الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
no-result لا توجد نتائج

1 - عنْ سَعيدِ بنِ جُبَيرٍ قالَ: قُلتُ لعَبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ: يا أبا العَبَّاسِ، عَجِبتُ لِاختِلافِ أصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في إهلالِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين أوجَبَ، فقالَ: إنِّي لَأَعلَمُ النَّاسِ بذلكَ، إنَّها إنَّما كانتْ من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَجَّةٌ واحِدةٌ؛ فمِن هُناكَ اختَلَفوا، خَرَج رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حاجًّا، فلمَّا صَلَّى في مَسجِدِه بذي الحُلَيفةِ برَكعَتَيهِ أوجَبَه في مَجلِسِه، فأهَلَّ بالحَجِّ حين فَرَغ من رَكعَتَيهِ، فسَمِعَ ذلكَ منه أقوامٌ فحَفِظَه عنه، ثمَّ رَكِبَ، فلمَّا استَقَلَّت به ناقَتُه أهَلَّ، وأدرَكَ ذلكَ منه أقوامٌ، وذلكَ أنَّ النَّاسَ كانوا يأتون أرسالًا ، فسَمِعوه حين استَقَلَّت به ناقَتُه يُهِلُّ ، فقالوا: إنَّما أهَلَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين استَقَلَّت به ناقَتُه، ثمَّ مَضَى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا عَلَا على شَرَفِ البَيداءِ أهَلَّ، وأدرَكَ ذلكَ منه أقوامٌ، فقالوا: إنَّما أهَلَّ حين عَلَا شَرَفَ البَيداءِ ، وأَيمُ اللهِ ، لقد أوجَبَ في مُصَلَّاه ، وأهَلَّ حين استَقَلَّت به ناقَتُه، وأهَلَّ حين علا على شَرَفِ البَيداءِ . قالَ سَعيدُ بنُ جَبيرٍ: فمَن أخَذَ بقَولِ ابن عَبَّاسٍ أهَلَّ في مُصَلَّاه إذا فَرَغ من رَكعَتَيه.

2 - ما يُسافِرُ رجُلٌ في أرضٍ تَنُوفةٍ فقالَ تحْتَ شَجَرةٍ، ومعَه راحِلَتُه ، عليها زادُه وطَعامُه، فاستَيْقَظَ وقد أَفْلَتَتْ راحلتُه ، فعَلَا شَرَفًا فلمْ يَرَ شيئًا، ثمَّ عَلَا شَرَفًا فلَمْ يرَ شيئًا، فالْتَفَتَ فإذا هُو بها تَجُرُّ خِطامَها، فما هُو أشَدَّ فرَحًا بها مِن اللهِ بتَوبةِ عبْدِه إذا تابَ إليه.

3 - عنْ عِكْرمةَ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ، أنَّه قالَ له ولابنِهِ عَليٍّ: انطَلِقا إلى أَبي سعيدٍ فاسْمَعا منه حديثَهُ في شأنِ الخوارجِ، فانطَلَقا، فإذا هو في حائطٍ له يُصْلِحُ، فلمَّا رآنا أَخَذَ رِداءَه، ثُمَّ احْتَبى ، ثُمَّ أَنشَأَ يُحدِّثُنا حتَّى علا ذِكرُه في المسجدِ، فقالَ: كنَّا نَحمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً، وعمَّارٌ يَحمِلُ لَبِنَتينِ لَبِنَتينِ ، فرآهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجَعَلَ ينفُضُ التُّرابَ عنْ رأسِه ويقولُ: يا عمَّارُ، ألا تَحمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً كما يَحمِلُ أصحابُكَ؟ قالَ: إنِّي أُريدُ الأَجْرَ عندَ اللهِ، قالَ: فجَعَلَ ينفُضُ عنه التُّرابَ، ويقولُ: وَيْحَ عَمَّارٍ! تَقتُلُه الفئةُ الباغيةُ. قالَ: ويقولُ عَمَّارٌ: أَعوذُ باللهِ مِنَ الفِتَنِ.

4 - كنْتُ واقِفًا بيْنَ يدَيْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاءَه حَبرٌ مِن أحْبارِ اليَهودِ، فقالَ: السَّلامُ عليكَ يا مُحمَّدُ، فدفَعْتُه دَفْعةً كادَ يُصرَعُ منها، فقالَ: لمَ تَدْفَعُني؟ فقُلْتُ: ألَا تَقولُ يا رَسولَ اللهِ، فقالَ اليَهوديُّ: أمَا إنَّا نَدْعوهُ باسمِه الَّذي سمَّاهُ به أهْلُه، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اسْمي الَّذي سَمَّاني به أهْلي مُحمَّدٌ. قالَ اليَهوديُّ: جِئتُ أسألُكَ، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيَنفَعُكَ إنْ حدَّثْتُكَ؟ قالَ: أسمَعُ بأُذُني، فنكَتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعُودٍ معَه ، فقالَ: سَلْ. فقالَ اليَهوديُّ: أين يَكونُ النَّاسُ يومَ تُبدَّلُ الأرْضُ غيرَ الأرْضِ والسَّمَواتُ؟ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: في الظُّلْمةِ دونَ الحَشْرِ. قالَ: فمَن أوَّلُ النَّاسِ إجازةً؟ قالَ: فُقَراءُ المُهاجِرينَ. قالَ: فما تُحفَتُهم يومَ يَدخُلونَ الجنَّةَ؟ قالَ: زيادةُ كَبِدِ النُّونِ. قالَ: فما غِذاؤُهم في أثَرِهِ؟ قالَ: يُنحَرُ لهُم ثَورُ الجنَّةِ الَّذي كانَ يأكُلُ مِن أطْرافِها. قالَ: وشَرابُهم عليه؟ قالَ: نَهرٌ يُسَمَّى سَلْسَبيلًا. قالَ: صدَقْتَ، وجِئتُ أسألُكَ عنْ شَيءٍ لا يَعلَمُه أحَدٌ مِن أهْلِ الأرْضِ إلَّا نَبيٌّ أو رَجُلٌ أو رَجُلانِ، قالَ: يَنفَعُكَ إنْ حدَّثْتُكَ؟ قالَ: أسمَعُ بأُذُني، قالَ: جِئتُ أسألُكَ عنِ الولَدِ، قالَ: ماءُ الرَّجلِ أبيَضُ، وماءُ المَرْأةِ أصفَرُ، فإذا اجتَمَعا فعَلَا مَنيُّ الرَّجلِ مَنيَّ المَرْأةِ أذْكَرَ بإذْنِ اللهِ، وإذا عَلَا مَنيُّ المَرْأةِ مَنيَّ الرَّجلِ أنَّثَ بإذْنِ اللهِ. قالَ اليَهوديُ: صدَقْتَ وإنَّكَ لَنَبيٌّ، ثمَّ انصَرَفَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لقد سأَلَني هذا عنِ الَّذي سأَلَني عنه، ولا عِلمَ لي بشَيءٍ منه حتَّى أتاني اللهُ تَعالَى به.

5 - «أتيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليه بُرْدانِ أخضَرانِ، وله شَعرٌ قد عَلاه الشَّيبُ، وشَيبُه أحمَرُ مَخْضوبٌ بالحنَّاءِ».

خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8819
التصنيف الموضوعي: جمعة - كيفية الخطبة جمعة - خطبة النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أحوال النبي قيامة - أهوال يوم القيامة

7 - سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ عندَ قَتلِ حَنظَلةَ بنِ أبي عامِرٍ بعدَ أنِ الْتَقى هو وأبو سُفْيانَ بنِ الحارِثِ ثمَّ عَلاهُ شدَّادُ بنُ الأسوَدِ بالسَّيفِ فقتَلَه، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «إنَّ صاحِبَكم تُغسِّلُه المَلائكةُ»، فاسْأَلوا صاحِبَتَه، فقالَتْ: إنَّه خرَجَ لَمَّا سمِعَ الهائعةَ وهو جنُبٌ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لذلك غسَّلَتْه المَلائكةُ».

8 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، قَالَ: دَخَلَ عَبدُ اللهِ بنُ العبَّاسِ على مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيانَ وقد تَحلَّقَتْ عندَه بُطونُ قُرَيشٍ، فسأَلَه مُعاويةُ عنْ آبائِهم إلى أنْ قالَ: فما تَقولُ في أبيكَ العبَّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ؟ فقالَ: رحِمَ اللهُ أبا الفَضلِ، كانَ واللهِ عمَّ نَبيِّ اللهِ، وقرَّةَ عَينِ رَسولِ اللهِ، سيِّدُ الأعْمامِ والأخْدانِ، جَدُّ الأجْدادِ، وآباؤُه الأجْوادُ، وأجْدادُه الأنْجادُ، له عِلمٌ بالأُمورِ، قد زانَه حِلمٌ، وقد عَلاه فَهمٌ، كانَ يَكسِبُ حِبالَه كلُّ مُهنَّدٍ، ويَكسِبُ لرَأْيِه كلُّ مُخالِفٍ رِعْديدٍ، تَلاشَتِ الأخْدانُ عندَ ذِكرِ فَضيلتِه، وتَباعَدَتِ الأنْسابُ عندَ ذِكرِ عَشيرَتِه، صاحِبُ البَيتِ والسِّقايةِ والنَّسبِ والقَرابةِ، ولمَ لا يكونُ كذلك؟ وكيف لا يكونُ كذلك؟ ومُدبِّرُ سياسَتَه أكرَمُ مَن دبَّرَ، وأفهَمُ مَن مَشى مِن قُرَيشٍ وركِبَ.

9 - عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنهُما، أنَّ رجُلًا مِن أعداءِ المسْلِمين بالأندلُسِ يُقالُ له: ذُو العُرفِ يَجمَعُ مِن قَبائلِ الشِّركِ جمْعًا عَظيمًا، يَعرِفُ مَن بالأندلُسِ أنْ لا طاقةَ لهم، فيَهرَبُ أهلُ القوَّةِ مِنَ المسْلِمين في السُّفنِ، فيُجِيزونَ إلى طَنْجةَ، ويَبْقى ضَعَفةُ النَّاسِ وجَماعتُهم، ليْس لهم سُفنٌ يُجِيزون عليها، فيَبعَثُ اللهُ عزَّ وجلَّ وَعْلًا، ويَعبُرُ لهم في البحرِ، فيُجِزُ الوعْلُ لا يُغطِّي الماءُ أظْلافَه، فيَراهُ النَّاسُ فيَقولُون: الوعْلَ الوعْلَ، اتَّبِعوه، فيُجِيزُ النَّاسُ على أثَرِه كلُّهم، ثمَّ يَصيرُ البحرُ على ما كان عليه، ويُجِيزُ العدوُّ في المراكبِ، فإذا حَسَّ بهم أهلُ الإفريقيَّةِ هَرَبوا كلُّهم مِن إفريقيَّةَ ومعهم مَن كان بالأندلُسِ مِنَ المسْلِمين، حتَّى يَدْخُلوا الفُسطاطَ، ويُقبِلُ ذلكَ العدوُّ حتَّى يَنزِلوا فيما بيْن مَريُوطَ إلى الأهرامِ مَسيرةَ خمْسةِ بُردٍ، فيَمْلؤون ما هنالكَ شَرًّا، فتَخرُجُ إليهم رايةُ المسْلِمين على الجسرِ، فيَنصُرُهم اللهُ عليهم، فيَهزِمونَهم ويَقتُلونهم إلى أَلُولَبةَ مَسيرةَ عشْرِ لَيالٍ، ويَستوقِدُ أهلُ الفُسطاطِ بعَجَلِهم وأداتِهم سبْعَ سِنينَ، ويَنفلِتُ ذو العُرْفِ مِنَ القتْلِ ومعه كتابٌ لا يَنظُرُ فيه إلَّا وهو مُنهزِمٌ، فيَجِدُ فيه ذِكرَ الإسلامِ، وأنَّه يُؤمَرُ فيه بالدُّخولِ في السِّلمِ، فيَسألُ الأمانَ على نفْسِه وعلى مَن أجابَه إلى الإسلامِ مِن أصحابِه الَّذين أقْبَلوا معه، فيُسلِمُ فيَصيرُ مِنَ المسْلِمين. ثمَّ يَأتي العامَ الثَّاني رجُلٌ مِنَ الحبَشةِ يُقالُ له: أَسِيسُ، وقدْ جَمَع جمْعًا عَظيمًا، فيَهرَبُ المسْلِمون منهم مِن أُسْوانَ، حتَّى لا يَبْقى بها ولا فِيها دُونَها أحدٌ مِنَ المسْلِمين إلَّا دخَلَ الفُسطاطَ، فيَنزِلُ أَسِيسُ بجَيشِه مَنْفَ، وهو على رأْسِ بَريدٍ مِنَ الفُسطاطِ، فتَخرُجُ إليهم رايةُ المسْلِمين على الجسرِ، فيَنصُرُهم اللهُ عليهم، فيَقتُلونهم ويَأسِرُونهم، حتَّى يُباعَ الأسْوَدُ بعَباءةٍ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح موقوف الإسناد على شرط الشيخين، وهو أصل في معرفة وقوع الفتن بمصر ولم يخرجاه
الراوي : أبو قبيل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8644
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام جهاد - الأمان والوفاء به ومن له إعطاء الأمان جهاد - الرايات والألوية إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام جهاد - الأسرى

10 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَجَ من مكَّةَ مُهاجِرًا إلى المَدينةِ، وأبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، ومَوْلى أبي بَكرٍ عامِرُ بنُ فُهَيْرةَ، ودَليلُهما اللَّيْثيُّ عَبدُ اللهِ بنُ أُرَيْقِطٍ مَرُّوا على خَيمَتَيْ أمِّ مَعبَدٍ الخُزاعيَّةِ، وكانتِ امْرأةً بَرْزةً جَلْدةً تَحْتَبي بفِناءِ الخَيْمةِ، ثمَّ تَسْعى وتُطعِمُ، فسَأَلوها لَحمًا وتَمرًا ليَشْتَروا منها، فلم يُصيبوا عندَها شَيئًا من ذلك، وكان القومُ مُرمِلينَ مُسنِتينَ، فنظَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى شاةٍ في كَسرِ الخَيْمةِ، فقالَ: «ما هذه الشَّاةُ يا أمَّ مَعبَدٍ؟» قالَتْ: شاةٌ خلَّفَها الجَهدُ عنِ الغنَمِ، قالَ: «هل بها من لَبنٍ؟» قالَتْ: هي أجهَدُ من ذلك، قالَ: «أتَأْذَنينَ لي أنْ أحلُبَها؟» قالَتْ: بأبي أنتَ وأمِّي، إنْ رأيْتَ بها حَلبًا فاحلُبْها، فدَعا بها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فمسَحَ بيَدِه ضَرْعَها، وسَمَّى اللهَ تَعالَى، ودَعا لها في شاتِها، فتَفاجَّتْ عليه ودرَّتْ، فاجتَرَّتْ، فدَعا بإناءٍ يُربِضُ الرَّهطَ، فحلَبَ فيه ثجًّا حتَّى عَلاه البَهاءُ، ثمَّ سَقاها حتَّى رَوِيَتْ، وسَقى أصْحابَه حتَّى رَوُوا، حتَّى أراضُوا، وشرِبَ آخِرُهم، ثمَّ حلَبَ فيه الثَّانيةَ على بَدءٍ، حتَّى مَلأَ الإناءَ، ثمَّ غادَرَه عندَها، ثمَّ بايَعَها وارْتَحَلوا عنها، فقَلَّ ما لبِثَتْ حتَّى جاءَها زَوجُها أبو مَعبَدٍ ليَسوقَ أعنُزًا عِجافًا يُساوِكُهنَّ هُزلًا مُخُّهنَّ قَليلٌ، فلمَّا رَأى أبو مَعبَدٍ اللَّبنَ أعجَبَه، قالَ: من أين لكِ هذا يا أمَّ مَعبَدٍ والشَّاءُ عازِبٌ حائلٌ، ولا حَلوبَ في البَيتِ؟ قالَتْ: لا واللهِ إلَّا أنَّه مرَّ بنا رَجلٌ مُبارَكٌ من حالِه كذا وكذا، قالَ: صِفيهِ لي يا أمَّ مَعبَدٍ، قالَتْ: رأيْتُ رجُلًا ظاهِرَ الوَضاءةِ، أبلَجَ الوَجهِ، حسَنَ الخَلْقِ، لم تَعِبْه ثَجْلةٌ، ولم تُزرِ به صَعْلةٌ، وَسيمٌ قَسيمٌ، في عَينَيْه دعَجٌ، وفي أشْفارِه وَطَفٌ، وفي صَوْتِه صَهَلٌ، وفي عُنقِه سَطَعٌ، وفي لِحيَتِه كَثافةٌ، أزَجُّ أقرَنُ، إنْ صمَتَ فعليه الوَقارُ ، وإنْ تكلَّمَ سَماهُ وعَلاهُ البَهاءُ، أجمَلُ النَّاسِ وأبْهاهُ من بَعيدٍ، وأحسَنُه وأجمَلُه من قَريبٍ، حُلوُ المنطِقِ فَصلٌ، لا نَزْرٌ فيه ولا هَذْرٌ، كأنَّ مَنطِقَه خَرَزاتُ نَظمٍ، يَتحَدَّرْنَ، رَبْعةٌ لا تَشْنؤُهُ من طولٍ، ولا تَقتَحِمُه عَينٌ من قِصَرٍ، غُصنٌ بيْنَ غُصنَينِ، فهو أنضَرُ الثَّلاثةِ مَنظرًا وأحسَنُهم قَدْرًا، له رُفَقاءُ يَحُفُّونَ به، إنْ قالَ استَمَعوا لقَولِه، وإنْ أمَرَ تَبادَروا إلى أمْرِه، مَحْفودٌ مَحْشودٌ لا عابِسٌ ولا مُفَنَّدٌ، قالَ أبو مَعبَدٍ: هذا واللهِ صاحِبُ قُرَيشٍ الَّذي ذُكِرَ لنا من أمْرِه ما ذُكِرَ، ولقد همَمْتُ أنْ أصْحَبَه، ولأفعَلَنَّ إنْ وجَدْتُ إلى ذلك سَبيلًا، فأصبَحَ صَوتٌ بمكَّةَ عاليًا يَسمَعونَ الصَّوتَ، ولا يَدْرونَ مَن صاحِبُه، وهو يَقولُ: جَزى اللهُ ربُّ النَّاسِ خَيرَ جَزائِه... رَفيقَينِ حَلَّا خَيمَتَيْ أمِّ مَعبَدِ هُما نزَلَا بالهَدْيِ وارتَحَلا به... فقدْ فازَ مَن أمْسَى رَفيقَ محمَّدِ فيا لَقُصَيٍّ ما زَوى اللهُ عنكمُ... به منْ فِعالٍ لا تُجارَى وسُؤدُدِ ليَهْنِ أبا بَكرٍ سَعادةُ جدِّه... بصُحبتِه مَن يُسعِدِ اللهُ يَسعَدِ ويَهْنِ أبا بَكرٍ مَقامُ فَتاتِهمْ... ومَقعَدُها للمُؤْمِنينَ بمَرصَدِ سَلوا أُخْتَكم عن شائِها وإنائِها... فإنَّكمْ إنْ تَسْأَلوا الشَّاةَ تَشهَدِ دَعاها بشاةٍ حائلٍ فتحلَّبَتْ... عليه صَريحًا ضَرَّةُ الشَّاةِ مُزبَدِ فغادَرَه رَهنًا لدَيْها لحالِبٍ... يُرَدِّدُها في مَصدَرٍ بعدَ مَورِدِ فلمَّا سمِعَ حسَّانُ بذلك، شبَّبَ يُجاوِبُ الهاتِفَ، فقالَ: لقدْ خابَ قومٌ زالَ عنهم نَبيُّهم... وقُدِّسَ مَن يَسْري إليهم ويَغْتَدي ترَحَّلَ عن قَومٍ فزالَتْ عُقولُهم... وحلَّ على قومٍ بنورٍ مُجدَّدِ هَداهُم به بعدَ الضَّلالةِ رَبُّهم... فأرشَدَهُم مَن يَتْبَعِ الحقَّ يَرشُدِ وهلْ يَستَوي ضُلَّالُ قَومٍ تَسَفَّهوا... عَمًى وهُداةٌ يَهتَدونَ بمُهتَدِ وقدْ نزَلَتْ منه على أهْلِ يَثرِبَ ... رِكابُ هُدًى حلَّتْ عليهم بأسعَدِ نَبيٌّ يرى ما لا يَرى النَّاسُ حَولَه... ويَتْلو كتابَ اللهِ في كلِّ مَشهَدِ وإنْ قالَ في يومٍ مَقالةَ غائبٍ... فتَصديقُها في اليَومِ أو في ضُحى الغَدِ .