الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - قال ابنُ عُمرَ لغُلامِه: انظُرِ المكانَ الَّذي فيه ابنُ الزُّبَيرِ مَصلوبًا، فلا تَمُرَّ بي علَيهِ. فسَهَا الغُلامُ، فإذا هو يَنظُرُ إلى ابنِ الزُّبَيرِ مَصلوبًا، فقال: يَغفِرُ اللهُ لك –ثلاثًا-، واللهِ لقد كنتَ صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولًا للرَّحِمِ، وإنِّي لأَرجو مع مَساوئِ ما أَصَبْتَ ألَّا يُعذِّبَك اللهُ. ثمَّ الْتَفَتَ إليَّ، فقال: سمِعتُ أبا بَكرٍ يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن يَعمَلْ سُوءًا يُجْزَ بهِ في الدُّنيا».

2 - ... ثمَّ تَكلَّمَ أبو بَكرٍ، فحَمِدَ اللهَ وأَثنَى علَيهِ بما هو أهلُه، ثمَّ قال: أمَّا بعدُ، أيُّها النَّاسُ، فإنِّي قد وُلِّيتُ علَيكُم، ولسْتُ بخَيرِكُم، فإنْ أَحسَنْتُ فأَعِينُوني، وإنْ أَسأْتُ فقَوِّمُوني، الصِّدقُ أَمانةٌ، والكَذِبُ خيانةٌ، والضَّعيفُ مِنكُم قَوِيٌّ عِندي حتَّى أُزيحَ عِلَّتَهُ إنْ شاءَ اللهُ، والقَويُّ فيكُم ضَعيفٌ حتَّى آخُذَ مِنهُ الحقَّ إنْ شاءَ اللهُ، لا يَدَعُ قَومٌ الجِهادَ في سبيلِ اللهِ إلَّا ضرَبَهُمُ اللهُ بالذُّلِّ، ولا يُشيِعُ قَومٌ الفاحِشةَ إلَّا عَمَّهُمُ اللهُ بالبلاءِ، أَطِيعوني ما أَطَعْتُ اللهَ ورسولَهُ، فإذا عَصَيْتُ اللهَ ورسولَهُ فلا طاعةَ لي علَيكُم. قُومُوا إلى صَلاتِكُم يَرحَمْكُمُ اللهُ.

3 - عن أبي رافِعٍ قال: خرَجْتُ بخَلْخالَينِ لِأَبيعَهُما، وكان أهْلُنا قد احتاجُوا إلى نَفَقةٍ، فرأيْتُ أبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ، فقال: أين تُريدُ؟ قال: قلْتُ: احتاجَ أهْلُنا إلى النَّفَقةِ، فأَخرَجْتُ هذَينِ الخَلْخالَينِ. قال: وأنا خرَجْتُ بدُرَيْهَماتٍ أُريدُ بها فِضَّةً أَجْوَدَ مِنها. قال: فوَضَع الخَلْخالَينِ في كِفَّةٍ، ووَضَع الدَّراهمَ في كِفَّةٍ، فرَجَح الخَلْخالانِ على الدَّراهمِ شَيئًا، فدَعَا بمِقْراضٍ، قال: قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! هو لك، قال: إنْ تَتْرُكْهُ فإنَّ اللهَ تبارَك وتعالى لا يَترُكُه؛ سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «الذَّهبُ بالذَّهبِ، مِثلًا بمِثلٍ، والفِضَّةُ بالفِضَّةِ مِثلًا بمِثلٍ، الزَّائدُ والمُزادُ في النَّارِ».

4 -  أَرسَلَ إليَّ أبو بَكرٍ مَقتَلَ أهلِ اليَمامةِ، فأَتَيْتُه وعِندَه عُمرُ، فقال: إنَّ عُمرَ أَتاني، فقال: إنَّ القتلَ قدِ استَحَرَّ يومَ اليَمامةِ بقُرَّاءِ القرآنِ، وإنِّي أَرَى أنْ تَأمُرَ بجَمعِ القرآنِ، قال: وكيف أَفعَلُ شَيئًا لم يَفعَلْهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال عُمرُ: هو واللهِ خَيرٌ، فلمْ يَزَلْ يُراجِعُني حتَّى شَرَح اللهُ صَدْري للَّذي شرَح له صدْرَ عُمرَ، ثمَّ قال: إنَّك غُلامٌ شابٌّ عاقلٌ، لا نَتَّهِمُك، وقد كنتَ تَكتُبُ الوَحيَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتَتَبَّعِ القرآنَ فاجْمَعْهُ، فقلْتُ: كيف تَفعَلانِ شَيئًا لم يَفعَلْهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقال أبو بَكرٍ: هو واللهِ خَيرٌ، فلمْ يَزَلْ يُراجِعُني حتَّى شرَح اللهُ صَدْري للَّذي شرَح له صدْرَ أبي بَكرٍ وعُمرَ رضيَ اللهُ عنهما، واللهِ لو كَلَّفاني نقْلَ جبَلٍ مِنَ الجِبالِ ما كان أَثقَلَ عليَّ مِنَ الَّذي كَلَّفاني. قال: فتَتَبَّعْتُ القرآنَ أَجمَعُه مِنَ العُسُبِ، والرِّقاعِ، وصُدورِ الرِّجالِ. قال: ووجَدْتُ آيةً مع خُزَيمةَ أو أبي خُزَيمةَ -شكَّ إبراهيمُ- كنتُ أَسمَعُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقرَأُ بها في التَّوبةِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128] إلى آخِرِ الآيةِ، فكتَبْتُها. وكانتِ الصُّحُفِ عِندَ أبي بَكرٍ حياتَهُ، ثمَّ عِندَ عُمرَ حياتَهُ، ثمَّ عِندَ حَفصةَ ابنةِ عُمرَ. قال ابنُ شِهابٍ: وأَخبَرَني أنسُ بنُ مالكٍ أنَّ حُذَيفةَ بنَ اليَمَانِ قَدِمَ على عثمانَ، وكان يُغازِي أهلَ الشَّامِ مع أهلِ العِراقِ، وفَتَحَ أَرْمِينيَّةَ وأَذْرَبِيجانَ، فأَفزَعَ حُذَيفةَ اختِلافُهُم في القِراءةِ، فقال لعُثمانَ: يا أميرَ المؤْمِنينَ، أَدرِكْ هذِه الأُمَّةَ قبْلَ أنْ يَختلِفوا في الكِتابِ كما اختَلَفَتِ اليَهودُ والنَّصارَى. فأَرسَلَ عثمانُ رضيَ اللهُ عنه إلى حَفصةَ: أنْ أَرسِلي إلَينا بالصُّحُفِ نَنسَخُها في المصاحِفِ ثمَّ نَرُدُّها إليك. فأَرسَلَتْ بها إلَيهِ، فأَمَرَ زَيدًا، وعبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ، وسعيدَ بنَ العاصِ، وعبدَ الرَّحمنِ بنَ الحارِثِ بنِ هِشامٍ أنْ يَنسَخُوا الصُّحُفَ في المَصاحِفِ، فإنِ اختَلَفُوا في شَيءٍ مِنَ القرآنِ فاكتُبُوهُ بلِسانِ قُرَيشٍ؛ فإنَّ القرآنَ نزَلَ بلِسانِهِم. ففَعَلوا ذلك، حتَّى إذا نَسَخُوا الصُّحُفَ في المصاحفِ رَدَّ عثمانُ الصُّحُفَ إلى حَفصةَ، فأَرسَلَ إلى كلِّ أُفقٍ بمُصحفٍ ممَّا نَسَخُوا، وأَمَرَ بما سِواهُ مِنَ القرآنِ في كلِّ صَحيفةٍ أو مُصحفٍ أنْ يُمْحَى أو يُحرَقَ".
 

1 - ذَكَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الشِّركَ، فقال: هو فيكُم أَخفَى مِن دَبِيبِ النَّملِ، فسأَدُلُّكَ على شَيءٍ إذا فَعَلْتَهُ ذهَبَ عنك صِغارُ الشِّركِ وكِبارُه، أو: صغيرُ الشِّركِ وكبيرُه. قال: قُلْ: اللَّهمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ أنْ أُشرِكَ بكَ وأنا أَعلَمُ، وأَستغفِرُكَ لِمَا لا أَعلَمُ"، يَقولُها ثلاثَ مرَّاتٍ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مسند أبي بكر
الصفحة أو الرقم : 18 التخريج : أخرجه المروزي في ((مسند أبي بكر)) (18) واللفظ له، وأبو يعلى (60)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (7/240)
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الرياء والسمعة إيمان - الشرك ظلم عظيم استعاذة - التعوذات النبوية استغفار - كيفية الاستغفار
|أصول الحديث

2 - تَغَيَّظَ أبو بَكرٍ على رجُلٍ، فقلْتُ: مَن هو يا خليفةَ رسولِ اللهِ، قال: لِمَ؟ قلْتُ: لِأَضْرِبَ عُنُقَه إنْ أَمَرْتَني بذلك، قال: وكنتَ فاعِلًا؟ قال: قلْتُ: نعَمْ، قال: فواللهِ لَأَذْهَبَ عِظَمُ كَلِمَتي الَّتي قُلْتُ غَضَبَهُ، ثمَّ قال: «ما كانتْ لأحَدٍ بعْدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ».
خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي
الراوي : أبو برزة الأسلمي نضلة بن عبيد | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مسند أبي بكر
الصفحة أو الرقم : 68 التخريج : أخرجه أبو داود (4363)، والنسائي (4071)، وأحمد (61) باختلاف يسير، والمروزي في ((مسند أبي بكر)) (68) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: حدود - حد من سب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - قال ابنُ عُمرَ لغُلامِه: انظُرِ المكانَ الَّذي فيه ابنُ الزُّبَيرِ مَصلوبًا، فلا تَمُرَّ بي علَيهِ. فسَهَا الغُلامُ، فإذا هو يَنظُرُ إلى ابنِ الزُّبَيرِ مَصلوبًا، فقال: يَغفِرُ اللهُ لك –ثلاثًا-، واللهِ لقد كنتَ صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولًا للرَّحِمِ، وإنِّي لأَرجو مع مَساوئِ ما أَصَبْتَ ألَّا يُعذِّبَك اللهُ. ثمَّ الْتَفَتَ إليَّ، فقال: سمِعتُ أبا بَكرٍ يقولُ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن يَعمَلْ سُوءًا يُجْزَ بهِ في الدُّنيا».
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مسند أبي بكر
الصفحة أو الرقم : 22 التخريج : أخرجه الترمذي (3039) بنحوه مطولاً، وأحمد (23) باختلاف يسير، والمروزي في ((مسند أبي بكر)) (22) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النساء مناقب وفضائل - عبد الله بن الزبير مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

4 - ... ثمَّ تَكلَّمَ أبو بَكرٍ، فحَمِدَ اللهَ وأَثنَى علَيهِ بما هو أهلُه، ثمَّ قال: أمَّا بعدُ، أيُّها النَّاسُ، فإنِّي قد وُلِّيتُ علَيكُم، ولسْتُ بخَيرِكُم، فإنْ أَحسَنْتُ فأَعِينُوني، وإنْ أَسأْتُ فقَوِّمُوني، الصِّدقُ أَمانةٌ، والكَذِبُ خيانةٌ، والضَّعيفُ مِنكُم قَوِيٌّ عِندي حتَّى أُزيحَ عِلَّتَهُ إنْ شاءَ اللهُ، والقَويُّ فيكُم ضَعيفٌ حتَّى آخُذَ مِنهُ الحقَّ إنْ شاءَ اللهُ، لا يَدَعُ قَومٌ الجِهادَ في سبيلِ اللهِ إلَّا ضرَبَهُمُ اللهُ بالذُّلِّ، ولا يُشيِعُ قَومٌ الفاحِشةَ إلَّا عَمَّهُمُ اللهُ بالبلاءِ، أَطِيعوني ما أَطَعْتُ اللهَ ورسولَهُ، فإذا عَصَيْتُ اللهَ ورسولَهُ فلا طاعةَ لي علَيكُم. قُومُوا إلى صَلاتِكُم يَرحَمْكُمُ اللهُ.
خلاصة حكم المحدث : إسناد صحيح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مسند أبي بكر
الصفحة أو الرقم : 1/159 التخريج : أخرجه الطبري في ((التاريخ)) (2/237) واللفظ له. وأخرجه بنحوه المروزي في ((مسند أبي بكر)) (91) من حديث قيس بن أبي حازم
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - الكذب وما جاء فيه إمامة وخلافة - الإنكار على الأمراء فيما خالفوا الشرع فيه إمامة وخلافة - وجوب طاعة الإمام جهاد - التغليظ في ترك الجهاد مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - عن أبي رافِعٍ قال: خرَجْتُ بخَلْخالَينِ لِأَبيعَهُما، وكان أهْلُنا قد احتاجُوا إلى نَفَقةٍ، فرأيْتُ أبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ، فقال: أين تُريدُ؟ قال: قلْتُ: احتاجَ أهْلُنا إلى النَّفَقةِ، فأَخرَجْتُ هذَينِ الخَلْخالَينِ. قال: وأنا خرَجْتُ بدُرَيْهَماتٍ أُريدُ بها فِضَّةً أَجْوَدَ مِنها. قال: فوَضَع الخَلْخالَينِ في كِفَّةٍ، ووَضَع الدَّراهمَ في كِفَّةٍ، فرَجَح الخَلْخالانِ على الدَّراهمِ شَيئًا، فدَعَا بمِقْراضٍ، قال: قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! هو لك، قال: إنْ تَتْرُكْهُ فإنَّ اللهَ تبارَك وتعالى لا يَترُكُه؛ سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «الذَّهبُ بالذَّهبِ، مِثلًا بمِثلٍ، والفِضَّةُ بالفِضَّةِ مِثلًا بمِثلٍ، الزَّائدُ والمُزادُ في النَّارِ».
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف جدا
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مسند أبي بكر
الصفحة أو الرقم : 81 التخريج : أخرجه عبدالرزاق (14569)، وابن أبي شيبة (22946)، والمروزي في ((مسند أبي بكر)) (81) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: بيوع - بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة ربا - الربا في المكيلات والموزونات ربا - ذم الربا وآكله وموكله نفقة - النفقة على الأهل ربا - ما يقع فيه الربا
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

6 - أنَّ أبا بَكرٍ -رضيَ اللهُ عنه- أَرسَلَ إلَيهِ مَقتَلَ أهلِ اليَمامةِ، قال: فأَتَيْتُه فإذا عُمرُ عِندَه، فقال أبو بَكرٍ: إنَّ عُمرَ أَتاني، فقال: إنَّ القتلَ قد استَحَرَّ بأهلِ اليَمامةِ مِن قُرَّاءِ المسْلِمينَ، وإنِّي أَخشَى أنْ يَستَحِرَّ القتلُ بالقُرَّاءِ في المَواطِنِ فيَذهَبَ كثيرٌ مِنَ القرآنِ لا يُوعَى، وإنِّي أَرَى أنْ تَأمُرَ بجَمْعِ القرآنِ. فقلْتُ لعُمرَ: كيف أَفعَلُ شَيئًا لم يَفعَلْهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقال عُمرُ: هو واللهِ خَيرٌ. فلمْ يَزَلْ يُراجِعُني في ذلك حتَّى شرَحَ اللهُ صَدْري، ورأيتُ فيه الَّذي رأَى عُمرُ. قال زَيدٌ: وعُمرُ جالِسٌ عِندَه لا يَتكلَّمُ. فقال أبو بَكرٍ: إنَّك شابٌّ عاقِلٌ، ولا نَتَّهِمُكَ، وكنتَ تَكتُبُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الوَحيَ، فاتَّبِعِ القرآنَ واجْمَعْهُ. قال زَيدٌ: فواللهِ لو كلَّفَني نقْلَ جبَلٍ مِنَ الجبالِ ما كان أَثقَلَ عليَّ ممَّا أَمَرَني بهِ مِن جمْعِ القرآنِ، فقلْتُ: كيف تَفعَلونَ شَيئًا لم يَفعَلْهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟! قال: هو واللهِ خَيرٌ، فلمْ يَزَلْ أبو بَكرٍ يُراجِعُني حتَّى شرَحَ اللهُ صَدْري للَّذي شرَحَ بهِ صدرَ أبي بَكرٍ وعُمرَ، فجَمَعْتُ القرآنَ، جَمَعْتُه مِنَ الرِّقاعِ، والأَكتافِ، والعُسُبِ، وصُدورِ الرِّجالِ، حتَّى وجَدْتُ آخِرَ سورةِ التَّوبةِ مع خُزَيمةَ بنِ ثابتٍ الأَنصاريِّ، لم أَجِدْها مع أحدٍ غَيرِه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128] إلى آخِرِ السُّورةِ. وكانتِ المَصاحِفُ الَّتي جَمَعْنا فيها القرآنَ عِندَ أبي بَكرٍ حياتَه حتَّى تَوفَّاهُ اللهُ عزَّ وجلَّ، ثمَّ عِندَ عُمرَ حتَّى تَوفَّاهُ اللهُ، ثمَّ عِندَ حَفصةَ بنتِ عُمرَ رضيَ اللهُ عنهُم أَجمَعينَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مسند أبي بكر
الصفحة أو الرقم : 46 التخريج : أخرجه البخاري (4986) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة التوبة قرآن - جمع القرآن مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - القراء
|أصول الحديث

7 -  أَرسَلَ إليَّ أبو بَكرٍ مَقتَلَ أهلِ اليَمامةِ، فأَتَيْتُه وعِندَه عُمرُ، فقال: إنَّ عُمرَ أَتاني، فقال: إنَّ القتلَ قدِ استَحَرَّ يومَ اليَمامةِ بقُرَّاءِ القرآنِ، وإنِّي أَرَى أنْ تَأمُرَ بجَمعِ القرآنِ، قال: وكيف أَفعَلُ شَيئًا لم يَفعَلْهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال عُمرُ: هو واللهِ خَيرٌ، فلمْ يَزَلْ يُراجِعُني حتَّى شَرَح اللهُ صَدْري للَّذي شرَح له صدْرَ عُمرَ، ثمَّ قال: إنَّك غُلامٌ شابٌّ عاقلٌ، لا نَتَّهِمُك، وقد كنتَ تَكتُبُ الوَحيَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتَتَبَّعِ القرآنَ فاجْمَعْهُ، فقلْتُ: كيف تَفعَلانِ شَيئًا لم يَفعَلْهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ فقال أبو بَكرٍ: هو واللهِ خَيرٌ، فلمْ يَزَلْ يُراجِعُني حتَّى شرَح اللهُ صَدْري للَّذي شرَح له صدْرَ أبي بَكرٍ وعُمرَ رضيَ اللهُ عنهما، واللهِ لو كَلَّفاني نقْلَ جبَلٍ مِنَ الجِبالِ ما كان أَثقَلَ عليَّ مِنَ الَّذي كَلَّفاني. قال: فتَتَبَّعْتُ القرآنَ أَجمَعُه مِنَ العُسُبِ، والرِّقاعِ، وصُدورِ الرِّجالِ. قال: ووجَدْتُ آيةً مع خُزَيمةَ أو أبي خُزَيمةَ -شكَّ إبراهيمُ- كنتُ أَسمَعُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقرَأُ بها في التَّوبةِ: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128] إلى آخِرِ الآيةِ، فكتَبْتُها. وكانتِ الصُّحُفِ عِندَ أبي بَكرٍ حياتَهُ، ثمَّ عِندَ عُمرَ حياتَهُ، ثمَّ عِندَ حَفصةَ ابنةِ عُمرَ. قال ابنُ شِهابٍ: وأَخبَرَني أنسُ بنُ مالكٍ أنَّ حُذَيفةَ بنَ اليَمَانِ قَدِمَ على عثمانَ، وكان يُغازِي أهلَ الشَّامِ مع أهلِ العِراقِ، وفَتَحَ أَرْمِينيَّةَ وأَذْرَبِيجانَ، فأَفزَعَ حُذَيفةَ اختِلافُهُم في القِراءةِ، فقال لعُثمانَ: يا أميرَ المؤْمِنينَ، أَدرِكْ هذِه الأُمَّةَ قبْلَ أنْ يَختلِفوا في الكِتابِ كما اختَلَفَتِ اليَهودُ والنَّصارَى. فأَرسَلَ عثمانُ رضيَ اللهُ عنه إلى حَفصةَ: أنْ أَرسِلي إلَينا بالصُّحُفِ نَنسَخُها في المصاحِفِ ثمَّ نَرُدُّها إليك. فأَرسَلَتْ بها إلَيهِ، فأَمَرَ زَيدًا، وعبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ، وسعيدَ بنَ العاصِ، وعبدَ الرَّحمنِ بنَ الحارِثِ بنِ هِشامٍ أنْ يَنسَخُوا الصُّحُفَ في المَصاحِفِ، فإنِ اختَلَفُوا في شَيءٍ مِنَ القرآنِ فاكتُبُوهُ بلِسانِ قُرَيشٍ؛ فإنَّ القرآنَ نزَلَ بلِسانِهِم. ففَعَلوا ذلك، حتَّى إذا نَسَخُوا الصُّحُفَ في المصاحفِ رَدَّ عثمانُ الصُّحُفَ إلى حَفصةَ، فأَرسَلَ إلى كلِّ أُفقٍ بمُصحفٍ ممَّا نَسَخُوا، وأَمَرَ بما سِواهُ مِنَ القرآنِ في كلِّ صَحيفةٍ أو مُصحفٍ أنْ يُمْحَى أو يُحرَقَ".

8 - عن عائشة أنَّ فاطمةَ والعبَّاس أتيَا أبا بكر -رضي الله عنهم- يلتمسان ميراثَهما من رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهما حينئذٍ يطلبان أرضَه من فَدَكٍ، وسَهمَه مِن خَيبرَ، فقال لهما أبو بكر: سمعتُ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: «لا نُورَثُ، ما ترَكْنا صَدَقةٌ، إنَّما يأكُلُ آلُ مُحمَّد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا المالِ»، وإنِّي واللهِ لا أدَعُ أمرًا رأيتُ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصنَعُه فيه إلَّا صنعته. قالت: فهَجَرته فاطمةُ فلم تكَلِّمْه في ذلك حتى ماتَت، فدفَنَها عليٌّ رضي الله عنه ليلًا، ولم يُؤذَنْ بها أبو بكر. قالت: فكان لعليٍّ رضي الله عنه وجهٌ مِن النَّاسِ حياةَ فاطمةَ رضي الله عنها، فلما توفِّيَت فاطمةُ انصرفت وجوهُ النَّاسِ عن عليٍّ، فمكثت فاطمةُ ستة أشهر بعد رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثمَّ تُوفِّيَت. قال مَعْمَر: فقال رجل للزُّهري -رحمه الله-: فلم يبايِعْه ستةَ أشهرٍ؟ قال: لا، ولا أحدٌ مِن بني هاشم حتى بايعه عليٌّ. قال: فلما رأى عليٌّ انصرافَ وجوه الناس عنه ضَرَع إلى مصالحة أبي بكر، فأرسل إلى أبي بكرٍ رضي الله عنه: ائتِنا، ولا تأتِنا بأحدٍ معك، وكَرِهَ أن يأتيه عُمَرُ؛ لِما عَلِمَ من شدة عمر، فقال عمر: لا تأتِهم وَحدَك، فقال أبو بكر: والله لآتينَّهم وحدي، وما عسى أن يصنعوا بي؟! فانطلق أبو بكرٍ فدخل على عليٍّ رضي الله عنه وقد جمع بني هاشم عنده، فقام علي، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه بما هو أهلُه، ثم قال: أمَّا بعدُ، فإنَّه لم يمنَعْنا أن نبايعَك يا أبا بكر إنكارٌ لفضيلتك، ولا نفاسةٌ عليك لخيرٍ ساقه الله إليك، ولكِنَّا كنا نرى أنَّ لنا في هذا الأمر حقًّا، فاستبدَدْتُم علينا، ثم ذكَرَ قرابتَه مِن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحَقَّهم، فلم يزَلْ يذكُرُ ذلك حتى بكى أبو بكرٍ، فلما صَمَت عليٌّ تشهَّد أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أمَّا بعدُ، فوالله لَقرابةُ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحبُّ إليَّ أن أصِلَ مِن قرابتي، وإنِّي والله ما ألَوتُ في هذه الأمور التي كانت بيني وبينكم عن الخيرِ، ولكنِّي سمعتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: «لا نُورَثُ، ما ترَكْنا صدقةٌ، إنَّما يأكلُ آلُ محمدٍ في هذا المال»، وإنِّي واللهِ لا أذكرُ أمرًا صنعه فيه إلَّا صنعتُه إن شاء الله. ثمَّ قال عليٌّ رضي الله عنه: مَوعِدُك العشيَّةُ للبيعة. فلمَّا صلى أبو بكر رضي الله عنه الظُّهرَ أقبل على النَّاسِ، ثم عذر عليًّا رضي الله عنه ببعض ما اعتذر به، ثم قام عليٌّ فذكَرَ مِن حَقِّ أبي بكر رضي الله عنهما، وذكر فضيلتَه وسابقتَه، ثم مضى إلى أبي بكر فبايعه، قال: فأقبل النَّاسُ إلى عليٍّ، فقالوا: أصبتَ وأحسنتَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مسند أبي بكر
الصفحة أو الرقم : 38 التخريج : أخرجه البخاري (6725، 6726) مفرقاً مختصراً، ومسلم (1759)، وأبو داود (2968)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (4443)، وأحمد (58) مختصراً، والمروزي في ((مسند أبي بكر)) (38) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل اعتصام بالسنة - لزوم السنة غنائم - قسمة خيبر فرائض ومواريث - لا نورث ما تركنا صدقة جهاد - سهم ذوي القربى
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - عن عثمانَ بنِ عفَّانَ رضيَ اللهُ عنه يُحدِّثُ أنَّ رِجالًا مِن أصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ تُوفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَزِنوا علَيهِ، حتَّى كادَ بعضُهُم أنْ يَتَوسْوَسَ، قال عثمانُ: وكنتُ مِنهُم، فبيْنا أنا جالِسٌ في ظِلِّ أُطُمٍ مِنَ الآطامِ فمَرَّ عليَّ عُمرُ بنُ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنه، فسَلَّمَ، فلمْ أَشعُرْ أنَّه مَرَّ ولا سَلَّمَ، فانطلَقَ عُمرُ حتَّى دخَلَ على أبي بَكرٍ رضيَ اللهُ عنه، فقال: ألا أُعَجِّبُك؟! مرَرْتُ على عثمانَ فسلَّمْتُ علَيهِ فلمْ يَرُدَّ السَّلامَ. قال: فأَقبَلَ أبو بَكرٍ وعُمرُ رضيَ اللهُ عنهما في وِلايةِ أبي بَكرٍ حتَّى أَتَيَا، فسَلَّمَا جميعًا، ثمَّ قال أبو بَكرٍ: جاءَني أَخوكَ عُمرُ فزَعَم أنَّه مَرَّ عليك فسَلَّمَ فلمْ تَرُدَّ علَيهِ السَّلامَ، فما الَّذي حمَلَكَ على ذلك؟ فقال: ما فعَلْتُ، قال عُمرُ: بلى، ولكنَّها عُبِّيَّتُكُم يا بَني أُمَيَّةَ! قال عثمانُ: فقلتُ: واللهِ ما شَعَرْتُ بأنَّك مرَرْتَ ولا سلَّمْتَ، قال: فقال أبو بَكرٍ: صدَقَ عثمانُ، وقد شَغَلَكَ أمْرٌ؟ قال: قلتُ: أجَلْ، قال: فما هو؟ قال عثمانُ: قلْتُ: تَوفَّى اللهُ عزَّ وجلَّ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قبْلَ أنْ أَسألَهُ عن نجاةِ هذا الأمرِ، قال أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رضيَ اللهُ عنه: قد سألْتُه عن ذلك، قال عثمانُ: فقُمْتُ إلَيهِ، فقلْتُ: بأبي وأُمِّي أنتَ، أحقٌّ؟ قال أبو بَكرٍ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ما نَجاةُ هذا الأمرِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «مَن قَبِلَ الكَلِمةَ الَّتي عَرَضْتُ على عمِّي فرَدَّها عليَّ؛ فهيَ له نَجاةٌ».
خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مسند أبي بكر
الصفحة أو الرقم : 14 التخريج : أخرجه أحمد (20)، والبزار (4)، والمروزي في ((مسند أبي بكر)) (14) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام إسلام - فضل الشهادتين آداب السلام - البدء في السلام لمن يكون مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جنائز وموت - الحزن لموت الأفاضل
|أصول الحديث

10 - «أَصبَحَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يومٍ فصَلَّى الغَداةَ، ثمَّ جلَسَ، حتَّى إذا كان مِنَ الضُّحى ضَحِكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ جَلَس مَكانَهُ حتَّى صلَّى الأُولى والعصرَ والمغربَ، كلُّ ذلك ولا يَتكلَّمُ، حتَّى صلَّى العِشاءَ الآخِرةَ، ثمَّ قامَ إلى أهْلِه». فقال النَّاسُ لأبي بَكرٍ رضيَ اللهُ عنه: سَلْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما شأْنُه؟ صَنَعَ اليَومَ شَيئًا لم يَصنَعْهُ قَطُّ. قال: فسألَهُ، فقال: "نعَمْ؛ عُرِضَ عليَّ ما هو كائِنٌ مِن أمرِ الدُّنيا والآخِرةِ، فجُمِع الأَوَّلونَ والآخِرونَ بصَعيدٍ واحدٍ، ففَظِعَ النَّاسُ بذلك ، حتَّى انطَلَقوا إلى آدَمَ والعَرَقُ يَكادُ يُلجِمُهُم، فقالوا: يا آدَمُ، أنتَ أبو البشرِ، وأنتَ الَّذي اصْطَفاكَ اللهُ ، فاشفَعْ لنا إلى ربِّكَ، قال: قد لَقِيتُ مِثلَ الَّذي لَقِيتُم، فانطَلِقوا إلى أَبيكُم بعْدَ أَبيكُم؛ إلى نوحٍ: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33]. قال: فيَنطلِقونَ إلى نوحٍ، فيَقولونَ: اشفَعْ لنا إلى ربِّكَ تبارَك وتعالى، فأنتَ اصْطَفاكَ اللهُ واستَجابَ لك في دُعائِكَ، ولم يَدَعْ على الأرضِ مِنَ الكافِرينَ دَيَّارًا، فيقولُ: ليس ذلِكُم عِندي، ولكنِ انطَلِقوا إلى إبراهيمَ؛ فإنَّ إبراهيمَ اتَّخَذَهُ اللهُ خَليلًا. فيَأْتونَ إبراهيمَ، فيقولُ: ليس ذلِكُم عِندي، ولكنِ انطَلِقوا إلى موسَى؛ فإنَّ اللهَ كلَّمَهُ تَكليمًا، فيقولُ موسَى: ليس ذلِكُم عِندي، ولكنِ انطَلِقوا إلى عيسى ابنِ مريمَ؛ فإنَّه يُبرِئُ الأَكمَهَ والأَبرصَ ويُحيِي الموْتى، فيقولُ: ليس ذلِكُم عِندي، ولكنِ انطَلِقوا إلى سيِّدِ ولَدِ آدَمَ؛ فإنَّه أوَّلُ مَن تَنشَقُّ عنهُ الأرضُ يومَ القيامةِ؛ انطَلِقوا إلى محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلْيَشفَعْ لكُم إلى ربِّكُم تبارَك وتعالى. فيأتي جِبريلُ علَيهِ السَّلامُ ربَّهُ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: ائْذَنْ لهُ، وبَشِّرْهُ بالجَنَّةِ. قال: فيَنطلِقُ به جِبريلُ علَيهِ السَّلامُ، فيَخِرُّ ساجِدًا قَدْرَ جُمُعةٍ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يا محمَّدُ، ارفَعْ رأسَكَ، وقُلْ تُسمَعْ، واشفَعْ تُشَفَّعْ. قال: فيَرفَعُ رأسَه، فإذا نَظَر إلى ربِّه عزَّ وجلَّ خَرَّ ساجِدًا قَدْرَ جُمُعةٍ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: يا محمَّدُ، ارفَعْ رأسَكَ، وقُلْ تُسمَعْ، واشفَعْ تُشَفَّعْ. فيَذهَبُ لِيَقَعَ ساجِدًا، فيَأخُذُ جِبريلُ علَيهِ السَّلامُ بِضَبْعِه، قال: فيَفتَحُ اللهُ علَيهِ مِنَ الدُّعاءِ شَيئًا لم يَفتَحْهُ على بشَرٍ قَطُّ، قال: فيَقولُ: أيْ رَبِّ، جعَلْتَني سيِّدَ ولَدِ آدَمَ ولا فَخْرَ، وأوَّلَ مَن تَنشَقُّ عنهُ الأرضُ يومَ القيامةِ ولا فَخْرَ، حتَّى إنَّه لَيَرِدُ عليَّ الحَوضَ أَكثَرُ ممَّا بيْن صَنْعاءَ وأَيْلةَ. ثمَّ يُقالُ: ادْعُوا الصِّدِّيقينَ، فيَشفَعونَ، ثمَّ يُقالُ: ادْعُوا الأنبياءَ، فيَجيءُ النَّبيُّ ومعه العِصابةُ، والنَّبيُّ ومعه الخمسةُ والسِّتَّةُ، والنَّبيُّ وليس معهُ أحَدٌ، ثمَّ يُقالُ: ادْعُوا الشُّهَداءَ، فيَشفَعونَ لِمَنْ أَرادُوا، فإذا فعَلَتِ الشُّهداءُ ذلك يقولُ اللهُ تبارَك وتعالى: أنا أَرحَمُ الرَّاحِمينَ، أَدْخِلوا جَنَّتي مَن كان لا يُشرِكُ باللهِ شَيئًا، قال: فيَدْخُلونَ. قال: ثمَّ يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: انظُرُوا في النَّارِ هلْ تَلْقَوْنَ فيها مِن أحَدٍ عمِلَ خَيرًا قَطُّ؟ قال: فيَجِدونَ في النَّارِ رجُلًا، فيُقالُ له: هلْ عمِلْتَ خَيرًا قَطُّ؟ فيقولُ: لا، غيْرَ أنِّي كنتُ أُسامِحُ النَّاسَ في البَيعِ، فيقولُ: أَسمِحُوا لعبْدي كإِسماحِه إلى عِبادي. ثمَّ يُخرِجونَ مِنَّ النَّارِ رجُلًا آخَرَ، فيُقالُ له: هل عمِلتَ خَيرًا قَطُّ؟ فيقولُ: لا، غيْرَ أنِّي أَمَرْتُ ولَدي إذا مِتُّ فأَحرِقُوني بالنَّارِ، ثمَّ اطْحَنُوني، حتَّى إذا كنتُ مِثلَ الكُحلِ فاذْهَبُوا بي إلى البحرِ، فاذْرُوني في الرِّيحِ، فواللهِ لا يَقدِرُ عليَّ رَبُّ العالَمينَ أبدًا! قال: فقال اللهُ تبارَك وتعالى له: لِمَ فعَلْتَ ذلك؟ قال: مِن مَخافَتِكَ، قال: فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: انظُرُوا إلى مُلْكٍ كان أَعظَمَ مُلْكٍ، كان لك مِثلُه وعشَرةُ أَمثالِه قال: فيقولُ أَتَسْخَرُ بي وأنت المَلِكُ؟! قال: فضَحِكَ اللهُ تبارَك وتعالى، «فذلِك»، أو: «وذاك» الَّذي ضَحِكتُ مِنهُ مِنَ الضُّحَى".
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مسند أبي بكر
الصفحة أو الرقم : 15 التخريج : أخرجه أحمد (15)، والبزار (76)، وأبو يعلى (56)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة آل عمران جهنم - ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد رقائق وزهد - الخوف من الله قيامة - الشفاعة قيامة - أهوال يوم القيامة
|أصول الحديث | شرح الحديث