لا ولكنِ ائتوني بفضلِ أزوادِكم ) فبسَطوا أنطاعَهم ثمَّ جمَعوا عليها مِن أطعماتِهم كلِّها فدعا لهم فيها بالبركةِ فأكَلوا حتَّى تضلَّعوا شِبعًا فأكفَتوا في جُرَبِهم فضولَ ما فضَل منها فلمَّا دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على قريشٍ واجتَمَعت قريشٌ نحوَ الحِجْرِ اضطبَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه: ( لا يرى القومُ فيكم غَميزةً ) واستلَم الرُّكنَ اليَمانيَ وتغيَّبَت قريشٌ، مشى هو وأصحابُه حتَّى استلَموا الرُّكنَ الأسودَ فطاف ثلاثةَ أطوافٍ فلذلك تقولُ قريشٌ وهم يمرُّونَ بهم يرمُلون: لكأنَّهم الغِزلانُ قال ابنُ عبَّاسٍ: وكانت سُنَّةً

65 - إنَّ الزَّمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلَق اللهُ السَّمواتِ والأرضَ السَّنةُ اثنا عشَرَ شهرًا منها أربعةٌ حُرُمٌ : ثلاثٌ متوالياتٌ : ذو القَعدةِ وذو الحجَّةِ والمُحرَّمُ ورجَبُ مُضَرَ الَّذي بيْنَ جُمادى وشَعبانَ ) ثمَّ قال : ( أيُّ شهرٍ هذا ) ؟ قُلْنا : اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال : فسكَت حتَّى ظنَنَّا أنَّه سيُسمِّيه بغيرِ اسمِه قال : ( أليس ذا الحجَّةِ ) ؟ قُلْنا : نَعم قال : ( أيُّ بلدٍ هذا ) ؟ قُلْنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ قال : فسكَت حتَّى ظنَنَّا أنَّه سيُسمِّيه بغيرِ اسمِه قال : ( أليس ذا البلدةَ ) ؟ قُلْنا : نَعم قال : ( أيُّ يومٍ هذا ) ؟ قُلْنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ قال : ( أليس يومَ النَّحرِ ) ؟ قُلْنا : بلى قال ( فإنَّ دماءَكم وأموالَكم - قال محمَّدٌ : وأحسَبُه قال : وأعراضَكم - عليكم حرامٌ كحُرمةِ يومِكم هذا في بلدِكم هذا وستلقَوْنَ ربَّكم فيسأَلُكم عن أعمالِكم ألَا فلا ترجِعوا بعدي ضُلَّالًا يضرِبُ بعضُكم رقابَ بعضٍ ألَا لِيُبلِّغِ الشَّاهدُ منكم الغائبَ فلعلَّ بعضَ مَن يُبلَّغُه يكونُ أوعى له مِن بعضِ مَن سمِعه ) قال : فكان محمَّدٌ إذا ذكَره يقولُ : صدَق اللهُ ورسولُه قد كان ذاك ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ألَا هل بلَّغْتُ ألَا هل بلَّغْتُ ) ؟
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5974
التصنيف الموضوعي: حج - حجة النبي صلى الله عليه وسلم إسلام - أوصاف الإسلام جمعة - خطبة النبي صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

66 - إنَّ اللهَ زوَى لي الأرضَ فرأَيْتُ مَشارِقَها ومَغارِبَها فإنَّ أُمَّتي سيبلُغُ مُلْكُها ما زوَى لي منها وأُعطِيتُ الكَنزَيْنِ : الأحمرَ والأبيضَ فإنِّي سأَلْتُ ربِّي لِأُمَّتي ألَّا يُهلِكَها بسَنةٍ عامَّةٍ وألَّا يُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن سوى أنفسِهم فيَستبيحَ بَيْضَتَهم فإنَّ ربِّي قال : يا مُحمَّدُ إنِّي إذا قضَيْتُ قضاءً فإنَّه لا يُرَدُّ وإنِّي أُعطيكَ لِأُمَّتِكَ ألَّا أُهلِكَهم بسَنةٍ عامَّةٍ وألَّا أُسلِّطَ عليهم عدوًّا مِن سوى أنفسِهم فيستبيحَ بَيْضَتَهم ولوِ اجتَمَع عليهم مِن أقطارِها أو قال : مَنْ بَيْنَ أقطارِها حتَّى يكونَ بعضُهم يُهلِكُ بعضًا ويَسبي بعضُهم بعضًا ) قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّما أخافُ على أُمَّتي مِن الأئمَّةِ المُضلِّينَ وإذا وُضِع السَّيفُ في أُمَّتي لَمْ يُرفَعْ عنها إلى يومِ القيامةِ ولا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يلحَقَ قبائلُ مِن أُمَّتي بالمُشرِكينَ وحتَّى تُعبَدَ الأوثانُ وإنَّه سيكونُ في أُمَّتي ثلاثونَ كذَّابونَ كلُّهم يزعُمُ أنَّه نَبيٌّ وإنِّي خاتَمُ النَّبيِّينَ لا نَبيَّ بعدي ولنْ تزالَ طائفةٌ مِن أُمَّتي على الحقِّ ظاهرينَ لا يضُرُّهم مَن يخذُلُهم حتَّى يأتيَ أمرُ اللهِ )

67 - كُنْتُ وافدَ بني المُنتفِقِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ نُصادِفْه في منزِلِه وصادَفْنا عائشةَ فأمَرَتْ لنا بخَزيرةٍ فصُنِعت وأتَتْنا بقِناعٍ - والقِناعُ : الطَّبقُ فيه التَّمرُ - فأكَلْنا فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( هل أصَبْتُم شيئًا ؟ أو آمُرُ لكم بشيءٍ ؟ ) قُلْنا : نَعم يا رسولَ اللهِ فبَيْنما نحنُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جُلوسٌ إذ رفَع الرَّاعي غَنَمَه إلى المُراحِ ومعه سَخْلةٌ تَيْعَرُ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ما ولَّدْتَ ؟ ) قال : بَهْمةً قال : ( اذبَحْ مكانَها شاةً ) ثمَّ أقبَل علَيَّ فقال : ( لا تحسِبَنَّ - ولَمْ يقُلْ لا تحسَبَنَّ - أنَّا مِن أجلِكَ ذبَحْناها إنَّ لنا غَنَمًا مِئةً لا تَزيدُ فما ولَدَتْ بَهمةً ذبَحْنا مكانَها شاةً ) قال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ إنَّ لي امرأةً في لسانِها شيءٌ قال : ( فطلِّقْها إذًا ) قال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ إنَّ لي منها ولَدًا ولها صُحبةً قال : ( عِظْها فإنْ يَكُ فيها خيرٌ فستقبَلُ ولا تضرِبْ ظَعينتَك ضَرْبَك أمَتَك ) قال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ أخبِرْني عن الوُضوءِ قال : ( أسبِغِ الوُضوءَ وخَلِّلْ بيْنَ أصابعِك وبالِغْ في الاستنشاقِ إلَّا أنْ تكونَ صائمًا )

68 - وكان قد أدرَك الجاهليَّةَ والإسلامَ - يقولُ: نصَبْتُ حبائلَ لي بالأبواءِ فوقَع في حَبْلي منها ظَبْيٌ فأفلَت به فخرَجْتُ في إثرِه فوجَدْتُ رجُلًا قد أخَذه فتنازَعْنا فيه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فوجَدْناه نازلًا بالأبواءِ تحتَ شجرةٍ يستظلُّ بنِطْعٍ فاختصَمْنا إليه فقضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيْنَنا شَطرَيْنِ قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ نَلقى الإبلَ وبها لَبونٌ وهي مُصَرَّاةٌ وهم محتاجونَ ؟ قال: ( فنادِ صاحبَ الإبلِ ثلاثًا فإنْ جاء وإلَّا فاحلُلْ صِرارَها ثمَّ اشرَبْ ثمَّ صُرَّ وأَبْقِ لِلَّبَنِ دواعيَه ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ الضَّوالُّ ترِدُ علينا هل لنا أجرٌ أنْ نسقيَها ؟ قال: ( نَعم في كلِّ ذاتِ كبدٍ حرَّى أجرٌ ) ثمَّ أنشأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحدِّثُنا قال: ( سيأتي على النَّاسِ زمانٌ خيرُ المالِ فيه غَنَمٌ بيْنَ المسجدينِ تأكُلُ مِن الشَّجرِ وترِدُ الماءَ يأكُلُ صاحبُها مِن رِسْلِها ويشرَبُ مِن لِبانِها ويلبَسُ مِن أصوافِها - أو قال: مِن أشعارِها - والفتنُ ترتكِسُ بيْنَ جراثيمِ العربِ واللهِ ) قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أوصِني قال: ( أقِمِ الصَّلاةَ وآتِ الزَّكاةَ وصُمْ رمضانَ وحُجَّ البيتَ واعتمِرْ وبَرَّ والدَيْكَ وصِلْ رحِمَك واقْرِ الضَّيفَ ومُرْ بالمعروفِ وانْهَ عن المنكَرِ وزُلْ مع الحقِّ حيثُ زال )

69 - دعاني أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ فقطَعْتُ له عِرْقَ النَّسَا فحدَّثني بحديثَيْنِ قال : أتاني أهلُ بيتَيْنِ مِن قومي : أهلُ بيتٍ مِن بني ظَفَرٍ وأهلُ بيتٍ مِن بني مُعاويَةَ فقالوا : كلِّمِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقسِمُ لنا أو يُعطِينا فكلَّمْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( نَعم أقسِمُ لِأهلِ كلِّ بيتٍ منهم شطرًا وإنْ عاد اللهُ علينا عُدْنا عليهم ) قال : قُلْتُ : جزاكَ اللهُ خيرًا يا رسولَ اللهِ قال : ( وأنتم فجزاكم اللهُ خيرًا فإنَّكم ما علِمْتُكم أَعِفَّةٌ صُبُرٌ ) وسمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( إنَّكم ستَلقَوْنَ أثَرَةً بعدي ) فلمَّا كان عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه قسَم حُلَلًا بَيْنَ النَّاسِ فبعَث إليَّ منها بحُلَّةٍ فاستصغَرْتُها فأعطَيْتُها أبي فبَيْنا أنا أُصلِّي إذ مَرَّ بي شابٌّ مِن قُرَيشٍ عليه حُلَّةٌ مِن تلكَ الحُلَلِ يجُرُّها فذكَرْتُ قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّكم ستَلقَوْنَ بَعدي أثَرَةً ) فقُلْتُ : صدَق اللهُ ورسولُه ) فانطلَق رجُلٌ إلى عُمَرَ فأخبَره فجاء وأنا أُصلِّي فقال : يا أُسَيدُ ) فلمَّا قضَيْتُ صلاتي قال : كيف قُلْتَ ؟ فأخبَرْتُه قال : تِلكَ حُلَّةٌ بعَثْتُ بها إلى فُلانِ بنِ فُلانٍ وهو بَدْرِيٌّ أُحُديٌّ عَقَبيٌّ فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلبِسها أفظنَنْتَ أنْ يكونَ ذلكَ في زماني ؟ قُلْتُ : قد واللهِ يا أميرَ المؤمِنينَ ظنَنْتُ أنَّ ذاكَ لا يكونُ في زمانِكَ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] ابن شفيع لم يرو عنه غير محمود بن لبيد، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن، وباقي رجاله ثقات
الراوي : أسيد بن حضير | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7279
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - جود النبي وكرمه مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل الأنصار طب - عرق النسا
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

70 - جاء الأسلميُّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فشهِد على نفسِه أربعَ مرَّاتٍ بالزِّنا يقولُ: أتَيْتُ امرأةً حرامًا وفي ذلك يُعرِضُ عنه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى أقبَلَ في الخامسةِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له: ( أنِكْتَها ؟ ) فقال: نَعم فقال: ( هل غاب ذلك منك فيها كما يغيبُ المِرودُ في المِكحَلةِ والرِّشاءُ في البئرِ ؟ فقال: نَعم فقال: ( فهل تدري ما الزِّنا ؟ ) قال: نَعم أتَيْتُ منها حرامًا مِثْلَ ما يأتي الرَّجلِ مِن امرأتِه حلالًا قال: ( فما تُريدُ بهذا القولِ ؟ ) قال: أُريدُ أنْ تُطهِّرَني فأمَر به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يُرجَمَ فرُجِم، فسمِع رجُلينِ مِن أصحابِه يقولُ أحدُهما لصاحبِه: انظُروا إلى هذا الَّذي ستَر اللهُ عليه فلم تدَعْه نفسُه حتَّى رُجِم رَجْمَ الكلبِ قال: فسكَت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنهما فمرَّ بجيفةِ حمارٍ شائلٍ برِجْلِه فقال: ( أين فلانٌ وفلانٌ ؟ ) فقالا: نحنُ ذا يا رسولَ اللهِ فقال لهما: ( كُلَا مِن جيفةِ هذا الحمارِ ) فقالا: يا رسولَ اللهِ غفَر اللهُ لك مَن يأكُلُ مِن هذا ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما نِلْتُما مِن عِرْضِ هذا الرَّجلِ آنفًا أشدُّ مِن أكلِ هذه الجيفةِ فوالَّذي نفسي بيدِه إنَّه الآنَ في أنهارِ الجنَّةِ )

71 - كان أبو لؤلؤةَ عبدًا للمُغيرةِ بنِ شُعبةَ وكان يصنَعُ الأَرْحَاءَ وكان المُغيرةُ يستغِلُّه كلَّ يومٍ بأربعةِ دراهمَ فلقي أبو لؤلؤةَ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه فقال : يا أميرَ المؤمِنينَ إنَّ المُغيرةَ قد أثقَل علَيَّ غَلَّتي فكلِّمْه يُخفِّفْ عنِّي فقال له عُمَرُ : اتَّقِ اللهَ وأحسِنْ إلى مولاكَ فغضِب العبدُ وقال : وسِع النَّاسَ كلَّهم عَدْلُك غيري فأضمَر على قَتْلِه فاصطنَع خَنجَرًا له رأسانِ وسَمَّه ثمَّ أتى به الهُرمزانَ فقال : كيف ترى هذا ؟ فقال : إنَّك لا تضرِبُ بهذا أحدًا إلَّا قتَلْتَه قال : وتحيَّن أبو لُؤلؤةَ عُمَرَ فجاءه في صلاةِ الغَداةِ حتَّى قام وراءَ عُمَرَ وكان عُمَرُ إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ يقولُ : أقيموا صفوفَكم فقال كما كان يقولُ فلمَّا كبَّر وجَأه أبو لُؤلؤةَ في كتِفِه ووجَأه في خاصِرَتِه فسقَط عُمَرُ وطعَن بخَنجَرِه ثلاثةَ عشَر رجُلًا فهلَك منهم سبعةٌ وحُمِل عُمَرُ فذُهِب به إلى منزلِه وصاح النَّاسُ حتَّى كادَتْ تطلُعُ الشَّمسُ فنادى النَّاسَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ : يا أيُّها النَّاسُ الصَّلاةَ الصَّلاةَ قال : ففزِعوا إلى الصَّلاةِ فتقدَّم عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ فصلَّى بهم بأقصرِ سورتَيْنِ في القُرآنِ فلمَّا قضى صلاتَه توجَّهوا إلى عُمَرَ فدعا عُمَرُ بشرابٍ لِينظُرَ ما قدرُ جُرْحِه فأُتِي بنَبيذٍ فشرِبه فخرَج مِن جُرْحِه فلَمْ يَدْرِ أنبيذٌ هو أم دمٌ فدعا بلَبَنٍ فشرِبه فخرَج مِن جُرحِه فقالوا : لا بأسَ عليكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ قال : إنْ يكُنِ القتلُ بأسًا فقد قُتِلْتُ فجعَل النَّاسُ يُثنونَ عليه يقولونَ : جزاكَ اللهُ خيرًا يا أميرَ المُؤمِنينَ كُنْتَ وكُنْتَ ثمَّ ينصرِفونَ ويجيءُ قومٌ آخَرونَ فيُثنونَ عليه فقال عُمَرُ : أمَا واللهِ على ما تقولونَ ودِدْتُ أنِّي خرَجْتُ منها كَفافًا لا علَيَّ ولا ليَ وإنَّ صُحبةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سلِمَتْ لي فتكلَّم عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ - وكان عندَ رأسِه وكان خَليطَه كأنَّه مِن أهلِه وكان ابنُ عبَّاسٍ يُقرِئُه القُرآنَ - فتكلَّم ابنُ عبَّاسٍ فقال : لا واللهِ لا تخرُجُ منها كَفافًا لقد صحِبْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصحِبْتَه وهو عنكَ راضٍ بخيرِ ما صحِبه صاحبٌ كُنْتَ له وكُنْتَ له وكُنْتَ له حتَّى قُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو عنكَ راضٍ ثمَّ صحِبْتَ خليفةَ رسولِ اللهِ فكُنْتَ تُنفِّذُ أمرَه وكُنْتَ له وكُنْتَ له ثمَّ وَلِيتَها يا أميرَ المُؤمِنينَ أنتَ فوَلِيتَها بخيرِ ما وَلِيَها والٍ وكُنْتَ تفعَلُ وكُنْتَ تفعَلُ فكان عُمَرُ يستريحُ إلى حديثِ ابنِ عبَّاسٍ فقال له عُمَرُ : كرِّرْ علَيَّ حديثَك فكرَّر عليه فقال عُمَرُ : أمَا واللهِ على ما تقولُ لو أنَّ لي طِلاعَ الأرضِ ذهبًا لَافتدَيْتُ به اليومَ مِن هولِ المَطلَعِ، قد جعَلْتُها شورى في ستَّةٍ : عُثمانَ وعلِيِّ بنِ أبي طالبٍ وطَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ والزُّبيرِ بنِ العوَّامِ وعبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ وسعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ وجعَل عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ معهم مُشيرًا وليس منهم وأجَّلهم ثلاثًا وأمَر صُهَيبًا أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ رحمةُ اللهِ عليه ورضوانُه

72 - قُلْتُ لأبي مَحذورةَ : إنِّي أُريدُ أنْ أخرُجَ إلى الشَّامِ وإنِّي أسأَلُ عن تأذينِكَ فأخبِرْني قال : خرَجْتُ في نفَرٍ فكنَّا في بعضِ طريقِ حُنَينٍ مَقْفَلَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن حُنَينٍ فلقِيَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعضِ الطَّريقِ فأذَّن مُؤذِّنُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالصَّلاةِ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسمِعْنا الصَّوتَ ونحنُ مُتنكِّبونَ على الطَّريقِ فصرَخْنا نستهزئُ نحكيه فسمِع الصَّوتَ فقال : ( أيُّكم يعرِفُ هذا الَّذي أسمَعُ الصَّوتَ ؟ ) قال : فجِيء بنا فوقَفْنا بَيْنَ يدَيْهِ فقال : ( أيُّكم صاحبُ الصَّوتِ ) ؟ قال : فأشار القومُ كلُّهم إليَّ قال : فأرسَلهم وحبَسني عندَه ولا شيءَ أكرَهُ إليَّ ممَّا يأمُرُني به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأمَرني بالأذانِ وألقى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علَيَّ نفسُهُ الأذانَ فقال : ( قُلِ : اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ ) ثمَّ قال : لي : ( ارجِعْ وامدُدْ صوتَكَ ) قال : ( أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ حَيَّ على الصَّلاةِ حَيَّ على الصَّلاةِ حَيَّ على الفلاحِ حَيَّ على الفلاحِ اللهُ أكبَرُ اللهُ أكبَرُ لا إلهَ إلَّا اللهُ ) فلمَّا فرَغ مِن التَّأذينِ دعاني فأعطاني صُرَّةً فيها شيءٌ مِن فضَّةٍ وقال : ( اللَّهمَّ بارِكْ فيه وبارِكْ عليه ) قال : فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ مُرْني بالتَّأذينِ قال : ( قد أمَرْتُكَ به ) قال : فعاد كلُّ شيءٍ مِن الكراهيةِ في القلبِ إلى المحبَّةِ فقدِمْتُ على عتَّابِ بنِ أَسيدٍ عاملِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكُنْتُ أُؤذِّنُ بمكَّةَ عن أمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال ابنُ جُريجٍ وأخبَرني غيرُ واحدٍ مِن أهلي خبرَ ابنِ مُحَيريزٍ هذا عن أبي مَحذورةَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن وهو حديث صحيح بطرقه
الراوي : أبو محذورة سمرة بن معير | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1680
التصنيف الموضوعي: أذان - ألفاظ الأذان أذان - فضل التأذين مغازي - غزوة حنين أذان - صفة الأذان وموضعه أذان - مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

73 - أنَّ أبا طَلحةَ كان له ابنٌ يُكنى أبا عُمَيرٍ قال : فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( أبا عُمَيْرٍ ما فعَل النُّغَيرُ ) ؟ قال : فمرِض وأبو طَلحةَ غائبٌ في بعضِ حيطانِه فهلَك الصَّبيُّ فقامت أمُّ سُلَيْمٍ فغسَلَتْه وكفَّنَتْه وحنَّطَتْه وسجَّتْ عليه ثوبًا وقالت : لا يكونُ أحَدٌ يُخبِرُ أبا طَلحةَ حتَّى أكونَ أنا الَّذي أُخبِرُه فجاء أبو طَلحةَ كالًّا وهو صائمٌ فتطيَّبَتْ له وتصنَّعَتْ له وجاءت بعَشائِه فقال : ما فعَل أبو عُمَيرٍ ؟ فقالت : تعشَّى وقد فرَغ قال : فتعشَّى وأصاب منها ما يُصيبُ الرَّجُلُ مِن أهلِه ثمَّ قالت : يا أبا طَلحةَ أرأَيْتَ أهلَ بيتٍ أَعاروا أهلَ بيتٍ عاريةً فطلَبها أصحابُها أيرُدُّونَها أو يحبِسونَها ؟ فقال : بل يرُدُّونَها عليهم قالتِ : احتسِبْ أبا عُمَيرٍ قال : فغضِب وانطلَق إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَره بقولِ أمِّ سُلَيمٍ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( بارَك اللهُ لكما في غابرِ ليلتِكما ) قال : فحمَلَتْ بعبدِ اللهِ بنِ أبي طَلحةَ حتَّى إذا وضَعَتْ وكان يومُ السَّابعِ قالت لي أمُّ سُلَيمٍ : يا أَنَسُ اذهَبْ بهذا الصَّبيِّ وهذا المِكْتَلِ وفيه شيءٌ مِن عَجوةٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يكونَ هو الَّذي يُحَنِّكُه ويُسمِّيه قال : فأتَيْتُ به النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمدَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رِجْلَيْه وأضجَعه في حِجْرِه وأخَذ تمرةً فلاكها ثمَّ مجَّها في فِي الصَّبيِّ فجعَل يتلمَّظُها فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أبتِ الأنصارُ إلَّا حُبَّ التَّمرِ )

74 - سِرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى نزَلْنا واديًا أَفْيَحَ فذهَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقضي حاجتَه واتَّبَعْتُه بإِداوةٍ مِن ماءٍ فنظَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يَرَ شيئًا لِيستترَ به فإذا شجَرتانِ بشاطئِ الوادي فانطلَق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى إحداهما فأخَذ بغُصنٍ مِن أغصانِها فقال : ( انقادي علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فانقادَتْ معه كالبعيرِ المَخشوشِ الَّذي يُصانِعُ قائدَه حتَّى أتى الشَّجرةَ الأخرى فأخَذ بغُصنٍ مِن أغصانِها فقال : ( انقادي علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فانقادَتْ معه كذلك حتَّى إذا كان النِّصفُ جمَعهما فقال : ( التَئِما علَيَّ بإذنِ اللهِ ) فالتأَمَتا قال جابرٌ : فخرَجْتُ أُحضِرُ مخافةَ أنْ يُحِسَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقُربي فيتباعَدَ فجلَسْتُ فحانَتْ منِّي لَفتةٌ فإذا أنا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُقبِلٌ وإذا الشَّجَرتانِ قد افترَقتا فقامتْ كلُّ واحدةٍ منهما على ساقٍ فرأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقَف وَقفةً فقال برأسِه هكذا يمينًا ويَسارًا ثمَّ أقبَل فلمَّا انتهى إليَّ قال : ( يا جابرُ هل رأَيْتَ مقامي ) ؟ قُلْتُ : نَعم يا رسولَ اللهِ قال : ( فانطلِقْ إلى الشَّجَرتَيْنِ فاقطَعْ مِن كلِّ واحدةٍ منهما غُصنًا فأقبِلْ بهما حتَّى إذا قُمْتَ مقامي أَرسِلْ غُصنًا عن يمينِكَ وغُصنًا عن يسارِك ) قال جابرٌ : فأخَذْتُ حَجرًا فكسَرْتُه فأتَيْتُ الشَّجَرتَيْنِ فقطَعْتُ مِن كلِّ واحدةٍ منهما غُصنًا ثمَّ أقبَلْتُ أجُرُّهما حتَّى إذا قُمْتُ مقامَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرسَلْتُ غُصنًا عن يميني وغُصنًا عن يساري ثمَّ لحِقْتُه فقُلْتُ : قد فعَلْتُ يا رسولَ اللهِ فعَمَّ ذلك ؟ فقال : ( إنِّي مرَرْتُ بقَبرينِ يُعذَّبانِ فأحبَبْتُ بشَفاعتي أنْ يُرفَّهَ عنهما ما دام الغُصنانِ رَطْبَيْنِ ) فأتَيْنا العَسكرَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( يا جابرُ نادِ بوَضوءٍ ) فقُلْتُ : ألَا وَضوءَ ألَا وَضوءَ ؟ قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ما وجَدْتُ في الرَّكْبِ مِن قَطرةٍ وكان رجُلٌ مِن الأنصارِ يُبرِّدُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أشجابٍ له فقال : ( انطلِقْ إلى فُلانٍ الأنصاريِّ فانظُرْ هل في أشجابِه مِن شيءٍ ) قال : فانطلَقْتُ إليه فنظَرْتُ فيها فلَمْ أجِدْ فيها إلَّا قَطرةً في عَزلاءِ شَجْبٍ منها لو أنِّي أُفرِغُه ما كانت شَربةً فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ لَمْ أجِدْ فيها إلَّا قَطرةً في عَزلاءِ شَجْبٍ منها لو أنِّي أُفرِغُه لَشرِبه يابسُه قال : ( اذهَبْ فَأْتِني به ) فأخَذه بيدِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجعَل يتكلَّمُ بشيءٍ لا أدري ما هو ويغمِزُه بيدِه ثمَّ أعطانيه فقال : ( يا جابرُ نادِ بجَفنةٍ ) فقُلْتُ : يا جَفنةَ الرَّكبِ قال : فأُتِيتُ بها تُحمَلُ فوضَعْتُها بيْنَ يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هكذا وبسَط يدَه في وسَطِ الجَفْنةِ وفرَّق بيْنَ أصابعِه وقال : ( خُذْ يا جابرُ وصُبَّ علَيَّ وقُلْ : بسمِ اللهِ ) فصبَبْتُ عليه وقُلْتُ : بسمِ اللهِ فرأَيْتُ الماءَ يفُورُ مِن بيْنِ أصابعِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى امتلَأتْ قال : ( يا جابرُ نادِ مَن كانت له حاجةٌ بماءٍ ) قال : فأتى النَّاسُ فاستقَوْا حتَّى رَوُوا قال : فقُلْتُ : هل بقي أحَدٌ له حاجةٌ ؟ قال : فرفَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه مِن الجَفْنةِ وهي مَلْأى

75 - قال ناسٌ : يا رسولَ اللهِ هل نرى ربَّنا يومَ القيامةِ ؟ قال : ( هل تُضارُّونَ في رؤيةِ الشَّمسِ في يومٍ صائفٍ والسَّماءُ مُصْحيةٌ غيرُ مُتغيِّمةٍ ليس فيها سَحابةٌ ؟ ) قالوا : لا قال : ( فهل تُضارُّونَ في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ والسَّماءُ مُصحِيَةٌ غيرُ مُتغيِّمةٍ ليس فيها سَحابةٌ ؟ ) قالوا : لا قال : ( فوالَّذي نفسي بيدِه كذلك لا تُضارُّونَ في رؤيةِ ربِّكم يومَ القيامةِ كما لا تُضارُّونَ في رؤيةِ واحدٍ منهما يَلْقَى العبدُ ربَّه يومَ القيامةِ فيقولُ اللهُ جلَّ وعلا : أيْ فُلُ ألَمْ أخلُقْكَ ؟ ألَمْ أجعَلْكَ سميعًا بصيرًا ؟ ألَمْ أُزوِّجْكَ ؟ ألَمْ أُكرِمْكَ ؟ ألَمْ أُسخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ ؟ ألَمْ أُسوِّدْكَ وأذَرْكَ ترأَسُ وتربَعُ ؟ فيقولُ : بلى أيْ ربِّ فيقولُ : فظنَنْتَ أنَّكَ مُلاقِيَّ ؟ فيقولُ : لا يا ربِّ فيقولُ : اليومَ أنساكَ كما نسِيتَني قال : ويَلقاه الآخَرُ فيقولُ : أيْ فُلُ ؟ ألَمْ أخلُقْكَ ؟ ألَمْ أجعَلْكَ سميعًا بصيرًا ؟ ألَمْ أُزوِّجْكَ ؟ ألَمْ أُكرِمْكَ ؟ ألَمْ أُسخِّرْ لكَ الخيلَ والإبلَ ؟ ألَمْ أُسوِّدْكَ وأذَرْكَ ترأَسُ وتربَعُ فيقولُ : بلى يا ربِّ فيقولُ : فماذا أعدَدْتَ لي ؟ فيقولُ : آمَنْتُ بكَ وبكتابِكَ وبرسولِكَ وصدَّقْتُ وصلَّيْتُ وصُمْتُ فيقولُ : فها هنا إذًا ثمَّ يقولُ : ألَا نبعَثُ عليكَ قال : فيُفكِّرُ في نفسِه مَن هذا الَّذي يشهَدُ علَيَّ ؟ قال : وذلكَ المُنافِقُ الَّذي يغضَبُ اللهُ عليه وذلكَ لِيُعذِرَ مِن نفسِه فيُختَمُ على فيه ويُقالُ لِفخِذِه : انطِقي فتنطِقُ فخِذُه وعِظامُه وعصَبُه بما كان يعمَلُ ثم يُنادي مُنادٍ ألَا اتَّبَعَتْ كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُدُ فيتَّبِعُ عبَدَةُ الصَّليبِ الصَّليبَ وعبَدَةُ النَّارِ النَّارَ وعبَدَةُ الأوثانِ الأوثانَ وعبَدَةُ الشَّيطانِ الشَّيطانَ ويتَّبِعُ كلُّ طاغيةٍ طاغيتَها إلى جَهنَّمَ ونَبقى أيُّها المُؤمِنونَ ونحنُ المُؤمِنونَ فيأتينا ربُّنا تبارَك وتعالى ونحنُ قيامٌ فيقولُ : علامَ هؤلاءِ قيامٌ ؟ فنقولُ : نحنُ عبادُ اللهِ المُؤمِنونَ آمنَّا به ولَمْ نُشرِكْ به شيئًا وهذا مَقامُنا ولنْ نبرَحَ حتَّى يأتيَنا ربُّنا وهو ربُّنا وهو يُثبِّتُنا فيقولُ : وهل تعرِفونَه ؟ فنقولُ : سُبحانَه إذا اعترَف لنا عرَفْناه ) قال سُفيانُ : وها هنا كلمةٌ لا أقولُها لكم قال : فننطلِقُ حتَّى نأتيَ الجِسرَ وعليه خَطاطيفُ مِن نارٍ تخطَفُ النَّاسَ وعندَها حلَّتِ الشَّفاعةُ اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ فإذا جاوَز الجِسرَ فكلُّ مَن أنفَق زوجًا مِن المالِ ممَّا يملِكُ في سبيلِ اللهِ فكلُّ خَزَنةِ الجنَّةِ تدعوه : يا عبدَ اللهِ يا مُسلِمُ هذا خيرٌ فتَعالَ يا عبدَ اللهِ يا مُسلِمُ هذا خيرٌ فتَعالَ يا عبدَ اللهِ يا مُسلِمُ هذا خيرٌ فتَعالَ ) فقال أبو بكرٍ وهو إلى جَنْبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ذاكَ عبدٌ لا توَى عليه يدَعُ بابًا ويلِجُ مِن آخَرَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومسَح مَنْكِبَيْهِ : ( إنِّي لَأرجو أنْ تكونَ منهم )

76 - أوَّلُ ما بُدِئ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الوحيِ الرُّؤيا الصَّادقةُ يراها في النَّومِ فكان لا يرى رؤيا إلَّا جاءت مِثْلَ فلَقِ الصُّبحِ ثمَّ حُبِّب له الخلاءُ فكان يأتي حِراءً فيتحنَّثُ فيه - وهو التعبُّدُ اللَّياليَ ذواتِ العِدَّةِ - ويتزوَّدُ لذلك ثمَّ يرجِعُ إلى خديجةَ فتُزوِّدُه لمثلِها حتَّى فَجِئَه الحقُّ وهو في غارِ حراءٍ فجاءه الملَكُ فيه فقال: اقرَأْ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فقُلْتُ: ما أنا بقارئٍ قال: فأخَذني فغطَّني حتَّى بلَغ منِّي الجَهْدَ ثمَّ أرسَلني فقال لي: اقرَأْ فقُلْتُ: ما أنا بقارئٍ فأخَذني فغطَّني الثَّانيةَ حتَّى بلَغ منِّي الجَهدَ ثمَّ أرسَلني فقال: اقرَأْ فقُلْتُ: ما أنا بقارئٍ فأخَذني فغطَّني الثَّالثةَ حتَّى بلَغ منِّي الجَهْدَ ثمَّ أرسَلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] - حتَّى بلَغ - {مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] - قال: فرجَع بها ترجُفُ بوادرُه حتَّى دخَل على خديجةَ فقال: زمِّلوني زمِّلوني فزمَّلوه حتَّى ذهَب عنه الرَّوعُ ثمَّ قال: يا خديجةُ ما لي ؟ وأخبَرها الخبرَ وقال: قد خشيتُه علَيَّ فقالت: كلَّا أبشِرْ فواللهِ لا يُخزيك اللهُ أبدًا إنَّك لَتصِلُ الرَّحمَ وتصدُقُ الحديثَ وتحمِلُ الكَلَّ وتَقري الضَّيفَ وتُعينُ على نوائبِ الحقِّ ثمَّ انطلَقَت به خديجةُ حتَّى أتَتْ به ورقةَ بنَ نوفلٍ وكان أخا أبيها وكان امرأً تنصَّر في الجاهليَّةِ وكان يكتُبُ الكتابَ العربيَّ فيكتُبُ بالعربيَّةِ مِن الإنجيلِ ما شاء أنْ يكتُبَ وكان شيخًا كبيرًا قد عمِيَ فقالت له خديجةُ: أيْ عمِّ، اسمَعْ مِن ابنِ أخيك فقال ورقةُ: ابنَ أخي، ما ترى ؟ فأخبَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما رأى فقال ورقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِل على موسى يا ليتَني أكونُ فيها جذَعًا أكونُ حيًّا حينَ يُخرِجُك قومُك فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمُخرِجيَّ هم ؟ ! قال: نَعم لم يأتِ أحدٌ قطُّ بما جِئْتَ به إلَّا عُودِي وأوذي وإنْ يُدرِكْني يومُك أنصُرْك نصرًا مؤزَّرًا ثمَّ لم ينشَبْ ورقةُ أنْ تُوفِّي وفتَر الوحيُ فترةً حتَّى حزِن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ فيما بلَغَنا ] حزنًا غدَا منه مِرارًا لكي يتردَّى مِن رؤوسِ شواهقِ الجبالِ فكلَّما أوفى بذِروةِ جبلٍ كي يُلقيَ نفسَه منها تبدَّى له جبريلُ فقال له: يا محمَّدُ إنَّك رسولُ اللهِ حقًّا فيسكُنُ لذلك جأشُه وتقَرُّ نفسُه فيرجِعُ فإذا طال عليه فترةُ الوحيِ غدا لمثلِ ذلك فإذا أوفى بذِروةِ الجبلِ تبدَّى له جبريلُ فيقولُ له مثلَ ذلك

77 - جاء أبو بكرٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقعَد بَيْنَ يدَيْهِ فقال : يا رسولَ اللهِ قد علِمْتَ مُناصَحتي وقِدَمي في الإسلامِ وإنِّي وإنِّي قال : ( وما ذاكَ ) ؟ قال : تُزوِّجُني فاطمةَ قال : فسكَت عنه فرجَع أبو بكرٍ إلى عُمَرَ فقال له : قد هلَكْتُ وأُهلِكْتُ قال : وما ذاكَ ؟ قال : خطَبْتُ فاطمةَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأعرَض عنِّي قال : مكانَكَ حتَّى آتيَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأطلُبَ مِثْلَ الَّذي طلَبْتَ فأتى عُمَرُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقعَد بَيْنَ يدَيْهِ فقال : يا رسولَ اللهِ قد علِمْتَ مُناصَحتي وقِدَمي في الإسلامِ وإنِّي وإنِّي قال : ( وما ذاكَ ) ؟ قال : تُزوِّجُني فاطمةَ فسكَت عنه فرجَع إلى أبي بكرٍ فقال له : إنَّه ينتظِرُ أمرَ اللهِ فيها قُمْ بنا إلى علِيٍّ حتَّى نأمُرَه يطلُبُ مِثْلَ الَّذي طلَبْنا قال علِيٌّ : فأتَياني وأنا أُعالِجُ فَسيلًا لي فقالا : إنَّا جِئْناك مِن عندِ ابنِ عمِّكَ بخِطبةٍ قال علِيٌّ : فنبَّهاني لأمرٍ فقُمْتُ أجُرُّ ردائي حتَّى أتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقعَدْتُ بَيْنَ يدَيْهِ فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ قد علِمْتَ قِدَمي في الإسلامِ ومُناصَحتي وإنِّي وإنِّي قال : ( وما ذاكَ ) ؟ قُلْتُ : تُزوِّجُني فاطمةَ قال : ( وعندَك شيءٌ ) قُلْتُ : فرَسي وبَدَني قال : ( أمَّا فرَسُك فلا بدَّ لكَ منه وأمَّا بَدَنُك فبِعْها ) قال : فابتَعْتُها بأربعِمئةٍ وثمانينَ فجِئْتُ بها حتَّى وضَعْتُها في حِجْرِه فقبَض منها قَبضةً فقال : ( أيْ بِلالُ ابتَغِنا بها طِيبًا ) وأمَرهم أنْ يُجهِّزوها فجعَل لها سريرًا مُشرَطًا بالشَّرطِ ووِسادةً مِن أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ وقال لِعَلِيٍّ : ( إذا أتَتْك فلا تُحدِثْ شيئًا حتَّى آتيَكَ ) فجاءَتْ مع أمِّ أيمنَ حتَّى قعَدَتْ في جانبِ البيتِ وأنا في جانبٍ وجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( ها هنا أخي ) ؟ قالت أمُّ أيمنَ : أخوكَ وقد زوَّجْتَه ابنتَك ؟ قال : ( نَعم ) ودخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم البيتَ فقال لفاطمةَ : ( ايتِيني بماءٍ ) فقامَتْ إلى قَعْبٍ في البيتِ فأتَتْ فيه بماءٍ فأخَذه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومجَّ فيه ثمَّ قال لها : ( تقدَّمي ) فتقدَّمَتْ فنضَح بَيْنَ ثَدْيَيْها وعلى رأسِها وقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لها : ( أَدْبري ) فأدبَرَتْ فصَبَّ بَيْنَ كتِفَيْها وقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُها بكَ وذُرِّيَّتَها مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ايتوني بماءٍ ) قال عليٌّ : فعلِمْتُ الَّذي يُريدُ فقُمْتُ فملَأْتُ القَعْبَ ماءً وأتَيْتُه به فأخَذه ومجَّ فيه ثمَّ قال لي : ( تقدَّمْ ) فصَبَّ على رأسي وبَيْنَ ثَدْيَيَّ ثمَّ قال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُه بكَ وذُرِّيَّتَه مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال : ( أدبِرْ ) فأدبَرْتُ فصَبَّه بَيْنَ كتفَيَّ وقال : ( اللَّهمَّ إنِّي أُعيذُه بكَ وذُرِّيَّتَه مِن الشَّيطانِ الرَّجيمِ ) ثمَّ قال لِعليٍّ : ( ادخُلْ بأهلِكَ بِسمِ اللهِ والبركةِ )

78 - أرسَل أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه إليَّ مَقتَلَ أهلِ اليمامةِ فإذا عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه عندَه فقال أبو بكرٍ: إنَّ عمرَ جاءني فقال لي: إنَّ القتلَ قد استحرَّ بأهلِ اليمامةِ مِن المسلمينَ وإنِّي أخشى أنْ يستحِرَّ القتلُ في المواطنِ فيذهَبَ كثيرٌ مِن القرآنِ لا يوعى وإنِّي أُريدُ أنْ تأمُرَ بجمعِ القرآنِ قال: قُلْتُ: كيف تفعَلُ شيئًا لم يفعَلْه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال عمرُ: هو واللهِ خيرٌ فلم يزَلْ يُراجِعُني بذلك حتَّى شرَح اللهُ لذلك صدري ورأَيْتُ فيه الَّذي رأى عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه وعمرُ جالسٌ عندَه لا يتكلَّمُ فقال أبو بكرٍ: إنَّك رجلٌ شابٌّ عاقلٌ لا نتَّهمُك وكُنْتَ تكتُبُ الوحيَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاتَّبِعِ القرآنَ فاجمَعْه قال: قال زيدٌ: فواللهِ لو كلَّفوني نَقْلَ جبلٍ مِن الجبالِ ما كان بأثقلَ عليَّ ممَّا أمَرني به مِن جمعِ القرآنِ قال: فقُلْتُ: وكيف تفعَلون شيئًا لم يفعَلْه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال: هو واللهِ خيرٌ فلم يزَلْ أبو بكرٍ يُراجِعُني حتَّى شرَح اللهُ صدري للَّذي شرَح له صدرَ أبي بكرٍ وعمرَ قال: فقُمْتُ أتتبَّعُ القرآنَ أجمَعُه مِن الرِّقاعِ والأكتافِ والعُسُبِ وصدورِ الرِّجالِ حتَّى وجَدْتُ آخِرَ سورةِ التَّوبةِ مع خُزيمةَ الأنصاريِّ لم أجِدْها مع غيرِه {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ} [التوبة: 128] وكانت الصُّحفُ الَّتي جمَعْتُ فيها القرآنَ عندَ أبي بكرٍ حياتَه حتَّى توفَّاه اللهُ ثمَّ عندَ عمرَ حتَّى توفَّاه اللهُ ثمَّ عندَ حفصةَ بنتِ عمرَ قال ابنُ شهابٍ: وأخبَرني أنسُ بنُ مالكٍ أنَّه اجتمع لغزوةِ أذربيجانَ وأرمينيَّةَ أهلُ الشَّامِ وأهلُ العراقِ فتذاكَروا القرآنَ فاختَلفوا فيه حتَّى كاد يكونُ بينَهم قتالٌ، قال: فركِب حُذيفةُ بنُ اليمانِ لمَّا رأى اختلافَهم في القرآنِ إلى عثمانَ بنِ عفَّانَ فقال: إنَّ النَّاسَ قد اختَلفوا في القرآنِ حتَّى إنِّي واللهِ لَأخشى أنْ يُصيبَهم ما أصاب اليهودَ والنَّصارى مِن الاختلافِ، ففزِع لذلك عثمانُ رضوانُ اللهِ عليه فزعًا شديدًا وأرسَل إلى حفصةَ فاستخرَج الصُّحفَ الَّتي كان أبو بكرٍ أمَر زيدًا بجمعِها فنسَخ منها المصاحفَ فبعَث بها إلى الآفاقِ ثمَّ لمَّا كان مَرْوانُ أميرَ المدينةِ أرسَل إلى حفصةَ يسأَلُها عن الصُّحفِ ليُمزِّقَها وخشي أنْ يُخالِفَ بعضُ العامِ بعضًا فمنَعتْه إيَّاها قال ابنُ شهابٍ: فحدَّثني سالمُ بنُ عبدِ اللهِ قال: لمَّا تُوفِّيتْ حفصةُ أرسَل إلى عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بعزيمةٍ ليُرسِلَ بها فساعةَ رجَعوا مِن جنازةِ حفصةَ أرسَل ابنُ عمرَ إلى مَرْوانِ فحرَقها مخافةَ أنْ يكونَ في شيءٍ مِن ذلك اختلافٌ لِما نسَخ عثمانُ رضي اللهُ عنه

79 - عن عائشةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا فبرَّأها اللهُ منه قال الزُّهريُّ : وكلُّهم حدَّثني طائفةً مِن حديثِها وبعضُهم أوعى مِن بعضٍ وأثبَتُ له اقتصاصًا وقد وعَيْتُ عن كلِّ واحدٍ منهم الحديثَ الَّذي حدَّثني عن عائشةَ وبعضُ حديثِهم يُصدِّقُ بعضًا زعَموا أنَّ عائشةَ رضِي اللهُ عنها قالت : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أنْ يخرُجَ سفَرًا أقرَع بَيْنَ أزواجِه فأيَّتُهنَّ خرَج سهمُها خرَج بها معه فأقرَع بَيْنَنا في غَزاةٍ غزاها فخرَج سهمي فخرَجْتُ معه بعدَما أُنزِل الحجابُ وأنا أُحمَلُ في هَوْدجي وأنزِلُ فيه فسِرْنا حتَّى إذا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن غزوتِه تلك قفَل ودنَوْنا مِن المدينةِ فآذَن ليلةً بالرَّحيلِ فقُمْتُ فمشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ فلمَّا قضَيْتُ شأني أقبَلْتُ إلى الرَّحْلِ فلمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ أظفارٍ قدِ انقطَع فرجَعْتُ فالتمَسْتُ عِقدي فحبَسني ابتغاؤُه فأقبَل الَّذينَ يرحَلونَ بي فاحتمَلوا هَوْدجي فرحَلوه على بعيري الَّذي كُنْتُ أركَبُ وهم يحسَبونَ أنِّي فيه وكان النِّساءُ إذ ذاكَ خِفافًا لَمْ يثقُلْنَ ولَمْ يغشَهنَّ اللَّحمُ وإنَّما يأكُلْنَ العُلقةَ مِن الطَّعامِ فلَمْ يستنكِرِ القومُ حينَ رفَعوه ثِقَلَ الهَوْدجِ فاحتمَلوه وكُنْتُ جاريةً حديثةَ السِّنِّ فبعَثوا الجمَلَ وساروا فوجَدْتُ عِقدي بعدَما استمرَّ الجيشُ فجِئْتُ منزِلَهم وليس فيه أحَدٌ فأقمَتْ منزِلي الَّذي كُنْتُ به وظنَنْتُ أنَّهم سيفقِدوني فيرجِعونَ إلَيَّ فبَيْنا أنا جالسةٌ غلَبَتْني عينايَ فنِمْتُ وكان صفوانُ بنُ المعطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ مِن وراءِ الجيشِ فأصبَح عندَ منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ وكان يراني قبْلَ الحجابِ فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفني فخمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي واللهِ ما تكلَّمْتُ بكلمةٍ ولا سمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه حتَّى أناخ راحلتَه فوطِئ يدَها فركِبْتُها فانطلَق يقودُ بي الرَّاحلةَ حتَّى أتَيْنا الجيشَ بعدَما نزَلوا معرِّسينَ في نحرِ الظَّهيرةِ فهلَك مَن هلَك وكان الَّذي تولَّى كِبْرَ الإفكِ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولٍ فقدِمْنا المدينةَ فاشتكَيْتُ بها شهرًا والنَّاسُ يُفيضونَ في قولِ أصحابِ الإفكِ ويَريبني في وجَعي أنِّي لا أرى مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللُّطْفَ الَّذي كُنْتُ أرى منه حينَ أمرَضُ إنَّما يدخُلُ فيُسلِّمُ ثمَّ يقولُ : ( كيفَ تِيكُمْ ) ؟ ولا أشعُرُ بشيءٍ مِن ذلك حتَّى نقِهْتُ فخرَجْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ قِبَلَ المَناصِعِ وكان مُتبرَّزَنا لا نخرُجُ إلَّا ليلًا إلى ليلٍ وذلكَ قبْلَ أنْ نتَّخِذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا وأمرُنا أمرُ العرَبِ الأُوَلِ في البَرِّيَّةِ أو في التَّبرُّزِ فأقبَلْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ نمشي فعثَرَتْ في مِرْطِها فقالت : تعِس مِسطَحٌ فقُلْتُ : بِئس ما قُلْتِ أتسُبُّينَ رجُلًا شهِد بدرًا ؟ فقالت : يا هَنْتاه ألَمْ تسمَعي ما قالوا ؟ فأخبَرَتْني بما يقولُ أهلُ الإفكِ فازدَدْتُ مرَضًا على مرضٍ فلمَّا رجَعْتُ إلى بيتي دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( كيف تِيكم ) ؟ فقُلْتُ : ائذَنْ لي آتي أبويَّ قالت : وأنا حينَئذٍ أُريدُ أنْ أستيقِنَ الخبَرَ مِن قِبَلِهما فأذِن لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُ أبويَّ فقُلْتُ لِأُمِّي : ما يتحدَّثُ به النَّاسُ ؟ فقالت : يا بُنيَّةُ هوِّني على نفسِك الشَّأنَ فواللهِ لقلَّما كانتِ امرأةٌ قطُّ وضيئةٌ عندَ رجُلٍ يُحِبُّها ولها ضرائرُ إلَّا أكثَرْنَ عليها فقُلْتُ : سُبحانَ اللهِ لقد تحدَّث النَّاسُ بهذا ؟ قالت : نَعم فبِتُّ تلكَ اللَّيلةَ حتَّى أصبَحْتُ لا يرقَأُ لي دَمْعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ ثمَّ أصبَحْتُ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علِيَّ بنَ أبي طالبٍ وأُسامةَ بنَ زيدٍ حينَ استَلْبَث الوحيُ يستشيرُهما في فِراقِ أهلِه فأمَّا أُسامةُ فأشار عليه بالَّذي يعلَمُ في نفسِه مِن الوُدِّ لهم فقال : أهلُك يا رسولَ اللهِ ولا نعلَمُ واللهِ إلَّا خيرًا وأمَّا علِيٌّ فقال : يا رسولَ اللهِ لَمْ يُضيِّقِ اللهُ عليكَ والنِّساءُ سواها كثيرٌ وسَلِ الجاريةَ تصدُقْكَ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَريرةَ فقال : ( يا بَريرةُ هل رأَيْتِ فيها شيئًا ما يريبُكِ ) ؟ فقالت : لا والَّذي بعَثكَ بالحقِّ إنْ رأَيْتُ منها أمرًا أغمِصُه عليها أكثَرَ مِن أنَّها جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ تنامُ عنِ العجينِ فتأتي الدَّاجنُ فتأكُلُه فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن يومِه فاستعذَر مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنِ سَلولٍ فقال : ( مَن يعذِرُني مِن رجُلٍ بلَغ أذاه في أهلي وواللهِ ما علِمْتُ على أهلي إلَّا خيرًا وقد ذكَروا رجُلًا ما علِمْتُ عليه إلَّا خيرًا وما كان يدخُلُ على أهلي إلَّا معي ) فقام سعدُ بنُ مُعاذٍ فقال : يا رسولَ اللهِ وأنا واللهِ أعذِرُك منه إنْ كان مِن الأوسِ ضرَبْنا عُنُقَه وإنْ كان مِن إخوانِنا مِن الخَزرجِ أمَرْتَنا ففعَلْنا فيه أمرَك فقام سعدُ بنُ عُبادةَ وكان قبْلَ ذلكَ رجُلًا صالِحًا ولكِنِ احتمَلَتْه الحَميَّةُ فقال : كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لا تقتُلُه ولا تقدِرُ على ذلكَ فقام أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ فقال كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنقتُلَنَّه فإنَّكَ مُنافِقٌ تُجادِلُ عنِ المُنافِقينَ فثار الحيَّانِ الأوسُ والخَزرجُ حتَّى همُّوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المِنبَرِ فجعَل يُخفِّضُهم حتَّى سكَتوا ومكَثْتُ يومي لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ فأصبَح عندي أبواي وقد بكَيْتُ ليلتي ويومي حتَّى أظُنَّ أنَّ البكاءَ فالِقٌ كبِدي قالت : فبَيْنا هما جالسانِ عندي وأنا أبكي إذِ استأذَنَتِ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأذِنْتُ لها فجلَسَتْ تبكي معي فبَيْنا نحنُ كذلك إذ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَس ولَمْ يجلِسْ عندي مِن يومِ قيل لي ما قيل قبْلَها وقد مكَث شهرًا لا يُوحَى إليه في شأني شيءٌ قالت : فتشهَّد ثمَّ قال : ( يا عائشةُ أمَّا بعدُ فإنَّه قد بلَغني عنكِ كذا وكذا فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ اللهُ وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ فاستغفِري اللهَ وتُوبي إليه فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بذَنبِه ثمَّ تاب تاب اللهُ عليه ) فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقالتَه قلَص دمعي حتَّى ما أُحِسُّ منه بقَطرةٍ وقُلْتُ لِأَبي : أجِبْ عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لِأمِّي : أجيبي عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما قال قالت : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت : وأنا جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ لا أقرَأُ كثيرًا مِن القُرآنِ فقُلْتُ : إي واللهِ لقد علِمْتُ أنَّكم سمِعْتُم ما تحدَّث النَّاسُ ووقَر في أنفسِكم وصدَّقْتُم به ولئِنْ قُلْتُ لكم : إنِّي بريئةٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لا تُصدِّقوني بذلكَ وإنِ اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لَتُصدِّقُنِّي واللهِ ما أجِدُ لي ولكم مَثَلًا إلَّا أبا يوسُفَ إذ قال : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثمَّ تحوَّلْتُ على فِراشي وأنا أرجو أنْ يُبرِّئَني اللهُ ولكِنْ واللهِ ما ظنَنْتُ أنْ ينزِلَ في شأني وحيٌ ولَأنا أحقَرُ في نفسي مِن أنْ يُتكلَّمَ بالقُرآنِ في أمري ولكنِّي كُنْتُ أرجو أنْ يرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّومِ رؤيا تُبرِّئُني فواللهِ ما رام في مجلسِه ولا خرَج أحَدٌ مِن البيتِ حتَّى أُنزِل عليه فأخَذه ما كان يأخُذُه مِن البُّرَحاءِ حتَّى إنَّه لَينحدِرُ منه مِثلُ الجُمَانِ مِن العَرَقِ في يومٍ شاتٍ فلمَّا سُرِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يضحَكُ فكان أوَّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أنْ قال : ( يا عائشةُ احمَدي اللهَ فقد برَّأكِ اللهُ ) فقالت لي أُمِّي : قومي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : لا واللهِ لا أقومُ إليه ولا أحمَدُ إلَّا اللهَ فأنزَل اللهُ تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الآياتِ فلمَّا أنزَل اللهُ هذا في براءتي قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ عنه وكان يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقَرابتِه منه : واللهِ لا أُنفِقُ على مِسطَحٍ شيئًا أبدًا بعدَما قال لِعائشةَ فأنزَل اللهُ : {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه : {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ : واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالَّذي كان يُجري عليه وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أمري فقالت : يا رسولَ اللهِ [ أحمي ] سَمْعي وبصَري وكانت تُساميني فعصَمها اللهُ بالوَرَعِ

80 - [عن] عبدالله بن لحي الهوزني، قال: لقِيتُ بلالًا مُؤذِّنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : يا بلالُ أخبِرْني كيف كانت نفقةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : ما كان له مِن شيءٍ وكُنْتُ أنا الَّذي أَلِي ذلك منذُ بعَثه اللهُ حتَّى تُوفِّيَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكان إذا أتاه الإنسانُ المسلِمُ فرآه عاريًا يأمُرُني فأنطلِقُ فأستقرِضُ فأشتري البُردةَ أو النَّمِرةَ فأكسوه وأُطعِمُه حتَّى اعترضَني رجُلٌ مِن المُشرِكينَ فقال : يا بلالُ إنَّ عندي سَعةً فلا تستقرِضْ مِن أحَدٍ إلَّا منِّي ففعَلْتُ فلمَّا كان ذاتَ يومٍ توضَّأْتُ ثمَّ قُمْتُ أُؤذِّنُ بالصَّلاةِ فإذا المُشرِكُ في عِصابةٍ مِن التُّجَّارِ فلمَّا رآني قال : يا حبَشيُّ قال : قُلْتُ : يا لَبَّيه فتجهَّمني وقال لي قولًا غليظًا وقال : أتدري كم بيْنَك وبيْنَ الشَّهرِ ؟ قال : قُلْتُ : قريبٌ قال لي : إنَّما بيْنَك وبيْنَه أربعٌ فآخُذُك بالَّذي عليك فإنِّي لم أُعطِك الَّذي أعطَيْتُك مِن كرامتِك علَيَّ ولا كرامةِ صاحبِك ولكنِّي إنَّما أعطَيْتُك لِتَجِبَ لي عبدًا فأرُدَّك ترعى الغَنَمَ كما كُنْتَ قبْلَ ذلك فأخَذ في نفسي ما يأخُذُ النَّاسَ فانطلَقْتُ ثمَّ أذَّنْتُ بالصَّلاةِ حتَّى إذا صلَّيْتُ العَتَمةَ رجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أهلِه فاستأذَنْتُ عليه فأذِن لي فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ بأبي أنتَ إنَّ المُشرِكَ الَّذي ذكَرْتُ لك أنِّي كُنْتُ أتديَّنُ منه قال لي كذا وكذا وليس عندَك ما تقضي عنِّي ولا عندي وهو فاضحي فأْذَنْ لي أنوءُ إلى بعضِ هؤلاء الأحياءِ الَّذينَ أسلَموا حتَّى يرزُقَ اللهُ رسولَه ما يقضي عنِّي فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إذا شِئْتَ اعتمَدْتَ ) قال : فخرَجْتُ حتَّى آتيَ منزلي فجعَلْتُ سَيفي وجَعْبَتي ومِجَنِّي ونَعلي عندَ رأسي واستقبَلْتُ بوجهي الأُفقَ فكلَّما نِمْتُ ساعةً استنبَهْتُ فإذا رأَيْتُ علَيَّ ليلًا نِمْتُ حتَّى أسفَرَ الصُّبحُ الأوَّلُ أرَدْتُ أنْ أنطلِقَ فإذا إنسانٌ يسعى يدعو : يا بلالُ أجِبْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فانطلَقْتُ حتَّى أتَيْتُه فإذا أربعُ ركائبَ مُناخاتٍ عليهنَّ أحمالُهنَّ فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستأذَنْتُه فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أبشِرْ فقد جاء اللهُ بقضائِك ) فحمِدْتُ اللهَ وقال : ( ألَمْ تمُرَّ على الرَّكائبِ المُناخاتِ الأربعِ ؟ ) فقُلْتُ : بلى فقال : ( إنَّ لك رقابَهنَّ وما عليهنَّ كسوةٌ وطعامٌ أهداهنَّ إليَّ عظيمُ فَدَكَ فاقبِضْهنَّ ثمَّ اقضِ دَيْنَك ) قال : ففعَلْتُ فحطَطْتُ عنهنَّ أحمالَهنَّ ثمَّ عقَلْتُهنَّ ثمَّ عمَدْتُ إلى تأذينِ صلاةِ الصُّبحِ حتَّى إذا صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَجْتُ للبقيعِ فجعَلْتُ أُصبُعيَّ في أُذُنيَّ فنادَيْتُ : مَن كان يطلُبُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَيْنًا فلْيحضُرْ فما زِلْتُ أبيعُ وأقضي وأعرِضُ فأقضي حتَّى إذا فضَل في يدي أوقيَّتانِ أو أوقيَّةٌ ونصفٌ وانطلَقْتُ إلى المسجدِ وقد ذهَب عامَّةُ النَّهارِ فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ في المسجدِ وحدَه فسلَّمْتُ عليه فقال : ( ما فعَل ما قِبَلَك ؟ ) فقُلْتُ : قد قضى اللهُ كلَّ شيءٍ كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يَبْقَ شيءٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أفَضَلَ شيءٌ ؟ ) قال : قُلْتُ : نَعم قال : انظُرْ أنْ تُريحَني منها ) فلمَّا صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العَتَمةَ دعاني فقال : ( ما فعَل ممَّا قِبَلَك ؟ ) قال : قُلْتُ : هو معي لَمْ يأتِنا أحَدٌ فبات في المسجدِ حتَّى أصبَح فظلَّ في المسجدِ اليومَ الثَّانيَ حتَّى كان في آخِرِ النَّهارِ جاء راكبانِ فانطلَقْتُ بهما فكسَوْتُهما وأطعَمْتُهما حتَّى إذا صلَّى العَتَمةَ دعاني فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ما فعَل الَّذي قِبَلَك ؟ ) فقُلْتُ : قد أراحك اللهُ منه يا رسولَ اللهِ فكبَّر وحمِد اللهَ شَفَقًا أنْ يُدرِكَه الموتُ وعندَه ذلك ثمَّ اتَّبَعْته حتَّى جاء أزواجَه فسلَّم على امرأةٍ امرأةٍ حتَّى أتى مبيتَه فهذا الَّذي سأَلْتَني عنه

81 - خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زمَنَ الحُديبيَةِ في بضعَ عشر مئةً مِن أصحابِه حتَّى إذا كانوا بذي الحُليفةِ قلَّد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأشعَر ثمَّ أحرَم بالعمرةِ وبعَث بيْنَ يدَيْهِ عينًا له رجُلًا مِن خُزاعةَ يجيئُه بخبرِ قريشٍ وسار رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بغَديرِ الأشطاطِ قريبًا مِن عُسْفانَ أتاه عينُه الخُزاعيُّ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لُؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ قد جمَعوا لك الأحابيشَ وجمَعوا لك جموعًا كثيرةً وهم مقاتِلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أشيروا علَيَّ أترَوْنَ أنْ نميلَ إلى ذراريِّ هؤلاء الَّذين أعانوهم فنُصيبَهم فإنْ قعَدوا قعَدوا مَوتورين محزونين وإنْ نجَوْا يكونوا عُنقًا قطَعها اللهُ أم ترَوْنَ أنْ نؤُمَّ البيتَ فمَن صدَّنا عنه قاتَلْناه ) ؟ فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: اللهُ ورسولُه أعلمُ يا نبيَّ اللهِ إنَّما جِئْنا مُعتمرينَ ولم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنْ مَن حال بينَنا وبيْنَ البيتِ قاتَلْناه فقال النَّبيُّ ـ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فرُوحوا إذًا ) قال الزُّهريُّ في حديثِه: وكان أبو هُريرةَ يقولُ: ما رأَيْتُ أحدًا أكثرَ مشاورةً لأصحابِه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال الزُّهريُّ في حديثِه عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ في حديثِهما: فراحوا حتَّى إذا كانوا ببعضِ الطَّريقِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّ خالدَ بنَ الوليدِ بالغَميمِ في خيلٍ لقريشٍ طليعةً فخُذوا ذاتَ اليمينِ ) فواللهِ ما شعَر بهم خالدُ بنُ الوليدِ حتَّى إذا هو بقَترةِ الجيشِ فأقبَل يركُضُ نذيرًا لقريشٍ وسار النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى إذا كان بالثَّنيَّةِ الَّتي يُهبَطُ عليهم منها فلمَّا انتهى إليها برَكتْ راحلتُه فقال النَّاسُ: حَلْ حَلْ فألحَّتْ فقالوا: خلَأتِ القصواءُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ما خلَأتِ القصواءُ وما ذلك لها بخُلُقٍ ولكنْ حبَسها حابسُ الفيلِ ) ثمَّ قال: ( والَّذي نفسي بيدِه لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها ) ثمَّ زجَرها فوثَبتْ به قال: فعدَل عنهم حتَّى نزَل بأقصى الحُديبيَةِ على ثَمَدٍ قليلِ الماءِ إنَّما يتبَرَّضُه النَّاسُ تبرُّضًا فلم يلبَثْ بالنَّاسِ أنْ نزَحوه فشُكي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العطشُ فانتزَع سهمًا مِن كِنانتِه ثمَّ أمَرهم أنْ يجعَلوه فيه قال: فما زال يَجيشُ لهم بالرِّيِّ حتَّى صدَروا عنه: فبينما هم كذلك إذ جاءه بُدَيْلُ بنُ ورقاءَ الخزاعيُّ في نفرٍ مِن قومِه مِن خُزاعةَ وكانت عَيْبَةَ نُصحِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أهلِ تِهامةَ فقال: إنِّي ترَكْتُ كعبَ بنَ لؤيٍّ وعامرَ بنَ لؤيٍّ نزَلوا أعدادَ مياهِ الحُديبيَةِ معهم العُوذُ المَطافيلُ وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيتِ الحرامِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنَّا لم نجِئْ لقتالِ أَحدٍ ولكنَّا جِئْنا مُعتمرينَ فإنَّ قريشًا قد نهَكَتْهم الحربُ وأضرَّت بهم فإنْ شاؤوا مادَدْتُهم مدَّةً ويُخلُّوا بيني وبيْنَ النَّاسِ فإنْ ظهَرْنا وشاؤوا أنْ يدخُلوا فيما دخَل فيه النَّاسُ فعَلوا وقد جَمُّوا وإنْ هم أبَوْا فوالَّذي نفسي بيدِه لأُقاتِلَنَّهم على أمري هذا حتَّى تنفرِدَ سالفتي أو لَيُبْدِيَنَّ اللهُ أمرَه ) قال بُدَيْلُ بنُ وَرْقاءَ: سأُبلِغُهم ما تقولُ: فانطلَق حتَّى أتى قريشًا فقال: إنَّا قد جِئْناكم مِن عندِ هذا الرَّجُلِ وسمِعْناه يقولُ قولًا فإنْ شِئْتم أنْ نعرِضَه عليكم فعَلْنا فقال سفهاؤُهم: لا حاجةَ لنا في أنْ تُخبِرونا عنه بشيءٍ وقال ذو الرَّأيِ: هاتِ ما سمِعْتَه يقولُ قال: سمِعْتُه يقولُ كذا وكذا فأخبَرْتُهم بما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام عندَ ذلك أبو مسعودٍ عُروةُ بنُ مسعودٍ الثَّقفيُّ فقال: يا قومِ ألَسْتُم بالولدِ ؟ قالوا: بلى قال: ألَسْتُ بالوالدِ ؟ قالوا: بلى قال: فهل تتَّهموني ؟ قالوا: لا قال: ألَسْتُم تعلَمون أنِّي استنفَرْتُ أهلَ عُكاظٍ فلمَّا بلَّحوا عليَّ جِئْتُكم بأهلي وولَدي ومَن أطاعني ؟ قالوا: بلى قال: فإنَّ هذا امرؤٌ عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها ودعوني آتِهِ قالوا: ائتِه فأتاه قال: فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نحوًا مِن قولِه لبُدَيْلِ بنِ وَرْقاءَ فقال عروةُ بنُ مسعودٍ عندَ ذلك يا محمَّدُ أرأَيْتَ إنِ استأصَلْتَ قومَك هل سمِعْتَ أحدًا مِن العربِ اجتاح أصلَه قبْلَك وإنْ تكُنِ الأخرى فواللهِ إنِّي أرى وجوهًا وأرى أشوابًا مِن النَّاسِ خُلَقاءَ أنْ يفِرُّوا ويدَعوك فقال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضوانُ اللهِ عليه: امصُصْ ببَظْرِ اللَّاتِ أنحنُ نفِرُّ وندَعُه ؟ فقال أبو مسعودٍ: مَن هذا ؟ قالوا: أبو بكرِ بنُ أبي قُحافةَ فقال: أمَا والَّذي نفسي بيدِه لولا يدٌ كانت لك عندي لم أَجْزِك بها لأجَبْتُك وجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكلَّما كلَّمه أخَذ بلِحيتِه والمغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ قائمٌ على رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه السَّيفُ والمِغفَرُ فكلَّما أهوى عُروةُ بيدِه إلى لحيةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ضرَب يدَه بنَعْلِ السَّيفِ، وقال: أخِّرْ يدَك عن لحيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرفَع عروةُ رأسَه وقال: مَن هذا ؟ فقالوا: المغيرةُ بنُ شُعبةَ الثَّقفيُّ فقال: أيْ غُدَرُ، أولَسْتُ أسعى في غَدرَتِك وكان المغيرةُ بنُ شُعبةَ صحِب قومًا في الجاهليَّةِ فقتَلهم وأخَذ أموالَهم ثمَّ جاء فأسلَم فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا الإسلامُ فأقبَلُ وأمَّا المالُ فلَسْتُ منه في شيءٍ ) قال: ثمَّ إنَّ عروةَ جعَل يرمُقُ صحابةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعينِه فواللهِ ما يتنخَّمُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نُخامةً إلَّا وقَعتْ في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلدَه وإذا أمَرهم انقادوا لأمرِه وإذا توضَّأ كادوا يقتتلون على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له فرجَع عروةُ بنُ مسعودٍ إلى أصحابِه فقال: أيْ قومِ واللهِ لقد وفَدْتُ إلى الملوكِ ووفَدْتُ إلى كسرى وقيصرَ والنَّجاشيِّ واللهِ ما رأَيْتُ ملِكًا قطُّ يُعظِّمُه أصحابُه ما يُعظِّمُ أصحابُ محمَّدٍ محمَّدًا وواللهِ إنْ يتنخَّمُ نُخامةً إلَّا وقَعت في كفِّ رجُلٍ منهم فدلَك بها وجهَه وجِلْدَه وإذا أمَرهم ابتدَروا أمرَه وإذا توضَّأ اقتتلوا على وَضوئِه وإذا تكلَّم خفَضوا أصواتَهم عندَه وما يُحِدُّون إليه النَّظرَ تعظيمًا له وإنَّه قد عرَض عليكم خُطَّةَ رُشدٍ فاقبَلوها فقال رجُلٌ مِن بني كِنانةَ دعوني آتِه فلمَّا أشرَف على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا فلانٌ مِن قومٍ يُعظِّمون البُدنَ فابعَثوها له قال: فبُعِثَتْ واستقبَله القومُ يُلَبُّون فلمَّا رأى ذلك قال: سُبحانَ اللهِ لا ينبغي لهؤلاء أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فلمَّا رجَع إلى أصحابِه قال: رأَيْتُ البُدْنَ قد قُلِّدتْ وأُشعِرَتْ فما أرى أنْ يُصَدُّوا عن البيتِ فقام رجُلٌ منهم يُقالُ له: مِكرَزٌ فقال: دعوني آتِهِ فقالوا: ائتِه فلمَّا أشرَف عليهم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا مِكرَزٌ وهو رجُلٌ فاجرٌ ) فجعَل يُكلِّمُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبينما هو يُكلِّمُه إذ جاءه سُهيلُ بنُ عمرٍو قال مَعْمَرٌ: فأخبَرني أيُّوبُ السَّخْتِيانيُّ عن عِكرمةَ قال: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( هذا سُهيلٌ قد سهَّل اللهُ لكم أمرَكم ) قال مَعْمَرٌ في حديثِه عن الزُّهريِّ عن عُروةَ عن المِسوَرِ ومَروانَ: فلمَّا جاء سُهيلٌ قال: هاتِ اكتُبْ بينَنا وبينَكم كتابًا فدعا الكاتبَ فقال: اكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فقال سُهيلٌ: أمَّا الرَّحمنُ فلا أدري واللهِ ما هو ولكِنِ اكتُبْ باسمِك اللَّهمَّ ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( اكتُبْ هذا ما قاضى عليه محمَّدٌ رسولُ اللهِ ) فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: لو كنَّا نعلَمُ أنَّك رسولُ اللهِ ما صدَدْناك عن البيتِ ولا قاتَلْناك ولكِنِ اكتُبْ: محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( واللهِ إنِّي لَرسولُ اللهِ وإنْ كذَّبْتُموني اكتُبْ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ ) قال الزُّهريُّ: وذلك لقولِه: لا يسأَلوني خُطَّةً يُعظِّمون فيها حُرماتِ اللهِ إلَّا أعطَيْتُهم إيَّاها وقال في حديثِه عن عُروةَ عنِ المِسوَرِ ومَروانَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( على أنْ تُخَلُّوا بينَنا وبيْنَ البيتِ فنطوفَ به فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: إنَّه لا يتحدَّثُ العربُ أنَّا أُخِذْنا ضُغطةً ، ولكِنْ لك مِن العامِ المقبِلِ، فكتَب، فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: على أنَّه لا يأتيك منَّا رجُلٌ وإنْ كان على دِينِك أو يُريدُ دينَك إلَّا ردَدْتَه إلينا فقال المسلِمونَ: سُبحانَ اللهِ كيف يُرَدُّ إلى المشركينَ وقد جاء مسلِمًا فبينما هم على ذلك إذ جاء أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو يرسُفُ في قيودِه قد خرَج مِن أسفلِ مكَّةَ حتى رمى بنفسِه بيْنَ المسلمينَ فقال سُهيلُ بنُ عمرٍو: يا محمَّدُ هذا أوَّلُ مَن نُقاضيك عليه أنْ ترُدَّه إليَّ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّا لم نُمضِ الكتابَ بعدُ فقال: واللهِ لا أُصالِحُك على شيءٍ أبدًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( فأَجِزْه لي ) فقال: ما أنا بمُجيزِه لك قال: فافعَلْ قال: ما أنا بفاعلٍ قال مِكرَزٌ: بل قد أجَزْناه لك فقال أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو: يا معشرَ المسلمينَ أُرَدُّ إلى المشركين وقد جِئْتُ مسلِمًا ألا ترَوْنَ إلى ما قد لقيتُ وكان قد عُذِّب عذابًا شديدًا في اللهِ - فقال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه: واللهِ ما شكَكْتُ منذُ أسلَمْتُ إلَّا يومَئذٍ فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ: ألَسْتَ رسولَ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: ألَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِيننِا إذًا ؟ قال: ( إنِّي رسولُ اللهِ ولَسْتُ أعصي ربِّي وهو ناصري ) قُلْتُ: أوليسَ كُنْتَ تُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ فنطوفُ به ؟ قال ( بلى فخبَّرْتُك أنَّك تأتيه العامَ ؟ ) قال: لا قال: ( فإنَّك تأتيه فتطوفُ به قال: فأتَيْتُ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضوانُ اللهِ عليه فقُلْتُ: يا أبا بكرٍ أليس هذا نبيَّ اللهِ حقًّا ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: أولَسْنا على الحقِّ وعدوُّنا على الباطلِ ؟ قال: ( بلى ) قُلْتُ: فلِمَ نُعطي الدَّنيَّةَ في دِينِنا إذًا ؟ قال: أيُّها الرَّجلُ إنَّه رسولُ اللهِ وليس يعصي ربَّه وهو ناصرُه فاستمسِكْ بغَرْزِه حتَّى تموتَ فواللهِ إنَّه على الحقِّ قُلْتُ: أوليس كان يُحدِّثُنا أنَّا سنأتي البيتَ ونطوفُ به ؟ قال: بلى قال فأخبَرك أنَّا نأتيه العامَ ؟ قُلْتُ: لا قال: فإنَّك آتيه وتطوفُ به قال عمرُ بنُ الخطَّابِ رضوانُ اللهِ عليه فعمِلْتُ في ذلك أعمالًا - يعني في نقضِ الصَّحيفةِ - فلمَّا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الكتابِ أمَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصحابَه فقال: ( انحَروا الهَدْيَ واحلِقوا ) قال: فواللهِ ما قام رجُلٌ منهم رجاءَ أنْ يُحدِثَ اللهُ أمرًا فلمَّا لم يقُمْ أحَدٌ منهم قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخَل على أمِّ سلَمةَ فقال: ما لقيتُ مِن النَّاسِ قالت أمُّ سلَمةَ: أوَتُحِبُّ ذاك، اخرُجْ ولا تُكلِّمَنَّ أحدًا منهم كلمةً حتَّى تنحَرَ بُدنَكَ وتدعوَ حالقَك فقام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فخرَج ولم يُكلِّمْ أحدًا منهم حتَّى نحَر بُدْنَه ثمَّ دعا حالقَه فحلَقه فلمَّا رأى ذلك النَّاسُ جعَل بعضُهم يحلِقُ بعضًا حتَّى كاد بعضُهم يقتُلُ بعضًا قال: ثمَّ جاء نِسوةٌ مؤمناتٌ فأنزَل اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ} [الممتحنة: 10] إلى آخِرِ الآيةِ قال: فطلَّق عمرُ رضوانُ اللهِ عليه امرأتينِ كانتا له في الشِّركِ فتزوَّج إحداهما معاويةُ بنُ أبي سُفيانَ والأخرى صفوانُ بنُ أميَّةَ قال: ثمَّ رجَع صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المدينةِ فجاءه أبو بَصيرٍ رجُلٌ مِن قريشٍ وهو مسلِمٌ فأرسَلوا في طلبِه رجُلينِ وقالوا: العهدَ الَّذي جعَلْتَ لنا فدفَعه إلى الرَّجُلينِ فخرَجا حتَّى بلَغا به ذا الحليفةِ فنزَلوا يأكُلون مِن تمرٍ لهم فقال أبو بَصيرٍ لأَحدِ الرَّجُلينِ: واللهِ لَأرى سيفَك هذا يا فلانُ جيِّدًا فقال: أجَلْ واللهِ إنَّه لَجيِّدٌ لقد جرَّبْتُ به ثمَّ جرَّبْتُ فقال أبو بَصيرٍ: أَرِني أنظُرْ إليه فأمكَنه منه فضرَبه حتَّى برَد وفرَّ الآخَرُ حتَّى أتى المدينةَ فدخَل المسجدَ يعدو فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد رأى هذا ذُعْرًا فلمَّا انتهى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: قُتِل واللهِ صاحبي وإنِّي لَمقتولٌ فجاء أبو بَصيرٍ فقال: يا نبيَّ اللهِ قد واللهِ أوفى اللهُ ذمَّتَك قد ردَدْتَني إليهم ثمَّ أنجاني اللهُ منهم فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ويلُ امِّه لو كان معه أحَدٌ فلمَّا سمِع بذلك عرَف أنَّه سيرُدُّه إليهم مرَّةً أخرى فخرَج حتَّى أتى سِيفَ البحرِ قال: وتفلَّت منهم أبو جَنْدَلِ بنُ سُهيلِ بنِ عمرٍو فلحِق بأبي بَصيرٍ فجعَل لا يخرُجُ مِن قريشٍ رجُلٌ أسلَم إلَّا لحِق بأبي بَصيرٍ حتَّى اجتمَعت منهم عصابةٌ قال: فواللهِ ما يسمَعون بِعِيرٍ خرَجتْ لقريشٍ إلى الشَّامِ إلَّا اعترَضوا لها فقتَلوهم وأخَذوا أموالَهم فأرسَلتْ قريشٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُناشِدُه اللهَ والرَّحِمَ لَمَا أرسَل إليهم ممَّن أتاه فهو آمِنٌ فأرسَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم فأنزَل اللهُ جلَّ وعلا: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} [الفتح: 24] حتَّى بلَغ {حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} [الفتح: 26] وكانت حميَّتُهم أنَّهم لم يُقِرُّوا أنَّه نبيُّ اللهِ ولم يُقِرُّوا ببِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

82 - ما بقي مِن الدُّنيا إلَّا بلاءٌ وفتنةٌ

83 - تُفتَحُ يأجوجُ ومأجوجُ ويخرُجونَ على النَّاسِ كما قال اللهُ : {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96] وينحازُ المُسلِمونَ عنهم إلى مَدائنِهم وحصونِهم ويضمُّونَ إليهم مواشيَهم ويشرَبونَ مياهَ الأرضِ حتَّى إنَّ بعضَهم لَيمُرُّ بذلك النَّهَرِ فيقولُ : قد كان ها هنا ماءٌ مرَّةً حتَّى إذا لم يَبْقَ مِن النَّاسِ أحَدٌ إلَّا في حِصنٍ أو مَدينةٍ قال قائلُهم هؤلاءِ أهلُ الأرضِ قد فرَغْنا منهم بقِي أهلُ السَّماءِ قال : ثمَّ يهُزُّ أحَدُهم حربتَه ثمَّ يرمي بها إلى السَّماءِ فترجِعُ إليهم مُخضَّبةً دمًا للبَلاءِ والفتنةِ فبَيْنما هم على ذلك يبعَثُ اللهُ دُودًا في أعناقِهم كنَغَفِ الجرَادِ الَّذي يخرُجُ في أعناقِها فيُصبِحونَ مَوْتى حتَّى لا يُسمَعَ لهم حِسٌّ فيقولُ المُسلِمونَ : ألَا رجُلٌ يَشري لنا نفسَه فينظُرَ ما فعَل هؤلاء العدُوُّ فيتجرَّدُ رجُلٌ منهم لذلك مُحتسِبًا لنفسِه على أنَّه مقتولٌ فيجِدُهم مَوْتى بعضُهم على بعضٍ فيُنادي : يا معشرَ المُسلِمينَ ألَا أبشِروا فإنَّ اللهَ قد كفاكم عدوَّكم فيخرُجونَ عن مدائنِهم وحصونِهم ويُسرِّحونَ مواشيَهم

84 - ذُكِرَت ليلةُ القدرِ عندَ أبي بَكْرةَ فقال: ما أنا بطالبِها إلَّا في العَشْرِ الأواخرِ بعدَ حديثٍ سمِعْتُه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سمِعْتُه يقولُ: ( التمِسوها في العَشْرِ الأواخرِ في سبعٍ بقينَ أو خمسٍ يبقَيْنَ أو ثلاثٍ يبقَيْنَ أو في آخِرِ ليلةٍ ) فكان لا يُصلِّي في العِشرينَ إلَّا كصلاتِه في سائرِ السَّنةِ فإذا دخَل العَشْرُ اجتَهد

85 - لَمَّا خلَق اللهُ الجنَّةَ قال : يا جِبريلُ اذهَبْ فانظُرْ إليها فذهَب فنظَر فقال : يا ربِّ وعِزَّتِكَ لا يسمَعُ بها أحَدٌ إلَّا دخَلها، فحَفَّها بالمكارِهِ ثمَّ قال : اذهَبْ فانظُرْ إليها فذهَب فنظَر إليها فقال : يا ربِّ لقد خشِيتُ ألَّا يدخُلَها أحَدٌ، فلمَّا خلَق اللهُ النَّارَ قال : يا جِبريلُ اذهَبْ فانظُرْ إليها فذهَب فنظَر إليها فقال : يا ربِّ وعِزَّتِكَ لا يسمَعُ بها أحَدٌ فيدخُلُها، فحَفَّها بالشَّهواتِ ثمَّ قال : اذهَبْ فانظُرْ إليها فذهَب فنظَر إليها فقال : يا ربِّ وعِزَّتِكَ لقد خشِيتُ ألَّا يبقى أحَدٌ إلَّا دخَلها

86 - ضِرْسُ الكافرِ مِثلُ أُحُدٍ

87 - لا تعجِزوا في الدُّعاءِ فإنَّه لنْ يهلِكَ مع الدُّعاءِ أحَدٌ
 
89 - كان أوَّلَ مَن أظهَر إسلامَه سبعةٌ : رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وعمَّارٌ وأمُّه سُمَيَّةُ وصُهَيْبٌ وبلالٌ والمِقدادُ فأمَّا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمنَعه اللهُ بعمِّه أبي طالبٍ وأمَّا أبو بكرٍ فمنَعه اللهُ بقومِه وأمَّا سائرُهم فأخَذهم المُشرِكونَ وأُلبِسوا أدراعَ الحديدِ وصهَروهم في الشَّمسِ فما منهم أحَدٌ إلَّا وَاتَاهم على ما أرادوا إلَّا بلالٌ فإنَّه هانَتْ عليه نفسُه في اللهِ وهان على قومِه فأخَذوه فأعطَوْه الوِلْدانَ فجعَلوا يطوفونَ به في شِعابِ مكَّةَ وهو يقولُ : أحَدٌ أحَدٌ

90 - مَن صلَّى علَيَّ مرَّةً واحدةً كُتِبَتْ له بها عَشْرُ حَسَناتٍ
 

1 - لا يُلدَغُ المُؤمِنُ مِن جُحرٍ واحدٍ مرَّتَيْنِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 663
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة آداب عامة - فضل العقل والذكاء رقائق وزهد - الوصايا النافعة
| شرح حديث مشابه

2 - لَتتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذينَ قبْلَكم شِبرًا بشِبرٍ وذراعًا بذراعٍ حتَّى لو سلَكوا جُحرَ ضبٍّ لسلَكْتُموه ) قُلْنا : يا رسولَ اللهِ اليهودُ والنَّصارى ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( فمَنْ ؟ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6703 التخريج : أخرجه البخاري (3456)، ومسلم (2669) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات إيمان - أهل الكتاب وما يتعلق بهم فتن - اتباع شرار هذه الأمة سنن أهل الكتاب
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - اطَّلَع رجُلٌ مِن جُحرٍ في حُجرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبيدِه مِدْرَى يحُكُّ به رأسَه فرآه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( لو أعلَمُ أنَّك تنظُرُ لَطعَنْتُ به في عينِك إنَّما جُعِل الإذنُ مِن أجلِ البصرِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط البخاري
الراوي : سهل بن سعد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5809 التخريج : أخرجه البخاري (5924)، ومسلم (2156) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: استئذان - الاستئذان من أجل البصر ديات وقصاص - ما لا قود فيه آداب عامة - الأخلاق المذمومة استئذان - الاطلاع في دار بغير إذن
|أصول الحديث

4 - ( كم مِن الشَّهرِ ؟ ) ـ يعني رمضانَ ـ قُلْنا: ثنتانِ وعشرونَ وبقي ثمانٍ وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( مضَتْ ثنتانِ وعشرونَ وبقي سبعٌ فاطلُبوها اللَّيلةَ ) ثمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( الشَّهرُ هكذا وهكذا ) ثلاثَ مرَّاتٍ، عشرةٌ عشرةٌ مرَّتينِ، وواحدةً تسعةٌ

5 - ذكَرْنا ليلةَ القدرِ عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( كم مضى مِن الشَّهرِ ؟ ) فقُلْنا: مضى اثنانِ وعشرونَ يومًا وبقي ثمانٍ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لا بل مضى اثنانِ وعشرونَ يومًا وبقي سَبْعٌ الشَّهرُ تسعٌ وعشرونَ يومًا فالتمِسوها اللَّيلةَ )

6 - أنَّ رجُلًا اطَّلع مِن جُحرٍ في بابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ومع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِدْرَى يحُكُّ بها رأسَه فلمَّا رآه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : ( لو أعلَمُ أنَّك تنظُرُني لَطعَنْتُ به في عينِك إنَّما جُعِل الإذنُ مِن أجلِ البصرِ )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6001 التخريج : أخرجه البخاري (5924)، ومسلم (2156) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: استئذان - الاستئذان من أجل البصر استئذان - جعل الإذن رفع الحجاب ديات وقصاص - ما لا قود فيه آداب المجلس - التجسس استئذان - الاطلاع في دار بغير إذن
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - لم أرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي في سُبْحتِه وهو جالسٌ حتَّى كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قبْلَ موتِه بعامٍ واحدٍ فرأَيْتُه يُصلِّي في سُبْحتِه وهو جالسٌ ويُرتِّلُ السُّورةَ حتَّى تكونَ أطولَ مِن أطولَ منها
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : حفصة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2530
التصنيف الموضوعي: صلاة - السنن الرواتب صلاة - النوافل المطلقة صلاة - صلاة المعذور صلاة - وقوف المصلي وقيامه مريض - صلاة المريض
| شرح حديث مشابه

8 - كنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غارٍ فنزَلَتْ عليه {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: 1] فأخَذْتُها مِن فِيهِ وإنَّ فاه رَطْبٌ بها فما أدري بأيِّها ختَم {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50] أو {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} [المرسلات: 48] فسبَقَتْنا حيَّةٌ فدخَلَتْ في جُحرٍ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( وُقِيتم شرَّها كما وُقِيَتْ شرَّكم )
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 707 التخريج : أخرجه البخاري (1830)، ومسلم (2234) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة المرسلات قراءات - سورة المرسلات صيد - الزجر عن قتل عمار الدور والإذن في قتل الحيات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم قرآن - أماكن نزول القرآن
|أصول الحديث

9 - خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ وقد عصَب رأسَه فتلقَّتْه الأنصارُ بوجوهِهم وفِتيانِهم فقال : ( والَّذي نفسُ مُحمَّدٍ بيدِه إنِّي لَأُحِبُّكم إنَّ الأنصارَ قد قضَوُا الَّذي عليهم وبقِي الَّذي عليكم فأحسِنوا إلى مُحسِنِهم وتجاوَزوا عن مُسيئِهم )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7271 التخريج : أخرجه أبو يعلى (3798) واللفظ له، وإسماعيل بن جعفر في ((أحاديث إسماعيل)) (49)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8270) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته مناقب وفضائل - حب الأنصار مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل الأنصار مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - أنَّ أباه غزا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فخرَجْتُ أنا ورجُلٌ مِن قومي لي عليه فضلٌ مِن الجمَالِ وهو قريبٌ مِن الدَّمامةِ مع كلِّ واحدٍ منَّا بُردٌ، أمَّا بُردي فبُرْدٌ خَلَقٌ وأمَّا بُردُ ابنِ عمِّي فبُردٌ جديدٌ غضٌّ حتَّى إذا كنَّا أسفلَ مكَّةَ أو بأعلاها فلقينا فتاةً مِثلَ البَكْرةِ فقُلْنا: هل نستمتِعُ منكِ ؟ قالت: وماذا تبذُلانِ فنشَر كلُّ واحدٍ منَّا بُردَه فجعَلتْ تنظُرُ إلى الرَّجلِ فإذا رآها الرَّجلُ تنظُرُ إليَّ عطَفها وقال: بُرْدُ هذا خَلَقٌ وبُرْدي جديدٌ غضٌّ فتقولُ: بُرْدُ هذا لا بأسَ به ثمَّ استمتَعْتُ منها فلم نخرُجْ حتَّى حرَّمها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الصحيح
الراوي : سبرة بن معبد الجهني | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4148 التخريج : أخرجه مسلم (1406) مطولا، وابن حبان (4148) كلاهما بلفظه، وأحمد (15346) بنحوه، والنسائي (3368) بمعناه مختصرا .
التصنيف الموضوعي: نكاح - الشروط في النكاح نكاح - ما لا يجوز من الشروط في النكاح نكاح - نكاح المتعة نكاح - كيد النساء
|أصول الحديث

11 - أنَّ رسولَ اللهِ خرَج يومًا عاصبًا رأسَه فتلقَّاه ذَرارِيُّ الأنصارِ وخدَمُهم ما هم بوجوهِ الأنصارِ يومَئذٍ فقال : ( والَّذي نفسي بيدِه إنِّي لَأُحِبُّكم ) مرَّتَيْنِ أو ثلاثًا ثمَّ قال : ( إنَّ الأنصارَ قد قضَوُا الَّذي عليهم وبقِي الذَّي عليكم فأحسِنوا إلى مُحسِنِهم وتجاوَزوا عن مُسيئِهم )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7266 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8270) بلفظه، وأحمد (13137)، وأبو يعلى (3770) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحب في الله مناقب وفضائل - حب الأنصار مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل الأنصار مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - حضَرتِ الصَّلاةُ فقام مَن كان قريبَ الدَّارِ إلى أهلِه فتوضَّأ وبقي قومٌ فأُتِي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمِخْضَبٍ مِن حجارةٍ فيه ماء فصغُر المِخْضَبُ عن أنْ يملأَ فيه كفَّه [ فضمَّ أصابعَه فوضَعها في المِخْضَبِ ] فتوضَّأ القومُ كلُّهم جميعًا فقُلْنا : كم كانوا ؟ قال : ثمانينَ رجُلًا
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6545 التخريج : أخرجه البخاري (195) واللفظ له، ومسلم (2279)، والنسائي (76) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي وضوء - الوضوء في الأواني والتور وغيرها
|أصول الحديث | شرح الحديث

13 - مَن أتى مكانَ كذا وكذا أو فعَل كذا وكذا فله كذا وكذا ) فتسارَع إليه الشُّبَّانُ وبقي الشُّيوخُ تحتَ الرَّاياتِ فلمَّا فتَح اللهُ عليهم جاؤوا يطلُبون ما قد جعَل لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال لهم الأشياخُ: لا تذهَبون به دونَنا فإنَّا كنَّا رِدْءًا لكم، فأنزَل اللهُ هذه الآيةَ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: 1]
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5093 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11197)، والحاكم (3260)، والبيهقي (13197) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأنفال غنائم - الغنائم وتقسيمها قرآن - أسباب النزول جهاد - الفيء والغنيمة فضائل سور وآيات - سورة الأنفال
|أصول الحديث

14 - نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن لِبستَيْنِ: اشتمالِ الصَّمَّاءِ وهو أنْ يشتمِلَ في ثوبٍ واحدٍ يضَعُ طرَفيِ الثَّوبِ على عاتقِه ويبدو شِقُّه، والآخَرِ أنْ يحتبيَ في ثوبٍ واحدٍ ليس عليه غيرُه يُفضي بفَرْجِه إلى السَّماءِ

15 - أنَّ عبَّادَ بنَ بِشرٍ وأُسيدَ بنَ حُضيرٍ خرَجا مِن عندِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ليلةٍ ظلماءَ حِنْدِسٍ فكان مع كلِّ واحدٍ منهما عصًا فأضاءت عصا أحدِهما كأشدِّ شيءٍ فلمَّا تفرَّقا أضاءت عصا كلِّ واحدٍ منهما )
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2032 التخريج : أخرجه ابن حبان (2032) بلفظه، والبخاري (465) بنحوه، وأحمد (13870)، وابن حبان (2030) كلاهما باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: عقيدة - كرامات الأولياء مناقب وفضائل - أسيد بن حضير مناقب وفضائل - عباد بن بشر مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - الكرامات والأولياء
|أصول الحديث

16 - إذا تبايَع الرَّجلانِ فكلُّ واحدٍ منهما بالخيارِ ما لم يتفرَّقا وكان جميعًا أو يُخيِّرُ أحدُهما الآخَرَ فإنْ خيَّر أحدُهما الآخَرَ فتبايَعا على ذلك فقد وجَب البيعُ فإنْ تفرَّقا بعدَ أنْ تبايَعا ولم يترُكْ واحدٌ منهما البيعَ فقد وجَب البيعُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4917 التخريج : أخرجه البخاري (2112)، ومسلم (1531) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: بيوع - البيعان بالخيار ما لم يتفرقا وخيار المجلس بيوع - آداب البيع بيوع - البيع عن تراض وجواز المعاطاة بيوع - الخيار تجارة - التجارة عن تراض
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - المسلِمُ يأكُلُ في مِعًى واحدٍ والكافرُ يأكُلُ في سبعةِ أمعاءٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5238 التخريج : أخرجه البخاري (5393) باختلاف يسير وفي أوله قصة، ومسلم (2060) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: إسلام - صفة المسلم إسلام - فضل الإسلام أطعمة - ذم الشبع وكثرة الأكل أطعمة - المؤمن يأكل بمعى واحد آداب عامة - آداب الطعام
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

18 - المؤمِنُ يأكُلُ في مِعًى واحدٍ والكافرُ يأكُلُ في سبعةِ أمعاءٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5234
التصنيف الموضوعي: أطعمة - ذم الشبع وكثرة الأكل إيمان - فضل الإيمان أطعمة - المؤمن يأكل بمعى واحد آداب عامة - آداب الطعام آداب عامة - الأخلاق المذمومة
| شرح حديث مشابه

19 - المؤمِنُ يأكُلُ في مِعًى واحدٍ والكافرُ يأكُلُ في سبعةِ أمعاءٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5239
التصنيف الموضوعي: أطعمة - ذم الشبع وكثرة الأكل إيمان - فضل الإيمان أطعمة - المؤمن يأكل بمعى واحد آداب عامة - آداب الطعام آداب عامة - الأخلاق المذمومة
| شرح حديث مشابه

20 - المُسلِمُ يأكُلُ في مِعًى واحدٍ والكافرُ يأكُلُ في سبعةِ أمعاءٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 161
التصنيف الموضوعي: إسلام - صفة المسلم إسلام - فضل الإسلام أطعمة - ذم الشبع وكثرة الأكل أطعمة - المؤمن يأكل بمعى واحد آداب عامة - آداب الطعام
| شرح حديث مشابه

21 - أُتِي عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ - وكان صائمًا - بطعامٍ فجعَل يبكي فقال : قُتِل حمزةُ فلَمْ يُوجَدْ ما يُكفَّنُ فيه إلَّا ثوبٌ واحدٌ وقُتِل مُصعَبُ بنُ عُمَيرٍ فلَمْ يُوجَدْ ما يُكفَّنُ فيه إلَّا ثوبٌ واحدٌ ولقد خشِيتُ أنْ تكونَ قد عُجِّلَتْ طيِّباتُنا في حياتِنا الدُّنيا قال : وجعَل يبكي
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : إبراهيم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7018 التخريج : أخرجه البخاري (1275) بلفظ مقارب
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الزهد في الدنيا مناقب وفضائل - حمزة بن عبد المطلب مناقب وفضائل - مصعب بن عمير رقائق وزهد - الورع والتقوى مناقب وفضائل - عبد الرحمن بن عوف
|أصول الحديث

22 - ( أوَّلُ زُمرةٍ تلِجُ الجنَّةَ صُوَرُهم على صورةِ القمرِ ليلةَ البدرِ لا يبصُقونَ فيها ولا يمتَخِطونَ فيها ولا يتغوَّطونَ فيها آنيتُهم وأمشاطُهم مِن الذَّهبِ والفضَّةِ ومجامِرُهم الأَلُوَّةُ ولكلِّ واحدٍ منهم زوجتانِ يُرَى مخُّ سوقِهما مِن وراءِ اللَّحمِ لا اختلافَ بَيْنَهم ولا تباغُضَ، قلوبُهم على قلبٍ واحدٍ يُسبِّحونَ اللهَ بُكرةً وعشِيًّا )

23 - رأَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي في ثوبٍ واحدٍ متوشِّحًا به
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما
الراوي : عمر بن أبي سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2291
التصنيف الموضوعي: زينة اللباس - لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة - الصلاة في الثوب الواحد صلاة - لباس الرجل في الصلاة

24 - أنَّ رجلًا مِن الأنصارِ عَمِيَ فبعَث إلى رسولِ اللهِ أنْ تعالَ فاخطُطْ في داري مسجدًا أتَّخِذُه مُصلًّى فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واجتمَع إليه قومُه وبقي رجلٌ منهم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أين فلانٌ ) ؟ فغمَزه بعضُ القومِ: إنَّه وإنَّه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أليس قد شهِد بدرًا ؟ ) قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولكنَّه كذا وكذا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( لعلَّ اللهَ اطَّلَع على أهلِ بدرٍ فقال: اعمَلوا ما شِئْتُم فقد غفَرْتُ لكم )
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4798 التخريج : أخرجه الدارمي (2761) مختصراً باختلاف يسير، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (658) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تبرك الناس به فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته مساجد ومواضع الصلاة - المساجد في البيوت مناقب وفضائل - فضل من شهد بدرا
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

25 - كان الكِتابُ الأوَّلُ ينزِلُ مِن بابٍ واحدٍ وعلى حرفٍ واحدٍ ونزَل القُرآنُ مِن سبعةِ أبوابٍ على سبعةِ أحرُفٍ : زاجِرٍ وآمِرٍ وحلالٍ وحرامٍ ومُحكَمٍ ومُتشابِهٍ وأمثالٍ فأحِلُّوا حلالَه وحرِّموا حرامَه وافعَلوا ما أُمِرْتُم به وانتَهُوا عمَّا نُهِيتم عنه واعتَبِروا بأمثالِه واعمَلوا بمُحكَمِه وآمِنوا بمُتشابِهِه وقولوا : آمَنَّا به كلٌّ مِن عندِ ربِّنا
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات، إلا أنه منقطع
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 745 التخريج : أخرجه أحمد (4252) مختصراً، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (3102)، والحاكم (3144) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة آل عمران قرآن - الوصية بالقرآن قرآن - نزول القرآن على سبعة أحرف قرآن - آداب الناس كلهم مع القرآن قرآن - التمسك بالقرآن وتطبيق ما فيه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

26 - رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي في ثوبٍ واحدٍ مشتمِلًا به
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرطهما
الراوي : عمر بن أبي سلمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2302
التصنيف الموضوعي: زينة اللباس - لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة - الصلاة في الثوب الواحد صلاة - لباس الرجل في الصلاة

27 - المُتبايعانِ كلُّ واحدٍ منهما على صاحبِه بالخيارِ ما لم يتفرَّقا إلَّا بيعَ الخيارِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4916 التخريج : أخرجه البخاري (2111)، ومسلم (1531) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: بيوع - البيعان بالخيار ما لم يتفرقا وخيار المجلس بيوع - التساهل والتسامح في البيع بيوع - آداب البيع بيوع - شروط البيع
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

28 - ما كان بَعْلًا أو يُسقى بنهرٍ أو عَثَريًّا يؤخَذُ مِن كلِّ عشَرةٍ واحدٌ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عاصم بن عمر ضعيف، وباقي رجال السند ثقات، [ وله ما يقويه]
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3286 التخريج : أخرجه أبو يعلى كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) للبوصيري (3/11)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8/50) (7927)، والدارقطني (2/129) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: زكاة - زكاة الثمار زكاة - زكاة الحبوب زكاة - زكاة ما سقته السماء وما سقي بالنضح زكاة - فرض الزكاة زكاة - ما تجب فيه الزكاة
|أصول الحديث

29 - كُنْتُ أغتسِلُ أنا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن إناءٍ واحدٍ مِن الجَنابةِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1193
التصنيف الموضوعي: غسل - غسل الجنابة غسل - غسل الرجل مع امرأته غسل - موجبات الغسل طهارة - الآنية طهارة - بعض أحكام المياه
| شرح حديث مشابه

30 - كُنْتُ أغتسِلُ أنا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن إناءٍ واحدٍ مِن الجَنابةِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1262
التصنيف الموضوعي: غسل - غسل الجنابة غسل - غسل الرجل مع امرأته طهارة - الآنية طهارة - بعض أحكام المياه غسل - الأغسال الواجبة والمسنونة
| شرح حديث مشابه