الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قالَ: رُخِّصَ للشَّيخِ الكَبيرِ أنْ يُفطِر، عن كلِّ يَومٍ مِسكينًا ولا قَضاءَ عليه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري
الراوي : عكرمة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1627
التصنيف الموضوعي: صيام - فدية من لا يطيق الصوم صيام - الرخصة في الفطر للشيخ الكبير والحامل والمرضع
| أحاديث مشابهة

2 - عنِ ابنِ عَبَّاسٍ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} واحِدٍ {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيرًا} فإنْ زادَ مِسكينًا آخَرَ {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} [البقرة: 184]، وليست بمَنسوخةٍ، إلَّا أنَّه قد وَضَع للشَّيخِ الكَبيرِ الَّذي لا يَستَطيعُ الصِّيامَ، وأمَرَ أن يُطعِمَ الَّذي يَعلَم أنَّه لا يُطيقُه.
 

1 - قلْبُ الشَّيْخِ شابَ على حُبِّ اثنَتَيْن: طُولِ الحياةِ وكثرةِ المالِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8144
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الطمع رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال رقائق وزهد - حب المال والشرف رقائق وزهد - من لا يشبع من الدنيا فتن - فتنة المال

2 - جاءَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه يومَ فَتحِ مكَّةَ بأبيهِ أبي قُحافةَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لو أقرَرْتَ الشَّيخَ في بيتِهِ لأتَيْناه».

3 - أنَّ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنه حِين طُعِن، قال: إنِّي رأَيْتُ في الجَدِّ رأْيًا، فإنْ رأيْتُم أنْ تَتَّبِعوه، فقال عُثمانُ: إنْ نَتَّبِعْ رأْيَك فهو رُشدٌ، وإنْ نتَّبِعْ رأْيَ الشَّيخِ قبْلَك فنِعمَ ذُو الرَّأيِ كان.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
الراوي : مروان بن الحكم | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8194
التصنيف الموضوعي: خلافة وإمامة - ما جاء في عمر بن الخطاب فرائض ومواريث - ميراث الجد مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب فرائض ومواريث - ميراث الجد مع الأب والإخوة

4 - عنْ هِلالِ بنِ يَسافٍ، قالَ: انطَلَقْتُ إلى البَصْرةِ، فدخَلْتُ المَسجِدَ، فإذا شَيخٌ مُستَنِدٌ إلى أُسْطوانةٍ يُحدِّثُ يَقولُ: قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَيرُ النَّاسِ قَرْني، ثمَّ الَّذين يَلونَهم، ثمَّ الَّذينَ يَلونَهم، ثمَّ يَأْتي أقْوامٌ يُعْطونَ الشَّهادةَ قبلَ أنْ يُسْألوها فقُلْتُ: مَن هذا الشَّيخُ؟ قالوا: عِمْرانُ بنُ حُصَينٍ.

5 - ثَلاثةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ، وثَلاثةٌ يُبغِضُهُمُ اللهُ، أمَّا الَّذين يُحِبُّهُمُ اللهُ: فرَجُلٌ أتَى قَومًا فسَألَهم باللهِ، ولم يَسألْهُم بقَرابةٍ بيْنَهم وبَينَه، فتَخَلَّف رَجُلٌ مِن أعقابِهِم فَأعْطاهُم سِرًّا لا يَعلَمُ بعَطِيَّتِه إلَّا اللهُ والَّذي أعطاه، وقَومٌ ساروا لَيلَتَهُم حتَّى إذا كان النَّومُ نَزَلوا فوَضَعوا رُؤوسَهُم، فقام يَتَمَلَّقُني ، ويَتلو آياتي ، ورَجُلٌ كان في سَرِيَّةٍ فلَقِيَ العَدُوَّ، فهُزِموا فأقبَلَ بصَدرِه حتَّى يُقتَلَ، أو يُفتَحَ له، والثَّلاثةُ الَّذين يُبغِضُهُمُ اللهُ: الشَّيخُ الزَّاني، والفَقيرُ المُختالُ ، والغَنِيُّ الظَّلومُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو ذر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1540
التصنيف الموضوعي: جهاد - فضل الجهاد تراويح وتهجد وقيام ليل - فضل قيام الليل سؤال - عطية من سأل بالله صدقة - فضل الصدقة والحث عليها إحسان - إخفاء العمل

6 - عنْ إبراهيمَ بنِ أَبي عَبْلَةَ، قالَ: كنتُ جالسًا بأَرِيحاءَ، فمَرَّ بي واثِلةُ بنُ الأَسْقعِ مُتوكِّئًا على عبدِ اللهِ بنِ الدَّيلَمِيِّ، فأَجْلَسَه ثُمَّ جاءَ إليَّ، فقالَ: عَجِبْتُ ممَّا حدَّثَني هذا الشَّيخُ -يعني واثِلَةَ- قلتُ: ما حدَّثَكَ؟ فقالَ: فحَدَّثَني قالَ: كنتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوَةِ تَبوكَ ، فأَتاهُ نَفَرٌ مِن بني سُلَيمٍ، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّ صاحِبَنا قد أَوْجَبَ، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَعتِقوا عنه يُعتِقِ اللهُ بكُلِّ عُضوٍ منها عُضوًا منه مِنَ النَّارِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح، على شرط الشيخين
الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2883
التصنيف الموضوعي: عتق وولاء - فضل العتق إحسان - غفران الله للذنوب والآثام إيمان - الوعد استغفار - مكفرات الذنوب علم - حسن السؤال ونصح العالم

7 - يُدرَسُ الإسلامُ كما يُدرَسُ وَشْيُ الثَّوبِ، حتَّى لا يُدْرَى ما صِيامٌ ولا صَدقةٌ ولا نُسُكٌ، ويُسْرى على كِتابِ اللهِ في لَيلةً، فلا يَبْقَى في الأرضِ مِنه آيةٌ، ويَبْقَى طَوائفُ مِنَ النَّاسِ: الشَّيخُ الكبيرُ، والعجوزُ الكبيرةُ، يَقولُون: أدْرَكْنا آباءَنا على هذه الكلمةِ: فنحنُ نَقولُها. قال صِلةُ بنُ زُفَرَ لحُذَيفةَ: فما يُغْني عنهم لا إلهَ إلَّا اللهُ وهُم لا يَدْرون ما صِيامٌ ولا صَدقةٌ ولا نُسُكٌ؟ فأعرَضَ عنْه حُذَيفةُ، فرَدَّدها عليه ثَلاثًا، كلُّ ذلكَ يُعرِضُ عنه حُذَيفةَ، ثمَّ أقبَلَ عليه في الثَّالثةِ، فقال: يا صِلةُ، تُنجِيهم مِنَ النَّارِ، تُنجِيهم مِنَ النَّارِ، تُنجِيهم مِنَ النَّارِ!

8 - يُدْرَسُ الإسلامُ كما يُدْرَسُ وَشْيُ الثَّوبِ، لا يُدْرى ما صِيامٌ ولا صَدقةٌ ولا نُسكٌ، ويُسْرى على كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ في لَيلةٍ، فلا يَبْقى في الأرضِ منه آيةٌ، ويَبْقى طَوائفُ مِنَ النَّاسِ: الشَّيخُ الكبيرُ، والعجوزُ الكبيرةُ، يَقولُون: أدْرَكْنا آباءنا على هذه الكلمةِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فنحنُ نقولُها فقال صِلةُ: فما تُغْني عنهم لا إلهَ إلَّا اللهُ؛ لا يَدْرُون ما صِيامٌ ولا صدَقةٌ ولا نُسكٌ. فأعرَضَ عنه حُذَيفةُ رَضيَ اللهُ عنه [فردَّدَ عليه ثَلاثًا كلُّ ذلِكَ يُعرِضُ عنْه]، ثمَّ أقبَلَ عليه في الثَّالثةِ، فقال: يا صِلةُ، تُنْجِيهم مِنَ النَّارِ، تُنْجِيهم مِنَ النَّارِ، تُنْجِيهم مِنَ النَّارِ.

9 - أتَيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةِ تَبوكَ وهو في قُبَّةٍ مِن أدَمٍ، فقال لي: يا عَوفُ، اعْدُدْ سِتًّا بيْن يَدَي السَّاعةِ: مَوتي، ثمَّ فتْحُ بَيتِ المقدِسِ ، ثمَّ مَوَتانٌ يَأخُذُ فيكم كعُقاصِ الغنَمِ، ثمَّ استفاضةُ المالِ فيكم، حتَّى يُعطى الرَّجلُ مائةَ دِينارٍ فيَظَلُّ ساخطًا، ثمَّ فِتنةٌ لا يَبْقى بيْتٌ مِنَ العرَبِ إلَّا دخَلَتْه، ثمَّ هُدنةٌ تكونُ بيْنكم وبيْن بَني الأصفرِ، فيَغدِرون فيَأتونَكم تحْتَ ثَمانينَ غايةً، تحْتَ كلِّ غايةٍ اثْنا عشَرَ ألْفًا. قال الوليدُ بنُ مُسلمٍ: فذاكَرْنا هذا الحديثَ شَيخًا مِن شُيوخِ أهلِ المدينةِ قوْلَه: ثمَّ فتْحُ بَيتِ المقدِسِ ، فقال الشَّيخُ: أخبَرَني سَعيدٌ المَقْبُريُّ، عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه كان يُحدِّثُ بهذه السِّتَّةِ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويقولُ: بدَلَ (فتْحُ بيتِ المقدسِ): عُمرانُ بَيتِ المقدِسِ .
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8515
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أشراط الساعة - قتال الروم فتن - ظهور الفتن فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات

10 - تَفرَّقَ النَّاسُ عنْ أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه، فقالَ له أخو أَهلِ الشَّامِ: أيُّها الشَّيخُ، حدِّثْنا حَديثًا سَمِعْتَه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: أَوَّلُ النَّاسِ يُقْضى فيه يومَ القيامةِ، رَجلٌ استُشهِدَ فأُتِيَ به، فعَرَّفَه نِعَمَه فعَرَفَها، قالَ: فما عَمِلْتَ فيه؟ قالَ: قاتلتُ فيكَ حتَّى قُتِلتُ، قالَ: كَذَبْتَ، ولكن قاتلتَ؛ ليُقالَ: هو جَريءٌ ، فقد قيلَ، قالَ: ثُمَّ أُمِرَ به، فيُسحَبُ على وَجهِه، حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ، ورَجلٌ تَعلَّمَ العِلمَ، وعَلَّمَه، وقَرأَ القرآنَ، فأُتِيَ به، فعَرَّفَه نِعَمَه عليه، فعَرَفَها، قالَ: ما عَمِلتَ فيها؟ فقالَ: تَعلَّمتُ فيكَ العِلمَ، وعَلَّمتُه، وقرأتُ فيكَ القرآنَ، فيقولُ: كَذبْتَ، ولكنَّكَ تَعلَّمْتَ العِلمَ؛ ليُقالَ: هو عالِمٌ، وقرأتَ القرآنَ؛ ليُقالَ: هو قارئٌ، فقد قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به، فيُسحَبُ على وَجهِه حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ، ورَجلٌ وَسَّعَ اللهُ عليه، فأَعْطاهُ مِن أَنْواعِ المالِ، فأُتِيَ به، فعَرَّفَه نِعَمَه، فعَرَفَها، قالَ: ما عَمِلتَ فيها؟ فقالَ: ما عَلِمتُ مِن شيءٍ تُحبُّ أنْ يُنفَقَ فيه إلَّا أَنفقْتُ فيه. قالَ: كذَبْتَ، ولكنَّكَ فَعلْتَ؛ ليُقالَ: هو جَوادٌ ، فقد قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به، فسُحِبَ على وَجهِه، حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ.

11 - «كان ليعقوبَ أخٌ مُؤاخيًا...» فذَكَرَ الحديثَ بنحو: [«كان ليعقوبَ النَّبيِّ عليه السَّلامُ أخٌ مُؤاخِيًا في اللهِ ، فقالَ ذاتَ يومٍ: يا يعقوبُ، ما الَّذي أذْهَبَ بصرَكَ؟ وما الَّذي قَوَّسَ ظَهْرَكَ؟ فقالَ: أمَّا الَّذي أذْهَبَ بصري فالبُكاءُ على يوسفَ، وأمَّا الَّذي قوَّسَ ظَهْري فالحزنُ على ابني بنيامينَ. قالَ: فأتاهُ جِبريلُ عليه السَّلامُ فقالَ: يا يعقوبُ، إنَّ اللهَ يُقرِئُكَ السَّلامَ، ويقولُ: أما تَسْتَحيي تَشكوني إلى غَيْري؟ قالَ: فقالَ يعقوبُ: إنَّما أشكو بَثِّي وحُزني إلى اللهِ. فقالَ جِبريلُ: أعْلمُ ما تشكو يا يعقوبُ. قالَ: ثُمَّ قالَ يعقوبُ: أيْ ربِّ، أما ترحمُ الشَّيخَ الكبيرَ، أذْهَبْتَ بَصري، وقَوَّسْتَ ظَهْري، فاردُدْ علَيَّ رَيْحانتي أَشُمُّهُ شَمًّا قبلَ الموتِ، ثُمَّ اصْنعْ بي ما أردتَ. قالَ: فأتاهُ جِبريلُ فقالَ: إنَّ اللهَ يُقرئُكَ السَّلامَ، ويقولُ لكَ أبْشِرْ ، وليَفرحْ قلبُكَ، فوَعِزَّتي لوْ كانا ميِّتَيْن لنَشرْتُهما، فاصنعْ طعامًا للمساكينِ، فإنَّ أحبَّ عبادي إليَّ الأنبياءُ، والمساكينُ، وتَدري لِمَ أذهبتُ بَصَرَكَ، وقوَّستُ ظَهْرَكَ، وصَنَعَ إخوةُ يوسفَ به ما صنعوا؟ إنَّكُم ذَبَحْتُم شاةً، فأتاكم مِسْكينٌ يتيمٌ، وهو صائمٌ، فلَمْ تُطعموهُ منه شيئًا. قالَ: فكان يعقوبُ بعدُ إذا أرادَ الغدَاءَ أَمَرَ مُناديًا فنادى: ألا مَنْ أرادَ الغدَاءَ مِنَ المساكينِ، فلْيتغَدَّ مع يعقوبَ، وإذا كان صائمًا أَمَرَ مُناديًا، فنادى: ألا مَنْ كان صائمًا مِنَ المساكينِ فليُفطِرْ مع يعقوبَ».].
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3372
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل أنبياء - يعقوب أنبياء - يوسف تفسير آيات - سورة يوسف إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام

12 - لمَّا كانَ عامُ الفَتحِ ونزَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذا طُوًى، قالَ أبو قُحافةَ لابْنةٍ له وكانتْ أصغَرَ ولَدِه: أيْ بُنيَّةُ، أشْرِفي بي على أبي قُبَيسٍ، وقد كُفَّ بَصرُه، فأشرَفَتْ به عليه، فقالَ: أيْ بُنيَّةُ، ماذا ترَيْنَ؟ قالَتْ: أرَى سَوادًا مُجتمِعًا وأرَى رجُلًا يَسْري بيْنَ ذلك السَّوادِ مُقبِلًا، فقالَ: تلك الخَيلُ يا بُنيَّةُ، ثمَّ قالَ: ماذا ترَيْنَ؟ فقالَتْ: أرَى السَّوادَ قد انتَشَرَ، فقالَ: إذنْ واللهِ دُفِعَتِ الخَيلُ، فأسْرِعي بي يا بُنيَّةُ إلى بَيْتي، فخرَجَتْ سَريعًا حتَّى إذا هبطَتْ به إلى الأبْطَحِ ، وكان في عُنُقِها طَوْقٌ لها من ورِقٍ، فاقتَطَعَه إنْسانُ من عُنُقِها، فلمَّا دخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَسجِدَ خرَجَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه حتَّى جاءَ بأبيهِ يَقودُه، فلمَّا رَآه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: «هلَّا ترَكْتَ الشَّيخَ في بَيتِه حتَّى أَجيئَه» فقالَ: يَمْشي هو إليكَ يا رَسولَ اللهِ، أحَقُّ من أنْ تَمْشيَ إليه، فأجلَسَه بيْنَ يَدَيْه، ثمَّ مسَحَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدرَه، وقالَ: «أسلِمْ تَسلَمْ»، فأسلَمَ، ثمَّ قامَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه فأخَذَ بيَدِ أُختِه، فقالَ: أَنشُدُ باللهِ والإسْلامِ طَوْقَ أُخْتي، فواللهِ ما جاءَ به أحَدٌ، ثمَّ قالَ الثَّانيةَ: أَنشُدُ باللهِ والإسْلامِ طَوْقَ أُخْتي، فما جاء به أحَدٌ، فقالَ: يا أُخَيَّةُ، احْتَسِبي طَوْقَكِ، فواللهِ إنَّ الأمانةَ في النَّاسِ لَقَليلٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4417
التصنيف الموضوعي: حج - دخول مكة بدون إحرام رقائق وزهد - الأمانة مغازي - فتح مكة إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام بر وصلة - توقير الكبير ورحمة الصغير
| شرح حديث مشابه

13 - عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قالَ: رُخِّصَ للشَّيخِ الكَبيرِ أنْ يُفطِر، عن كلِّ يَومٍ مِسكينًا ولا قَضاءَ عليه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري
الراوي : عكرمة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1627
التصنيف الموضوعي: صيام - فدية من لا يطيق الصوم صيام - الرخصة في الفطر للشيخ الكبير والحامل والمرضع
| أحاديث مشابهة

14 - يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أبي شَيخٌ كَبيرٌ، لا يَستَطيعُ الحَجَّ والُعمْرةَ ولا الظَّعْنَ ، قالَ: حُجَّ عنْ أبيكَ واعتَمِرْ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو رزين العقيلي لقيط بن عامر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1791
التصنيف الموضوعي: حج - حج الرجل عن غيره بر وصلة - بر الوالدين وحقهما حج - حج الشيخ الكبير الذي لا يستطيع أن يركب حج - فضل الحج ووجوبه حج - مناسك الحج

15 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتاه رَجُلٌ، فقالَ: إنَّ أبي شَيخٌ كَبيرٌ، أدرَكَ الإسلامَ ولم يَحُجَّ، ولا يَستَمسِكُ على الرَّاحِلةِ ، وإنْ شَدَدتُه بالحَبلِ على الرَّاحِلةِ خَشيتُ أن أقتُلَه، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: احجُجْ عنْ أبيكَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1790
التصنيف الموضوعي: حج - حج الرجل عن غيره إيمان - الدين يسر حج - حج الشيخ الكبير الذي لا يستطيع أن يركب علم - السؤال للانتفاع وإن كثر علم - سؤال العالم عما لا يعلم

16 - عنِ ابنِ عَبَّاسٍ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} واحِدٍ {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيرًا} فإنْ زادَ مِسكينًا آخَرَ {فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} [البقرة: 184]، وليست بمَنسوخةٍ، إلَّا أنَّه قد وَضَع للشَّيخِ الكَبيرِ الَّذي لا يَستَطيعُ الصِّيامَ، وأمَرَ أن يُطعِمَ الَّذي يَعلَم أنَّه لا يُطيقُه.

17 - عنْ سُفيانَ بنِ عُيَيْنَةَ، حدَّثَني شيخٌ مِن أَهلِ الكوفةِ، يُقالُ له: شُعبةُ، قالَ: كنَّا عندَ أَبي بُردَةَ بنِ أَبي موسى، ومعه بَنوهُ، فقالَ: ألا أُحدِّثُكم بحديثٍ حدَّثَني به أَبي؟ قالوا: بَلى يا أَبَتِ، فحدَّثَنا، قالَ: حدَّثَني أَبي، أنَّه سَمِعَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَنْ أَعتَقَ رَقَبَةً -أوْ: عَبدًا- كانت فِكاكَه مِنَ النَّارِ، عُضوًا بعُضوٍ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أبو موسى | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2881
التصنيف الموضوعي: عتق وولاء - فضل العتق إحسان - الحث على الأعمال الصالحة إحسان - شفاعة الأعمال الصالحة لأهلها اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها

18 - أَذَّنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالغَزْوِ وأنا شَيخٌ كبيرٌ ليس لي خادِمٌ ، فالتَمسْتُ أَجيرًا يَكْفيني، وأُجْري له سَهْمَه، فوَجَدْتُ رَجلًا، فلمَّا دَنا الرَّحيلُ، أَتاني، فقالَ: ما أَدْري ما السُّهْمانُ، وما يَبلُغُ سَهْمي، فسَمِّ لي شيئًا كان السَّهمُ أوْ لمْ يَكُنْ، فسَمَّيتُ له ثلاثةَ دنانيرَ، فلمَّا حضَرَتْ غَنيمةٌ، أَرَدْتُ أنْ أُجرِيَ له سَهْمَه، فذَكَرْتُ الدَّنانيرَ، فجئتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فذَكَرْتُ له أَمْرَهُ، فقالَ: ما أَجِدُ له في غَزْوتِه هذه في الدُّنيا إلَّا دَنانيرَهُ الَّتي سَمَّى.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرطهما
الراوي : يعلى بن منية | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2566
التصنيف الموضوعي: جهاد - النية في القتال والغزو جهاد - من يرخص له بالتخلف إحسان - الإخلاص

19 - عنْ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ: خَرَجَ عُزَيرٌ نَبيُّ اللهِ مِن مدينتِهِ، وهو رَجلٌ شابٌّ، فمَرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عُروشِها ، قالَ: أَنَّى يُحْيي هذه اللهُ بعدَ مَوْتِها، فأَماتَهُ اللهُ مائةَ عامٍ، ثُمَّ بعَثَهُ ، فأوَّلُ ما خَلَقَ عَيْنيْهِ، فجَعَلَ يَنظُرُ إلى عِظامِهِ، يُنظَّمُ بَعْضُها إلى بَعضٍ، ثُمَّ كُسِيتْ لَحمًا، ونُفِخَ فيه الرُّوحُ، فقيلَ له: كم لَبِثْتَ؟ قالَ: يومًا أوْ بَعْضَ يومٍ، قالَ: بلْ لَبِثْتُ مائةَ عامٍ، فأَتى المدينةَ وقد تَرَكَ جارًا له إسْكافًا شابًّا، فجاءَ وهو شَيخٌ كبيرٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : ناجية بن كعب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3158
التصنيف الموضوعي: أنبياء - معجزات تفسير آيات - سورة البقرة أنبياء - أنبياء بني إسرائيل

20 - لَمَّا خرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أُحدٍ وقَعَ اليَمانُ بنُ حِسْلِ بنِ جابِرٍ أبو حُذَيفةَ، وثابِتُ بنُ وَقشِ بنِ زَعوراءَ في الآطامِ معَ النِّساءِ والصِّبْيانِ، فقالَ أحَدُهما لصاحِبِه وهُما شَيْخانِ كَبيرانِ: لا أبا لكَ ، ما نَنتَظِرُ، فواللهِ ما بَقيَ لواحِدٍ منَّا من عُمرِه إلَّا ظَمأٌ، إنَّما نحن هامةُ القَومِ، ألَا نأخُذُ أسْيافَنا ثمَّ نَلحَقُ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فدخَلَا في المُسلِمينَ ولا يَعلَمونَ بهِما، فأمَّا ثابِتُ بنُ وَقْشٍ فقَتَلَه المُشْرِكونَ، وأمَّا أبو حُذَيْفةَ فاختَلَفَتْ عليه أسْيافُ المُسْلِمينَ، فقَتَلوه ولا يَعْرِفونَه، فقالَ حُذَيْفةُ: أبي أبي، فقالوا: واللهِ إنْ عَرَفْناه، وصُدِّقوا، فقالَ حُذَيْفةُ: يَغفِرُ اللهُ لكم وهو أرحَمُ الرَّاحِمينَ، فأرادَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَدِيَه، فتَصدَّقَ به حُذَيفةُ على المُسْلِمينَ، فزادَه ذلك عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

21 - قَالَ مَعْمَرٌ: وَحَدَّثَنِي شَيْخٌ لَنَا أَنَّ امرأةً جاءت إلى بعضِ أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتْ لها: ادْعِي اللهَ أنْ يُطلِقَ لي يَدَي، قالت: وما شأْنُ يَدِكِ؟ قالت: كان لي أبوانِ، فكان أبي كثيرَ المالِ، كثيرَ المعروفِ، كثيرَ الفضلِ، كثيرَ الصَّدقةِ، ولم يكُنْ عِندَ أُمِّي مِن ذلكَ شَيءٌ، لم أرَها تَصدَّقَت بشَيءٍ قطُّ، غيْرَ أنَّا نَحَرْنا بَقَرةً، فأعْطَتْ مِسكينًا شَحمةً في يَدِه، وألْبَسَتْه خِرقةً ، فماتتْ أُمِّي ومات أبِي، فرَأيتُ أبي على نَهرٍ يَسْقي النَّاسَ، فقُلتُ: يا أبتاهُ، هلْ رَأيتَ أُمِّي؟ قال: لا، أو ماتتْ؟ قُلتُ: بَلى، قال: فذَهَبْتُ ألْتَمِسُها فوجَدْتُها قائمةً عُريانةً، ليْس عليها إلَّا تلكَ الخِرقةُ وتلكَ الشَّحمةُ في يَدِها، وهي تَضرِبُ بها في يَدِها الأُخرى، ثمَّ تَعَضُّ أثَرَها، وتقولُ: وا عَطَشاهُ! فقُلتُ: يا أُمَّهْ، ألَا أسْقِيكِ؟ قالتْ: بلى، فذهَبْتُ إلى أبي، فذكَرْتُ ذلكَ له وأخَذْتُ مِن عِندِه إناءً فسَقَيْتُها فيه، فنَبَّهَ بي بعضُ مَن كان عِندها قائمًا، فقال: مَن سَقاها أشلَّ اللهُ يَدَه، فاستَيْقَظْتُ وقدْ شَلَّت يَدي.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه
الراوي : شيخ | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8678
التصنيف الموضوعي: رؤيا - تأويل الرؤيا صدقة - فضل الصدقة والحث عليها رقائق وزهد - ذم الشح صدقة - ذم البخل نفقة - الإنفاق في أوجه الخير وفضله

22 - عن مَعبَدِ بنِ خالدٍ، قال: دخَلْتُ المسجدَ، فإذا فيه شَيخٌ يُتْفلى، فسَلَّمْتُ عليه فردَّ علَيَّ السَّلامَ، وجلَسْتُ إليه فقُلتُ: مَن أنتَ يا عمِّ؟ فقال: بلْ مَن أنتَ يا ابنَ أخي؟ قُلتُ: أنا مَعبَدُ بنُ خالدٍ، فقال: مَرحبًا بكَ، قدْ عرَفْتُ أباكَ كان معي بدِمَشقَ، وإنِّي وأباكَ لَأوَّلُ فارسينِ وقَفَا ببابِ عَذْراءَ -مَدينةٌ بالشَّامِ- فقُلتُ: مَن أنتَ؟ فقال: أنا أبو سَرِيحةَ الغِفاريُّ صاحبُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلتُ: حدِّثْني عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: نعمْ؛ سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: يُحشَرُ رجُلانِ مِن مُزَينةَ، هما آخِرُ النَّاسِ يُحشَرانِ، يُقبِلانِ مِن جبَلٍ قدْ تَسوَّراهُ حتَّى يَأتِيا مَعالِمَ النَّاسِ، فيَجِدانِ الأرضَ وُحوشًا حتَّى يَأتِيا المدينةَ، فإذا بَلَغا أدْنى المدينةِ قالا: أيْن النَّاسُ؟ فلا يَرَيانِ أحدًا، فيَقولُ أحدُهما لصاحبِه: النَّاسُ في دُورِهم، فيَدخُلانِ الدُّورَ فإذا ليْس فيها أحدٌ، وإذا على الفُرشِ الثَّعالبُ والسَّنانيرُ، فيَقولُان: أيْن النَّاسُ؟ فيَقولُ أحدُهما، النَّاسُ في المسجدِ فيَأتيانِ المسجِدَ فلا يَجِدانِ أحدًا، فيَقولُان: أيْن النَّاسُ؟ فيَقولُ أحدُهما: النَّاسُ في السُّوقُ؛ شَغَلتْهم الأسواقُ، فيَخرُجانِ حتَّى يَأتِيا الأسواقَ فلا يَجِدانِ فيها أحدًا، فيَنطلقانِ حتَّى يَأتِيا الثَّنيَّةِ فإذا عليها مَلَكانِ فيَأخُذانِ بأرجُلِهما فيَسْحبانِهما إلى أرضِ المحْشَرِ، وهما آخِرُ النَّاسِ حشْرًا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه
الراوي : أبو سريحة الغفاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8917
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أشراط الساعة - علامات الساعة الكبرى إيمان - اليوم الآخر اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها قيامة - أهوال يوم القيامة

23 - عنْ خَرَشةَ بنِ الحُرِّ، قالَ: كنْتُ جالِسًا في حَلْقةٍ في مَسجِدِ المَدينةِ، فيها شَيخٌ حسَنُ الهَيْئةِ، وهو عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ، قالَ: فجعَلَ يُحدِّثُهم حَديثًا حسَنًا، فلمَّا قامَ، قالَ القَومُ: مَن سَرَّه أنْ يَنظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أهْلِ الجنَّةِ فلْيَنظُرْ إلى هذا، قُلْتُ: واللهِ لأتْبَعَنَّه فلَأعْلَمَنَّ مَكانَ بَيتِه فتَبِعْتُه، فانطلَقَ حتَّى كادَ أنْ يخرُجَ منَ المَدينةِ، ثمَّ دخَلَ مَنزِلَه، فاستَأْذَنْتُ عليه، فأذِنَ لي، فقالَ: ما حاجَتُكَ يا ابنَ أخي؟ قلْتُ له: سمِعْتُ القَومَ يَقولونَ: كذا وكذا، فأعْجَبَني أنْ أكونَ معَكَ، قالَ: اللهُ أعلَمُ بأهْلِ الجنَّةِ، وسأُحدِّثُكَ ممَّ قالوا: ذلك إنِّي بيْنَما أنا نائمٌ؛ إذْ أتاني رَجُلٌ، فقالَ لي: قُمْ فأخَذَ بيَدي فانطَلَقْتُ معَه، فإذا أنا بجَوادٍ عنْ شِمالي فأخَذْتُ لآخُذَ فيها، فقالَ لي: لا تأخُذْ فيها؛ فإنَّها طَريقُ أهْلِ الشِّمالِ، فإذا جَوادٌ مُنهَجٌ عنْ يَميني، فقالَ لي: خُذْ ها هنا، فإذا أنا بجَبلٍ، فقالَ لي: اصعَدْ، قالَ: فجعَلْتُ إذا أرَدْتُ أنْ أصعَدَ خرَرْتُ على اسْتي، قالَ: حتَّى فعَلْتُ ذلك مِرارًا، قالَ: ثمَّ انطَلَقَ حتَّى أتى بي عَمودًا رَأسُه في السَّماءِ وأسفَلُه في الأرْضِ في أعْلاه حَلْقةٌ، فقالَ لي: اصعَدْ فوقَ هذا، قالَ: قُلْتُ: كيف أصعَدُ ورَأسُه في السَّماءِ، قالَ: فأخَذَ بيَدي فزجَلَ بي ، فإذا أنا مُتعلِّقٌ بالحَلْقةِ حتَّى أصبَحْتُ ، فأتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقَصَصتُها عليه، فقالَ: أمَّا الطُّرقُ الَّتي رَأيْتَ عنْ يَسارِكَ فهي طُرقُ أهْلِ الشِّمالِ، وأمَّا الطُّرقُ الَّتي عنْ يَمينِكَ فهي عُرْوةُ الإسْلامِ، فلن تَزالَ مُتمسِّكًا بها حتَّى تَموتَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن سلام | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5876
التصنيف الموضوعي: رؤيا - العروة والحلقة في المنام رؤيا - تأويل الرؤيا رؤيا - رؤيا الصالحين مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - عبد الله بن سلام

24 - أُحدِّثُكم عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ثَمودَ، وكانتْ ثَمودُ وقَومُ صالحٍ أعمَرَهمُ اللهُ في الدُّنيا، فأطالَ أعْمارَهم حتَّى جعَلَ أحَدُهم يَبْني المَسكَنَ منَ المدَرِ، فيَنهدِمُ والرَّجلُ منهم حَيٌّ، فلمَّا رأَوْا ذلك اتَّخَذوا منَ الجِبالِ بَيوتًا فَرِهينَ، فنَحَتوها وجابُوها وجَوَّفوها، وكانوا في سَعةٍ من مَعائشِهم، فقالوا: يا صالِحُ، ادْعُ لنا ربَّكَ ليُخرِجَ لنا آيةً نَعلُمُ أنَّكَ رَسولُ اللهِ، فدَعا صالِحٌ ربَّه، فأخرَجَ لهُمُ النَّاقةَ، وكانَ شِرْبُها يَومًا وشِرْبُهم يَومًا مَعلومًا، فإذا كانَ يَومُ شِرْبِها خَلَّوْا عنها وعنِ الماءِ وحَلَبوا الماءَ، فمَلؤُوا كلَّ إناءٍ ووعاءٍ وسِقاءٍ، فإذا كان يَومُ شِرْبِهم صَرَفوها عنِ الماءِ فلم تَشرَبْ منه شَيئًا، فمَلؤُوا كلَّ إناءٍ ووعاءٍ وسِقاءٍ، فأوْحى اللهُ إلى صالِحٍ أنَّ قَومَكَ سيَعْقِرونَ ناقتَكَ، فقالَ لهم، فقالوا: ما كنَّا لِنَفعَلَ، قالَ: «إنْ لم تَعْقِروها أنتم يوشِكُ أنْ يولَدَ فيكم مَوْلودٌ يَعْقِرها»، قالَ: ما عَلامةُ ذلك المَوْلودِ؟ فواللهِ لا نجِدُه إلَّا قتَلْناه، قالَ: «فإنَّه غُلامٌ أشقَرُ أزرَقُ أصهَبُ»، قالَ: وكان في المدينةِ شَيْخانِ عَزيزانِ مَنيعانِ لأحَدِهما ابنٌ يَرغَبُ له عنِ المناكِحِ، وللآخَرِ ابْنةٌ لا يجِدُ لها كُفُوًا، فجمَعَ بيْنَهما مجلِسٌ، فقالَ أحَدُهما لصاحِبِه: ما منَعَكَ أنْ تُزوِّجَ ابنَكَ؟ قالَ: لا أجِدُ له كُفُوًا، قالَ: فإنَّ ابنَتي كُفءٌ له، وأنا أُزَوِّجُكَ، فزَوَّجَه، فوُلِدَ بيْنَهما ذلك المَوْلودُ، وكان في المَدينةِ ثَمانيةُ رَهْطٍ يُفسِدونَ في الأرْضِ ولا يُصلِحونَ، قالَ لهم صالِحٌ: "إنَّما يَعقِرُها مَوْلودٌ فيكم، اخْتارَ ثمانيةَ نِسوةٍ قَوابِلَ منَ القَريةِ، وجَعَلوا معَهم شُرَطًا، فكانوا يَطوفونَ في القَريةِ، فإذا وَجَدوا امْرأةً تُمخَضُ نَظَروا ما ولَدُها، فإنْ كان غُلامًا قلَبْنَه يَنظُرْنَ ما هو، وإنْ كانت جاريةً أعرَضْنَ عنها، فلمَّا وَجَدوا ذلك المَوْلودَ صرَخْنَ النِّسوةُ، قُلْنَ: هذا الَّذي يُريدُ رَسولُ اللهِ صالِحٌ، فأرادَ الشُّرَطُ أنْ يأْخُذوه فحالَ جَدَّاه بيْنَهم وبيْنَه، وقالوا: لو أنَّ صالِحًا أرادَ هذا قتَلْناه، وكان شرَّ مَوْلودٍ، وكان يَشِبُّ في اليومِ شَبابَ غيرِه في الجمُعةِ، ويَشِبُّ في الجمُعةِ شَبابَ غيرِه في الشَّهرِ، ويَشِبُّ في الشَّهرِ شَبابَ غيرِه في السَّنةِ، فاجتمَعَ الثَّمانيةُ الَّذين يُفسِدونَ في الأرْضِ ولا يُصلِحونَ والشَّيخانِ، فقالوا: نَستَعمِلُ علينا هذا الغُلامَ لمَنزِلَتِه وشَرَفِ جدَّيْه، فكانوا تِسْعةً، وكان صالِحٌ لا يَنامُ معَهم في القَريةِ، كان في البرِّيَّةِ في مَسجِدٍ، يُقالَ له: مَسجِدُ صالِحٍ فيه يَبيتُ باللَّيلِ، فإذا أصبَحَ أتاهُم فوعَظَهم وذكَّرَهم، وإذا أمْسى خرَجَ إلى المسجِدِ فباتَ فيه، قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ولمَّا أرادوا أنْ يَمْكُروا بصالِحٍ مشَوْا حتَّى أتَوْا على شِرْبٍ على طَريقِ صالِحٍ، فاخْتَبأ فيه ثَمانيةٌ، وقالوا: إذا خرَجَ علينا قتَلْناه وأتَيْنا أهْلَه فبَيَّتْناهُم، فأمَرَ اللهُ الأرْضَ فاستَوَتْ عليهم، فأجْمَعوا ومشَوْا على النَّاقةِ، وهي على حَوْضِها قائمةٌ، فقالَ الشَّقيُّ لأحَدِهم: ائْتِها فاعْقِرْها، فأَتَاها فتَعاظَمَه ذلك، فأضرَبَ عن ذلك، فبعَثَ آخَرَ، فأعظَمَ ذلك، فجعَلَ لا يبعَثُ رجُلًا إلَّا يُعاظِمُه ذلك من أمْرِها حتَّى مَشى إليها وتَطاوَلَ فضرَبَ عُرْقوبَها، فوقَعَتْ تَركُضُ، فأتى رجُلٌ منهم صالحًا فقالَ: أدْرِكِ النَّاقةَ؛ فقدْ عُقِرَتْ، فأقبَلَ وخَرَجوا يتَلقَّوْنَه ويَعتَذِرونَ إليه: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّما عقَرَها فلانٌ لا ذَنبَ لنا، قالَ: انْظُروا، هل تُدْرِكونَ فَصيلَها، فإنْ أدْرَكْتُموه فعَسى اللهُ أنْ يَرفَعَ عنكمُ العَذابَ، فخَرَجوا يَطلُبونَه، ولمَّا رَأى الفَصيلُ أمَّه تَضطَرِبُ أتَى جَبلًا يُقالُ له الغارةُ قَصيرًا، فصعِدَ وذَهَبوا يأْخُذوه، فأوْحى اللهُ إلى الجبَلِ فطالَ في السَّماءِ حتَّى ما يَنالُه الطَّيرُ، قالَ: «ودخَلَ صالحٌ القَريةَ، فلمَّا رَآه الفَصيلُ بَكى حتَّى [ سالَتْ ] دُموعُه، ثمَّ استَقبَلَ صالحًا فرَغَا رَغْوةً، ثمَّ رَغَا أُخْرى، ثمَّ رَغَا أُخْرى، فقالَ صالحٌ لكلِّ رَغْوةٍ أجَلُ يَومٍ تَمَتَّعوا في دارِكم ثَلاثةَ أيَّامٍ، ذلك وَعدٌ غيرُ مَكْذوبٍ، إلَّا أنَّ آيةَ العَذابِ أنَّ اليَومَ الأوَّلَ تُصبِحُ وُجوهُهم مُصفَرَّةً، واليَومَ الثَّانيَ مُحمَرَّةً، واليَومَ الثَّالثَ مُسوَدَّةً، فلمَّا أصْبَحوا إذا وُجوهُهم كأنَّما طُليَتْ بالخَلوقِ كَبيرُهم وصَغيرُهم ذَكَرُهم وأُنْثاهم، فلمَّا أمسَوْا صاحوا بأجْمعِهم، قد مَضى يَومٌ منَ الأجَلِ، وحضَرَكمُ العَذابُ، فلمَّا أصْبَحوا اليَومَ الثَّانيَ إذا وُجوهُهم مُحمَرَّة ٌكأنَّما خُضِبَتْ بالدِّماءِ، فصاحُوا وضَجُّوا وبكَوْا وعَرَفوا أنَّه العَذابُ، فلمَّا أمسَوْا صاحُوا بأجمَعِهم ألَا قد مَضى يَومانِ منَ الأجَلِ وحضَرَكمُ العذابُ، فلمَّا أصْبَحوا اليَومَ الثَّالثَ، إذا وُجوهُهم مُسوَدَّةٌ كأنَّما طُلِيَتْ بالقارِ، فصاحوا جَميعًا ألَا قد حضَرَكمُ العَذابُ فتَكفَّنوا وتَحنَّطوا، وكان حَنوطُهمُ الصَّبرَ والمُرَّ، وكانتْ أكْفانُهمُ الأنْطاعَ، ثمَّ ألقَوْا أنفُسَهم بالأرْضِ، فجَعَلوا يُقلِّبونَ أبْصارَهم إلى السَّماءِ مرَّةً وإلى الأرْضِ مرَّةً لا يَدْرونَ من حيثُ يأْتيهمُ العَذابُ من فَوقِهم منَ السَّماءِ، أو من تحتِ أرجُلِهم منَ الأرْضِ خُشَّعًا وفُرُقًا، فلمَّا أصْبَحوا اليَومَ الرَّابعَ أتَتْهم صَيْحةٌ منَ السَّماءِ فيها صَوتُ كلِّ صاعِقةٍ، وصَوتُ كلِّ شَيءٍ له صَوتٌ في الأرْضِ فتَقطَّعتْ قُلوبُهم في صُدورِهم، فأصْبَحوا في ديارِهم جاثِمينَ».
خلاصة حكم المحدث : تفرد به شهر بن حوشب، وليس له إسناد غيرها، ... وله شاهد على سبيل الاختصار بإسناد صحيح دلَّ على صحة الحديث الطويل على شرط مسلم.
الراوي : عمرو بن خارجة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4119
التصنيف الموضوعي: أنبياء - صالح أنبياء - معجزات أنبياء - عام علم - القصص

25 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه ، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.