الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

241 - عنِ ابنِ سِيرِينَ قال: تَعَشَّينا مع أبي قَتادةَ فَوقَ ظَهرِ بَيتٍ لنا، فانقَضَّ نَجمٌ، فأتْبَعْنا أبصارَنا فنَهانا، وقالَ: لا تُتبِعُوه أبصارَكُم؛ فإنَّا كُنَّا نُنهَى عنْ ذلكَ.
الراوي : ابن سيرين | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7982 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

242 - مَرِضَ أُبَيُّ بنُ كعْبٍ رَضيَ اللهُ عنه، فبَعَثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليهِ طَبيبًا، فقَطَعَ منْه عِرْقًا، ثمَّ كَواهُ عليْه.
الراوي : جابر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7701 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة

243 - عنْ عَبدِ اللهِ قالَ: نِعمَ تُرْجمانُ القُرآنِ ابنُ عبَّاسٍ.
الراوي : مسروق | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6437 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

244 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما قالَ: الماعونُ: العاريَةُ.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4024 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

245 - لكُلِّ داءٍ دَواءٌ؛ فإنْ أُصِيبَ دَواءُ الدَّاءِ، بَرِئَ بإذْنِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7639 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

246 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82]، قالَ: حُفِظا بصلاحِ أبِيهِما، وما ذَكَرَ عنْهُما صلاحًا.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3439 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

247 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيما يَحْكي عنْ رَبِّه عزَّ وجلَّ، قالَ: «الكِبْرياءُ رِدائي، فَمَنْ نازعَني رِدائي قَصَمْتُهُ».
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 204 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة

الراوي : - | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8/215 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح ثابت] | أحاديث مشابهة

249 - خطَبَ ثابِتُ بنُ قَيسٍ عندَ مَقدَمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدينةَ، فقالَ: نَمنَعُكَ ممَّا نَمنَعُ منه أنفُسَنا وأوْلادَنا، فما لنا؟ قالَ: «الجنَّةُ» قالَ: رَضينا.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5111 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

250 - إنَّ اليَدَينِ تَسجُدانِ كما يَسجُدُ الوَجهُ، فإذا وَضَع أحَدُكُم وَجهَه فليَضَعْ يَدَيه، وإذا رَفَعه فليَرفَعْهُما.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 920 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

251 - مَن كُسِر، أو عُرِجَ فقد حَلَّ، وعليه الحَجُّ من قابِلٍ. قالَ عِكرِمةُ: فسَألتُ أبا هُرَيرةَ وابنَ عَبَّاسٍ؛ فقالَا: صَدَق.
الراوي : الحجاج بن عمرو الأنصاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1746 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري | أحاديث مشابهة

252 - عن عائشة: كانت صَفِيَّةُ مِنَ الصَّفِيِّ.
الراوي : عروة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2623 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

253 - «وَيْلٌ لِلأَعْقابِ، وبُطونِ الأَقْدامِ مِنَ النَّارِ».
الراوي : عبدالله بن الحارث بن جزء الزبيدي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 590 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة

254 - مَن كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليوْمِ الآخرِ فلْيُكْرِمْ جارَهُ...
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7503 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة

255 - «اللَّهُمَّ أَعوذُ بكَ مِنَ الكُفْرِ والفَقْرِ، وَعَذابِ القَبْرِ».
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 99 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم | أحاديث مشابهة

256 - «إنَّها لَيْسَتَ بِنَجَسٍ؛ إنَّها مِنَ الطَّوَّافينَ عَلَيْكُمْ والطَّوَّافاتِ».
الراوي : أبو قتادة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 577 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ...، صححه مالك، واحتج به في الموطأ، ومع ذلك فإن له شاهدا بإسناد صحيح | أحاديث مشابهة

257 - أُتيَ بِثُلُثَيْ مُدٍّ مِنْ ماءٍ فتَوَضَّأَ، فَجَعَلَ يَدْلُكُ ذِراعَيْهِ.
الراوي : عبدالله بن زيد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 516 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

258 - أَيُّما رَجلٍ باعَ مِن رَجلينِ بَيعًا فهو للأَوَّلِ منهما، وأَيُّما امرأةٍ زَوَّجَها وَليَّانِ فهي للأَوَّلِ.
الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2759 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح على شرط البخاري] | أحاديث مشابهة

259 - مَن كُسِرَ، أو عَرَج فقد حَلَّ، وعليه حَجَّةٌ أُخرى. قالَ: فحَدَّثتُ ابنَ عَبَّاسٍ وأبا هُرَيرةَ فقالَا: صَدَق.
الراوي : الحجاج بن عمرو الأنصاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1798 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري | أحاديث مشابهة

260 - أَيُّما رَجلٍ باعَ بيعًا مِن رَجلٍ أوْ رَجلينِ، فهو الأوَّلُ منهما، وأَيُّما امرأةٍ زَوَّجَها وَليَّانِ فهي للأوَّلِ منهما.
الراوي : سمرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2288 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري | أحاديث مشابهة
 

1 - إنَّ ربِّي زَوى لي الأرضَ، حتَّى رَأيتُ مَشارِقَها ومَغاربَها، وأعْطاني الكَنزينِ الأحمرَ والأبيضَ، وإنَّ أُمَّتي سيَبلُغُ مُلكُها ما زَوى لي منها، وإنِّي سَألتُ ربِّي لِأُمَّتي ألَّا يُهلِكَها بسَنةٍ عامَّةٍ فأعْطانِيها، وسَألتُه ألَّا يُسلِّطَ عليهم عدُوًّا مِن غيرِهم، فأعْطانِيها، وسَألتُه ألَّا يُذِيقَ بعْضَهم بأْسَ بعضٍ فمَنَعْنِيها، وقال: يا محمَّدُ، إنِّي إذا قضَيتُ قَضاءً لم يُرَدَّ؛ إنِّي أعْطَيْتُك لِأُمَّتِك ألَّا أُهْلِكَها بسَنةٍ عامَّةٍ، ولا أُظهِرَ عليهم عدُوًّا مِن غيْرِهم، فيَسْتبيحَهم بعامَّةٍ، ولوِ اجتَمَع مَن بأقطارِها حتَّى يكونَ بعضُهم هو يُهلِكُ بعضًا، هو يَسْبي بعضًا، وإنِّي لا أخافُ على أُمَّتي إلَّا الأئمَّةَ المُضِلِّين، ولنْ تقومَ السَّاعةُ حتَّى تَلحَقَ قَبائلُ مِن أُمَّتي بالمشْرِكين، وحتَّى تَعبُدَ قَبائلُ مِن أُمَّتي الأوثانَ، وإذا وُضِع السَّيفُ في أُمَّتي، لم يُرفَعْ عنها إلى يَومِ القيامةِ. وأنَّه قال كلَّ ما يُوجَدُ في مائةِ سَنةٍ، وسيَخرُجُ في أُمَّتي كذَّابون ثَلاثون، كلُّهم يَزعُمُ أنَّه نَبيٌّ، وأنا خاتمُ الأنبياءِ، لا نَبيَّ بَعْدي، ولكنْ لا تَزالُ في أُمَّتي طائفةٌ يُقاتِلون على الحقِّ ظاهِرِين، لا يَضُرُّهم مَن خَذَلَهم، حتَّى يَأتيَ أمرُ اللهِ. قال: وزعَمَ أنَّه لا يَنزِعُ رجُلٌ مِن أهلِ الجنَّةِ مِن ثَمرِها شَيئًا إلَّا أخْلَفَ اللهُ مَكانَها مِثلَها، وأنه قال: ليْس دِينارٌ يُنفِقُه رجُلٌ بأعظَمَ أجرًا مِن دِينارِ يُنفِقُه على عِيالِه، ثمَّ دِينارٌ يُنفِقُه على فَرَسهِ في سَبيلِ اللهِ، ثمَّ دِينارٌ يُنفِقُه على أصحابِه في سَبيلِ اللهِ. قال: وزعَمَ أنَّ نَبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عظَّمَ شأْنَ المسألةِ، وأنَّه إذا كان يَومُ القيامةِ جاء أهلُ الجاهليَّةِ يَحمِلون أوثانَهم على ظُهورِهم، فيَسْألُهم ربُّهم عزَّ وجلَّ: ما كُنتُم تَعبُدون؟ فيَقولُون: ربَّنا، لم تُرسِلْ إلينا رسولًا، ولم يَأْتِنا أمرٌ، ولوْ أرسَلْتَ إلينا رَسولًا لَكُنَّا أطوَعَ عِبادِكَ لكَ، فيَقولُ لهم ربُّهم: أرأيتُم إنْ أمَرْتُكم بأمرٍ، أتُطِيعوني؟ قال: فيَقولُون: نعمْ. قال: فيَأخُذُ مَواثيقَهم على ذلكَ، فيَأمُرُهم أنْ يَعمَدوا لِجَهنَّمَ فيَدْخُلونَها، قال: فيَنطَلِقون، حتَّى إذا جاؤوها رَأَوا لها تَغيُّظًا وزَفيرًا، فهابُوا فرَجَعوا إلى ربِّهم، فقالوا: ربَّنا فَرِقْنا منها، فيَقولُ: ألمْ تُعْطوني مَواثيقَكُم لَتُطِيعوني، اعْمَدوا لها فادْخُلوا، فيَنطَلِقون حتَّى إذا رَأَوها فَرِقوا فرَجَعوا، فقالوا: ربَّنا، لا نَستطيعُ أنْ نَدخُلَها، قال: فيَقولُ: ادْخُلوها داخِرينَ، قال: فقال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لوْ دَخَلوها أوَّلَ مرَّةٍ كانت عليهم بَرْدًا وسَلامًا.
الراوي : ثوبان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8610 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة

2 - بيْنا نحنُ جُلوسٌ عِند النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجاء رجُلٌ، فقال: يا نَبيَّ اللهِ، هلْ أُتِيتَ بطَعامٍ مِنَ السَّماءِ؟ فقال: أُتِيتُ بطَعامٍ مُسْخِنةٍ، قال: فهلْ كان فيه فضْلٌ عنك؟ قال: نعمْ، قال: فما فُعِل به؟ قال: رُفِع حتَّى إلى السَّماءِ وهو يُوحِي إلَيَّ أنَّني غيرُ لابثٍ فيكُم إلَّا قليلًا، ولَسْتُم لابِثينَ بَعْدي إلَّا قليلًا، بلْ تَلْبَثون حتَّى تَقولوا: حتَّى مَتى؟ ثمَّ تَأتون أفنادًا، ويُفْني بعضُكم بعضًا، وبيْن يَدَي السَّاعةِ مَوتانٌ شَديدٌ وسَنواتُ الزَّلازلِ.
الراوي : سلمة بن نفيل السكوني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8603 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه

3 - أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه خَرَجَ في مَجلِسٍ، وهو في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهُم يَذكُرونَ سَريَّةً مِنَ السَّرايا هَلَكَتْ في سبيلِ اللهِ، فيقولُ قائلٌ منهم: هُم عُمَّالُ اللهِ هَلَكوا في سبِيلِه، وقد وَجَبَ لهم أَجْرُهُم عليه. ويقولُ قائلٌ: اللهُ أَعلمُ بهم، لَهُم ما احتَسَبوا، فلمَّا رَأَوْا عُمَرَ مُقبِلًا مُتوكِّئًا على عَصاهُ سَكَتوا، فأَقْبَلَ عُمَرُ حتَّى سَلَّمَ، فقالَ: ما كنتُم تَتحدَّثونَ؟ قالوا: كنَّا نَذكُرُ هذه السَّريَّةَ الَّتي هَلَكَتْ في سبيلِ اللهِ، يقولُ قائلٌ مِنَّا: هُم عُمَّالُ اللهِ هَلَكوا في سبِيلِه وقد وَجَبَ لهُم أَجْرُهُم عليه، ويقولُ قائلٌ: اللهُ أَعلمُ بهِم، لهُم ما احتَسَبوا، فقالَ عُمَرُ: اللهُ أَعلمُ، إنَّ مِن النَّاسِ ناسًا يُقاتِلونَ رِياءً وسُمْعَةً، وإنَّ مِنَ النَّاسِ ناسًا يُقاتِلونَ وإنْ دَهَمَهُم القِتالُ فلا يَسْتَطيعونَ إلَّا إيَّاه، وإنَّ مِنَ النَّاسِ ناسًا يُقاتِلونَ ابتغاءَ وَجهِ اللهِ، فأولئك الشُّهَداءُ، وكُلُّ امرئٍ منهم يُبعَثُ على الَّذي يَموتُ عليه، واللهِ ما تَدْري نَفسٌ ماذا مَفعولٌ بها، ليس هذا الرَّجلُ الَّذي قد بيَّنَ لنا أنَّه قد غُفِرَ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِه وما تَأخَّرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : مالك بن أوس بن الحدثان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2556 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري

4 - مَن ماتَ على مَرتَبَةٍ مِن هذه المَراتبِ؛ بُعِثَ عليها يومَ القيامةِ: رِباطٌ أوْ حَجٌّ أوْ غيرُ ذلك. قالَ فَضالةُ: وسَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: كُلُّ مَيِّتٍ يُختَمُ على عَمَلِه، إلَّا الَّذي ماتَ مُرابِطًا في سبيلِ اللهِ؛ يَنْمو له عَمَلُه إلى يومِ القيامةِ، ويُؤمَّنُ فِتنةَ القبرِ.
الراوي : فضالة بن عبيد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2673 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

5 - «إنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رجُلًا مِن أُمَّتي على رُؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ فيَنشُرُ عليه تِسعةً وتسعينَ سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مِثلُ هذا، ثُمَّ يقولُ: أُتنكِرُ مِن هذا شيئًا؟ أَظَلَمكَ كَتَبتي الحافِظونَ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ، فيقولُ: أفلَكَ عُذْرٌ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ، فيقولُ: بلى! إنَّ لكَ عِندَنا حسنةً، وإنَّه لا ظُلمَ عليكَ اليومَ، فيُخرِجُ بِطاقةً فيها أشْهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، فيقولُ: يا ربِّ، ما هذه البطاقةُ، مع هذه السِّجِلَّاتِ؟ فيُقالُ: إنَّكَ لا تُظلمُ. قالَ: فتوضَعُ السِّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ، فطاشتِ السِّجِلَّاتُ وثقُلتِ البِطاقةُ، ولا يثْقُلُ مع اسمِ اللهِ شيْءٌ».
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 9 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

6 - عن أُسَيرِ بنِ جابرٍ، قال: هاجتْ رِيحٌ حَمْراءُ بالكوفةِ، فجاء رجُلٌ إلى عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه، وليْس له هِجِّيرٌ إلَّا: يا عبْدَ اللهِ بنَ مَسعودٍ، جاءت السَّاعةُ، قال: وكان عبدُ اللهِ مُتَّكِئًا فقَعَد، فقال: إنَّ السَّاعةَ لا تقومُ حتَّى لا يُقسَمَ مِيراثٌ، ولا يُفرَحُ بغَنيمةِ عدُوٍّ، يَجمَعون لأهلِ الإسلامِ ويَجمَعُ لهم أهلُ الإسلامِ -ونَحا بيَدِه نحْوَ الشَّامِ- قُلتُ: الرُّومَ تَعْني؟ قال: نعمْ، ويكونُ عِندَ ذاكُم القتالِ رِدَّةٌ شَديدةٌ، فيَشتَرِطُ المسْلِمون شُرطةً للموتِ لا تَرجِعُ إلَّا غالبةً، فيُقاتِلون حتَّى يَحجُزَ بيْنهم اللَّيلُ، فيَفِيءُ هؤلاء وهؤلاء كلٌّ غيْرُ غالبٍ، وتَفْنى الشُّرطةُ، ثمَّ يَشتَرِطُ المسْلِمون شُرطةً للموتِ لا تَرجِعُ إلَّا غالبةً، فيُقاتِلون حتَّى يَحجُزَ بيْنهم اللَّيلُ، فيَفِيءُ هؤلاء وهؤلاء كلٌّ غيرُ غالبٍ، وتَفْنى الشُّرطةُ، ثمَّ يَشتَرِطُ المسْلِمون شُرطةً للموتِ لا تَرجِعُ إلَّا غالبةً، فيُقاتِلون حتَّى يُمْسُوا، فيَفِيءُ هؤلاء وهؤلاء كلٌّ غيرُ غالبٍ، وتَفْنى الشُّرطةُ، فإذا كان الرَّابعُ نَهَد إليهم بَقيَّةُ أهلِ الإسلامِ، فجَعَل اللهُ الدَّائرةَ عليهم، فيَقتَتِلون مَقْتلةً عَظيمةً -إمَّا قال: لم يُرَ مِثلُها، وإمَّا قال: لنْ نَرَ مِثلَها- حتَّى إنَّ الطَّائرَ لَيَمُرُّ بجَنَباتِهم، فلا يَخْلُفُهم حتَّى يَخِرَّ ميِّتًا، فيَتعادُّ بَنو الأبِ وكانوا مائةً، فلا يَجِدون بَقِيَ منهم إلَّا الرَّجلُ الواحدُ، فبأيِّ غَنيمةٍ يُفرَحُ أو مَيراثٍ يُقسَمُ؟! قال: فبيْنما هُم كذلك إذ سَمِعوا بناسٍ هُم أكثَرُ مِن ذاكَ، جاءهم الصَّريخُ: إنَّ الدَّجَّالَ قدْ خلَفَ في ذَرارِيِهم، فيَرْفُضون ما في أيْدِيهم، ويُقبِلون فيَبْعَثون عشَرةَ فَوارسَ طَليعةً، قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأعرِفُ أسْماءَهم وأسماءَ آبائِهِم، وألوانَ خُيولِهم، هُم خيْرُ فَوارسَ على ظَهرِ الأرضِ يومئذٍ، أو قال: هُم خيرُ مَن على ظَهرِ الأرضِ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8694 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه

7 - لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى لا يُقالَ في الأرضِ: اللهُ اللهُ، وحتَّى إنَّ المرأةَ لَتَمُرُّ بالنَّعلِ فتَرفَعُها وتقولُ: قدْ كانت هذه لرجُلٍ، وحتَّى يكونَ في خَمسينَ امرأةً القيِّمُ الواحدُ، وحتَّى تُمطِرَ السَّماءُ ولا تُنبِتَ الأرضُ.
الراوي : أنس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8739 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه

8 - عن أبي الأسودِ الدِّيليِّ، قال: انطلَقْتُ أنا وزُرعةُ بنُ ضَمْرةَ الأشْعريُّ إلى عُمرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، فلَقِينا عبْدَ اللهِ بنَ عمرٍو، فقال: يُوشِكُ ألَّا يَبْقى في أرضِ العجَمِ مِنَ العربِ إلَّا قَتيلٌ أو أَسِيرٌ يُحْكَمُ في دَمِه، فقال زُرْعةُ: أيَظْهَرُ المشْرِكون على الإسلامِ؟ فقال: ممَّن أنتَ؟ قال: مِن بَني عامرِ بنِ صَعْصعةَ، فقال: لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تَدافَعَ نِساءُ بَني عامرٍ على ذِي الخَلَصةِ -وَثنٌ كان يُسمَّى في الجاهليَّة- قال: فذكَرْنا لعُمرَ بنِ الخطَّابِ قوْلَ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو، فقال عُمرُ ثلاثَ مِرارٍ: عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو أعلَمُ بما يَقولُ، فخطَبَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه يومَ الجُمعةِ، فقال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: لا تَزالُ طائفةٌ مِن أُمَّتي على الحقِّ مَنصُورون حتَّى يَأتيَ أمرُ اللهِ، قال: فذكَرْنا قوْلَ عُمرَ لعبدِ اللهِ بنِ عمرٍو، فقال: صدَقَ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذا كان ذلكَ كالَّذي قُلتَ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8878 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه

9 - خرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُرْدِفي إلى نُصُبٍ منَ الأنْصابِ، فذَبَحْنا له شاةً ووَضَعْناها في التَّنوُّرِ، حتَّى إذا نضِجَتِ استَخْرَجْناها فجَعَلْنا في سُفرَتِنا، ثمَّ أقبَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسيرُ وهو مُرْدِفي في أيَّامِ الحرِّ من أيَّامِ مكَّةَ، حتَّى إذا كنَّا بأعْلى الوادي لَقيَ فيه زَيدَ بنَ عَمْرِو بنِ نُفَيلٍ، فحَيَّا أحَدُهما الآخَرَ بتَحيَّةِ الجاهِليَّةِ، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ما لي أَرَى قَومَكَ قد شَنِفوكَ؟» قالَ: أمَا واللهِ إنَّ ذلك منِّي لتَغيُّرِ ثائرةٍ كانَتْ منِّي إليهم، ولكنِّي أُراهُم على ضَلالةٍ، قالَ: فخرَجْتُ أبْتَغي هذا الدِّينَ حتَّى قدِمْتُ على أحْبارِ يَثرِبَ، فوجَدْتُهم يَعبُدونَ اللهَ ويُشْرِكونَ به، فقلْتُ: ما هذا بالدِّينِ الَّذي أبْتَغي، فخرَجْتُ حتَّى أقدَمَ على أحْبارِ خَيبَرَ، فوجَدْتُهم يَعبُدونَ اللهَ ويُشْرِكونَ به، فقلْتُ: ما هذا بالدِّينِ الَّذي أبْتَغي، فخرَجْتُ حتَّى أقدَمَ على أحْبارِ أيْلةَ، فوجَدْتُهم يَعبُدونَ اللهَ ويُشْرِكونَ به، فقلْتُ: ما هذا بالدِّينِ الَّذي أبْتَغي، فقالَ لي حَبرٌ من أحْبارِ الشَّامِ: إنَّكَ تَسألُ عن دِينٍ ما نَعلَمُ أحَدًا يَعبُدُ اللهَ إلَّا شَيْخًا بالجَزيرةِ، فخرَجْتُ حتَّى قدِمْتُ إليه، فأخبَرْتُه الَّذي خرَجْتُ له، فقالَ: إنَّ كلَّ مَن رأيْتَه في ضَلالةٍ؛ إنَّكَ تَسألُ عن دِينٍ هو دِينُ اللهِ، ودِينُ مَلائكتِه، وقد خرَجَ في أرْضِكَ نَبيٌّ أو هو خارِجٌ، يَدْعو إليه، ارجِعْ إليه وصَدِّقْه واتَّبِعْه، وآمِنْ بما جاءَ به، فرجَعْتُ فلم أُحسِنْ شَيئًا بعدُ، فأناخَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَعيرَ الَّذي كان تحتَه، ثمَّ قدَّمْنا إليه السُّفرةَ الَّتي كان فيها الشِّواءُ، فقالَ: ما هذا؟ فقُلْنا: «هذه شاةٌ ذَبَحْناها لنُصُبِ كذا وكذا»، فقالَ: إنِّي لا آكُلُ ما ذُبِحَ لغَيرِ اللهِ، وكانَ صَنمًا من نُحاسٍ يُقالُ له: إسافُ ونائلةُ يَتمسَّحُ به المُشْرِكونَ إذا طافوا، فطافَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وطُفْتُ معَه، فلمَّا مرَرْتُ مسَحْتُ به، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا تمَسَّه»، قالَ زَيدٌ: فطُفْنا، فقلْتُ في نَفْسي: لأمَسَّنَّه حتَّى أنظُرَ ما يَقولُ، فمسَحْتُه، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ألم تُنْهَ؟» قالَ زَيدٌ: فوالَّذي أكرَمَه وأنزَلَ عليه الكِتابَ ما استَلَمْتُ صَنَمًا حتَّى أكرَمَه اللهُ بالَّذي أكرَمَه، وأنزَلَ عليه الكِتابَ، وماتَ زَيدُ بنُ عَمْرِو بنِ نُفَيلٍ قبلَ أنْ يُبعَثَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يَأْتي يومَ القيامةِ أُمَّةً وَحدَه».
الراوي : زيد بن حارثة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5031 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

10 - يَجمَعُ اللهُ النَّاسَ يَومَ القيامةِ فيُنادي مُنادٍ: يا أيُّها النَّاسُ، ألمْ تَرضَوا مِن ربِّكم الَّذي خَلَقَكم وصَوَّركم ورزَقَكم أنْ يُولِيَ كلَّ إنسانٍ ما كان يَعبُدُ في الدُّنيا ويَتولَّى؟ أليْس ذلكَ عدْلٌ مِن ربِّكم؟ قالوا: بَلى، قال: فيَنطلِقُ كلُّ إنسانٍ منكمْ إلى ما كان يَتولَّى في الدُّنيا، ويُمثَّلُ لهمْ ما كانوا يَعبُدون في الدُّنيا، وقال: يُمثَّل لمَن كان يَعبُدُ عِيسى شَيطانُ عِيسى، ويُمثَّلُ لمَن كان يَعبُدُ عُزيرًا شَيطانُ عُزَيرٍ، حتَّى يُمثَّلَ لهم الشَّجرُ والعُودُ والحَجرُ، ويَبْقى أهلُ الإسلامِ جُثومًا، فيَقولُ لهم: ما لكمْ لا تَنطلِقون كما انطلَقَ النَّاسُ؟ فيَقولون: إنَّ لنا ربًّا ما رَأيْناه بعْدُ، قال: فيَقولُ: فبِمَ تَعرفِون ربَّكم إنْ رَأيْتُموه؟ قالوا: بيْننا وبيْنه عَلامةٌ إنْ رَأيْناه عَرَفْناه، قال: وما هي؟ قالوا: فيُكشَفُ عن ساقٍ، قال: فيَحْني كلُّ مَن كان لِظَهْرٍ طبَقَ ساجدًا، ويَبْقى قومٌ ظُهورُهم كصَياصِي بَقرٍ، يُريدون السُّجودَ فلا يَستطِيعون، قال: ثمَّ يُؤمَرون فيَرفَعون رُؤوسَهم، فيُعطَون نُورَهم على قدْرِ أعمالِهم؛ فمنْهم مَن يُعطَى نُورَه مِثلَ الجبَلِ بيْن يَدَيه، ومنْهم مَن يُعطَى نُورَه دونَ ذلكَ، ومنْهم مَن يُعطَى نُورَه مِثلَ النَّخلةِ بيَمينِه، ومنْهم مَن يُعطى دونَ ذلكَ، حتَّى يكونَ آخِرُ ذلكَ يُعطَى نُورَه على إبهامِ قَدَمِه، يُضِيءُ مرَّةً ويُطفِئُ مرَّةً، فإذا أضاء قدَّمَ قَدَمَه، وإذا طُفِئَ قامَ، فيَمُرُّون على الصِّراطِ، والصِّراطُ كحَدِّ السَّيفِ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، قال: فيُقالُ: انْجُوا على قدْرِ نُورِكم؛ فمنْهم مَن يَمُرُّ كانقضاضِ الكوْكبِ، ومنْهم مَن يَمُرُّ كالرِّيحِ، ومنْهم مَن يَمُرُّ كشَدِّ الرَّجلِ ويَرمُلُ رَمَلًا، فيَمُرُّون على قدْرِ أعمالِهِم، حتَّى يَمُرَّ الَّذي نُورُه على إبهامِ قَدَمهِ يَجُرُّ يدًا ويُعلِّقً يدًا، ويَجُرُّ رِجلًا ويُعلِّقُ رِجلًا، فتُصيبُ جَوانبَه النَّارَ، قال: فيَخلُصون، فإذا خَلَصوا، قالوا: الحمدُ للهِ الَّذي نجَّانا منكِ بعْدَ إذ رَأيْناكِ؛ فقدْ أعْطانا اللهُ ما لم يُعطِ أحدًا، فيَنطلِقون إلى ضَحضاحٍ عندَ بابِ الجنَّةِ، وهو مُصْفَقٌ مَنزلًا في أدْنى الجنَّةِ، فيَقولُون: ربَّنا أعْطِنا ذلكَ المنزِلَ، قال: فيَقولُ لهم: تَسْألوني الجنَّةَ وهو مُصْفَقٌ، وقدْ أنْجَيْتُكم مِنَ النَّارِ، هذا البابُ لا يَسْمَعون حَسِيسَها، فيَقولُ لهم: لعلَّكم إنْ أُعطِيتُموه أنْ تَسألوني غيْرَه، قال: فيَقولُ: لا وعِزَّتِكَ لا نَسألُكَ غيْرَه، وأيُّ مَنزِلٍ يكونُ أحسَنَ منه؟ قال: فيُعطُوه ثمَّ يَسكُتون، قال: فيُقالُ لهم: ما لكمْ لا تَسأَلون؟ فيَقولُون: ربَّنا قدْ سَألْنا حتَّى استَحْيَينا، قال: فيَقولُ لهم: ألمْ تَرضَوا أنِّي أعطَيْتُكم مِثلَ الدنُّيا منذُ يومِ خَلقْتُها إلى يومِ أفْنَيْتُها، وعَشَرةَ أضعافِها؟ قال: قال مَسروقٌ: فما بلَغَ عبدُ اللهِ هذا المكانَ مِنَ الحديثِ إلَّا ضَحِك، قال: فقال له رجُلٌ: يا أبا عبْدَ الرَّحمنِ، لَقدْ حدَّثْتَ بهذا الحديثِ مِرارًا، فما بلَغْتَ هذا المكانَ مِن هذا الحديثِ إلَّا ضَحِكتَ، قال: فقال عبْدُ اللهِ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحدِّثُ بهذا الحديثِ مِرارًا، فما بلَغَ هذا المكانَ مِن هذا الحديثِ إلَّا ضَحِك حتَّى تَبْدوَ لَهواتُه ويَبدُوَ آخِرُ ضَرسٍ مِن أضراسِه؛ لقولِ إنسانٍ قال: [أتَهزَأُ بي وأنتَ الملِكُ؟! قال:] فيَقولُ الرَّبُّ تَبارَك وتعالَى: لا، ولكنِّي على ذلكَ قادرٌ، فسَلُوني، قال: فيَقولُون: ربَّنا ألْحِقْنا بالنَّاسِ [فيَقولُ لهم: الْحَقُوا بالنَّاسِ]، قال: فيَنطلِقون يَرمُلون في الجنَّةِ، حتَّى يَبدُوَ للرَّجلِ منْهم قصْرٌ مِن دُرَّةٍ مُجوَّفةٍ، قال: فيَخِرُّ ساجدًا، قال: فيُقالُ له: ارفَعْ رأْسَكَ، فيَرفَعُ رأْسَه، فيُقالُ: إنَّما هذا مَنزِلٌ مِن مَنازلِكَ، قال: فيَنطلِقُ فيَستقبِلُه رجُلٌ، فيَقولُ: أنتَ مَلَكٌ أو مَلِكٌ؟ فيُقالُ: إنَّما ذلكَ قَهْرمانٌ مِن قَهارِمتِك على هذا القصْرِ، تحْتَ يَدِي ألْفُ قَهْرمانٍ، كلُّهم على ما أنا عليهِ، قال: فيَنطلِقُ به عِندَ ذلكَ حتَّى يَفتَحَ القصْرَ، وهو دُرَّةٌ مُجوَّفةٌ؛ سَقايفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومَفاتيحُها منها، فيَفتَحُ له القصْرُ، فيَستقبِلُه جَوهرةٌ خَضْراءُ مُبطَّنةٌ بحَمْراءَ سَبْعون ذِراعًا فيها، فيها سِتُّونَ بابًا، كلُّ بابٍ يُفْضي إلى جَوهرةٍ واحدةٍ على غيرِ لَونِ صاحبتِها، في كلِّ جَوهرةٍ سُرَرٌ وأزواجٌ وتَصاريفُ -أو قال: ووَصائفُ- قال: فيَدخُلُ، فإذا هو بحَوْراءَ عَيْناءَ، عليها سَبعونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ ساقِها مِن وَراءِ حُلَلِها، كَبِدُها مِرآتُه، وكَبِدُه مِرآتُها، إذا أعرَضَ عنها إعراضةً ازدادتْ في عَينِه سَبعينَ ضِعفًا عمَّا كان قبْلَ ذلكَ، فيَقولُ: لَقدِ ازددْتِ في عَيْني سَبعينَ ضِعفًا، وتقولُ له مِثلَ ذلك، قال: فيُشرِفُ ببَصرِه على مُلكِه مَسيرةَ مائةِ عامٍ. قال: فقالَ عُمرُ عندَ ذلكَ: يا كَعبُ، ألَا تَسمَعُ إلى ما يُحدِّثُنا ابنُ أُمِّ عبْدٍ عن أدْنى أهلِ الجنَّةِ ما له؟ فكيْف بأعْلاهم؟! قال: يا أميرَ المُؤمنينَ، ما لا عَينٌ رأَتْ، ولا أُذنٌ سَمِعتْ؛ إنَّ اللهَ كان فوْقَ العرشِ والماءِ، فخَلَق لِنفسِه دارًا بيَدِه، فزيَّنَها بما شاء، وجعَلَ فيها مِنَ الثَّمراتِ والشَّرابِ، ثمَّ أطْبَقَها، فلم يَرَها أحدٌ مِن خَلقِه منذُ يومِ خَلَقَها؛ لا جِبريلُ ولا غيرُه مِنَ الملائكةِ، ثمَّ قرَأَ كَعبٌ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]، وخلَقَ دونَ ذلكَ جنَّتَينِ، فزيَّنَهما بما شاء، وجعَلَ فيهما ما ذَكَر مِنَ الحريرِ والسُّندسِ والإسْتَبرقِ، وأَراهما مَن شاء مِن خَلقِه مِنَ الملائكةِ، فمَن كان كِتابُه في عِلِّيِّينَ يَرى في تلكَ الدَّارِ، فإذا ركِبَ الرَّجلُ مِن أهلِ عِلِّيِّين في مِلكِه بيْن خَيمةٍ مِن خِيامِ الجنَّةِ إلَّا دَخَلَها مِن ضَوءِ وَجْهِه، حتَّى إنَّهم يَسْتنشِقون رِيحَه ويَقولونَ: واهًا لهذهِ الرِّيحِ الطَّيِّبةِ! ويَقولون: لَقدْ أشرَفَ علينا اليومَ رجُلٌ مِن أهلِ عِلِّيِّينَ. فقال عمرُ: وَيْحَكَ يا كَعبُ! إنَّ هذه القلوبَ قدِ اسْتَرْسَلَت فاقْبِضْها، فقال كَعبٌ: يا أميرَ المُؤمنينَ، إنَّ لِجَهنَّمَ زَفرةً ما مِن مَلَكٍ مُقرَّبٍ ولا نَبيٍّ إلَّا يَخِرُّ لِرُكبَتَيه حتَّى يَقولَ إبراهيمُ خَليلُ اللهِ: رَبِّ نفْسي نفْسي، وحتَّى لوْ كان لكَ عمَلُ سَبعينَ نبيًّا إلى عَملِكَ لَظنَنْتَ ألَّا [تَنجُوَ] منها.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8977 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

11 - عنْ أبي سَلَمةَ، قالَ: قُلتُ: واللهِ لو جِئتُ أبا سَعيدٍ الخُدريَّ فسَألتُه عنْ هذه السَّاعةِ؛ لَعلَّه أن يَكونَ عِندَه منها عِلمٌ، فأتَيتُه فقُلتُ: يا أبا سَعيدٍ، إنَّ أبا هُرَيرةَ حَدَّثَنا عنِ السَّاعةِ الَّتي في الجُمُعةِ، فهل عِندَكَ منها عِلمٌ؟ فقالَ: سَأَلْنا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنها، فقالَ: إنِّي كُنتُ أعلَمُها، ثمَّ أُنسِيتُها كما أُنسِيتُ لَيلةَ القَدْرِ، ثمَّ خَرَجتُ من عِندِه فدَخَلتُ على عَبدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ... ثمَّ ذَكَر الحَديثَ. [خَيرُ يَومٍ طَلَعَت فيه الشَّمسُ يَومُ الجُمُعةِ؛ فيه خُلِق آدَمُ، وفيه أُهبِطَ، وفيه تِيبَ عليه، وفيه ماتَ، وفيه تَقومُ السَّاعةُ، وما من دابَّةٍ إلَّا وهي مُصيخةٌ يَومَ الجُمُعةِ من حينِ يُصبِحُ حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ؛ شَفَقًا من السَّاعةِ إلَّا الجنَّ والإنسَ، وفيها ساعةٌ لا يُصادِفُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي يَسألُ اللهَ شَيئًا إلَّا أعطاه إيَّاه قالَ كَعبٌ: ذلكَ في كلِّ سَنةٍ يَومٌ؟ فقُلتُ: بل في كلِّ جُمُعةٍ، قالَ: فقَرَأ كَعبٌ التَّوراةَ، فقالَ: صَدَق رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ أبو هُرَيرةَ: ثمَّ لَقيتُ عَبدَ اللهِ بنَ سَلَامٍ، فحَدَّثتُه بمَجلِسي مع كَعبٍ، فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: قد عَلِمتُ أيَّةَ سَاعةٍ هي، قالَ أبو هُرَيرةَ: فقُلتُ له: فأخبِرْني بها. فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: هي آخِرُ ساعةٍ في يَومِ الجُمُعةِ. فُقلتُ: كيف هي آخِرُ ساعةٍ في يَومِ الجُمُعةِ وقد قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا يُصادِفُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي وتلكَ السَّاعةُ لا يُصَلَّى فيها؟ فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: ألم يَقُلْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن جَلَس مَجلِسًا يَنتَظِرُ الصَّلاةَ فهو في صَلاةٍ حتَّى يُصَلِّيَ]
الراوي : أبو سعيد الخدري وعبدالله بن سلام | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1048 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

12 - تَلا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذه الآيةَ وعنده أصحابُه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] إلى آخِرِ الآيةِ، فقال: هلْ تَدْرون أيُّ يوْمٍ ذاكَ؟ قالوا: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، قال: ذاكَ يوْمَ يَقولُ اللهُ لآدَمَ: قُمْ فابْعَثْ بعْثَ النَّارِ -أو قال: بَعْثًا إلى النَّارِ- فيَقولُ: يا ربِّ، مِن كَم؟ قال: مِن كلِّ ألفٍ تِسعُ مائةٍ وتِسعةٌ وتِسعينَ إلى النَّارِ، وواحدٌ إلى الجنَّةِ، فشَقَّ ذلكَ على القومِ، ووَقَعت عليهم الكآبةُ والحُزنُ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأرْجو أنْ تَكونوا رُبعَ أهلِ الجنَّةِ، ثمَّ قال: إنِّي لَأرْجو أنْ تَكونوا ثُلثَ أهلِ الجنَّةِ، ففَرِحوا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اعْمَلوا وأبْشِروا؛ فإنَّكم بيْن خَلِيقتينِ لم يَكُونا مع أحدٍ إلَّا كثَّرَتاه؛ يَأجوجُ ومأْجوجُ، وإنَّما أنتم في النَّاسِ -أو في الأُمَمِ- كالشَّامةِ في جنْبِ البعيرِ -أو كالرَّقمةِ في ذِراعِ النَّاقةِ- وإنَّما أُمَّتي جُزءٌ مِن ألْفِ جُزءٍ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8922 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بهذه الزيادة، ولم يخرجاه

13 - كان لِابنِ عُمَرَ صَديقٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يُكاتِبُهُ، فَكَتَبَ إليهِ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، أَنَّه بَلَغَني أَنَّكَ تَكَلَّمْتَ في شيءٍ مِنَ القَدَرِ، فإيَّاكَ أَنْ تَكْتُبَ إليَّ، فَإنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «إنَّه سَيَكونُ في أُمَّتي أَقْوامٌ يُكَذِّبونَ بِالقَدَرِ».
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 288 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

14 - قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَتعلَمُ أَوَّلَ زُمرَةٍ تَدخُلُ الجنَّةَ مِن أُمَّتي؟ قالَ: اللهُ ورسولُهُ أَعلمُ، قالَ: فُقراءُ المُهاجرينَ يَأْتونَ يومَ القيامةِ إلى بابِ الجنَّةِ ويَستَفْتِحونَ، فيقولُ لهُم الخَزَنةُ، أَوَ قد حُوسِبْتُم؟ فيقولونَ: بأَيِّ شيءٍ نُحاسَبُ، وإنَّما كانت أَسيافُنا على عَواتِقِنا في سبيلِ اللهِ، حتَّى مِتْنا على ذلك؟ قالَ: فيُفتَحُ لهم، فيَقيلونَ فيه أربعينَ عامًا قبلَ أنْ يَدخُلَ النَّاسُ.
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2424 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

15 - أولادُ المُؤمِنين في جَبَلٍ في الجَنَّةِ يَكفُلُهُم إبراهيمُ وسارَةُ حتَّى يَرُدَّهم إلى آبائهِم يَومَ القِيامةِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1436 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

16 - عنْ أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه قالَ: "لَمَّا كانَ يومُ اليَمامةِ جِئتُ إلى ثابِتِ بنِ قَيسِ بنِ شمَّاسٍ وهو يَتحنَّطُ فقلْتُ: يا عمُّ، ألَا تَرى ما يَلْقى النَّاسُ؟ فلبِسَ أكْفانَه، ثمَّ أقبَلَ وهو يَقولُ: الآن الآن، وجعَلَ يقولُ: بالحَنوطِ، وأوْمأَ الأنْصاريُّ على ساقِه هكذا في وُجوهِ القَومِ يُقارِعُ القَومَ، بِئسَ ما عوَّدَتْكم أقْرانُكم، ما هكذا كنَّا نُقاتِلَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ.
الراوي : موسى بن أنس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5110 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

17 - عنْ مَرثَدٍ، قالَ: سَأَلتُ أبا ذَرٍّ فقُلتُ: أَسَأَلْتَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْ لَيلةِ القَدْرِ؟ فقالَ: أنا كُنتُ أسألَ النَّاسِ عنها، قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أخبِرْني عنْ لَيلةِ القَدرِ أفي رَمَضانَ، أو في غَيرِه؟ قالَ: بل هي في رَمَضانَ. قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، تَكونُ مع الأنبِياءِ ما كانوا فإذا قُبِض الأنبِياءُ رُفِعَت، أم هي إلى يَومِ القِيامةِ؟ قالَ: بل هي إلى يَومِ القِيامةِ. قالَ: فقُلتُ يا رَسولَ اللهِ، في أيِّ رَمَضانَ هي؟ قالَ: الْتَمِسوها في العَشرِ الأُوَلِ والعَشرِ الأواخِرِ قالَ: ثمَّ حَدَّث رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحَدَّثَ، فاهتَبَلْتُ غَفْلَتَه، في أيِّ العِشرِين؟ قالَ: الْتَمِسوها في العَشرِ الأواخِرِ، لا تَسألْني عنْ شَيءٍ بَعدَها ثمَّ حَدَّث رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحَدَّثَ، فاهتَبَلْتُ غَفْلَتَه فقلت: يا رَسولَ اللهِ، أقسَمتُ عليكَ لتُخْبِرَنِّي، أو لَمَا أخبَرتني في أيِّ العَشرِ هي؟ قالَ: فغَضِب عَلَيَّ غَضَبًا ما غَضِبَ عَلَيَّ مِثلَه قَبْلَه ولا بَعدَه، فقالَ: إنَّ اللهَ لو شاءَ لَأطلَعَكُم عليها، الْتَمِسوها في السَّبعِ الأواخِرِ.
الراوي : أبو ذر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1616 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

18 - خَيرُ يَومٍ طَلَعَت فيه الشَّمسُ يَومُ الجُمُعةِ؛ فيه خُلِق آدَمُ، وفيه أُهبِطَ، وفيه تِيبَ عليه، وفيه ماتَ، وفيه تَقومُ السَّاعةُ، وما من دابَّةٍ إلَّا وهي مُصيخةٌ يَومَ الجُمُعةِ من حينِ يُصبِحُ حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ؛ شَفَقًا من السَّاعةِ إلَّا الجنَّ والإنسَ، وفيها ساعةٌ لا يُصادِفُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي يَسألُ اللهَ شَيئًا إلَّا أعطاه إيَّاه قالَ كَعبٌ: ذلكَ في كلِّ سَنةٍ يَومٌ؟ فقُلتُ: بل في كلِّ جُمُعةٍ، قالَ: فقَرَأ كَعبٌ التَّوراةَ، فقالَ: صَدَق رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ أبو هُرَيرةَ: ثمَّ لَقيتُ عَبدَ اللهِ بنَ سَلَامٍ، فحَدَّثتُه بمَجلِسي مع كَعبٍ، فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: قد عَلِمتُ أيَّةَ سَاعةٍ هي، قالَ أبو هُرَيرةَ: فقُلتُ له: فأخبِرْني بها. فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: هي آخِرُ ساعةٍ في يَومِ الجُمُعةِ. فُقلتُ: كيف هي آخِرُ ساعةٍ في يَومِ الجُمُعةِ وقد قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا يُصادِفُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي وتلكَ السَّاعةُ لا يُصَلَّى فيها؟ فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: ألم يَقُلْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن جَلَس مَجلِسًا يَنتَظِرُ الصَّلاةَ فهو في صَلاةٍ حتَّى يُصَلِّيَ.
الراوي : أبو هريرة وعبدالله بن سلام | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1045 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، [وله متابعة وشاهد صحيح]

19 - جِئتُ الطُّورَ، فلَقِيتُ هُناكَ كَعبَ الأحبارِ، فحَدَّثتُه عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحدَّثَ عنِ التَّوراةِ، فما اختَلَفا حتَّى مَرَرتُ بيَومِ الجُمُعةِ قالَ: قُلتُ: قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: في كلِّ يَومِ جُمُعةٍ ساعةٌ لا يُوافِقُها مُؤمِنٌ وهو يُصَلِّي يَسألُ اللهَ شَيئًا إلَّا أعطاهُ إيَّاه قالَ كَعبٌ: تلكَ في كلِّ سَنةٍ؟ فقُلتُ: ما كذلكَ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فرَجَع فتَلَا، ثمَّ قالَ: صَدَق رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كلِّ جُمُعةٍ. قالَ: أبو هُرَيرةَ، ثمَّ لَقِيتُ عبدَ اللهِ بنَ سَلَامٍ فحَدَّثتُه بمَجلِسي مع كَعبٍ. فذَكَر الحَديثَ بنَحوٍ من حَديثِ مالِكٍ. [أي: بنَحوِ حَديثِ: خَيرُ يَومٍ طَلَعَتْ فيه الشَّمسُ يَومُ الجُمُعةِ؛ فيه خُلِق آدَمُ، وفيه أُهبِطَ، وفيه تِيبَ عليه، وفيه ماتَ، وفيه تَقومُ السَّاعةُ، وما من دابَّةٍ إلَّا وهي مُصيخةٌ يَومَ الجُمُعةِ من حينِ يُصبِحُ حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ شَفَقًا من السَّاعةِ إلَّا الجنَّ والإنسَ، وفيها ساعةٌ لا يُصادِفُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي يَسألُ اللهَ شَيئًا إلَّا أعطاه إيَّاه قالَ كَعبٌ: ذلكَ في كلِّ سَنةٍ يَومٌ؟ فقُلتُ: بل في كلِّ جُمُعةٍ، قالَ: فقَرَأ كَعبٌ التَّوراةَ، فقالَ: صَدَق رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ أبو هُرَيرةَ: ثمَّ لَقيتُ عَبدَ اللهِ بنَ سَلَامٍ، فحَدَّثتُه بمَجلِسي مع كَعبٍ؛ فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: قد عَلِمتُ أيَّةَ سَاعةٍ هي، قالَ أبو هُرَيرةَ: فقُلتُ له: فأخبِرْني بها. فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: هي آخِرُ ساعةٍ في يَومِ الجُمُعةِ. فُقلتُ: كيف هي آخِرُ ساعةٍ في يَومِ الجُمُعةِ وقد قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا يُصادِفُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهو يُصَلِّي وتلكَ السَّاعةُ لا يُصَلَّى فيها؟ فقالَ عَبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ: ألم يَقُلْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن جَلَس مَجلِسًا يَنتَظِرُ الصَّلاةَ فهو في صَلاةٍ حتَّى يُصَلِّيَ].
الراوي : أبو هريرة وعبدالله بن سلام | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1046 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

20 - لمَّا خَرَجَت الحَرورِيَّةُ اجتَمَعوا في دارٍ، وهُم ستَّةُ آلافٍ، أَتَيتُ عَليًّا، فقلتُ: يا أَميرَ المؤمنينَ، أَبْرِدْ بالظُّهرِ؛ لعَلِّي آتي هؤلاء القومَ فأُكَلِّمُهم. قالَ: إنِّي أَخافُ عليكَ. قلتُ: كلَّا. قالَ: فخَرَجْتُ إليهم، ولَبِسْتُ أَحسَنَ ما يكونُ مِن حُلَلِ اليمنِ. قالَ أبو زُمَيْلٍ: كان ابنُ عبَّاسٍ جميلًا جَهيرًا. قال ابنُ عبَّاسٍ: فأَتَيْتُهم، وهُم مُجتمِعونَ في دارِهِم قائلونَ، فسَلَّمْتُ عليهم، فقالوا: مَرْحبًا بكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، فما هذه الحُلَّةُ؟ قالَ: قلتُ: ما تَعيبونَ عَلَيَّ؛ لقد رأيتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَحسَنَ ما يكونُ مِن الحُلَلِ، ونَزلَتْ: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32] قالوا: فما جاءَ بكَ؟ قلتُ: أَتَيْتُكم مِن عندِ صحابةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن المهاجرينَ والأنصارِ لأُبلِّغَكُم ما يَقولونَ المُخبَرونَ بما يقولونَ، فعليهم نَزَلَ القرآنُ، وهُم أَعلمُ بالوَحيِ منكم، وفيهم أُنزِلَ: وليس فيكم مِنهم أَحدٌ، فقالَ بَعضُهُم: لا تُخاصِموا قُريشًا، فإنَّ اللهَ يقولُ: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58]، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وأَتيتُ قومًا لمْ أَرَ قومًا قَطُّ أَشَدَّ اجتهادًا مِنْهم مُسَهَّمةٌ وُجوهُهُم مِن السَّهَرِ، كأَنَّ أَيدِيَهُم ورُكَبَهُم تُثْنى، عليهم قُمُصٌ مُرَحَّضَةٌ، فقالَ بعضُهُم: لنُكلِّمنَّهُ ولنَنْظُرنَّ ما يقولُ. قلتُ: أَخْبِروني ماذا نَقَمْتُم على ابنِ عَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصِهرِه والمهاجرينَ والأنصارِ؟ قالوا: ثلاثًا. قلتُ: ما هُنَّ؟ قالوا: أمَّا إحداهُنَّ فإنَّه حَكَّمَ الرِّجالَ في أمرِ اللهِ، وقالَ اللهُ: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: 57]، وما للرِّجالِ وما للحُكْمِ؟ فقلتُ: هذه واحِدةٌ، قالوا: وأمَّا الأُخْرى: فإنَّه قاتَلَ، ولمْ يَسْبِ ولمْ يَغْنَمْ، فلئنْ كان الَّذي قاتَلَ كُفَّارًا لقد حَلَّ سَلَبُهُم وغَنيمَتُهُم، ولئن كانوا مؤمنينَ ما حَلَّ قِتالُهُم، قلتُ: هذه ثِنتانِ، فما الثَّالثةُ؟ قالَ: إنَّه محا نفسَهُ مِن أميرِ المؤمنينَ؛ فهو أَميرُ الكافرينَ. قلتُ: أَعِندَكُم سوى هذا؟ قالوا: حَسْبُنا هذا، فقلتُ لهم: أَرَأَيْتُم إنْ قَرأتُ عليكم مِن كتابِ اللهِ ومِن سُنَّةِ نبِيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يَرُدُّ به قَولَكُم أَتَرْضَوْنَ؟ قالوا: نَعَمْ، فقلتُ لهم: أَمَّا قَولُكُم: حَكَّمَ الرِّجالَ في أمرِ اللهِ، فأنا أَقرَأُ عليكم ما قد رَدَّ حُكمُه إلى الرِّجالِ في ثمنِ رُبُعِ دِرهمٍ في أَرْنبٍ، ونحوِها مِن الصَّيدِ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}، إلى قولِهِ: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} [المائدة: 95]، فنَشَدْتُكم باللهِ أَحُكْمُ الرِّجالِ في أَرْنَبٍ ونحوهِا مِن الصَّيدِ أَفضلُ أَمْ حُكْمُهُم في دِمائهِم وصَلاحِ ذاتِ بيْنِهِم؟ وأنْ تَعْلَموا أنَّ اللهَ لوْ شاءَ لحَكَمَ ولمْ يُصيِّرْ ذلك إلى الرِّجالِ، وفي المرأةِ وزَوْجِها قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]، فجَعَلَ اللهُ حُكْمَ الرِّجالِ سُنَّةً ماضِيةً، أَخَرَجْتُ عنْ هذه؟ قالوا: نَعَمْ. قالَ: وأمَّا قولُكُم: قاتَلَ ولمْ يَسْبِ ولمْ يَغْنَمْ، أَتَسْبونَ أُمَّكُم عائشةَ ثُمَّ تَسْتَحِلُّونَ منها ما يُستَحَلُّ مِن غيرِها؟ فلئن فَعَلْتُم؛ لقد كَفَرْتُم وهي أُمُّكُم، ولئن قُلتُم: ليستْ أُمَّنَا؛ لقد كَفَرْتُم؛ فإنَّ اللهَ يقولُ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]، فأنتم تَدورونَ بيْنَ ضلالتَيْنِ أَيُّهما صِرْتُم إليها؛ صِرْتُم إلى ضلالةٍ. فنَظَر بعضُهُم إلى بعضٍ، قلتُ: أَخَرَجْتُ مِن هذه؟ قالوا: نَعَمْ، وأمَّا قولُكُم: محا اسمَهُ مِن أميرِ المؤمنينَ، فأنا آتيكُم بمَنْ تَرْضَوْنَ، وأَراكُم قد سَمِعْتُم أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ الحُدَيبِيَةِ كاتَبَ سُهَيلَ بنَ عَمرٍو وأبا سُفيانَ بنَ حربٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأميرِ المؤمنينَ: اكتُبْ يا عَليُّ: هذا ما اصْطَلَحَ عليه مُحمَّدٌ رسولُ اللهِ، فقالَ المشركونَ: لا واللهِ، ما نَعلمُ إنَّكَ رسولُ اللهِ، لوْ نَعلَمُ إنَّكَ رسولُ اللهِ ما قاتَلْناكَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلمُ أنِّي رسولُ اللهِ، اكتُبْ يا عَليُّ: هذا ما اصْطَلَحَ عليه مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، فواللهِ لرسولُ اللهِ خيرٌ مِن عَليٍّ، وما أَخْرجَه مِن النُّبوَّةِ حين محا نَفسَه. قالَ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ: فرَجَعَ مِن القومِ ألفانِ، وقُتِلَ سائرُهُم على ضَلالةٍ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2692 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم،

21 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين انصرفَ مِن أُحُدٍ مَرَّ على مُصعبِ بنِ عُمَيْرٍ وهو مَقتولٌ على طريقِهِ، فوَقَفَ عليه رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ودعا له، ثُمَّ قَرَأَ هذه الآيَةَ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]. ثُمَّ قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَشْهدُ أنَّ هؤلاء شُهداءُ عند اللهِ يومَ القيامةِ، فأْتوهم وزُوروهم، والَّذي نَفْسي بيدِهِ لا يُسَلِّمُ عليهم أَحَدٌ إلى يومِ القيامةِ إلَّا رَدُّوا عليه».
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3018 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

22 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6705 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

23 - لمَّا نَزَلَتْ هذه الآيةُ، فذَكَرَ الحديثَ: [أي: فذَكَرَ حديثَ: لمَّا نَزَلَتْ هذه الآيةُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (30) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (31)} [الزمر: 30، 31] قلتُ: أيُكرَّرُ علينا ما كان بيْنَنا في الدُّنيا مع خواصِّ الذُّنوبِ؟ قالَ: «نَعَمْ، ليُكرَّرنَّ ذلك عليكم حتَّى يُؤدِّيَ إلى كُلِّ ذي حقٍّ حقَّهُ». قالَ الزُّبيرُ: فواللهِ إنَّ الأمرَ لشديدٌ.]
الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3673 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

24 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سفَرٍ، فكنَّا نَتناوبُ الرِّعيَةَ، فلمَّا كانت نَوْبَتي سرَّحتُ إِبِلي، ثُمَّ رُحتُ، فجئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَخطُبُ النَّاسَ فسَمِعْتُهُ يقولُ: «ما مِن مسلمٍ يَتوضَّأُ فيُسبِغُ الوُضوءَ، ثُمَّ يقومُ في صلاتِهِ فيَعلَمُ ما يَقولُ إلَّا انفَتَلَ كيومِ ولدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الخطايا، ليس عليه ذنبٌ». قالَ: فما مَلكْتُ نفْسي عند ذلك أنْ قلتُ: بَخٍ بَخٍ. فقالَ عُمَرُ -وكنتُ إلى جنبِهِ-: أتعجبُ مِن هذا؟ قد قالَ قبلَ أنْ تَجيءَ ما هو أجودُ منه. فقلتُ: ما هو فِداكَ أبي وأُمِّي؟ قالَ: قالَ: «ما مِن رَجلٍ يَتوضَّأُ فيُسبِغُ الوُضوءَ، ثُمَّ يقولُ عندَ فراغِهِ مِن وُضوئِهِ: أَشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأَشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ إلَّا فُتِحتْ له ثمانيةُ أبوابٍ مِنَ الجنَّةِ يَدخلُ مِنْ أيِّها شاءَ». ثُمَّ قالَ: «يُجمعُ النَّاسُ في صَعيدٍ واحدٍ، يَنفذُهم البَصرُ، ويُسمِعُهم الدَّاعي، فيُنادي مُنادٍ: سيَعلمُ أهلُ الجمعِ لمَنِ الكرمُ اليومَ». ثلاثَ مرَّاتٍ. «ثُمَّ يقولُ: «أين الَّذين كانت تَتجافى جُنوبُهم عنِ المضاجِعِ؟»، ثُمَّ يقولُ: «أين الَّذين كانوا {لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [النور: 37] إلى آخرِ الآيةِ، ثُمَّ يُنادي مُنادٍ: سيَعلمُ الجمعُ لمَنِ الكرمُ اليومَ»، ثُمَّ يقولُ: «أين الحمَّادونَ الَّذين كانوا يَحمَدونَ ربَّهم؟».
الراوي : عقبة بن عامر الجهني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3554 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

25 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ شدَّادِ بنِ الهادِ، قالَ: قَدِمتُ على عائشةَ، فبيْنَما نحن عندَها جُلوسٌ مَرجِعَها مِن العِراقِ لَياليَ قُوتِلَ عَليٌّ، إذ قالتْ: يا عبدَ اللهِ بنَ شَدَّادٍ، هل أنتَ صادِقي عمَّا أَسألُكَ عنه؟ حدِّثْني عنْ هؤلاء القومِ الَّذين قَتَلَهُم عَليٌّ، قلتُ: وما لي لا أَصدُقُكِ؟ قالتْ: فحَدِّثْني عنْ قِصَّتِهم، قلتُ: إنَّ عَليًّا لمَّا أنْ كاتَبَ مُعاويةَ وحَكَّم الحَكَمينِ خَرَجَ عليه ثمانيةُ آلافٍ مِن قُرَّاءِ النَّاسِ، فنَزَلوا أَرضًا مِن جانبِ الكوفةِ، يُقالُ لها: حَروراءُ، وإنَّهم أَنكَروا عليه، فقالوا: انسَلَخْتَ مِن قَميصٍ أَلْبَسَكَهُ اللهُ وأَسْماكَ به، ثُمَّ انطَلَقْتَ فحَكَّمْتَ في دينِ اللهِ ولا حُكمَ إلَّا للهِ، فلمَّا بَلَغَ عَليًّا ما عَتَبوا عليه وفارَقوهُ، أَمَرَ فأَذَّنَ مُؤذِّنٌ: لا يَدْخُلَنَّ على أميرِ المؤمنينَ إلَّا رَجلٌ قد حَمَلَ القرآنَ، فلمَّا أنِ امتلأَ مِن قُرَّاءِ النَّاسِ الدَّارُ دَعا بمُصحفٍ عظيمٍ فوَضَعَه عَليٌّ بيْنَ يدَيْه، فطَفِقَ يصُكُّه بيدِه، ويقولُ: أيُّها المُصحفُ، حدِّثِ النَّاسَ، فناداهُ النَّاسُ، فقالوا: يا أميرَ المؤمنينَ، ما تَسأَلُه عنه، إنَّما هو وَرَقٌ ومِدادٌ، ونحن نَتكَلَّمُ بما رَأَيْنا منه، فماذا تُريدُ؟ قالَ: أَصحابُكُم الَّذين خَرَجوا بيْني وبيْنَهم كتابُ اللهِ، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ في امرأةٍ ورَجلٍ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} [النساء: 35]، فأُمَّةُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَعظَمُ حُرْمةً مِن امرأةٍ ورَجلٍ، ونَقَموا عَلَيَّ أنْ كاتَبتُ مُعاويةَ، وكَتَبَ عَليُّ بنُ أبي طالبٍ، وقد جاءَ سُهَيلُ بنُ عَمرٍو ونحن مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحُدَيبِيةِ حين صالَحَ قومَهُ قريشًا، فكتَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: باسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ. فقالَ سُهَيلٌ: لا تَكتُبْ باسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فقالَ: فكيف أَكتُبُ؟ فقالَ: اكتُبْ باسمِكَ اللَّهُمَّ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اكتُبْ، ثُمَّ قالَ: اكتُبْ: مِن مُحمَّدٍ رسولِ اللهِ، قالَ: لوْ نَعلَمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ لمْ نُخالِفْكَ، فكَتَبَ: هذا ما صالَحَ عليه مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ قريشًا، يقولُ اللهُ في كتابِهِ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: 21]. فبَعَثَه إليهم عَليُّ بنُ أبي طالبٍ، فخَرَجْتُ معهم حتَّى إذا تَوَسَّطْنا عَسْكَرَهم، قامَ ابنُ الكَوَّاءِ، فخَطَبَ النَّاسَ، فقالَ: يا حَمَلَةَ القرآنِ، إنَّ هذا عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ، فمَنْ لمْ يَكنْ يَعرِفُه، فأنا أَعرِفُه مِن كتابِ اللهِ، هذا مَنْ نَزَلَ فيه وفي قومِهِ: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] فرُدُّوه إلى صاحِبِه، ولا تُواضِعوهُ كتابَ اللهِ، قالَ: فقامَ خُطَباؤهُم، فقالوا: لا واللهِ لنُواضِعنَّه كتابَ اللهِ، فإذا جاءَ بالحقِّ نَعرِفُه استَطَعْناه، ولئن جاءَ بالباطلِ لنُبكِّتَنَّه بباطلِه، ولنَرُدَّنَّه إلى صاحِبِه، فوَاضَعوهُ على كتابِ اللهِ ثلاثةَ أيَّامٍ، فرَجَعَ منهم أربعةُ آلافٍ كُلُّهم تائبٌ، منهم ابنُ الكَوَّاءِ، حتَّى أَدْخَلَهم على عَليٍّ، فبَعَثَ عَليٌّ إلى بقِيَّتِهم، فقالَ: قد كان مِن أَمْرِنا وأَمرِ النَّاسِ ما قد رَأَيْتم، فقِفوا حيثُ شِئتُم حتَّى تَجتمِعَ أُمَّةُ مَحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتَنزِلوا فيها حيث شئتُم بيْنَنا وبيْنَكم أنْ نَقيَكُم رِماحَنا ما لمْ تَقْطَعوا سبيلًا أوْ تَطْلُبوا دمًا، فإنَّكم إنْ فَعَلْتُم ذلك فقد نَبَذْنا إليكم الحربَ على سواءٍ، إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الخائنينَ. فقالتْ له عائشةُ: يا ابنَ شدَّادٍ، فقد قَتَلَهُم؟ فقالَ: واللهِ ما بَعَثَ إليهم حتَّى قَطَعوا السَّبيلَ، وسَفَكوا الدِّماءَ بغيرِ حقِّ اللهِ، وقَتَلوا ابنَ خَبَّابٍ، واستَحَلُّوا أهلَ الذِّمَّةِ، فقالتْ: آللهِ؟ قلتُ: آللهِ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هو، قالتْ: فما شيءٌ بَلَغَني عنْ أَهلِ العراقِ يَتحدَّثونَ به يقولونَ: ذو الثُّدَيِّ ذو الثُّدَيِّ؟ قلتُ: قد رَأيتُه ووَقَفتُ عليه مع عَليٍّ في القَتْلى، فدَعا النَّاسَ، فقالَ: هل تَعرِفونَ هذا؟ فكانَ أَكثرُ مَنْ جاءَ يقولُ: قد رَأيتُه في مسجدِ بني فلانٍ يُصلِّي، ورَأيتُه في مسجدِ بني فلانٍ يُصلِّي، فلمْ يَأتِ بثَبْتٍ يُعرَفُ إلَّا ذلك، قالتْ: فما قولُ عَليٍّ حين قامَ عليه كما يَزعُمُ أَهلُ العراقِ؟ قلتُ: سَمِعْتُه يقولُ: صَدَقَ اللهُ ورسولُهُ، قالتْ: وهل سَمِعْتَه أنتَ منه قالَ غيرَ ذلك؟ قلتُ: اللَّهُمَّ لا، قالتْ: أَجَلْ، صَدَقَ اللهُ ورسولُهُ، يَرحَمُ اللهُ عَليًّا، إنَّه مِن كلامِه؛ كان لا يَرى شيئًا يُعجِبُه إلَّا قالَ.
الراوي : علي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2693 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

26 - بعَثَ بَنو سَعدِ بنِ بَكرٍ ضِمامَ بنَ ثَعْلبةَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقدِمَ علينا فأناخَ بَعيرَه على بابِ المَسجِدِ فعَقَلَه، ثمَّ دخَلَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في المَسجِدِ جالِسٌ معَ أصْحابِه، فقالَ: أيُّكمُ ابنُ عبدِ المُطَّلِبِ؟ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أنا ابنُ عبدِ المُطَّلِبِ، فقالَ: محمَّدٌ؟ قالَ: «نعمْ»، قالَ: يا محمَّدُ، إنِّي سائلُكَ ومُغلِّظٌ عليكَ في المَسْألةِ، فلا تجِدَنَّ في نفْسِكَ؛ فإنِّي لا أجِدُ في نَفْسي، قالَ: «سَلْ عمَّا بَدا لكَ»، قالَ: أَنشُدُكَ اللهَ إلهَكَ وإلَهَ مَن قَبلَكَ، وإلَهَ مَن هو كائنٌ بَعدَكَ، اللهُ بعَثَكَ إلينا رَسولًا؟ قالَ: «اللَّهمَّ نعمْ»، قالَ: أَنشُدُكَ اللهَ إلهَكَ وإلَهَ مَن قَبلَكَ، وإلَهَ مَن هو كائنٌ بَعدَكَ، اللهُ أمَرَكَ أنْ نَعبُدَه لا نُشرِكُ به شَيئًا، وأنْ نَخلَعَ هذه الأوْثانَ والأنْدادَ الَّتي كانَ آباؤُنا يَعبُدونَ؟ فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «اللَّهمَّ نعمْ»، ثمَّ جعَلَ يَذكُرُ فَرائضَ الإسْلامِ فَريضةً فَريضةً الصَّلاةَ، والزَّكاةَ، والصِّيامَ، والحجَّ، وفَرائضَ الإسْلامِ كلَّها، يَنشُدُه عندَ كلِّ فَريضةٍ كما أنْشَدَه في الَّتي كان قَبلَها حتَّى إذا فرَغَ، قالَ: فإنِّي أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ عبدُه ورَسولُه، وسأُؤَدِّي هذه الفَرائضَ، وأجتَنِبُ ما نَهَيْتَني عنه، لا أَزيدُ ولا أَنقُصُ، ثمَّ انصرَفَ راجِعًا إلى بَعيرِه، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينَ وَلَّى: «إنْ يَصدُقْ ذو العَقيصَتَينِ يَدخُلِ الجنَّةَ»، وكانَ ضِمامُ رَجلًا جَلْدًا أشعَرَ ذا غَديرَتَينِ، ثمَّ أتَى بَعيرَه، فأطلَقَ عِقالَه حتَّى قدِمَ على قَومِه، فاجتَمَعوا إليه، فكانَ أوَّلُ ما تكَلَّمَ به، وهو يسُبُّ اللَّاتَ والعُزَّى، فقالوا: مَهْ يا ضِمامُ، اتَّقِ البرَصَ، والجُذامَ، والجُنونَ، فقالَ: وَيْلَكم إنَّهما واللهِ ما يضُرَّانِ ولا يَنفَعانِ، إنَّ اللهَ قد بعَثَ رَسولًا، وأنزَلَ عليه كِتابًا استَنقَذَكم به ممَّا كُنْتم فيه، وإنِّي أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا عَبدُه ورَسولُه، وإنِّي قد جِئْتُكم من عِندِه بما أمَرَكُم به ونَهاكُم عنه، فواللهِ ما أمْسى ذلك اليومَ من حاضِرَتِه رَجلٌ ولا امْرأةٌ إلَّا مُسلِمًا، قالَ ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: فما سَمِعْنا بوافِدِ قَومٍ كانَ أفضَلَ من ضِمامِ بنِ ثَعْلبةَ رَضيَ اللهُ عنه.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4434 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

27 - أَمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ نَنطلِقَ إلى أرضِ النَّجاشِيِّ، فبَلَغَ ذلك قريشًا، فبَعَثوا إلى عَمرِو بنِ العاصِ وعُمارةَ بنِ الوليدِ، وجَمَعوا للنَّجاشِيِّ هدايا فقَدِمْنا، وقَدِما على النَّجاشِيِّ فأتَوْهُ بهديَّتِهِ فقَبِلَها، وسجدوا له، ثُمَّ قالَ عمرُو بنُ العاصِ: إنَّ قومًا منَّا رَغِبوا عن دينِنا وهُم في أرضِكَ. فقالَ لهم النَّجاشِيُّ: في أرضي؟ قالا: نَعَمْ، قالَ: فبَعَثَ إلينا فقالَ لنا جعفرٌ: لا يَتكَلَّم مِنْكم أَحَدٌ، أنا خَطيبُكُم اليومَ. فانتَهَيْنا إلى النَّجاشِيِّ وهو جالِسٌ في مَجلسِهِ، وعمرُو بنُ العاصِ عنْ يمينِهِ، وعُمارةُ عنْ يسارِهِ، والقِسِّيسونَ مِنَ الرُّهبانِ جُلوسٌ سِماطَيْنِ، فقالَ له عمرٌو وعُمارةُ: إنَّهم لا يسجُدونَ لكَ. فلمَّا انتَهَيْنا إليه زَبَرَنا مَنْ عندَهُ مِنَ القِسِّيسينَ والرُّهبانِ: اسجدوا للمَلكِ، فقالَ جعفرٌ: لا نَسْجدُ إلَّا للهِ. فقالَ له النَّجاشِيُّ: وما ذاك؟ قالَ: إنَّ اللهَ بَعَثَ فينا رسولَهُ، وهو الرَّسولُ الَّذي بَشَّرَ به عيسى برسولٍ يَأْتي مِن بعدِهِ اسمُهُ أحمدُ، فأَمَرَنا أنْ نعبدَ اللهَ ولا نُشْرِكَ به شيئًا، ونُقيمَ الصَّلاةَ، ونؤتي الزَّكاةَ، وأَمَرَنا بالمعروفِ، ونَهانا عنِ المُنكَرِ. قالَ: فأعْجَبَ النَّاسَ قولُهُ. فلمَّا رأى ذلك عمرٌو قالَ له: أصْلَحَ اللهُ الملِكَ، إنَّهم يُخالفونَكَ في عيسى ابنِ مريمَ. فقالَ النَّجاشِيُّ لجعفرٍ: ما يقولُ صاحبُكَ في ابنِ مريمَ؟ قالَ: يقولُ فيه قولَ اللهِ: هو رُوحُ اللهِ وكلِمتُهُ، أخْرَجَهُ مِنَ البَتولِ العَذْراءِ، لمْ يَقْرَبْها بَشَرٌ. قالَ: فتَناولَ النَّجاشِيُّ عودًا مِنَ الأرضِ فرَفَعَهُ فقالَ: يا معشرَ القِسِّيسينَ والرُّهبانِ، ما يَزيدُ هؤلاء على ما تَقولونَ في ابنِ مريمَ ما يَزِنُ هذه، مرحبًا بكم، وبمَنْ جئتُم مِن عندِهِ، فأنا أشْهدُ أنَّه رسولُ اللهِ، وأنَّه الَّذي بَشَّرَ به عيسى ابنُ مريمَ، ولولا ما أنا فيه مِنَ المُلكِ لأَتَيْتُهُ حتَّى أحمِلَ نَعْلَيهِ، امكُثوا في أرضي ما شِئتُم. وأَمَرَ لهم بطعامٍ وكِسوةٍ، وقالَ: رُدُّوا على هذينِ هدِيَّتَهم.
الراوي : أبو موسى | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3250 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

28 - أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه تَلا هذه الآيةَ {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [البقرة: 266] إلى {فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} [البقرة: 266] فسألَ عنها القَومَ، وقالَ: فيما ترَوْنَ أُنزِلَتْ {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ} [البقرة: 266]؟ فقالوا: اللهُ ورَسولُه أعلَمُ، فغضِبَ عُمَرُ وقالَ: قولوا: نَعلَمُ أو لا نَعلَمُ، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: في نَفْسي شَيءٌ منها يا أميرَ المُؤمِنينَ، قالَ: يا ابنَ أخي قُلْ، ولا تَحقِرْ نفْسَكَ، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: ضُرِبَتْ مثلًا لعمَلٍ، فقالَ عُمَرُ: رَجُلٌ غَنيٌّ يَعمَلُ الحَسَناتِ، ثمَّ بعَثَ اللهُ له الشَّياطينَ فعمِلَ بالمَعاصي حتَّى أغرَقَ أعْمالَه كلَّها، وكانتْ له جنَّةٌ فاحتَرَقَتْ عندَ أحْوَجِ ما كانَ إليها حينَ كثُرَ الولَدُ، وبلَغَ هو الكِبَرَ، قالَ: أوَنَسِيَ أحَدُكم أنْ يوافيَ يومَ القيامةِ عَبدٌ أفقَرُ ما كانَ إلى عمَلِه فلا يوافي له شَيءٌ.
الراوي : ابن أبي مليكة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6453 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

29 - ذكَرَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الدَّجَّالَ ذاتَ غَداةٍ، فخفَّضَ فيه ورفَّعَ، حتَّى ظَنَنَّاه في طائفةِ النَّخلِ، فلمَّا رُحْنا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَرَف ذلكَ فِينا، وقال: ما شأنُكم؟ فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، ذكَرْتَ الدَّجَّالَ الغَداةَ فخفَّضْتَ ورفَّعْتَ، حتَّى ظَنَنَّاه في طائفةٍ مِنَ النَّخلِ، قال: إنْ يَخرُجْ فأنا حَجيجُه دُونكم، وإنْ يَخرُجْ ولسْتُ فيكم، فكلُّ امرئٍ حَجيجُ نفْسِه، واللهُ خَليفتي على كلِّ مُسلمٍ، إنَّه شابٌّ قَطَطٌ، لِحيتُه قائمةٌ، كأنَّه شَبيهُ العُزَّى بنِ قَطَنٍ، فمَن رآهُ منكم فلْيَقرَأْ فَواتحَ أصحابِ سُورةِ الكهفِ، ثمَّ قال: أُراهُ يَخرُجُ ما بيْن الشَّامِ والعراقِ، فعاث يَمينًا وعاث شِمالًا، يا عِبادَ اللهِ، اثْبُتوا، قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، وما لُبْثُه في الأرضِ؟ قال: أربعينَ يومًا؛ يومٌ كسَنةٍ، ويومٌ كشَهرٍ، ويومٌ كجُمعةٍ، وسائرُ أيَّامِه كأيامِكم. قال: قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، فذلكَ الَّذي كسَنةٍ يَكْفِينا فيه صلاةُ يَومٍ؟ قال: لا اقْدُروا له قَدْرَه، قُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، فما إسراعُه في الأرضِ؟ قال: كالغَيثِ استَدْبَرَتْه الرِّيحُ، قال: فيَأتي على القومِ فيَدْعوهم، فيُؤمِنون به ويَسْتجِيبون له، فيَأمُرُ السَّماءَ فتُمطِرُ، ويَأمُرُ الأرضَ فتُنبِتُ، وتَروحُ عليهم سارحتُهم أطوَلَ ما كانت درًّا، وأسْبَغَه ضُروعًا، وأمَدَّه خَواصِرَ، ثمَّ يَأْتي القومَ فيَدْعوهم، فيَرُدُّون عليه قوْلَه، فيَنصرِفُ عنهم، فتَتْبَعُه أموالُهم، ويُصبِحون مُمْحِلينَ، ما بأيْديهم شَيءٌ، ثمَّ يَمُرُّ بالخَرِبةِ فيَقولُ لها: أخْرِجي كُنوزَكِ، فيَنطلِقُ وتَتْبَعُه كُنوزُها كيَعاسيبِ النَّحلِ، ثمَّ يَدْعو رجُلًا مُسلِمًا شابًّا، فيَضرِبُه بالسَّيفِ فيَقطَعُه جِزْلتَينِ قَطْعَ رَمْيةِ الغرَضِ، ثمَّ يَدْعوه فيُقبِلُ يَتهلَّلُ وجْهُه ويَضحَكُ. قال: فبيْنا هو كذلكَ، إذ بعَثَ اللهُ تعالَى عِيسى ابنَ مَريمَ، فيَنزِلُ عِندَ المنارةِ البيضاءِ شَرقِيَّ دِمَشقَ في مَهْرُودتينِ، واضعًا كفَّيه على أجنحةِ مَلَكينِ، إذا طأْطأَ رأْسَه قَطَرَ، وإذا رفَعَه تَحدَّرَ منه جُمانٌ كاللُّؤلؤِ، ولا يَحِلُّ لكافرٍ يَجِدُ رِيحَ نفْسِه إلَّا مات، يَنْتهي حيث يَنْتهي طَرْفُه، فيَطلُبُه حتَّى يُدرِكَه عِندَ بابِ لُدٍّ، فيَقتُلُه اللهُ، ثمَّ يَأْتي عِيسى ابنُ مَريمَ عليه السَّلامُ نَبيُّ اللهِ قومًا قدْ عصَمَهم اللهُ منه، فيَمسَحُ عن وَجهِه ويُحَدِّثُهم عن درَجاتِهم في الجنَّةِ. فبيْنما هُم كذلكَ إذ أوْحى اللهُ إليه: يا عِيسى، إنِّي قدْ أخرَجْتُ عِبادًا لي لا يَدانِ لأحدٍ بقِتالِهم، حَرِّزْ عِبادي إلى الطُّورِ، ويَبعَثُ اللهُ يَأْجوجَ ومَأْجوجَ وهُم مِن كلِّ حدَبٍ يَنسِلون، ويَمُرُّ أوَّلُهم على بُحَيرةِ الطَّبَريَّةِ، فيَشْرَبون ما فيها، ثمَّ يَمُرُّ آخِرُهم، فيَقولُون: لَقدْ كان في هذا ماءٌ مرَّةً، فيُحصَرُ نَبيُّ اللهِ عِيسى وأصحابُه، حتَّى يكونَ رأْسُ الثَّورِ لأحدِهم يومئذٍ خيْرٌ مِن مائةِ دِينارٍ لأحدِكم اليومَ، فيَرغَبُ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، فيُرسِلُ اللهُ عليهم النَّغَفَ في رِقابِهم، فيُصبِحون فَرْسى كمَوتِ نفْسٍ واحدةٍ، فيَهبِطُ نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه لا يَجِدون مَوضِعَ شِبرٍ إلَّا وقدْ مَلَأه اللهُ بِزَهَمِهم ونَتْنِهم ودَمائِهم، ويَرغَبُ نَبيُّ اللهِ وأصحابُه إلى اللهِ، فيُرسِلُ اللهُ طَيرًا كأعْناقِ البُختِ فتَحمِلُهم، وتَطْرَحُهم حيثُ شاء، ثمَّ يُرسِلُ اللهُ مَطرًا لا يكُنْ منه بَيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ، فيَغسِلُ الأرضَ حتَّى يَترُكَها كالزَّلَقةِ، ثمَّ قال للأرضِ: أنْبِتي ثَمَرَكِ ورُدِّي برَكَتَكِ، فيومئذٍ تَأكُلُ العِصابةُ مِنَ الرُّمَّانةِ، ويَسْتظِلُّون بقَحْفِها، ويُبارَكُ في الرِّسْلِ، حتَّى إنَّ اللِّقْحةَ مِنَ الإبلِ لَتَكْفي الفئامَ مِنَ النَّاسِ، واللِّقْحةَ مِنَ البقَرِ تَكْفي القَبيلةَ، واللِّقْحةَ مِنَ الغنَمِ تَكْفي الفَخِذَ، فبيْنما هُم كذلكَ إذ بَعَث اللهُ رِيحًا طيِّبةً تَأخُذُ تحْتَ آباطِهم، وتَقبِضُ رُوحَ كلِّ مُسْلمٍ، ويَبْقى سائرُ النَّاسِ يَتهارَجون كما تَهارَجُ الحُمرُ، فعليهم تَقومُ السَّاعةُ.
الراوي : النواس بن سمعان الكلابي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8732 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه»

30 - طلحةُ بنُ عَمْرٍو، عنْ عطاءِ بنِ أبي رَباحٍ، عنْ أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه تلا قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] فقالَ: إنَّ اللهَ يقولُ يومَ القيامةِ: يا أيُّها النَّاسُ، إنِّي جَعلْتُ نسبًا وجَعلْتُم نسبًا، فجَعلْتُ أكْرَمَكُم أتقاكُم، وأَبَيْتُم إلَّا أنْ تقولوا فلانُ بنُ فلانٍ أكرمُ مِن فلانِ بنِ فلانٍ، وإنِّي اليومَ أرفعُ نَسبي وأَضَعُ أنسابَكُم، أين المُتَّقونَ؟ قالَ طلحةُ: فقالَ لي عطاءٌ: يا طلحةُ، ما أَكثرَ الأسماءَ يومَ القيامةِ على اسمي واسمِكَ، فإذا دُعِيَ فلا يقومُ إلَّا مَنْ عُنِيَ.
الراوي : عطاء بن أبي رباح | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3772 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]