الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - لمَّا قَرأ رسولُ اللهِ على عُتبةَ بنِ رَبيعةَ: {حم * تَنْزِيلٌ مِن الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ...} [فصلت: 1-2]، أتَى أصحابَه فقال لهم: يا قَومِ، أَطِيعوني في هذا الأمْرِ اليَومَ واعْصُوني فيما بَعدَه، فوَاللهِ لقد سمِعتُ مِن هذا الرجُلِ كَلامًا ما سَمِعتْ أُذُناي كَلامًا مِثلَه، وما دَرَيتُ ما أرُدُّ عليه.

2 - عن رجلٍ قال كنتُ في مجلسِ عمرَ بنِ الخطابِ وعندَه جماعةٌ من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتذاكرون فضائلَ القرآنِ فقال بعضهم خواتيمَ سورةِ النحلِ وقال بعضهم سورةَ يس وقال عليٌّ فأين أنتم عن فضيلةِ آيةِ الكرسيِّ أما إنها سبعون كلمةً في كل كلمةٍ بركةٌ قال وفي القومِ عمرو بنُ معديِّ كرب لا يحيرُ جوابًا فقال أين أنتم عن بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فقال عمرُ حدِّثنا يا أبا ثورٍ قال بينا أنا في الجاهليةِ إذ جهدني الجوعُ فأقحمتُ فرسي في البريةِ ما أصبتُ إلا بيضَ النعامِ فبينا أنا أسيرُ إذا بشيخٍ عربيٍّ في خيمةٍ وإلى جانبِه جاريةٌ كأنها شمسٌ طالعةٌ ومعَه غنيماتٌ لهُ فقلتُ لهُ استأسِرْ ثكلتك أمكَ فرفع رأسَه إليَّ وقال يا فتى إن أردتَ قرى فأنزل وإن أردتَ معونةً أعنَّاك فقلتُ لهُ استأسِرْ فقال عرضنا عليك النزل منا تكرُّمًا فلم ترعوي جهلًا كفعلِ الأشائمِ وجئتَ ببهتانٍ وزورٍ ودون ما تمنيتُه بالبيضِ حزَّ الغلاصمِ قال ووثب إليَّ وثبةً وهو يقول بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فكأني مثلتُ تحتَه ثم قال أقتلك أم أُخَلِّي عنك قلت بل خَلِّ عني قال خلِّى عني ثم أنَّ نفسي جاذبتني بالمعاودةِ فقلتُ استأسِرْ ثكلتك أمك فقال ببسمِ اللهِ والرحمنِ فزنا هنالك والرحيمِ بهِ قهرنا وما تغني جلادةُ ذي حفاظٍ إذا يومًا لمعركةٍ برزنا ثم وثب لي وثبةً كأني مثلتُ تحتَه فقال أقتلك أم أٌخلِّي عنك قال قلتُ بل خلِّ عني فخلى عني فانطلقت غيرَ بعيدٍ ثم قلتُ في نفسي يا عمرو أيقهرك هذا الشيخُ واللهِ للموتُ خيرٌ لك من الحياةِ فرجعتُ إليهِ فقلتُ لهُ استأسِرْ ثكلتك أمك فوثب إليَّ وثبةً وهو يقول بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فكأني مثلتُ تحتَه قال أقتلك أم أُخلِّي عنك قلتُ بل خلِّ عني فقال هيهاتَ يا جاريةً ائتيني بالْمُدْيَةِ فأتتْهُ بالمديَةِ فجزَّ ناصيتي وكانت العربُ إذا ظفرت برجلٍ فجزَّت ناصيتَه استعبدتْهُ فكنتُ معَه أخدمُه مدةً ثم إنَّهُ قال يا عمرو أريدُ أن تركبَ معي البريةَ وليس بي منك وجلٌ فإني ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ لواثقٌ قال فسرنا حتى أتينا واديًا أشبًا مهولًا مغولًا فنادى بأعلى صوتِه بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فلم يبق طيرٌ في وكرِه إلا طار ثم أعاد القولَ فلم يبقَ سبعٌ في مربضِه إلا هرب ثم أعاد الصوتَ فإذا نحنُ بحبشيٍّ قد خرج علينا من الوادي كالنخلةِ السحوقِ فقال لي يا عمرو إذا رأيتنا قد اتحدنا فقل غلبَه صاحبي ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ قال فلما رأيتهما قد اتحدا قلتُ غلبَه صاحبي باللاتِ والعزى فلم يصنع الشيخُ شيئًا فرجع إليَّ وقال قد علمتَ إنك قد خالفتَ قولي قلتُ أجل ولست بعائدٍ فقال إذا رأيتنا قد اتحدنا فقل غلبَه صاحبي ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فقلتُ أجل فلما رأيتهما قد اتحدا قلتُ غلبَه صاحبي ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فاتَّكأَ عليهِ الشيخُ فبعجَه بسيفِه فاشتقَّ بطنَه فاستخرجَ منهُ شيئًا كهيئةِ القنديلِ الأسودِ ثم قال يا عمرو هذا غشُّه وغلُّه ثم قال أتدري من تلك الجاريةُ قلتُ لا قال تلك الفارعةُ بنتُ السليلِ الجرهميِّ من خيارِ الجنِّ وهؤلاءِ أهلها بنو عمها يغزونني منهم كل عامٍ رجلٌ ينصرني اللهُ عليهم ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ ثم قال قد رأيتَ ما كان مني إلى الحبشيِّ وقد غلب عليَّ الجوعُ فائتني بشيٍء آكلُه فأقحمتُ بفرسي البريةَ فما أصبتُ إلا بيضَ النعامِ فأتيتُه بهِ فوجدتُه نائمًا وإذا تحت رأسِه شيٌء كهيئةِ الحشبةِ فاستللتُه فإذا هو سيفٌ عرضُه شبرٌ في سبعةِ أشبارٍ فضربتُ ساقيْهِ ضربةً أبنتِ الساقينِ مع القدمين فاستوى على قفا ظهرِه وهو يقول قاتلك اللهُ ما أغدرك يا غدارُ قال عمرو ثم ماذا صنعتَ قلتُ فلم أزل أضربُه بسيفي حتى قطعتُه إربًا إربًا قال فوجم لذلك ثم أنشأَ يقولُ بالغدرِ نلتَ أخا الإسلامِ عن كثبٍ ما إن سمعتَ كذا في سالفِ العربِ والعجمِ تأنفُ مما جئتَه كرمًا تبًّا لما جئتَه في السيدِ الأربِ إني لأعجبُ أني نلتُ قتلتَه أم كيف جازاك عند الذنبِ لم تنبَ قرم عفا عنك مراتٍ وقد علقت بالجسمِ منك يداهُ موضعَ العطبِ لو كنتَ آخذٍ في الإسلامِ ما فعلوا في الجاهليةِ أهلَ الشركِ والصلبِ إذًا لنالتك من عدلي مشطبةٌ تدعو لذائقها بالويلِ والحربِ قال ثم ما كان من حالِ الجاريةِ قلتُ ثم إني أتيتُ الجاريةَ فلما رأتني قالت ما فعل الشيخُ قلتُ قتلَه الحبشيُّ فقالت كذبتَ بل قتلتَه أنت بغدرك ثم أنشأت تقولُ يا عينُ جودي للفارسِ المغوارِ ثم جودي بواكفاتٍ غزارٍ لا تَمَلِّي البكاءَ إذ خانك الدهرُ بوافٍ حقيقةَ صبارٍ وتقيً وذي وقارٍ وحلمٍ وعديلِ الفخارِ يومَ الفخارِ لهفُ نفسي على بقائك عمرو أسلمتْك الأعمارَ للأقدارِ ولعمري لو لم ترمِه بغدرٍ رمت ليْثًا كصارمِ بتارٍ قال فأحفظني قولها فاستللتُ سيفي ودخلتُ الخيمةَ لأقتلها فلم أر في الخيمةِ أحدًا فاستقتُ الماشيةَ وجئتُ إلى أهلي

3 - [ أنَّ عُتبةَ بنَ ربيعةَ قال لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ] وإن كنتَ إنما بك الرياسةُ عقَدنا ألويتَنا لك فكنتَ رأسًا ما بقِيت و أنه لما قال فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَاٍد وَثَمُودَ أمسكَ عقبةُ على فيه وناشدَه الرَّحِمَ أن يكفَّ عنه ولم يخرج إلى أهلِه واحتبس عنهم فقال أبو جهلٍ والله ِيا معشرَ قريشٍ ما نرى عُتبةَ إلا صبَأ إلى محمدٍ وأعجبه طعامُه وما ذاك إلا من حاجةٍ أصابتْه انطلِقوا بنا إليه فأتوه فقال أبو جهلٍ واللهِ يا عتبةُ ما جِئنا إلا أنك صبَوتَ إلى محمدٍ وأعجبَك أمرُه فإن كان بك حاجةٌ جمَعْنا لك من أموالِنا ما يُغنيك عن طعامِ محمدٍ فغضب وأقسم باللهِ لا يُكلِّمُ محمدًا أبدًا وقال لقد علمتُم أني من أكثرِ قريش مالًا ولكني أتيتُه وقصَّ عليهم القصةَ فأجابني بشيءٍ واللهِ ما هو بسحرٍ ولا بشعرٍ ولا كهانةٍ قرأ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حتى بلغ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَاٍد وَثَمُودَ فأمسكتُ بفِيه وناشدتُه الرحمَ أن يكُفَّ وقد علمتُم أنَّ محمدًا إذا قال شيئًا لم يكذِبْ فخِفتُ أن ينزلَ عليكم العذابُ

4 - عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال اجتمع قريشٌ يومًا فقالوا انظروا أعلَمَكم بالسحرِ والكهانةِ والشِّعْرِ فليأتِ هذا الرجلَ الذي فرَّقَ جماعتَنا وشتَّتَ أمرَنا وعاب دينَنا فليُكلِّمْه ولينظر ماذا يردُّ عليه فقالوا ما نعلمُ أحدًا غيرَ عتبةَ بنَ ربيعةَ فقالوا أنت يا أبا الوليدِ فأتاه عتبةُ فقال يا محمدُ أنتَ خيرٌ أم عبدُ اللهِ فسكت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال أنت خيٌر أم عبدُ المطلبِ فسكت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال فإن كنتَ تزعمُ أنَّ هؤلاءِ خيرٌ منك فقد عبدوا الآلهةَ التي عبتَ وإن كنتَ تزعمُ أنك خيرٌ منهم فتكلم حتى نسمعَ قولَك إنا واللهِ ما رأينا سخلةً قط أشأمَ على قومِه منك فرَّقْتَ جماعتَنا وشتَّتتَ أمرَنا وعبتَ دينَنا وفضحتَنا في العربِ حتى لقد طار فيهم أنَّ في قريش ساحرًا وأنَّ في قريشٍ كاهنًا واللهِ ما ننتظرُ إلا مثلَ صيحةِ الحُبْلى أن يقومَ بعضُنا إلى بعضٍ بالسيوفِ حتى نتفانى أيها الرجلُ إن كان إنما بك الحاجةُ جمعنا لك حتى تكونَ أغنى قريشٍ رجلًا وإن كان إنما بك الباهُ فاختر أي نساءِ قريشٍ شئتَ فلنُزوِّجْكَ عشرًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فرغتَ قال نعم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ إلى أن بلغ فَإِنْ أَعْرَضُوْا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمَودَ فقال عتبةُ حسبُكَ ما عندك غيرَ هذا قال لا فرجع إلى قريشٍ فقالوا ما وراءَك قال ما تركتُ شيئًا أرى أنكم تُكلِّمونَه إلا كلَّمتُه قالوا فهل أجابَكَ فقال نعم ثم قال لا والذي نصبَها بنيةً ما فهمتُ شيئًا مما قال غيرَ أنه أنذرَكم صاعقةً مثلَ صاعقةِ عادٍ وثمودَ قالوا ويلك يُكلِّمُكَ الرجلُ بالعربيةِ لا تدري ما قال قال لا واللهِ ما فهمتُ شيئًا مما قال غيرَ ذكرِ الصاعقةِ
 

1 - بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدَ اللهِ بنَ جحشِ بنَ رئابٍ الأسديِّ في رجبٍ مقفلَه من بدرٍ الأولى وبعث معَه ثمانيةُ رهطٍ من المهاجرين ليس فيهم من الأنصارِ أحدٌ وهم أبو حذيفةَ بنُ عتبةَ وعكاشةُ بنُ محصنِ بنِ حرثانَ حليفُ بني أسدِ بنِ خزيمةَ وعتبةُ بنُ غزوانَ حليفُ بني نوفلٍ وسعدُ بنُ أبي وقاصٍ الزهريِّ وعامرُ بنُ ربيعةَ الوائليُّ حليفُ بني عديٍّ وواقدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ منافِ بنِ عرينِ بنِ ثعلبةَ بنِ يربوعَ التميمي حليفُ بني عديٍّ أيضًا وخالدُ بنُ البكيرِ أحدُ بني سعدِ بنِ ليثٍ حليفُ بني عديٍّ أيضًا وسهلُ بنُ بيضاءَ الفهريُّ فهؤلاءِ سبعةٌ ثامنهم أميرهم عبدُ اللهِ بنُ جحشٍ رضيَ اللهُ عنهُ وقال يونسُ عن ابنِ اسحاقَ كانوا ثمانيةً وأميرهم التاسعُ فاللهُ أعلمُ وكتب لهُ كتابًا وأمرَه أن لا ينظرَ فيهِ حتى يسيرَ يوميْنِ ثم ينظرُ فيهِ فيمضي لما أمرَه بهِ ولا يستكْرِهْ من أصحابِه أحدًا فلما سار بهم يوميْنِ فتح الكتابَ فإذا فيهِ إذا نظرتَ في كتابي فامضِ حتى تنزلَ نخلةً بين مكةَ والطائفِ فترصَّدْ بها قريشًا وتعلم لنا من أخبارهم فلما نظر في الكتابِ قال سمعًا وطاعةً وأخبرَ أصحابَه بما في الكتابِ وقال قد نهاني أن أستكْرِهَ أحدًا منكم فمن كان منكم يريدُ الشهادةَ ويرغبُ فيها فلينطلق ومن كرِهَ ذلك فليرجع فأما أنا فماضٍ لأمرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فمضى ومضى معَه أصحابُه لم يتخلف منهم أحدٌ وسلك على الحجازِ حتى إذا كان بمعدنٍ فوق الفرعِ يقال لهُ بحرانُ أضلَّ سعدُ بنُ أبي وقاصٍ وعتبةُ بنُ غزوانَ بعيرًا لهما كانا يتعقبَّانِه فتخلَّفا في طلبِه ومضى عبدُ اللهِ بنُ جحشٍ وبقيةُ أصحابِه حتى نزل نخلةً فمرت عيرُ قريشٍ فيها عمرو بنُ الحضرميِّ قال ابنُ هشامٍ واسمُ الحضرميِّ عبدُ اللهِ بنُ عبادٍ الصدفِ وعثمانُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ المغيرةَ المخزوميِّ وأخوهُ نوفلُ والحكمُ بنُ كيسانَ مولى هشامِ بنِ المغيرةِ فلما رآهم القومُ هابوهم وقد نزلوا قريبًا منهم فأشرفَ لهم عكاشةُ بنُ محصنٍ وكان قد حلق رأسَه فلما رأوهُ أَمِنُوا وقال عمارٌ لا بأس عليكم منهم وتشاورَ الصحابةُ فيهم وذلك في آخرِ يومٍ من رجبٍ فقالوا واللهِ لئن تركتموهم هذه الليلةَ ليدخلُنَّ الحرمَ فليمتنعَنَّ بهِ منكم ولئن قتلتموهم لتقتلنَّهم في الشهرِ الحرامِ فترددَ القومُ وهابوا الإقدامَ عليهم ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتلِ من قدروا عليهِ منهم وأخذ ما معهم فرمى واقدُ بنُ عبدِ اللهِ التميميِّ عمرَ بنَ الحضرميِّ بسهمٍ فقتلَه واستأسرَ عثمانَ بنَ عبدِ اللهِ والحكمَ بنَ كيسانَ وأفلت القومُ نوفلُ بنُ عبدِ اللهِ فأعجزهم وأقبلَ عبدُ اللهِ بنُ جحشٍ وأصحابُه بالعيرِ والأسيريْنِ حتى قدموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقد ذكر بعضُ آل عبدِ اللهِ بنِ جحشٍ أنَّ عبدَ اللهِ قال لأصحابِه إنَّ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فيما غَنِمْنا الخمسُ فعزلَه وقسم الباقي بين أصحابِه وذلك قبل أن ينزلَ الخمسُ قال لما نزلَنا الخمْسُ نزل كما قسمَه عبدُ اللهِ بنُ جحشٍ فلما قدموا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال ما أمرتُكم بقتالٍ في الشهرِ الحرامِ فوقف العيرَ والأسيريْنِ وأَبَى أن يأخذَ من ذلك شيئًا فلما قال ذلك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أسقطَ في أيدي القومِ وظنوا أنهم قد هَلَكُوا وعنَّفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا وقالت قريشٌ قد استحلَّ محمدٌ وأصحابُه الشهرَ الحرامَ وسفكوا فيهِ الدمَ وأخذوا فيهِ الأموالَ وأسروا فيهِ الرجالَ فقال من يرُدُّ عليهم من المسلمين ممن كان بمكةَ إنما أصابوا ما أصابوا في شعبانَ وقالت يهودُ تفاءَلَ بذلك على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عمرو بنُ الحضرميِّ قتلَه واقدُ بنُ عبدِ اللهِ عمرو عمَّرْتَ الحربَ والحضرميُّ حضَّرتَ الحربَ وواقدُ بنُ عبدِ اللهِ وقدتَ الحربَ فجعل اللهُ ذلك عليهم لا لهم فلما أكثرَ الناسُ في ذلك أنزل اللهُ تعالى على رسولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا فلما نزل القرآنُ بهذا الأمرِ وفرَّجَ اللهُ عن المسلمينَ ما كانوا فيهِ من الشفقِ قبضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ العيرَ والأسيريْنِ وبَعَثَتْ قريشٌ في فداءِ عثمانَ والحكمِ بنِ كيسانَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا نفديكموهما حتى يقدِمَ صاحبانا يعني سعدَ بنَ أبي وقاصٍ وعتبةَ بنَ غزوانَ فإنَّا نخشاكم عليهما فإن تقتُلوهما نقتلُ صاحبيكم فقدم سعدٌ وعتبةُ فأفداهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأما الحكمُ بنُ كيسانَ فأسلم فحَسُنَ إسلامُه وأقام عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى قُتِلَ يومَ بئرِ معونةَ شهيدًا وأما عثمانُ بنُ عبدِ اللهِ فلحق بمكةَ فمات بها كافرًا فلما تجلى عن عبدِ اللهِ بنِ جحشٍ وأصحابِه ما كانوا فيهِ حين نزل القرآنُ طمعوا في الأجرِ فقالوا يا رسولَ اللهِ أنطمعُ أن تكونَ لنا غزاةٌ نُعْطَى فيها أجرَ المجاهدين فأنزل اللهُ فيهم إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ فوصفهم اللهُ من ذلك على أعظمِ الرجاءِ
خلاصة حكم المحدث : [له] شواهد مسندة
الراوي : محمد بن إسحاق | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 3/247 التخريج : أخرجه ابن إسحاق كما في ((السيرة) لابن هشام (1/ 591)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (3/ 10)، وابن الأثير في ((أسد الغابة)) (3/ 449) جميعهم بلفظه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة البقرة جهاد - الحكم في رقاب أهل العنوة من الأسارى والسبي جهاد - النهي عن القتال في الشهر الحرام حج - الأشهر الحرم سرايا - السرايا
|أصول الحديث

2 - أن مسيلِمةَ كتبَ إلى النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ من مسيلِمةَ رسولِ اللهِ إلى محمدٍ رسولِ اللهِ سلامٌ عليك أما بعد فإني قد أُشْركْتُ في الأمرِ بعدك فلك المدرُ ولي الوبرُ ولكن قريشٌ قومٌ يعتدون فكتبَ إليه رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ من محمدٍ إلى مسيلِمةَ الكذابِ سلامٌ على من اتبعَ الهدى أما بعد فإن الأرضَ للهِ يورثُها من يشاءُ من عبادِه والعاقبةُ للمتقينَ
خلاصة حكم المحدث : ثابت
الراوي : - | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 6/207
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - خروج الكذابين والمتنبئين علم - صفة كتابة المكاتبات والمراسلات مغازي - خبر مسيلمة الكذاب

3 - لمَّا قَرأ رسولُ اللهِ على عُتبةَ بنِ رَبيعةَ: {حم * تَنْزِيلٌ مِن الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ...} [فصلت: 1-2]، أتَى أصحابَه فقال لهم: يا قَومِ، أَطِيعوني في هذا الأمْرِ اليَومَ واعْصُوني فيما بَعدَه، فوَاللهِ لقد سمِعتُ مِن هذا الرجُلِ كَلامًا ما سَمِعتْ أُذُناي كَلامًا مِثلَه، وما دَرَيتُ ما أرُدُّ عليه.
خلاصة حكم المحدث : غريب جدا من هذا الوجه
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 3/62 التخريج : أخرجه البيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/ 205)، واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي قرآن - فضل القرآن على سائر الكلام إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام فضائل سور وآيات - سورة فصلت
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

4 - عن رجلٍ قال كنتُ في مجلسِ عمرَ بنِ الخطابِ وعندَه جماعةٌ من أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتذاكرون فضائلَ القرآنِ فقال بعضهم خواتيمَ سورةِ النحلِ وقال بعضهم سورةَ يس وقال عليٌّ فأين أنتم عن فضيلةِ آيةِ الكرسيِّ أما إنها سبعون كلمةً في كل كلمةٍ بركةٌ قال وفي القومِ عمرو بنُ معديِّ كرب لا يحيرُ جوابًا فقال أين أنتم عن بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فقال عمرُ حدِّثنا يا أبا ثورٍ قال بينا أنا في الجاهليةِ إذ جهدني الجوعُ فأقحمتُ فرسي في البريةِ ما أصبتُ إلا بيضَ النعامِ فبينا أنا أسيرُ إذا بشيخٍ عربيٍّ في خيمةٍ وإلى جانبِه جاريةٌ كأنها شمسٌ طالعةٌ ومعَه غنيماتٌ لهُ فقلتُ لهُ استأسِرْ ثكلتك أمكَ فرفع رأسَه إليَّ وقال يا فتى إن أردتَ قرى فأنزل وإن أردتَ معونةً أعنَّاك فقلتُ لهُ استأسِرْ فقال عرضنا عليك النزل منا تكرُّمًا فلم ترعوي جهلًا كفعلِ الأشائمِ وجئتَ ببهتانٍ وزورٍ ودون ما تمنيتُه بالبيضِ حزَّ الغلاصمِ قال ووثب إليَّ وثبةً وهو يقول بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فكأني مثلتُ تحتَه ثم قال أقتلك أم أُخَلِّي عنك قلت بل خَلِّ عني قال خلِّى عني ثم أنَّ نفسي جاذبتني بالمعاودةِ فقلتُ استأسِرْ ثكلتك أمك فقال ببسمِ اللهِ والرحمنِ فزنا هنالك والرحيمِ بهِ قهرنا وما تغني جلادةُ ذي حفاظٍ إذا يومًا لمعركةٍ برزنا ثم وثب لي وثبةً كأني مثلتُ تحتَه فقال أقتلك أم أٌخلِّي عنك قال قلتُ بل خلِّ عني فخلى عني فانطلقت غيرَ بعيدٍ ثم قلتُ في نفسي يا عمرو أيقهرك هذا الشيخُ واللهِ للموتُ خيرٌ لك من الحياةِ فرجعتُ إليهِ فقلتُ لهُ استأسِرْ ثكلتك أمك فوثب إليَّ وثبةً وهو يقول بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فكأني مثلتُ تحتَه قال أقتلك أم أُخلِّي عنك قلتُ بل خلِّ عني فقال هيهاتَ يا جاريةً ائتيني بالْمُدْيَةِ فأتتْهُ بالمديَةِ فجزَّ ناصيتي وكانت العربُ إذا ظفرت برجلٍ فجزَّت ناصيتَه استعبدتْهُ فكنتُ معَه أخدمُه مدةً ثم إنَّهُ قال يا عمرو أريدُ أن تركبَ معي البريةَ وليس بي منك وجلٌ فإني ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ لواثقٌ قال فسرنا حتى أتينا واديًا أشبًا مهولًا مغولًا فنادى بأعلى صوتِه بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فلم يبق طيرٌ في وكرِه إلا طار ثم أعاد القولَ فلم يبقَ سبعٌ في مربضِه إلا هرب ثم أعاد الصوتَ فإذا نحنُ بحبشيٍّ قد خرج علينا من الوادي كالنخلةِ السحوقِ فقال لي يا عمرو إذا رأيتنا قد اتحدنا فقل غلبَه صاحبي ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ قال فلما رأيتهما قد اتحدا قلتُ غلبَه صاحبي باللاتِ والعزى فلم يصنع الشيخُ شيئًا فرجع إليَّ وقال قد علمتَ إنك قد خالفتَ قولي قلتُ أجل ولست بعائدٍ فقال إذا رأيتنا قد اتحدنا فقل غلبَه صاحبي ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فقلتُ أجل فلما رأيتهما قد اتحدا قلتُ غلبَه صاحبي ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ فاتَّكأَ عليهِ الشيخُ فبعجَه بسيفِه فاشتقَّ بطنَه فاستخرجَ منهُ شيئًا كهيئةِ القنديلِ الأسودِ ثم قال يا عمرو هذا غشُّه وغلُّه ثم قال أتدري من تلك الجاريةُ قلتُ لا قال تلك الفارعةُ بنتُ السليلِ الجرهميِّ من خيارِ الجنِّ وهؤلاءِ أهلها بنو عمها يغزونني منهم كل عامٍ رجلٌ ينصرني اللهُ عليهم ببسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ ثم قال قد رأيتَ ما كان مني إلى الحبشيِّ وقد غلب عليَّ الجوعُ فائتني بشيٍء آكلُه فأقحمتُ بفرسي البريةَ فما أصبتُ إلا بيضَ النعامِ فأتيتُه بهِ فوجدتُه نائمًا وإذا تحت رأسِه شيٌء كهيئةِ الحشبةِ فاستللتُه فإذا هو سيفٌ عرضُه شبرٌ في سبعةِ أشبارٍ فضربتُ ساقيْهِ ضربةً أبنتِ الساقينِ مع القدمين فاستوى على قفا ظهرِه وهو يقول قاتلك اللهُ ما أغدرك يا غدارُ قال عمرو ثم ماذا صنعتَ قلتُ فلم أزل أضربُه بسيفي حتى قطعتُه إربًا إربًا قال فوجم لذلك ثم أنشأَ يقولُ بالغدرِ نلتَ أخا الإسلامِ عن كثبٍ ما إن سمعتَ كذا في سالفِ العربِ والعجمِ تأنفُ مما جئتَه كرمًا تبًّا لما جئتَه في السيدِ الأربِ إني لأعجبُ أني نلتُ قتلتَه أم كيف جازاك عند الذنبِ لم تنبَ قرم عفا عنك مراتٍ وقد علقت بالجسمِ منك يداهُ موضعَ العطبِ لو كنتَ آخذٍ في الإسلامِ ما فعلوا في الجاهليةِ أهلَ الشركِ والصلبِ إذًا لنالتك من عدلي مشطبةٌ تدعو لذائقها بالويلِ والحربِ قال ثم ما كان من حالِ الجاريةِ قلتُ ثم إني أتيتُ الجاريةَ فلما رأتني قالت ما فعل الشيخُ قلتُ قتلَه الحبشيُّ فقالت كذبتَ بل قتلتَه أنت بغدرك ثم أنشأت تقولُ يا عينُ جودي للفارسِ المغوارِ ثم جودي بواكفاتٍ غزارٍ لا تَمَلِّي البكاءَ إذ خانك الدهرُ بوافٍ حقيقةَ صبارٍ وتقيً وذي وقارٍ وحلمٍ وعديلِ الفخارِ يومَ الفخارِ لهفُ نفسي على بقائك عمرو أسلمتْك الأعمارَ للأقدارِ ولعمري لو لم ترمِه بغدرٍ رمت ليْثًا كصارمِ بتارٍ قال فأحفظني قولها فاستللتُ سيفي ودخلتُ الخيمةَ لأقتلها فلم أر في الخيمةِ أحدًا فاستقتُ الماشيةَ وجئتُ إلى أهلي
خلاصة حكم المحدث : عجيب
الراوي : رجل | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/319 التخريج : أخرجه ابن عساكر (46/ 393) واللفظ له، والخرائطي في ((هواتف الجنان)) (ص51) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: صلاة - بسم الله الرحمن الرحيم علم - القصص قرآن - فضائل سور القرآن فضائل سور وآيات - فضل بعض الآيات والسور كالمسبحات ونحوها
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

5 - [ أنَّ عُتبةَ بنَ ربيعةَ قال لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ] وإن كنتَ إنما بك الرياسةُ عقَدنا ألويتَنا لك فكنتَ رأسًا ما بقِيت و أنه لما قال فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَاٍد وَثَمُودَ أمسكَ عقبةُ على فيه وناشدَه الرَّحِمَ أن يكفَّ عنه ولم يخرج إلى أهلِه واحتبس عنهم فقال أبو جهلٍ والله ِيا معشرَ قريشٍ ما نرى عُتبةَ إلا صبَأ إلى محمدٍ وأعجبه طعامُه وما ذاك إلا من حاجةٍ أصابتْه انطلِقوا بنا إليه فأتوه فقال أبو جهلٍ واللهِ يا عتبةُ ما جِئنا إلا أنك صبَوتَ إلى محمدٍ وأعجبَك أمرُه فإن كان بك حاجةٌ جمَعْنا لك من أموالِنا ما يُغنيك عن طعامِ محمدٍ فغضب وأقسم باللهِ لا يُكلِّمُ محمدًا أبدًا وقال لقد علمتُم أني من أكثرِ قريش مالًا ولكني أتيتُه وقصَّ عليهم القصةَ فأجابني بشيءٍ واللهِ ما هو بسحرٍ ولا بشعرٍ ولا كهانةٍ قرأ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حتى بلغ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَاٍد وَثَمُودَ فأمسكتُ بفِيه وناشدتُه الرحمَ أن يكُفَّ وقد علمتُم أنَّ محمدًا إذا قال شيئًا لم يكذِبْ فخِفتُ أن ينزلَ عليكم العذابُ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] الأجلح وفيه كلام
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 3/60 التخريج : أخرجه عبد بن حميد (1121)، وأبو يعلى (1818)، وأبو نعيم الأصبهاني في ((دلائل النبوة)) (182) جميعهم مطولا.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة فصلت فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مبعث النبي قرآن - فضل القرآن على سائر الكلام فضائل سور وآيات - سورة فصلت
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

6 - عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ قال اجتمع قريشٌ يومًا فقالوا انظروا أعلَمَكم بالسحرِ والكهانةِ والشِّعْرِ فليأتِ هذا الرجلَ الذي فرَّقَ جماعتَنا وشتَّتَ أمرَنا وعاب دينَنا فليُكلِّمْه ولينظر ماذا يردُّ عليه فقالوا ما نعلمُ أحدًا غيرَ عتبةَ بنَ ربيعةَ فقالوا أنت يا أبا الوليدِ فأتاه عتبةُ فقال يا محمدُ أنتَ خيرٌ أم عبدُ اللهِ فسكت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال أنت خيٌر أم عبدُ المطلبِ فسكت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال فإن كنتَ تزعمُ أنَّ هؤلاءِ خيرٌ منك فقد عبدوا الآلهةَ التي عبتَ وإن كنتَ تزعمُ أنك خيرٌ منهم فتكلم حتى نسمعَ قولَك إنا واللهِ ما رأينا سخلةً قط أشأمَ على قومِه منك فرَّقْتَ جماعتَنا وشتَّتتَ أمرَنا وعبتَ دينَنا وفضحتَنا في العربِ حتى لقد طار فيهم أنَّ في قريش ساحرًا وأنَّ في قريشٍ كاهنًا واللهِ ما ننتظرُ إلا مثلَ صيحةِ الحُبْلى أن يقومَ بعضُنا إلى بعضٍ بالسيوفِ حتى نتفانى أيها الرجلُ إن كان إنما بك الحاجةُ جمعنا لك حتى تكونَ أغنى قريشٍ رجلًا وإن كان إنما بك الباهُ فاختر أي نساءِ قريشٍ شئتَ فلنُزوِّجْكَ عشرًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فرغتَ قال نعم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ إلى أن بلغ فَإِنْ أَعْرَضُوْا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمَودَ فقال عتبةُ حسبُكَ ما عندك غيرَ هذا قال لا فرجع إلى قريشٍ فقالوا ما وراءَك قال ما تركتُ شيئًا أرى أنكم تُكلِّمونَه إلا كلَّمتُه قالوا فهل أجابَكَ فقال نعم ثم قال لا والذي نصبَها بنيةً ما فهمتُ شيئًا مما قال غيرَ أنه أنذرَكم صاعقةً مثلَ صاعقةِ عادٍ وثمودَ قالوا ويلك يُكلِّمُكَ الرجلُ بالعربيةِ لا تدري ما قال قال لا واللهِ ما فهمتُ شيئًا مما قال غيرَ ذكرِ الصاعقةِ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] الأجلح وفيه كلام
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 3/60 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (37715)، وأبو يعلى (1818)، وعبد بن حميد (112) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة فصلت فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صبره فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مبعث النبي إيمان - السحر والنشرة والكهانة إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

7 - أنَّ رسولَ اللهِ قال لخديجةَ إني إذا خلوتُ وحدي سمعتُ نداءً وقد خشيتُ واللهِ أن يكون لهذا أمرٌ قالت معاذَ اللهِ ما كان ليفعل ذلك بك فواللهِ إنك لَتُؤدِّي الأمانةَ وتَصل ُالرَّحِمَ وتَصدقُ الحديثَ فلما دخل أبو بكرٍ وليس رسولُ اللهِ ثم ذكرت له خديجةُ فقالت يا عتيقُ اذهبْ مع محمدٍ إلى ورقةَ فلما دخل رسولُ اللهِ أخذ بيدِه أبو بكرٍ فقال انطلِقْ بنا إلى ورقةَ قال ومن اخبرك قال خديجةُ فانطلقا إليه فقصَّا عليه فقال رسولُ اللهِ إني إذا خلوتُ وحدي سمعتُ نداءً خلفي يا محمدُ يا محمدُ فانطلق هاربًا في الأرضِ فقال له لا تفعلْ إذا أتاك فاثبُتْ حتى تسمعَ ما يقول لك ثم ائتِني فأخبرني فلما خلا ناداه يا محمدُ قل بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ الحمدُ لله ربِّ العالَمين حتى بلغ ولا الضَّالِّينَ قل لا إله إلا اللهُ فأتى ورقةَ فذكر له ذلك فقال له ورقةُ أَبشِرْ ثم أبشِرْ فأنا أشهدُ أنك الذي بشَّر بك ابنُ مريمَ وإنك على مثلِ ناموسِ موسى وإنك نبيٌّ مرسَلٌ وإنك ستؤمر بالجهادِ بعد يومِك هذا ولئن أدركَني ذلك لأجاهدنَّ معك فلما تُوفِّي قال رسولُ اللهِ لقد رأيتُ القِسَّ في الجنةِ عليه ثيابُ الحريرِ لأنه آمن بي وصدَّقني يعني ورقةَ
خلاصة حكم المحدث : مرسل وفيه غرابة
الراوي : عمرو بن شرحبيل | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 3/9 التخريج : أخرجه البيهقي في ((دلائل النبوية)) (2/ 158) ، والآجري في ((الشريعة)) (973) ، والثعلبي في ((تفسيره)) (10/ 244) والفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: رؤيا - رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بدء النبوة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مبعث النبي مناقب وفضائل - ورقة بن نوفل
|أصول الحديث

8 - جاءَ عبدُ اللهِ بنُ شدَّادٍ فدخلَ على عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها، ونحن عندَها جلوسٌ مرجِعَه مِن العراقِ لياليَ قُتِلَ عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه فقالتْ له: يا عبدَ اللهِ بنَ شدَّادٍ، هل أنتَ صادقي عمَّا أسأَلُكَ عنه تُحدِّثُني عن هؤلاءِ القَومِ الذين قتَلَهم عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه؟ قال: وما لي لا أَصدُقُكِ. قالتْ: فحدِّثْني عن قِصَّتِهم. قال: فإنَّ عليًّا رضِيَ اللهُ عنه لمَّا كاتَبَ معاويةَ، وحكَمَ الحكَمانِ، خرَجَ عليه ثمانيةُ آلافٍ مِن قُرَّاءِ الناسِ، فنزَلوا بأرضٍ يُقالُ لها حَرُوراءُ، مِن جانبِ الكوفةِ، وإنَّهم عتَبوا عليه، فقالوا: انسلَختَ مِن قَميصٍ ألبَسَكَه اللهُ تعالى، واسمٍ سمَّاكَ اللهُ تعالى به، ثمَّ انطَلَقتَ فحكَّمتَ في دِينِ الله، فلا حُكمَ إلَّا للهِ تعالى. فلمَّا أنْ بلَغَ عليًّا رضِيَ اللهُ عنه ما عتَبوا عليه وفارَقوه عليه، فأمَرَ مؤذِّنًا فأذَّنَ: أنْ لا يدخُلَ على أميرِ المؤمنينَ إلَّا رجُلٌ قد حمَلَ القَرآنَ، فلمَّا أنِ امتلأتِ الدارُ مِن قُرَّاءِ الناسِ دعا بمصحَفٍ إمامٍ عظيمٍ، فوضَعَه بَينَ يدَيْه فجعَلَ يصُكُّه بيَدِه ويقولُ: أيُّها المصحَفُ حدِّثِ الناسَ. فناداه الناسُ فقالوا: يا أميرَ المؤمنينَ، ما تسأَلُ عنه، إنَّما هو مِدادٌ في ورَقٍ، ونحنُ نتكلَّمُ بما رَوَيْنا منه، فماذا تريدُ؟ قال: أصحابُكم هؤلاءِ الذينَ خرَجوا، بَيْني وبَيْنَهم كتابُ اللهِ، يقولُ اللهُ تعالى في كتابِه في امرأةٍ ورجُلٍ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ الله بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]، فأُمَّةُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ أعظَمُ دَمًا وحُرمةً مِن امرأةٍ ورجُلٍ، ونقَموا عليَّ أنْ كاتَبتُ معاويةَ. كتَبَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وقد جاءَنا سُهَيلُ بنُ عَمرٍو، ونحنُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بالحُدَيْبِيةِ حينَ صالَحَ قَومُه قُرَيشًا، فكتَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ. فقال سُهَيلٌ: لا تَكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ. فقال: كيف نَكتُبُ؟ فقال: اكتُبْ باسمِكَ اللهم. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: فاكتُبْ: محمَّدٌ رسولُ اللهِ. فقال: لو أعلَمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ لم أُخالِفْكَ. فكتَبَ: هذا ما صالَحَ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ قُرَيشًا. يقولُ اللهُ تعالى في كتابِه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: 21]، فبعَثَ إليهم عليٌّ عبدَ اللهِ بنَ عباسٍ رضي الله عنه، فخرَجتُ معه، حتى إذا توَسَّطْنا عَسْكرَهم قام ابنُ الكَوَّاءِ يخطُبُ الناسَ فقال: يا حَمَلةَ القرآنِ، إنَّ هذا عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنه، فمَنْ لم يكُنْ يعرِفُه فأنا أُعرِّفُه مِن كتابِ اللهِ ما يعرِفُه به، هذا ممَّن نزَلَ فيه وفي قَومِه: {قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58]، فرُدُّوه إلى صاحبِه، ولا تواضِعوه كتابَ اللهِ. فقامَ خُطَباؤُهم فقالوا: واللهِ لنُواضِعَنَّه كتابَ اللهِ، فإن جاءَ بحقٍّ نعرِفُه لنتَّبِعُه، وإن جاءَ بباطِلٍ لنُبكِّتَنَّه بباطِلِه. فواضَعوا عبدَ اللهِ الكتابَ ثلاثَ أيَّامٍ، فرجَعَ منهم أربعةُ آلافٍ، كلُّهم تائبٌ، فيهم ابنُ الكَوَّاءِ، حتى أدخَلَهم على عليٍّ الكوفةَ، فبعَثَ عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه إلى بَقيَّتِهم فقال: قد كانَ مِن أمْرِنا وأمْرِ الناسِ ما قد رأَيتُم، فقِفوا حيثُ شِئتُم، حتى تجتمِعَ أُمَّةُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بينَنا وبينَكم، ألَّا تَسفِكوا دمًا حَرامًا، أو تَقطَعوا سبيلًا، أو تَظلِموا ذِمَّةً، فإنَّكم إنْ فعَلتُم فقد نبَذْنا إليكم الحربَ على سواءٍ ، إنَّ اللهَ لا يحبُّ الخائنينَ. فقالتْ له عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: يا ابنَ شدَّادٍ، فقد قتَلَهم؟ فقال: واللهِ ما بعَثَ إليهم حتى قطَعوا السبيلَ، وسفَكوا الدَّمَ، واستحَلُّوا أهلَ الذمَّةِ. فقالتْ: آللهِ. قال: آللهِ الذي لا إلهَ إلَّا هو ، لقد كان. قالتْ: فما شيءٌ بلَغَني عن أهلِ الذِّمَّةِ يتحَدَّثونَه: ذو الثُّدَيِّ، وذو الثُّدَيَّةَ؟ قال: قد رأَيتُه، وقمتُ مع عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه عليه في القَتْلى، فدعا الناسَ، فقال: أَتَعرِفونَ هذا؟ فما أكثَرَ مَن جاءَ يقولُ: قد رأَيتُه في مسجِدِ بني فُلانٍ يصلِّي، ورأَيتُه في مسجِدِ بني فُلانٍ يصلِّي، ولم يأتوا فيه بثَبَتٍ يُعرَفُ إلَّا ذلكَ. قالتْ: فما قولُ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه حينَ قامَ عليه، كما يزعُمُ أهلُ العِراقِ؟ قال: سمِعتُه يقولُ: صدَقَ اللهُ ورسولُه. قالتْ: هل سمِعتَ منه أنَّه قال غَيرَ ذلكَ؟ قال: اللهم لا. قالتْ: أجَلْ، صدَقَ اللهُ ورسولُه، يرحَمُ اللهُ عليًّا رضِيَ اللهُ عنه؛ إنَّه كانَ مِن كلامِه، لا يرَى شَيئًا يُعجِبُه إلَّا قال: صدَقَ اللهُ ورسولُه، فيذهَبُ أهلُ العِراقِ يَكذِبونَ عليه، ويَزيدونَ عليه في الحديثِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن شداد | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 7/291 التخريج : أخرجه أحمد (656) واللفظ له، وأبو يعلى (474)، والحاكم (2657)
التصنيف الموضوعي: صلح - كتابة الصلح فتن - موقعة صفين مغازي - صلح الحديبية مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب حدود - قتل الخوارج وأهل البغي
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - عن سَلْمانَ يحدِّثُ كيفَ كانَ أوَّلُ إسلامهِ أنَّهُ كانَ من رامَهُرْمُزَ وكانَ لهُ أخٌ أكبرُ منهُ غنيٌّ وكانَ سَلْمانُ فقيرًا في كَنَفِ أَخيهِ وأنَّ ابنَ دِهْقَانِهَا كانَ صاحبًا لهُ وكان يختلِفُ معهُ إلى مُعلِّمٍ لهم وأنَّهُ كانَ يختلِفُ ذلكَ الغلامُ إلى عُبَّادٍ منَ النَّصارى في كهفٍ لهم فسألهُ سَلْمانُ أن يذهبَ بهِ معهُ إليهم فقالَ لهُ إنَّكَ غلامٌ وأخشى أن تنُمَّ عليهم فيقتلَهمْ أبي فالتزمَ لهُ أن لا يكونَ منهُ شيءٌ يكرههُ فذهبَ معهُ فإذا هم ستَّةٌ أو سبعةٌ كأنَّ الرُّوحَ قد خرجت منهم منَ العبادةِ يصومونَ النَّهارَ ويقومونَ اللَّيلَ يأكلونَ الشَّجرَ وما وجدوا فذكر عنهم أنَّهم يؤمِنونَ بالرُّسلِ المتقدِّمينَ وأنَّ عيسى عبدُ اللَّهِ ورسولهُ وابنُ أَمَتهِ أيَّدهُ بالمعجزاتِ وقالوا لهُ يا غلامُ إنَّ لكَ ربًّا وإنَّ لكَ معادًا وإنَّ بينَ يديكَ جنَّةً ونارًا وإنَّ هؤلاءِ القومَ الَّذينَ يعبدونَ النِّيرانَ أهلُ كفرٍ وضلالةٍ لا يرضى اللَّهُ بما يصنعونَ وليسوا على دينهِ ثمَّ جعلَ يتردَّدُ معَ ذلكَ الغلامِ إليهم ثمَّ لزِمهم سَلْمانُ بالكلِّيَّةِ ثمَّ أجلاهم ملكُ تلكَ البلادِ وهوَ أبو ذلكَ الغلامِ الَّذي صحِبهُ سلمانُ إليهم عن أرضِهِ واحتبسَ الملكُ ابنَهُ عندهُ وعرضَ سلمانُ دينَهم على أخيهِ الَّذي هوَ أكبرُ منهُ فقالَ إنِّي مشتغلٌ بنفسي في طلبِ المعيشةِ فارتحَلَ معهم سلمانُ حتَّى دخلوا كنيسةَ الموصِلِ فسلَّمَ عليهم أهلُها ثمَّ أرادوا أن يتركوني عندهم فأبَيْتُ إلَّا صحِبتهم فخرجوا حتَّى أتَوا واديًا بينَ جبالٍ فتحدَّرَ إليهم رهبانُ تلكَ النَّاحيةِ يسلِّمونَ عليهم واجتمعوا إليهم وجعلوا يسألونهم عن غيبتِهم عنهم ويسألونَهم عنِّي فيثنونَ عليَّ خيرًا وجاءَ رجلٌ معظَّمٌ فيهم فخطبهم فأثنى على اللَّهِ بما هوَ أهلهُ وذكر الرُّسلَ وما أُيِّدوا بهِ وذكر عيسى ابنَ مريمَ وأنَّهُ كانَ عبدَ اللَّهِ ورسولَهُ وأمرهم بالخيرِ ونهاهم عنِ الشَّرِّ ثمَّ لمَّا أرادوا الانصرافَ تبِعهُ سلْمانُ ولزمهُ قالَ فكانَ يصومُ النَّهارَ ويقومُ اللَّيلَ منَ الأحدِ إلى الأحدِ فيخرجُ إليهم ويعظهم ويأمرهم وينهاهم فمكثَ على ذلكَ مدَّةً طويلةً ثمَّ أرادَ أن يزورَ بيتَ المقدسِ فصحبهُ سَلْمانُ إليهِ قالَ فكانَ فيما يمشي يلتفتُ إليَّ ويقبلُ عليَّ فيعظني ويخبرني أنَّ لي ربًّا وأنَّ بينَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا ويعلِّمُني ويذكِّرُني نحوَ ما كانَ يذكِّرُ القومَ يومَ الأحدِ قالَ فيما يقولُ لي يا سلمانُ إنَّ اللَّهَ سوفَ يبعثُ رسولًا اسمهُ أحمدُ يخرجُ من تِهامَةَ يأكلُ الهديَّةَ ولا يأكلُ الصَّدقةَ بينَ كتفيهِ خاتَمُ النُّبوَّةِ وهذا زمانُهُ الَّذي يخرجُ فيهِ قد تقارب فأمَّا أنا فإنِّي شيخٌ كبيرٌ ولا أحسبُنِي أدرِكُهُ فإن أدركتَهُ أنتَ فصدِّقهُ واتَّبعْهُ قلتُ لهُ وإن أمرني بتركِ دينِكَ وما أنتَ عليهِ قالَ وإن أمركَ فإنَّ الحقَّ فيما يجيءُ بهِ ورِضَى الرَّحمنِ فيما قالَ ثمَّ ذكرَ قدومَهُما إلى بيتِ المقدِسِ وأنَّ صاحبَهُ صلَّى فيهِ هاهُنا وهاهُنا ثمَّ نامَ وقد أوصاهُ أنَّهُ إذا بلغَ الظِّلُّ مكانَ كذا أن يوقِظَهُ فتركهُ سلمانُ حينًا آخرَ أزْيَدَ ممَّا قالَ ليستريحَ فلمَّا استيقظَ ذكرَ اللَّهَ ولامَ سلمانَ على تركِ ما أمرهُ مِن ذلكَ ثمَّ خرجا من بيتِ المقدسِ فسألهُ مقعدٌ فقالَ يا عبدَ اللَّهِ سألتُكَ حينَ وصلتَ فلم تعطِني شيئًا وها أنا أسألُكَ فنظرَ فلم يجدْ أحدًا فأخذَ بيدهِ وقالَ قم بسمِ اللَّهِ فقامَ وليسَ بهِ بأسٌ ولا قَلَبَةٌ كأنَّما نُشِطَ من عِقالٍ فقالَ لي يا عبدَ اللَّهِ احمِل عليَّ متاعي حتَّى أذهبَ إلى أهلي فأبشِّرَهم فاشتغلتُ بهِ ثمَّ أدركتُ الرَّجلَ فلم ألحقهُ ولم أدْرِ أينَ ذهبَ وكلَّما سألتُ عنهُ قومًا قالوا أمامَكَ حتَّى لقِيَني ركبٌ منَ العربِ من بني كلبٍ فسألتهم فلمَّا سمعوا لغتي أناخَ رجلٌ منهم بعيرَهُ فحملني خلفَهُ حتَّى أتوا بي بلادَهم فباعوني فاشترتْني امرأةٌ منَ الأنصارِ فجعلَتْني في حائطٍ لها وقدِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ ذكرَ ذَهابهُ إليهِ بالصَّدقةِ والهديَّةِ ليستعلمَ ما قال صاحبَهُ ثمَّ تطلَّبَ النَّظرَ إلى خاتمَِ النُّبوَّةِ فلمَّا رآهُ آمنَ مِن ساعتِهِ وأخبرَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خبرَهُ الَّذي جَرى لهُ قال فأمرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ فاشتراهُ من سيِّدتهِ فأعتقهُ ثمَّ قال سألتُهُ يومًا عن دينِ النَّصارَى فقالَ لا خيرَ فيهم قالَ فوقعَ في نفسي من أولئكَ الَّذينَ صحِبتُهم ومن ذلكَ الرَّجلِ الصَّالحِ الَّذي كانَ معيَ ببيتِ المقدسِ فدخلني من ذلكَ أمرٌ عظيمٌ حتَّى أنزلَ اللَّهُ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} فدعانِي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فجئتُ وأنا خائِفٌ فجلستُ بينَ يديهِ فقرأَ بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} الآياتِ ثمَّ قالَ يا سلمانُ أولئِكَ الَّذينَ كنتَ معهم وصاحبُكَ لم يكونوا نصارَى كانوا مسلمينَ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ والَّذي بعثكَ بالحقِّ لهوَ أمرني باتِّباعِكَ فقلتُ لهُ فإنْ أمرني بتركِ دينكَ وما أنتَ عليهِ قالَ نعَمْ فاترُكهُ فإنَّ الحقَّ وما يُرضِي اللَّهَ فيما يأمرُكَ
خلاصة حكم المحدث : فيه غرابة كثيرة وطريق محمد بن إسحاق أقوى إسنادا وأحسن اقتصاصا وأقرب إلى ما رواه البخاري
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : ابن كثير | المصدر : البداية والنهاية
الصفحة أو الرقم : 2/292 التخريج : أخرجه البخاري (3947) مختصرا والحاكم (6543) والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/ 82) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: عقيدة - كرامات الأولياء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خاتم النبوة في ظهره فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب مناقب وفضائل - سلمان الفارسي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث