الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عن طُفَيْلِ بنِ سَخبَرَةَ، أخي عائشةَ لأُمِّها، أنَّهُ رأى فيما يرَى النَّائمُ كأنَّهُ مرَّ برَهْطٍ منَ اليهودِ فقالَ مَن أنتُم قالوا نحنُ اليهودُ قالَ إنَّكم أنتُم القَومُ لَولا أنَّكم تزعُمونَ أنَّ عُزَيرًا ابنُ اللَّهِ فقالَت اليهودُ وأنتُم القَومُ لَولا أنَّكم تقولونَ ما شاءَ اللَّهُ وشاءَ محمَّدٌ ثمَّ مرَّ برَهْطٍ منَ النَّصارَى فقالَ مَن أنتُم قالوا نحنُ النَّصارَى فقالَ إنَّكم أنتُم القَومُ لَولا أنَّكم تقولونَ المسيحُ ابنُ اللَّهِ قالوا وإنَّكم أنتُم القَومُ لَولا أنَّكم تقولونَ ما شاءَ اللَّهُ وشاءَ محمَّدٌ فلمَّا أصبحَ أخبرَ بِها مَن أخبرَ ثمَّ أتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ فأخبرَهُ فقالَ هل أخبَرتَ بِها أحدًا قالَ عفَّانُ قالَ نعَم فلمَّا صلَّوا خطبَهُم فحمِدَ اللَّهَ وأثنَى علَيهِ ثمَّ قالَ إنَّ طُفَيْلًا رأى رؤيا فأخبرَ بِها مَن أخبرَ منكُم وإنَّكم كنتُم تقولونَ كلمةً كانَ يمنَعُني الحياءُ منكُم أن أنهاكُم عَنها قالَ لا تقولوا ما شاءَ اللَّهُ وما شاءَ محمَّدٌ

2 - بينَما أَنا نائمٌ إذ رأيتُ عمودَ الكتابِ احتُمِلَ مِن تحتِ رأسي، فظَنَنتُ أنَّهُ مَذهوبٌ بِهِ، فأتبعتُهُ بَصري، فعُمِدَ بِهِ إلى الشَّامِ ألا وإنَّ الإيمانَ حينَ تَقعُ الفتنُ بالشَّامِ

3 - ألا إنَّكم يا معشرَ خُزاعةَ قتلتُم هذا القتيلَ من هُذَيلٍ، وإنِّي عاقِلُهُ، فمن قُتِلَ لهُ بعدَ مقالتي هذهِ قتيلٌ، فأهلُهُ بينَ خَيرتَينِ : بين أن يأخذوا العقلَ أو يقتُلوا.

4 - لمَّا نَزَلَتْ: {ثُمَّ إنَّكم يَوْمَ القِيامةِ عنْدَ رَبِّكم تَخْتَصِمونَ} قالَ الزُّبَيْرُ: يا رَسولَ اللهِ، أَتُكرَّرُ علينا الخُصومةُ بَعْدَ الَّذي كانَ بَيْنَنا في الدُّنْيا؟ قالَ: نَعمْ، فقالَ: إنَّ الأمْرَ إذَنْ لَشَديدٌ.

5 - مُرَّ على النَّبيِّ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - بجنازةٍ، فأُثْنيَ عليها خيرًا في مَناقبِ الخيرِ، فقالَ : وجبَت ثمَّ مرُّوا عليهِ بأخرى، فأُثْنيَ عليها شرًّا في مَناقبِ الشَّرِّ، فقالَ : وجبَت، إنَّكم شُهَداءُ اللَّهِ في الأرضِ.

6 - إنكمْ لتعملونَ أعمالًا هيَ أدقُّ، في أعينِكُمْ منَ الشعرِ كنَّا نعدُّها على عهدِ رسولِ اللهِ – صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلمَ – منَ الموبقاتِ . فقلتُ لأبِي قتادةَ : كيفَ لوْ أدرَكَ زمانَنا هذا ؟ قال : لكانَ ذلكَ أقولُ.

7 - كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ في سَفَرِه الَّذي ناموا فيه، وطَلَعَتْ عليهم الشَّمْسُ، ثُمَّ قالَ: «إنَّكم كُنْتُم أمْواتًا فرَدَّ اللهُ إليكم أرْواحَكم، فمَن نامَ عن صَلاةٍ فلْيُصَلِّها إذا اسْتَيْقَظَ، ومَن نَسِيَ صَلاةً فلْيُصَلِّها إذا ذَكَرَها».
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو جحيفة | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1214
التصنيف الموضوعي: صلاة - من نام عن صلاة أو نسيها
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - أنَّ يَهوديًّا أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آله وسلَّمَ فقالَ : إنَّكم تندِّدونَ، وإنَّكم تُشرِكونَ تقولونَ: ما شاءَ اللَّهُ وشئتَ، وتقولونَ: والكعبةِ، فأمرَهُمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - : إذا أرادوا أن يحلِفوا أن يقولوا: وربِّ الكعبةِ، ويقولونَ: ما شاءَ اللَّهُ، ثمَّ شئتَ

9 - لمَّا نزلت { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ } [ الزمر : 39 ] قال الزُّبيرُ أي رسولَ اللَّهِ معَ خصومتِنا في الدُّنيا قال نعم ولمَّا نزلت {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [ التكاثر : 8 ] قال الزُّبيرُ أي رسولَ اللَّهِ أيُّ نعيمٍ نُسألُ عنهُ وإنَّما - يعني - هما الأسودانِ التَّمرُ والماءُ قال أما إنَّ ذلِك سيَكونُ

10 - قَدِمَ علينا مُعاذُ بنُ جَبَلٍ اليَمَنَ؛ رَسولُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ إلينا، قالَ: فسَمِعْتُ تَكْبيرَه معَ الفَجْرِ، رَجُلٌ أَجَشُّ الصَّوْتِ ، قالَ: فأَلْقَيْتُ عليه مَحَبَّتي فما فارَقْتُه حتَّى دَفَنْتُه بالشَّامِ مَيِّتًا، ثُمَّ نَظَرْتُ إلى أَفقَهِ النَّاسِ بَعْدَه، فأَتَيْتُ ابنَ مَسْعودٍ، فلَزِمْتُه حتَّى ماتَ، فقالَ: قالَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: «كيف بِكُمْ إذا أَتَتْ عليكم أُمَراءُ يُصَلُّونَ الصَّلاةَ لغَيْرِ ميقاتِها؟» قُلْتُ: فما تَأمُرُني إن أَدرَكَني ذلك يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: «صَلِّ الصَّلاةَ لِميقاتِها ، واجْعَلْ صَلَواتِك معَهم سُبْحةً».

11 - عنِ الزُّبَيْرِ بنِ العوَّامِ قالَ : لمَّا نزلَت هذِهِ السُّورَةُ علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ قالَ الزُّبَيْرُ : أي رسولَ اللَّهِ أيُكَرَّرُ علينا ما كانَ بينَنا في الدُّنيا معَ خواصِّ الذُّنوبِ ؟ قالَ: نعَم ليُكَرَّرنَّ عليكُم حتَّى يؤدَّي إلى كلِّ ذي حقٍّ حقُّه فقالَ الزُّبَيْرُ: واللَّهِ إنَّ الأمرَ لَشَديدٌ

12 - عن ابنِ عبَّاسٍ قال : آيةٌ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ لا يسألُني النَّاسُ عنها ولا أدري أعرَفوا ولا يسألوني عنها فسُئلَ ما هيَ قال : لمَّا نزلَت : إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ شقَّ ذلكَ علَى أهلِ مكَّةَ، وقالوا : شتمَ محمَّدٌ آلهتَنا، فجاءَهم ابنُ الزِّبَعْرَى فقال : ما شأنكُم ؟ قالوا : شتمَ محمَّدٌ آلهتَنا. قال : - وما قال ؟ قالوا : قال : إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ قال : ادعوه لي، فدعا محمَّدًا صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ فقال ابنُ الزِّبَعْرَى : يا محمَّدٌ هذا شَيءٌ لآلهتِنا خاصَّةً أم لكلِّ ما عُبِدَ مِن دونِ اللهِ ؟ قال : بل لكلِّ ما عُبِدَ مِن دونِ اللهِ عزَّ وجلَّ. قال : فقال خصَمْناهُ وربُّ هذهِ البِنيَةِ يا محمَّدٌ ألستَ تزعمُ أنَّ عيسَى عبدٌ صالحٌ وعُزَيرًا عبدٌ صالحٌ والملائكةُ عبادٌ صالحونَ ؟ قال : بلَى. قال : فهذهِ النَّصارَى تعبدُ عيسَى وهذهِ اليهودُ تعبدُ عُزَيرًا وهذهِ بنو مَليحٍ تعبدُ الملائكةَ، قال : فضجَّ أهلُ مكَّةَ، فنزلَت : إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ قال : ونزلَت وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وهو الضَّجيجُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح أسباب النزول
الصفحة أو الرقم : 151
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عيسى تفسير آيات - سورة الأنبياء تفسير آيات - سورة الزخرف أنبياء - عزير قرآن - أسباب النزول
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

13 - كُنَّا بالمِربَدِ، فجاءَ رَجُلٌ أَشعَثُ الرَّأسِ، بيَدِه قِطْعةُ أَديمٍ أَحمَرَ، فقُلْنا: كأنَّك مِن أهْلِ البادِيةِ ، قالَ: أجَلْ، قُلْنا: ناوِلْنا هذه القِطْعةَ الأَديمَ الَّتي في يَدِك، فناوَلَناها، فقَرَأْنا، فإذا فيها: «مِن مُحمَّدٍ رَسولِ اللهِ إلى بَني زُهَيْرِ بنِ أُقَيْشٍ، إنَّكم إن شَهِدْتُم أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، وأَقَمْتُم الصَّلاةَ، وآتَيْتُم الزَّكاةَ، وأدَّيْتُم الخُمُسَ مِن المَغنَمِ، وسَهْمَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، وسَهْمَ الصَّفِيِّ، أنتم آمِنونَ بأمانِ اللهِ ورَسولِه»، فقُلْنا: مَن كَتَبَ لك هذا الكِتابَ؟ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشَّيْخين
الراوي : رجل | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 2/423
التصنيف الموضوعي: زكاة - فرض الزكاة علم - كتابة العلم غنائم - فرض الخمس اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها علم - كتابة غير القرآن
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

14 - كنَّا بالمِربدِ فجاءَ رجلٌ أشعثُ الرَّأسِ بيدِهِ قطعةُ أديمٍ أحمرَ فقلنا: كأنَّكَ من أَهلِ الباديةِ؟ قالَ: أجل. قُلنا: ناولنا هذِهِ القطعةَ الأديمَ الَّتي في يدِكَ فَناولَناها فقرأنا فإذا فيها: من مُحمَّدٍ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ إلى نبي زُهيرِ بنِ أُقيشٍ إنَّكم إن شَهدتُم أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وأقمتُمُ الصَّلاةَ وآتيتُمُ الزَّكاةَ وأدَّيتُمُ الخُمُسَ منَ المغنمِ وسَهمَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم وسَهمَ الصَّفيِّ أنتم آمنونَ بأمانِ اللَّهِ ورسولِهِ. فقُلنا: من كتبَ لَكَ هذا الْكتابَ؟ قالَ: رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ.

15 - أتَيتُ المدينةَ وليْسَ لي بِها مَعرِفةٌ، فنزَلْتُ في الصُّفَّةِ معَ رجُلٍ، فكانَ بيْني وبيْنَهُ كلَّ يَومٍ مُدٌّ مِن تمْرٍ، فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ، فلمَّا انصَرفَ قالَ رجلٌ مِن أصحابِ الصُّفَّةِ: يا رسولَ اللهِ، أحرَقَ بُطونَنا التَّمرُ، وتَخرَّقَت عنَّا الخُنُفُ ، فصَعِدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فخَطَبَ ثمَّ قالَ: واللهِ لَو وجَدْتُ خُبزًا ولَحمًا لَأطعَمْتُكُموهُ، أمَا إنَّكُم تُوشِكونَ أنْ يُراحَ عليكم بالجِفانِ، وتَلبَسونَ مِثلَ أستارِ الكعبةِ، قالَ: فقُمتُ فمَكَثْتُ أنا وصاحبي ثَمانيةَ عشَرَ يَومًا وليْلةً وليْس لَنا طعامٌ إلَّا البَريرَ ، حتَّى جِئنا إلى إخوانِنا مِن الأنصارِ فواسَونا، وكانَ خَيرَ ما أصَبْنا هذا التَّمرُ.

16 - أتيتُ المدينةَ وليسَ لي بِها معرفةٌ فنزلتُ في الصُّفَّةِ معَ رجلٍ فَكانَ بيني وبينَه كلَّ يومٍ مُدٌّ من تمرٍ فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ فلمَّا انصرفَ قال رجلٌ من أصحابِ الصُّفَّةِ يا رسولَ اللَّهِ أحرقَ بطونَنا التَّمرُ وتخرَّقت عنَّا الخنُفُ فصعِدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فخطبَ ثمَّ قال واللَّهِ لو وجدتُ خبزًا ولحمًا لأطعمتُكموهُ أما إنَّكم توشِكونَ أن تدرِكوا من أدرَك ذلك مِن أن يُراحَ عليكم بالجفانِ وتلبَسونَ مثلَ أستارِ الكعبةِ قال فقمتُ فمَكثتُ أنا وصاحبي ثمانيةَ عشرَ يومًا وليلةً ما لنا طعامٌ إلَّا البريرَ حتَّى جئنا إلى إخوانِنا منَ الأنصارِ فواسونا وَكانَ خيرَ ما أصبنا هذا التَّمرَ

17 - أتَيتُ المدينةَ ولَيسَ لي بِها معرِفةٌ فنزلتُ في الصُّفَّةِ معَ رجُلٍ، فكانَ بَيني وبَينَهُ كلَّ يَومٍ مُدٌّ مِن تمرٍ. فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ فلمَّا انصرفَ قالَ رجلٌ مِن أصحابِ الصُّفَّةِ يا رسولَ اللَّهِ أحرَقَ بطونَنا التَّمرُ وتخرَّقَت عنَّا الخُنُفُ فصعِدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ فخَطبَ ثمَّ قالَ واللَّهِ لَو وجدتُ خُبزًا أو لَحمًا لأطعمتُكُموهُ أما إنَّكُم توشِكونَ أن تُدرِكوا ومَن أدركَ ذلكَ منكُم أن يُراحَ عليكُم بالجِفانِ وتلبَسونَ مثلَ أستارِ الكعبةِ قالَ فمكَثتُ أنا وصاحبي ثمانيةَ عشرَ يَومًا وليلةً ما لَنا طعامٌ إلَّا البَريدَ حتَّى جئنا إلى إخوانِنا منَ الأنصارِ فواسَونا وكانَ خَيرَ ما أصبنا هذا التَّمرُ

18 - أتتِ الأَنصارُ النَّبيَّ - صلَّى اللَّهُ عَليهِ وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسلَّمَ - بجَماعتِهِم فَقالوا: إلى مَتى ننزعُ من هذِهِ الآبارِ ؟ فلو أَتينا رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ فدَعا اللَّهَ لَنا، فَفجَّرَ لَنا من هذِهِ الجبالِ عيونًا، فَجاءوا بِجَماعتِهِم إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسلَّمَ، فلمَّا رآهُم قالَ : مَرحبًا وأَهْلًا لقَد جاءَ بِكُم إلينا حاجةٌ، قالوا: إي واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ، فقالَ: إنَّكُم لن تسألوني اليومَ شيئًا إلَّا أوتيتُموهُ، ولا أسألُ اللَّهَ شيئًا إلَّا أَعطانيهِ. فأقبلَ بَعضُهُم علَى بَعضٍ فقالوا: الدُّنيا تُريدونَ فاطلُبوا الآخرةَ، فَقالوا بجماعتِهِم: يا رسولَ اللَّهِ، ادعُ اللَّهَ لَنا أن يغفِرَ لَنا، فقالَ: اللَّهمَّ اغفِر للأنصارِ، ولأبناءِ الأنصارِ، ولأبناءِ أبناءِ الأنصارِ

19 - قالَ أبو بَكْرٍ بَعْدَ أن حَمِدَ اللهَ وأَثْنى عليه: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّكم تَقرَؤونَ هذه الآيةَ، وتَضَعونَها على غَيْرِ مَواضِعِها: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}. قالَ عن خالِدٍ: وإنَّا سَمِعْنا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ يقولُ: «إنَّ النَّاسَ إذا رأَوا الظَّالِمَ فلم يَأخُذوا على يَدَيه ، أَوشَكَ أن يَعُمَّهم اللهُ بعِقابٍ». وقالَ عَمْرٌو عن هُشَيمٍ: وإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ يقولُ: «ما مِن قَوْمٍ يُعمَلُ فيهم بالمَعاصي، ثُمَّ يَقدِرونَ على أن يُغيِّروا ثُمَّ لا يُغَيِّروا، إلَّا يوشِكُ أن يَعُمَّهم اللهُ مِنه بعِقابٍ». قالَ أبو داودُ: ورَواه كما قالَ خالِدٌ: أبو أُسامةَ وجَماعةٌ، وقالَ شُعْبةُ فيه: «ما مِن قَوْمٍ يُعمَلُ فيهم بالمَعاصي هُمْ أَكثَرُ ممَّن يَعمَلُه».

20 - جاءنا أعرابيٌّ ونحنُ بالمِربدِ فقالَ: هل فيكم قاريءٌ يقرأُ هذهِ الرُّقعةَ؟ قُلنا: كلُّنا نقرأَ. قالَ: فاقرءوها لي. قالَ: هذا كتابٌ كتبهُ لي محمَّدٌ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لبني زهيرِ بنِ أُقيشٍ حيٍّ من عُكْلٍ: أنَّكم إن شهدتُم لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وأقمتُمُ الصَّلاةَ، وآتيتُمُ الزَّكاةَ، وأخرجتُمُ الخمُسَ منَ الغنيمةِ وسهمَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وصفيَّهِ، فإنَّكم آمنونَ بأمانِ اللَّه قالَ قلنا: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كتبَ لكم هذا الكتابَ؟ قالَ: نعَم أترَوني أكذِبُ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وغضبَ فضربَ بيدِهِ على الكتابِ فأخذهُ، قالَ: فاتَّبعناهُ فقُلنا: حدِّثنا يا أبا عبدِ اللَّهِ عن شيءٍ سمعتَهُ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: سمعتُهُ يقولُ: إنَّ مِمَّا يُذهبُ كثيرًا من وحَرِ الصَّدرِ صومُ شهرِ الصَّبرِ وصومُ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شهرٍ

21 - جاءَنا أعْرابيٌّ ونحن بالمِربَدِ، فقالَ: هل فيكم قارِئٌ يَقرَأُ هذه الرُّقْعةَ؟ قُلْنا: كلُّنا نَقرَأُ، قالَ: فاقْرَؤوها لي، قالَ: هذا كِتابٌ كَتَبَه لي مُحمَّدٌ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، لَبَني زُهَيْرِ بنِ أُقَيْشٍ -حَيٍّ مِن عُكلٍ- «أنَّكم إن شَهِدْتُم أَنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، وأَقَمْتُم الصَّلاةَ، وآتَيْتُم الزَّكاةَ، وأَخرَجْتُم الخُمُسَ مِن الغَنيمةِ، وسَهْمَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، وصَفِيَّه؛ فإنَّكم آمِنونَ بأمانِ اللهِ»، قالَ: قُلْنا: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ كَتَبَ لكم هذا الكِتابَ؟ قالَ: نَعمْ، أَتَرَوْني أَكذِبُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ؟ وغَضِبَ فضَرَبَ بيَدِه على الكِتابِ فأخَذَه، قالَ: فأَتْبَعْناه، فقُلْنا: حَدِّثنا يا أبا عَبْدِ اللهِ عن شيءٍ سَمِعْتَه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، قالَ: سَمِعْتُه يقولُ: «إنَّ ممَّا يُذهِبُ كَثيرًا مِن وَحَرِ الصَّدْرِ صَوْمَ شَهْرِ الصَّبْرِ ، وصَوْمَ ثَلاثةِ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهْرٍ».

22 - غدَا أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم ذاتَ يومٍ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هَلَكْنا وربِّ الكعبةِ! فقال: وما ذاكَ؟ قالوا: النِّفاقَ النِّفاقَ، قال: أَلَستُمْ تَشهَدون أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه؟ قالوا: بلى، قال: ليس ذاك النِّفاقَ. قال: ثمَّ عادوا الثَّانيةَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هَلَكْنا وربِّ الكعبةِ! قال: وما ذاكَ؟ قالوا: النِّفاقَ النِّفاقَ، قال: أَلَستُمْ تَشهَدون أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه؟ قالوا: بلى، قال: ليس ذاك النِّفاقَ. قال: ثمَّ عادوا الثَّالثةَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هَلَكْنا وربِّ الكعبةِ! فقال: وما ذاكَ؟ قالوا: النِّفاقَ النِّفاقَ، قال: أَلَستُمْ تَشهَدون أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه؟ قالوا: بلى، قال: ليس ذاك النِّفاقَ. قالوا: إنَّا إذا كُنَّا عندَكَ كُنَّا على حالٍ، وإذا خَرَجْنا مِن عندِكَ همَّتْنا الدُّنيا وأَهْلونا. قال: لو أنَّكم إذا خرَجْتُمْ مِن عندي تكونون على الحالِ الَّذي تكونون عليه، لصافَحَتْكُمُ الملائكةُ بطُرُقِ المدينةِ.

23 - شكا النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم قُحوطَ المطرِ، فأمر بالمنبرِ فوُضِع له في المصلَّى ووعد النَّاسَ يوما يخرجون فيه. قالت عائشةُ : فخرج النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حين بدا حاجبُ الشَّمسِ ، فقعد على المنبرِ فحمِد اللهَ وأثنَى عليه، ثمَّ قال : إنَّكم شكَوْتم جدْبَ جنابِكم واحتباسَ المطرِ عن إبَّانِ زمانِه فيكم، وقد أمركم اللهُ أن تدعوه ووعدكم أن يستجيبَ لكم ثمَّ قال : الحمدُ للهِ ربِّ العالمين الرَّحمنِ الرَّحيمِ مالكِ يومِ الدِّينِ، لا إلهَ إلَّا أنت تفعلُ ما تريدُ، أنت اللهُ لا إلهَ إلَّا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراءُ، أنزِلْ علينا الغيثَ واجعلْ ما أنزلتَ لنا قوَّةً وبلاغًا إلى خيرٍ، ثمَّ رفع يدَيْه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حتَّى رأينا بياضَ إبطَيْه، ثمَّ حوَّل إلى النَّاسِ ظهرَه وقلَب أو حوَّل رداءَه وهو رافعٌ يدَيْه، ثمَّ أقبل على النَّاسِ فصلَّى ركعتَيْن، فأنشأ اللهُ سحابًا فرعدت وأبرقت وأمطرت بإذنِ اللهِ فلم يلبثْ في مسجدِه حتَّى سالت السُّيولُ فلمَّا رأَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم لثَقَ الثِّيابِ على النَّاسِ ضحِك حتَّى بدت نواجذُه وقال : أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه

24 - كانَ ثلاثةُ نفرٍ يمشونَ في غِبِّ السَّماءِ إذ مرُّوا بغارٍ فقالوا لو أَويتُم إلى هذا الغارِ فأوَوْا إليهِ فبينما هم فيهِ إذ وقعَ حجَرٌ منَ الجبلِ مِمَّا يهبِطُ من خشيةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ حتَّى إذا سدَّ الغارَ فقالَ بعضُهم لبعضٍ إنَّكم لن تجدوا شيئًا خيرًا من أن يدعوَ كلُّ امرئٍ منكم بخيرِ عملٍ عملَهُ قطُّ فقالَ أحدُهمُ اللَّهمَّ كنتُ رجلًا زرَّاعًا وكانَ لي أُجراءُ وكانَ فيهم رجلٌ يعملُ بعملِ رجلينِ فأعطيتُهُ أجرَهُ كما أعطيتُ الأجراءَ فقالَ أعملُ عملَ رجلينِ وتعطيني أجرَ رجُلٍ واحدٍ فانطلقَ وغضِبَ وتركَ أجرَهُ عندي فبذرتُهُ على حِدَةٍ فأضعَفَ ثمَّ بذرتُهُ فأضعفَ حتَّى كثرَ الطَّعامُ فكانَ أكداسًا فاحتاجَ الرَّجلُ فأتاني يسألُني أجرَهُ فقلتُ انطلق إلى تلكَ الأكداسِ فإنَّها أجرُكَ فقالَ تكلِّمُني وتسخرُ بي قلتُ ما أسخرُ بكَ فانطلقَ فأخذها اللَّهمَّ إن كنتَ تعلمُ أنِّي فعلتُ ذلكَ من خشيتِكَ وابتغاءَ وجهكَ فاكشِفْهُ عنَّا فقالَ الحجرُ قَضْ فأبصروا الضَّوءَ فقالَ الآخرُ اللَّهمَّ راودتُ امرأةً عن نفسِها وأعطيتُها مائةَ دينارٍ فلمَّا أمكنَتني من نفسِها بكت فقلتُ ما يُبكيكِ قالت فعلتُ هذا منَ الحاجةِ فقلتُ انطلِقي ولكِ المائةُ فتركتُها اللَّهمَّ إن كنتَ تعلمُ أنِّي إنَّما فعلتُ ذلكَ من خشيتِكَ وابتغاءَ وجهكَ فاكشِفْهُ عنَّا فقالَ الحجرُ قَضْ فانفرَجت منهُ فُرجةٌ عظيمةٌ فقالَ الآخرُ اللَّهمَّ كانَ لي أبوانِ كبيرانِ وكانَ لي غنمٌ فكنتُ آتيهما بلَبنٍ كلَّ ليلةٍ فأبطأتُ عنهما ذاتَ ليلةٍ حتَّى ناما فجئتُ فوجدتُهُما نائمينِ فكرهتُ أن أوقظَهما وكرهتُ أن أنطلِقَ فيستيقظانِ فقمتُ بالإناءِ على رؤوسِهما حتَّى أصبحتُ اللَّهمَّ إن كنتَ تعلمُ أنِّي إنَّما فعلتُ ذلكَ من خشيتِكَ وابتغاءَ وجهِكَ فاكشِفْهُ فقالَ الحجرُ قَضْ فانكشفَت عنهم فخرجوا يمشون

25 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم في سفرٍ فقال : إنَّكم إن لا تُدركوا الماءَ غدًا تعطِشوا، وانطلق سَرَعانُ النَّاسِ يريدون الماءَ، ولزِمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، فمالت برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم راحلتُه، فنعِس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، فدَعمتُه، فأُدعِم، ثمَّ مال، فدَعمتُه، فأُدعِم، ثمَّ مال حتَّى كاد أن ينجفِلَ عن راحلتِه فدَعمتُه فانتبه. فقال : من الرَّجلُ ؟ قلتُ : أبو قتادةَ. قال : منذُ كم كان مسيرُك ؟ قلتُ : منذُ اللَّيلةِ. قال : حفِظك اللهُ كما حفِظتَ رسولَه. ثمَّ قال : لو عرَّسنا. فمال إلى شجرةٍ فنزل، فقال : انظرْ هل ترَى أحدًا ؟ قلتُ : هذا راكبٌ، هذان راكبان حتَّى بلغ سبعةً. فقال : احفَظوا علينا صلاتَنا، فنِمنا، فما أيقظنا إلَّا حرُّ الشَّمسِ فانتبهنا، فركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، فسار وسِرنا هُنيْهةً ثمَّ نزل، فقال : أمعكم ماءٌ ؟ قال : قلتُ : نعم. معي مِيضَأةٌ فيها شيءٌ من ماءٍ. قال : ائتِ بها، فأتيتُه بها، فقال : مَسُّوا منها، مَسُّوا منها. فتوضَّأ القومُ وبقيَتْ جَرعةٌ فقال : ازدَهِرْ بها يا أبا قتادةَ فإنَّه سيكونُ لها نبأٌ، ثمَّ أذَّن بلالٌ وصلَّوْا الرَّكعتَيْن قبلَ الفجرِ ثمَّ صلَّوْا الفجرَ، ثمَّ ركِب وركِبنا فقال بعضُهم لبعضٍ فرَّطنا في صلاتِنا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : ما تقولون ؟ إن كان أمرَ دنياك فشأنُكم، وإن كان أمرَ دينِكم فإليَّ. قلنا : يا رسولَ اللهِ فرَّطنا في صلاتِنا. فقال : لا تفريطَ في النَّومِ إنَّما التَّفريطُ في اليقظةِ فإذا كان ذلك فصلُّوها من الغدِ وقتَها. ثمَّ قال : ظُنُّوا بالقومِ. فقالوا : إنَّك قلتَ بالأمسِ : إلَّا تُدركوا الماءَ غدًا تعطِشوا، فالنَّاسُ بالماءِ. فقال : أصبح النَّاسُ وقد فَقدوا نبيَّهم، فقال بعضُهم لبعضٍ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم بالماءِ وفي القومِ أبو بكرٍ وعمرُ فقالا أيُّها النَّاسُ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم لم يكن ليسبِقَكم إلى الماءِ ويخلِّفَكم، وإن يُطِعِ النَّاسُ أبا بكرٍ وعمرَ يرشُدوا – قالها ثلاثًا – فلمَّا اشتدَّ الظَّهيرةُ رفع لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فقالوا : يا رسولَ اللهِ هلكنا عطشًا تقطَّعتِ الأعناقُ فقال : لا هُلكَ عليكم ، ثم قال : يا أبا قتادةَ ائتِ بالمِيضَأةِ. فأتيتُه بها، فقال : احلُلْ لي غمري يعني قِدحَه، فحللتُه فأتيتُه به، فجعل يصُبُّ فيه ويسقي النَّاسَ فازدحم النَّاسُ عليه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : يا أيُّها النَّاسُ أحسِنوا الملْأَ ، فكلُّكم سيصدرُ عن رِيٍّ، فشرٍب القومُ حتَّى لم يبقَ غيري وغيرَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، فصبَّ لي فقال : اشربْ يا أبا قتادةَ. قال : قلتُ : اشربْ أنت يا رسولَ اللهِ. قال : إنَّ ساقيَ القومِ آخرُهم، فشرِبتُ وشرِب بعدي، وبقي في المِيضَأةِ نحوٌ ممَّا كان فيها وهم يومئذٍ ثلاثُمائةٍ

26 - كنَّا مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفرٍ، فقال: إنَّكم إنْ لا تُدْركوا الماءَ غدًا تَعطَشوا، وانطَلَقَ سَرَعانُ النَّاسِ يُريدون الماءَ، ولَزِمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فمالتْ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم راحلتُه، فنَعِس رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فدَعمتُه، فأُدعِم، ثمَّ مال، فدَعمتُه، فأُدعِم، ثمَّ مال حتَّى كاد أنْ يَنجفِلَ عن راحلتِه، فدَعمتُه فانتَبَه، فقال: مَن الرَّجلُ؟ قلتُ: أبو قَتادةَ. قال: مِن كم كان مَسيرُك؟ قلتُ: منذُ اللَّيلةِ. قال: حَفِظك اللهُ كما حَفِظتَ رَسولَه. ثمَّ قال: لوْ عرَّسنا. فمال إلى شَجرةٍ فنزَلَ، فقال: انظرْ هلْ تَرَى أحدًا؟ قلتُ: هذا راكبٌ، هذانِ راكبانِ، حتَّى بلَغَ سَبعةً. فقال: احْفَظوا علينا صَلاتَنا، فنِمْنا، فما أيْقَظَنا إلَّا حرُّ الشَّمسِ فانتَبَهْنا، فرَكِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسار وسِرنا هُنيْهةً، ثمَّ نزَلَ، فقال: أمعكمْ ماءٌ؟ قال: قلتُ: نعمْ، مَعي مِيضَأةٌ فيها شَيءٌ مِن ماءٍ. قال: ائْتِ بها، فأتَيتُه بها، فقال: مَسُّوا منها، مَسُّوا منها. فتَوضَّأ القومُ وبَقيَتْ جَرعةٌ، فقال: ازدَهِرْ بها يا أبا قَتادةَ؛ فإنَّه سيَكونُ لها نَبأٌ، ثمَّ أذَّن بِلالٌ وصلَّوْا الرَّكعتَيْن قبْلَ الفجرِ، ثمَّ صلَّوْا الفجرَ، ثمَّ رَكِب ورَكِبنا، فقال بعضُهم لبعضٍ: فرَّطنا في صَلاتِنا! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما تقولونَ؟ إنْ كان أمرَ دُنياك فشَأْنُكم، وإنْ كان أمرَ دِينِكم فإلَيَّ. قُلنا: يا رسولَ اللهِ، فرَّطنا في صلاتِنا. فقال: لا تَفريطَ في النَّومِ؛ إنَّما التَّفريطُ في اليَقَظةِ ، فإذا كان ذلك فصَلُّوها مِن الغدِ وقْتَها. ثمَّ قال: ظُنُّوا بالقومِ. فقالوا: إنَّك قُلتَ بالأمسِ: إنْ لَا تُدركوا الماءَ غدًا تَعطَشوا، فالنَّاسُ بالماءِ. فقال: أصبَحَ النَّاسُ وقدْ فَقدوا نَبيَّهم، فقال بعضُهم لبعضٍ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالماءِ، وفي القومِ أبو بَكرٍ وعمرُ، فقالا: أيُّها النَّاسُ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يكُنْ لِيَسْبِقَكم إلى الماءِ ويُخلِّفَكم، وإنْ يُطِعِ النَّاسُ أبا بَكرٍ وعُمرَ يَرشُدوا -قالها ثلاثًا- فلمَّا اشْتدَّ الظَّهيرةُ رُفِعَ لهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هَلَكْنا عطَشًا، تَقطَّعتِ الأعناقُ، فقال: لا هُلكَ عليكم ، ثمَّ قال: يا أبا قَتادةَ، ائتِ بالمِيضَأةِ. فأتَيتُ بها، فقال: احلُلْ لي غُمَري -يعني قَدَحَه- فحلَلْتُه فأتيْتُ به، فجعَلَ يصُبُّ فيه ويَسْقي النَّاسَ، فازدحَمَ النَّاسُ عليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا أيُّها النَّاسُ، أحْسِنوا الملْأَ ؛ فكلُّكم سيَصْدرُ عن رِيٍّ، فشَرِبَ القومُ حتَّى لم يَبْقَ غَيري وغيرُ رسولِ اللهِ، فصَبَّ لي فقال: اشرَبْ يا أبا قتادةَ. قال: قُلتُ: اشرَبْ أنت يا رسولَ اللهِ. قال: إنَّ ساقيَ القومِ آخِرُهم، فشَرِبتُ وشَرِب بعْدي، وبَقِي في المِيضَأةِ نحوٌ ممَّا كان فيها، وهم يومئذٍ ثلاثُ مائةٍ. قال عبدُ اللهِ: فسَمِعَني عِمرانُ بنُ حُصَينٍ وأنا أُحدِّثُ هذا الحديثَ في المسجدِ الجامعِ، فقال: مَن الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: أنا عبدُ اللهِ بنُ رَباحٍ الأنصاريُّ، قال: القَومُ أعلمُ بحَديثِهم، انظُرْ كيف تُحدِّثُ؛ فإنِّي أحدُ السَّبعةِ تلك اللَّيلةَ، فلمَّا فَرَغتُ قال: ما كُنتُ أحسَبُ أنَّ أحدًا يَحفَظُ هذا الحديثَ غيري. قال حمَّادٌ : وحدَّثَنا حُمَيدٌ الطَّويلُ، عن بَكرِ بنِ عَبدِ اللهِ المُزَنِيِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ رَباحٍ، عن أبي قَتَادةَ، عن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بمِثْلِه... وزاد قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا عرَّسَ وعليهِ ليْلٌ توسَّدَ يَمِينَه، وإذا عرَّسَ الصُّبحَ وضَعَ رأْسَه على كَفِّه اليُمْنى، وأقامَ ساعِدَه.

27 - - أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ شاورَ الهُرمُزانَ في أصبَهانَ وفارسَ وأذربيجانَ فقال يا أميرَ المؤمنينَ أصبَهانُ الرَّأسُ وفارسُ وأذربيجانَ الجناحانِ فإذا قطعتَ إحدى الجناحينِ فالرَّأسُ بالجناحِ وإن قطعتَ الرَّأسَ وقعَ الجناحانِ فابدأ بأصبَهانَ فدخلَ عمرُ بنُ الخطَّابِ المسجدَ فإذا هوَ بالنُّعمانِ بنِ مقرِّنٍ يصلِّي فانتظرَهُ حتَّى قضى صلاتَه فقال لَهُ إنِّي مستعملُكَ فقال أمَّا جابيًا فلا وأمَّا غازيًا فنعم قال فإنَّكَ غازٍ فسرَّحَهُ وبعثَ إلى أَهلِ الكوفةِ أن يمدُّوهُ ويلحقوا بِهِ وفيهم حذيفةُ بنُ اليمانِ والمغيرةُ بنُ شعبةَ والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ والأشعثُ بنُ قيسٍ وعمرو بنُ معدي كرِبَ وعبدُ اللَّهِ بنُ عمرٍو فأتاهمُ النُّعمانُ وبينَه وبينَهم نَهرٌ فبعثَ إليهمُ المغيرةَ بنَ شعبةَ رسولًا وملِكُهم ذو الحاجبينِ فاستشارَ أصحابَهُ فقال ما ترونَ أقعدُ لَهم في هيئةِ الحربِ أو في هيئةِ الملِكِ وبَهجتِه فجلسَ في هيئةِ الملِكِ وبَهجتِه على سريرِه ووضعَ التَّاجَ على رأسِه وحولَه سماطينِ عليهم ثيابُ الدِّيباجِ والقرطِ والأسورةِ فجاءَ المغيرةُ بنُ شعبةَ فأخذَ بضبعيهِ وبيدِه الرُّمحُ والتُّرسُ والنَّاسُ حولَه سماطينِ على بساطٍ لهُ فجعلَ يطعنُه برمحِه فخرَّقَه لِكي يتطيَّروا فقال لهُ ذو الحاجبينِ إنَّكم يا معشرَ العربِ أصابَكم جوعٌ شديدٌ وجَهدٌ فخرجتُمْ فإن شئتُم مِرْناكم ورجعتُم إلى بلادِكم فتَكلَّمَ المغيرةُ فحمدَ اللَّهَ وأثنى عليهِ وقالَ إنَّا كنَّا معشرَ العربِ نأكلُ الجيفةَ والميتةَ وَكانَ النَّاسُ يطؤونا ولا نطأُهم فابتعثَ اللَّهُ منَّا رسولًا في شرفٍ منَّا أوسطَنا وأصدَقنا حديثًا وإنَّهُ قد وعدنا أنَّ ها هنا ستفتحُ علينا وقد وجدنا جميعَ ما وعدنا حقًّا وإنِّي لأرى ها هنا بزَّةً وَهيئةً ما أرى من معي بذاهبينَ حتَّى يأخذوهُ فقال المغيرةُ فقالت لي نفسي لو جمعتَ جراميزَك فوثبتَ وثبةً فجلستُ معَه على السَّريرِ إذ وجدتُ غفلةً فزجرني وجعلوا يحثُّونَه فقلتُ أرأيتُم إن كنتُ أنا استحمقتُ فإنَّ هذا لا يفعلُ بالرُّسلِ وإنَّا لا نفعلُ هذا برسلِكم إذا أتونا فقال إن شئتُم قطعتُم إلينا وإن شئتُم قطعنا إليكم فقلتُ بل نقطعُ إليكم فقطعنا إليهم وصاففناهم فتسلسلوا كلُّ سبعةٍ في سلسلةٍ وخمسةٌ في سلسلةٍ حتَّى لا يفِرُّوا قال فرامونا حتَّى أسرعوا فينا فقال المغيرةُ للنُّعمانِ إنَّ القومَ قد أسرعوا فينا فاحمِل فقال إنَّكَ ذو مناقبٍ وقد شَهدتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ولَكنِّي أنا شَهدتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إذا لم يقاتل أوَّلَ النَّهارِ أخَّرَ القتالَ حتَّى تزولَ الشَّمسُ وتَهبَّ الرِّيحُ وينزلُ النَّصرُ فقال النُّعمانُ يا أيُّها النَّاسُ اهتزَّ ثلاثُ هزَّاتٍ فأمَّا الهزَّةُ الأولى فليقضِ الرَّجلُ حاجتَه وأمَّا الثَّانيةُ فلينظرِ الرَّجلُ في سلاحِه وسيفِه وأمَّا الثَّالثةُ فإنِّي حاملٌ فاحملوا فإن قُتِلَ أحدٌ فلا يلوي أحدٌ على أحدٍ وإن قتلتُ فلا تلووا عليَّ وإنِّي داعٍ اللَّهَ بدعوةٍ فعزمتُ على كلِّ امرئٍ منكم لمَا أمَّنَ عليها فقال اللَّهمَّ ارزقِ اليومَ النُّعمانَ شَهادةً تَنصُرُ المسلمينَ وافتح عليهم فأمَّنَ القومُ وَهزَّ لواءَه ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ حملَ فَكانَ أوَّلَ صريعٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ فذَكرتُ وصيَّتَهُ فلم ألوِ عليهِ وأعلمتُ مَكانَه فَكنَّا إذا قتلنا رجلًا منهم شغلَ عنَّا أصحابُه يجرُّونَه ووقعَ ذو الحاجبينِ من بغلتِهِ الشَّهباءِ فانشقَّ بطنُهُ وفتحَ اللَّهُ على المسلمينَ فأتيتُ النُّعمانَ وبِه رمقٌ فأتيتُه بماءٍ فجعلتُ أصبُّهُ على وجهِه أغسلُ التُّرابَ عن وجهِه فقال من هذا فقلتُ معقلُ بنُ يسارٍ فقال ما فعلَ النَّاسُ فقلتُ فتحَ اللَّهُ عليهم فقال الحمدُ للَّهِ اكتبوا بذلِكَ إلى عمرَ وفاضت نفسُهُ فاجتمعَ النَّاسُ إلى الأشعثِ بنِ قيسٍ فقال فأتينا أمَّ ولدِهِ فقلنا هل عَهدَ إليكَ عَهدًا قالت لا إلَّا سفيطٌ لهُ في كتابٌ فقرأتُه فإذا فيهِ إن قُتِلَ فلانٌ ففلانٌ وإن قُتِلَ فلانٌ ففلانٌ

28 - عن عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ قال : حدَّثني سلمانُ الفارسيُّ حديثَه من فيه قال : كنتُ رجلًا فارسيًّا مِن أهلِ أصبهانَ ، ومِن أهلِ قريةٍ منها يُقالُ لها : جي. وكان أبي دهقانَ قريتِه. وكنتُ أحَبَّ خلقِ اللهِ إليه. فلم يزَلْ به حبُّه إياي حتى حبسني في بيتِه، أي ملازمَ النارِ، كما تُحبَسُ الجاريةُ. وأجهدتُ في المجوسيةِ حتى كنتُ قطنَ النارِ الذي يوقِدُها لا يترُكُها تخبو ساعةً قال : وكانتْ لأبي ضيعةٌ عظيمةٌ قال : فشُغِل في بُنيانٍ له يومًا فقال لي : يا بُنَيَّ إني شُغِلتُ في بنيانٍ هذا اليومَ عن ضَيعَتي، فاذهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرني فيها ببعضِ ما يريدُ. فخرَجتُ أريدُ ضَيعتَه، فمرَرتُ بكنيسةٍ من كنائسِ النصارى، فسمِعتُ أصواتَهم فيها وهم يصلُّونَ، وكنتُ لا أدري ما أمرُ الناسِ لحبسِ أبي إياي في بيتِه. فلما مرَرتُ بهم وسمِعتُ أصواتَهم، دخَلتُ عليهِم أنظُرُ ما يصنَعونَ. قال : فلما رأيتُهم أعجَبَني صلاتُهم ورغِبتُ في أمرِهم وقلتُ : هذا واللهِ خيرٌ منَ الدينِ الذي نحن عليه. فواللهِ ما تركتُهم حتى غرَبَتِ الشمسُ. وتركتُ ضيعةَ أبي ولم آتِها. فقلتُ لهم : أين أصلُ هذا الدينِ ؟ قالوا : بالشامِ قال : ثم رجَعتُ إلى أبي وقد بعَث في طلبي وشغَلتُه عن عملِه كلِّه. قال فلما جِئتُه قال : أي بُنَيَّ أين كنتَ ؟ ألم أكُنْ عهِدتُ إليكَ ما عهِدتُ قال قلتُ : يا أبَتِ مرَرتُ بناسٍ يصلُّونَ في كنيسةٍ لهم، فأعجَبَني ما رأيتُ من دينِهم، فواللهِ ما زِلتُ عندَهم حتى غرَبَتِ الشمسُ قال : أي بُنَيَّ ليس في ذلك الدينِ خيرٌ. دينُكَ ودينُ آبائِكَ خيرٌ منه. قال قلتُ : كلا واللهِ إنه خيرٌ من ديننِا قال : فخافَني فجعَل في رِجلي قيدًا، ثم حبسَني في بيتِه قال : وبعَثتُ إلى النصارى فقلتُ لهم : إذ قدِم عليكم رَكبٌ منَ الشامِ، تجارٌ منَ النصارى، فأخبِروني بهِم قال : فقدِم عليهِم رَكبٌ منَ الشامٍ تجارٌ منَ النصارى قال : فأخبَروني بهم قال فقلتُ لهم : إذ قضَوا حوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بلادِهم فآذِنوني بهم قال : فلما أرادوا الرَّجعَةَ إلى بلادِهم أخبَروني بهم. فألقيتُ الحديدَ مِن رِجلي، ثم خرَجتُ معهم حتى قدِمتُ الشامَ. فلما قدِمْتُها قلتُ : مَن أفضلُ أهلِ هذا الدينِ قالوا : الأسقُفُ في الكنيسةِ قال : فجِئتُه فقلتُ : إني قد رغِبتُ في هذا الدينِ وأحبَبتُ أن أكونَ معكَ أخدمُكَ في كنيستِكَ وأتعلَّمُ منكَ وأصلِّي معكَ قال : فادخُلْ فدخَلتُ معه قال : فكان رجلَ سوءٍ يأمُرُهم بالصدقةِ ويُرَغِّبُهم فيها. فإذا جمَعوا إليه منها أشياءَ اكتَنَزه لنفسِه، ولم يُعطِه المساكينَ، حتى جمَع سبعَ قلالٍ من ذهبٍ وورِقٍ قال : وأبغَضتُه بُغضًا شديدًا لِما رأيتُه يَصنَعُ. ثم مات فاجتمعَتْ إليه النصارى ليَدفِنوه فقلتُ لهم : إنَّ هذا كان رجلَ سوءٍ يأمُرُكم بالصدقةِ ويُرَغِّبُكم فيها، فإذا جِئتُموه بها اكتَنَزها لنفسِه ولم يُعطِ المساكينَ منها شيئًا قالوا : وما عِلمُكَ بذلك ؟ قال : قلتُ : أنا أدُلُّكم على كَنزِه قالوا : فدُلَّنا عليه قال : فأريتُهم مَوضِعَه قال : فاستَخرَجوا منه سبعَ قلالٍ مملوءةٍ ذهبًا وورِقًا. فلما رأَوها قالوا : واللهِ لا نَدفِنُه أبدًا. فصلَبوه ثم رجَموه بالحجارةِ، ثم جاءوا برجلٍ آخرَ فجعَلوه بمكانِه. قال يقولُ سلمانُ فما رأيتُ رجلًا لا يصلِّي الخمسَ، أرى أنه أفضلَ منه، أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرةِ ولا أدأَبَ ليلًا ونهارًا منه قال : فأحبَبتُه حُبًّا لم أحِبَّه مَن قبلَه، وأقَمتُ معه زمانًا. ثم حضرَتْه الوفاةُ فقلتُ له : يا فلانُ إني كنتُ معكَ وأحبَبتُكَ حبًّا لم أحِبَّه مَن قبلَكَ، وقد حضَركَ ما ترى من أمرِ اللهِ فإلى مَن توصي بي ؟ وما تأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما أعلمُ أحدًا اليومَ على ما كنتُ عليه. لقد هلَك الناسُ وبدَّلوا وترَكوا أكثرَ ما كانوا عليه، إلا رجلًا بالموصلِ، وهو فلانٌ. فهو على ما كنتُ عليه، فالحَقْ به قال : فلما مات وغُيِّبَ لحِقتُ بصاحبِ الموصلِ فقلتُ له، يا فلانُ، إنَّ فلانًا أوصاني عندَ موتِه أن ألحَق بكَ، وأخبَرني أنكَ على أمرِه. قال فقال لي أقِمْ عندي فأقَمتُ عندَه، فوجَدتَه خيرَ رجلٍ على أمرِ صاحبِه. فلم يَلبَثْ أن مات فلما حضرَتْه الوفاةُ قلتُ له : يا فلانُ، إنَّ فلانًا أوصى بي إليكَ، وأمرَني باللحوقِ بكَ، وقد حضَرك منَ اللهِ، عزَّ وجلَّ، ما ترى فإلى مَن توصي بي وتأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما أعلمُ رجلًا على مثلِ ما كنا عليه إلا رجلًا بنصيبينَ، وهو فلانٌ فالحَقْ به. قال : فلما مات وغُيِّبَ لحِقتُ بصاحبِ نَصيبينَ، فجِئتُه فأخبَرتُه بخبري وما أمرَني به صاحبي قال : فأقِمْ عندي فأقَمتُ عندَه، فوجَدتُه على أمرِ صاحبَيه. فأقَمتُ مع خيرِ رجلٍ، فواللهِ ما لبِث أن نزَل به الموتُ. فلما حُضِر قلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا كان أوصى بي إلى فلانٍ ثم أوصى بي فلانٌ إليكَ. فإلى مَن توصي بي ؟ وما تأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما نعلمُ أحدًا بقي على أمرِنا آمُرُكَ أن تأتيَه، إلا رجلًا بعَموريةَ، فإنه بمثلِ ما نحن عليه، فإن أحبَبتَ فأتِه قال : فإنه على أمرِنا. قال : فلما مات وغُيِّبَ، لحِقتُ بصاحبِ عَموريةَ، وأخبَرتُه خبري فقال : أقِمْ عندي، فأقَمتُ مع رجلٍ على هديِ أصحابِه وأمرِهم. قال : واكتسَبتُ حتى كان لي بقراتٌ وغُنَيمةٌ قال : ثم نزَل به أمرُ اللهِ فلما حُضِر قلتُ : يا فلانُ إني كنتُ مع فلانٍ فأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ، وأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ، ثم أوصى بي فلانٌ إليكَ، فإلى مَن توصي بي وما تأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما أعلمُه أصبَح على ما كنا عليه أحدٌ منَ الناسِ آمُرُكَ أن تأتيَه. ولكنَّه قد أظلَّكَ زَمانُ نبيٍّ هو مبعوثٌ بدينِ إبراهيمَ، يخرُجُ بأرضِ العربِ مُهاجِرًا إلى أرضٍ بين حرَّتَينِ، بينهما نخلٌ، به علاماتٌ لا تَخفى. يأكُلُ الهديةَ ولا يأكُلُ الصدقةَ، بين كتِفَيه خاتَمُ النبوةِ. فإنِ استَطَعتَ أن تَلحَقَ بتلك فافعَلْ. قال : ثم مات وغُيِّبَ، فمكَثتُ بعَموريةَ ما شاء اللهُ أن أمكُثَ، ثم مرَّ بي نفَرٌ من كلبٍ، تجارًا فقلتُ لهم : تَحمِلوني إلى أرضِ العربِ وأُعطيكم بقَراتي هذه وغُنيمَتي هذه ؟ قالوا : نعم. فأعطَيتُهموها وحمَلوني حتى إذا قدِموا بي واديَ القِرى ، ظلَموني فباعوني من رجلٍ من يهودَ عبدًا. فمكَثتُ عندَه، ورأيتُ النخلَ، ورجَوتُ أن تكونَ البلدَ الذي وصَف لي صاحبي، ولم يحِقَّ لي في نفسي، فبينما أنا عندَه، قدِم عليه ابنُ عمٍّ له منَ المدينةِ من بني قُرَيظَةَ فابتاعني منه، فاحتمَلني إلى المدينةِ، فواللهِ ما هو إلا أن رأيتُها فعرَفتُها بصفةِ صاحبي بها فأقَمتُ بها وبعَث اللهُ رسولَه فأقام بمكةَ ما أقام، لا أسمَعُ له بذكرٍ، مع ما أنا فيه من شغلِ الرِّقِّ. ثم هاجَر إلى المدينةِ فواللهِ إني لفي رأسِ عِذقٍ لسيدي أعمَلُ فيه بعضَ العملِ، وسيدي جالسٌ، إذ أقبَل ابنُ عمٍّ له حتى وقَف عليه فقال فلانُ قاتَل اللهُ بني قيلةَ. واللهِ إنهم الآنَ لمجتمِعونَ بقُباءَ على رجلٍ قدِم عليهم من مكةَ اليومَ، يزعُمونَ أنه نبيٌّ قال : فلما سمِعتُها أخَذَتْني العرواءُ حتى ظنَنتُ أنني سأسقُطُ على سيدي قال : ونزَلتُ عنِ النخلةِ فجعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّه ذلك : ماذا تقولُ ماذا تقولُ ؟ قال : فغضِب سيدي، فلكَمني لكمةً شديدةً ثم قال : ما لَكَ ولهذا، أقبِلْ على عملِكَ ؟ قال قلتُ : لا شيءَ إنما أرَدتُ أن أستَثبِتَ عما قال. وقد كان عندي شيءٌ قد جمَعتُه. فلما أمسَيتُ أخَذتُه ثم ذهَبتُ به إلى رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – وهو بقُباءَ، فدخَلتُ عليه فقلتُ له : إنه قد بلَغني أنَّكَ رجلٌ صالحٌ، ومعكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجةٍ، وهذا شيءٌ كان عندي للصدقةِ فرأيتُكم أحقَّ به من غيرِكم قال : فقرَّبتُه إليه فقال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – لأصحابِه : كُلوا، وأمسَك يدَه فلم يأكُلْ. قال فقلتُ في نفسي : هذه واحدةٌ، ثم انصرَفتُ عنه فجمَعتُ شيئًا، وتحوَّل رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – إلى المدينةِ ثم جِئتُ به فقلتُ : إني رأيتُكَ لا تأكُلُ الصدقةَ، وهذه هديةٌ أكرَمتُكَ بها قال : فأكَل رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – منها وأمَر أصحابَه فأكَلوا معه. قال فقلتُ في نفسي : هاتانِ اثنَتانِ. ثم جِئتُ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – وهو ببقيعِ الغَرقَدِ قال : وقد تبِع جنازةَ رجلٍ من أصحابِه عليه شملتانِ له، وهو جالسٌ في أصحابِه. فسلَّمتُ عليه ثم استدَرتُ أنظُرُ إلى ظهرِه، هل أرى الخاتَمَ الذي وصَف لي صاحبي، فلما رآني رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – استدَرتُه، عرَف أني أستَثبِتُ في شيءٍ وُصِف لي قال : فألقى رِداءَه عن ظهرِه، فنظَرتُ إلى الخاتَمِ فعرَفتُه. فانكبَبتُ عليه أُقَبِّلُه وأبكي فقال لي رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم –تحوَّلْ فتحوَّلتُ، فقصَصتُ عليه حديثي كما حدَّثتُكَ يا ابنَ عباسٍ قال : فأعجَب رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – أن يسمَعَ ذلك أصحابُه، ثم شغَل سلمانَ الرقُّ، حتى فاته مع رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – بدرٌ وأحُدٌ. قال لي رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – : كاتِبْ يا سلمانُ. فكاتَبتُ صاحبي على ثلاثمائةِ نخلةٍ أُحيِيها له بالفقيرِ، وبأربعينَ أوقيةً ، قال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخلِ، الرجلُ بثلاثينَ وديةً، والرجلُ بعشرينَ، والرجلُ بخمسَ عشرةَ، والرجلُ بعشرٍ، يعني الرجلُ بقدْرِ ما عندَه، حتى اجتمعَتْ لي ثلاثُمائةِ وديةٍ. فقال لي رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – اذهَبْ يا سلمانُ ففقِّرْ لها، فإذا فرَغتَ فائتِني أكونُ أنا أضعُها بيدي ففقَّرتُ لها وأعانني أصحابي. حتى إذا فرَغتُ منها، جِئتُه فأخبَرتُه. فخرَج رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – معي إليها. فجعَلْنا نقربُ له الوديَ ويضَعُه رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – بيدِه. فوالذي نفسُ سلمانَ بيدِه، ما ماتتْ منها وديةٌ واحدةٌ. فأدَّيتُ النخلَ وبقي عليَّ المالُ. فأتى رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – بمثلِ بيضةِ دجاجةٍ، من ذهبٍ، من بعضِ المَغازي فقال : ما فعَل الفارسيُّ المكاتَبُ ؟ قال : فدُعيتُ له فقال : خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سلمانُ فقلتُ : وأين تقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ مما عليَّ ؟ قال : خُذْها فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ، سيؤدِّي بها عنكَ قال : فأخَذتُها فوزَنتُ لهم منها، والذي نفسُ سلمانَ بيدِه، أربعينَ أوقيةً ، فأوفَيتُهم حقَّهم وعُتِقتُ. فشهِدتُ مع رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – الخِندقَ ثم لم يَفُتْني معه مَشهَدٌ.

29 - كنتُ رجُلًا فارِسيًّا مِن أهلِ أصبَهانَ مِن أهلِ قَريةٍ منها يُقالُ لها جَيٌّ، وكان أبي دِهْقانَ قَريَتِه، وكنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه، أُلازِمُ النارَ، كما تُحبَسُ الجاريةُ، وأجهَدتُ في المَجوسيَّةِ حتى كنتُ قَطَنَ النارِ الذي يُوقِدُها، لا يَترُكُها تَخبو ساعةً. قال: وكانتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلتُ في بُنيانٍ هذا اليَومَ، فاذهَبْ فاطَّلِعْها. وأمَرَني فيها ببعضِ ما يُريدُ، فخَرَجتُ أُريدُ ضَيعَتَه، فمَرَرتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائسِ النَّصارى، فسمِعتُ أصواتَهم فيها وهم يُصَلُّونَ، وكنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ؛ لحَبسِ أبي إيَّاي في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهم وسمِعتُ أصواتَهم دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعونَ، قال: فلمَّا رأَيتُهم أعجَبَتْني صَلاتُهم، ورَغِبتُ في أمْرِهم، وقلتُ: هذا واللهِ خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نحنُ عليه. فوَاللهِ ما تَرَكتُهم حتى غَرَبتِ الشَّمسُ، وتَرَكتُ ضَيعةَ أبي، ولم آتِها، فقلتُ لهم: أينَ أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ. قال: ثمَّ رَجَعتُ إلى أبي وقد بعَثَ في طَلَبي، وشَغَلتُه عن عَمَلِه كلِّه. قال: فلمَّا جِئتُه قال: أيْ بُنَيَّ، أينَ كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّونَ في كَنيسةٍ لهم، فأعجَبني ما رأَيتُ مِن دِينِهم؛ فوَاللهِ ما زِلتُ عندَهم حتى غَرَبتِ الشَّمسُ. قال: أيْ بُنَيَّ، ليسَ في ذلكَ الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائكَ خَيرٌ منه. قال: قلتُ: كَلَّا واللهِ، إنَّه خَيرٌ مِن دِينِنا. قال: فخافَني، فجعَلَ في رِجلَيَّ قَيدًا، ثمَّ حَبَسَني في بَيتِه. قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخبِروني بهم. قال: فقَدِمَ عليهم رَكبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال فأخبَروني بهم، قال: فقلتُ لهم: إذا قَضَوْا حَوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بِلادِهم فآذِنوني بهم. قال: فلمَّا أرادوا الرَّجعةَ إلى بِلادِهم أخبَروني بهم، فألقَيتُ الحَديدَ مِن رِجلَيَّ، ثمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها قلتُ: مَن أفضَلُ أهلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ. قال: فجِئتُه فقلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحبَبتُ أنْ أكونَ معكَ أخدُمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصلِّي معكَ. قال: فادخُلْ. فدَخَلتُ معه. قال: فكانَ رجُلَ سَوْءٍ، يأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشياءَ اكتَنَزَه لنَفْسِه ولم يُعطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ. قال: وأبغَضتُه بُغضًا شَديدًا لمَا رأَيتُه يَصنَعُ، ثمَّ ماتَ، فاجتَمَعتْ إليه النَّصارى ليَدفِنوه، فقلتُ لهم: إنَّ هذا كان رجُلَ سَوءٍ، يأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكم فيها، فإذا جِئتُموه بها اكتَنَزَها لنَفْسِه ولم يُعطِ المَساكينَ منها شَيئًا. قالوا: وما عِلمُكَ بذلكَ؟ قال: قلتُ: أنا أدُلُّكم على كَنزِه. قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهم مَوضِعَه. قال: فاستَخرَجوا منه سَبعَ قِلالٍ مَملوءةٍ ذَهَبًا ووَرِقًا، فلمَّا رأوْها قالوا: واللهِ لا نَدفِنُه أبَدًا. فصَلَبوه، ثمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثمَّ جاؤوا برجُلٍ آخَرَ فجَعَلوه مَكانَه. قال: يقولُ سَلمانُ: فما رأَيتُ رجُلًا لا يُصَلِّي الخَمسَ أُرَى أنَّه أفضَلُ منه، أزهَدُ في الدُّنيا، ولا أرغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدأَبُ لَيلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قبلَه، وأقَمتُ معه زَمانًا، ثمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كنتُ معكَ وأحبَبتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قبلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُ أحَدًا اليَومَ على ما كنتُ عليه، لقد هلَكَ الناسُ وبدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رجُلًا بالمَوصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كنتُ عليه؛ فالحَقْ به. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ المَوصِلِ. فقلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألحَقَ بكَ، وأخبَرَني أنَّكَ على أمْرِه. قال: فقال لي: أقِمْ عِندي. فأقَمتُ عندَه فوَجَدتُه خَيرَ رجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ قلتُ له: يا فُلانُ. إنَّ فُلانًا أوصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حضَرَكَ مِن اللهِ عَزَّ وجَلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُ رجُلًا على مِثلِ ما كُنَّا عليه إلَّا رجُلًا بنَصيبينَ، وهو فُلانٌ، فالحَقْ به. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصيبينَ، فجِئتُه فأخبَرتُه بخَبَري وما أمَرَني به صاحِبَيَّ. قال: فأقِمْ عِندي. فأقَمتُ عندَه، فوَجَدتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمتُ مع خَيرِ رجُلٍ، فوَاللهِ ما لَبِثَ أنْ نزَلَ به المَوتُ، فلمَّا حَضَرَ قلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تأتيَه إلَّا رجُلًا بعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه بمِثلِ ما نحنُ عليه، فإنْ أحبَبتَ فأْتِه. قال: فإنَّه على أمْرِنا. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ وأخبَرتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي. فأقَمتُ مع رجُلٍ على هَديِ أصحابِه وأمْرِهم. قال: واكتَسَبتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيمةٌ، قال: ثمَّ نزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حَضَرَ قلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثمَّ أوصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُه أصبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تأتيَه، ولكِنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبعوثٌ بدِينِ إبراهيمَ، يَخرُجُ بأرضِ العَرَبِ مُهاجِرًا إلى أرضٍ بينَ حَرَّتينِ بَينَهما نَخلٌ به عَلاماتٌ لا تَخفى، يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبُوَّةِ، فإنِ استَطَعتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافعَلْ. قال: ثمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثتُ بعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلبٍ تُجَّارًا، فقلت لهم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ وأُعطيكم بَقَراتي هذه وغُنَيمَتي هذه؟ قالوا: نعَمْ. فأعطَيتُهموها، وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني، فباعوني مِن رجُلٍ مِن يَهودَ عبدًا، فكنتُ عندَه ورأَيتُ النَّخلَ، ورَجَوتُ أنْ تَكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عندَه قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بني قُرَيظةَ، فابتاعَني منه، فاحتَمَلَني إلى المَدينةِ، فوَاللهِ ما هو إلَّا أنْ رأَيتُها فعَرَفتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمتُ بها، وبعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمَكَّةَ ما أقامَ، لا أسمَعُ له بذِكرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فوَاللهِ إنِّي لَفي رأْسِ عَذقٍ لسَيِّدي أعمَلُ فيه بعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ؛ إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهمُ الآنَ لَمُجتَمِعونَ بقُباءٍ على رجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مَكَّةَ اليَومَ يَزعُمونَ أنَّه نَبيٌّ. قال: فلمَّا سمِعتُها أخَذَتْني العُرَواءُ حتى ظَنَنتُ سأسقُطُ على سَيِّدي، قال: ونَزَلتُ على النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عَمِّه ذلكَ: ماذا تَقولُ؟ قال: فغَضِبَ سَيِّدي، فلَكَمَني لَكمةً شَديدةً، ثمَّ قال: ما لكَ ولِهذا، أقبِلْ على عَمَلِكَ. قال: قلتُ: لا شيءَ، إنَّما أرَدتُ أنْ أستَثبِتَ عَمَّا قال. وقد كان عِندي شيءٌ قد جَمَعتُه، فلمَّا أمسَيتُ أخَذتُه، ثمَّ ذَهَبتُ به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقلتُ له: إنَّه قد بلَغَني أنَّكَ رجُلٌ صالِحٌ، ومعكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجةٍ، وهذا شيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرأَيتُكم أحَقَّ به مِن غَيرِكم. فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ لأصحابِه: كُلوا. وأمسَكَ يَدَه، فلم يأكُلْ. قال: فقلتُ في نَفْسي: هذه واحِدةٌ. ثمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ إلى المَدينةِ، ثمَّ جِئتُ به، فقلتُ: إنِّي قد رأَيتُكَ لا تأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمتُكَ بها. قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه، فأكَلوا معه، قال: فقلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثنَتانِ. ثمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَملَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثمَّ استَدَرتُ أنظُرُ إلى ظَهرِه هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، فلمَّا رآني رسولُ اللهِ استَدَرتُه عَرَفَ أنِّي أستَثبِتُ في شيءٍ وُصِفَ لي. قال: فألقى رِداءَه عن ظَهرِه، فنَظَرتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفتُه، فانكَبَبتُ عليه أُقَبِّلُه وأبكي. فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: تَحَوَّلْ. فتَحَوَّلتُ فقَصَصتُ عليه حديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عَبَّاسٍ. قال: فأَعجَبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلكَ أصحابُه. ثمَّ شغَلَ سَلمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بَدرٌ وأُحُدٌ. قال: ثمَّ قال لي رسولُ اللهِ: كاتِبْ يا سَلمانُ. فكاتَبتُ صاحِبي على ثلاثِ مئةِ نَخلةٍ أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأربَعينَ أُوقيَّةً . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ لأصحابِه: أَعِينوا أخاكم. فأعانوني بالنَّخلِ، الرجُلُ بثلاثينَ وَديَّةً، والرجُلُ بعِشرينَ، والرجُلُ بخَمسَ عَشْرةَ، والرجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعني: الرجُلُ بقَدرِ ما عندَه، حتى اجتَمَعتْ لي ثلاثُ مئةِ وَديَّةٍ. فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: اذهَبْ يا سَلمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغتَ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بيَدي. ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئتُه، فأخبَرتُه، فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بيَدِه، فوَالذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه ما ماتَ منها وَديَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ وبَقيَ علَيَّ المالُ، فأُتيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بمِثلِ بَيضةِ الدَّجاجِ مِن ذَهَبٍ مِن بعضِ المَغازي، فقال: ما فعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلمانُ. فقلتُ: وأينَ تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ. قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذتُها فوَزَنتُ لهم منها، والذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه أربَعينَ أُوقيَّةً ، فأوفَيتُهم حَقَّهم، وأُعتِقتُ، فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ الخَندَقَ، ثمَّ لم يَفُتْني معه مَشهَدٌ.

30 - يُمْنُ الخيلِ في شُقْرِهَا
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 690
التصنيف الموضوعي: خيل - ألوان الخيل وما يستحب منها وما يكره خيل - ما يستحب من الخيل خيل - فضل الخيل خيل - صفات الخيل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه
 

1 - كنَّا عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فشكوْنَا إليهِ العُرْيَ والفقرَ وقلةَ الشيءِ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : أَبشروا فواللهِ لأَنا مِنْ كثرةِ الشيءِ أخوفُ عليكُمْ مِنْ قلتِهِ، واللهِ لا يزالُ هذا الأمرُ فيكُمْ حتى يفتحَ اللهُ عزَّ وجلَّ أرضَ فارسَ وأرضَ رومٍ وأرضَ حميرَ، وحتى تَكونوا أجنادًا ثلاثةً : جندًا بالشامِ، وجندًا بالعراقِ، وجندًا باليمنِ، وحتى يُعطى الرجلُ المائةَ فيسخطَها، قال ابنُ حوالةَ : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ومَنْ يستطيعُ الشامَ وبهِ الرومُ ذواتُ القرونِ ؟ قال : واللهِ ليفتحنَّها اللهُ عزَّ وجلَّ عليكُمْ وليستخلفنَّكمْ فِيها حتَّى تظلَّ العصابةُ البيضُ مِنهمْ قمصُهُمُ الملحمةُ أقفاؤُهمْ قيامًا على الرويجلِ الأسيودِ مِنكمُ المحلوقِ، ما أمرَهمْ مِنْ شيءٍ فعلوهُ، وإنَّ بِها اليومَ رجالًا لأنتُمْ أحقرُ في أعيُنِهمْ مِنَ القردانِ في أعجازِ الإبلِ. قال ابنُ حوالةَ : يا رسولَ اللهِ اخترْ لي إنْ أدركَني ذلكَ ؟ قال : إني أختارُ لكَ الشامَ فإنهُ صفوةُ اللهِ عزَّ وجلَّ مِنْ بلادِهِ، وإليهِ يحشرُ صفوتُهُ مِنْ عبادِهِ، يا أهلَ اليمنِ عليكُمْ بالشامِ فإنَّ صفوةَ اللهِ مِنْ أرضِهِ الشامُ، ألا فمَنْ أَبى فليسقَ مِنْ غُدرِ اليمنِ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قدْ تكفلَ بالشامِ وأهلِهِ. قال أبو علقمةَ : فسمعتُ عبدَ الرحمنِ بنَ جبيرٍ يقولُ : يعرفُ أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم نعتَ هذا الحديثِ في جزءِ بنِ سهيلٍ السلميِّ وكان على الأعاجمِ في ذلكَ الزمانِ، فكان إذا راحُوا إلى مسجدٍ نَظروا إليهِ وإليهِمْ قيامًا حولَهُ، فعجبُوا لنعتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيهِ وفيهِمْ. قال أبو علقمةَ : أقسمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديثِ ثلاثَ مراتٍ لا نعلمُ أنهُ أقسمَ في حديثٍ مثلَهُ
خلاصة حكم المحدث : ظاهره الصحة لكن قال أبو حاتم نصر بن علقمة ، عن جبير بن نفير مرسل
الراوي : عبدالله بن حوالة | المحدث : الوادعي | المصدر : أحاديث معلة
الصفحة أو الرقم : 181 التخريج : أخرجه الفسوي في ((المعرفة والتاريخ)) (2/ 288) بلفظه، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (2295)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (1114)، والبيهقي (18649)، جميعا بنحوه .
التصنيف الموضوعي: إسلام - إظهار دين الإسلام على الأديان جهاد - فضل الجهاد مناقب وفضائل - فضائل الشام غنائم - حل الغنائم فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - سيصيرُ الأمرُ إلى أن تَكونوا جنودًا مجنَّدةً جندٌ بالشَّامِ وجندٌ باليمنِ وجندٌ بالعراقِ قال ابنُ حَوالةَ خِر لي يا رسولَ اللَّهِ إن أدرَكتُ ذلِك فقال عليكَ بالشَّامِ فإنَّها خيرةُ اللَّهِ من أرضِه يجتبي إليها خيرتَه من عبادِه فأمَّا إن أبيتُم فعليكم بيمنِكم واسقوا من غُدُرِكم فإنَّ اللَّهَ توَكَّلَ لي بالشَّامِ وأَهلِهِ

3 - عن طُفَيْلِ بنِ سَخبَرَةَ، أخي عائشةَ لأُمِّها، أنَّهُ رأى فيما يرَى النَّائمُ كأنَّهُ مرَّ برَهْطٍ منَ اليهودِ فقالَ مَن أنتُم قالوا نحنُ اليهودُ قالَ إنَّكم أنتُم القَومُ لَولا أنَّكم تزعُمونَ أنَّ عُزَيرًا ابنُ اللَّهِ فقالَت اليهودُ وأنتُم القَومُ لَولا أنَّكم تقولونَ ما شاءَ اللَّهُ وشاءَ محمَّدٌ ثمَّ مرَّ برَهْطٍ منَ النَّصارَى فقالَ مَن أنتُم قالوا نحنُ النَّصارَى فقالَ إنَّكم أنتُم القَومُ لَولا أنَّكم تقولونَ المسيحُ ابنُ اللَّهِ قالوا وإنَّكم أنتُم القَومُ لَولا أنَّكم تقولونَ ما شاءَ اللَّهُ وشاءَ محمَّدٌ فلمَّا أصبحَ أخبرَ بِها مَن أخبرَ ثمَّ أتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ فأخبرَهُ فقالَ هل أخبَرتَ بِها أحدًا قالَ عفَّانُ قالَ نعَم فلمَّا صلَّوا خطبَهُم فحمِدَ اللَّهَ وأثنَى علَيهِ ثمَّ قالَ إنَّ طُفَيْلًا رأى رؤيا فأخبرَ بِها مَن أخبرَ منكُم وإنَّكم كنتُم تقولونَ كلمةً كانَ يمنَعُني الحياءُ منكُم أن أنهاكُم عَنها قالَ لا تقولوا ما شاءَ اللَّهُ وما شاءَ محمَّدٌ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : الطفيل بن سخبرة | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 524 التخريج : أخرجه ابن ماجه بعد حديث (2118) مختصراً، وأحمد (20694) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: رؤيا - تأويل الرؤيا إيمان - أهل الكتاب وما يتعلق بهم اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته بر وصلة - الحياء جمعة - آداب الخطبة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

4 - بينَما أَنا نائمٌ إذ رأيتُ عمودَ الكتابِ احتُمِلَ مِن تحتِ رأسي، فظَنَنتُ أنَّهُ مَذهوبٌ بِهِ، فأتبعتُهُ بَصري، فعُمِدَ بِهِ إلى الشَّامِ ألا وإنَّ الإيمانَ حينَ تَقعُ الفتنُ بالشَّامِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1052 التخريج : أخرجه أحمد (21781) واللفظ له، والبزار (4111)، والطبراني كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (10/60) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - فضائل الشام فتن - الإقامة بالشام زمن الفتن
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - ألا إنَّكم يا معشرَ خُزاعةَ قتلتُم هذا القتيلَ من هُذَيلٍ، وإنِّي عاقِلُهُ، فمن قُتِلَ لهُ بعدَ مقالتي هذهِ قتيلٌ، فأهلُهُ بينَ خَيرتَينِ : بين أن يأخذوا العقلَ أو يقتُلوا.

6 - لمَّا نَزَلَتْ: {ثُمَّ إنَّكم يَوْمَ القِيامةِ عنْدَ رَبِّكم تَخْتَصِمونَ} قالَ الزُّبَيْرُ: يا رَسولَ اللهِ، أَتُكرَّرُ علينا الخُصومةُ بَعْدَ الَّذي كانَ بَيْنَنا في الدُّنْيا؟ قالَ: نَعمْ، فقالَ: إنَّ الأمْرَ إذَنْ لَشَديدٌ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 337 التخريج : أخرجه الترمذي (3236) واللفظ له، وأحمد (1434)
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الزمر إيمان - اليوم الآخر علم - حسن السؤال ونصح العالم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - مُرَّ على النَّبيِّ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - بجنازةٍ، فأُثْنيَ عليها خيرًا في مَناقبِ الخيرِ، فقالَ : وجبَت ثمَّ مرُّوا عليهِ بأخرى، فأُثْنيَ عليها شرًّا في مَناقبِ الشَّرِّ، فقالَ : وجبَت، إنَّكم شُهَداءُ اللَّهِ في الأرضِ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1313 التخريج : أخرجه أبو داود (3233)، والنسائي (1933)، وابن ماجه (1492) واللفظ له، وأحمد (7552)
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - الثناء على الجنازة والعكس مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - إنكمْ لتعملونَ أعمالًا هيَ أدقُّ، في أعينِكُمْ منَ الشعرِ كنَّا نعدُّها على عهدِ رسولِ اللهِ – صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلمَ – منَ الموبقاتِ . فقلتُ لأبِي قتادةَ : كيفَ لوْ أدرَكَ زمانَنا هذا ؟ قال : لكانَ ذلكَ أقولُ.

9 - كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ في سَفَرِه الَّذي ناموا فيه، وطَلَعَتْ عليهم الشَّمْسُ، ثُمَّ قالَ: «إنَّكم كُنْتُم أمْواتًا فرَدَّ اللهُ إليكم أرْواحَكم، فمَن نامَ عن صَلاةٍ فلْيُصَلِّها إذا اسْتَيْقَظَ، ومَن نَسِيَ صَلاةً فلْيُصَلِّها إذا ذَكَرَها».
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو جحيفة | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1214 التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (4738)، والبزار (4226)، وأبو يعلى (895)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (2/ 346) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: صلاة - من نام عن صلاة أو نسيها
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - أنَّ يَهوديًّا أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آله وسلَّمَ فقالَ : إنَّكم تندِّدونَ، وإنَّكم تُشرِكونَ تقولونَ: ما شاءَ اللَّهُ وشئتَ، وتقولونَ: والكعبةِ، فأمرَهُمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - : إذا أرادوا أن يحلِفوا أن يقولوا: وربِّ الكعبةِ، ويقولونَ: ما شاءَ اللَّهُ، ثمَّ شئتَ

11 - لمَّا نزلت { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ } [ الزمر : 39 ] قال الزُّبيرُ أي رسولَ اللَّهِ معَ خصومتِنا في الدُّنيا قال نعم ولمَّا نزلت {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [ التكاثر : 8 ] قال الزُّبيرُ أي رسولَ اللَّهِ أيُّ نعيمٍ نُسألُ عنهُ وإنَّما - يعني - هما الأسودانِ التَّمرُ والماءُ قال أما إنَّ ذلِك سيَكونُ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 643 التخريج : أخرجه الترمذي (3236، 3356) مفرقاً، وأحمد (1434) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة التكاثر تفسير آيات - سورة الزمر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات قرآن - نزول القرآن رقائق وزهد - عيش السلف
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - قَدِمَ علينا مُعاذُ بنُ جَبَلٍ اليَمَنَ؛ رَسولُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ إلينا، قالَ: فسَمِعْتُ تَكْبيرَه معَ الفَجْرِ، رَجُلٌ أَجَشُّ الصَّوْتِ ، قالَ: فأَلْقَيْتُ عليه مَحَبَّتي فما فارَقْتُه حتَّى دَفَنْتُه بالشَّامِ مَيِّتًا، ثُمَّ نَظَرْتُ إلى أَفقَهِ النَّاسِ بَعْدَه، فأَتَيْتُ ابنَ مَسْعودٍ، فلَزِمْتُه حتَّى ماتَ، فقالَ: قالَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: «كيف بِكُمْ إذا أَتَتْ عليكم أُمَراءُ يُصَلُّونَ الصَّلاةَ لغَيْرِ ميقاتِها؟» قُلْتُ: فما تَأمُرُني إن أَدرَكَني ذلك يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: «صَلِّ الصَّلاةَ لِميقاتِها ، واجْعَلْ صَلَواتِك معَهم سُبْحةً».

13 - عنِ الزُّبَيْرِ بنِ العوَّامِ قالَ : لمَّا نزلَت هذِهِ السُّورَةُ علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ قالَ الزُّبَيْرُ : أي رسولَ اللَّهِ أيُكَرَّرُ علينا ما كانَ بينَنا في الدُّنيا معَ خواصِّ الذُّنوبِ ؟ قالَ: نعَم ليُكَرَّرنَّ عليكُم حتَّى يؤدَّي إلى كلِّ ذي حقٍّ حقُّه فقالَ الزُّبَيْرُ: واللَّهِ إنَّ الأمرَ لَشَديدٌ

14 - عن ابنِ عبَّاسٍ قال : آيةٌ في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ لا يسألُني النَّاسُ عنها ولا أدري أعرَفوا ولا يسألوني عنها فسُئلَ ما هيَ قال : لمَّا نزلَت : إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ شقَّ ذلكَ علَى أهلِ مكَّةَ، وقالوا : شتمَ محمَّدٌ آلهتَنا، فجاءَهم ابنُ الزِّبَعْرَى فقال : ما شأنكُم ؟ قالوا : شتمَ محمَّدٌ آلهتَنا. قال : - وما قال ؟ قالوا : قال : إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ قال : ادعوه لي، فدعا محمَّدًا صلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ فقال ابنُ الزِّبَعْرَى : يا محمَّدٌ هذا شَيءٌ لآلهتِنا خاصَّةً أم لكلِّ ما عُبِدَ مِن دونِ اللهِ ؟ قال : بل لكلِّ ما عُبِدَ مِن دونِ اللهِ عزَّ وجلَّ. قال : فقال خصَمْناهُ وربُّ هذهِ البِنيَةِ يا محمَّدٌ ألستَ تزعمُ أنَّ عيسَى عبدٌ صالحٌ وعُزَيرًا عبدٌ صالحٌ والملائكةُ عبادٌ صالحونَ ؟ قال : بلَى. قال : فهذهِ النَّصارَى تعبدُ عيسَى وهذهِ اليهودُ تعبدُ عُزَيرًا وهذهِ بنو مَليحٍ تعبدُ الملائكةَ، قال : فضجَّ أهلُ مكَّةَ، فنزلَت : إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ قال : ونزلَت وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وهو الضَّجيجُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح أسباب النزول
الصفحة أو الرقم : 151 التخريج : أخرجه الطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (986) باختلاف يسير، والطبراني (12/153) (12739)، والحاكم (3449) مختصراً باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عيسى تفسير آيات - سورة الأنبياء تفسير آيات - سورة الزخرف أنبياء - عزير قرآن - أسباب النزول
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

15 - كُنَّا بالمِربَدِ، فجاءَ رَجُلٌ أَشعَثُ الرَّأسِ، بيَدِه قِطْعةُ أَديمٍ أَحمَرَ، فقُلْنا: كأنَّك مِن أهْلِ البادِيةِ ، قالَ: أجَلْ، قُلْنا: ناوِلْنا هذه القِطْعةَ الأَديمَ الَّتي في يَدِك، فناوَلَناها، فقَرَأْنا، فإذا فيها: «مِن مُحمَّدٍ رَسولِ اللهِ إلى بَني زُهَيْرِ بنِ أُقَيْشٍ، إنَّكم إن شَهِدْتُم أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، وأَقَمْتُم الصَّلاةَ، وآتَيْتُم الزَّكاةَ، وأدَّيْتُم الخُمُسَ مِن المَغنَمِ، وسَهْمَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، وسَهْمَ الصَّفِيِّ، أنتم آمِنونَ بأمانِ اللهِ ورَسولِه»، فقُلْنا: مَن كَتَبَ لك هذا الكِتابَ؟ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشَّيْخين
الراوي : رجل | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 2/423
التصنيف الموضوعي: زكاة - فرض الزكاة علم - كتابة العلم غنائم - فرض الخمس اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها علم - كتابة غير القرآن
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

16 - كنَّا بالمِربدِ فجاءَ رجلٌ أشعثُ الرَّأسِ بيدِهِ قطعةُ أديمٍ أحمرَ فقلنا: كأنَّكَ من أَهلِ الباديةِ؟ قالَ: أجل. قُلنا: ناولنا هذِهِ القطعةَ الأديمَ الَّتي في يدِكَ فَناولَناها فقرأنا فإذا فيها: من مُحمَّدٍ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ إلى نبي زُهيرِ بنِ أُقيشٍ إنَّكم إن شَهدتُم أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ وأقمتُمُ الصَّلاةَ وآتيتُمُ الزَّكاةَ وأدَّيتُمُ الخُمُسَ منَ المغنمِ وسَهمَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم وسَهمَ الصَّفيِّ أنتم آمنونَ بأمانِ اللَّهِ ورسولِهِ. فقُلنا: من كتبَ لَكَ هذا الْكتابَ؟ قالَ: رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : رجل | المحدث : الوادعي | المصدر : الفتاوى الحديثية للوادعي
الصفحة أو الرقم : 2/130 التخريج : أخرجه أبو داود (2999)، والنسائي (4146) واللفظ لهما، وأحمد (20740) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: صلاة - فرض الصلاة علم - كتابة العلم اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها علم - كتابة غير القرآن غنائم - الصفي الذي كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - أتَيتُ المدينةَ وليْسَ لي بِها مَعرِفةٌ، فنزَلْتُ في الصُّفَّةِ معَ رجُلٍ، فكانَ بيْني وبيْنَهُ كلَّ يَومٍ مُدٌّ مِن تمْرٍ، فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ، فلمَّا انصَرفَ قالَ رجلٌ مِن أصحابِ الصُّفَّةِ: يا رسولَ اللهِ، أحرَقَ بُطونَنا التَّمرُ، وتَخرَّقَت عنَّا الخُنُفُ ، فصَعِدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فخَطَبَ ثمَّ قالَ: واللهِ لَو وجَدْتُ خُبزًا ولَحمًا لَأطعَمْتُكُموهُ، أمَا إنَّكُم تُوشِكونَ أنْ يُراحَ عليكم بالجِفانِ، وتَلبَسونَ مِثلَ أستارِ الكعبةِ، قالَ: فقُمتُ فمَكَثْتُ أنا وصاحبي ثَمانيةَ عشَرَ يَومًا وليْلةً وليْس لَنا طعامٌ إلَّا البَريرَ ، حتَّى جِئنا إلى إخوانِنا مِن الأنصارِ فواسَونا، وكانَ خَيرَ ما أصَبْنا هذا التَّمرُ.

18 - أتيتُ المدينةَ وليسَ لي بِها معرفةٌ فنزلتُ في الصُّفَّةِ معَ رجلٍ فَكانَ بيني وبينَه كلَّ يومٍ مُدٌّ من تمرٍ فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ فلمَّا انصرفَ قال رجلٌ من أصحابِ الصُّفَّةِ يا رسولَ اللَّهِ أحرقَ بطونَنا التَّمرُ وتخرَّقت عنَّا الخنُفُ فصعِدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فخطبَ ثمَّ قال واللَّهِ لو وجدتُ خبزًا ولحمًا لأطعمتُكموهُ أما إنَّكم توشِكونَ أن تدرِكوا من أدرَك ذلك مِن أن يُراحَ عليكم بالجفانِ وتلبَسونَ مثلَ أستارِ الكعبةِ قال فقمتُ فمَكثتُ أنا وصاحبي ثمانيةَ عشرَ يومًا وليلةً ما لنا طعامٌ إلَّا البريرَ حتَّى جئنا إلى إخوانِنا منَ الأنصارِ فواسونا وَكانَ خيرَ ما أصبنا هذا التَّمرَ

19 - أتَيتُ المدينةَ ولَيسَ لي بِها معرِفةٌ فنزلتُ في الصُّفَّةِ معَ رجُلٍ، فكانَ بَيني وبَينَهُ كلَّ يَومٍ مُدٌّ مِن تمرٍ. فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ ذاتَ يَومٍ فلمَّا انصرفَ قالَ رجلٌ مِن أصحابِ الصُّفَّةِ يا رسولَ اللَّهِ أحرَقَ بطونَنا التَّمرُ وتخرَّقَت عنَّا الخُنُفُ فصعِدَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ فخَطبَ ثمَّ قالَ واللَّهِ لَو وجدتُ خُبزًا أو لَحمًا لأطعمتُكُموهُ أما إنَّكُم توشِكونَ أن تُدرِكوا ومَن أدركَ ذلكَ منكُم أن يُراحَ عليكُم بالجِفانِ وتلبَسونَ مثلَ أستارِ الكعبةِ قالَ فمكَثتُ أنا وصاحبي ثمانيةَ عشرَ يَومًا وليلةً ما لَنا طعامٌ إلَّا البَريدَ حتَّى جئنا إلى إخوانِنا منَ الأنصارِ فواسَونا وكانَ خَيرَ ما أصبنا هذا التَّمرُ

20 - أتتِ الأَنصارُ النَّبيَّ - صلَّى اللَّهُ عَليهِ وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسلَّمَ - بجَماعتِهِم فَقالوا: إلى مَتى ننزعُ من هذِهِ الآبارِ ؟ فلو أَتينا رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ فدَعا اللَّهَ لَنا، فَفجَّرَ لَنا من هذِهِ الجبالِ عيونًا، فَجاءوا بِجَماعتِهِم إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ وسلَّمَ، فلمَّا رآهُم قالَ : مَرحبًا وأَهْلًا لقَد جاءَ بِكُم إلينا حاجةٌ، قالوا: إي واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ، فقالَ: إنَّكُم لن تسألوني اليومَ شيئًا إلَّا أوتيتُموهُ، ولا أسألُ اللَّهَ شيئًا إلَّا أَعطانيهِ. فأقبلَ بَعضُهُم علَى بَعضٍ فقالوا: الدُّنيا تُريدونَ فاطلُبوا الآخرةَ، فَقالوا بجماعتِهِم: يا رسولَ اللَّهِ، ادعُ اللَّهَ لَنا أن يغفِرَ لَنا، فقالَ: اللَّهمَّ اغفِر للأنصارِ، ولأبناءِ الأنصارِ، ولأبناءِ أبناءِ الأنصارِ

21 - قالَ أبو بَكْرٍ بَعْدَ أن حَمِدَ اللهَ وأَثْنى عليه: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّكم تَقرَؤونَ هذه الآيةَ، وتَضَعونَها على غَيْرِ مَواضِعِها: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}. قالَ عن خالِدٍ: وإنَّا سَمِعْنا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ يقولُ: «إنَّ النَّاسَ إذا رأَوا الظَّالِمَ فلم يَأخُذوا على يَدَيه ، أَوشَكَ أن يَعُمَّهم اللهُ بعِقابٍ». وقالَ عَمْرٌو عن هُشَيمٍ: وإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ يقولُ: «ما مِن قَوْمٍ يُعمَلُ فيهم بالمَعاصي، ثُمَّ يَقدِرونَ على أن يُغيِّروا ثُمَّ لا يُغَيِّروا، إلَّا يوشِكُ أن يَعُمَّهم اللهُ مِنه بعِقابٍ». قالَ أبو داودُ: ورَواه كما قالَ خالِدٌ: أبو أُسامةَ وجَماعةٌ، وقالَ شُعْبةُ فيه: «ما مِن قَوْمٍ يُعمَلُ فيهم بالمَعاصي هُمْ أَكثَرُ ممَّن يَعمَلُه».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشَّيْخين
الراوي : أبو بكر الصديق | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 707 التخريج : أخرجه أبو داود (4338)، والترمذي (2168)، وابن ماجه (4005)، وأحمد (1) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر بالمعروف ونهي عن المنكر - إثم ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفسير آيات - سورة المائدة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر - الأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إيمان - الوعيد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

22 - جاءنا أعرابيٌّ ونحنُ بالمِربدِ فقالَ: هل فيكم قاريءٌ يقرأُ هذهِ الرُّقعةَ؟ قُلنا: كلُّنا نقرأَ. قالَ: فاقرءوها لي. قالَ: هذا كتابٌ كتبهُ لي محمَّدٌ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لبني زهيرِ بنِ أُقيشٍ حيٍّ من عُكْلٍ: أنَّكم إن شهدتُم لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وأقمتُمُ الصَّلاةَ، وآتيتُمُ الزَّكاةَ، وأخرجتُمُ الخمُسَ منَ الغنيمةِ وسهمَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وصفيَّهِ، فإنَّكم آمنونَ بأمانِ اللَّه قالَ قلنا: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كتبَ لكم هذا الكتابَ؟ قالَ: نعَم أترَوني أكذِبُ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وغضبَ فضربَ بيدِهِ على الكتابِ فأخذهُ، قالَ: فاتَّبعناهُ فقُلنا: حدِّثنا يا أبا عبدِ اللَّهِ عن شيءٍ سمعتَهُ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: سمعتُهُ يقولُ: إنَّ مِمَّا يُذهبُ كثيرًا من وحَرِ الصَّدرِ صومُ شهرِ الصَّبرِ وصومُ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شهرٍ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : يزيد بن عبدالله بن الشخير أبو العلاء | المحدث : الوادعي | المصدر : الفتاوى الحديثية للوادعي
الصفحة أو الرقم : 2/131 التخريج : أخرجه أحمد (20737)، وابن اسحاق في ((السير)) (ص288)، وابن أبي شيبة (36635)، والبيهقي (17810) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الشهادتين صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها صيام - فضل شهر رمضان غنائم - فرض الخمس غنائم - الصفي الذي كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

23 - جاءَنا أعْرابيٌّ ونحن بالمِربَدِ، فقالَ: هل فيكم قارِئٌ يَقرَأُ هذه الرُّقْعةَ؟ قُلْنا: كلُّنا نَقرَأُ، قالَ: فاقْرَؤوها لي، قالَ: هذا كِتابٌ كَتَبَه لي مُحمَّدٌ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، لَبَني زُهَيْرِ بنِ أُقَيْشٍ -حَيٍّ مِن عُكلٍ- «أنَّكم إن شَهِدْتُم أَنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، وأَقَمْتُم الصَّلاةَ، وآتَيْتُم الزَّكاةَ، وأَخرَجْتُم الخُمُسَ مِن الغَنيمةِ، وسَهْمَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، وصَفِيَّه؛ فإنَّكم آمِنونَ بأمانِ اللهِ»، قالَ: قُلْنا: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ كَتَبَ لكم هذا الكِتابَ؟ قالَ: نَعمْ، أَتَرَوْني أَكذِبُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ؟ وغَضِبَ فضَرَبَ بيَدِه على الكِتابِ فأخَذَه، قالَ: فأَتْبَعْناه، فقُلْنا: حَدِّثنا يا أبا عَبْدِ اللهِ عن شيءٍ سَمِعْتَه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، قالَ: سَمِعْتُه يقولُ: «إنَّ ممَّا يُذهِبُ كَثيرًا مِن وَحَرِ الصَّدْرِ صَوْمَ شَهْرِ الصَّبْرِ ، وصَوْمَ ثَلاثةِ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهْرٍ».

24 - غدَا أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم ذاتَ يومٍ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هَلَكْنا وربِّ الكعبةِ! فقال: وما ذاكَ؟ قالوا: النِّفاقَ النِّفاقَ، قال: أَلَستُمْ تَشهَدون أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه؟ قالوا: بلى، قال: ليس ذاك النِّفاقَ. قال: ثمَّ عادوا الثَّانيةَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هَلَكْنا وربِّ الكعبةِ! قال: وما ذاكَ؟ قالوا: النِّفاقَ النِّفاقَ، قال: أَلَستُمْ تَشهَدون أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه؟ قالوا: بلى، قال: ليس ذاك النِّفاقَ. قال: ثمَّ عادوا الثَّالثةَ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هَلَكْنا وربِّ الكعبةِ! فقال: وما ذاكَ؟ قالوا: النِّفاقَ النِّفاقَ، قال: أَلَستُمْ تَشهَدون أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه؟ قالوا: بلى، قال: ليس ذاك النِّفاقَ. قالوا: إنَّا إذا كُنَّا عندَكَ كُنَّا على حالٍ، وإذا خَرَجْنا مِن عندِكَ همَّتْنا الدُّنيا وأَهْلونا. قال: لو أنَّكم إذا خرَجْتُمْ مِن عندي تكونون على الحالِ الَّذي تكونون عليه، لصافَحَتْكُمُ الملائكةُ بطُرُقِ المدينةِ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 84 التخريج : أخرجه أبو يعلى (3304)، والإسماعيلي في ((المعجم)) (1/418)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (1762) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: إيمان - تفاضل أهل الإيمان إيمان - زيادة الإيمان إسلام - فضل الشهادتين إيمان - الملائكة إيمان - النفاق
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

25 - شكا النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم قُحوطَ المطرِ، فأمر بالمنبرِ فوُضِع له في المصلَّى ووعد النَّاسَ يوما يخرجون فيه. قالت عائشةُ : فخرج النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حين بدا حاجبُ الشَّمسِ ، فقعد على المنبرِ فحمِد اللهَ وأثنَى عليه، ثمَّ قال : إنَّكم شكَوْتم جدْبَ جنابِكم واحتباسَ المطرِ عن إبَّانِ زمانِه فيكم، وقد أمركم اللهُ أن تدعوه ووعدكم أن يستجيبَ لكم ثمَّ قال : الحمدُ للهِ ربِّ العالمين الرَّحمنِ الرَّحيمِ مالكِ يومِ الدِّينِ، لا إلهَ إلَّا أنت تفعلُ ما تريدُ، أنت اللهُ لا إلهَ إلَّا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراءُ، أنزِلْ علينا الغيثَ واجعلْ ما أنزلتَ لنا قوَّةً وبلاغًا إلى خيرٍ، ثمَّ رفع يدَيْه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حتَّى رأينا بياضَ إبطَيْه، ثمَّ حوَّل إلى النَّاسِ ظهرَه وقلَب أو حوَّل رداءَه وهو رافعٌ يدَيْه، ثمَّ أقبل على النَّاسِ فصلَّى ركعتَيْن، فأنشأ اللهُ سحابًا فرعدت وأبرقت وأمطرت بإذنِ اللهِ فلم يلبثْ في مسجدِه حتَّى سالت السُّيولُ فلمَّا رأَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم لثَقَ الثِّيابِ على النَّاسِ ضحِك حتَّى بدت نواجذُه وقال : أشهدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 250 التخريج : أخرجه أبو داود (1173)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (1906)، وابن حبان (991) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - رفع اليدين في الدعاء استسقاء - استسقاء الإمام على المنبر استسقاء - الدعاء في الاستسقاء استسقاء - صفة صلاة الاستسقاء استسقاء - تحويل الرداء في الاستسقاء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - كانَ ثلاثةُ نفرٍ يمشونَ في غِبِّ السَّماءِ إذ مرُّوا بغارٍ فقالوا لو أَويتُم إلى هذا الغارِ فأوَوْا إليهِ فبينما هم فيهِ إذ وقعَ حجَرٌ منَ الجبلِ مِمَّا يهبِطُ من خشيةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ حتَّى إذا سدَّ الغارَ فقالَ بعضُهم لبعضٍ إنَّكم لن تجدوا شيئًا خيرًا من أن يدعوَ كلُّ امرئٍ منكم بخيرِ عملٍ عملَهُ قطُّ فقالَ أحدُهمُ اللَّهمَّ كنتُ رجلًا زرَّاعًا وكانَ لي أُجراءُ وكانَ فيهم رجلٌ يعملُ بعملِ رجلينِ فأعطيتُهُ أجرَهُ كما أعطيتُ الأجراءَ فقالَ أعملُ عملَ رجلينِ وتعطيني أجرَ رجُلٍ واحدٍ فانطلقَ وغضِبَ وتركَ أجرَهُ عندي فبذرتُهُ على حِدَةٍ فأضعَفَ ثمَّ بذرتُهُ فأضعفَ حتَّى كثرَ الطَّعامُ فكانَ أكداسًا فاحتاجَ الرَّجلُ فأتاني يسألُني أجرَهُ فقلتُ انطلق إلى تلكَ الأكداسِ فإنَّها أجرُكَ فقالَ تكلِّمُني وتسخرُ بي قلتُ ما أسخرُ بكَ فانطلقَ فأخذها اللَّهمَّ إن كنتَ تعلمُ أنِّي فعلتُ ذلكَ من خشيتِكَ وابتغاءَ وجهكَ فاكشِفْهُ عنَّا فقالَ الحجرُ قَضْ فأبصروا الضَّوءَ فقالَ الآخرُ اللَّهمَّ راودتُ امرأةً عن نفسِها وأعطيتُها مائةَ دينارٍ فلمَّا أمكنَتني من نفسِها بكت فقلتُ ما يُبكيكِ قالت فعلتُ هذا منَ الحاجةِ فقلتُ انطلِقي ولكِ المائةُ فتركتُها اللَّهمَّ إن كنتَ تعلمُ أنِّي إنَّما فعلتُ ذلكَ من خشيتِكَ وابتغاءَ وجهكَ فاكشِفْهُ عنَّا فقالَ الحجرُ قَضْ فانفرَجت منهُ فُرجةٌ عظيمةٌ فقالَ الآخرُ اللَّهمَّ كانَ لي أبوانِ كبيرانِ وكانَ لي غنمٌ فكنتُ آتيهما بلَبنٍ كلَّ ليلةٍ فأبطأتُ عنهما ذاتَ ليلةٍ حتَّى ناما فجئتُ فوجدتُهُما نائمينِ فكرهتُ أن أوقظَهما وكرهتُ أن أنطلِقَ فيستيقظانِ فقمتُ بالإناءِ على رؤوسِهما حتَّى أصبحتُ اللَّهمَّ إن كنتَ تعلمُ أنِّي إنَّما فعلتُ ذلكَ من خشيتِكَ وابتغاءَ وجهِكَ فاكشِفْهُ فقالَ الحجرُ قَضْ فانكشفَت عنهم فخرجوا يمشون
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1152 التخريج : أخرجه أبو يعلى كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (6/452)، وأبو عوانة في ((المسند)) (3/428) مختصراً، والطبراني (21/129) (159) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: إجارة - ترك الأجير أجرته وتصرف المؤجر فيها آداب الدعاء - الدعاء بالأعمال الصالحة آداب الدعاء - قبول دعاء المسلم بر وصلة - بر الوالدين وحقهما
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

27 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم في سفرٍ فقال : إنَّكم إن لا تُدركوا الماءَ غدًا تعطِشوا، وانطلق سَرَعانُ النَّاسِ يريدون الماءَ، ولزِمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، فمالت برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم راحلتُه، فنعِس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، فدَعمتُه، فأُدعِم، ثمَّ مال، فدَعمتُه، فأُدعِم، ثمَّ مال حتَّى كاد أن ينجفِلَ عن راحلتِه فدَعمتُه فانتبه. فقال : من الرَّجلُ ؟ قلتُ : أبو قتادةَ. قال : منذُ كم كان مسيرُك ؟ قلتُ : منذُ اللَّيلةِ. قال : حفِظك اللهُ كما حفِظتَ رسولَه. ثمَّ قال : لو عرَّسنا. فمال إلى شجرةٍ فنزل، فقال : انظرْ هل ترَى أحدًا ؟ قلتُ : هذا راكبٌ، هذان راكبان حتَّى بلغ سبعةً. فقال : احفَظوا علينا صلاتَنا، فنِمنا، فما أيقظنا إلَّا حرُّ الشَّمسِ فانتبهنا، فركِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، فسار وسِرنا هُنيْهةً ثمَّ نزل، فقال : أمعكم ماءٌ ؟ قال : قلتُ : نعم. معي مِيضَأةٌ فيها شيءٌ من ماءٍ. قال : ائتِ بها، فأتيتُه بها، فقال : مَسُّوا منها، مَسُّوا منها. فتوضَّأ القومُ وبقيَتْ جَرعةٌ فقال : ازدَهِرْ بها يا أبا قتادةَ فإنَّه سيكونُ لها نبأٌ، ثمَّ أذَّن بلالٌ وصلَّوْا الرَّكعتَيْن قبلَ الفجرِ ثمَّ صلَّوْا الفجرَ، ثمَّ ركِب وركِبنا فقال بعضُهم لبعضٍ فرَّطنا في صلاتِنا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : ما تقولون ؟ إن كان أمرَ دنياك فشأنُكم، وإن كان أمرَ دينِكم فإليَّ. قلنا : يا رسولَ اللهِ فرَّطنا في صلاتِنا. فقال : لا تفريطَ في النَّومِ إنَّما التَّفريطُ في اليقظةِ فإذا كان ذلك فصلُّوها من الغدِ وقتَها. ثمَّ قال : ظُنُّوا بالقومِ. فقالوا : إنَّك قلتَ بالأمسِ : إلَّا تُدركوا الماءَ غدًا تعطِشوا، فالنَّاسُ بالماءِ. فقال : أصبح النَّاسُ وقد فَقدوا نبيَّهم، فقال بعضُهم لبعضٍ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم بالماءِ وفي القومِ أبو بكرٍ وعمرُ فقالا أيُّها النَّاسُ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم لم يكن ليسبِقَكم إلى الماءِ ويخلِّفَكم، وإن يُطِعِ النَّاسُ أبا بكرٍ وعمرَ يرشُدوا – قالها ثلاثًا – فلمَّا اشتدَّ الظَّهيرةُ رفع لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فقالوا : يا رسولَ اللهِ هلكنا عطشًا تقطَّعتِ الأعناقُ فقال : لا هُلكَ عليكم ، ثم قال : يا أبا قتادةَ ائتِ بالمِيضَأةِ. فأتيتُه بها، فقال : احلُلْ لي غمري يعني قِدحَه، فحللتُه فأتيتُه به، فجعل يصُبُّ فيه ويسقي النَّاسَ فازدحم النَّاسُ عليه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : يا أيُّها النَّاسُ أحسِنوا الملْأَ ، فكلُّكم سيصدرُ عن رِيٍّ، فشرٍب القومُ حتَّى لم يبقَ غيري وغيرَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، فصبَّ لي فقال : اشربْ يا أبا قتادةَ. قال : قلتُ : اشربْ أنت يا رسولَ اللهِ. قال : إنَّ ساقيَ القومِ آخرُهم، فشرِبتُ وشرِب بعدي، وبقي في المِيضَأةِ نحوٌ ممَّا كان فيها وهم يومئذٍ ثلاثُمائةٍ

28 - كنَّا مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَفرٍ، فقال: إنَّكم إنْ لا تُدْركوا الماءَ غدًا تَعطَشوا، وانطَلَقَ سَرَعانُ النَّاسِ يُريدون الماءَ، ولَزِمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فمالتْ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم راحلتُه، فنَعِس رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فدَعمتُه، فأُدعِم، ثمَّ مال، فدَعمتُه، فأُدعِم، ثمَّ مال حتَّى كاد أنْ يَنجفِلَ عن راحلتِه، فدَعمتُه فانتَبَه، فقال: مَن الرَّجلُ؟ قلتُ: أبو قَتادةَ. قال: مِن كم كان مَسيرُك؟ قلتُ: منذُ اللَّيلةِ. قال: حَفِظك اللهُ كما حَفِظتَ رَسولَه. ثمَّ قال: لوْ عرَّسنا. فمال إلى شَجرةٍ فنزَلَ، فقال: انظرْ هلْ تَرَى أحدًا؟ قلتُ: هذا راكبٌ، هذانِ راكبانِ، حتَّى بلَغَ سَبعةً. فقال: احْفَظوا علينا صَلاتَنا، فنِمْنا، فما أيْقَظَنا إلَّا حرُّ الشَّمسِ فانتَبَهْنا، فرَكِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسار وسِرنا هُنيْهةً، ثمَّ نزَلَ، فقال: أمعكمْ ماءٌ؟ قال: قلتُ: نعمْ، مَعي مِيضَأةٌ فيها شَيءٌ مِن ماءٍ. قال: ائْتِ بها، فأتَيتُه بها، فقال: مَسُّوا منها، مَسُّوا منها. فتَوضَّأ القومُ وبَقيَتْ جَرعةٌ، فقال: ازدَهِرْ بها يا أبا قَتادةَ؛ فإنَّه سيَكونُ لها نَبأٌ، ثمَّ أذَّن بِلالٌ وصلَّوْا الرَّكعتَيْن قبْلَ الفجرِ، ثمَّ صلَّوْا الفجرَ، ثمَّ رَكِب ورَكِبنا، فقال بعضُهم لبعضٍ: فرَّطنا في صَلاتِنا! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما تقولونَ؟ إنْ كان أمرَ دُنياك فشَأْنُكم، وإنْ كان أمرَ دِينِكم فإلَيَّ. قُلنا: يا رسولَ اللهِ، فرَّطنا في صلاتِنا. فقال: لا تَفريطَ في النَّومِ؛ إنَّما التَّفريطُ في اليَقَظةِ ، فإذا كان ذلك فصَلُّوها مِن الغدِ وقْتَها. ثمَّ قال: ظُنُّوا بالقومِ. فقالوا: إنَّك قُلتَ بالأمسِ: إنْ لَا تُدركوا الماءَ غدًا تَعطَشوا، فالنَّاسُ بالماءِ. فقال: أصبَحَ النَّاسُ وقدْ فَقدوا نَبيَّهم، فقال بعضُهم لبعضٍ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالماءِ، وفي القومِ أبو بَكرٍ وعمرُ، فقالا: أيُّها النَّاسُ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يكُنْ لِيَسْبِقَكم إلى الماءِ ويُخلِّفَكم، وإنْ يُطِعِ النَّاسُ أبا بَكرٍ وعُمرَ يَرشُدوا -قالها ثلاثًا- فلمَّا اشْتدَّ الظَّهيرةُ رُفِعَ لهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالوا: يا رسولَ اللهِ، هَلَكْنا عطَشًا، تَقطَّعتِ الأعناقُ، فقال: لا هُلكَ عليكم ، ثمَّ قال: يا أبا قَتادةَ، ائتِ بالمِيضَأةِ. فأتَيتُ بها، فقال: احلُلْ لي غُمَري -يعني قَدَحَه- فحلَلْتُه فأتيْتُ به، فجعَلَ يصُبُّ فيه ويَسْقي النَّاسَ، فازدحَمَ النَّاسُ عليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا أيُّها النَّاسُ، أحْسِنوا الملْأَ ؛ فكلُّكم سيَصْدرُ عن رِيٍّ، فشَرِبَ القومُ حتَّى لم يَبْقَ غَيري وغيرُ رسولِ اللهِ، فصَبَّ لي فقال: اشرَبْ يا أبا قتادةَ. قال: قُلتُ: اشرَبْ أنت يا رسولَ اللهِ. قال: إنَّ ساقيَ القومِ آخِرُهم، فشَرِبتُ وشَرِب بعْدي، وبَقِي في المِيضَأةِ نحوٌ ممَّا كان فيها، وهم يومئذٍ ثلاثُ مائةٍ. قال عبدُ اللهِ: فسَمِعَني عِمرانُ بنُ حُصَينٍ وأنا أُحدِّثُ هذا الحديثَ في المسجدِ الجامعِ، فقال: مَن الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: أنا عبدُ اللهِ بنُ رَباحٍ الأنصاريُّ، قال: القَومُ أعلمُ بحَديثِهم، انظُرْ كيف تُحدِّثُ؛ فإنِّي أحدُ السَّبعةِ تلك اللَّيلةَ، فلمَّا فَرَغتُ قال: ما كُنتُ أحسَبُ أنَّ أحدًا يَحفَظُ هذا الحديثَ غيري. قال حمَّادٌ : وحدَّثَنا حُمَيدٌ الطَّويلُ، عن بَكرِ بنِ عَبدِ اللهِ المُزَنِيِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ رَباحٍ، عن أبي قَتَادةَ، عن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بمِثْلِه... وزاد قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا عرَّسَ وعليهِ ليْلٌ توسَّدَ يَمِينَه، وإذا عرَّسَ الصُّبحَ وضَعَ رأْسَه على كَفِّه اليُمْنى، وأقامَ ساعِدَه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : [أبو قتادة الحارث بن ربعي] | المحدث : الوادعي | المصدر : الرسالة الوازعة للمعتدين
الصفحة أو الرقم : 410 التخريج : أخرجه مسلم (681)، وابن خزيمة (410) بنحوه مطولًا، وأحمد (22631) بنحوه مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: صلاة - من نام عن صلاة أو نسيها فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سفر - إذا ناموا في سفر عن صلاة الفجر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

29 - - أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ شاورَ الهُرمُزانَ في أصبَهانَ وفارسَ وأذربيجانَ فقال يا أميرَ المؤمنينَ أصبَهانُ الرَّأسُ وفارسُ وأذربيجانَ الجناحانِ فإذا قطعتَ إحدى الجناحينِ فالرَّأسُ بالجناحِ وإن قطعتَ الرَّأسَ وقعَ الجناحانِ فابدأ بأصبَهانَ فدخلَ عمرُ بنُ الخطَّابِ المسجدَ فإذا هوَ بالنُّعمانِ بنِ مقرِّنٍ يصلِّي فانتظرَهُ حتَّى قضى صلاتَه فقال لَهُ إنِّي مستعملُكَ فقال أمَّا جابيًا فلا وأمَّا غازيًا فنعم قال فإنَّكَ غازٍ فسرَّحَهُ وبعثَ إلى أَهلِ الكوفةِ أن يمدُّوهُ ويلحقوا بِهِ وفيهم حذيفةُ بنُ اليمانِ والمغيرةُ بنُ شعبةَ والزُّبيرُ بنُ العوَّامِ والأشعثُ بنُ قيسٍ وعمرو بنُ معدي كرِبَ وعبدُ اللَّهِ بنُ عمرٍو فأتاهمُ النُّعمانُ وبينَه وبينَهم نَهرٌ فبعثَ إليهمُ المغيرةَ بنَ شعبةَ رسولًا وملِكُهم ذو الحاجبينِ فاستشارَ أصحابَهُ فقال ما ترونَ أقعدُ لَهم في هيئةِ الحربِ أو في هيئةِ الملِكِ وبَهجتِه فجلسَ في هيئةِ الملِكِ وبَهجتِه على سريرِه ووضعَ التَّاجَ على رأسِه وحولَه سماطينِ عليهم ثيابُ الدِّيباجِ والقرطِ والأسورةِ فجاءَ المغيرةُ بنُ شعبةَ فأخذَ بضبعيهِ وبيدِه الرُّمحُ والتُّرسُ والنَّاسُ حولَه سماطينِ على بساطٍ لهُ فجعلَ يطعنُه برمحِه فخرَّقَه لِكي يتطيَّروا فقال لهُ ذو الحاجبينِ إنَّكم يا معشرَ العربِ أصابَكم جوعٌ شديدٌ وجَهدٌ فخرجتُمْ فإن شئتُم مِرْناكم ورجعتُم إلى بلادِكم فتَكلَّمَ المغيرةُ فحمدَ اللَّهَ وأثنى عليهِ وقالَ إنَّا كنَّا معشرَ العربِ نأكلُ الجيفةَ والميتةَ وَكانَ النَّاسُ يطؤونا ولا نطأُهم فابتعثَ اللَّهُ منَّا رسولًا في شرفٍ منَّا أوسطَنا وأصدَقنا حديثًا وإنَّهُ قد وعدنا أنَّ ها هنا ستفتحُ علينا وقد وجدنا جميعَ ما وعدنا حقًّا وإنِّي لأرى ها هنا بزَّةً وَهيئةً ما أرى من معي بذاهبينَ حتَّى يأخذوهُ فقال المغيرةُ فقالت لي نفسي لو جمعتَ جراميزَك فوثبتَ وثبةً فجلستُ معَه على السَّريرِ إذ وجدتُ غفلةً فزجرني وجعلوا يحثُّونَه فقلتُ أرأيتُم إن كنتُ أنا استحمقتُ فإنَّ هذا لا يفعلُ بالرُّسلِ وإنَّا لا نفعلُ هذا برسلِكم إذا أتونا فقال إن شئتُم قطعتُم إلينا وإن شئتُم قطعنا إليكم فقلتُ بل نقطعُ إليكم فقطعنا إليهم وصاففناهم فتسلسلوا كلُّ سبعةٍ في سلسلةٍ وخمسةٌ في سلسلةٍ حتَّى لا يفِرُّوا قال فرامونا حتَّى أسرعوا فينا فقال المغيرةُ للنُّعمانِ إنَّ القومَ قد أسرعوا فينا فاحمِل فقال إنَّكَ ذو مناقبٍ وقد شَهدتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ولَكنِّي أنا شَهدتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إذا لم يقاتل أوَّلَ النَّهارِ أخَّرَ القتالَ حتَّى تزولَ الشَّمسُ وتَهبَّ الرِّيحُ وينزلُ النَّصرُ فقال النُّعمانُ يا أيُّها النَّاسُ اهتزَّ ثلاثُ هزَّاتٍ فأمَّا الهزَّةُ الأولى فليقضِ الرَّجلُ حاجتَه وأمَّا الثَّانيةُ فلينظرِ الرَّجلُ في سلاحِه وسيفِه وأمَّا الثَّالثةُ فإنِّي حاملٌ فاحملوا فإن قُتِلَ أحدٌ فلا يلوي أحدٌ على أحدٍ وإن قتلتُ فلا تلووا عليَّ وإنِّي داعٍ اللَّهَ بدعوةٍ فعزمتُ على كلِّ امرئٍ منكم لمَا أمَّنَ عليها فقال اللَّهمَّ ارزقِ اليومَ النُّعمانَ شَهادةً تَنصُرُ المسلمينَ وافتح عليهم فأمَّنَ القومُ وَهزَّ لواءَه ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ حملَ فَكانَ أوَّلَ صريعٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ فذَكرتُ وصيَّتَهُ فلم ألوِ عليهِ وأعلمتُ مَكانَه فَكنَّا إذا قتلنا رجلًا منهم شغلَ عنَّا أصحابُه يجرُّونَه ووقعَ ذو الحاجبينِ من بغلتِهِ الشَّهباءِ فانشقَّ بطنُهُ وفتحَ اللَّهُ على المسلمينَ فأتيتُ النُّعمانَ وبِه رمقٌ فأتيتُه بماءٍ فجعلتُ أصبُّهُ على وجهِه أغسلُ التُّرابَ عن وجهِه فقال من هذا فقلتُ معقلُ بنُ يسارٍ فقال ما فعلَ النَّاسُ فقلتُ فتحَ اللَّهُ عليهم فقال الحمدُ للَّهِ اكتبوا بذلِكَ إلى عمرَ وفاضت نفسُهُ فاجتمعَ النَّاسُ إلى الأشعثِ بنِ قيسٍ فقال فأتينا أمَّ ولدِهِ فقلنا هل عَهدَ إليكَ عَهدًا قالت لا إلَّا سفيطٌ لهُ في كتابٌ فقرأتُه فإذا فيهِ إن قُتِلَ فلانٌ ففلانٌ وإن قُتِلَ فلانٌ ففلانٌ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : النعمان بن مقرن | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 530 التخريج : أخرجه الحاكم (5279)، وابن أبي شيبة (36056) واللفظ لهما، وأبو داود (2655)، والترمذي (1613) بنحوه مختصرا.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد رقائق وزهد - ما جاء في بذل النصح والمشورة مغازي - موقعة نهاوند مناقب وفضائل - النعمان بن مقرن
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

30 - عن عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ قال : حدَّثني سلمانُ الفارسيُّ حديثَه من فيه قال : كنتُ رجلًا فارسيًّا مِن أهلِ أصبهانَ ، ومِن أهلِ قريةٍ منها يُقالُ لها : جي. وكان أبي دهقانَ قريتِه. وكنتُ أحَبَّ خلقِ اللهِ إليه. فلم يزَلْ به حبُّه إياي حتى حبسني في بيتِه، أي ملازمَ النارِ، كما تُحبَسُ الجاريةُ. وأجهدتُ في المجوسيةِ حتى كنتُ قطنَ النارِ الذي يوقِدُها لا يترُكُها تخبو ساعةً قال : وكانتْ لأبي ضيعةٌ عظيمةٌ قال : فشُغِل في بُنيانٍ له يومًا فقال لي : يا بُنَيَّ إني شُغِلتُ في بنيانٍ هذا اليومَ عن ضَيعَتي، فاذهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرني فيها ببعضِ ما يريدُ. فخرَجتُ أريدُ ضَيعتَه، فمرَرتُ بكنيسةٍ من كنائسِ النصارى، فسمِعتُ أصواتَهم فيها وهم يصلُّونَ، وكنتُ لا أدري ما أمرُ الناسِ لحبسِ أبي إياي في بيتِه. فلما مرَرتُ بهم وسمِعتُ أصواتَهم، دخَلتُ عليهِم أنظُرُ ما يصنَعونَ. قال : فلما رأيتُهم أعجَبَني صلاتُهم ورغِبتُ في أمرِهم وقلتُ : هذا واللهِ خيرٌ منَ الدينِ الذي نحن عليه. فواللهِ ما تركتُهم حتى غرَبَتِ الشمسُ. وتركتُ ضيعةَ أبي ولم آتِها. فقلتُ لهم : أين أصلُ هذا الدينِ ؟ قالوا : بالشامِ قال : ثم رجَعتُ إلى أبي وقد بعَث في طلبي وشغَلتُه عن عملِه كلِّه. قال فلما جِئتُه قال : أي بُنَيَّ أين كنتَ ؟ ألم أكُنْ عهِدتُ إليكَ ما عهِدتُ قال قلتُ : يا أبَتِ مرَرتُ بناسٍ يصلُّونَ في كنيسةٍ لهم، فأعجَبَني ما رأيتُ من دينِهم، فواللهِ ما زِلتُ عندَهم حتى غرَبَتِ الشمسُ قال : أي بُنَيَّ ليس في ذلك الدينِ خيرٌ. دينُكَ ودينُ آبائِكَ خيرٌ منه. قال قلتُ : كلا واللهِ إنه خيرٌ من ديننِا قال : فخافَني فجعَل في رِجلي قيدًا، ثم حبسَني في بيتِه قال : وبعَثتُ إلى النصارى فقلتُ لهم : إذ قدِم عليكم رَكبٌ منَ الشامِ، تجارٌ منَ النصارى، فأخبِروني بهِم قال : فقدِم عليهِم رَكبٌ منَ الشامٍ تجارٌ منَ النصارى قال : فأخبَروني بهم قال فقلتُ لهم : إذ قضَوا حوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بلادِهم فآذِنوني بهم قال : فلما أرادوا الرَّجعَةَ إلى بلادِهم أخبَروني بهم. فألقيتُ الحديدَ مِن رِجلي، ثم خرَجتُ معهم حتى قدِمتُ الشامَ. فلما قدِمْتُها قلتُ : مَن أفضلُ أهلِ هذا الدينِ قالوا : الأسقُفُ في الكنيسةِ قال : فجِئتُه فقلتُ : إني قد رغِبتُ في هذا الدينِ وأحبَبتُ أن أكونَ معكَ أخدمُكَ في كنيستِكَ وأتعلَّمُ منكَ وأصلِّي معكَ قال : فادخُلْ فدخَلتُ معه قال : فكان رجلَ سوءٍ يأمُرُهم بالصدقةِ ويُرَغِّبُهم فيها. فإذا جمَعوا إليه منها أشياءَ اكتَنَزه لنفسِه، ولم يُعطِه المساكينَ، حتى جمَع سبعَ قلالٍ من ذهبٍ وورِقٍ قال : وأبغَضتُه بُغضًا شديدًا لِما رأيتُه يَصنَعُ. ثم مات فاجتمعَتْ إليه النصارى ليَدفِنوه فقلتُ لهم : إنَّ هذا كان رجلَ سوءٍ يأمُرُكم بالصدقةِ ويُرَغِّبُكم فيها، فإذا جِئتُموه بها اكتَنَزها لنفسِه ولم يُعطِ المساكينَ منها شيئًا قالوا : وما عِلمُكَ بذلك ؟ قال : قلتُ : أنا أدُلُّكم على كَنزِه قالوا : فدُلَّنا عليه قال : فأريتُهم مَوضِعَه قال : فاستَخرَجوا منه سبعَ قلالٍ مملوءةٍ ذهبًا وورِقًا. فلما رأَوها قالوا : واللهِ لا نَدفِنُه أبدًا. فصلَبوه ثم رجَموه بالحجارةِ، ثم جاءوا برجلٍ آخرَ فجعَلوه بمكانِه. قال يقولُ سلمانُ فما رأيتُ رجلًا لا يصلِّي الخمسَ، أرى أنه أفضلَ منه، أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرةِ ولا أدأَبَ ليلًا ونهارًا منه قال : فأحبَبتُه حُبًّا لم أحِبَّه مَن قبلَه، وأقَمتُ معه زمانًا. ثم حضرَتْه الوفاةُ فقلتُ له : يا فلانُ إني كنتُ معكَ وأحبَبتُكَ حبًّا لم أحِبَّه مَن قبلَكَ، وقد حضَركَ ما ترى من أمرِ اللهِ فإلى مَن توصي بي ؟ وما تأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما أعلمُ أحدًا اليومَ على ما كنتُ عليه. لقد هلَك الناسُ وبدَّلوا وترَكوا أكثرَ ما كانوا عليه، إلا رجلًا بالموصلِ، وهو فلانٌ. فهو على ما كنتُ عليه، فالحَقْ به قال : فلما مات وغُيِّبَ لحِقتُ بصاحبِ الموصلِ فقلتُ له، يا فلانُ، إنَّ فلانًا أوصاني عندَ موتِه أن ألحَق بكَ، وأخبَرني أنكَ على أمرِه. قال فقال لي أقِمْ عندي فأقَمتُ عندَه، فوجَدتَه خيرَ رجلٍ على أمرِ صاحبِه. فلم يَلبَثْ أن مات فلما حضرَتْه الوفاةُ قلتُ له : يا فلانُ، إنَّ فلانًا أوصى بي إليكَ، وأمرَني باللحوقِ بكَ، وقد حضَرك منَ اللهِ، عزَّ وجلَّ، ما ترى فإلى مَن توصي بي وتأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما أعلمُ رجلًا على مثلِ ما كنا عليه إلا رجلًا بنصيبينَ، وهو فلانٌ فالحَقْ به. قال : فلما مات وغُيِّبَ لحِقتُ بصاحبِ نَصيبينَ، فجِئتُه فأخبَرتُه بخبري وما أمرَني به صاحبي قال : فأقِمْ عندي فأقَمتُ عندَه، فوجَدتُه على أمرِ صاحبَيه. فأقَمتُ مع خيرِ رجلٍ، فواللهِ ما لبِث أن نزَل به الموتُ. فلما حُضِر قلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا كان أوصى بي إلى فلانٍ ثم أوصى بي فلانٌ إليكَ. فإلى مَن توصي بي ؟ وما تأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما نعلمُ أحدًا بقي على أمرِنا آمُرُكَ أن تأتيَه، إلا رجلًا بعَموريةَ، فإنه بمثلِ ما نحن عليه، فإن أحبَبتَ فأتِه قال : فإنه على أمرِنا. قال : فلما مات وغُيِّبَ، لحِقتُ بصاحبِ عَموريةَ، وأخبَرتُه خبري فقال : أقِمْ عندي، فأقَمتُ مع رجلٍ على هديِ أصحابِه وأمرِهم. قال : واكتسَبتُ حتى كان لي بقراتٌ وغُنَيمةٌ قال : ثم نزَل به أمرُ اللهِ فلما حُضِر قلتُ : يا فلانُ إني كنتُ مع فلانٍ فأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ، وأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ، ثم أوصى بي فلانٌ إليكَ، فإلى مَن توصي بي وما تأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما أعلمُه أصبَح على ما كنا عليه أحدٌ منَ الناسِ آمُرُكَ أن تأتيَه. ولكنَّه قد أظلَّكَ زَمانُ نبيٍّ هو مبعوثٌ بدينِ إبراهيمَ، يخرُجُ بأرضِ العربِ مُهاجِرًا إلى أرضٍ بين حرَّتَينِ، بينهما نخلٌ، به علاماتٌ لا تَخفى. يأكُلُ الهديةَ ولا يأكُلُ الصدقةَ، بين كتِفَيه خاتَمُ النبوةِ. فإنِ استَطَعتَ أن تَلحَقَ بتلك فافعَلْ. قال : ثم مات وغُيِّبَ، فمكَثتُ بعَموريةَ ما شاء اللهُ أن أمكُثَ، ثم مرَّ بي نفَرٌ من كلبٍ، تجارًا فقلتُ لهم : تَحمِلوني إلى أرضِ العربِ وأُعطيكم بقَراتي هذه وغُنيمَتي هذه ؟ قالوا : نعم. فأعطَيتُهموها وحمَلوني حتى إذا قدِموا بي واديَ القِرى ، ظلَموني فباعوني من رجلٍ من يهودَ عبدًا. فمكَثتُ عندَه، ورأيتُ النخلَ، ورجَوتُ أن تكونَ البلدَ الذي وصَف لي صاحبي، ولم يحِقَّ لي في نفسي، فبينما أنا عندَه، قدِم عليه ابنُ عمٍّ له منَ المدينةِ من بني قُرَيظَةَ فابتاعني منه، فاحتمَلني إلى المدينةِ، فواللهِ ما هو إلا أن رأيتُها فعرَفتُها بصفةِ صاحبي بها فأقَمتُ بها وبعَث اللهُ رسولَه فأقام بمكةَ ما أقام، لا أسمَعُ له بذكرٍ، مع ما أنا فيه من شغلِ الرِّقِّ. ثم هاجَر إلى المدينةِ فواللهِ إني لفي رأسِ عِذقٍ لسيدي أعمَلُ فيه بعضَ العملِ، وسيدي جالسٌ، إذ أقبَل ابنُ عمٍّ له حتى وقَف عليه فقال فلانُ قاتَل اللهُ بني قيلةَ. واللهِ إنهم الآنَ لمجتمِعونَ بقُباءَ على رجلٍ قدِم عليهم من مكةَ اليومَ، يزعُمونَ أنه نبيٌّ قال : فلما سمِعتُها أخَذَتْني العرواءُ حتى ظنَنتُ أنني سأسقُطُ على سيدي قال : ونزَلتُ عنِ النخلةِ فجعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّه ذلك : ماذا تقولُ ماذا تقولُ ؟ قال : فغضِب سيدي، فلكَمني لكمةً شديدةً ثم قال : ما لَكَ ولهذا، أقبِلْ على عملِكَ ؟ قال قلتُ : لا شيءَ إنما أرَدتُ أن أستَثبِتَ عما قال. وقد كان عندي شيءٌ قد جمَعتُه. فلما أمسَيتُ أخَذتُه ثم ذهَبتُ به إلى رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – وهو بقُباءَ، فدخَلتُ عليه فقلتُ له : إنه قد بلَغني أنَّكَ رجلٌ صالحٌ، ومعكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجةٍ، وهذا شيءٌ كان عندي للصدقةِ فرأيتُكم أحقَّ به من غيرِكم قال : فقرَّبتُه إليه فقال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – لأصحابِه : كُلوا، وأمسَك يدَه فلم يأكُلْ. قال فقلتُ في نفسي : هذه واحدةٌ، ثم انصرَفتُ عنه فجمَعتُ شيئًا، وتحوَّل رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – إلى المدينةِ ثم جِئتُ به فقلتُ : إني رأيتُكَ لا تأكُلُ الصدقةَ، وهذه هديةٌ أكرَمتُكَ بها قال : فأكَل رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – منها وأمَر أصحابَه فأكَلوا معه. قال فقلتُ في نفسي : هاتانِ اثنَتانِ. ثم جِئتُ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – وهو ببقيعِ الغَرقَدِ قال : وقد تبِع جنازةَ رجلٍ من أصحابِه عليه شملتانِ له، وهو جالسٌ في أصحابِه. فسلَّمتُ عليه ثم استدَرتُ أنظُرُ إلى ظهرِه، هل أرى الخاتَمَ الذي وصَف لي صاحبي، فلما رآني رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – استدَرتُه، عرَف أني أستَثبِتُ في شيءٍ وُصِف لي قال : فألقى رِداءَه عن ظهرِه، فنظَرتُ إلى الخاتَمِ فعرَفتُه. فانكبَبتُ عليه أُقَبِّلُه وأبكي فقال لي رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم –تحوَّلْ فتحوَّلتُ، فقصَصتُ عليه حديثي كما حدَّثتُكَ يا ابنَ عباسٍ قال : فأعجَب رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – أن يسمَعَ ذلك أصحابُه، ثم شغَل سلمانَ الرقُّ، حتى فاته مع رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – بدرٌ وأحُدٌ. قال لي رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – : كاتِبْ يا سلمانُ. فكاتَبتُ صاحبي على ثلاثمائةِ نخلةٍ أُحيِيها له بالفقيرِ، وبأربعينَ أوقيةً ، قال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخلِ، الرجلُ بثلاثينَ وديةً، والرجلُ بعشرينَ، والرجلُ بخمسَ عشرةَ، والرجلُ بعشرٍ، يعني الرجلُ بقدْرِ ما عندَه، حتى اجتمعَتْ لي ثلاثُمائةِ وديةٍ. فقال لي رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – اذهَبْ يا سلمانُ ففقِّرْ لها، فإذا فرَغتَ فائتِني أكونُ أنا أضعُها بيدي ففقَّرتُ لها وأعانني أصحابي. حتى إذا فرَغتُ منها، جِئتُه فأخبَرتُه. فخرَج رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – معي إليها. فجعَلْنا نقربُ له الوديَ ويضَعُه رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – بيدِه. فوالذي نفسُ سلمانَ بيدِه، ما ماتتْ منها وديةٌ واحدةٌ. فأدَّيتُ النخلَ وبقي عليَّ المالُ. فأتى رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – بمثلِ بيضةِ دجاجةٍ، من ذهبٍ، من بعضِ المَغازي فقال : ما فعَل الفارسيُّ المكاتَبُ ؟ قال : فدُعيتُ له فقال : خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سلمانُ فقلتُ : وأين تقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ مما عليَّ ؟ قال : خُذْها فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ، سيؤدِّي بها عنكَ قال : فأخَذتُها فوزَنتُ لهم منها، والذي نفسُ سلمانَ بيدِه، أربعينَ أوقيةً ، فأوفَيتُهم حقَّهم وعُتِقتُ. فشهِدتُ مع رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – الخِندقَ ثم لم يَفُتْني معه مَشهَدٌ.