الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - لمَّا اجتمع القومُ لغَسْلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وليس في البيتِ إلا أهلُهُ عمَّهُ العباسُ بنُ عبدِ المطلبِ وعليُّ بنُ أبي طالبٍ والفضلُ بنُ العباسِ وقثمُ بنُ العباسِ وأسامةُ بنُ زيدِ بنِ حارثةَ وصالحٌ مولاهُ فلمَّا اجتمعوا لغسلِهِ نادى من وراءِ البابِ أوسُ بنُ خولي الأنصاريُّ ثم أحدُ بني عوفِ بنِ الخزرجِ وكان بدريًّا عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ فقال لهُ : يا عليُّ نشدتُكَ اللهَ وحظنا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : فقال له عليٌّ : ادخل فدخل فحضر غسلَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولم يَلِ من غسلِهِ شيئًا قال : فأسندَهُ إلى صدرِهِ وعليهِ قميصُهُ وكان العباسُ والفضلُ وقثمُ يقلِّبونَهُ مع عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ وكان أسامةُ بنُ زيدٍ وصالحٌ مولاهما يصبَّانِ الماءَ وجعل عليٌّ يغسلُهُ ولم يَرَ من رسولِ اللهِ شيْءٌ مما يراهُ من الميتِ وهو يقولُ : بأبي وأمي ما أَطْيَبَكَ حيًّا وميتًا حتى إذا فرغوا من غسلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وكان يغسلُ بالماءِ والسدرِ جفَّفوهُ ثم صنع بهِ ما يصنعُ بالميتِ ثم أُدْرِجَ في ثلاثةِ أثوابٍ ثوبين أبيضينِ وبُرْدَ حَبِرَةٍ ثم دعا العباسُ رجلين فقال : ليذهب أحدكما إلى أبي عبيدةَ بنَ الجراحِ وكان أبو عبيدةَ يضرَحُ لأهلِ مكةَ وليذهب الآخرُ إلى أبي طلحةَ بنِ سهلِ الأنصاريِّ وكان أبو طلحةَ يَلْحَدُ لأهلِ المدينةِ قال : ثم قال العباسُ لهما حين سرَّحهما : اللهم خِرْ لرسولكَ قال : فذهبا فلم يجد صاحبُ أبي عبيدةَ أبا عبيدةَ ووجد صاحبُ أبي طلحةَ أبا طلحةَ فجاء بهِ فلحَدَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ

2 - لمَّا نزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشيَّ ، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه، فلمَّا بلَغَ ذلك قُرَيشًا ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشيِّ فينا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ وأنْ يُهدوا النَّجاشيَّ هدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مكةَ، وكان مِن أعجَبِ ما يأتيهِ منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أدَمًا كَثيرًا، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتهِ بِطريقًا إلا أهدَوْا له هَديَّةً، ثم بَعَثوا بذلك مع عَبدِ اللهِ بنِ رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهْميِّ، وأمَّروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كُلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قَبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشيَّ فيهم، ثم قَدِّموا لِلنَّجاشيِّ هداياه، ثم سَلوهُ أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قَبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالت: فخرَجا، فقَدِما على النَّجاشيِّ ونحن عِندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلا دفَعا إليه هَديَّتَه قَبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشيَّ ، ثم قالا لِكُلِّ بِطريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ لا نَعرِفُه نحن ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم؛ لِيَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَوْمَهم أعلى بهم عَيْنًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نَعَمْ. ثم إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشيِّ ، فقَبِلَها منهما، ثم كَلَّماهُ، فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم مِن آبائِهم وأعمامِهم وعَشائِرِهم؛ لِتَرُدَّهم إليهم؛ فهم أعلى بهم عَيْنًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه. قالت: ولم يَكُنْ شَيءٌ أبغَضَ إلى عَبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشيُّ كَلامَهم. فقالت بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَيْنًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم؛ فأسْلِمْهم إليهما، فليَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشيُّ ، ثم قال: لا ها اللهِ ايْمُ اللهِ إذَنْ لا أُسَلِّمُهم إليهما، ولا أكادُ قَومًا جاوَروني، ونَزَلوا بِلادي واختَاروني على مَن سِوايَ حتى أدعُوَهم فأسألَهم ما يَقولُ هذان في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يَقولانِ أسلَمْتُهم إليهما، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلك مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَروني. قالت: ثم أرسَلَ إلى أصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رَسولُهُ اجتَمَعوا، ثم قال بَعضُهم لِبَعضٍ: ما تَقولونَ لِلرَّجُلِ إذا جِئتُموهُ. قالوا: نَقولُ واللهِ ما عَلِمْنا وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كائنٌ في ذلك ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوهُ وقد دعا النَّجاشيُّ أساقِفَتَه فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم، فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ؟ قالت: فكان الذي كَلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أهلَ جاهِليَّةٍ، نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلك حتى بعَثَ اللهُ إلينا رَسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه وصِدقَهُ وأمانَتَه وعَفافَهُ، فدَعانا إلى اللهِ لِنُوَحِّدَه، ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحن وآباؤنا مِن دُونِه مِنَ الحِجارةِ والأوثانِ ، وأمَرَنا بصِدقِ الحَديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَّحِمِ، وحُسْنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكْلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذْفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحْدَه ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ. قالت: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقْناهُ، وآمَنَّا به، واتَّبَعْناهُ على ما جاءَ به، فعَبَدْنا اللهَ وَحْدَه فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا، فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا؛ لِيَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِنَ الخَبائِثِ، فلمَّا قَهَرونا، وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبَينَ دِينِنا، خرَجْنا إلى بَلَدِكَ واختَرْناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالت: فقال له النَّجاشيُّ: هل معكَ ممَّا جاءَ به عنِ اللهِ مِن شَيءٍ؟ قالت: فقال له جَعفَرٌ: نَعَمْ. فقال له النَّجاشيُّ: فاقْرَأْه علَيَّ. فقَرَأَ عليه صَدْرًا مِن {كهيعص}، قالت: فبَكى واللهِ النَّجاشيُّ حتى أخْضَلَ لِحيَتَه، وبَكَتْ أساقِفَتُه حتى أخْضَلوا مَصاحِفَهم حين سَمِعوا ما تَلا عليهم، ثم قال النَّجاشيُّ: إنَّ هذا واللهِ والذي جاءَ به موسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا فواللهِ لا أُسْلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أُكادُ. قالت أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّه غَدًا عَيْبَهم عِندَه، ثم أستأصِلُ به خَضراءَهم. قالت: فقال له عَبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ، وكان أتْقى الرَّجُلَيْنِ فينا: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريَمَ عَبدٌ. قالت: ثم غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يَقولونَ في عيسى ابنِ مَريمَ قَولًا عَظيمًا، فأرْسِلْ إليهم فاسألْهم عمَّا يَقولونَ فيه. قالت: فأرسَلَ إليهم يَسألُهم عنه، قالت: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُها، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بَعضُهم لِبَعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سألَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ واللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاء به نَبيُّنا، كائِنًا في ذلك ما هو كائِنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا؛ هو عَبدُ اللهِ، ورَسولُهُ، ورُوحُه، وكَلِمَتُه ألْقاها إلى مَريمَ العَذراءِ البَتولِ . قالت: فضرَبَ النَّجاشيُّ يَدَهُ إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثم قال: ما عدا عيسى ابنُ مَريمَ ما قُلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حين قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيُومٌ بأرضي -والسُّيُومُ: الآمِنونَ-، مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثم مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رَجُلًا مِنكم -والدَّبْرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ-، رُدُّوا عليهما هداياهما؛ فلا حاجةَ لنا بها، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حين رَدَّ علَيَّ مُلْكي فآخُذَ الرِّشوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالت: فخرَجا مِن عِندِه مَقبوحَينِ مَردودًا عليهما ما جاءا به، وأقَمْنا عِندَه بخَيرِ دارٍ، مع خَيرِ جارٍ. قالت: فواللهِ إنَّا على ذلك إذْ نَزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِهِ- قالت: فواللهِ ما علِمْنا حُزْنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزْنٍ حَزِنَّاه عِندَ ذلك؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلك على النَّجاشيِّ ، فيَأتيَ رَجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشيُّ يَعرِفُ منه، قالت: وسارَ النَّجاشيُّ وبَينَهما عُرضُ النِّيلِ. قالت: فقال أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن رَجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثم يأتينا بالخَبَرِ؟ قالت: فقال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالت: وكان مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا، قالت: فنَفَخوا له قِربةً، فجَعَلَها في صَدرِهِ، ثم سبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثم انطَلَقَ حتى حضَرَهم، قالت: ودَعَوْنا اللهَ لِلنَّجاشيِّ بالظُّهورِ على عَدوِّه والتَّمكينِ له في بِلادِهِ، واستَوسَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عِندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بمَكةَ.
 

1 - أنه ركِبَ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومًا فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : يا غلامُ إني مُعَلِّمُكَ كلماتٍ احفظِ اللهَ يَحفظْكَ احفظِ اللهَ تجدْهُ تُجاهَكَ وإذا سألتَ فلتسألِ اللهَ وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبهُ اللهُ لك ولو اجتمعوا على أن يَضروك لم يَضروك إلا بشيٍء قد كتبهُ اللهُ عليك رُفعتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 4/233 التخريج : أخرجه أحمد (2669) واللفظ له، والترمذي (2516) باختلاف يسير، والطبراني ((11/ 123)) (11243)
التصنيف الموضوعي: توحيد - الاستعانة بالله رقائق وزهد - التوكل واليقين رقائق وزهد - حفظ الجوارح سفر - جواز الإرداف على الدابة قدر - جف القلم على علم الله
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - عن رُؤيا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ في أبي بكرٍ وعمرَ قال : رأيت الناسَ اجتمعوا فقام أبو بكرٍ فنزع ذنوبًا أو ذنوبينِ وفي نزعِه ضعفٌ واللهُ يغفرُ له ثم قام ابنُ الخطابِ فاستحالت غربًا فما رأيت عبقريًّا من الناسِ يَفري فريَه حتى ضرب الناسُ بعطنٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 8/119 التخريج : أخرجه البخاري (3634)، ومسلم (2393) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رؤيا - النزع من البئر في المنام رؤيا - رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مناقب وفضائل - فضائل المهاجرين ومناقبهم
| شرح حديث مشابه

3 - عن رؤيا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في أبي بكرٍ وعمرَ قال : رأيتُ الناسَ اجتمعوا فقام أبو بكرٍ فنزعَ ذَنُوبًا أو ذَنُوبيْنِ وفي نَزْعِه ضعفٌ واللهُ يغفرُ لهُ ثم قامَ ابنُ الخطابِ فاستحالتْ غَرْبًا فما رأيتُ عبقريًّا من الناسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ حتى ضربَ الناسُ بعَطَنٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 8/26 التخريج : أخرجه البخاري (3634)، ومسلم (2393) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رؤيا - النزع من البئر في المنام رؤيا - رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مناقب وفضائل - فضائل المهاجرين ومناقبهم
| شرح حديث مشابه

4 - عن ابنِ عباسٍ أنَّ الملأَ من قُريشٍ اجتمعوا في الحِجْرِ فتعاهدوا باللَّاتِ والعُزَّى ومناةِ الثالثةِ الأُخرَى لو قد رأينا محمدًا قُمنا إليهِ قيامَ رجلٍ واحدٍ فلم نُفارقْهُ حتى نقتلَه قال : فأقبلتْ فاطمةُ تبكي حتى دخلتْ على أبيها فقالت : هؤلاءِ الملأُ من قومِكَ في الحِجْرِ قد تعاهدوا أن لو قد رَأَوْكَ قاموا إليكَ فقتلوكَ فليسَ منهم رجلٌ إلا قد عَرَفَ نصيبَهُ من دَمِكَ قال : يا بُنَيَّةُ أَدْنِي وُضوءًا فتوضأَ ثم دخلَ عليهم المسجدَ فلمَّا رَأَوْهُ قالوا : هو هذا فَخَفَضُوا أبصارَهم وعُقِروا في مجالسِهم فلمْ يَرفعوا إليهِ أبصارَهم ولم يَقُمْ منهم رجلٌ فأقبلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى قامَ على رؤوسِهم فأخذَ قبضةً من ترابٍ فحَصَبَهُمْ بها وقال : شاهتِ الوجوهُ قال : فما أصابتْ رجلًا منهم حَصَاةٌ إلا قد قُتِلَ يومَ بدرٍ كافرًا
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 5/163 التخريج : أخرجه الضياء في ((المختارة)) (232) بلفظه، والبخاري (2915) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صبره فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - عصمة الله له من الناس فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي مغازي - غزوة بدر وضوء - فضل الوضوء
|أصول الحديث

5 - إنَّ الملأَ من قُريشٍ اجتمعوا في الحِجْرِ فتعاقدوا باللاتِ والعزَّى ومناتَ الثالثةِ الأُخرى ونائلةَ وإسافَ لو قد رأينا محمدًا لقد قُمنا إليه قيامَ رجلٍ واحدٍ فلم نُفارقْهُ حتى نَقتلَهُ فأَقْبلتْ ابنتُهُ فاطمةُ رضي اللهُ تعالى عنها تَبكي حتى دخلتْ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالت : هؤلاءِ الملأُ من قُريشٍ قد تَعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قاموا إليك فقتلوكَ فليس منهم رجلٌ إلا قد عرفَ نصيبَهُ من دَمِكَ فقال : يا بُنَيَّةُ أَرِيني وُضوءًا فتوضَّأَ ثم دخل عليهم المسجدَ فلمَّا رأوهُ قالوا : هاهو ذا وخَفَضُوا أبصارَهم وسقطت أذقانُهم في صدورِهم وعُقِروا في مجالسِهم فلم يَرفعوا إليه بصرًا ولم يَقمْ إليه منهم رجلٌ فأقْبلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى قام على رُؤوسِهم فأخذَ قَبْضةً من التُّرابِ فقال : شاهتِ الوجوهُ ثم حَصَبَهم بها فما أصاب رجلًا منهم من ذلك الحَصَى حصاةٌ إلا قُتلَ يومَ بدرٍ كافرًا
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 4/269 التخريج : أخرجه ابن حبان (6502)، والحاكم (583)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (230) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شجاعة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - عصمة الله له من الناس فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي مغازي - غزوة بدر مناقب وفضائل - فاطمة بنت رسول الله
|أصول الحديث

6 - لمَّا مرض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرضَهُ الذي مات فيهِ كان في بيتِ عائشةَ فقال : ادعوا لي عليًّا قالت عائشةُ : ندعو لك أبا بكرٍ قال : ادعوهُ قالت حفصةُ : يا رسولَ اللهِ ندعو لك عمرَ قال : ادعوهُ قالت أمُّ الفضلِ : يا رسولَ اللهِ ندعو لك العباسَ قال : ادعوهُ فلمَّا اجتمعوا رفع رأسَهُ فلم يَرَ عليًّا فسكت فقال عمرُ : قُوموا عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فجاء بلالٌ يٌؤذِنُهُ بالصلاةِ فقال : مُرُوا أبا بكرٍ يُصلِّي بالناسِ فقالت عائشةُ : إنَّ أبا بكرٍ رجلٌ حصرٌ ومتى ما لا يراك الناسُ يبكون فلو أمرتَ عمرَ يُصلِّي بالناسِ فخرج أبو بكرٍ فصلَّى بالناسِ ووجد النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في نفسِهِ خِفَّةً فخرج يُهادَى بين رجلينِ ورِجْلاهُ تخطَّانِ في الأرضِ فلمَّا رآهُ الناسُ سبَّحوا أبا بكرٍ فذهب يتأخَّرُ فأومأَ إليهِ أي مكانك فجاء النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حتى جلس قال : وقام أبو بكرٍ عن يمينِهِ وكان أبو بكرٍ يَأْتَمُّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والناسُ يأتمُّونَ بأبي بكرٍ قال ابنُ عباسٍ : وأخذ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من القراءةِ من حيثُ بلغ أبو بكرٍ ومات في مرضِهِ ذاك عليهِ السلامُ وقال وكيعٌ مرةً : فكان أبو بكرٍ يَأْتَمُّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والناسُ يأتمُّون بأبي بكرٍ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 5/120 التخريج : أخرجه أحمد (3355)، واللفظ له، وابن ماجه (1235)، باختلاف يسير، وأبو يعلى (2708)، مختصرا.
التصنيف الموضوعي: صلاة الجماعة والإمامة - استخلاف الإمام من ينوب عنه بالصلاة إذا عرض له عذر صلاة الجماعة والإمامة - صلاة الإمام قاعدا صلاة الجماعة والإمامة - من قام إلى جنب الإمام لعلة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - دَخَلَ أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ بَيتَ المِدراسِ ، فوَجَدَ مِن يَهودَ أُناسًا كَثيرًا قدِ اجتَمعوا إلى رَجُلٍ منهم يُقالُ له: فِنحاصُ، وكان مِن عُلَمائِهم وأحبارِهم، ومَعه حَبرٌ يُقالُ له: أشْيَعُ، فقال أبو بَكرٍ: وَيحَكَ يا فِنحاصُ، اتَّقِ اللهَ وأسلِمْ، فواللهِ إنَّكَ لَتَعلَمُ أنَّ مُحمدًا رَسولُ اللهِ، قد جاءَكم بالحَقِّ مِن عِندِه، تَجِدونَه مَكتوبًا عِندَكم في التَّوراةِ والإنجيلِ، فقال فِنحاصُ: واللهِ -يا أبا بَكرٍ- ما بنا إلى اللهِ مِن حاجةٍ مِن فَقرٍ، وإنَّه إلينا لَفَقيرٌ، ما نَتَضرَّعُ إليه كما يَتَضرَّعُ إلينا، وإنَّا عنه لَأغنياءُ، ولو كان عنَّا غَنيًّا ما استَقرَضَ مِنَّا كما يَزعُمُ صاحِبُكم، يَنهاكُم عنِ الرِّبا. فغَضِبَ أبو بَكرٍ، فضَرَبَ وَجهَ فِنحاصَ ضَربًا شَديدًا وقال: والذي نَفْسي بيَدِه، لولا الذي بَينَنا وبَينَكَ مِنَ العَهدِ لَضَرَبتُ عُنُقَكَ يا عَدُوَّ اللهِ، فأكذِبونا ما استَطَعتُم إنْ كُنتُم صادِقينَ. فذَهَبَ فِنحاصُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا مُحمدُ، أبصِرْ ما صَنَعَ بي صاحِبُكَ. فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِأبي بَكرٍ: ما حَمَلَكَ على ما صَنَعتَ؟ فقال: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ عَدُوَّ اللهِ قد قال قَولًا عَظيمًا، زَعَمَ أنَّ اللهَ فَقيرٌ وأنَّهم عنه أغنياءُ، فلَمَّا قال ذلك غَضِبتُ للهِ مِمَّا قال، فضَرَبتُ وَجهَه. فجَحَدَ ذلك فِنحاصُ، وقال: ما قُلتُ ذلك. فأنزَلَ اللهُ فيما قال فِنحاصُ رَدًّا وتَصديقًا لِأبي بَكرٍ: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران: 181] الآيةَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد أو صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير
الصفحة أو الرقم : 1/444 التخريج : أخرجه الطبري في ((تفسيره)) (6/ 278) واللفظ له، والطحاوي في ((مشكل الآثار)) (1830)، والضياء المقدسي في ((المختارة)) (285) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة آل عمران قرآن - أسباب النزول إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام رقائق وزهد - الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما كان عند أهل الكتاب في أمر نبوته صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

8 - لمَّا اجتمع القومُ لغَسْلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وليس في البيتِ إلا أهلُهُ عمَّهُ العباسُ بنُ عبدِ المطلبِ وعليُّ بنُ أبي طالبٍ والفضلُ بنُ العباسِ وقثمُ بنُ العباسِ وأسامةُ بنُ زيدِ بنِ حارثةَ وصالحٌ مولاهُ فلمَّا اجتمعوا لغسلِهِ نادى من وراءِ البابِ أوسُ بنُ خولي الأنصاريُّ ثم أحدُ بني عوفِ بنِ الخزرجِ وكان بدريًّا عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ فقال لهُ : يا عليُّ نشدتُكَ اللهَ وحظنا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : فقال له عليٌّ : ادخل فدخل فحضر غسلَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولم يَلِ من غسلِهِ شيئًا قال : فأسندَهُ إلى صدرِهِ وعليهِ قميصُهُ وكان العباسُ والفضلُ وقثمُ يقلِّبونَهُ مع عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ وكان أسامةُ بنُ زيدٍ وصالحٌ مولاهما يصبَّانِ الماءَ وجعل عليٌّ يغسلُهُ ولم يَرَ من رسولِ اللهِ شيْءٌ مما يراهُ من الميتِ وهو يقولُ : بأبي وأمي ما أَطْيَبَكَ حيًّا وميتًا حتى إذا فرغوا من غسلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وكان يغسلُ بالماءِ والسدرِ جفَّفوهُ ثم صنع بهِ ما يصنعُ بالميتِ ثم أُدْرِجَ في ثلاثةِ أثوابٍ ثوبين أبيضينِ وبُرْدَ حَبِرَةٍ ثم دعا العباسُ رجلين فقال : ليذهب أحدكما إلى أبي عبيدةَ بنَ الجراحِ وكان أبو عبيدةَ يضرَحُ لأهلِ مكةَ وليذهب الآخرُ إلى أبي طلحةَ بنِ سهلِ الأنصاريِّ وكان أبو طلحةَ يَلْحَدُ لأهلِ المدينةِ قال : ثم قال العباسُ لهما حين سرَّحهما : اللهم خِرْ لرسولكَ قال : فذهبا فلم يجد صاحبُ أبي عبيدةَ أبا عبيدةَ ووجد صاحبُ أبي طلحةَ أبا طلحةَ فجاء بهِ فلحَدَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 4/105 التخريج : أخرجه أبو داود (3153)، وابن ماجه (1471) كلاهما مختصرا، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2908) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - كفن النبي صلى الله عليه وسلم دفن ومقابر - اللحد والشق ونصب اللبن على الميت غسل - الغسل بماء وسدر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دفن النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - غسل النبي وكفنه والصلاة عليه
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

9 - عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ قالَ : قُلتُ لَهُ : ما أَكْثرَ ما رأيتَ قُرَيْشًا أصابَت مِن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فيما كانَت تظهرُ مِن عداوتِهِ قالَ : حَضرتُهُم وقدِ اجتمعَ أشرافُهُم يومًا في الحِجرِ فذَكَروا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالوا : ما رأَينا مثلَ ما صبَرنا عليهِ من هذا الرَّجلِ قطُّ سفَّهَ أحلامَنا وشتمَ آباءَنا وعابَ دينَنا وفرَّقَ جماعتَنا وسبَّ آلِهَتَنا لقد صبَرنا منهُ على أمرٍ عظيمٍ أو كما قالوا : قالَ : فبينَما هم كذلِكَ إذ طلعَ عليهِم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأقبلَ يَمشي حتَّى استلمَ الرُّكنَ ثمَّ مرَّ بِهِم طائفًا بالبيتِ فلمَّا أن مرَّ بِهِم غَمزوهُ ببعضِ ما يقولُ قالَ : فعَرفتُ ذلِكَ في وجهِهِ ثمَّ مضى فلمَّا مرَّ بِهِمُ الثَّانيةَ غَمزوهُ بمثلِها فعرَفتُ ذلِكَ في وجهِهِ ثمَّ مضى ثمَّ مرَّ بِهِمُ الثَّالثةَ فغمزوهُ بمثلِها فقالَ : تَسمعونَ يا معشرَ قُرَيْشٍ أما والَّذي نَفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لقد جئتُكُم بالذَّبحِ فأخذَتِ القومَ كلِمتُهُ حتَّى ما مِنهم رجلٌ إلَّا كأنَّما علَى رأسِهِ طائرٌ واقعٌ حتَّى أنَّ أشدَّهم فيهِ وصاةً قبلَ ذلِكَ ليرفؤُهُ بأحسَنِ ما يجدُ منَ القولِ حتَّى إنَّهُ ليقولُ : انصَرِف يا أبا القاسِمِ انصَرِف راشدًا فواللَّهِ ما كنتَ جَهولًا قالَ : فانصرَفَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى إذا كانَ الغدُ اجتَمعوا في الحِجرِ وأَنا معَهُم فقالَ بعضُهُم لبَعضٍ : ذَكَرتُمْ ما بلغَ منكم وما بلغَكُم عنهُ حتَّى إذا بادأَكُم بما تَكْرَهونَ ترَكْتُموهُ فبينَما هم في ذلِكَ إذ طلعَ عليهِم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فوثبوا إليهِ وثبةَ رجلٍ واحدٍ فأحاطوا بِهِ يقولونَ لَهُ : أنتَ الَّذي تقولُ كذا وَكَذا ؟ لما كانَ يبلغُهُم عنهُ من عَيبِ آلِهَتِهِم ودينِهِم قالَ : فيقولُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : نعَم أَنا الَّذي أقولُ ذلِكَ قالَ : فلَقد رأيتُ رجلًا منهم أخذَ بمجمَعِ ردائِهِ قالَ : وقامَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضيَ اللَّهُ تعالى عنهُ دونَهُ يقولُ وَهوَ يَبكي : أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ثمَّ انصرَفوا عنهُ فإنَّ ذلِكَ لأشدُّ ما رأيتُ قُرَيْشًا بلغَت منهُ قطُّ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 11/203 التخريج : أخرجه أحمد (7036)، واللفظ له، وابن حبان (6567)، والبزار في ((البحر الزخار)) (2497)، باختلاف يسير، وأصله في البخاري (4815)
التصنيف الموضوعي: أيمان - كيف كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صبره فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مبعث النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما صبر عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الله عز وجل
|أصول الحديث

10 - ولَمَّا بَلَغَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَمسًا وثَلاثينَ سَنةً، اجتَمَعتْ قُرَيشٌ لِبُنيانِ الكَعبةِ، وكانوا يَهُمُّونَ بذلك لِيَسقُفوها، ويَهابونَ هَدْمَها، وإنَّما كانت رَضمًا فَوقَ القامةِ، فأرادوا رَفعَها وتَسقيفَها، وكان بمَكةَ رَجُلٌ قِبطيٌّ، فهَيَّأ لهم في أنْفُسِهم بَعضَ ما يُصلِحُها، فلَمَّا أجمَعوا أمْرَهم في هَدْمِها وبُنيانِها، قام أبو وَهبِ بنُ عَمرِو بنِ عائِدِ بنِ عَبدِ بنِ عِمرانَ بنِ مَخزومٍ، فقال: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، لا تُدخِلوا في بُنيانَها مِن كَسبِكم إلَّا طَيِّبًا، لا يَدخُلْ فيها مَهرُ بَغيٍّ ولا بَيعُ رِبًا، ولا مَظلِمةُ أحَدٍ مِنَ الناسِ. ثم إنَّ قُرَيشًا تَجزَّأتِ الكَعبةَ، فكانَ شِقُّ البابِ لِبَني عَبدِ مَنافٍ وزُهرةَ، وكان ما بَينَ الرُّكنِ الأسوَدِ والرُّكنِ اليَمانيِّ لِبَني مَخزومٍ وقبائلَ مِن قُرَيشٍ انضَمُّوا إليها، وكان ظَهرُ الكَعبةِ لِبَني جُمَحٍ وسَهمٍ، وكان شِقُّ الحَجَرِ لِبَني عَبدِ الدَّارِ بنِ قُصَيٍّ، ولِبَني أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ، ولِبَني عَدِيِّ بنِ كَعبِ بنِ لُؤَيٍّ، وهو الحُطَيمُ . حتى إذا انتَهى الهَدمُ إلى الأساسِ، أساسِ إبراهيمَ، عليه السَّلامُ، أفضَوْا إلى حِجارةٍ خُضْرٍ كالآسِنَّةِ آخِذٍ بَعضُها بَعضًا. ثم إنَّ القَبائلَ مِن قُرَيشٍ جَمَعتِ الحِجارةَ لِبِنائِها، كُلُّ قَبيلةٍ تَجمَعُ على حِدةٍ، ثم بَنَوْها، حتى بَلَغَ البُنيانُ مَوضِعَ الرُّكنِ -يَعني الحَجَرَ الأسودَ- فاختَصَموا فيه، كُلُّ قَبيلةٍ تُريدُ أنْ تَرفَعَه إلى مَوضِعِه دُونَ الأُخرى، حتى تَحاوَروا وتَخالَفوا، وأعَدُّوا لِلقِتالِ، فقَرَّبَتْ بَنو عَبدِ الدَّارِ جَفنةً مَملوءةً دَمًا، ثم تَعاقَدوا هم وبَنو عَدِيِّ بنِ كَعبِ بنِ لُؤَيٍّ على المَوتِ، وأدخَلوا أيديَهم في ذلك الدَّمِ في تلك الجَفنةِ، فسَمِعوا: لَعقةَ الدَّمِ. فمَكَثتْ قُرَيشٌ على ذلك أربَعَ لَيالٍ أو خَمسًا، ثم إنَّهمُ اجتَمَعوا في المَسجِدِ فتَشاوَروا وتَناصَفوا، فزَعَمَ بَعضُ أهلِ الرِّوايةِ أنَّ أبا أُمَيَّةَ بنَ المُغيرةِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخزومٍ -وكان عامَئِذٍ أسَنَّ قُرَيشٍ كُلِّهم- قال: يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، اجعَلوا بَينَكم فيما تَختَلِفونَ فيه أوَّلَ مَن يَدخُلُ مِن بابِ هذا المَسجِدِ، يَقضي بَينَكم فيه. ففَعلوا، فكانَ أوَّلُ داخِلٍ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلَمَّا رَأوْه قالوا: هذا الأمِينُ، رَضينا، هذا مُحمدٌ، فلَمَّا انتَهى إليهم وأخبَروه، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هَلُمَّ إلَيَّ ثَوبًا. فأُتيَ به، فأخَذَ الرُّكنَ -يَعني الحَجَرَ الأسوَدَ- فوَضَعَه فيه بيَدِه، ثم قال: لِتَأخُذْ كُلُّ قَبيلةٍ بناحيةٍ مِنَ الثَّوبِ، ثم ارفَعوه جَميعًا. ففَعَلوا، حتى إذا بَلَغوا به مَوضِعَه، وَضَعَه هو بيَدِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم بَنى عليه. وكانت قُرَيشٌ تُسَمِّي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَبلَ أنْ يَنزِلَ عليه الوَحيُ: الأمينَ. وكانتِ الكَعبةُ على عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَمانيةَ عَشَرَ ذِراعًا، وكانت تُكْسى القَباطيَّ، ثم كُسِيتْ بَعدُ البُرودَ، وأوَّلُ مَن كَساها الدِّيباجَ الحَجَّاجُ بنُ يُوسُفَ.

11 - لمَّا نزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشيَّ ، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه، فلمَّا بلَغَ ذلك قُرَيشًا ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشيِّ فينا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ وأنْ يُهدوا النَّجاشيَّ هدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مكةَ، وكان مِن أعجَبِ ما يأتيهِ منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أدَمًا كَثيرًا، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتهِ بِطريقًا إلا أهدَوْا له هَديَّةً، ثم بَعَثوا بذلك مع عَبدِ اللهِ بنِ رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهْميِّ، وأمَّروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كُلِّ بِطريقٍ هَديَّتَه قَبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشيَّ فيهم، ثم قَدِّموا لِلنَّجاشيِّ هداياه، ثم سَلوهُ أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قَبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالت: فخرَجا، فقَدِما على النَّجاشيِّ ونحن عِندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطريقٌ إلا دفَعا إليه هَديَّتَه قَبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشيَّ ، ثم قالا لِكُلِّ بِطريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ لا نَعرِفُه نحن ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم؛ لِيَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَوْمَهم أعلى بهم عَيْنًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نَعَمْ. ثم إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشيِّ ، فقَبِلَها منهما، ثم كَلَّماهُ، فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحن ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم مِن آبائِهم وأعمامِهم وعَشائِرِهم؛ لِتَرُدَّهم إليهم؛ فهم أعلى بهم عَيْنًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه. قالت: ولم يَكُنْ شَيءٌ أبغَضَ إلى عَبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشيُّ كَلامَهم. فقالت بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَيْنًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم؛ فأسْلِمْهم إليهما، فليَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشيُّ ، ثم قال: لا ها اللهِ ايْمُ اللهِ إذَنْ لا أُسَلِّمُهم إليهما، ولا أكادُ قَومًا جاوَروني، ونَزَلوا بِلادي واختَاروني على مَن سِوايَ حتى أدعُوَهم فأسألَهم ما يَقولُ هذان في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يَقولانِ أسلَمْتُهم إليهما، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلك مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَروني. قالت: ثم أرسَلَ إلى أصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رَسولُهُ اجتَمَعوا، ثم قال بَعضُهم لِبَعضٍ: ما تَقولونَ لِلرَّجُلِ إذا جِئتُموهُ. قالوا: نَقولُ واللهِ ما عَلِمْنا وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كائنٌ في ذلك ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوهُ وقد دعا النَّجاشيُّ أساقِفَتَه فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه، سألَهم، فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ؟ قالت: فكان الذي كَلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أهلَ جاهِليَّةٍ، نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلك حتى بعَثَ اللهُ إلينا رَسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه وصِدقَهُ وأمانَتَه وعَفافَهُ، فدَعانا إلى اللهِ لِنُوَحِّدَه، ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحن وآباؤنا مِن دُونِه مِنَ الحِجارةِ والأوثانِ ، وأمَرَنا بصِدقِ الحَديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَّحِمِ، وحُسْنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكْلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذْفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحْدَه ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ. قالت: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقْناهُ، وآمَنَّا به، واتَّبَعْناهُ على ما جاءَ به، فعَبَدْنا اللهَ وَحْدَه فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا، فعَذَّبونا، وفَتَنونا عن دِينِنا؛ لِيَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِنَ الخَبائِثِ، فلمَّا قَهَرونا، وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبَينَ دِينِنا، خرَجْنا إلى بَلَدِكَ واختَرْناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالت: فقال له النَّجاشيُّ: هل معكَ ممَّا جاءَ به عنِ اللهِ مِن شَيءٍ؟ قالت: فقال له جَعفَرٌ: نَعَمْ. فقال له النَّجاشيُّ: فاقْرَأْه علَيَّ. فقَرَأَ عليه صَدْرًا مِن {كهيعص}، قالت: فبَكى واللهِ النَّجاشيُّ حتى أخْضَلَ لِحيَتَه، وبَكَتْ أساقِفَتُه حتى أخْضَلوا مَصاحِفَهم حين سَمِعوا ما تَلا عليهم، ثم قال النَّجاشيُّ: إنَّ هذا واللهِ والذي جاءَ به موسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا فواللهِ لا أُسْلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أُكادُ. قالت أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّه غَدًا عَيْبَهم عِندَه، ثم أستأصِلُ به خَضراءَهم. قالت: فقال له عَبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ، وكان أتْقى الرَّجُلَيْنِ فينا: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: واللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريَمَ عَبدٌ. قالت: ثم غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يَقولونَ في عيسى ابنِ مَريمَ قَولًا عَظيمًا، فأرْسِلْ إليهم فاسألْهم عمَّا يَقولونَ فيه. قالت: فأرسَلَ إليهم يَسألُهم عنه، قالت: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُها، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بَعضُهم لِبَعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سألَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ واللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاء به نَبيُّنا، كائِنًا في ذلك ما هو كائِنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا؛ هو عَبدُ اللهِ، ورَسولُهُ، ورُوحُه، وكَلِمَتُه ألْقاها إلى مَريمَ العَذراءِ البَتولِ . قالت: فضرَبَ النَّجاشيُّ يَدَهُ إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثم قال: ما عدا عيسى ابنُ مَريمَ ما قُلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حين قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم واللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيُومٌ بأرضي -والسُّيُومُ: الآمِنونَ-، مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثم مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبْرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رَجُلًا مِنكم -والدَّبْرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ-، رُدُّوا عليهما هداياهما؛ فلا حاجةَ لنا بها، فواللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حين رَدَّ علَيَّ مُلْكي فآخُذَ الرِّشوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالت: فخرَجا مِن عِندِه مَقبوحَينِ مَردودًا عليهما ما جاءا به، وأقَمْنا عِندَه بخَيرِ دارٍ، مع خَيرِ جارٍ. قالت: فواللهِ إنَّا على ذلك إذْ نَزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِهِ- قالت: فواللهِ ما علِمْنا حُزْنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزْنٍ حَزِنَّاه عِندَ ذلك؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلك على النَّجاشيِّ ، فيَأتيَ رَجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشيُّ يَعرِفُ منه، قالت: وسارَ النَّجاشيُّ وبَينَهما عُرضُ النِّيلِ. قالت: فقال أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن رَجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثم يأتينا بالخَبَرِ؟ قالت: فقال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالت: وكان مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا، قالت: فنَفَخوا له قِربةً، فجَعَلَها في صَدرِهِ، ثم سبَحَ عليها حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثم انطَلَقَ حتى حضَرَهم، قالت: ودَعَوْنا اللهَ لِلنَّجاشيِّ بالظُّهورِ على عَدوِّه والتَّمكينِ له في بِلادِهِ، واستَوسَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عِندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بمَكةَ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : تخريج المسند لشاكر
الصفحة أو الرقم : 3/180 التخريج : أخرجه أحمد (1740) باختلاف يسير، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/115) مختصراً
التصنيف الموضوعي: إسلام - الأعمال التي من الإسلام فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي مغازي - الهجرة إلى الحبشة مناقب وفضائل - جعفر بن أبي طالب مناقب وفضائل - النجاشي وأصحابه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه