الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - لو أنَّكُم توكَّلْتُم على اللهِ حَقَّ توكُّلِه لَرَزَقَكُم كما يَرزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغدُو خِماصًا وتَروحُ بِطانًا .

2 - قالَ عُبادةُ -يعني ابنَ قُرْطٍ-: إنَّكُم لَتَعمَلونَ اليومَ أعمالًا هي أدَقُّ في أعيُنِكُم مِن الشَّعَرِ إنْ كنَّا لَنَعُدُّها على عهْدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن المُوبقاتِ ، قالَ [عبدُ اللهِ بنُ الصَّامتِ]: فقُلْتُ لأبي قَتادةَ: فكيْفَ لوْ أدرَكَ زَمانَنا هذا؟ قالَ: هُو ذا، كذلِكَ أقولُ.

3 - سألتُ ابنَ عبَّاسٍ عَنِ العَزْلِ، فقالَ: إنَّكم قد أكْثَرْتُمْ، فإنْ كان قالَ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا فهو كما قالَ، وإنْ لمْ يكُنْ قالَ فيه شيئًا فأنا أقولُ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]، فإنْ شِئتُم فاعْزِلوا، وإنْ شِئتُم فلا تَفْعَلوا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : زائدة بن عمير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3145
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - لزوم السنة تفسير آيات - سورة البقرة نكاح - العزل
| أحاديث مشابهة | شرح الحديث

4 - [حديث عقبةَ بنِ عامرٍ]: خَرَجْتُ مِنَ الشَّامِ إلى المَدينَةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَدَخَلْتُ المَدينَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَدَخَلْتُ على عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فقالَ لي: متى أَوْلَجْتَ خُفَّيْكَ في رِجْلَيْكَ؟ قُلتُ: يَوْمَ الجُمُعَةِ، قالَ: فهل نَزَعْتَهُما؟ قُلْتُ: لا، فقالَ: أَصَبْتَ السُّنَّةَ.

5 - جاء ناسٌ من أهلِ الشَّامِ إلى عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه فقالوا: إنَّا قد أصَبْنا أموالًا -خَيلًا ورَقيقًا- نُحِبُّ أن يَكونَ لنا فيها زَكاةٌ وطَهورٌ، قالَ: ما فَعَله صاحِبايَ قَبْلي فأفعَلُه، فاستَشار عُمَرُ عَلِيًّا رَضيَ اللهُ عنهما في جَماعةٍ من أصحابِ رَسوِل اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ عَلِيٌّ: هو حَسَنٌ إنْ لم يَكُن جِزيةً يُؤخَذون به راتبةً.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : حارثة بن مضرب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1474
التصنيف الموضوعي: زكاة - زكاة الخيل والرقيق زكاة - فرض الزكاة زكاة - ما تجب فيه الزكاة صدقة - التصدق عن طيب نفس
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

6 - كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بُرْدانِ قِطرِيَّانِ غَليظانِ خَشِنانِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ ثَوْبَيكَ خَشِنانِ غَليظانِ، وإنَّكَ تَرْشَحُ فيهما فيَقْصِلانِ عليكَ، وإنَّ فلانًا قَدِمَ له بَزٌّ مِنَ الشَّامِ، فلوْ بعَثْتَ إليه فأَخذْتَ منه ثَوبينِ بنَسيئةٍ إلى مَيْسَرةٍ، فأَرْسَلَ إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد عَلِمتُ ما يُريدُ مُحمَّدٌ؛ يُريدُ أنْ يَذهَبَ بثَوْبي ويَمطُلَني بهما، فأَتى الرَّسولُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَخبَرَهُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قد كَذَبَ؛ قد عَلِموا أَنِّي أَتْقاهُم للهِ، وأَدَّاهُم للأمانةِ.

7 - سَمِعتُ عبدَ اللهِ بنَ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه يَقولُ: إنَّ أوَّلَ ما تَفقِدون مِن دِينِكم الأمانةُ، وآخِرَ ما يَبْقى الصَّلاةَ، وإنَّ هذا القرآنَ الَّذي بيْن أظْهُرِكم يُوشِكُ أنْ يُرفَعَ، قالوا: وكيْف يُرفَعُ وقدْ أثْبَتَه اللهُ في قُلوبِنا وأثْبَتْناه في مَصاحفِنا؟ قال: يُسْرى عليه لَيلةً، فيَذهَبُ ما في قُلوبِكم وما في مَصاحفِكم، ثمَّ قَرَأ: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الإسراء: 86] قال سُفيانُ: وحدَّثَني المسْعوديُّ، عن القاسمِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، عن أبيهِ، قال: قال عبدُ اللهِ: يُوشِكُ أنْ تَطْلُبوا في قُراكُم هذه طَسْتًا مِن ماءٍ، فلا تَجِدونه؛ يَنْزوي كلُّ ماءٍ إلى عُنصرِه، فيكونُ في الشَّامِ بقيَّةُ المُؤمنينَ والماءُ.

8 - عنْ طارقِ بنِ شِهابٍ قالَ: خَرَجَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إلى الشَّامِ، ومَعَنا أَبو عُبَيْدةَ بْنُ الجرَّاحِ، فَأَتَوْا على مَخاضَةٍ، وعُمَرُ على ناقَةٍ لهُ، فنَزَلَ عنها، وخَلَعَ خُفَّيْهِ، فَوَضَعَهُما على عاتِقِهِ، وأَخَذَ بزِمامِ ناقَتِهِ، فخاضَ بها المخاضَةَ، فقالَ أَبو عُبيْدَةَ: يا أَميرَ المؤمنينَ، أأنتَ تَفْعَلُ هذا، أَتَخْلعُ خُفَّيْكَ وتَضَعُهُما على عاتِقِكَ، وتأْخُذُ بزِمامِ ناقَتِكَ، وتَخوضُ بها المَخاضَةَ؟ ما يَسُرُّني أنَّ أهْلَ البَلَدِ اسْتَشْرَفوكَ. فقالَ عُمَرُ: أَوَّهْ! لوْ يَقُلْ ذا غَيْرُكَ أبا عُبيدَةَ جَعَلْتُهُ نَكالًا لِأُمَّةِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إنَّا كُنَّا أذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنا اللهُ بالإسْلامِ، فمَهْما نَطْلُبِ العِزَّ بِغيرِ ما أَعَزَّنا اللهُ به أذَلَّنا اللهُ».

9 - خطَبَنا عُتْبةُ بنُ غَزْوانَ، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ قالَ: «أمَّا بعدُ، فإنَّ الدُّنيا قد آذَنَتْ بصُرمٍ، وولَّتْ حذَّاءَ ، وإنَّما بَقيَ منها صُبابةٌ كصُبابةِ الإناءِ يَصطَبُّها صاحِبُها، وإنَّكم مُنتَقِلونَ منها إلى دارٍ لا زَوالَ لها، فانتَقِلوا منها بخَيرِ ما بحَضرَتِكم، فإنَّه قد ذُكِرَ لنا أنَّ الحَجرَ يُلْقى من شَفيرِ جَهنَّمَ فيَهْوي بها سَبعينَ عامًا، وما يُدرِكُ لها قَعرًا، فواللهِ لتَمْلأنَّه، أفعَجِبْتم وقد ذُكِرَ لنا أنْ مِصْراعَينِ من مَصاريعِ الجنَّةِ بيْنَهما أربَعونَ سَنةً، ولَيأْتينَّ عليه يومٌ وهو كَظيظُ الزِّحامِ، ولقد رأيْتُني وإنِّي لسابِعُ سَبعةٍ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما لنا طَعامٌ إلَّا ورَقُ الشَّجرِ حتَّى قَرِحَتْ أشْداقُنا، وإنِّي التقَطْتُ بُرْدةً فشَقَقْتُها بَيْني وبيْنَ سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ فارِسِ الإسْلامِ، فاتَّزرْتُ بنِصفِها، واتَّزَرَ سَعدٌ بنِصفِها، وما أصبَحَ منَّا اليومَ أحَدٌ حيٌّ إلَّا أصبَحَ أميرَ مِصرٍ منَ الأمْصارِ، وإنَّني أعوذُ باللهِ أنْ أكونَ في نَفْسي عَظيمًا، وعندَ اللهِ صَغيرًا، وإنَّها لم تَكنْ نُبوَّةٌ قطُّ إلَّا تَناقَصَتْ حتَّى يكونَ عاقِبتُها مُلكًا، وستُجرِّبونَ، أو تَبلُونَ الأُمَراءَ بَعْدي».

10 - كان الرَّجلُ منَّا إذا قَدِم المدينةَ، فكان له بها عَرِيفٌ نزَلَ على عَريفِه ، وإنْ لم يكُنْ له بها عَرِيفٌ نزَلَ الصُّفَّةَ، فقَدِمتُ المدينةَ ولم يكُنْ لي بها عَرِيفٌ، فنزَلْتُ الصُّفَّةَ، وكان يَجِيءُ علينا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ يومٍ مُدٌّ مِن تَمرٍ بيْن اثنينِ، ويَكْسُونا الخُنُفَ، فصلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْضَ صَلواتِ النَّهارِ، فلمَّا سلَّمَ ناداهُ أهلُ الصُّفَّةِ يَمينًا وشِمالًا: يا رَسولَ اللهِ، أحْرَقَ بُطونَنا التَّمرُ وتَخرَّقَت عنَّا الخُنُفُ ، فقام رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مِنبرِه، فصَعِد، فحَمِد اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذَكرَ شِدَّةَ ما لَقِيَ مِن قَومِه، حتَّى قال: ولَقدْ أُتِيَ علَيَّ وعلى صاحبِي بِضعَ عشْرةَ ما لي وله طَعامٌ إلَّا البَريرُ -قال: فقُلتُ لأبي حَربٍ: وأيُّ شَيءٍ البَريرُ؟ قال: طَعامُ سُوءٍ؛ ثمَرُ الأراكِ- فقَدِمْنا على إخوانِنا هؤلاء مِنَ الأنصارِ، وعَظيمُ طَعامِهم التَّمرُ، فَواسَونا فيه، وواللهِ لوْ أجِدُ لكم الخُبزَ واللَّحمَ لَأشْبَعْتُكم منه، ولكنْ عَسى أنْ تُدرِكوا زَمانًا أو مَن أدْرَكَه منكم يُغْدى ويُراحُ عليكم بالجِفانِ، وتَلْبَسون مِثلَ أستارِ الكعبةِ، قال داودُ: قال لي أبو حَربٍ: يا داودُ، وهلْ تَدْري ما كان أستارُ الكَعبةِ يومئذٍ؟ قُلتُ: لا، قال: ثِيابٌ بِيضٌ كان يُؤتَى بها مِنَ اليمنِ. قال داودُ فحدَّثْتُ بهذا الحديثِ الحسَنَ بنَ أبي الحسَنِ، فقال: وقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنتُم اليومَ خيرٌ منكم يومئذٍ، أنتُم اليومَ إخوانٌ بنِعمةِ اللهِ، وأنتم يومئذٍ أعداءٌ يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ .

11 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبِثَ عَشْرَ سِنينَ يَتبَعُ النَّاسَ في مَنازِلِهم في المَوسِمِ ومَجنَّةَ وعُكاظٍ ومَنازِلِهم من مِنًى، «مَن يُؤْويني ، مَن يَنصُرُني، حتَّى أُبلِّغَ رِسالاتِ رَبِّي فلهُ الجنَّةُ؟» فلا يجِدُ أحَدًا يَنصُرُه ولا يُؤْويه، حتَّى إنَّ الرَّجلَ ليَرحَلُ من مِصرَ، أو منَ اليَمنِ إلى ذي رَحِمِه فيَأْتيه قَومُه فيَقولونَ له: احذَرْ غُلامَ قُرَيشٍ لا يَفتِنُكَ، ويَمْشي بيْنَ رِحالِهم يَدْعوهم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ يُشيرونَ إليه بالأصابِعِ حتَّى بعَثَنا اللهُ من يَثْرِبَ ، فيَأْتيه الرَّجلُ منَّا فيُؤمِنُ به، ويُقْرئُه القُرآنَ فيَنقَلِبُ إلى أهْلِه، فيُسلِمونَ بإسْلامِه، حتَّى لم يَبقَ دارٌ من دُورِ يَثْرِبَ إلَّا وفيها رَهطٌ منَ المُسلِمينَ، يُظهِرونَ الإسْلامَ، وبعَثَنا اللهُ إليه فائْتَمَرْنا واجتَمَعْنا وقُلْنا: حتَّى متى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُطرَدُ في جِبالِ مكَّةَ ويَخافُ، فرحَلْنا حتَّى قدِمْنا عليه في المَوسِمِ فواعَدَنا ببَيْعةٍ منَ العَقَبةِ، فقالَ له عَمُّه العبَّاسُ: يا ابنَ أخي، لا أدْري ما هؤلاء القَومُ الَّذين جاؤُوكَ، إنِّي ذو مَعرِفةٍ بأهْلِ يَثرِبَ ، فاجتَمَعْنا عندَه من رَجلٍ ورَجُلَينِ، فلمَّا نظَرَ العبَّاسُ في وُجوهِنا، قالَ: هؤلاء قَومٌ لا نَعرِفُهم، هؤلاء أحْداثٌ، فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، عَلامَ نُبايِعُكَ؟ قالَ: «تُبايِعوني على السَّمعِ والطَّاعةِ في النَّشاطِ والكَسلِ، وعلى النَّفَقةِ في العُسرِ واليُسرِ، وعلى الأمْرِ بالمَعْروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، وعلى أنْ تَقولوا في اللهِ لا تَأخُذُكم لَوْمةُ لائمٍ، وعلى أنْ تَنْصُروني إذا قدِمْتُ عليكم، وتَمْنَعوني ممَّا تَمْنَعونَ منه أنفُسَكم وأزْواجَكم وأبْناءَكم، ولكمُ الجنَّةُ»، فقُمْنا نُبايِعُه فأخَذَ بيَدِه أسْعَدُ بنُ زُرارةَ وهو أصغَرُ السَّبعينَ، إلَّا أنَّه قالَ: رُوَيدًا يا أهْلَ يَثرِبَ ، إنَّا لم نَضرِبْ إليه أكْبادَ المَطيِّ إلَّا ونحن نَعلَمُ أنَّه رَسولُ اللهِ، وأنَّ إخْراجَه اليَومَ مُفارَقةُ العَربِ كافَّةً، وقَتلُ خِيارِكم، وأنْ يَعضَّكمُ السَّيفُ، فإمَّا أنتم قَومٌ تَصبِرونَ عليها إذا مسَّتْكم وعلى قَتلِ خِيارِكم ومُفارَقةِ العَربِ كافَّةً، فَخُذوه وأجْرُكم على اللهِ، وإمَّا أنتم تَخافونَ من أنفُسِكم خِيفةً، فذَرُوه، فهو عُذرٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فقالوا: يا أسْعَدُ، أمِطْ عنَّا يدَكَ، فواللهِ لا نذَرُ هذه البَيعةَ ولا نَستَقيلُها، قالَ: فقُمْنا إليه رَجلًا رَجلًا، فأخَذَ علينا ليُعْطيَنا بذلك الجنَّةَ.
 

1 - لو أنَّكُم توكَّلْتُم على اللهِ حَقَّ توكُّلِه لَرَزَقَكُم كما يَرزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغدُو خِماصًا وتَروحُ بِطانًا .

2 - قالَ عُبادةُ -يعني ابنَ قُرْطٍ-: إنَّكُم لَتَعمَلونَ اليومَ أعمالًا هي أدَقُّ في أعيُنِكُم مِن الشَّعَرِ إنْ كنَّا لَنَعُدُّها على عهْدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن المُوبقاتِ ، قالَ [عبدُ اللهِ بنُ الصَّامتِ]: فقُلْتُ لأبي قَتادةَ: فكيْفَ لوْ أدرَكَ زَمانَنا هذا؟ قالَ: هُو ذا، كذلِكَ أقولُ.

3 - سألتُ ابنَ عبَّاسٍ عَنِ العَزْلِ، فقالَ: إنَّكم قد أكْثَرْتُمْ، فإنْ كان قالَ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا فهو كما قالَ، وإنْ لمْ يكُنْ قالَ فيه شيئًا فأنا أقولُ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]، فإنْ شِئتُم فاعْزِلوا، وإنْ شِئتُم فلا تَفْعَلوا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : زائدة بن عمير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3145
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - لزوم السنة تفسير آيات - سورة البقرة نكاح - العزل
| أحاديث مشابهة | شرح الحديث

4 - حضَرَ أُناسٌ بابَ [عُمَرَ] فيهم سُهَيلُ بنُ عَمْرٍو، وأبو سُفْيانَ بنُ حَربٍ، والشُّيوخُ مِن قُرَيشٍ، فخرَجَ آذِنُه، فجعَلَ يأذَنُ لأهْلِ بَدرٍ كصُهَيبٍ وبِلالٍ وأهْلِ بَدرٍ، قالَ: وكانَ واللهِ بَدْريًّا، وكانَ يُحِبُّهم، وكانَ قد أوْصى به، فقالَ أبو سُفْيانَ: ما رأيْتُ كاليَومِ قطُّ، أنَّه يؤذَنُ لهذه العَبيدِ ونحن جُلوسٌ لا يُلتَفَتُ إلينا! فقالَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو [ويا لَه] مِن رَجُلٍ ما كانَ أعْقَلَه! أيُّها القَومُ، إنِّي واللهِ قد أَرى الَّذي في وُجوهِكم، فإنْ كُنْتم غِضابًا، فاغْضَبوا على أنْفُسِكم؛ دُعِيَ القَومُ ودُعيتُم، فأسْرَعوا وأبْطأْتُم، أمَا واللهِ لَمَا سَبَقوكم به منَ الفَضلِ فيما تَرَوْنَ أشَدُّ عليكم فَوْتًا مِن تَأَبِّيكم على الَّذين تَنافَسونَ عليكم، قالَ: إنَّ هذا القَومَ قد سَبَقوكم بما تَرَوْنَ، ولا سَبيلَ لكم واللهِ إلى ما سَبَقوكم إليه، فانْظُروا هذا الجِهادَ فالْزَموه؛ عَسى اللهُ عزَّ وجلَّ أنْ يَرزُقَكمُ الجِهادَ والشَّهادةَ، ثمَّ نفَضَ ثَوبَه، فقامَ، فلَحِقَ بالشَّامِ، قالَ الحسَنُ: فصدَقَ اللهُ، لا يَجعَلُ اللهُ عَبدًا أسرَعَ إليه كعَبدٍ أبْطأَ عنه.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : الحسن | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5318
التصنيف الموضوعي: مغازي - تسمية من شهد غزوة بدر مناقب وفضائل - بلال بن رباح مناقب وفضائل - صهيب الرومي مناقب وفضائل - فضل من شهد بدرا رقائق وزهد - المبادرة إلى الخيرات
| شرح الحديث

5 - أَسْلمُ أبو عِمرانَ، مولى بني تَجِيبَ، قالَ: كنَّا بالقُسْطَنْطِينِيَّةِ وعلى أهلِ مِصرَ عُقبةُ بنُ عامرٍ الجُهَنيُّ، وعلى أهلِ الشَّامِ فَضالةُ بنُ عُبيدٍ الأنصاريُّ، فخَرَجَ صَفٌّ عَظيمٌ مِنَ الرُّومِ، فصَفَفْنا لهم صَفًّا عظيمًا مِنَ المسلمينَ، فحَمَلَ رَجلٌ مِنَ المسلمينَ على صَفِّ الرُّومِ حتَّى دَخَلَ فيهم، ثُمَّ خَرَجَ إلينا مُقْبلًا، فصاحَ في النَّاسِ، فقالوا: ألْقَى بيدِهِ إلى التَّهْلُكةِ. فقالَ أبو أيُّوبَ صاحِبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّكم تتَأَوَّلونَ هذه الآيةَ على هذا التَّأويلِ، وإنَّما أُنزِلتْ فينا مَعْشَرَ الأنصارِ، إنَّا لمَّا أعَزَّ اللهُ دينَهُ وكَثَّرَ ناصِريهِ، قالَ بعْضُنا لبَعْضٍ سِرًّا مِن رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أمْوالَنا قد ضاعَتْ، فلوْ أقَمْنا فيها فأَصْلَحْنا ما ضاعَ منَّا، فردَّ اللهُ علينا ما هَمَمْنا به، قالَ: فأَنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] فكانتِ التَّهْلُكةُ في الإقامةِ على أمْوالِنا الَّتي أَرَدْنا، فأُمِرْنا بالغَزْوِ. فما زالَ أبو أيُّوبَ غازيًا في سبيلِ اللهِ حتَّى قَبَضَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3129 التخريج : أخرجه أبو داود (2512)، والترمذي (2972)، وابن حبان (4711) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة البقرة جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - التغليظ في ترك الجهاد جهاد - الشجاعة في الحرب والجبن جهاد - فضل الجهاد
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - [حديث عقبةَ بنِ عامرٍ]: خَرَجْتُ مِنَ الشَّامِ إلى المَدينَةِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَدَخَلْتُ المَدينَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَدَخَلْتُ على عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فقالَ لي: متى أَوْلَجْتَ خُفَّيْكَ في رِجْلَيْكَ؟ قُلتُ: يَوْمَ الجُمُعَةِ، قالَ: فهل نَزَعْتَهُما؟ قُلْتُ: لا، فقالَ: أَصَبْتَ السُّنَّةَ.

7 - جاء ناسٌ من أهلِ الشَّامِ إلى عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه فقالوا: إنَّا قد أصَبْنا أموالًا -خَيلًا ورَقيقًا- نُحِبُّ أن يَكونَ لنا فيها زَكاةٌ وطَهورٌ، قالَ: ما فَعَله صاحِبايَ قَبْلي فأفعَلُه، فاستَشار عُمَرُ عَلِيًّا رَضيَ اللهُ عنهما في جَماعةٍ من أصحابِ رَسوِل اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ عَلِيٌّ: هو حَسَنٌ إنْ لم يَكُن جِزيةً يُؤخَذون به راتبةً.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : حارثة بن مضرب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1474
التصنيف الموضوعي: زكاة - زكاة الخيل والرقيق زكاة - فرض الزكاة زكاة - ما تجب فيه الزكاة صدقة - التصدق عن طيب نفس
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - أنَّه أتَى الشَّامَ فرأَى النَّصارَى يَسجُدونَ لِأساقِفَتِهم وقِسِّيسِيهم وبَطارِقَتِهم، ورأَى اليَهودَ يَسجُدونَ لِأحبارِهم ورَبَّانِيهم وعُلمائِهم وفُقَهائِهم، فقالَ: لِأيِّ شَيءٍ تَفعَلونَ هذا؟ قالوا: هذه تحيَّةُ الأنبياءِ عليهم السَّلامُ، قلْتُ: فنحنُ أحَقُّ أنْ نَصنَعَ بِنبيِّنا، فقال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّهُم كذَبوا على أنبيائِهم كما حَرَّفوا كِتابَهم، لو أمَرْتُ أحدًا أنْ يَسجُدَ لِأحدٍ لَأمَرْتُ المرأةَ أنْ تَسجُدَ لزَوْجِها؛ مِن عِظَمِ حَقِّهِ عليها، ولا تَجِدُ امرأةٌ حَلاوةَ الإيمانِ حتَّى تُؤدِّيَ حقَّ زَوجِها، ولو سَألَها نفْسَها وهي على ظَهْرِ قَتَبٍ .

9 - كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بُرْدانِ قِطرِيَّانِ غَليظانِ خَشِنانِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ ثَوْبَيكَ خَشِنانِ غَليظانِ، وإنَّكَ تَرْشَحُ فيهما فيَقْصِلانِ عليكَ، وإنَّ فلانًا قَدِمَ له بَزٌّ مِنَ الشَّامِ، فلوْ بعَثْتَ إليه فأَخذْتَ منه ثَوبينِ بنَسيئةٍ إلى مَيْسَرةٍ، فأَرْسَلَ إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد عَلِمتُ ما يُريدُ مُحمَّدٌ؛ يُريدُ أنْ يَذهَبَ بثَوْبي ويَمطُلَني بهما، فأَتى الرَّسولُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَخبَرَهُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قد كَذَبَ؛ قد عَلِموا أَنِّي أَتْقاهُم للهِ، وأَدَّاهُم للأمانةِ.

10 - سَمِعتُ عبدَ اللهِ بنَ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه يَقولُ: إنَّ أوَّلَ ما تَفقِدون مِن دِينِكم الأمانةُ، وآخِرَ ما يَبْقى الصَّلاةَ، وإنَّ هذا القرآنَ الَّذي بيْن أظْهُرِكم يُوشِكُ أنْ يُرفَعَ، قالوا: وكيْف يُرفَعُ وقدْ أثْبَتَه اللهُ في قُلوبِنا وأثْبَتْناه في مَصاحفِنا؟ قال: يُسْرى عليه لَيلةً، فيَذهَبُ ما في قُلوبِكم وما في مَصاحفِكم، ثمَّ قَرَأ: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الإسراء: 86] قال سُفيانُ: وحدَّثَني المسْعوديُّ، عن القاسمِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، عن أبيهِ، قال: قال عبدُ اللهِ: يُوشِكُ أنْ تَطْلُبوا في قُراكُم هذه طَسْتًا مِن ماءٍ، فلا تَجِدونه؛ يَنْزوي كلُّ ماءٍ إلى عُنصرِه، فيكونُ في الشَّامِ بقيَّةُ المُؤمنينَ والماءُ.

11 - عنْ طارقِ بنِ شِهابٍ قالَ: خَرَجَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إلى الشَّامِ، ومَعَنا أَبو عُبَيْدةَ بْنُ الجرَّاحِ، فَأَتَوْا على مَخاضَةٍ، وعُمَرُ على ناقَةٍ لهُ، فنَزَلَ عنها، وخَلَعَ خُفَّيْهِ، فَوَضَعَهُما على عاتِقِهِ، وأَخَذَ بزِمامِ ناقَتِهِ، فخاضَ بها المخاضَةَ، فقالَ أَبو عُبيْدَةَ: يا أَميرَ المؤمنينَ، أأنتَ تَفْعَلُ هذا، أَتَخْلعُ خُفَّيْكَ وتَضَعُهُما على عاتِقِكَ، وتأْخُذُ بزِمامِ ناقَتِكَ، وتَخوضُ بها المَخاضَةَ؟ ما يَسُرُّني أنَّ أهْلَ البَلَدِ اسْتَشْرَفوكَ. فقالَ عُمَرُ: أَوَّهْ! لوْ يَقُلْ ذا غَيْرُكَ أبا عُبيدَةَ جَعَلْتُهُ نَكالًا لِأُمَّةِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إنَّا كُنَّا أذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنا اللهُ بالإسْلامِ، فمَهْما نَطْلُبِ العِزَّ بِغيرِ ما أَعَزَّنا اللهُ به أذَلَّنا اللهُ».

12 - خطَبَنا عُتْبةُ بنُ غَزْوانَ، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ قالَ: «أمَّا بعدُ، فإنَّ الدُّنيا قد آذَنَتْ بصُرمٍ، وولَّتْ حذَّاءَ ، وإنَّما بَقيَ منها صُبابةٌ كصُبابةِ الإناءِ يَصطَبُّها صاحِبُها، وإنَّكم مُنتَقِلونَ منها إلى دارٍ لا زَوالَ لها، فانتَقِلوا منها بخَيرِ ما بحَضرَتِكم، فإنَّه قد ذُكِرَ لنا أنَّ الحَجرَ يُلْقى من شَفيرِ جَهنَّمَ فيَهْوي بها سَبعينَ عامًا، وما يُدرِكُ لها قَعرًا، فواللهِ لتَمْلأنَّه، أفعَجِبْتم وقد ذُكِرَ لنا أنْ مِصْراعَينِ من مَصاريعِ الجنَّةِ بيْنَهما أربَعونَ سَنةً، ولَيأْتينَّ عليه يومٌ وهو كَظيظُ الزِّحامِ، ولقد رأيْتُني وإنِّي لسابِعُ سَبعةٍ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما لنا طَعامٌ إلَّا ورَقُ الشَّجرِ حتَّى قَرِحَتْ أشْداقُنا، وإنِّي التقَطْتُ بُرْدةً فشَقَقْتُها بَيْني وبيْنَ سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ فارِسِ الإسْلامِ، فاتَّزرْتُ بنِصفِها، واتَّزَرَ سَعدٌ بنِصفِها، وما أصبَحَ منَّا اليومَ أحَدٌ حيٌّ إلَّا أصبَحَ أميرَ مِصرٍ منَ الأمْصارِ، وإنَّني أعوذُ باللهِ أنْ أكونَ في نَفْسي عَظيمًا، وعندَ اللهِ صَغيرًا، وإنَّها لم تَكنْ نُبوَّةٌ قطُّ إلَّا تَناقَصَتْ حتَّى يكونَ عاقِبتُها مُلكًا، وستُجرِّبونَ، أو تَبلُونَ الأُمَراءَ بَعْدي».

13 - كان الرَّجلُ منَّا إذا قَدِم المدينةَ، فكان له بها عَرِيفٌ نزَلَ على عَريفِه ، وإنْ لم يكُنْ له بها عَرِيفٌ نزَلَ الصُّفَّةَ، فقَدِمتُ المدينةَ ولم يكُنْ لي بها عَرِيفٌ، فنزَلْتُ الصُّفَّةَ، وكان يَجِيءُ علينا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ يومٍ مُدٌّ مِن تَمرٍ بيْن اثنينِ، ويَكْسُونا الخُنُفَ، فصلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْضَ صَلواتِ النَّهارِ، فلمَّا سلَّمَ ناداهُ أهلُ الصُّفَّةِ يَمينًا وشِمالًا: يا رَسولَ اللهِ، أحْرَقَ بُطونَنا التَّمرُ وتَخرَّقَت عنَّا الخُنُفُ ، فقام رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مِنبرِه، فصَعِد، فحَمِد اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذَكرَ شِدَّةَ ما لَقِيَ مِن قَومِه، حتَّى قال: ولَقدْ أُتِيَ علَيَّ وعلى صاحبِي بِضعَ عشْرةَ ما لي وله طَعامٌ إلَّا البَريرُ -قال: فقُلتُ لأبي حَربٍ: وأيُّ شَيءٍ البَريرُ؟ قال: طَعامُ سُوءٍ؛ ثمَرُ الأراكِ- فقَدِمْنا على إخوانِنا هؤلاء مِنَ الأنصارِ، وعَظيمُ طَعامِهم التَّمرُ، فَواسَونا فيه، وواللهِ لوْ أجِدُ لكم الخُبزَ واللَّحمَ لَأشْبَعْتُكم منه، ولكنْ عَسى أنْ تُدرِكوا زَمانًا أو مَن أدْرَكَه منكم يُغْدى ويُراحُ عليكم بالجِفانِ، وتَلْبَسون مِثلَ أستارِ الكعبةِ، قال داودُ: قال لي أبو حَربٍ: يا داودُ، وهلْ تَدْري ما كان أستارُ الكَعبةِ يومئذٍ؟ قُلتُ: لا، قال: ثِيابٌ بِيضٌ كان يُؤتَى بها مِنَ اليمنِ. قال داودُ فحدَّثْتُ بهذا الحديثِ الحسَنَ بنَ أبي الحسَنِ، فقال: وقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنتُم اليومَ خيرٌ منكم يومئذٍ، أنتُم اليومَ إخوانٌ بنِعمةِ اللهِ، وأنتم يومئذٍ أعداءٌ يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ .

14 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبِثَ عَشْرَ سِنينَ يَتبَعُ النَّاسَ في مَنازِلِهم في المَوسِمِ ومَجنَّةَ وعُكاظٍ ومَنازِلِهم من مِنًى، «مَن يُؤْويني ، مَن يَنصُرُني، حتَّى أُبلِّغَ رِسالاتِ رَبِّي فلهُ الجنَّةُ؟» فلا يجِدُ أحَدًا يَنصُرُه ولا يُؤْويه، حتَّى إنَّ الرَّجلَ ليَرحَلُ من مِصرَ، أو منَ اليَمنِ إلى ذي رَحِمِه فيَأْتيه قَومُه فيَقولونَ له: احذَرْ غُلامَ قُرَيشٍ لا يَفتِنُكَ، ويَمْشي بيْنَ رِحالِهم يَدْعوهم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ يُشيرونَ إليه بالأصابِعِ حتَّى بعَثَنا اللهُ من يَثْرِبَ ، فيَأْتيه الرَّجلُ منَّا فيُؤمِنُ به، ويُقْرئُه القُرآنَ فيَنقَلِبُ إلى أهْلِه، فيُسلِمونَ بإسْلامِه، حتَّى لم يَبقَ دارٌ من دُورِ يَثْرِبَ إلَّا وفيها رَهطٌ منَ المُسلِمينَ، يُظهِرونَ الإسْلامَ، وبعَثَنا اللهُ إليه فائْتَمَرْنا واجتَمَعْنا وقُلْنا: حتَّى متى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُطرَدُ في جِبالِ مكَّةَ ويَخافُ، فرحَلْنا حتَّى قدِمْنا عليه في المَوسِمِ فواعَدَنا ببَيْعةٍ منَ العَقَبةِ، فقالَ له عَمُّه العبَّاسُ: يا ابنَ أخي، لا أدْري ما هؤلاء القَومُ الَّذين جاؤُوكَ، إنِّي ذو مَعرِفةٍ بأهْلِ يَثرِبَ ، فاجتَمَعْنا عندَه من رَجلٍ ورَجُلَينِ، فلمَّا نظَرَ العبَّاسُ في وُجوهِنا، قالَ: هؤلاء قَومٌ لا نَعرِفُهم، هؤلاء أحْداثٌ، فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، عَلامَ نُبايِعُكَ؟ قالَ: «تُبايِعوني على السَّمعِ والطَّاعةِ في النَّشاطِ والكَسلِ، وعلى النَّفَقةِ في العُسرِ واليُسرِ، وعلى الأمْرِ بالمَعْروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، وعلى أنْ تَقولوا في اللهِ لا تَأخُذُكم لَوْمةُ لائمٍ، وعلى أنْ تَنْصُروني إذا قدِمْتُ عليكم، وتَمْنَعوني ممَّا تَمْنَعونَ منه أنفُسَكم وأزْواجَكم وأبْناءَكم، ولكمُ الجنَّةُ»، فقُمْنا نُبايِعُه فأخَذَ بيَدِه أسْعَدُ بنُ زُرارةَ وهو أصغَرُ السَّبعينَ، إلَّا أنَّه قالَ: رُوَيدًا يا أهْلَ يَثرِبَ ، إنَّا لم نَضرِبْ إليه أكْبادَ المَطيِّ إلَّا ونحن نَعلَمُ أنَّه رَسولُ اللهِ، وأنَّ إخْراجَه اليَومَ مُفارَقةُ العَربِ كافَّةً، وقَتلُ خِيارِكم، وأنْ يَعضَّكمُ السَّيفُ، فإمَّا أنتم قَومٌ تَصبِرونَ عليها إذا مسَّتْكم وعلى قَتلِ خِيارِكم ومُفارَقةِ العَربِ كافَّةً، فَخُذوه وأجْرُكم على اللهِ، وإمَّا أنتم تَخافونَ من أنفُسِكم خِيفةً، فذَرُوه، فهو عُذرٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فقالوا: يا أسْعَدُ، أمِطْ عنَّا يدَكَ، فواللهِ لا نذَرُ هذه البَيعةَ ولا نَستَقيلُها، قالَ: فقُمْنا إليه رَجلًا رَجلًا، فأخَذَ علينا ليُعْطيَنا بذلك الجنَّةَ.

15 - لمَّا خَرَجَت الحَرورِيَّةُ اجتَمَعوا في دارٍ، وهُم ستَّةُ آلافٍ، أَتَيتُ عَليًّا، فقلتُ: يا أَميرَ المؤمنينَ، أَبْرِدْ بالظُّهرِ؛ لعَلِّي آتي هؤلاء القومَ فأُكَلِّمُهم. قالَ: إنِّي أَخافُ عليكَ. قلتُ: كلَّا. قالَ: فخَرَجْتُ إليهم، ولَبِسْتُ أَحسَنَ ما يكونُ مِن حُلَلِ اليمنِ. قالَ أبو زُمَيْلٍ: كان ابنُ عبَّاسٍ جميلًا جَهيرًا . قال ابنُ عبَّاسٍ: فأَتَيْتُهم، وهُم مُجتمِعونَ في دارِهِم قائلونَ، فسَلَّمْتُ عليهم، فقالوا: مَرْحبًا بكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، فما هذه الحُلَّةُ؟ قالَ: قلتُ: ما تَعيبونَ عَلَيَّ؛ لقد رأيتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَحسَنَ ما يكونُ مِن الحُلَلِ، ونَزلَتْ: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32] قالوا: فما جاءَ بكَ؟ قلتُ: أَتَيْتُكم مِن عندِ صحابةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن المهاجرينَ والأنصارِ لأُبلِّغَكُم ما يَقولونَ المُخبَرونَ بما يقولونَ، فعليهم نَزَلَ القرآنُ، وهُم أَعلمُ بالوَحيِ منكم، وفيهم أُنزِلَ: وليس فيكم مِنهم أَحدٌ، فقالَ بَعضُهُم: لا تُخاصِموا قُريشًا، فإنَّ اللهَ يقولُ: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58]، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وأَتيتُ قومًا لمْ أَرَ قومًا قَطُّ أَشَدَّ اجتهادًا مِنْهم مُسَهَّمةٌ وُجوهُهُم مِن السَّهَرِ، كأَنَّ أَيدِيَهُم ورُكَبَهُم تُثْنى، عليهم قُمُصٌ مُرَحَّضَةٌ، فقالَ بعضُهُم: لنُكلِّمنَّهُ ولنَنْظُرنَّ ما يقولُ. قلتُ: أَخْبِروني ماذا نَقَمْتُم على ابنِ عَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصِهرِه والمهاجرينَ والأنصارِ؟ قالوا: ثلاثًا. قلتُ: ما هُنَّ؟ قالوا: أمَّا إحداهُنَّ فإنَّه حَكَّمَ الرِّجالَ في أمرِ اللهِ، وقالَ اللهُ: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: 57]، وما للرِّجالِ وما للحُكْمِ؟ فقلتُ: هذه واحِدةٌ، قالوا: وأمَّا الأُخْرى: فإنَّه قاتَلَ، ولمْ يَسْبِ ولمْ يَغْنَمْ، فلئنْ كان الَّذي قاتَلَ كُفَّارًا لقد حَلَّ سَلَبُهُم وغَنيمَتُهُم، ولئن كانوا مؤمنينَ ما حَلَّ قِتالُهُم، قلتُ: هذه ثِنتانِ، فما الثَّالثةُ؟ قالَ: إنَّه محا نفسَهُ مِن أميرِ المؤمنينَ؛ فهو أَميرُ الكافرينَ. قلتُ: أَعِندَكُم سوى هذا؟ قالوا: حَسْبُنا هذا، فقلتُ لهم: أَرَأَيْتُم إنْ قَرأتُ عليكم مِن كتابِ اللهِ ومِن سُنَّةِ نبِيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يَرُدُّ به قَولَكُم أَتَرْضَوْنَ؟ قالوا: نَعَمْ، فقلتُ لهم: أَمَّا قَولُكُم: حَكَّمَ الرِّجالَ في أمرِ اللهِ، فأنا أَقرَأُ عليكم ما قد رَدَّ حُكمُه إلى الرِّجالِ في ثمنِ رُبُعِ دِرهمٍ في أَرْنبٍ، ونحوِها مِن الصَّيدِ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}، إلى قولِهِ: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} [المائدة: 95]، فنَشَدْتُكم باللهِ أَحُكْمُ الرِّجالِ في أَرْنَبٍ ونحوهِا مِن الصَّيدِ أَفضلُ أَمْ حُكْمُهُم في دِمائهِم وصَلاحِ ذاتِ بيْنِهِم؟ وأنْ تَعْلَموا أنَّ اللهَ لوْ شاءَ لحَكَمَ ولمْ يُصيِّرْ ذلك إلى الرِّجالِ، وفي المرأةِ وزَوْجِها قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]، فجَعَلَ اللهُ حُكْمَ الرِّجالِ سُنَّةً ماضِيةً، أَخَرَجْتُ عنْ هذه؟ قالوا: نَعَمْ. قالَ: وأمَّا قولُكُم: قاتَلَ ولمْ يَسْبِ ولمْ يَغْنَمْ، أَتَسْبونَ أُمَّكُم عائشةَ ثُمَّ تَسْتَحِلُّونَ منها ما يُستَحَلُّ مِن غيرِها؟ فلئن فَعَلْتُم؛ لقد كَفَرْتُم وهي أُمُّكُم، ولئن قُلتُم: ليستْ أُمَّنَا؛ لقد كَفَرْتُم؛ فإنَّ اللهَ يقولُ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]، فأنتم تَدورونَ بيْنَ ضلالتَيْنِ أَيُّهما صِرْتُم إليها؛ صِرْتُم إلى ضلالةٍ. فنَظَر بعضُهُم إلى بعضٍ، قلتُ: أَخَرَجْتُ مِن هذه؟ قالوا: نَعَمْ، وأمَّا قولُكُم: محا اسمَهُ مِن أميرِ المؤمنينَ، فأنا آتيكُم بمَنْ تَرْضَوْنَ، وأَراكُم قد سَمِعْتُم أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ الحُدَيبِيَةِ كاتَبَ سُهَيلَ بنَ عَمرٍو وأبا سُفيانَ بنَ حربٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأميرِ المؤمنينَ: اكتُبْ يا عَليُّ: هذا ما اصْطَلَحَ عليه مُحمَّدٌ رسولُ اللهِ، فقالَ المشركونَ: لا واللهِ، ما نَعلمُ إنَّكَ رسولُ اللهِ، لوْ نَعلَمُ إنَّكَ رسولُ اللهِ ما قاتَلْناكَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلمُ أنِّي رسولُ اللهِ، اكتُبْ يا عَليُّ: هذا ما اصْطَلَحَ عليه مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، فواللهِ لرسولُ اللهِ خيرٌ مِن عَليٍّ، وما أَخْرجَه مِن النُّبوَّةِ حين محا نَفسَه. قالَ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ: فرَجَعَ مِن القومِ ألفانِ، وقُتِلَ سائرُهُم على ضَلالةٍ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم،
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2692
التصنيف الموضوعي: جهاد - السلب والنفل حج - الحكم في الصيد على المحرم اعتصام بالسنة - الخوارج والمارقين جهاد - مناظرة البغاة غنائم - السلب للقاتل
| شرح حديث مشابه