الموسوعة الحديثية


- أَسْلمُ أبو عِمرانَ، مولى بني تَجِيبَ، قالَ: كنَّا بالقُسْطَنْطِينِيَّةِ وعلى أهلِ مِصرَ عُقبةُ بنُ عامرٍ الجُهَنيُّ، وعلى أهلِ الشَّامِ فَضالةُ بنُ عُبيدٍ الأنصاريُّ، فخَرَجَ صَفٌّ عَظيمٌ مِنَ الرُّومِ، فصَفَفْنا لهم صَفًّا عظيمًا مِنَ المسلمينَ، فحَمَلَ رَجلٌ مِنَ المسلمينَ على صَفِّ الرُّومِ حتَّى دَخَلَ فيهم، ثُمَّ خَرَجَ إلينا مُقْبلًا، فصاحَ في النَّاسِ، فقالوا: ألْقَى بيدِهِ إلى التَّهْلُكةِ. فقالَ أبو أيُّوبَ صاحِبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّكم تتَأَوَّلونَ هذه الآيةَ على هذا التَّأويلِ، وإنَّما أُنزِلتْ فينا مَعْشَرَ الأنصارِ، إنَّا لمَّا أعَزَّ اللهُ دينَهُ وكَثَّرَ ناصِريهِ، قالَ بعْضُنا لبَعْضٍ سِرًّا مِن رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أمْوالَنا قد ضاعَتْ، فلوْ أقَمْنا فيها فأَصْلَحْنا ما ضاعَ منَّا، فردَّ اللهُ علينا ما هَمَمْنا به، قالَ: فأَنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195] فكانتِ التَّهْلُكةُ في الإقامةِ على أمْوالِنا الَّتي أَرَدْنا، فأُمِرْنا بالغَزْوِ. فما زالَ أبو أيُّوبَ غازيًا في سبيلِ اللهِ حتَّى قَبَضَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ.
الراوي : أبو أيوب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3129 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين