الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

61 - صلَّى بِنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ يومًا صلاةَ العَصرِ بنهارٍ ثمَّ قام خَطيبًا فلم يدَع شيئًا يكونُ إلى قيامِ الساعةِ إلَّا أخبرَنا بهِ حَفِظَه مَن حفظَه ونسيَه مَن نَسيَه وكان فيما قالَ إنَّ الدُّنيا خَضِرةٌ حلوةٌ ، وإنَّ اللهَ مُستَخلِفَكم فيها فناظرٌ كيفَ تعمَلونَ ألا فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النِّساءَ وكان فيما قال ألا لا تمنعَنَّ رجُلًا هيبةُ النَّاسِ أن يقولَ بحقٍّ إذا علِمَه قال فبكى أبو سعيدٍ فقالَ قد واللهِ رَأينا أشياءَ فهِبنا كان فيما قالَ : ألا إنَّهُ يُنْصَبُ لكلِّ غادِرٍ لِواءٌ يومَ القيامةِ بقَدرِ غَدرتِه ولا غَدرةَ أعظمُ من غَدرةِ إمامِ عامَّةٍ يركزُ لِواؤُه عند استِه وكان فيما حفِظنا يومَئذٍ ألا إنَّ بَني آدمَ خُلِقوا علَى طبَقاتٍ شَتَّى فمِنهُم مَن يُولَدُ مؤمنًا ويَحيا مؤمِنًا ويموتُ مُؤمِنًا ومنهُم مَن يولدٌ كافرًا ويَحيا كافِرًا ويموتُ كافرًا ومنهُم من يولدُ مؤمنًا ويَحيا مُؤمِنًا ويموتُ كافرًا ومنهُم من يولدُ كافرًا ويحيا كافِرًا ويموتُ مؤمنًا ألا وإنَّ مِنهم البَطيءُ الغضبِ سَريعُ الفَيءِ ومنهُم سريعُ الغَضبِ سَريعُ الفَيءِ فتلكَ بتِلكَ ألا وإنَّ مِنهُم سَريعُ الغَضَبِ بطيءُ الفَيءِ ألا وخيرُهم بَطيءُ الغَضبِ سريعُ الفَيءِ ، وشَرُّهم سَريعُ الغضَبِ بَطيءُ الفَيءِ ألا وإنَّ مِنهم حَسَنُ القَضاءِ حَسَنُ الطَّلَبِ ومنهُم سيِّئُ القَضاءِ حسَنُ الطَّلبِ ومنهُم حَسَنُ القَضاءِ سَيِّئُ الطَّلَبِ فتِلكَ بتِلكَ ألا وإنَّ منهُم السَّيئُ القضاءَ السيئُ الطلبَ ألا وخيرُهم الحسنُ القضاءَ الحسنُ الطلبَ ألا وشرُّهم سيئُ القضاءِ سيئُ الطَّلبِ ألا وإنَّ الغَضبَ جَمرةٌ في قَلبِ ابنِ آدمَ أمَّا رأيتُم إلى حُمرةِ عَينيهِ وانتِفاخِ أَوداجِه فمَن أَحسَّ بشَيءٍ مِن ذلكَ فليَلصَقْ بالأرضِ قالَ وجعَلنا نلتَفِتُ إلى الشَّمسِ هَل بقيَ مِنها شيءٌ فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ألا إنَّهُ لَم يَبقَ من الدُّنيا فيما مَضى مِنها إلَّا كَما بقيَ مِن يومِكم هَذا فيما مَضى مِنهُ

62 - يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ يَومَ القِيامَةِ: يا آدَمُ، يقولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنا وسَعْدَيْكَ، فيُنادَى بصَوْتٍ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أنْ تُخْرِجَ مِن ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إلى النَّارِ، قالَ: يا رَبِّ وما بَعْثُ النَّارِ؟ قالَ: مِن كُلِّ ألْفٍ - أُراهُ قالَ - تِسْعَ مِئَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ، فَحِينَئِذٍ تَضَعُ الحامِلُ حَمْلَها، ويَشِيبُ الوَلِيدُ، وتَرَى النَّاسَ سُكارَى وما هُمْ بسُكارَى، ولَكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ فَشَقَّ ذلكَ علَى النَّاسِ حتَّى تَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُمْ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مِن يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ تِسْعَ مِئَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ، ومِنكُم واحِدٌ، ثُمَّ أنتُمْ في النَّاسِ كالشَّعْرَةِ السَّوْداءِ في جَنْبِ الثَّوْرِ الأبْيَضِ - أوْ كالشَّعْرَةِ البَيْضاءِ في جَنْبِ الثَّوْرِ الأسْوَدِ - وإنِّي لَأَرْجُو أنْ تَكُونُوا رُبُعَ أهْلِ الجَنَّةِ فَكَبَّرْنا، ثُمَّ قالَ: ثُلُثَ أهْلِ الجَنَّةِ فَكَبَّرْنا، ثُمَّ قالَ: شَطْرَ أهْلِ الجَنَّةِ فَكَبَّرْنا. وقال جرير وعيسى بن يونس وأبو معاوية (سكرى وما هم بسكرى)

63 - قامَ فينا رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ - خطيبًا بعدَ العَصرِ، فلم يدَعْ شيئًا يَكونُ إلى قيامِ السَّاعةِ إلَّا ذَكَرَهُ، حفظَهُ من حفظَهُ ونسيَهُ من نسيَهُ، وَكانَ فيما قالَ : إنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خضرةٌ وإنَّ اللَّهَ مستخلفُكُم فيها فَناظرٌ كيفَ تعملونَ ؟ ! ألا فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النِّساءَ وذَكَرَ أنَّ لِكُلِّ غادرٍ لواءً يومَ القيامةِ بقدرِ غدرتِهِ في الدُّنيا ولا غدرَ أَكْبرُ من غدرِ أميرِ العامَّةِ يُغرزُ لواؤُهُ عندَ استِهِ. قالَ : ولا تمنعنَّ أحدًا منكم هيبةُ النَّاسِ أن يقولَ بحقٍّ إذا علِمَهُ وفي روايةٍ : إن رأى مُنكَرًا أن يغيِّرَهُ فبَكَى أبو سعيدٍ وقالَ: قد رأيناهُ فمَنَعتنا هيبةُ النَّاسِ أن نتَكَلَّمَ فيهِ. ثمَّ قالَ : ألا إنَّ بَني آدمَ خُلِقوا علَى طبقاتٍ شتَّى فمنهم مَن يولدُ مؤمنا ويَحيا مؤمنًا ويموتُ مؤمنًا وَمِنْهُم من يولَدُ كافرًا ويحيا كافرًا ويموتُ كافرًا وَمِنْهُم من يولَدُ مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموتُ كافرًا وَمِنْهُم من يولَدُ كافرًا ويحيا كافرًا ويموتُ مؤمنًا قالَ : وذَكَرَ الغضبَ فَمِنْهُم من يَكونُ سريعَ الغضبِ سريعَ الفَيءِ فإحداهُما بالأخرى وَمِنْهُم من يَكونُ بطيءَ الغضبِ بطيءَ الفيءِ فإحداهما بالأُخرى وخيارُكُم من يَكونُ بطيءَ الغضبِ سريعَ الفيءِ وشرارُكُم من يَكونُ سريعَ الغضبِ بطيءَ الفَيءِ. وقالَ: اتَّقوا الغضبَ فإنَّهُ جمرةٌ علَى قلبِ ابنِ آدمَ ألا تَرونَ إلى انتفاخِ أوداجِهِ ؟ وحمرةِ عينيهِ ؟ فمَن أحسَّ بشيءٍ من ذلِكَ ، فليضطجِعْ وليتلبَّدْ بالأرضِ قالَ: ذَكَرَ الدَّينَ فقالَ: منكُم من يَكونُ حَسنَ القضاءِ وإذا كانَ لهُ أفحشَ في الطَّلبِ فإحداهُما بالأُخرى ومنكم من يكونُ سيِّءَ القضاءِ وإن كانَ لهُ أجملَ في الطَّلبِ فإحداهُما بالأخرى وخيارُكُم من إذا كانَ علَيهِ الدَّينُ أحسنَ القضاءِ وإن كانَ لهُ أجملَ في الطَّلبِ وشرارُكُم من إذا كانَ علَيهِ الدَّينُ أساءَ القضاءَ وإن كانَ لهُ أفحشَ في الطَّلبِ، حتَّى إذا كانتِ الشَّمسُ علَى رؤوسِ النَّخلِ وأطرافِ الحيطانِ فقالَ : أما إنَّهُ لم يبقَ منَ الدُّنيا فيما مَضى منها إلَّا كما بقيَ من يومِكُم هذا فيما مَضى منهُ

64 - قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يا آدَمُ فيَقولُ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ والْخَيْرُ في يَدَيْكَ، قالَ يقولُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ قالَ: وما بَعْثُ النَّارِ قالَ: مِن كُلِّ ألْفٍ تِسْعَ مِئَةٍ وتِسْعَةً وتِسْعِينَ قالَ: فَذاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ وتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وتَرَى النَّاسَ سُكارَى وما هُمْ بسُكارَى ولَكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ قالَ: فاشْتَدَّ ذلكَ عليهم قالوا: يا رَسولَ اللهِ، أيُّنا ذلكَ الرَّجُلُ؟ فقالَ: أبْشِرُوا فإنَّ مِن يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ ألْفًا، ومِنكُم رَجُلٌ قالَ: ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي لأَطْمَعُ أنْ تَكُونُوا رُبُعَ أهْلِ الجَنَّةِ فَحَمِدْنا اللَّهَ وكَبَّرْنا، ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي لأَطْمَعُ أنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أهْلِ الجَنَّةِ فَحَمِدْنا اللَّهَ وكَبَّرْنا.، ثُمَّ قالَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنِّي لأَطْمَعُ أنْ تَكُونُوا شَطْرَ أهْلِ الجَنَّةِ، إنَّ مَثَلَكُمْ في الأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعْرَةِ البَيْضاءِ في جِلْدِ الثَّوْرِ الأسْوَدِ، أوْ كالرَّقْمَةِ في ذِراعِ الحِمارِ.

65 - بعَث عليٌّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن اليمنِ ذهب في أَدَمٍ فقسَمها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بينَ زيدِ الخيلِ والأقرعِ بنِ حابسٍ وعُيينةَ بنِ حصنٍ وعلقمةَ بنِ عُلاثةَ فقال أناسٌ مِن المهاجرينَ والأنصارِ: نحنُ أحقُّ بهذا فبلَغ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فشقَّ عليه وقال: ( ألا تأمَنوني وأنا أمينُ مَن في السَّماءِ يأتيني خبرُ مَن في السَّماءِ صباحًا ومساءً ؟ ) فقام إليه ناتئُ العينَيْنِ مُشرِفُ الوجنتَيْنِ ناشزُ الوجهِ كثُّ اللِّحيةِ محلوقُ الرَّأسِ مشمَّرُ الإزارِ فقال: يا رسولَ اللهِ اتَّقِ اللهَ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوَلسْتُ بأحقِّ أهلِ الأرضِ أنْ أتَّقيَ اللهَ ثمَّ أدبَر فقام إليه خالدٌ سيفُ اللهِ فقال: يا رسولَ اللهِ ألا أضرِبُ عنقَه ؟ فقال لا إنَّه لعلَّه يُصلِّي قال: إنَّه ربِّ مُصلٍّ يقولُ بلسانِه ما ليس في قلبِه قال: إنِّي لم أومَرْ أنْ أشُقَّ قلوبَ النَّاسِ ولا أشُقَّ بطونَهم فنظَر إليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو مُقفًّى فقال: ( إنَّه سيخرُجُ مِن ضِئْضِئِ هذا قومٌ يتلُونَ كتابَ اللهِ لا يتجاوزُ حناجرَهم يمرُقونَ مِن الدِّينِ كما يمرُقُ السَّهمُ مِن الرَّميَّةِ ) قال عُمارةُ: فحسِبْتُ أنَّه قال: ( لئِنْ أدرَكْتُهم لأقتُلَنَّهم قتْلَ ثمودَ

66 - قُلْنَا يا رَسولَ اللَّهِ هلْ نَرَى رَبَّنَا يَومَ القِيَامَةِ؟ قالَ: هلْ تُضَارُونَ في رُؤْيَةِ الشَّمْسِ والقَمَرِ إذَا كَانَتْ صَحْوًا؟، قُلْنَا: لَا، قالَ: فإنَّكُمْ لا تُضَارُونَ في رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَومَئذٍ، إلَّا كما تُضَارُونَ في رُؤْيَتِهِما ثُمَّ قالَ: يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إلى ما كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَذْهَبُ أصْحَابُ الصَّلِيبِ مع صَلِيبِهِمْ، وأَصْحَابُ الأوْثَانِ مع أوْثَانِهِمْ، وأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مع آلِهَتِهِمْ، حتَّى يَبْقَى مَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، مِن بَرٍّ أوْ فَاجِرٍ، وغُبَّرَاتٌ مِن أهْلِ الكِتَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأنَّهَا سَرَابٌ، فيُقَالُ لِلْيَهُودِ: ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قالوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ، فيُقَالُ: كَذَبْتُمْ، لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ ولَا ولَدٌ، فَما تُرِيدُونَ؟ قالوا: نُرِيدُ أنْ تَسْقِيَنَا، فيُقَالُ: اشْرَبُوا، فَيَتَسَاقَطُونَ في جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى: ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فيَقولونَ: كُنَّا نَعْبُدُ المَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ، فيُقَالُ: كَذَبْتُمْ، لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ، ولَا ولَدٌ، فَما تُرِيدُونَ؟ فيَقولونَ: نُرِيدُ أنْ تَسْقِيَنَا، فيُقَالُ: اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ في جَهَنَّمَ، حتَّى يَبْقَى مَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِن بَرٍّ أوْ فَاجِرٍ، فيُقَالُ لهمْ: ما يَحْبِسُكُمْ وقدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ فيَقولونَ: فَارَقْنَاهُمْ، ونَحْنُ أحْوَجُ مِنَّا إلَيْهِ اليَومَ، وإنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بما كَانُوا يَعْبُدُونَ، وإنَّما نَنْتَظِرُ رَبَّنَا، قالَ: فَيَأْتِيهِمُ الجَبَّارُ في صُورَةٍ غيرِ صُورَتِهِ الَّتي رَأَوْهُ فِيهَا أوَّلَ مَرَّةٍ، فيَقولُ: أنَا رَبُّكُمْ، فيَقولونَ: أنْتَ رَبُّنَا، فلا يُكَلِّمُهُ إلَّا الأنْبِيَاءُ، فيَقولُ: هلْ بيْنَكُمْ وبيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ؟ فيَقولونَ: السَّاقُ، فَيَكْشِفُ عن سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ له كُلُّ مُؤْمِنٍ، ويَبْقَى مَن كانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ كَيْما يَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا واحِدًا، ثُمَّ يُؤْتَى بالجَسْرِ فيُجْعَلُ بيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ ، قُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، وما الجَسْرُ؟ قالَ: مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عليه خَطَاطِيفُ وكَلَالِيبُ، وحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ، تَكُونُ بنَجْدٍ، يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ، المُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وكَالْبَرْقِ وكَالرِّيحِ، وكَأَجَاوِيدِ الخَيْلِ والرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، ونَاجٍ مَخْدُوشٌ ، ومَكْدُوسٌ في نَارِ جَهَنَّمَ، حتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا، فَما أنتُمْ بأَشَدَّ لي مُنَاشَدَةً في الحَقِّ، قدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنَ المُؤْمِنِ يَومَئذٍ لِلْجَبَّارِ، وإذَا رَأَوْا أنَّهُمْ قدْ نَجَوْا، في إخْوَانِهِمْ، يقولونَ: رَبَّنَا إخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ معنَا، ويَصُومُونَ معنَا، ويَعْمَلُونَ معنَا، فيَقولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا، فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ دِينَارٍ مِن إيمَانٍ فأخْرِجُوهُ، ويُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ علَى النَّارِ، فَيَأْتُونَهُمْ وبَعْضُهُمْ قدْ غَابَ في النَّارِ إلى قَدَمِهِ، وإلَى أنْصَافِ سَاقَيْهِ، فيُخْرِجُونَ مَن عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فيَقولُ: اذْهَبُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ نِصْفِ دِينَارٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخْرِجُونَ مَن عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فيَقولُ: اذْهَبُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ ذَرَّةٍ مِن إيمَانٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخْرِجُونَ مَن عَرَفُوا قالَ أبو سَعِيدٍ: فإنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَؤُوا: {إنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وإنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40]، فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ والمَلَائِكَةُ والمُؤْمِنُونَ، فيَقولُ الجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فيُخْرِجُ أقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا ، فيُلْقَوْنَ في نَهَرٍ بأَفْوَاهِ الجَنَّةِ، يُقَالُ له: مَاءُ الحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ في حَافَتَيْهِ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ ، قدْ رَأَيْتُمُوهَا إلى جَانِبِ الصَّخْرَةِ، وإلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَما كانَ إلى الشَّمْسِ منها كانَ أخْضَرَ، وما كانَ منها إلى الظِّلِّ كانَ أبْيَضَ، فَيَخْرُجُونَ كَأنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ، فيُجْعَلُ في رِقَابِهِمُ الخَوَاتِيمُ، فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، فيَقولُ أهْلُ الجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ ، أدْخَلَهُمُ الجَنَّةَ بغيرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، ولَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، فيُقَالُ لهمْ: لَكُمْ ما رَأَيْتُمْ ومِثْلَهُ معهُ.

67 - يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ الدُّنيا خَضِرةٌ حُلْوةٌ ، وإنَّ اللهَ مُستَخلِفُكم فيها، فناظِرٌ كيف تَعمَلون، فاتَّقُوا الدُّنيا واتَّقُوا النِّساءَ، ألَا إنَّ لكُلِّ غادِرٍ لواءً يَومَ القيامةِ بقَدْرِ غَدْرَتِه، يُنصَبُ عِندَ اسْتِه يُجْزى به، ولا غادِرَ أعظَمُ من أميرِ عامَّةٍ. ثم ذكَرَ الأخْلاقَ، فقال: يكونُ الرَّجُلُ سَريعَ الغَضَبِ قَريبَ الفَيْئةِ، فهذه بهذه، ويكونُ بَطيءَ الغَضَبِ بَطيءَ الفَيْئةِ، فهذه بهذه، فخَيرُهم بَطيءُ الغَضَبِ سَريعُ الفَيْئةِ، وشَرُّهم سَريعُ الغَضَبِ بَطيءُ الفَيْئةِ. قال: وإنَّ الغَضَبَ جَمْرةٌ في قَلْبِ ابنِ آدَمَ تَتَوقَّدُ، ألَمْ تَرَوْا إلى حُمْرةِ عَيْنَيهِ، وانْتِفاخِ أوْداجِه؟! فإذا وجَدَ أحَدُكم ذلك، فلْيَجلِسْ، أو قال: فلْيُلصَقْ بالأرضِ. قال: ثُمَّ ذكَرَ المُطالَبةَ، فقال: يكونُ الرَّجُلُ حَسَنَ الطَّلَبِ سَيِّئَ القَضاءِ، فهذه بهذه، ويكونُ حَسَنَ القَضاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، فهذه بهذه، فخَيرُهم الحَسَنُ الطَّلَبِ الحَسَنُ القَضاءِ، وشَرُّهم السَيِّئُ الطَّلَبِ السَّيِّئُ القَضاءِ. ثم قال: إنَّ النَّاسَ خُلِقوا على طَبَقاتٍ، فيُولَدُ الرَّجُلُ مُؤمِنًا، ويَعيشُ مُؤمِنًا، ويَموتُ مُؤمِنًا، ويوُلَدُ الرَّجُلُ كافِرًا، ويَعيشُ كافِرًا، ويَموتُ كافِرًا، ويُولَدُ الرَّجُلُ مُؤمِنًا، ويَعيشُ مُؤمِنًا، ويَموتُ كافِرًا، ويُولَدُ الرَّجُلُ كافِرًا، ويَعيشُ كافِرًا، ويَموتُ مُؤمِنًا. ثم قال في حَديثِه: وما شَيءٌ أفضَلَ من كَلِمةِ عَدْلٍ تُقالُ عِندَ سُلطانٍ جائِرٍ ، فلا يَمنَعَنَّ أحَدَكم اتِّقاءُ النَّاسِ أنْ يَتَكلَّمَ بالحَقِّ إذا رَآهُ أو شَهِدَه. ثُمَّ بَكى أبو سَعيدٍ، فقال: قد واللهِ مَنَعَنا ذلك. قال: وإنَّكم تُتِمُّون سَبعينَ أُمَّةً، أنْتُم خَيرُها، وأكرَمُها على اللهِ. ثم دَنَتِ الشَّمسُ أنْ تَغرُبَ، فقال: وإنَّ ما بَقيَ من الدُّنيا فيما مَضى منها، مِثلُ ما بَقيَ من يَومِكم هذا فيما مَضى منه.

68 - هل تُضارُّونَ في رُؤيةِ الشمسِ بالظهيرةِ صحْوًا ليس مَعَها سَحابٌ ؟ وهلْ تُضارُّون في رُؤيةِ القمَرِ ليلةَ البدْرِ صحْوًا ليس فيها سَحابٌ ؟ ما تُضارُّونَ في رُؤيةِ اللهِ يومِ القيامةِ إلَّا كمَا تُضارُّونَ في رُؤيةِ أحدِهِما، إذا كان يومُ القيامة ِأذَّنَ مُؤذِّنٌ : لِيتْبَعْ كلُّ أُمَّةٍ ما كانتْ تَعبدُ، فلا يَبْقَى أحدٌ كان يعبدُ غيرَ اللهِ من الأصنامِ والأنْصابِ إلَّا يَتَساقطُونَ في النارِ، حتى إذا لمْ يبْقَ إلَّا مَنْ كان يَعبدُ اللهَ من بَرٍّ وفاجِرٍ، وغيرَ أهلِ الكتابِ، فيُدْعَى اليهودُ، فيُقالُ لهمْ : ما كُنتمْ تَعبدُونَ ؟ قالُوا : كُنَّا نعبدُ عُزيْرًا ابنَ اللهِ ! فيُقالُ : كذبتُمْ، ما اتّخذَ اللهُ من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فمَاذا تَبْغونَ ؟ قالُوا : عطِشْنا يا ربَّنا فاسْقِنا، فيُشارُ إليهِمْ : ألا تَرِدُونَ ؟ فيُحشرُونَ إلى النارِ كأنَّها سَرابٌ يُحطِّمُ بعضُها بعضًا، فيَتساقَطُونَ في النارِ. ثُمَّ يُدعَى النَّصارَى فيُقالُ لهمْ : ما كُنتمْ تعبدُونَ ؟ قالُوا : كُنّا نعبدُ المسيحَ ابنَ اللهِ ! فيُقالُ لهمْ : كذبتُمْ، ما اتّخذَ اللهُ من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فيُقالُ لهمْ : مَاذا تَبْغونَ ؟ فيقولون : عطِشْنا يا ربَّنا فاسْقِنا، فيُشارُ إليهِمْ : ألا تَرِدُونَ ؟ فيُحشرُونَ إلى النارِ كأنَّها سَرابٌ يُحطِّمُ بعضُها بعضًا، فيَتساقَطُونَ في النارِ، حتى إذا لمْ يبْقَ إلَّا مَنْ كان يَعبدُ اللهَ من بَرٍّ وفاجِرٍ أتاهُمْ ربُّ العالَمِينَ في أدْنَى صُورةٍ من الَّتي رأَوْهُ فيها، قال : فمَا تَنتظِرُونَ ؟ تَتْبَعُ كلُّ أُمَّةٍ ما كانتْ تَعبدُ، قالُوا : يا ربَّنا فارَقْنا الناسَ في الدنيا أفْقَرَ ما كُنّا إِليهِمْ، ولمْ نُصاحِبُهُمْ، فيَقولُ : أنا ربُّكمْ فيَقولُونَ : نَعوذُ باللهِ مِنكَ لا نُشرِكُ باللهِ شيْئًا، ( مرَّتيْنِ أو ثلاثًا )، حتى إنَّ بعضَهمْ لَيَكادُ أنْ يَنقلِبَ، فيَقولُ : هل بينكمْ وبينَهُ آيةٌ فتَعرِفونَهُ بِها ؟ فيَقولونَ : نعمْ، السَّاقُ، فيُكشَفُ عن ساقٍ، فلا يَبْقَى مَنْ كان يَسجدُ للهِ من تِلقاءِ نفسِهِ إلَّا أذِنَ اللهُ لهُ بالسُّجودِ، ولا يَبْقَى مَنْ كان يَسجدُ اتِّقاءً ورِياءً إلا جَعلَ اللهُ ظهْرَهُ طبقةً واحِدَةً، كُلَّما أرادَ أنْ يَسجُدَ خَرَّ على قَفَاهُ، ثمَّ يَرفعونَ رُؤوسَهمْ، وقدْ تَحَوَّلَ في الصُّورةِ الَّتي رأوْهُ فيها أوّل مرةٍ، فيَقولُ : أنا ربُّكمْ، فيَقولونَ : أنتَ ربُّنا. ثمَّ يُضرَبُ الجِسرُ على جهنَّمَ، وتَحِلُّ الشفاعةُ ، ويَقولونَ : اللهُمَّ سلِّمْ سلِّمْ. قِيلَ : يا رسولَ اللهِ، وما الجِسرُ ؟ قال : دحْضُ مزَلَّةٍ ، فيه خَطاطِيفُ وكلالِيبُ، وحَسَكةٌ تكونُ بِنجْدٍ، فيها شُويْكةٌ، يُقالُ لها : السَّعْدانُ، فيَمُرُّ المؤمِنونَ كطرَفِ العيْنِ؛ وكالبرْقِ، وكالرِّيحِ، وكالطيْرِ، وكأَجاوِيدِ الخيْْلِ والرِّكابِ، فناجٍ مُسَلَّمٌ، ومَخدُوشٌ مُرسَلٌ، ومَكدُوسٌ في نارِ جهنَّمَ، حتى إذا خَلَصَ المؤمِنونَ من النارِ، فوَالَّذي نفسِي بيدِهِ ما من أحَدٍ مِنكمْ بِأشدَّ مُناشدةٍ للهِ في اسْتيفاءِ الحقِّ من المؤمِنينَ للهِ يومَ القيامةِ لإخوانِهِمْ الذين في النارِ، يَقولونَ : ربَّنا كانُوا يَصومُونَ مَعَنا، ويُصلُّونَ، ويَحُجُّونَ، فيُقالُ لهمْ : أخْرِجُوا مَنْ عرَفْتُمْ، فتُحرَّمُ صورُهُمْ على النارِ، فيُخرِجُونَ خلْقًا كثيرًا، قدْ أخذَتِ النارُ إلى نِصفِ ساقِهِ، وإلى رُكبتيْهِ، فيَقولونَ : ربَّنا ما بَقِيَ فيها أحدٌ مِمَّنْ أمرْتَنا به، فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : ارْجِعُوا، فمَنْ وجدْتُمْ في قلبِهِ مِثقالُ نِصفِ دينارٍ من خيرٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخرِجُون خلقًا كثيرًا، ثمَّ يَقولونَ : ربَّنَا لمْ نَذَرْ فيها مِمَّنْ أمَرْتَنا أحدًا، ثمَّ يَقولُ : ارْجِعُوا، فمَنْ وجدْتُمْ في قلبِهِ مِثقالُ ذرَّةٍ من خيرٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخرِجُونَ خلْقًا كثيرًا، ثمَّ يَقولونَ : ربَّنا ! لمْ نذَرْ فيها خيرًا، فيَقولُ اللهُ : شَفعَتِ الملائكةُ، وشَفَعَ النبِيُّونَ، وشَفَعَ المؤمِنونَ، ولمْ يبْقَ إلَّا أرْحمَ الراحِمينَ، فيَقبِضُ قبْضةً من النارِ، فيُخرِجُ مِنها قومًا لمْ يَعمَلُوا خيرًا قطُّ، قدْ عادُوا حِمَمًا ، فيُلقِيهمْ في نَهْرٍ في أفْواهِ الجنةِ يُقالُ لهُ : نَهْرُ الحياةِ، فيَخرُجُونَ كَما تَخرُجُ الحبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ ، ألا تروْنَها تَكونُ إلى الحجَرِ أوِ الشَّجَرِ، ما يَكونُ إلى الشمْسِ أُصَيْفِرُ وأخيْضِرُ، وما يَكونُ مِنْها إلى الظِّلِّ يَكونُ أبيضَ، فيَخرجُونَ كاللؤْلُؤِ، في رِقابِهِمْ الخواتِيمُ، يَعرِفُهمْ أهلُ الجنةِ : هؤلاءِ عُتقاءُ اللهِ من النارِ، الذين أدخلَهُمْ الجنةَ بِغيرِ عَمَلٍ عمِلُوهُ، ولا خِيرٍ قدَّمُوهُ، ثمَّ يَقولُ : ادْخلُوا الجنةَ فما رأيْتُموهُ فهو لكمْ، فيَقولونَ : ربَّنا أعطيْتَنا ما لمْ تُعطِ أحدًا من العالَمينَ، فيَقولُ : لكمْ عِندِي أفضلُ من هذا ؟ فيَقولونَ : يا ربَّنا أيُّ شيءٍ أفضلُ من هذا ؟ فيَقولُ : رِضايَ فلَا أسخَطُ عليكم بعدَهُ أبدًا

69 - قلنا: يا رسولَ اللهِ، هل نرَى ربَّنا يومَ القيامةِ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: نعم، فهل تُضارون في رؤيةِ الشَّمسِ بالظَّهيرةِ صحْوًا ليس معها سَحابٌ ؟ وهل تُضارون في رؤيةِ القمرِ ليلةَ البدرِ صحْوًا ليس فيها سَحابٌ ؟ قالوا : لا يا رسولَ اللهِ قال : فما تُضارون في رؤيةِ اللهِ تعالَى يومَ القيامةِ إلَّا كما تُضارون في رؤيةِ أحدِهما، إذا كان يومُ القيامةِ أذَّن مُؤذِّنٌ لتتبَعْ كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُدُ، فلا يبقَى أحدٌ كان يعبُدُ غيرَ اللهِ من الأصنامِ والأنصابِ إلَّا يتساقطون في النَّارِ، حتَّى إذا لم يبقَ إلَّا من كان يعبدُ اللهَ من بَرٍّ وفاجرٍ وغيرِ أهلِ الكتابِ فيُدعَى اليهودُ، فيُقالُ لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنَّا نعبدُ عُزيرًا ابنَ اللهِ ! فيُقالُ كذبتم ما اتَّخذ من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فماذا تبغون ؟ قالوا عطِشنا يا ربَّنا فاسْقِنا، فيُشارُ إليهم ألا ترِدون ؟ فيُحشرون إلى النَّارِ كأنَّها سِرابٌ يُحطِّمُ بعضُها بعضًا، فيتساقطون في النَّارِ ثمَّ تُدعَى النَّصارَى فيُقالُ لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنَّا نعبدُ المسيحَ ابنَ اللهِ ! فيُقالُ : كذبتم ما اتَّخذ اللهُ من صاحبةٍ ولا ولدٍ، فماذا تبغون ؟ فيقولون : عطِشنا يا ربَّنا فاسْقِنا، فيُشارُ إليهم : ألا ترِدُون ؟ فيُحشرون إلى جهنَّمَ كأنَّها سِرابٌ يُحطِّمُ بعضُها بعضًا، فيتساقطون في النَّارِ حتَّى إذا لم يبْقَ إلَّا من كان يعبُدُ اللهَ من بَرٍّ وفاجرٍ أتاهم اللهُ في أدنَى صورةٍ من الَّتى رأَوْه فيها، قال فما تنتظرون ؟ تتبعُ كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبدُ، قالوا : يا ربَّنا ! فارقنا النَّاسُ في الدُّنيا أفقرَ ما كنَّا إليهم، ولم نُصاحِبْهم فيقولُ : أنا ربُّكم، فيقولون نعوذُ باللهِ منك، لا نُشرِكُ باللهِ شيئًا – مرَّتَيْن أو ثلاثًا – حتَّى إنَّ بعضَهم ليكادُ أن ينقلِبَ فنقولُ : هل بينكم وبينه آيةٌ فتعرِفونه بها ؟ فيقولون : نعم، فيكشِفُ عن ساقٍ فلا يبقَى من كان يسجُدُ للهِ من تلقاءِ نفسِه إلَّا أذِن اللهُ له بالسُّجودِ ولا يبقَى من كان يسجُدُ اتِّقاءَ ورياءً إلَّا جعل اللهُ ظهرَه طبقةً واحدةً، كلَّما أراد أن يسجُدَ خرَّ على قفاه ثمَّ يرفعون رءوسَهم وقد تحوَّل في صورتِه الَّتى رأَوْه فيها أوَّلَ مرَّةٍ، فقال : أنا ربُّكم، فيقولون، أنت ربُّنا ثمَّ يُضرَبُ الجِسرُ على جهنَّمَ، وتحِلُّ الشَّفاعةُ ، ويقولون : اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ قيل : يا رسولَ اللهِ ! وما الجِسرُ ؟ قال : دحْضُ مزَلَّةٍ ، فيه خطاطيفُ ، وكلاليبُ، وحسَكٌ تكونُ بنجدٍ، فيها شُوَيكةٌ يُقالُ لها : السِّعدانُ، فيمرُّ المؤمنون كطرْفِ العينِ، وكالبرقِ، وكالرِّيحِ وكالطَّيرِ، وكأجاويدِ الخيلِ، والرِّكابِ، فناجٍ مسلمٌ، ومخدوشٌ مُرسَلٌ، ومُكوَّشٌ فى نارِ جهنَّمَ حتَّى إذا خلُص المؤمنون من النَّارِ فوالَّذي نفسي بيدِه ما من أحدٍ منكم بأشدَّ ( لي ) مناشدةً للهِ في استقصاءِ الحقِّ من المؤمنين للهِ يومَ القيامةِ لإخوانِهم الَّذين في النَّارِ – وفي روايةٍ : فما أنتم بأشدَّ ( لي ) مناشدةً للهِ في الحقِّ قد تبيَّن لكم من المؤمنين يومئذٍ للجبَّارِ إذا رأَوْا أنَّهم قد نجَوْا في إخوانِهم يقولون ربَّنا كانوا يصومون معنا، ويُصلُّون، ويحُجُّون، فيُقالُ لهم : أخرِجوا من عرفتم، فتُحرَّمُ صوَرُهم على النَّارِ فيُخرِجون خَلقًا كثيرًا قد أخذت النَّارُ إلى نصفِ ساقَيْه وإلى رُكبتَيْه، ثمَّ يقولون : ربَّنا ما بقي فيها أحدٌ ممَّن أمرتَنا به، فيُقالُ : ارجِعوا، فمن وجدتم في قلبِه مثقالَ دينارٍ من خيرٍ أخرِجوه فيُخرِجون خَلقًا كثيرًا ثمَّ يقولون ربَّنا لم نذَرْ فيها ممَّن أمرتَنا أحدًا، ثمَّ يقولُ ارجِعوا، فمن وجدتم في قلبِه مثقالَ ذرَّةٍ من خيرٍ أخرِجوه فيُخرِجون خَلقًا كثيرًا ثمَّ يقولون ربَّنا لم نذَرْ فيها خيرًا وكان أبو سعيدٍ يقولُ : إن لم تُصدِّقوني بهذا الحديثِ فاقرؤا إن شئتم إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : شفعت الملائكةُ وشفع النَّبيُّون ( وشفع المؤمنون ( ولم يبقَ إلَّا أرحمُ الرَّاحمين، فيقبِضُ قبضةً من النَّارِ، فيُخرِجُ منها قومًا من النَّارِ لم يعملوا خيرًا قطُّ قد عادوا حِممًا فيُلقيهم في نهرٍ في أفواهِ الجنَّةِ يُقالُ له ( نهرُ الحياةِ ) فيخرجون كما تخرُجُ الحبَّةُ في حَميلِ السَّيلِ ، إلَّا ترَوْنها تكونُ إلى الحجرِ أو إلى الشَّجرِ ما يكونُ إلى الشَّمسِ أُصَيْفرَ وأُخَيْضرَ وما يكونُ منها إلى الظِّلِّ يكونُ أبيضَ فقالوا : يا رسولَ اللهِ ! كأنَّك كنتَ ترعَى بالباديةِ ! ! قال : فيخرجون كاللُّؤلؤِ في رقابِهم الخواتيمُ، يعرِفُهم أهلُ الجنَّةِ هؤلاء عُتَقاءُ اللهِ الَّذين أدخلهم اللهُ الجنَّةَ بغيرِ عملٍ عملوه ولا خيرٍ قدَّموه ثمَّ يقولُ ادخلوا الجنَّةَ فما رأيتموه فهو لكم فيقولون : ربَّنا أعطيتَنا مالم تُعطِ أحدًا من العالمين ؟ فيقولُ : لكم عندي أفضلُ من هذا ! فيقولون : يا ربَّنا ! أيُّ شيءٍ أفضلُ من هذا ؟ فيقول : رضاي فلا أسخَطُ عليكم أبدًا

70 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أنَّهُ قال له أصحابُهُ: يا رسولَ اللَّهِ أخبِرنا عن ليلةِ أسرِيَ بك فيها فقرأ أوَّلَ سُبحانَ وقالَ: بينا أنا نائمٌ عشاءً في المسجدِ الحرامِ إذ أتاني آتٍ فأيقظَني فاستيقظتُ فلم أرَ شيئًا ثمَّ عدتُ في النَّومِ ثمَّ أيقظَني فاستيقظتُ فلم أرَ شيئًا ثمَّ نمتُ فأيقظَني فاستيقظتُ فلم أرَ شيئًا فإذا أنا بِهيئةِ خيالٍ فأتبعتُهُ بصري حتَّى خرجتُ منَ المسجدِ فإذا أنا بدابَّةٍ أدنى شبَههِ بدوابِّكم هذِهِ بغالُكم مضطرِبَ الأذنينِ يقالُ لَهُ: البراقُ وَكانتِ الأنبياءُ ترْكبُهُ قبلي يقعُ حافرُهُ مدَّ بصرِهِ فرَكبتُهُ فبينا أنا أسيرُ عليْهِ إذ دعاني داعٍ عن يميني يا محمَّدُ أنظِرني أسألْكَ فلم أجبْهُ فسرتُ ثمَّ دعاني داعٍ عن يساري يا محمَّدُ أنظرني أسألْكَ؟ فلم أجبْهُ ثمَّ إذا أنا بامرأةٍ حاسرةٍ عن ذراعيْها وعليْها من كلِّ زينةٍ فقالت: يا محمَّدُ أنظرني أسألْكَ فلم ألتفِت إليْها حتَّى أتيتُ بيتَ المقدسِ فأوثقتُ دابَّتي بالحلقةِ فأتاني جبريلُ بإناءينِ خمرٍ ولبنٍ فشربتُ اللَّبنَ فقالَ: أصبتَ الفطرةَ فحدَّثتُ جبريلَ عنِ الدَّاعي الَّذي عن يميني قالَ: ذاكَ داعي اليَهودِ لو أجبتَهُ لتَهوَّدت أمَّتُكَ والآخرُ داعي النَّصارى لو أجبتَهُ لتنصَّرت أمَّتُكَ وتلْكَ المرأةُ الدُّنيا لو أجبتَها لاختارت أمَّتُكَ الدُّنيا على الآخرةِ ثمَّ دخلتُ أنا وجبريلُ بيتَ المقدسِ فصلَّينا رَكعتينِ ثمَّ أُتيتُ بالمعراجِ الَّذي تعرجُ عليْهِ أرواحُ بني آدمَ فلم ترَ الخلائقُ أحسنَ منَ المعراجِ أما رأيتمُ الميِّتَ حينَ يشقُّ بصرُهُ طامحًا إلى السَّماءِ فإنَّما يفعلُ ذلِكَ عجبُهُ بِهِ فصعِدتُ أنا وجبريلُ فإذا أنا بملَكٍ يقالُ لَهُ إسماعيلُ وَهوَ صاحبُ سماءِ الدُّنيا وبينَ يديْهِ سبعونَ ألفَ ملَكٍ قالَ تعالى: وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ. فاستفتحَ جبريلُ قيلَ: من هذا؟ قالَ جبريلُ قيلَ ومن معَكَ؟ قالَ محمَّدٌ قيلَ: وقد بُعِثَ إليْهِ؟ قالَ نعم. فإذا أنا بآدمَ كهيئتِهِ يوم خلقَهُ اللَّهُ على صورتِهِ تعرضُ عليْهِ أرواحُ ذرِّيَّتِهِ المؤمنينَ فيقولُ روحٌ طيِّبةٌ ونفسٌ طيِّبةٌ اجعلوها في علِّيِّينَ ثمَّ تعرضُ عليْهِ أرواحُ ذرِّيَّتِهِ الفجَّارِ فيقولُ روحٌ خبيثةٌ ونفسٌ خبيثةٌ اجعلوها في سجِّين. ثمَّ مضت هنيَّةٌ، فإذا أنا بأخوِنةٍ- يعني بالخِوانِ المائدة- عليْها لحمٌ مشرَّحٌ ليسَ بقربِها أحدٌ وإذا أنا بأخونةٍ أخرى عليْها لحمٌ قد أروحَ ونتنَ وعندَها أناسٌ يأْكلونَ منْها. قلتُ يا جبريلُ من هؤلاءِ قالَ هؤلاءِ من أمَّتِكَ يترُكونَ الحلالَ ويأتونَ الحرامَ قالَ ثمَّ مضت هُنيَّةٌ فإذا أنا بأقوامٍ بطونُهم أمثالُ البيوتِ كلَّما نَهَضَ أحدُهم خرَّ يقولُ اللَّهمَّ لا تُقِمِ السَّاعةَ وَهم على سابلةِ آلِ فرعونَ فتجيءُ السَّابلةُ فتطاردُهم فسمعتُهم يضجُّونَ إلى اللَّهِ قلتُ من هؤلاءِ قالَ هؤلاءِ من أمَّتِكَ الَّذينَ يأْكلونَ الرِّبا ثمَّ مضت هنيَّةٌ فإذا أنا بأقوامٍ مَشافرُهم كمشافرِ الإبلِ فتفتحُ أفواهُهم ويلقمونَ الجمرَ ثمَّ يخرجُ من أسافلِهم فيضجُّونَ قلتُ من هؤلاءِ قالَ الَّذينَ يأْكلونَ أموالَ اليتامى ظُلمًا ثمَّ مضت هنيَّةٌ فإذا أنا بنساءٍ يعلَّقنَ بثُدِيِّهنَّ فسمعتُهنَّ يضججنَ إلى اللَّهِ قلتُ يا جبريلُ من هؤلاءِ قالَ الزُّناةُ من أمَّتِكَ ثمَّ مضت هنيَّةٌ فإذا أنا بأقوامٍ يقطَّعُ من جنوبِهمُ اللَّحمُ فيلقَّمونَ فيقالُ لَهُ كُلْ ما كنتَ تأْكلُ من لحمِ أخيكَ قلتُ من هؤلاءِ قالَ هؤلاءِ الْهمَّازونَ من أمَّتِكَ اللَّمَّازونَ. ثمَّ صعِدتُ إلى السَّماءِ الثَّانيةِ فإذا أنا برجلٍ أحسنَ ما خلقَ اللَّهُ قد فضلَ على النَّاسِ بالحسنِ كالقمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الْكواكبِ قلتُ: يا جبريلُ من هذا؟ قالَ هذا أخوكَ يوسفُ ومعَهُ نفرٌ من قومِهِ فسلَّمتُ عليْهِ وسلَّمَ عليَّ، ثمَّ صعِدتُ إلى السَّماءِ الثَّالثةِ فإذا أنا بيَحيى وعيسى ومعَهما نفرٌ من قومِهما. ثمَّ صعِدتُ إلى الرَّابعةِ فإذا أنا بإدريسَ ثمَّ صعِدتُ إلى السَّماءِ الخامسةِ فإذا أنا بِهارونَ ونصفُ لحيتِهِ بيضاءُ ونصفُها سوداءُ تَكادُ لحيتُهُ تصيبُ سرَّتَهُ من طولِها قلتُ: يا جبريلُ من هذا قالَ هذا المحبَّبُ في قومِهِ هذا هارونُ بنُ عمرانَ ومعَهُ نفرٌ من قومِهِ فسلَّمتُ عليْهِ ثمَّ صعِدتُ إلى السَّماءِ السَّادسةِ، فإذا أنا بموسى رجلٌ آدمُ كثيرُ الشَّعرِ لو كانَ عليْهِ قميصانِ لنفذَ شعرُهُ دونَ القميصِ وإذا هوَ يقولُ يزعمُ النَّاسُ أنِّي أَكرمُ على اللَّهِ مِن هذا بل هذا أَكرمُ على اللَّهِ منِّي قلتُ مَن هذا قالَ موسى. ثمَّ صعِدتُ السَّابعةَ، فإذا أنا بإبراهيمَ ساندٌ ظَهرَهُ إلى البيتِ المعمورِ فدخلتُهُ ودخلَ معي طائفةٌ من أمَّتي عليْهم ثيابٌ بيضٌ ثمَّ دفعتُ إلى سدرةِ المنتَهى فإذا كلُّ ورقةٍ منْها تَكادُ أن تغطِّي هذِهِ الأمَّةَ وإذا فيها عينٌ تجري يقالُ لَها سلسبيلٌ فيشقُّ منْها نَهرانِ أحدُهما الْكوثرُ والآخرُ نَهرُ الرَّحمةِ فاغتسلتُ فيهِ فغُفرَ لي ما تقدَّمَ من ذنبي وما تأخَّرَ ثمَّ إنِّي دفعتُ إلى الجنَّةِ فاستقبلَتني جاريةٌ فقلتُ: لمن أنتِ؟ قالت: لزيدِ بنِ حارثةَ ثمَّ عُرِضت عليَّ النَّارُ ثمَّ أُغلِقت ثمَّ إنِّي دفعتُ إلى سدرةِ المنتَهى فتغشَّى لي وَكانَ بيني وبينَهُ قابَ قوسينِ أو أدنى قالَ ونزلَ على كلِّ ورقةٍ ملَكٌ منَ الملائِكةِ وفرضت عليَّ الصَّلاةُ خمسينَ ثمَّ دفعتُ إلى موسى- فذَكرَ مراجعتَهُ في التَّخفيفِ. أنا اختصرتُ ذلِكَ وغيرَهُ إلى أن قال- فقلتُ رجَعتُ إلى ربِّي حتَّى استحييتُهُ ثمَّ أصبحَ بمَكَّةَ يخبرُهم بالعجائبِ فقالَ: إنِّي أتيتُ البارحةَ بيتَ المقدسِ وعرجَ بي إلى السَّماءِ ورأيتُ كذا ورأيتُ كذا فقالَ أبو جَهلٍ: ألا تعجبونَ مِمَّا يقولُ محمَّدٌ وذَكرَ الحديثَ

71 - أنَّ ناسًا في زَمَنِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، هلْ نَرَى رَبَّنا يَومَ القِيامَةِ؟ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَعَمْ قالَ: هلْ تُضارُّونَ في رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بالظَّهِيرَةِ صَحْوًا ليسَ معها سَحابٌ؟ وهلْ تُضارُّونَ في رُؤْيَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ صَحْوًا ليسَ فيها سَحابٌ؟ قالوا: لا يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ما تُضارُّونَ في رُؤْيَةِ اللهِ تَبارَكَ وتَعالَى يَومَ القِيامَةِ إلَّا كما تُضارُّونَ في رُؤْيَةِ أحَدِهِما، إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ أذَّنَ مُؤَذِّنٌ لِيَتَّبِعْ كُلُّ أُمَّةٍ ما كانَتْ تَعْبُدُ، فلا يَبْقَى أحَدٌ كانَ يَعْبُدُ غيرَ اللهِ سُبْحانَهُ مِنَ الأصْنامِ والأنْصابِ إلَّا يَتَساقَطُونَ في النَّارِ، حتَّى إذا لَمْ يَبْقَ إلَّا مَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِن بَرٍّ وفاجِرٍ وغُبَّرِ أهْلِ الكِتابِ، فيُدْعَى اليَهُودُ، فيُقالُ لهمْ: ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قالوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللهِ، فيُقالُ: كَذَبْتُمْ ما اتَّخَذَ اللَّهُ مِن صاحِبَةٍ ولا ولَدٍ، فَماذا تَبْغُونَ؟ قالوا: عَطِشْنا يا رَبَّنا، فاسْقِنا، فيُشارُ إليهِم ألا تَرِدُونَ؟ فيُحْشَرُونَ إلى النَّارِ كَأنَّها سَرابٌ يَحْطِمُ بَعْضُها بَعْضًا، فَيَتَساقَطُونَ في النَّارِ، ثُمَّ يُدْعَى النَّصارَى، فيُقالُ لهمْ: ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قالوا: كُنَّا نَعْبُدُ المَسِيحَ ابْنَ اللهِ، فيُقالُ لهمْ، كَذَبْتُمْ ما اتَّخَذَ اللَّهُ مِن صاحِبَةٍ ولا ولَدٍ، فيُقالُ لهمْ: ماذا تَبْغُونَ؟ فيَقولونَ: عَطِشْنا يا رَبَّنا، فاسْقِنا، قالَ: فيُشارُ إليهِم ألا تَرِدُونَ؟ فيُحْشَرُونَ إلى جَهَنَّمَ كَأنَّها سَرابٌ يَحْطِمُ بَعْضُها بَعْضًا، فَيَتَساقَطُونَ في النَّارِ حتَّى إذا لَمْ يَبْقَ إلَّا مَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ تَعالَى مِن بَرٍّ وفاجِرٍ أتاهُمْ رَبُّ العالَمِينَ سُبْحانَهُ وتَعالَى في أدْنَى صُورَةٍ مِنَ الَّتي رَأَوْهُ فيها قالَ: فَما تَنْتَظِرُونَ؟ تَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ ما كانَتْ تَعْبُدُ، قالوا: يا رَبَّنا، فارَقْنا النَّاسَ في الدُّنْيا أفْقَرَ ما كُنَّا إليهِم، ولَمْ نُصاحِبْهُمْ، فيَقولُ: أنا رَبُّكُمْ، فيَقولونَ: نَعُوذُ باللَّهِ مِنْكَ لا نُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلاثًا، حتَّى إنَّ بَعْضَهُمْ لَيَكادُ أنْ يَنْقَلِبَ، فيَقولُ: هلْ بيْنَكُمْ وبيْنَهُ آيَةٌ فَتَعْرِفُونَهُ بها؟ فيَقولونَ: نَعَمْ، فيُكْشَفُ عن ساقٍ فلا يَبْقَى مَن كانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ مِن تِلْقاءِ نَفْسِهِ إلَّا أذِنَ اللَّهُ له بالسُّجُودِ، ولا يَبْقَى مَن كانَ يَسْجُدُ اتِّقاءً ورِياءً إلَّا جَعَلَ اللَّهُ ظَهْرَهُ طَبَقَةً واحِدَةً، كُلَّما أرادَ أنْ يَسْجُدَ خَرَّ علَى قَفاهُ، ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُؤُوسَهُمْ وقدْ تَحَوَّلَ في صُورَتِهِ الَّتي رَأَوْهُ فيها أوَّلَ مَرَّةٍ، فقالَ: أنا رَبُّكُمْ، فيَقولونَ: أنْتَ رَبُّنا، ثُمَّ يُضْرَبُ الجِسْرُ علَى جَهَنَّمَ، وتَحِلُّ الشَّفاعَةُ ، ويقولونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ، سَلِّمْ قيلَ: يا رَسولَ اللهِ، وما الجِسْرُ؟ قالَ: دَحْضٌ مَزِلَّةٌ ، فيه خَطاطِيفُ وكَلالِيبُ وحَسَكٌ تَكُونُ بنَجْدٍ فيها شُوَيْكَةٌ يُقالُ لها السَّعْدانُ، فَيَمُرُّ المُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ العَيْنِ، وكالْبَرْقِ، وكالرِّيحِ، وكالطَّيْرِ، وكَأَجاوِيدِ الخَيْلِ والرِّكابِ، فَناجٍ مُسَلَّمٌ، ومَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، ومَكْدُوسٌ في نارِ جَهَنَّمَ، حتَّى إذا خَلَصَ المُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ، ما مِنكُم مِن أحَدٍ بأَشَدَّ مُناشَدَةً لِلَّهِ في اسْتِقْصاءِ الحَقِّ مِنَ المُؤْمِنِينَ لِلَّهِ يَومَ القِيامَةِ لإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ في النَّارِ، يقولونَ: رَبَّنا كانُوا يَصُومُونَ معنا ويُصَلُّونَ ويَحُجُّونَ، فيُقالُ لهمْ: أخْرِجُوا مَن عَرَفْتُمْ، فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ علَى النَّارِ، فيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا قَدِ أخَذَتِ النَّارُ إلى نِصْفِ ساقَيْهِ، وإلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يقولونَ: رَبَّنا ما بَقِيَ فيها أحَدٌ مِمَّنْ أمَرْتَنا به، فيَقولُ: ارْجِعُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ دِينارٍ مِن خَيْرٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يقولونَ: رَبَّنا لَمْ نَذَرْ فيها أحَدًا مِمَّنْ أمَرْتَنا، ثُمَّ يقولُ: ارْجِعُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ نِصْفِ دِينارٍ مِن خَيْرٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يقولونَ: رَبَّنا لَمْ نَذَرْ فيها مِمَّنْ أمَرْتَنا أحَدًا، ثُمَّ يقولُ: ارْجِعُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ ذَرَّةٍ مِن خَيْرٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا ثُمَّ يقولونَ: رَبَّنا لَمْ نَذَرْ فيها خَيْرًا. وَكانَ أبو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ يقولُ: إنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي بهذا الحَديثِ فاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {إنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وإنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها ويُؤْتِ مِن لَدُنْهُ أجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 40]، فيَقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: شَفَعَتِ المَلائِكَةُ، وشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وشَفَعَ المُؤْمِنُونَ، ولَمْ يَبْقَ إلَّا أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فيُخْرِجُ مِنْها قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ قدْ عادُوا حُمَمًا ، فيُلْقِيهِمْ في نَهَرٍ في أفْواهِ الجَنَّةِ يُقالُ له: نَهَرُ الحَياةِ، فَيَخْرُجُونَ كما تَخْرُجُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ ، ألا تَرَوْنَها تَكُونُ إلى الحَجَرِ، أوْ إلى الشَّجَرِ، ما يَكونُ إلى الشَّمْسِ أُصَيْفِرُ وأُخَيْضِرُ، وما يَكونُ مِنْها إلى الظِّلِّ يَكونُ أبْيَضَ؟ فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، كَأنَّكَ كُنْتَ تَرْعَى بالبادِيَةِ، قالَ: فَيَخْرُجُونَ كاللُّؤْلُؤِ في رِقابِهِمُ الخَواتِمُ، يَعْرِفُهُمْ أهْلُ الجَنَّةِ هَؤُلاءِ عُتَقاءُ اللهِ الَّذِينَ أدْخَلَهُمُ اللَّهُ الجَنَّةَ بغيرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، ولا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، ثُمَّ يقولُ: ادْخُلُوا الجَنَّةَ فَما رَأَيْتُمُوهُ فَهو لَكُمْ، فيَقولونَ: رَبَّنا، أعْطَيْتَنا ما لَمْ تُعْطِ أحَدًا مِنَ العالَمِينَ، فيَقولُ: لَكُمْ عِندِي أفْضَلُ مِن هذا، فيَقولونَ: يا رَبَّنا، أيُّ شيءٍ أفْضَلُ مِن هذا؟ فيَقولُ: رِضايَ، فلا أسْخَطُ علَيْكُم بَعْدَهُ أبَدًا. قالَ مُسْلِمٌ: قَرَأْتُ علَى عِيسَى بنِ حَمَّادٍ زُغْبَةَ المِصْرِيِّ هذا الحَدِيثَ في الشَّفاعَةِ، وقُلتُ له: أُحَدِّثُ بهذا الحَديثِ عَنْكَ أنَّكَ سَمِعْتَ مِنَ اللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، فقالَ: نَعَمْ، قُلتُ لِعِيسَى بنِ حَمَّادٍ: أخْبَرَكُمُ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عن خالِدِ بنِ يَزِيدَ، عن سَعِيدِ بنِ أبِي هِلالٍ، عن زَيْدِ بنِ أسْلَمَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، عن أبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، أنَّه قالَ: قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، أنَرَى رَبَّنا؟ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تُضارُّونَ في رُؤْيَةِ الشَّمْسِ إذا كانَ يَوْمٌ صَحْوٌ قُلْنا: لا، وسُقْتُ الحَدِيثَ حتَّى انْقَضَى آخِرُهُ وهو نَحْوُ حَديثِ حَفْصِ بنِ مَيْسَرَةَ، وزادَ بَعْدَ قَوْلِهِ بغيرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، ولا قَدَمٍ قَدَّمُوهُ، فيُقالُ لهمْ: لَكُمْ ما رَأَيْتُمْ ومِثْلُهُ معهُ. قالَ أبو سَعِيدٍ: بَلَغَنِي أنَّ الجِسْرَ أدَقُّ مِنَ الشَّعْرَةِ، وأَحَدُّ مِنَ السَّيْفِ. وَليْسَ في حَديثِ اللَّيْثِ، فيَقولونَ: رَبَّنا أعْطَيْتَنا ما لَمْ تُعْطِ أحَدًا مِنَ العالَمِينَ وما بَعْدَهُ، فأقَرَّ به عِيسَى بنُ حَمَّادٍ.

72 - ذلِك الرَّجلُ أرفعُ أمَّتي درجةً في الجنَّة قالَ قالَ أبو سعيدٍ واللَّهِ ما كنَّا نرى ذلِك الرَّجلَ إلَّا عمرَ بنَ الخطَّابِ حتَّى مضى لسبيلِه قالَ المحاربيُّ ثمَّ رجعنا إلى حديثِ أبي رافعٍ قالَ وإنَّ من فتنتِه أن يأمرَ السَّماءَ أن تُمطرَ فتُمطرَ ويأمرَ الأرضَ أن تُنبتَ فتُنبتَ وإنَّ من فتنتِه أن يمرَّ بالحيِّ فيُكذِّبونَه فلا تبقى لَهم سائمةٌ إلَّا هلَكت وإنَّ من فتنتِه أن يمرَّ بالحيِّ فيصدِّقونَه فيأمرَ السَّماءَ أن تُمطرَ فتُمطرَ ويأمرَ الأرضَ أن تُنبتَ فتُنبتَ حتَّى تروحَ مواشيهم من يومِهم ذلِك أسمنَ ما كانت وأعظمَه وأمدَّهُ خواصرَ وأدرَّهُ ضروعًا وإنَّهُ لا يبقى شيءٌ منَ الأرضِ إلَّا وطئَه وظَهرَ عليهِ إلَّا مَكةَ والمدينةَ لا يأتيهما من نقبٍ من نقابِهما إلَّا لقيتهُ الملائِكةُ بالسُّيوفِ صلتةً حتَّى ينزلَ عندَ الظُّريبِ الأحمرِ عندَ منقطعِ السَّبخةِ فترجفُ المدينةُ بأهلِها ثلاثَ رجفاتٍ فلا يبقى منافقٌ ولا منافقةٌ إلَّا خرجَ إليهِ فتَنفي الخبثَ منها كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديدِ ويدعى ذلِك اليومُ يومَ الخلاص فقالت أمُّ شريكٍ بنتُ أبي العَكرِ يا رسولَ اللَّهِ فأينَ العربُ يومئذٍ قالَ هم يومئذٍ قليلٌ وجلُّهم ببيتِ المقدسِ وإمامُهم رجلٌ صالحٌ فبينما إمامُهم قد تقدَّمَ يصلِّي بِهمُ الصُّبحَ إذ نزلَ عليهم عيسَى ابنُ مريمَ الصُّبحَ فرجعَ ذلِك الإمامُ ينكصُ يمشي القَهقرى ليتقدَّمَ عيسَى يصلِّي بالنَّاسِ فيضعُ عيسَى يدَه بينَ كتفيهِ ثمَّ يقولُ لَه تقدَّم فصلِّ فإنَّها لَك أقيمت فيصلِّي بِهم إمامُهم فإذا انصرفَ قالَ عيسَى عليهِ السَّلامُ افتحوا البابَ فيفتحُ ووراءَه الدَّجَّالُ معَه سبعونَ ألفَ يَهوديٍّ كلُّهم ذو سيفٍ محلًّى وساجٍ فإذا نظرَ إليهِ الدَّجَّالُ ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماءِ وينطلقُ هاربًا ويقولُ عيسَى عليهِ السَّلامُ إنَّ لي فيكَ ضربةً لن تسبقني بِها فيدرِكُه عندَ بابِ اللُّدِّ الشَّرقيِّ فيقتلُه فيَهزمُ اللَّهُ اليَهودَ فلا يبقى شيءٌ ممَّا خلقَ اللَّهُ يتوارى بِه يَهوديٌّ إلَّا أنطقَ اللَّهُ ذلِك الشَّيءَ لا حجرَ ولا شجرَ ولا حائطَ ولا دابَّةَ إلَّا الغرقدةَ فإنَّها من شجرِهم لا تَنطقُ إلَّا قالَ يا عبدَ اللَّهِ المسلمَ هذا يَهوديٌّ فتعالَ اقتلهُ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وإنَّ أيَّامَه أربعونَ سنةً السَّنةُ كنصفِ السَّنةِ والسَّنةُ كالشَّهرِ والشَّهرُ كالجمعةِ وآخرُ أيَّامِه كالشَّررةِ يصبحُ أحدُكم علَى بابِ المدينةِ فلا يبلغُ بابَها الآخرَ حتَّى يمسي فقيلَ لَه يا رسولَ اللَّهِ كيفَ نصلِّي في تلكَ الأيَّامِ القصارِ قالَ تقدرونَ فيها الصَّلاةَ كما تقدرونَها في هذِه الأيَّامِ الطِّوالِ ثمَّ صلُّوا قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فيَكونُ عيسَى ابنُ مريمَ عليهِ السَّلامُ في أمَّتي حَكمًا عدلًا وإمامًا مقسطًا يدقُّ الصَّليبَ ويذبحُ الخنزيرَ ويضعُ الجزيةَ ويترُك الصَّدقةَ فلا يسعى علَى شاةٍ ولا بعيرٍ وترفعُ الشَّحناءُ والتَّباغضُ وتُنزعُ حمةُ كلِّ ذاتِ حمةٍ حتَّى يدخلَ الوليدُ يدَه في في الحيَّةِ فلا تضرَّهُ وتفرَّ الوليدةُ الأسدَ فلا يضرُّها ويَكونَ الذِّئبُ في الغنمِ كأنَّهُ كلبُها وتُملأُ الأرضُ منَ السِّلمِ كما يملأُ الإناءُ منَ الماءِ وتَكونُ الكلمةُ واحدةً فلا يعبدُ إلَّا اللَّهُ وتضعُ الحربُ أوزارَها وتسلبُ قريشٌ ملكَها وتَكونُ الأرضُ كفاثورِ الفضَّةِ تُنبتُ نباتَها بعَهدِ آدمَ حتَّى يجتمعَ النَّفرُ علَى القطفِ منَ العنبِ فيشبعَهم ويجتمعَ النَّفرُ علَى الرُّمَّانةِ فتشبعَهم ويَكونَ الثَّورُ بِكذا وَكذا منَ المالِ وتَكونَ الفرسُ بالدُّريهمات قالوا يا رسولَ اللَّهِ وما يرخصُ الفرسَ قالَ لا تركبُ لحربٍ أبدًا قيلَ لَه فما يغلي الثَّورَ قالَ تحرثُ الأرضُ كلُّها وإنَّ قبلَ خروجِ الدَّجَّالِ ثلاثَ سنواتٍ شدادٍ يصيبُ النَّاسَ فيها جوعٌ شديدٌ يأمرُ اللَّهُ السَّماءَ في السَّنةِ الأولى أن تحبسَ ثلثَ مطرِها ويأمرُ الأرضَ فتحبسُ ثلثَ نباتِها ثمَّ يأمرُ السَّماءَ في الثَّانيةِ فتحبسُ ثلثي مطرِها ويأمرُ الأرضَ فتحبسُ ثلثي نباتِها ثمَّ يأمرُ اللَّهُ السَّماءَ في السَّنةِ الثَّالثةِ فتحبسُ مطرَها كلَّهُ فلا تقطرُ قطرةً ويأمرُ الأرضَ فتحبسُ نباتَها كلَّهُ فلا تُنبتُ خضراءَ فلا تبقى ذاتُ ظلفٍ إلَّا هلَكت إلَّا ما شاءَ اللَّهُ قيلَ فما يعيشُ النَّاسُ في ذلِك الزَّمانِ قالَ التَّهليلُ والتَّكبيرُ والتَّسبيحُ والتَّحميدُ ويجرى ذلِك عليهم مجرى الطَّعام

73 - إنَّ كلَّ نَبِيٍّ قد أنذَرَ قَومَه الدَّجَّالَ، ألَا وإنَّه قد أكَلَ الطَّعامَ، ألَا إنِّي عاهِدٌ إليكم فيه عهْدًا لم يَعهَدْهُ نَبِيٌّ إلى أُمَّتِه، ألَا وإنَّ عَينَهُ اليُمْنى مَمسوحةٌ كأنَّها نُخاعةٌ في جانبِ حائطٍ، ألَا وإنَّ عينَهُ اليُسرى كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ ، معه مِثْلُ الجنَّةِ والنَّارِ؛ فالنَّارُ رَوضةٌ خضراءُ، والجنَّةُ غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، وبيْن يَدَيه رجُلانِ يُنذِرانِ أهْلَ القُرى كلِّها، غيرَ مكَّةَ والمدينةِ حُرِّمَتا عليه، والمُؤمنونَ مُتفرِّقونَ في الأرضِ، فيَجمَعُهم اللهُ، فيقولُ رجُلٌ منهم: واللهِ لَأنطلِقَنَّ، فلَأنْظُرَنَّ هذا الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيقولُ له أصحابُه: إنَّا لا نَدَعُك تأْتيهِ، ولو علِمْنا أنَّه لا يَفتِنُك لَخلَّيْنا سبيلَك، ولكنَّا نخافُ أنْ يَفتِنَك فتَتْبَعَهُ، فيأْبى إلَّا أنْ يأْتِيَهُ، فيَنطلِقُ حتَّى إذا أتى أدْنى مَسْلحةٍ مِن مَسالحِهِ، أخَذوهُ فسَألوهُ: ما شأْنُه؟ وأين يُريدُ؟ فيقولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الكذَّابَ، فيقولونَ: أنت تقولُ ذلك؟! فيكتُبونَ إليه: إنَّا أخذْنَا رجُلًا يقولُ: كذا وكذا، فنَقتلُهُ أمْ نَبعَثُ به إليك؟ فيقولُ: أرْسِلوا به إليَّ، فانطَلَقوا به إليه، فلمَّا رآهُ عرَفَه بنَعْتِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له: أنت الدَّجَّالُ الكذَّابُ الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له الدَّجَّالُ: أنت الَّذي تقولُ ذلك؟ لَتُطِيعُني فيما آمُرُك به، أو لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فيُنادي العبْدُ المُؤمِنُ في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فمَدَّ رِجْلَيه، ثمَّ أمَرَ بحَديدةٍ، فوُضِعَت على عجَبِ ذَنَبِه، فشَقَّه شِقَّينِ، ثمَّ قال الدَّجَّالُ لِأوليائِه: أرأيتُمْ إنْ أحيَيْتُ هذا، ألسْتُم تَعلمونَ أنِّي ربُّكم؟ فيقولونَ: نعمْ، فيأخُذُ عصًا، فيَضرِبُ إحدى شِقَّيْه، أو الصَّعيدَ، فاسْتَوى قائمًا، فلمَّا رأى ذلك أولياؤُهُ صَدَّقوه وأحَبُّوه، وأيْقَنوا به أنَّه ربُّهم واتَّبَعوه، فيقولُ الدَّجَّالُ للعبْدِ المُؤمنِ: ألَا تُؤمِنُ بي؟ فقال: أنا الآنَ فيكَ أشَدُّ بصيرةً ، ثمَّ نادى في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، مَن أطاعَهُ فهو في النَّارِ، ومَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، فقال الدَّجَّالُ: لَتُطِيعُني أو لَأذبحَنَّك، فقال: واللهِ لا أُطِيعُك أبدًا؛ إنَّك لأنتَ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فاضْطجعَ، وأمَرَ بذَبْحِه، فلا يَقدِرُ عليه ولا يُسلَّطُ عليه إلَّا مرَّةً واحدةً، فأخَذَ بيَدَيْهِ ورِجْليه، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وهي غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك الرَّجلُ أقرَبُ أُمَّتي مِنِّي، وأرفَعُهم دَرجةً يومَ القيامةِ. قال أبو سعيدٍ: كان يَحسَبُ أصحابُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ذلك الرَّجلَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ، حتَّى مَضى لِسَبيلِه رضِيَ اللهُ عنه. قلْتُ: فكيف يَهلِكُ؟ قال: اللهُ أعلَمُ، قلْتُ: إنَّ عيسى ابنَ مَريمَ هو يُهلِكُه، قال: اللهُ أعلَمُ، غيرَ أنَّ اللهَ يُهلِكُه ومَن معه، قلْتُ: فماذا يكونُ بعْدَه؟ قال: حدَّثَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النَّاسَ يَغرِسونَ مِن بعْدِه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ، قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ الدَّجَّالِ؟ قال: نعمْ، فيَمكُثونَ ما شاء اللهُ أنْ يَمْكُثوا، ثمَّ يُفْتَحُ يأْجوجُ ومأْجوجُ ، فيُهلِكونَ مَن في الأرضِ إلَّا مَن تعلَّقَ بحِصْنٍ، فلمَّا فَرَغوا مِن أهْلِ الأرضِ، أقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، فقالوا: إنَّما بقِيَ مَن في الحُصونِ ومَن في السَّماءِ، فيَرْمُونَ سِهامَهم، فخرَّتْ عليهم مُنغمِرةً دمًا، فقالوا: قدِ استرحتُمْ ممَّن في السَّماءِ، وبقِيَ مَن في الحُصونِ، فحاصَروهم حتَّى اشتَدَّ عليهم الحَصْرُ والبلاءُ، فبيْنما هم كذلك إذ أرسَلَ اللهُ عليهم نَغَفًا في أعناقِهم، فقصَمَتْ أعناقَهم، فمال بعضُهم على بعضٍ مَوتى، فقال رجُلٌ منهم: قتَلَهم اللهُ وربِّ الكعبةِ، قالوا: إنَّما يَفعلونَ هذا مُخادَعةً، فنَخرُجُ إليهم، فيُهلِكُونا كما أهْلَكوا إخوانَنا، فقال: افتَحوا لي البابَ، فقال أصحابُه: لا نَفتَحُ، فقال: دَلُّوني بحَبْلِ، فلمَّا نزَلَ وجَدَهم موتَى، فخرَجَ النَّاسُ مِن حُصونِهم. فحَدَّثني أبو سَعيدٍ: أنَّ مَواشِيَهم جعَلَ اللهُ لهم حياةً يَقْضَمونها ما يَجِدون غيرَها. قال: وحَدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ النَّاسَ يَغرِسون بعْدَهم الغُروسَ ويتَّخِذون الأموالَ. قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ يأجوجَ ومأْجوجَ؟ قال: نعمْ، حدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فبيْنما هم في تِجارَتِهم، إذ نادى مُنادٍ مِن السَّماءِ: أتى أمْرُ اللهِ، ففَزِعَ مَن في الأرضِ حين سَمِعوا الدَّعوةَ، وأقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، وفَزِعوا فزَعًا شديدًا، ثمَّ أقْبَلوا بعْدَ ذلك على تِجارَتِهم وأسواقِهم وضِياعِهم، فبيْنما هم كذلك إذ نُودوا ناديةً أُخرى: يا أيُّها النَّاسُ، أتى أمْرُ اللهِ، فانطَلَقوا نحوَ الدَّعوةِ الَّتي سَمِعوا، وجعَلَ الرَّجلُ يَفِرُّ مِن غنَمِهِ وبَيعِه، ودَخَلوا في مَواشيهم، وعندَ ذلك عُطِّلَتِ العِشارُ، فبيْنما هم كذلك يَسْعَون قِبَلَ الدَّعوةِ، إذ لَقُوا اللهَ في ظُللٍ مِن الغَمامِ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]، فمَكَثوا ما شاء اللهُ، {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}، ثمَّ يَجِيءُ بجهنَّمَ لها زَفيرٌ وشَهيقٌ، ثمَّ جاء آتٍ؛ عُنُقٌ مِن النَّارِ يَسيرُ، يُكلِّمُ يقولُ: إنِّي وُكِّلْتُ اليومَ بثلاثٍ: إنِّي وُكِّلْتُ بكلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ ، ومَن دعَا مع اللهِ إلهًا آخَرَ، ومَن قتَلَ نفْسًا بغَيرِ نفْسٍ، فتُطْوى عليهم، فتَقْذِفُهم في غَمراتِ جهنَّمَ. وحدَّثَني: أنَّها أشَدُّ سَوادًا مِن اللَّيلِ، ثمَّ يُنادي آدَمَ، فيقولُ: لبَّيكَ وسَعْدَيك، فيُقالُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِن ولَدِك، قال: يا ربِّ وما هو؟ قال: مِن كلِّ ألْفٍ تِسعُ مئةٍ وتِسعةٌ وتِسعونَ إلى النَّارِ، وواحدٌ إلى الجنَّةِ، فذلك حين شابَ الوِلدانِ. وكَبُرَ ذلك في صُدورِنا حتَّى عرَفَهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وُجوهِنا، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْشِروا؛ فإنَّ مَن سِواكم -أهْلَ الشِّرْكِ- كَثيرٌ، ويُحْبَسُ النَّاسُ حتَّى يَبلُغَ العرَقُ يَدَيْهُم، فبيْنما هم كذلك إذ عرَفَ رجُلٌ أباهُ وهو مُؤمِنٌ وأبوهُ كافرٌ، فقال: يا أبَهْ، ألمْ أكُنْ آمُرُك أنْ تُقدِّمَ ليَومِك هذا؟ فقال: يا بُنَيَّ، اليومَ لا أعْصيكَ شيئًا، والأُمَمُ جُثوًّا، كلُّ أُمَّةٍ على ناحيتِها، فأتى اليهودُ، فقِيلَ لهم: ما كنتُم تَعْبُدون؟ قالوا: كنَّا نَعبُدُ كذا وكذا، فقيل له وقِيلَ لهم: رِدُوا، فوَرَدوا يَحْسَبونه ماءً، فوَجَدوا اللهَ فوفَّاهم حِسابَه، واللهُ سَريعُ الحسابِ، ثمَّ فُعِلَ بالنَّصارى والمجوسِ وسائرِ الأُمَمِ ما فُعِلَ باليهودِ، ثمَّ أتى المُسلمونَ، فقيل لهم: مَن ربُّكم؟ فقالوا: اللهُ ربُّنا، قِيل: ومَن نَبِيُّكم؟ قالوا: نَبِيُّنا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى الصِّراطِ مَحاجِنُ مِن حَديدٍ، والملائكةُ يَختطِفونَ رِجالًا، فيُلْقونَهم في جهنَّمَ، وجعَلَتِ المحاجِنُ تُمسِكُ رِجالًا تأْكُلُهم النَّارُ، إلَّا صُورةَ وَجْهِه لا تَمسُّه النَّارُ، فإذا خلُصَ مِن جهنَّمَ ما شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، وخلُصَ ذلك الرَّجلُ بأبِيه فيمَن خلُصَ، قِيل له: هذه الجنَّةُ، فادخُلْ مِن أيِّ أبوابِها شِئْتَ، وأرسِلْ هذا الرَّجلَ، فقال: ربِّ، هذا أبي، ووصَّيتَ لي ألَّا تُخْزِيَني، فشَفِّعْني في أبي، فقيل: انظُرْ أسفَلَ منك، فإذا هو بدابَّةٍ خَبيثةِ الرِّيحِ، تُشبِهُ اللَّوْنَ في مَراغةٍ خَبيثةٍ. فرَأيتُه مُمْسِكًا بأنْفِه وَجَبْهتِه، قال: يقولُ ذلك الرَّجلُ وهو آخِذٌ بأنْفِه وَجبْهَتِه مِن خُبْثِ رِيحِه: أيْ ربِّ، ليس هذا أبي، فأُخِذَ أبوهُ، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وحرَّمَ اللهُ الجنَّةَ على الكافرينَ، فلمَّا خلُصَ مَن شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، تَفقَّدَ النَّاسُ بعضُهم بعضًا، فقالوا: ربَّنا، إنَّ رِجالًا كانوا يُصلُّونَ ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ فقيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخْرِجُوه، فوَجَدوا المحاجِنَ الَّتي على الصِّراطِ قد أمسَكَتْ رِجالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعْرَفُ بها، فالْتَبَسوا، فأُلْقُوا على الجنَّةِ، قالوا: ربَّنا نحن الآنَ في مَسألتِنا أشَدُّ رَغبةً، أرأيتَ رِجالًا كانوا يُصلُّون ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ قيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخرِجُوهُ، فثَلَجَتْ حتَّى بَرُدَتْ على المُؤمنينَ، فدَخَلوا ووَجَدوا الَّذين تَخطَفُهم الملائكةُ يَمينًا وشِمالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعرَفُ بها، فألْبَسوهم، فأخْرَجُوهم، فأَلْقُوهم على بابِ الجنَّةِ. قال: وحدَّثَني أنَّ نَبِيَّ اللهَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ألَا كلُّ نَبِيٍّ قد أُعْطِيَ عطيَّةً ويُنجِزُها، وإنِّي اختَبَأْتُ عَطيَّتي شَفاعةً لِأُمَّتي يومَ القيامةِ، ووُضِعَتِ الموازينُ، وأُذِنَ في الشَّفاعةِ، فأُعْطِيَ كلُّ مَلَكٍ، أو نَبِيٍّ، أو صِدِّيقٍ، أو شَهيدٍ شفاعَتَهُ حتَّى يَرْضى، فقال لهم ربُّهم: أقدْ رَضِيتُم؟ قالوا: نعمْ، قد رَضِينا ربَّنا، قال: أنا أرحَمُ بخَلْقي منكم، أخْرِجوا مِن النَّارِ مَن في قَلبِه وزْنُ خَردلةٍ مِن إيمانٍ، فأُخْرِجَ مِن ذلك شَيءٌ لا يَعْلَمُ بعَددِه إلَّا اللهُ، فأُلْقُوا على بابِ الجنَّةِ، فأرسَلَ عليهم مِن ماءِ الجنَّةِ، فيَنْبُتون فيها نَباتَ الثَّعاريرِ ، وأُدْخِلَ الَّذين أُخْرِجوا مِن النَّارِ الجنَّةَ كلُّهم إلَّا رجُلًا واحدًا، وأُغْلِقَ بابُ الجنَّةِ دُونَه، ووَجْهُه تِلْقاءَ النَّارِ، فقال ذلك الرَّجلُ: يا ربِّ، لا أكونُ أشْقى خَلْقِك، بلِ اصْرِفْ وَجْهي عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فقِيل له: لعلَّك تسأَلُ غيرَ هذا؟ فقال: لا، فصَرَفَ وَجْهَه عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فيقولُ: أيْ ربِّ، قَرِّبني مِن هذا البابِ، ألْزَقُ به وأكونُ في ظِلِّه، فقِيل له: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لا تسأَلُ شيئًا إلَّا أنْ يُصرَفَ وَجْهُك عن النَّارِ؟ قال: يا ربِّ، لا أسأَلُك غيرَ هذا، فقُرِّبَ إلى البابِ، فلَزِقَ به، فكان في ظلِّه، ففُرِجَ مِن البابِ فُرجةٌ إلى الجنَّةِ. فحدَّثَني أنَّ فيها شِراط أبيضَ، في أدناهُ شَجرةٌ، وفي أوسَطِه شَجرةٌ، وفي أقصاهُ شَجرةٌ، فقال: يا ربِّ، أَدْنِني مِن هذه الشَّجرةِ، فأكونَ في ظِلِّها، فقِيلَ لهُ: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لستَ تَسأَلُ شيئًا؟ قال: يا ربِّ، أسأَلُك هذا، ثمَّ لا أسأَلُك غيرَه، قال: قَرِّبني إلى تلك الشَّجرةِ، فكانت تلك مَسألَتَه، حتَّى صار إلى الوُسْطى، وإلى القُصوى، فلمَّا أتى القُصوى، أرسَلَ اللهُ رَسولينِ، فقالَا له: سَلْ ربَّك، فقال: فما أسأَلُه سِوى ما أنا فيه، فقالا: نعمْ، سَلْ ربَّك، فسألَهُ، وجعَلَ الرَّسولانِ يقولانِ له: سَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، وسَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، لشَيءٍ لم يَخطُرْ على قَلْبِه أنَّه خُلِقَ، أو أنَّه كان، فسأَلَ ربَّه ممَّا يَعلَمُ وممَّا يأمُرانِ الرَّسولانِ حتَّى انتهَتْ نَفْسُه، فقِيل له: فإنَّه لك وعشَرةَ أمثالِه. قال: وحدَّثني أبو سعيدٍ أنَّ ذلك الرَّجلَ هو أدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنزِلًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/132
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - نزول عيسى ابن مريم أشراط الساعة - يأجوج ومأجوج فتن - ظهور الفتن فتن - فتنة الدجال
| أحاديث مشابهة
    
78 - فاطِمَةُ سيِّدةُ نِساءِ أهْلِ الجَنَّة، إلَّا ما كان من مَريَمَ بِنتِ عِمْرانَ.

79 - «فاطِمةُ سيِّدةُ نِساءِ أهْلِ الجنَّةِ، إلَّا ما كانَ من مَرْيمَ بِنتِ عِمْرانَ».

80 - الحَسَنُ والحُسَينُ سيِّدَا شَبابِ أهْلِ الجَنَّةِ، وفاطمةُ سيِّدةُ نِسائِهم، إلَّا ما كان لمَريَمَ بِنتِ عِمْرانَ.

81 - الولَدُ ثَمَرُ القُلوبِ، مَجْبنةٌ، مَبْخلةٌ، مَحزَنةٌ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي ، وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/336
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحزن والبكاء آداب عامة - الأخلاق المذمومة بر وصلة - حب الولد صدقة - ذم البخل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

82 - الولدُ ثمرةُ القلبِ وإنه مجبَنَةٌ مبخلةٌ محزنةٌ
خلاصة حكم المحدث : فيه عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 8/158
التصنيف الموضوعي: مولود - الولد مبخلة ومجبنة مولود - فضل الأولاد مولود - ما جاء في ذم الأولاد آداب عامة - الأخلاق المذمومة صدقة - ذم البخل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

83 - الولَدُ ثمرةُ القَلبِ، وإنَّه مَجبَنةٌ، مَبخلةٌ، مَحزَنةٌ.
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 9670
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحزن والبكاء آداب عامة - الأخلاق المذمومة بر وصلة - حب الولد صدقة - ذم البخل
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة

84 - الولدُ ثمرةُ القلبِ, وإنّه مبخلةٌ مجبنةٌ محزنةٌ
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : العجلوني | المصدر : كشف الخفاء
الصفحة أو الرقم : 2/452
التصنيف الموضوعي: مولود - الولد مبخلة ومجبنة مولود - فضل الأولاد مولود - ما جاء في ذم الأولاد آداب عامة - الأخلاق المذمومة صدقة - ذم البخل
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

85 - الولدُ ثمرةُ القلبِ وإنه مجبَنةٌ مَبخلَةٌ مَحزنَةٌ
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : السفاريني الحنبلي | المصدر : شرح كتاب الشهاب
الصفحة أو الرقم : 42
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحزن والبكاء آداب عامة - الأخلاق المذمومة بر وصلة - حب الولد صدقة - ذم البخل
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

86 - الولَدُ ثَمَرةُ القَلبِ، و إنَّه مَجبَنةٌ، مَبخلةٌ، مَحزَنةٌ

87 - الولدُ ثمرةُ القلبِ، وإنه مجبنةٌ، مَبخلةٌ، محزنةٌ

88 - الولدُ ثمرةُ القلبِ، وإنَّهُ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ مَحْزَنَةٌ.
خلاصة حكم المحدث : فيه عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناووط | المصدر : تخريج شرح السنة
الصفحة أو الرقم : 13/36
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الحزن والبكاء آداب عامة - الأخلاق المذمومة بر وصلة - حب الولد صدقة - ذم البخل
| أحاديث مشابهة

89 - ما من كلِّ الماءِ يكون الولدُ، و إذا أراد اللهُ خلْقَ شيءٍ، لم يمنعْه شيءٌ

90 - المؤمِنُ إذا اشتهى الولَدَ في الجنَّةِ، كان حَمْلُهُ ووَضْعُهُ وسِنُّهُ في ساعةٍ كما يشتهي.
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : [أبو سعيد الخدري] | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج زاد المعاد
الصفحة أو الرقم : 3/598
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة أهل الجنة جنة - صفة الجنة جنة - نساء الجنة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه
 
 
2 - أنا سيّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فَخْرَ

3 - أنا سيدُ ولدِ آدمَ يوم القيامةِ ولا فخرَ، آدم فمن دونه تحت لوائي يوم القيامةِ ولا فخرَ

4 - أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القِيامةِ ولا فَخرَ، وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ، وما مِن نبيٍّ -آدمُ فمَن سواه- إلَّا تحتَ لوائي الحديثَ.

5 - أنا سيِّدُ ولدِ آدَمَ ولا فَخرَ، وبِيَدي لِواءُ الحمدِ ولا فَخرَ، وما من نبيٍّ -آدَمَ فمَن سِواه- إلَّا تحتَ لِوائي، وأنا أوَّلُ مَن تَنشَقُّ عنه الأرضُ ولا فَخرَ.
خلاصة حكم المحدث : [روي عن أبي سعيد وابن عباس] وفي إسنادهما علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف، لكن له شاهد صحيح يتقوى به من حديث أنس بن مالك
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج العواصم والقواصم
الصفحة أو الرقم : 1/ 176 التخريج : أخرجه الترمذي (3615)، وابن ماجه (4308)، وأحمد (10987) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - فضل النبي على جميع الخلائق قيامة - البعث والنشور وصفة الأرض فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما اختص به النبي على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
|أصول الحديث

6 - أَنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأَنا أوَّلُ من تنشقُّ عنهُ الأرضُ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأَنا أوَّلُ شافعٍ يومَ القيامةِ ولا فخرَ

7 - أنا سيِّدُ ولَدِ آدمَ يومَ القِيامةِ ولا فَخرَ، وأنا أوَّلُ مَن تنشَقُّ عنه الأرضُ يومَ القِيامةِ ولا فَخرَ، وأنا أوَّلُ شافعٍ يومَ القِيامةِ ولا فَخرَ

8 - أَنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فَخرَ وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ وما من نبيٍّ يومئذٍ آدمَ فمن سواهُ إلَّا تحتَ لوائي وأَنا أوَّلُ من تَنشقُّ عنهُ الأرضُ ولا فخرَ

9 - أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وبيدي لواءُ الحمدِ ولا فخرَ، وما من نبيٍّ يومئذٍ آدمَ فمن سواهُ إلَّا تحتَ لوائي، وأنا أوَّلُ من تنشقُّ عنْهُ الأرضُ ولا فخرَ

10 - أنا سيِّدُ ولَدِ آدَمَ يومَ القيامةِ ولا فَخرَ، وبيَدي لواءُ الحَمدِ ولا فَخرَ، وما من نَبيٍّ يومَئذٍ آدَمُ فمَن سِواه إلَّا تحتَ لِوائي، وأنا أولُ مَن تَنشَقُّ عنه الأرضُ ولا فَخرَ.

11 - أنَا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يومَ القِيامَةِ و لا فَخْرَ، و بيدِي لِواءُ الحَمْدِ و لا فَخْرَ، و ما من نَبيٍّ يومَئِذٍ آدَمَ فمَنْ سِواهُ إلا تحتَ لِوائِي، وأنا أوَّلُ شافِعٍ، و أوَّلُ مُشَفَّعٍ، ولا فَخْرَ

12 - أنَا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يومَ القِيامَةِ و لا فَخْرَ، و بيدِي لِواءُ الحَمْدِ و لا فَخْرَ، و ما من نَبيٍّ يومَئِذٍ آدَمَ فمَنْ سِواهُ إلا تحتَ لِوائِي، وأنا أوَّلُ شافِعٍ، و أوَّلُ مُشَفَّعٍ، ولا فَخْرَ

13 - أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ ولا فخْرَ، وأنا أوَّلُ من تنشقُّ عنه الأرضُ يومَ القيامةِ ولا فخْرَ، وأنا أوَّلُ شافعٍ، وأوَّلُ مُشفَّعٍ ولا فخْرَ، ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخْرَ

14 - أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ ولا فخرَ وأنا أولُ من تنشقُّ عنه الأرضُ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مُشفَّعٍ ولا فخرَ ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ

15 - أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخر وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ

16 - أنا سَيِّدُ ولَدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فَخْرَ، وبِيَدِي لِوَاءُ الحَمْدِ ولا فَخْرَ وما من نبيٍّ يومَئذٍ آدَمُ فمَنْ سِوَاهُ إِلَّا تَحْتَ لِوَائِي، وأنا أولُ مَنْ تَنْشَقُّ عنهُ الأرضُ ولا فَخْرَ.. قال فَآخُذُ بِحَلْقَةِ بابِ الجنةِ فَأُقَعْقِعُها... فَأَخِرُّ ساجِدًا فَيُلْهِمُنِي اللهُ مِنَ الثَّناءِ والحَمْدِ فيقالُ لي ارفعْ رأسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، وقُلْ يُسْمَعْ لِقَوْلِكَ، وهوَ المَقَامُ المَحْمُودُ الذي قال اللهُ ( عَسَى أنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مقامًا محمودًا ).

17 - أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وبيدي لواءُ الحمدِ، ولا فخرَ، وما من بني آدمَ يومئذٍ فما سواه إلَّا تحت لوائي، وأنا أوَّلُ من تنشقُّ عنه الأرضُ ولا فخرَ، قال : فيفزَعُ النَّاسُ ثلاثَ فزَعاتٍ، فيأتون آدمَ، فذكر الحديثَ إلى أن قال : فيأتون فأنطلِقُ معهم، قال ابنُ جُدعانَ : قال أنسٌ : فكأنِّي أنظرُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال : فآخُذُ بحَلقةِ بابِ الجنَّةِ فأُقعقِعُها، فيُقالُ : من هذا ؟ فيُقالُ : محمَّدٌ، فيفتحون لي ويُرحِّبون فيقولون : مرحبًا فأخِرُّ ساجدًا فيُلهِمُني اللهُ من الثَّناءِ والحمدِ فيُقالُ لي : ارفَعْ رأسَك، سَلْ تُعطَه، واشفَعْ تُشفَّعْ، وقُلْ يُسمَعْ لقولِك، وهو المقامُ المحمودُ الَّذي قال اللهُ : عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا

18 - أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فَخْرَ، وبِيَدِي لِوَاءُ الحَمْدِ ولا فَخْرَ، وما من نبيٍّ يَوْمَئِذٍ، آدمُ فَمَن سِوَاهُ إلا تَحْتَ لِوَائِي، وأنا أَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنه الأرضُ ولا فَخْرَ. قال : فيَفْزَعُ الناسُ ثلاثَ فَزَعاتٍ، فيَأْتُونَ آدمَ فيقولونَ : أنت أَبُونا آدمُ فاشْفَعْ لنا إلى ربِّكَ، فيقولُ : إني أَذْنَبْتُ ذَنْبًا أُهْبِطْتُ منه إلى الأرضِ، ولكِنِ ائْتُوا نوحًا، فيَأْتُونَ نُوحًا فيقولُ : إني دَعَوْتُ على أهلِ الأرضِ دَعْوَةً فأُهْلِكُوا، ولكِنِ اذْهَبُوا إلى إبراهيمَ، فيَأْتُونَ إبراهيمَ فيقولُ : إني كَذَبْتُ ثلاثَ كَذِباتٍ. ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ما منها كَذِبَةٌ إلا ما حَلَّ بها عن دِينِ اللهِ، ولكِنِ ائْتُوا موسى، فيَأْتُونَ موسى فيقولُ : إني قد قَتَلْتُ نَفْسًا، ولكِنِ ائْتُوا عيسى، فيَأْتُونَ عيسى فيقولُ : إني عُبِدْتُ من دونِ اللهِ، ولكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. قال : فيَأْتُونِي فأَنْطَلِقُ معهم. قال ابنُ جُدْعَانَ : قال أَنَسٌ : فكَأَنِّي أنظرُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : فآخُذُ بحَلْقَةِ بابِ الجنةِ فأُقَعْقِعُها فيُقالُ : مَن هذا ؟ فيُقَالُ : مُحَمَّدٌ، فيَفْتَحُونَ لي ويُرَحِّبُونَ بي، فيقولون : مَرْحَبًا ، فأَخِرُّ ساجدًا، فيُلْهِمُنِي اللهُ من الثناءِ والحمدِ، فيُقالُ لي : ارْفَعْ رأسَكَ وسَلْ تُعْطَ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، وقُلْ يُسْمَعْ لقولِكَ، وهو المَقامُ المحمودُ الذي قال اللهُ : عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا

19 - أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وبيدي لِواءُ الحمدِ ولا فخرَ، وما مِن نبيٍّ يَومئذٍ آدمَ فمَن سِواهُ إلَّا تحتَ لِوائي، وأَنا أوَّلُ مَن ينشقُّ عنهُ الأرضُ ولا فخرَ، قالَ : فيفزعُ النَّاسُ ثلاثَ فزعاتٍ، فَيأتونَ آدمَ، فيقولونَ : أنتَ أبونا آدمُ فاشفَع لَنا إلى ربِّكَ، فيقولُ : إنِّي أذنبتُ ذنبًا أُهْبِطتُ منهُ إلى الأرضِ ولَكِن ائتوا نوحًا، فيأتونَ نوحًا، فيقولُ : إنِّي دَعَوتُ علَى أهْلِ الأرضِ دَعوةً فأُهْلِكوا، ولَكِن اذهبوا إلى إبراهيمَ، فيأتونَ إبراهيمَ فيقولُ : إنِّي كذبتُ ثلاثَ كذباتٍ، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : ما منها كذبةٌ إلَّا ما حلَّ بِها عن دينِ اللَّهِ. ولَكِن ائتوا موسَى، فيأتونَ موسَى، فيقولُ : إنِّي قد قتلتُ نفسًا، ولَكِن ائتوا عيسَى، فيأتونَ عيسَى، فيقولُ : إنِّي عُبِدتُ مِن دونِ اللَّهِ، ولَكِن ائتوا محمَّدًا صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالَ : فَيأتوني فأنطلِقُ معَهُم - قالَ ابنُ جُدعانَ : قالَ أنسٌ : فَكَأنِّي أنظرُ إلى رسولِ اللَّهِِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ - قالَ : فآخذُ بحلقةِ بابِ الجنَّةِ فأُقَعقِها فيُقالُ : مَن هذا ؟ فيُقالُ : محمَّدٌ فيفتَحونَ لي، ويُرحِّبونَ بي، فيقولونَ : مرحبًا، فأخِرُّ ساجدًا، فيُلهِمُني اللَّهُ منَ الثَّناءِ والحمدِ، فيُقالُ لي : ارفَع رأسَكَ وسَلْ تُعطَ، واشفَعْ تُشَفَّع، وقُلْ يُسمَعُ لقَولِكَ، وَهوَ المقامُ المحمودُ الَّذي قالَ اللَّهُ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا

20 - أيُّها النَّاسُ إنَّ صريحَ ولدِ آدمَ من الأوَّلين والآخرين ابنا كلابِ بنِ مُرَّةَ قُصيٌّ وزهرةُ لفاطمةَ بنتِ سعدِ بنِ سيلِ الأزديِّ وهو أوَّلُ من جدَر البيتَ بعد كلابِ بنِ مُرَّةَ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] سليمان بن عبد الحميد البهراني قال ابن أبي حاتم صدوق وقال النسائي كذاب
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن عساكر | المصدر : تاريخ دمشق
الصفحة أو الرقم : 22/343
التصنيف الموضوعي: مساجد ومواضع الصلاة - عمارة البيت الحرام وبناؤه وهدمه وما يتعلق بذلك مناقب وفضائل - فضل قريش
| أحاديث مشابهة

21 - سيِّدُ الشُّهورِ شهرُ رمضانَ
خلاصة حكم المحدث : في إسناده ضعف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البيهقي | المصدر : شعب الإيمان
الصفحة أو الرقم : 3/1342 التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (3755)، والديلمي في ((الفردوس)) (3478) مطولاً
التصنيف الموضوعي: صيام - فضل شهر رمضان صيام - قول رمضان أو شهر رمضان آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

22 - سيِّدُ الشُّهورِ رمضانُ وأعظمُها حرمةً ذو الحجَّةِ
خلاصة حكم المحدث : في إسناده مقال
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن رجب | المصدر : فتح الباري لابن رجب
الصفحة أو الرقم : 6/122 التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (3755)، والديلمي في ((الفردوس)) (3478)
التصنيف الموضوعي: حج - الأشهر الحرم حج - فضل شهر ذي الحجة صيام - فضل شهر رمضان صيام - قول رمضان أو شهر رمضان آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
|أصول الحديث

23 - سيِّدُ الشُّهورِ رَمَضانُ، وأعظمُها حرمةً ذو الحجَّةِ
خلاصة حكم المحدث : في إسناده ضعف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن رجب | المصدر : لطائف المعارف
الصفحة أو الرقم : 469 التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (3755)، والديلمي في ((الفردوس)) (3478)
التصنيف الموضوعي: حج - الأشهر الحرم حج - فضل شهر ذي الحجة صيام - فضل شهر رمضان صيام - قول رمضان أو شهر رمضان آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

24 - سيِّدُ الشُّهورِ رمضانُ [وأعظمُها حرمةً ذو الحجَّةِ]
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : محمد جار الله الصعدي | المصدر : النوافح العطرة
الصفحة أو الرقم : 165 التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (3755)، والديلمي في ((الفردوس)) (3478) مطولاً
التصنيف الموضوعي: صيام - فضل شهر رمضان صيام - قول رمضان أو شهر رمضان آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
|أصول الحديث

25 - سيدُ الشهورِ شهرُ رمضانَ وأعظَمُها حرمةً ذو الحجةِ
خلاصة حكم المحدث : فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم : 3/143 التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (3755)، والديلمي في ((الفردوس)) (3478)
التصنيف الموضوعي: حج - الأشهر الحرم حج - فضل شهر ذي الحجة صيام - فضل شهر رمضان صيام - قول رمضان أو شهر رمضان آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
|أصول الحديث

26 - سيدُ الشهورِ شهرُ رمضانَ، وأعظمُها حرمةً ذو الحجةِ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 4733
التصنيف الموضوعي: صيام - فضل شهر رمضان آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور

27 - سَيِّدُ الشُّهورِ شَهرُ رَمَضانَ، وأعظَمُها حُرمةً ذو الحِجَّةِ
خلاصة حكم المحدث : رمز السيوطي لحسنه وليس كما قال
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : زين الدين المناوي | المصدر : فيض القدير
الصفحة أو الرقم : 4/ 122 التخريج : -

28 - سَيِّدُ الشهورِ شهرُ رمضانَ، وأعظمُها حُرمةً ذو الحِجَّةِ
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة
الصفحة أو الرقم : 3727 التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (3755)، والديلمي في ((الفردوس)) (3478)
التصنيف الموضوعي: حج - الأشهر الحرم حج - فضل شهر ذي الحجة صيام - فضل شهر رمضان صيام - قول رمضان أو شهر رمضان آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

29 - سَيِّدُ الشهورِ شهرُ رمضانَ، وأَعْظَمُها حُرْمَةً ذُو الحِجَّةِ
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع
الصفحة أو الرقم : 3321 التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (3755)، والديلمي في ((الفردوس)) (3478)
التصنيف الموضوعي: حج - الأشهر الحرم حج - فضل شهر ذي الحجة صيام - فضل شهر رمضان صيام - قول رمضان أو شهر رمضان آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

30 - حديث: سَيِّدُ الشُّهورِ شَهرُ رَمَضانَ [وأعظمُها حرمةً ذو الحجَّةِ]
خلاصة حكم المحدث : تَفَرَّدَ بهِ إسحاق بن محمد الفروي، عَن يزيد بن عَبد الملك النوفلي عن صفوان بن سليم، عَنه.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الدارقطني | المصدر : أطراف الغرائب
الصفحة أو الرقم : 2/221
التصنيف الموضوعي: صيام - فضل شهر رمضان آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور