الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
    
5 - يا بُرَيْدةُ ألستُ أولى بالمؤمنينَ من أنفسِهِم قلتُ : بلى يا رسولَ اللَّهِ قالَ : مَن كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ.

6 - من حمل من أمتي دَينًا ثم جَهدَ في قضائِه فمات ولم يقضْهِ فأنا وليُّه

خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : - | المحدث : الوادعي | المصدر : الرسالة الوازعة للمعتدين
الصفحة أو الرقم : 310
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الرياء والسمعة إحسان - الإخلاص إيمان - توحيد الألوهية
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - قالَ عُمَرُ لعَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَوْفٍ: أَلَمْ نَجِدْ فيما أُنزِلَ علينا أن (جاهِدوا كما جاهَدْتُم أوَّلَ مَرَّةً؟)، فإنَّا لا نَجِدُها، قالَ: أُسقِطَتْ فيما أُسقِطَ مِن القُرْآنِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : المسور بن مخرمة | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 897
التصنيف الموضوعي: جهاد - فضل الجهاد قرآن - تأليف القرآن علم - النسخ في القرآن والسنة
| أحاديث مشابهة

9 - افتتحَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ- خَيبرَ واشترطَ أنَّ لَه الأرضَ وكلَّ صفراءَ وبَيضاءَ قالَ أهلُ خَيبرَ فنحنُ أعلمُ بالأرضِ منكُم فأعطِناها علَى أنَّ لكُم نصفَ الثَّمرةِ ولَنا نصفٌ فزعمَ أنَّهُ أعطاهم علَى ذلِكَ فلمَّا كانَ حينَ يُصرَمُ النَّخلُ بعثَ إليهِم عبدَ اللَّهِ بنَ رواحةَ فحَزرَ عليهمُ النَّخلَ وَهوَ الَّذي يسمِّيهِ أهلُ المدينةِ الخَرصَ فقالَ في ذِكرِهِ كذا وكذا قالوا أكثَرتَ علَينا يا ابنَ رواحةَ قالَ فأنا إلى حَزرٍ وأُعطيكُم نصفَ الَّذي قلتُ قالوا هذا الحقُّ وبهِ تقومُ السَّماءُ والأرضُ قد رَضينا أن تأخذَهُ بالَّذي قُلتَ فحَزرَ النَّخل َ وقالَ فأنا إلى جُذاذِ النَّخلِ وأُعطيكُم نصفَ الَّذي قُلتُ

10 - أن جبريل عليه السلام جاء فسلم على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعرف صوته فقال ادخل فقال إن في البيت سترا في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رؤوسها فاجعلوها بساطا أو وسائد فأوطئوه فإنا لا ندخل بيتا فيه تماثيل

11 - أنَّ جبريلَ عليهِ السَّلامُ جاءَ فسلَّمَ على رسولِ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فعرفَ صوتَهُ فقالَ ادخُل فقالَ إنَّ في البيتِ سِترًا في الحائطِ فيهِ تماثيلُ فاقطعوا رؤوسَها فاجعلوها بِساطًا أو وسائدَ فأوطِئوهُا فإنَّا لا ندخُلُ بيتًا فيهِ تماثيلُ

12 - قالَ: عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه لعَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَوْفٍ: ألم نَجِدْ فيما أَنزَلَ الله علينا (جاهِدوا كما جاهَدْتُم أوَّلَ مَرَّةٍ)؟ قالَ: بلى، قالَ: فإنَّا لا نَجِدُها، قالَ: أُسقِطَتْ فيما أُسقِطَ مِن القُرْآنِ، قالَ: أَتَخْشى أن يَرجِعَ النَّاسُ كُفَّارًا؟ قالَ: ما شاءَ اللهُ، قالَ: لئن رَجَعَ النَّاسُ كُفَّارًا لَيَكونَنَّ أُمَراؤُهم بَني فُلانٍ، ووُزَراؤُهم بَني فُلانٍ.

13 - بينَما أَنا عندَ مُعاويةَ إذ جاءَ رجُلانِ يختَصمانِ في رأسِ عَمَّارٍ، يقولُ كلُّ واحدٍ منهما : أَنا قَتلتُهُ. فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عمرٍو : ليَطِب أحدُكُما نَفسًا لصاحبِهِ، فإنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - يقولُ : تَقتلُهُ الفئةُ الباغيَةُ. قالَ معاويةُ : فما بالُكَ معَنا ؟ قالَ : إنَّ أبي شَكاني إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ فقالَ : ( أطِع أباكَ مادام حيًّا ولا تَعصِهِ، فأَنا معَكُم ولَستُ أقاتِلُ ).

14 - حدَّثَني أنَّ محمَّدًا رَسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - لم يَر قريةً يريدُ دخولَها إلَّا قالَ حينَ يراها : اللَّهم ربَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما أظلَلنَ، وربَّ الأرَضينِ السَّبعِ وما أقلَلنَ، وربَّ الشَّياطينِ وما أضلَلنَ، وربَّ الرياحِ وما ذَرينَ، فإنَّا نسألُكَ خَيرَ هذِه القَريَةِ، وخيرَ أهلِها، ونَعوذُ بكَ مِن شرِّها، وشرِّ أَهْلِها وشرِّ ما فيها وحلَف كعبٌ : بالَّذي فلَق البحرَ لموسَى، لأنَّها كانَت دعواتِ داودَ حينَ يرَى العدوَّ.

15 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم في مرَضِه: ودِدْتُ أنَّ عندي بعضَ أصحابي، قُلْنا: يا رسولَ اللهِ، ألَا ندعو لكَ أبا بكرٍ؟ فسكَت، قُلْنا: ألَا ندعو لكَ عُمَرَ؟ فسكَت، قُلْنا: ألَا ندعو لكَ عُثْمانَ؟ قال: نَعَم، فجاء فخَلا به، فجعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يُكلِّمُه، ووجهُ عُثْمانَ يتغيَّرُ، قال قيسٌ: فحدَّثني أبو سَهْلةَ مَوْلى عُثْمانَ: أنَّ عُثْمانَ بنَ عفَّانَ قال يومَ الدَّارِ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم عهِد إليَّ عهدًا، فأنا صائرٌ إليه، وقال علِيٌّ في حديثِه: وأنا صابرٌ عليه.

16 - دَخَلَ علَيَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بأَسيرٍ، فلَهَوْتُ عنه، فذَهَبَ، فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقالَ: «ما فَعَلَ الأَسيرُ؟»، قالَتْ: لَهَوْتُ عنه معَ النِّسْوةِ، فخَرَجَ، فقالَ: «ما لكِ، قَطَعَ اللهُ يَدَكِ -أو يَدَيكِ؟»، فخَرَجَ فآذَنَ به النَّاسَ، فطَلَبوه، فجاؤوا به، فدَخَلَ علَيَّ وأنا أُقَلِّبُ يَدَيَّ، فقالَ: «ما لكِ أَجُنِنْتِ؟»، قُلْتُ: دَعَوْتَ علَيَّ؛ فأنا أُقَلِّبُ يَدَيَّ أَنظُرُ أيُّهما يُقطَعانِ، فحَمِدَ اللهَ وأَثْنى عليه، ورَفَعَ يَدَيه مَدًّا، وقالَ: «اللَّهُمَّ إنِّي بَشَرٌ، أَغضَبُ كما يَغضَبُ البَشَرُ، فأيُّما مُؤمِنٍ أو مُؤمِنةٍ دَعَوْتُ عليه فاجْعَلْه له زَكاةً وطُهورًا».

17 - أصبحَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فدعا بِلالًا فقالَ يا بلالُ بمَ سبقتني إلى الجنَّةِ ما دخلتُ قطُّ إلَّا سمعتُ خَشْخَشتَكَ أمامي إنِّي دخلتُ البارحةَ الجنَّةَ فسمعتُ خَشْخَشتَكَ فأتيتُ على قَصرٍ من ذهَبٍ مرتفِعٍ مشرفٍ فقلتُ لِمَن هذا القصرُ قالوا لرجلٍ منَ العرب قلتُ أنا عربيٌّ لمن هذا القصرُ قالوا لرجلٍ منَ المسلمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ قلتُ فأنا محمَّدٌ لمن هذا القصرُ قالوا لعمرَ بنِ الخطَّابِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لولا غَيرتُكَ يا عمرُ لدخلتُ القصرَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ ما كنتُ لأغارَ عليك قالَ وقالَ لبلالٍ بمَ سبقتني إلى الجنَّةِ قالَ ما أحدثتُ إلَّا توضَّأتُ وصلَّيتُ ركعتين فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ بهذا

18 - جاءَ سَلمانُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ حينَ قدمَ بمائدةٍ عليها رُطَبٌ، فوضعَها بينَ يدَي رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: ما هذا يا سَلمانُ ؟ قالَ: صَدقةٌ عليكَ وعلى أصحابِكَ. قالَ: ارفَعها؛ فإنَّا لا نأكُلُ الصَّدَقةَ. فرفعَها، فجاءَ منَ الغَدِ بمثلِهِ، فوضعَهُ بينَ يديهِ، يحملُهُ فقالَ: ما هذا يا سَلمانُ ؟ فقالَ: هديَّةٌ لَكَ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لأصحابِهِ: ابسُطوا. فنظرَ إلى الخاتمِ الَّذي على ظَهْرِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فآمنَ بِهِ وَكانَ لليَهودِ فاشتراهُ رسولُ اللَّهِ بِكَذا وَكَذا درهمًا، وعلى أن يغرِسَ نخلًا فيعملَ سلمانُ فيها حتَّى يُطْعِمَ. قالَ: فغَرسَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ النَّخلَ إلَّا نخلةً واحدةً غرسَها عُمرُ، فحمَلتِ النَّخلُ من عامِها ولم تحمِلِ النَّخلةُ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: ما شأنُ هذِهِ ؟ قالَ عمرُ: أَنا غرستُها يا رسولَ اللَّهِ. قالَ: فنزعَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ، ثمَّ غرسَها فحمَلَت مِن عامِها
خلاصة حكم المحدث : صحيح وقوله في هذا الحديث أن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لما قال له سلمان أنها صدقة فقال: ارفعها، يخالف المشهور أنه قال لأصحابه: كلوا
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 169
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خاتم النبوة في ظهره مناقب وفضائل - سلمان الفارسي أطعمة - أكل الرطب والتمر صدقة - كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

19 - عن أبي بَكرةَ أنَّهُ كانَ يُنبَذُ لَه في جرٍّ أخضَرَ، قالَ : فقدِمَ أبو برزةَ مِن غَيبةٍ غابَها فبدأ بمنزلِ أبي بَكرةَ فلم يصادِفْهُ في المنزلِ فَوقفَ علَى امرأتِهِ فسألَها عن أبي بَكرةَ فأخبرَتهُ ثمَّ أبصرَ الجَرَّ الَّتي كانَ فيها النَّبيذُ فقالَ ما في هذهِ الجرِّ قالت نبيذٌ لأبي بَكرةَ قالَ ودِدتُ أنَّكِ جعلتيهِ في سِقاءٍ فأمرتُ بذلِكَ النَّبيذِ فجُعِلَ في سِقاءٍ ثمَّ جاءَ أبو بَكرةَ فأخبرتُهُ عن أبي بَرزةَ فقالَ ما في هذا السِّقاءِ قالَت أمرَنا أبو بَرزةَ أن نجعلَ نبيذَكَ فيهِ قالَ ما أنا بشارِبٍ مِمَّا فيهِ لئن جُعِلَت الخمرُ في سقاءٍ ليحِلَّ لي ولئن جَعلتِ العَسلَ في جَرٍّ لِيحرُمَ عليَّ إنا قد عرَفنا الَّذي نُهينا عنهُ نُهينا عنِ الدُّبَّاءِ والحنتَمِ والنَّقيرِ والمُزفَّتِ فأمَّا الدُّبَّاءُ، فإنَّا معشرَ ثقيفٍ، كنَّا نأخذُ الدُّباءَ فنخرُطُ فيها عناقيدَ العِنبِ ثمَّ نَدفنُها حتَّى تُهدَرَ ثمَّ تموتَ وأمَّا النَّقيرُ فإنَّ أهلَ اليمامةِ كانوا ينقرونَ أصلَ النَّخلةِ ثمَّ يَشدَخونَ فيها الرُّطبَ والبُسرَ، ثمَّ يدَعوه حتَّى يُهدَرَ، ثمَّ يموتُ وأمَّا الحنتَمُ فجِرارٌ حمرٌ كانت تُحمَلُ إلينا فيها الخمرُ وأمَّا المُزفَّتُ فَهذهِ الأوعيةُ الَّتي فيها المُزفَّتُ

20 - جاء سلمانُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حين قدِم المدينةَ بمائدةٍ عليها رطبٌ، فوضعها بين يدي رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : ما هذا يا سلمانُ ؟ قال : صدقةٌ عليك، وعلى أصحابِك. قال : ارفَعْها، فإنَّا لا نأكلُ الصَّدقةَ، فجاء من الغدِ بمثلِه، فوضعه بين يدَيْه يحملُه فقال : ما هذا يا سلمانُ ؟ فقال : هديَّةٌ لك. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم لأصحابِه : ابسُطوا فنظر إلى الخاتمِ الَّذي على ظهرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، فآمن به وكان لليهودِ فاشتراه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم بكذا وكذا درهمًا، وعلى أن يغرسَ نخلًا فيعملَ سلمانُ فيها حتَّى يطعَمَ. قال فغرس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم النَّخلَ إلَّا نخلةً واحدةً غرسها عمرُ، فحملت النَّخلُ من عامِها ولم تحملِ النَّخلةُ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : ما شأنُ هذه ؟ قال عمرُ : أنا غرستُها يا رسولَ اللهِ. قال : فنزَعها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، ثمَّ غرسها فحملت من عامِها

21 - مَرَرْتُ بعُثْمانَ بنِ عفَّانَ في المَسجِدِ، فسلَّمْتُ عليه فمَلَأَ عَيْنَيه مِنِّي، ثُمَّ لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ، فأَتَيْتُ أَميرَ المُؤمِنينَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه، فقُلْتُ: يا أَميرَ المُؤمِنينَ، هل حَدَثَ في الإسْلامِ شيءٌ مَرَّتَينِ، قالَ: لا، وما ذاك؟ قالَ: قُلْتُ: لا، إلَّا أنِّي مَرَرْتُ بعُثْمانَ رَضِيَ اللهُ عنه آنِفًا في المَسجِدِ، فسلَّمْتُ عليه، فمَلَأَ عَيْنَيه مِنِّي ثُمَّ لم يَرُدَّ عليَّ السَّلامَ، قالَ: فأَرسَلَ عُمَرُ إلى عُثْمانَ، فدَعاه، فقالَ: ما مَنَعَك ألَّا تكونَ رَدَدْتَ على أخيك السَّلامَ؟ قالَ عُثْمانُ: ما فَعَلْتُ! قالَ سَعْدٌ: قُلْتُ: بَلى، قالَ: حتَّى حَلَفَ وحَلَفْتُ، قالَ: ثُمَّ إنَّ عُثْمانَ رَضِيَ اللهُ عنه ذَكَرَ، فقالَ: بَلى، وأَسْتغفِرُ اللهَ وأَتوبُ إليه، إنَّك مَرَرْتَ بي آنِفًا وأنا أُحَدِّثُ نَفْسي بكَلِمةٍ سَمِعْتُها مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، لا واللهِ ما ذَكَرْتُها قَطُّ إلَّا تَغَشَّى بَصَري وقَلْبي غِشاوةٌ، قالَ: قالَ سَعْدٌ: فأنا أُنَبِّئُك بِها، إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ ذَكَرَ لنا أوَّلَ دَعْوةٍ، ثُمَّ جاءَ أعْرابيٌّ، فشَغَلَه حتَّى قامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فاتَّبَعْتُه، فلمَّا أَشفَقْتُ أن يَسبِقَني إلى مَنزِلِه ضَرَبْتُ بقَدَمي الأرْضَ، فالْتَفَتَ إليَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقالَ: «مَن هذا؟ أبو إسْحاقَ؟»، قالَ: قُلْتُ: نَعمْ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: «فمَهْ؟»، قالَ: قُلْتُ: لا واللهِ، إلَّا أنَّك ذَكَرْتَ لنا أوَّلَ دَعْوةٍ، ثُمَّ جاءَ هذا الأعْرابيُّ فشَغَلَك، قالَ: «نَعمْ، دَعْوةُ ذي النُّونِ إذ هو في بَطْنِ الحوتِ: {لا إلهَ إلَّا أنت سُبْحانَك إنِّي كُنْتُ مِن الظَّالِمينَ}؛ فإنَّه لم يَدْعُ بِها مُسلِمٌ رَبَّه في شيءٍ قَطُّ إلَّا اسْتَجابَ له».

22 - مَكَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم بمكةَ عشْرَ سِنينَ يَتَّبَّعُ النَّاسَ في مَنازِلِهِم بِعُكَاظَ ومَجَنَّةَ، وفي المواسمِ بمِنًى، يقولُ: مَن يُؤْوِيني ، مَن يَنصُرُني حتَّى أُبَلِّغَ رسالةَ ربِّي ولهُ الجنَّةُ؟ حتَّى إنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ أوْ مِن مُضَرَ- كذا قال- فيأْتِيهِ قومُه فيقولون: احْذَرْ غُلامَ قُرَيشٍ لا يَفْتِنْكَ. ويَمشي بيْن رِجالِهِم وهُم يُشيرون إليه بالأصابِعِ، حتَّى بَعَثَنا اللهُ إليهِ مِن يَثْرِبَ ، فآوَيْناهُ وصَدَّقْناهُ، فيَخرُجُ الرَّجُلُ مِنَّا فيُؤْمِنُ به، ويُقْرِئُهُ القُرآنَ، فيَنقَلِبُ إلى أهْلِهِ فيُسْلِمون بإسلامِه، حتَّى لم يَبْقَ دارٌ مِن دُورِ الأنصارِ إلَّا وفيها رهْطٌ مِنَ المسلمِينَ يُظْهِرون الإسلامَ. ثمَّ ائْتَمَروا جميعًا، فقُلْنا: حتَّى متَى نَتْرُكُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يُطْرَدُ في جبالِ مكَّةَ ويُخافُ؟! فرَحَل إليه مِنَّا سبعون رَجُلًا، حتَّى قَدِموا عليه في المَوْسمِ ، فواعَدْناهُ شِعْبَ العَقَبةِ، فاجتَمَعْنا عليه مِن رَجُلٍ ورَجُلَيْنِ، حتَّى تَوافَيْنا، فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ، عَلامَ نُبايِعُكَ؟ قال: تُبايِعوني على السَّمعِ والطَّاعةِ، في النَّشاطِ والكَسلِ، والنَّفقةِ في العُسْرِ واليُسْرِ، وعلى الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، وأنْ تَقولوا في اللهِ لا تخافوا في اللهِ لَوْمةَ لائِمٍ، وعلى أنْ تَنصُروني فتَمْنَعوني إذا قَدِمْتُ عليكُم ممَّا تَمْنَعون منه أَنفُسَكُم وأزواجَكُم وأبناءَكُم؛ ولكُمُ الجَنَّةَ. قال: فقُمْنا إليه فبايَعْناهُ، وأَخَذ بيدِهِ أسعدُ بنُ زُرارةَ، وهو مِن أَصغَرِهِم، فقال: رُوَيْدًا يا أهلَ يَثْرِبَ ، فإنَّا لم نَضرِبْ أعناقَ الإبلِ إلَّا ونحن نَعْلَمُ أنَّه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، وإنَّ إخراجَهُ اليومَ مُفارَقةُ العربِ كافَّةً، وقَتْلُ خِيارِكُم، وأنْ تَعَضَّكُمُ السُّيوفُ ، فإمَّا أنتم قومٌ تَصبِرونَ على ذلكَ وأَجْرُكُم على اللهِ، وإمَّا أنتم قومٌ تخافون مِن أَنفُسِكُم جُبَيْنَةً فبَيِّنوا ذلك؛ فهو أَعْذَرُ لكُم عندَ اللهِ. قالوا: أَمِطْ عنَّا يا أَسْعَدُ، فواللهِ لا نَدَعُ هذه البيعةَ أبدًا ولا نَسْلِبها أبدًا. قال: فقُمْنا إليه فبايَعْناهُ، فأَخَذ علينا وشَرَطَ، ويُعْطِينا على ذلكَ الجَنَّةَ).

23 - أمرَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ أن ننطلقَ معَ جعفرَ بنَ أبي طالبٍ إلى أرضِ النَّجاشيِّ، قالَ فبلغَ ذلِكَ قومَنا فبعثوا عَمرو بنَ العاصِ وعمارةَ بنَ الوليدِ وجمَعوا للنَّجاشيِّ هديةً، فقَدِمنا وقَدِما علَى النَّجاشيِّ، فأتَوهُ بِهَديَّتِهِ فقبِلَها وسجدوا ثمَّ قالَ لَهُ عَمرو بنُ العاصِ : إنَّ قومًا منَّا رغِبوا عن دينِنا وَهُم في أرضِكَ. فقالَ لَهُمُ النَّجاشيُّ : في أرضي ؟ قالوا : نعم. فبعثَ إلينا فقالَ لَنا جعفرٌ : لا يتَكَلَّمُ منكُم أحدٌ أَنا خطيبُكُمُ اليومَ. قال فانتَهَينا إلى النَّجاشيِّ وَهوَ جالسٌ في مَجلسِهِ وعَمرو بنُ العاصِ عن يمينِهِ وعمارةُ عن يسارِه، والقسِّيسونَ والرُّهبانُ جلوسٌ سماطينِ، وقد قال لهُ عمرو بنُ العاصِ وعمارةُ : إنَّهم لا يسجدونَ لَكَ. قال فلمَّا انتَهَينا زَبَرَنا قالَ مَن عندَهُ منَ القسِّيسينَ والرُّهبانُ : اسجدوا للملِكِ. فقالَ جعفرٌ : لا نسجدُ إلَّا للَّهِ فلمَّا انتَهَينا إلى النَّجاشيِّ قالَ : ما يمنعُكَ أن تسجُدَ ؟ قالَ : لا نسجُدَ إلَّا للَّهِ قالَ لَهُ النَّجاشيُّ : وما ذاكَ ؟ قالَ : إنَّ اللَّهَ بعثَ فينا رسولَهُ، وَهوَ الرسولُ الَّذي بشرَ بهِ عيسَى ابنُ مريمَ برسولٍ يأتي من بعدي اسمُهُ أحمدُ فأمرَنا أن نعبدَ اللَّهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شيئًا، ونقيمَ الصَّلاةَ، ونُؤْتيَ الزَّكاةَ، وأمرَنا بالمعروفِ، ونَهانا عنِ المنكرِ. قالَ : فأعجبَ النَّجاشيَّ قولُهُ، فلمَّا رأى ذلِكَ عَمرو بنُ العاصِ قال : أصلحَ اللَّهُ الملِكَ، إنَّهم يخالفونَ في ابنِ مريمَ. فقالَ النَّجاشيُّ لجعفرٍ : ما يقولُ صاحبُكَ في ابنِ مريمَ ؟ قالَ : يقولُ فيهِ قَولَ اللَّهِ هوَ روحُ اللَّهِ وَكَلمتُهُ أخرجَهُ منَ البتولِ العذراءِ الَّتي لم يَقربَها بشرٌ قالَ : فتَناولَ النَّجاشيُّ عودًا منَ الأرضِ، فقالَ : يا معشرَ القسِّيسينَ والرُّهبانَ، ما يزيدُ ما يقولُ هؤلاءُ علَى ما تقولونَ في ابنِ مريمَ ما يزنُ هذِهِ، مرحبًا بِكُم وبمَن جئتُمْ من عندِهِ، فأَنا أشهدُ أنَّهُ رسولُ اللَّهِ والَّذي بشرَ بهِ عيسَى ابنُ مريمَ، لَولا ما أَنا فيهِ منَ المُلكِ لأتَيتُهُ حتَّى أحملَ نعلَيهِ، امكثوا في أرضي ما شئتُمْ وأمرَ لَنا بطعامٍ وَكِسوةٍ، وقالَ : ردُّوا علَى هذَينِ هديَّتَهما. قالَ : وَكانَ عَمرو بنُ العاصِ، رجلًا قصيرًا، وَكانَ عمارةُ بنُ الوليدِ رجلًا جميلًا، قالَ : فأقبلا في البحرِ إلى النَّجاشيِّ، قال فشرِبوا، قال ومعَ عَمرو بنِ العاصِ امرأتُهُ، فلمَّا شرِبوا الخمرَ، قالَ عمارةُ لعمرٍو : مُرْ امرأتَكَ فلتقَبِّلْني. فقال لهُ عَمرو ألا تستحي فأخذَهُ عمارةُ فرمَى بِهِ في البحرِ، فجعلَ عَمرو يُناشدُهُ حتَّى أدخلَهُ السَّفينةَ، فحقدَ عليهِ عمرٌو ذلِكَ، فقالَ عمرٌو للنَّجاشيِّ : إنَّكَ إذا خرجتَ خَلَفَ عمارةُ في أَهْلِكَ. قالَ : فدعا النَّجاشيُّ بعمارةَ فنفخَ في إحليلِهِ فصارَ معَ الوحشِ

24 - لما خرجتِ الحروريةُ اعتزلوا في دارٍ وكانوا ستةَ آلافٍ فقلتُ لعليٍّ : يا أميرَ المؤمنين أبردْ بالصلاةِ لعلي أكلِّمُ هؤلاء القومَ. قال : إني أخافهم عليك، قلتُ : كلا، فلبستُ وترجلتُ ودخلتُ عليهم في دارٍ نصفَ النهارِ وهم يأكلون فقالوا : مرحبًا بك يا ابنَ عبَّاسٍ فما جاء بك ؟ قلتُ لهم : أتيتكم من عند أصحابِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - المهاجرين والأنصارِ ومن عندِ ابنِ عمِّ النبيِّ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - وصهرِه، وعليهم نزل القرآنُ. فهم أعلمُ بتأويلِه منكم وليس فيكم منهم أحدٌ لأبلِّغَكُم ما يقولون وأبلغَهُم ما تقولون. فانتحى لي نفرٌ منهم، قلتُ : هاتوا ما نقمتم على أصحابِ رسولِ اللهِ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - وابنِ عمِّه ؟ قالوا : ثلاثٌ، قلتُ : ما هنَّ ؟ قال : أما إحداهنَّ فإنه حكَّم الرجالَ في أمرِ اللهِ وقال اللهُ : { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ } [ الأنعام : 57، يوسف : 40، 67 ] ما شأنُ الرِّجالِ والحكم ؟ قلتُ : هذه واحدةٌ. قالوا : وأمَّا الثانيةُ فإنه قاتَل ولم يَسبِ ولم يَغنمْ إن كانوا كفَّارًا لقد حل سبيُهم ولئن كانوا مؤمنين ما حلَّ سبيُهُم ولا قتالُهم. قلتُ : هذه ثنتان فما الثالثةُ ؟ وذكر كلمةً معناها. قالوا : محى نفسَه من أميرِ المؤمنين فإن لم يكن أميرَ المؤمنين فهو أميرُ الكافرين. قلتُ : هل عندكم شيءٌ غيرُ هذا ؟ قالوا : حسبُنا هذا، قلتُ لهم : أرأيتُكم إنْ قرأتُ عليكم من كتابِ اللهِ جل ثناؤُه وسنةِ نبيِّه - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - ما يردُّ قولَكم أترجعون ؟ قالوا : نعم قلتُ : أما قولُكم : حكَّم الرجالَ في أمرِ اللهِ فإني أقرأ عليكم في كتابِ اللهِ أنْ قد صيَّرَ اللهُ حكمَه إلى الرجالِ في ثمنِ ربعِ درهمٍ فأمر اللهُ تبارك وتعالى أن يحكُمُوا فيه. أرأيتَ قولَ اللهِ تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ } [ المائدة : 95 ] وكان من حُكم اللهِ أنْ صيرَه إلى الرجالِ يحكمون فيه، ولو شاء يحكمُ فيه فجاز من حكمِ الرجالِ، أنشدُكم باللهِ أحكمُ الرجالِ في صلاحِ ذات البينِ وحقنِ دمائِهم أفضلُ أو في أرنبٍ ؟ قالوا : بلى، بل هذا أفضلُ. وفي المرأةِ وزوجِها {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} [ النساء : 35 ] فنشدتُكم اللهَ، حكمُ الرجالِ في صلاحِ ذات بينهم وحقنِ دمائِهم أفضلُ من حكمِهم في بُضعِ امرأةٍ ؟ خرجتُ من هذه ؟ قالوا : نعم. قلتُ : وأما قولُكم : قاتلَ ولم يسبِ ولم يغنمْ أفتسبون أمَّكم عائشةَ، تستحلُّون ما تستحلُّون من غيرها وهي أمُّكم ؟ فإن قلتم : إنا نستحلُّ منها ما نستحلُّ من غيرِها فقد كفرتم، وإن قلتم : ليست بأمِّنا فقدْ كفرتم : { االنَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } [ الأحزاب : 6 ] فأنتم بين ضلالتين فأتوا منها بمخرجٍ أفخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم. وأما محيُ نفسِه من أميرِ المؤمنين، فأنا آتيكم بما ترضون. أنَّ نبيَّ اللهِ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - يومَ الحديبيةِ صالحَ المشركين فقال لعليٍّ : ( اكتبْ يا عليُّ : هذا ما صالح عليه محمدٌ رسولُ اللهِ ) قالوا : لو نعلمُ أنك رسولُ اللهِ ما قاتلناك. فقال رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( امحْ يا عليُّ : اللهمَّ إنك تعلمُ أني رسولُ اللهِ امحْ يا عليُّ واكتبْ : هذا ما صالح عليه محمدُ بنُ عبدِ اللهِ ) واللهِ لَرسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - خيرٌ من عليٍّ، وقد محى نفسَه، ولم يكن محوُهُ نفسَه ذلك محاه مِن النبوةِ أخرجتُ من هذه ؟ قالوا : نعم, فرجع منهم ألفان, وخرج سائرُهم فقُتلوا على ضلالتِهم, قتلهم المهاجرون والأنصارُ.

25 - جاءَ عبدُ اللهِ بنُ شَدَّادٍ فدخَلَ على عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها، ونحنُ عندَها جُلوسٌ مرجِعَه مِن العِراقِ لياليَ قُتِلَ عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه، فقالتْ له: يا عبدَ اللهِ بنَ شدَّادٍ، هل أنتَ صادقي عمَّا أسأَلُكَ عنه، تُحدِّثُني عن هؤلاءِ القَومِ الذينَ قتَلَهم عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه؟ قال: وما لي لا أَصدُقُكِ! قالت: فحدِّثْني عن قِصَّتِهم. قال: فإنَّ عليًّا رضِيَ اللهُ عنه لمَّا كاتَبَ معاويةَ، وحكَمَ الحكَمانِ، خرَجَ عليه ثمانيةُ آلافٍ مِن قُرَّاءِ الناسِ، فنزَلوا بأرضٍ يُقالُ لها حَرُوراءُ، مِن جانبِ الكوفةِ، وإنَّهم عتَبوا عليه، فقالوا: انسلَختَ مِن قَميصٍ ألبسَكَه اللهُ تعالى، واسمٍ سمَّاكَ اللهُ تعالى به، ثمَّ انطَلَقتَ فحكَّمتَ في دِينِ اللهِ، فلا حُكمَ إلَّا للهِ تعالى. فلمَّا أنْ بلَغَ عليًّا رضِيَ اللهُ عنه ما عتَبوا عليه، وفارَقوه عليه، فأمَرَ مؤذِّنًا فأذَّنَ: ألَّا يدخُلَ على أميرِ المؤمنينَ إلَّا رجُلٌ قد حمَلَ القَرآنَ، فلمَّا أنِ امتلأتِ الدارُ مِن قُرَّاءِ الناسِ دعا بمصحَفِ إمامٍ عظيمٍ، فوضَعَه بينَ يدَيْه، فجعَلَ يصُكُّه بيَدِه ويقولُ: أيُّها المصحَفُ حدِّثِ الناسَ. فناداه الناسُ فقالوا: يا أميرَ المؤمنينَ، ما تسأَلُ عنه، إنَّما هو مِدادٌ في ورَقٍ، ونحنُ نتكلَّمُ بما رَوَيْنا منه، فماذا تريدُ؟ قال: أصحابُكم هؤلاءِ الذين خرَجوا، بَيْني وبَينَهم كتابُ اللهِ، يقولُ اللهُ تعالى في كتابِه في امرأةٍ ورجُلٍ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ الله بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]، فأمَّةُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ أعظَمُ دَمًا وحُرمةً مِن امرأةٍ ورجُلٍ، ونقَموا عليَّ أنْ كاتَبتُ معاويةَ. كتَبَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وقد جاءَنا سُهَيلُ بنُ عَمرٍو، ونحنُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بالحُدَيْبِيةِ حينَ صالَحَ قَومُه قُرَيشًا، فكتَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ. فقال سُهَيلٌ: لا تَكتُبْ بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ. فقال: كيفَ نَكتُبُ؟ فقال: اكتُبْ باسمِكَ اللهم. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: فاكتُبْ: محمَّدٌ رسولُ اللهِ. فقال: لو أعلَمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ لم أُخالِفْكَ. فكتَبَ: هذا ما صالَحَ محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ قُرَيشًا. يقولُ اللهُ تعالى في كتابِه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: 21]، فبعَثَ إليهم عليٌّ عبدَ اللهِ بنَ عباسٍ رضي الله عنه، فخرَجتُ معه، حتى إذا توَسَّطْنا عَسْكرَهم قام ابنُ الكَوَّاءِ يخطُبُ الناسَ فقال: يا حَمَلةَ القرآنِ، إنَّ هذا عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنه، فمَنْ لم يكُنْ يعرِفُه فأنا أُعرِّفُه مِن كتابِ اللهِ ما يعرِفُه به، هذا ممَّن نزَلَ فيه وفي قَومِه: {قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58]، فرُدُّوه إلى صاحبِه، ولا تواضِعوه كتابَ اللهِ. فقامَ خُطَباؤُهم فقالوا: واللهِ لنُواضِعَنَّه كتابَ اللهِ، فإنْ جاءَ بحقٍّ نعرِفُه لنتَّبِعُه، وإن جاءَ بِباطلٍ لنُبكِّتَنَّه بباطِلِه. فواضَعوا عبدَ اللهِ الكتابَ ثلاثَ أيَّامٍ، فرجَعَ منهم أربعةُ آلافٍ، كلُّهم تائبٌ، فيهم ابنُ الكَوَّاءِ، حتى أدخَلَهم على عليٍّ الكوفةَ، فبعَثَ عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه إلى بَقيَّتِهم فقال: قد كانَ مِن أَمْرِنا وأَمْرِ الناسِ ما قد رأَيتُم، فقِفوا حيثُ شِئتُم، حتى تجتمِعَ أُمَّةُ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بينَنا وبينَكم، ألَّا تَسفِكوا دَمًا حَرامًا، أو تَقطَعوا سبيلًا، أو تَظلِموا ذِمَّةً، فإنَّكم إنْ فعَلتُم فقد نبَذْنا إليكم الحربَ على سَواءٍ ، إنَّ اللهَ لا يحِبُّ الخائنينَ. فقالتْ له عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: يا ابنَ شدَّادٍ، فقد قتَلَهم. فقال: واللهِ ما بعَثَ إليهم حتى قطَعوا السبيلَ، وسفَكوا الدَّمَ، واستحَلُّوا أهلَ الذِّمَّةِ. فقالتْ: آللهِ. قال: آللهِ الذي لا إلهَ إلَّا هو، لقد كان. قالتْ: فما شيءٌ بلَغَني عن أَهْلِ الذِّمَّةِ يتحَدَّثونَه: ذو الثُّدَيِّ، وذو الثُّدَيِّة؟ قال: قد رأَيتُه، وقمتُ مع عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه عليه في القَتْلى، فدعا الناسَ فقال: أتعرِفونَ هذا؟ فما أكثَرَ مَن جاءَ يقولُ: قد رأَيتُه في مسجِدِ بني فُلانٍ يصلِّي، ورأَيتُه في مسجِدِ بني فُلانٍ يصلِّي، ولم يأتوا فيه بثَبَتٍ يُعرَفُ إلَّا ذلكَ. قالتْ: فما قولُ عليٍّ رضِيَ اللهُ عنه حينَ قامَ عليه، كما يزعُمُ أهلُ العِراقِ؟ قال: سمعتُه يقولُ: صدَقَ اللهُ ورسولُه. قالتْ: هل سمِعتَ منه أنَّه قال غَيرَ ذلكَ؟ قال: اللهم لا. قالتْ: أجَلْ، صدَقَ اللهُ ورسولُه، يرحَمُ اللهُ عليًّا رضِيَ اللهُ عنه؛ إنَّه كانَ مِن كلامِه لا يَرَى شَيئًا يُعجِبُه إلَّا قال: صدَقَ اللهُ ورسولُه، فيذهَبُ أهلُ العِراقِ يكذِبونَ عليه، ويَزيدونَ عليه في الحديثِ.
 
    
5 - يا بُرَيْدةُ ألستُ أولى بالمؤمنينَ من أنفسِهِم قلتُ : بلى يا رسولَ اللَّهِ قالَ : مَن كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ.

6 - «مَن كُنْتُ مَوْلاه فعلِيٌّ مَوْلاه»، فقالَ سَعيدُ بنُ جُبَيْرٍ: وأنا قد سَمِعْتُ مِثلَ هذا عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ مُحمَّدٌ: أَظُنُّه قالَ: فكَتَمَه.

7 - إذا سَمِعْتُمُ الحَديثَ عنِّي تعرِفُهُ قلوبُكُم ، وتَلينُ لَهُ أشعارُكُم وأَبشارُكُم، وترَونَ أنَّهُ منكُم قريبٌ، فأَنا أَولاكُم بِهِ، وإذا سَمِعْتُمُ الحديثَ عنِّي تنكُرُهُ قلوبُكُم وتنفِرُ أشعارُكُم وأبشارُكُم، وتَرَونَ أنَّهُ منكُم بَعيدٌ، فأَنا أبعدُكُم.

8 - إذا سَمِعْتُمُ الحديثَ عنِّي تعرفُهُ قلوبُكُم ، وتَلينُ لَهُ أشعارُكُم وأبشارُكُم، وتَرونَ أنَّهُ منكم قريبٌ، فأَنا أَولاكم بِهِ، وإذا سَمِعْتُمُ الحديثَ عنِّي تُنكرُهُ قلوبُكُم وتَنفرُ منه أشعارُكُم وأبشارُكُم، وترَونَ أنَّهُ منكُم بعيدٌ، فأَنا أبعدُكُم عنهُ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو حميد أو أبو أسيد الساعدي | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1219 التخريج : أخرجه أحمد (16102)، وابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (1/387)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (6067) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - لزوم السنة اعتصام بالسنة - الأمر بالتمسك بها اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها علم - التثبت في الحديث علم - الحث على الأخذ بالسنة
|أصول الحديث

9 - من حمل من أمتي دَينًا ثم جَهدَ في قضائِه فمات ولم يقضْهِ فأنا وليُّه
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1541 التخريج : أخرجه أحمد (24455) واللفظ له، وعبد بن حميد في ((المسند)) (1520)، وأبو يعلى (4838)
التصنيف الموضوعي: الولاء والبراء - موالاة المسلمين جنائز وموت - قضاء دين الميت فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم قرض - أداء الديون قرض - فضل القرض وحسن النية في القضاء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : - | المحدث : الوادعي | المصدر : الرسالة الوازعة للمعتدين
الصفحة أو الرقم : 310
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الرياء والسمعة إحسان - الإخلاص إيمان - توحيد الألوهية
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

11 - قالَ عُمَرُ لعَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَوْفٍ: أَلَمْ نَجِدْ فيما أُنزِلَ علينا أن (جاهِدوا كما جاهَدْتُم أوَّلَ مَرَّةً؟)، فإنَّا لا نَجِدُها، قالَ: أُسقِطَتْ فيما أُسقِطَ مِن القُرْآنِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : المسور بن مخرمة | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 897
التصنيف الموضوعي: جهاد - فضل الجهاد قرآن - تأليف القرآن علم - النسخ في القرآن والسنة
| أحاديث مشابهة

12 - افتتحَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ- خَيبرَ واشترطَ أنَّ لَه الأرضَ وكلَّ صفراءَ وبَيضاءَ قالَ أهلُ خَيبرَ فنحنُ أعلمُ بالأرضِ منكُم فأعطِناها علَى أنَّ لكُم نصفَ الثَّمرةِ ولَنا نصفٌ فزعمَ أنَّهُ أعطاهم علَى ذلِكَ فلمَّا كانَ حينَ يُصرَمُ النَّخلُ بعثَ إليهِم عبدَ اللَّهِ بنَ رواحةَ فحَزرَ عليهمُ النَّخلَ وَهوَ الَّذي يسمِّيهِ أهلُ المدينةِ الخَرصَ فقالَ في ذِكرِهِ كذا وكذا قالوا أكثَرتَ علَينا يا ابنَ رواحةَ قالَ فأنا إلى حَزرٍ وأُعطيكُم نصفَ الَّذي قلتُ قالوا هذا الحقُّ وبهِ تقومُ السَّماءُ والأرضُ قد رَضينا أن تأخذَهُ بالَّذي قُلتَ فحَزرَ النَّخل َ وقالَ فأنا إلى جُذاذِ النَّخلِ وأُعطيكُم نصفَ الَّذي قُلتُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 654 التخريج : أخرجه أبو داود (3410)، وابن ماجه (1820) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: زكاة - الخرص مزارعة - المزارعة بالشطر مزارعة - المزارعة مع اليهود مغازي - غزوة خيبر زكاة - ما نهي عن أخذه وما لا يجوز للمصدق أخذه وما يأخذه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - أن جبريل عليه السلام جاء فسلم على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعرف صوته فقال ادخل فقال إن في البيت سترا في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رؤوسها فاجعلوها بساطا أو وسائد فأوطئوه فإنا لا ندخل بيتا فيه تماثيل

14 - أنَّ جبريلَ عليهِ السَّلامُ جاءَ فسلَّمَ على رسولِ اللَّه صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فعرفَ صوتَهُ فقالَ ادخُل فقالَ إنَّ في البيتِ سِترًا في الحائطِ فيهِ تماثيلُ فاقطعوا رؤوسَها فاجعلوها بِساطًا أو وسائدَ فأوطِئوهُا فإنَّا لا ندخُلُ بيتًا فيهِ تماثيلُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح ، رجاله رجال الصحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 2/359 التخريج : أخرجه أحمد (8079)، والبيهقي (14971) باختلاف يسير. وأصله في صحيح مسلم (2112) مختصراً بلفظ: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه تماثيل أو تصاوير"
التصنيف الموضوعي: آداب السلام - البدء في السلام لمن يكون آداب عامة - دخول الملائكة البيوت إيمان - الملائكة إيمان - نقض التصاليب والصور فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

15 - قالَ: عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه لعَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَوْفٍ: ألم نَجِدْ فيما أَنزَلَ الله علينا (جاهِدوا كما جاهَدْتُم أوَّلَ مَرَّةٍ)؟ قالَ: بلى، قالَ: فإنَّا لا نَجِدُها، قالَ: أُسقِطَتْ فيما أُسقِطَ مِن القُرْآنِ، قالَ: أَتَخْشى أن يَرجِعَ النَّاسُ كُفَّارًا؟ قالَ: ما شاءَ اللهُ، قالَ: لئن رَجَعَ النَّاسُ كُفَّارًا لَيَكونَنَّ أُمَراؤُهم بَني فُلانٍ، ووُزَراؤُهم بَني فُلانٍ.

16 - بينَما أَنا عندَ مُعاويةَ إذ جاءَ رجُلانِ يختَصمانِ في رأسِ عَمَّارٍ، يقولُ كلُّ واحدٍ منهما : أَنا قَتلتُهُ. فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عمرٍو : ليَطِب أحدُكُما نَفسًا لصاحبِهِ، فإنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - يقولُ : تَقتلُهُ الفئةُ الباغيَةُ. قالَ معاويةُ : فما بالُكَ معَنا ؟ قالَ : إنَّ أبي شَكاني إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ فقالَ : ( أطِع أباكَ مادام حيًّا ولا تَعصِهِ، فأَنا معَكُم ولَستُ أقاتِلُ ).

17 - حدَّثَني أنَّ محمَّدًا رَسولَ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ - لم يَر قريةً يريدُ دخولَها إلَّا قالَ حينَ يراها : اللَّهم ربَّ السَّماواتِ السَّبعِ وما أظلَلنَ، وربَّ الأرَضينِ السَّبعِ وما أقلَلنَ، وربَّ الشَّياطينِ وما أضلَلنَ، وربَّ الرياحِ وما ذَرينَ، فإنَّا نسألُكَ خَيرَ هذِه القَريَةِ، وخيرَ أهلِها، ونَعوذُ بكَ مِن شرِّها، وشرِّ أَهْلِها وشرِّ ما فيها وحلَف كعبٌ : بالَّذي فلَق البحرَ لموسَى، لأنَّها كانَت دعواتِ داودَ حينَ يرَى العدوَّ.

18 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم في مرَضِه: ودِدْتُ أنَّ عندي بعضَ أصحابي، قُلْنا: يا رسولَ اللهِ، ألَا ندعو لكَ أبا بكرٍ؟ فسكَت، قُلْنا: ألَا ندعو لكَ عُمَرَ؟ فسكَت، قُلْنا: ألَا ندعو لكَ عُثْمانَ؟ قال: نَعَم، فجاء فخَلا به، فجعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يُكلِّمُه، ووجهُ عُثْمانَ يتغيَّرُ، قال قيسٌ: فحدَّثني أبو سَهْلةَ مَوْلى عُثْمانَ: أنَّ عُثْمانَ بنَ عفَّانَ قال يومَ الدَّارِ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم عهِد إليَّ عهدًا، فأنا صائرٌ إليه، وقال علِيٌّ في حديثِه: وأنا صابرٌ عليه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1588 التخريج : أخرجه ابن ماجه (113) واللفظ له، وأحمد (25797)
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - عثمان بن عفان مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل المهاجرين ومناقبهم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

19 - دَخَلَ علَيَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بأَسيرٍ، فلَهَوْتُ عنه، فذَهَبَ، فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقالَ: «ما فَعَلَ الأَسيرُ؟»، قالَتْ: لَهَوْتُ عنه معَ النِّسْوةِ، فخَرَجَ، فقالَ: «ما لكِ، قَطَعَ اللهُ يَدَكِ -أو يَدَيكِ؟»، فخَرَجَ فآذَنَ به النَّاسَ، فطَلَبوه، فجاؤوا به، فدَخَلَ علَيَّ وأنا أُقَلِّبُ يَدَيَّ، فقالَ: «ما لكِ أَجُنِنْتِ؟»، قُلْتُ: دَعَوْتَ علَيَّ؛ فأنا أُقَلِّبُ يَدَيَّ أَنظُرُ أيُّهما يُقطَعانِ، فحَمِدَ اللهَ وأَثْنى عليه، ورَفَعَ يَدَيه مَدًّا، وقالَ: «اللَّهُمَّ إنِّي بَشَرٌ، أَغضَبُ كما يَغضَبُ البَشَرُ، فأيُّما مُؤمِنٍ أو مُؤمِنةٍ دَعَوْتُ عليه فاجْعَلْه له زَكاةً وطُهورًا».

20 - جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم فقال يا رسولَ اللهِ إني عالَجتُ امرأةً في أقصى المدينةِ وإني أصَبتُ منها ما دونَ أن أمَسَّها فأنا هذا فاقْضِ فيما شئتَ فقال له عُمَرُ لقد ستَرَك اللهُ لو ستَرتَ نفسَك قال فلم يَرُدَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم شيئًا فقام الرجلُ فانطَلَق فأتبَعَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم رجلًا فدَعاه وتَلا عليه هذه الآيةَ { أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } فقال رجلٌ منَ القومَ يا نبيَّ اللهِ هذا له خاصةً قال بل للناسِ كافةً
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الوادعي | المصدر : الإلزامات والتتبع
الصفحة أو الرقم : 230 التخريج : أخرجه البخاري (526)، ومسلم (2763) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: توبة - قوله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات تفسير آيات - سورة هود استغفار - أسباب المغفرة رقائق وزهد - ستر المسلم على نفسه صلاة - فضل الصلوات والمحافظة عليها
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ يُحَرِّكُ شَفَتَيه أيَّامَ حُنَيْنٍ بشيءٍ لم يكنْ يَفعَلُه قَبْلَ ذلك، قالَ: فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: «إنَّ نَبيًّا كانَ فيمَن كانَ قَبْلَكم أَعجَبَتْه أُمَّتُه، فقالَ: لن يَرومَ هؤلاء شيءٌ! فأَوْحى اللهُ إليه أنْ خَيِّرْهم بَيْنَ إحْدى ثَلاثٍ؛ إمَّا أن أُسَلِّطَ عليهم عَدُوًّا مِن غَيْرِهم فيَسْتَبيحَهم، أو الجوعُ، أو المَوْتُ، قالَ: فقالوا: أمَّا القَتْلُ أو الجوعُ فلا طاقةَ لنا به، ولكنِ المَوْتُ»، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: «فمات في ثَلاثٍ سَبْعونَ ألْفًا» قالَ: فقالَ: «فأنا أَقولُ الآنَ: اللَّهُمَّ بك أُحاوِلُ، وبك أَصولُ ، وبك أُقاتِلُ».

22 - جاءتِ امرأةٌ إلى النَّبيِّ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - ونحنُ عندَهُ، فقالت: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّ زوجي صفوانَ بنَ المعطَّلِ يضربُني إذا صلَّيتُ، ويفطِّرُني إذا صُمتُ، ولا يصلِّي صلاةَ الفجرِ حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ، قالَ وصفوانُ عندَهُ، قالَ: فسألَ عمَّا قالَت، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أمَّا قولُها يضربُني إذا صلَّيتُ، فإنَّها تقرأُ بِسورَتينِ وقد نَهَيتُها، قالَ: فقالَ: لَو كانت سورةٌ واحدةٌ لَكَفتِ النَّاسَ، وأمَّا قولُها: يُفطِّرُني، فإنَّها تَنطلِقُ فتصومُ وأَنا رجلٌ شابٌّ فلا أصبرُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ يومئذٍ: لا تَصوم إلَّا بإذنِ زوجِها وأمَّا قولُها: إنِّي لا أصلِّي حتَّى تطلعَ الشَّمسُ، فأنا أَهْلُ بيتٍ قد عُرِفَ لَنا ذاكَ، لا نَكادُ نستيقظُ حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ، قالَ: فإذا استيقَظتَ فصلِّ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 389 التخريج : أخرجه أبو داود (2459)، وأحمد (11776)
التصنيف الموضوعي: صلاة - من نام عن صلاة أو نسيها نكاح - ضرب النساء صلاة - القراءة في السرية والجهرية للإمام والمأموم والمنفرد صلاة - مقدار القراءة في الصلاة صيام - كراهية صوم المرأة تطوعا بغير إذن زوجها
|أصول الحديث

23 - أصبحَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فدعا بِلالًا فقالَ يا بلالُ بمَ سبقتني إلى الجنَّةِ ما دخلتُ قطُّ إلَّا سمعتُ خَشْخَشتَكَ أمامي إنِّي دخلتُ البارحةَ الجنَّةَ فسمعتُ خَشْخَشتَكَ فأتيتُ على قَصرٍ من ذهَبٍ مرتفِعٍ مشرفٍ فقلتُ لِمَن هذا القصرُ قالوا لرجلٍ منَ العرب قلتُ أنا عربيٌّ لمن هذا القصرُ قالوا لرجلٍ منَ المسلمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ قلتُ فأنا محمَّدٌ لمن هذا القصرُ قالوا لعمرَ بنِ الخطَّابِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لولا غَيرتُكَ يا عمرُ لدخلتُ القصرَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ ما كنتُ لأغارَ عليك قالَ وقالَ لبلالٍ بمَ سبقتني إلى الجنَّةِ قالَ ما أحدثتُ إلَّا توضَّأتُ وصلَّيتُ ركعتين فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ بهذا
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 159 التخريج : أخرجه الترمذي (3689)، وأحمد (23046) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: صلاة - فضل صلاة السنن مناقب وفضائل - بلال بن رباح مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب مناقب وفضائل - بعض من شهد النبي بأنهم من أهل الجنة وضوء - الوضوء من الحدث
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

24 - جاءَ سَلمانُ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ حينَ قدمَ بمائدةٍ عليها رُطَبٌ، فوضعَها بينَ يدَي رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: ما هذا يا سَلمانُ ؟ قالَ: صَدقةٌ عليكَ وعلى أصحابِكَ. قالَ: ارفَعها؛ فإنَّا لا نأكُلُ الصَّدَقةَ. فرفعَها، فجاءَ منَ الغَدِ بمثلِهِ، فوضعَهُ بينَ يديهِ، يحملُهُ فقالَ: ما هذا يا سَلمانُ ؟ فقالَ: هديَّةٌ لَكَ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لأصحابِهِ: ابسُطوا. فنظرَ إلى الخاتمِ الَّذي على ظَهْرِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فآمنَ بِهِ وَكانَ لليَهودِ فاشتراهُ رسولُ اللَّهِ بِكَذا وَكَذا درهمًا، وعلى أن يغرِسَ نخلًا فيعملَ سلمانُ فيها حتَّى يُطْعِمَ. قالَ: فغَرسَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ النَّخلَ إلَّا نخلةً واحدةً غرسَها عُمرُ، فحمَلتِ النَّخلُ من عامِها ولم تحمِلِ النَّخلةُ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: ما شأنُ هذِهِ ؟ قالَ عمرُ: أَنا غرستُها يا رسولَ اللَّهِ. قالَ: فنزعَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ، ثمَّ غرسَها فحمَلَت مِن عامِها
خلاصة حكم المحدث : صحيح وقوله في هذا الحديث أن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لما قال له سلمان أنها صدقة فقال: ارفعها، يخالف المشهور أنه قال لأصحابه: كلوا
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 169
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خاتم النبوة في ظهره مناقب وفضائل - سلمان الفارسي أطعمة - أكل الرطب والتمر صدقة - كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

25 - عن أبي بَكرةَ أنَّهُ كانَ يُنبَذُ لَه في جرٍّ أخضَرَ، قالَ : فقدِمَ أبو برزةَ مِن غَيبةٍ غابَها فبدأ بمنزلِ أبي بَكرةَ فلم يصادِفْهُ في المنزلِ فَوقفَ علَى امرأتِهِ فسألَها عن أبي بَكرةَ فأخبرَتهُ ثمَّ أبصرَ الجَرَّ الَّتي كانَ فيها النَّبيذُ فقالَ ما في هذهِ الجرِّ قالت نبيذٌ لأبي بَكرةَ قالَ ودِدتُ أنَّكِ جعلتيهِ في سِقاءٍ فأمرتُ بذلِكَ النَّبيذِ فجُعِلَ في سِقاءٍ ثمَّ جاءَ أبو بَكرةَ فأخبرتُهُ عن أبي بَرزةَ فقالَ ما في هذا السِّقاءِ قالَت أمرَنا أبو بَرزةَ أن نجعلَ نبيذَكَ فيهِ قالَ ما أنا بشارِبٍ مِمَّا فيهِ لئن جُعِلَت الخمرُ في سقاءٍ ليحِلَّ لي ولئن جَعلتِ العَسلَ في جَرٍّ لِيحرُمَ عليَّ إنا قد عرَفنا الَّذي نُهينا عنهُ نُهينا عنِ الدُّبَّاءِ والحنتَمِ والنَّقيرِ والمُزفَّتِ فأمَّا الدُّبَّاءُ، فإنَّا معشرَ ثقيفٍ، كنَّا نأخذُ الدُّباءَ فنخرُطُ فيها عناقيدَ العِنبِ ثمَّ نَدفنُها حتَّى تُهدَرَ ثمَّ تموتَ وأمَّا النَّقيرُ فإنَّ أهلَ اليمامةِ كانوا ينقرونَ أصلَ النَّخلةِ ثمَّ يَشدَخونَ فيها الرُّطبَ والبُسرَ، ثمَّ يدَعوه حتَّى يُهدَرَ، ثمَّ يموتُ وأمَّا الحنتَمُ فجِرارٌ حمرٌ كانت تُحمَلُ إلينا فيها الخمرُ وأمَّا المُزفَّتُ فَهذهِ الأوعيةُ الَّتي فيها المُزفَّتُ

26 - جاء سلمانُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم حين قدِم المدينةَ بمائدةٍ عليها رطبٌ، فوضعها بين يدي رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : ما هذا يا سلمانُ ؟ قال : صدقةٌ عليك، وعلى أصحابِك. قال : ارفَعْها، فإنَّا لا نأكلُ الصَّدقةَ، فجاء من الغدِ بمثلِه، فوضعه بين يدَيْه يحملُه فقال : ما هذا يا سلمانُ ؟ فقال : هديَّةٌ لك. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم لأصحابِه : ابسُطوا فنظر إلى الخاتمِ الَّذي على ظهرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، فآمن به وكان لليهودِ فاشتراه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم بكذا وكذا درهمًا، وعلى أن يغرسَ نخلًا فيعملَ سلمانُ فيها حتَّى يطعَمَ. قال فغرس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم النَّخلَ إلَّا نخلةً واحدةً غرسها عمرُ، فحملت النَّخلُ من عامِها ولم تحملِ النَّخلةُ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : ما شأنُ هذه ؟ قال عمرُ : أنا غرستُها يا رسولَ اللهِ. قال : فنزَعها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، ثمَّ غرسها فحملت من عامِها
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 214 التخريج : أخرجه أحمد (22997)، والترمذي في ((الشمائل)) (21)، والبزار (4407)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (6/ 97) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: صدقة - لا تحل الصدقة على آل النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خاتم النبوة في ظهره مناقب وفضائل - سلمان الفارسي هبة وهدية - قبول الهدية صدقة - كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

27 - مَرَرْتُ بعُثْمانَ بنِ عفَّانَ في المَسجِدِ، فسلَّمْتُ عليه فمَلَأَ عَيْنَيه مِنِّي، ثُمَّ لم يَرُدَّ علَيَّ السَّلامَ، فأَتَيْتُ أَميرَ المُؤمِنينَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه، فقُلْتُ: يا أَميرَ المُؤمِنينَ، هل حَدَثَ في الإسْلامِ شيءٌ مَرَّتَينِ، قالَ: لا، وما ذاك؟ قالَ: قُلْتُ: لا، إلَّا أنِّي مَرَرْتُ بعُثْمانَ رَضِيَ اللهُ عنه آنِفًا في المَسجِدِ، فسلَّمْتُ عليه، فمَلَأَ عَيْنَيه مِنِّي ثُمَّ لم يَرُدَّ عليَّ السَّلامَ، قالَ: فأَرسَلَ عُمَرُ إلى عُثْمانَ، فدَعاه، فقالَ: ما مَنَعَك ألَّا تكونَ رَدَدْتَ على أخيك السَّلامَ؟ قالَ عُثْمانُ: ما فَعَلْتُ! قالَ سَعْدٌ: قُلْتُ: بَلى، قالَ: حتَّى حَلَفَ وحَلَفْتُ، قالَ: ثُمَّ إنَّ عُثْمانَ رَضِيَ اللهُ عنه ذَكَرَ، فقالَ: بَلى، وأَسْتغفِرُ اللهَ وأَتوبُ إليه، إنَّك مَرَرْتَ بي آنِفًا وأنا أُحَدِّثُ نَفْسي بكَلِمةٍ سَمِعْتُها مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، لا واللهِ ما ذَكَرْتُها قَطُّ إلَّا تَغَشَّى بَصَري وقَلْبي غِشاوةٌ، قالَ: قالَ سَعْدٌ: فأنا أُنَبِّئُك بِها، إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ ذَكَرَ لنا أوَّلَ دَعْوةٍ، ثُمَّ جاءَ أعْرابيٌّ، فشَغَلَه حتَّى قامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فاتَّبَعْتُه، فلمَّا أَشفَقْتُ أن يَسبِقَني إلى مَنزِلِه ضَرَبْتُ بقَدَمي الأرْضَ، فالْتَفَتَ إليَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقالَ: «مَن هذا؟ أبو إسْحاقَ؟»، قالَ: قُلْتُ: نَعمْ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: «فمَهْ؟»، قالَ: قُلْتُ: لا واللهِ، إلَّا أنَّك ذَكَرْتَ لنا أوَّلَ دَعْوةٍ، ثُمَّ جاءَ هذا الأعْرابيُّ فشَغَلَك، قالَ: «نَعمْ، دَعْوةُ ذي النُّونِ إذ هو في بَطْنِ الحوتِ: {لا إلهَ إلَّا أنت سُبْحانَك إنِّي كُنْتُ مِن الظَّالِمينَ}؛ فإنَّه لم يَدْعُ بِها مُسلِمٌ رَبَّه في شيءٍ قَطُّ إلَّا اسْتَجابَ له».

28 - مَكَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم بمكةَ عشْرَ سِنينَ يَتَّبَّعُ النَّاسَ في مَنازِلِهِم بِعُكَاظَ ومَجَنَّةَ، وفي المواسمِ بمِنًى، يقولُ: مَن يُؤْوِيني ، مَن يَنصُرُني حتَّى أُبَلِّغَ رسالةَ ربِّي ولهُ الجنَّةُ؟ حتَّى إنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ أوْ مِن مُضَرَ- كذا قال- فيأْتِيهِ قومُه فيقولون: احْذَرْ غُلامَ قُرَيشٍ لا يَفْتِنْكَ. ويَمشي بيْن رِجالِهِم وهُم يُشيرون إليه بالأصابِعِ، حتَّى بَعَثَنا اللهُ إليهِ مِن يَثْرِبَ ، فآوَيْناهُ وصَدَّقْناهُ، فيَخرُجُ الرَّجُلُ مِنَّا فيُؤْمِنُ به، ويُقْرِئُهُ القُرآنَ، فيَنقَلِبُ إلى أهْلِهِ فيُسْلِمون بإسلامِه، حتَّى لم يَبْقَ دارٌ مِن دُورِ الأنصارِ إلَّا وفيها رهْطٌ مِنَ المسلمِينَ يُظْهِرون الإسلامَ. ثمَّ ائْتَمَروا جميعًا، فقُلْنا: حتَّى متَى نَتْرُكُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم يُطْرَدُ في جبالِ مكَّةَ ويُخافُ؟! فرَحَل إليه مِنَّا سبعون رَجُلًا، حتَّى قَدِموا عليه في المَوْسمِ ، فواعَدْناهُ شِعْبَ العَقَبةِ، فاجتَمَعْنا عليه مِن رَجُلٍ ورَجُلَيْنِ، حتَّى تَوافَيْنا، فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ، عَلامَ نُبايِعُكَ؟ قال: تُبايِعوني على السَّمعِ والطَّاعةِ، في النَّشاطِ والكَسلِ، والنَّفقةِ في العُسْرِ واليُسْرِ، وعلى الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، وأنْ تَقولوا في اللهِ لا تخافوا في اللهِ لَوْمةَ لائِمٍ، وعلى أنْ تَنصُروني فتَمْنَعوني إذا قَدِمْتُ عليكُم ممَّا تَمْنَعون منه أَنفُسَكُم وأزواجَكُم وأبناءَكُم؛ ولكُمُ الجَنَّةَ. قال: فقُمْنا إليه فبايَعْناهُ، وأَخَذ بيدِهِ أسعدُ بنُ زُرارةَ، وهو مِن أَصغَرِهِم، فقال: رُوَيْدًا يا أهلَ يَثْرِبَ ، فإنَّا لم نَضرِبْ أعناقَ الإبلِ إلَّا ونحن نَعْلَمُ أنَّه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم، وإنَّ إخراجَهُ اليومَ مُفارَقةُ العربِ كافَّةً، وقَتْلُ خِيارِكُم، وأنْ تَعَضَّكُمُ السُّيوفُ ، فإمَّا أنتم قومٌ تَصبِرونَ على ذلكَ وأَجْرُكُم على اللهِ، وإمَّا أنتم قومٌ تخافون مِن أَنفُسِكُم جُبَيْنَةً فبَيِّنوا ذلك؛ فهو أَعْذَرُ لكُم عندَ اللهِ. قالوا: أَمِطْ عنَّا يا أَسْعَدُ، فواللهِ لا نَدَعُ هذه البيعةَ أبدًا ولا نَسْلِبها أبدًا. قال: فقُمْنا إليه فبايَعْناهُ، فأَخَذ علينا وشَرَطَ، ويُعْطِينا على ذلكَ الجَنَّةَ).

29 - أمرَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ أن ننطلقَ معَ جعفرَ بنَ أبي طالبٍ إلى أرضِ النَّجاشيِّ، قالَ فبلغَ ذلِكَ قومَنا فبعثوا عَمرو بنَ العاصِ وعمارةَ بنَ الوليدِ وجمَعوا للنَّجاشيِّ هديةً، فقَدِمنا وقَدِما علَى النَّجاشيِّ، فأتَوهُ بِهَديَّتِهِ فقبِلَها وسجدوا ثمَّ قالَ لَهُ عَمرو بنُ العاصِ : إنَّ قومًا منَّا رغِبوا عن دينِنا وَهُم في أرضِكَ. فقالَ لَهُمُ النَّجاشيُّ : في أرضي ؟ قالوا : نعم. فبعثَ إلينا فقالَ لَنا جعفرٌ : لا يتَكَلَّمُ منكُم أحدٌ أَنا خطيبُكُمُ اليومَ. قال فانتَهَينا إلى النَّجاشيِّ وَهوَ جالسٌ في مَجلسِهِ وعَمرو بنُ العاصِ عن يمينِهِ وعمارةُ عن يسارِه، والقسِّيسونَ والرُّهبانُ جلوسٌ سماطينِ، وقد قال لهُ عمرو بنُ العاصِ وعمارةُ : إنَّهم لا يسجدونَ لَكَ. قال فلمَّا انتَهَينا زَبَرَنا قالَ مَن عندَهُ منَ القسِّيسينَ والرُّهبانُ : اسجدوا للملِكِ. فقالَ جعفرٌ : لا نسجدُ إلَّا للَّهِ فلمَّا انتَهَينا إلى النَّجاشيِّ قالَ : ما يمنعُكَ أن تسجُدَ ؟ قالَ : لا نسجُدَ إلَّا للَّهِ قالَ لَهُ النَّجاشيُّ : وما ذاكَ ؟ قالَ : إنَّ اللَّهَ بعثَ فينا رسولَهُ، وَهوَ الرسولُ الَّذي بشرَ بهِ عيسَى ابنُ مريمَ برسولٍ يأتي من بعدي اسمُهُ أحمدُ فأمرَنا أن نعبدَ اللَّهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شيئًا، ونقيمَ الصَّلاةَ، ونُؤْتيَ الزَّكاةَ، وأمرَنا بالمعروفِ، ونَهانا عنِ المنكرِ. قالَ : فأعجبَ النَّجاشيَّ قولُهُ، فلمَّا رأى ذلِكَ عَمرو بنُ العاصِ قال : أصلحَ اللَّهُ الملِكَ، إنَّهم يخالفونَ في ابنِ مريمَ. فقالَ النَّجاشيُّ لجعفرٍ : ما يقولُ صاحبُكَ في ابنِ مريمَ ؟ قالَ : يقولُ فيهِ قَولَ اللَّهِ هوَ روحُ اللَّهِ وَكَلمتُهُ أخرجَهُ منَ البتولِ العذراءِ الَّتي لم يَقربَها بشرٌ قالَ : فتَناولَ النَّجاشيُّ عودًا منَ الأرضِ، فقالَ : يا معشرَ القسِّيسينَ والرُّهبانَ، ما يزيدُ ما يقولُ هؤلاءُ علَى ما تقولونَ في ابنِ مريمَ ما يزنُ هذِهِ، مرحبًا بِكُم وبمَن جئتُمْ من عندِهِ، فأَنا أشهدُ أنَّهُ رسولُ اللَّهِ والَّذي بشرَ بهِ عيسَى ابنُ مريمَ، لَولا ما أَنا فيهِ منَ المُلكِ لأتَيتُهُ حتَّى أحملَ نعلَيهِ، امكثوا في أرضي ما شئتُمْ وأمرَ لَنا بطعامٍ وَكِسوةٍ، وقالَ : ردُّوا علَى هذَينِ هديَّتَهما. قالَ : وَكانَ عَمرو بنُ العاصِ، رجلًا قصيرًا، وَكانَ عمارةُ بنُ الوليدِ رجلًا جميلًا، قالَ : فأقبلا في البحرِ إلى النَّجاشيِّ، قال فشرِبوا، قال ومعَ عَمرو بنِ العاصِ امرأتُهُ، فلمَّا شرِبوا الخمرَ، قالَ عمارةُ لعمرٍو : مُرْ امرأتَكَ فلتقَبِّلْني. فقال لهُ عَمرو ألا تستحي فأخذَهُ عمارةُ فرمَى بِهِ في البحرِ، فجعلَ عَمرو يُناشدُهُ حتَّى أدخلَهُ السَّفينةَ، فحقدَ عليهِ عمرٌو ذلِكَ، فقالَ عمرٌو للنَّجاشيِّ : إنَّكَ إذا خرجتَ خَلَفَ عمارةُ في أَهْلِكَ. قالَ : فدعا النَّجاشيُّ بعمارةَ فنفخَ في إحليلِهِ فصارَ معَ الوحشِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح . ورجاله رجال الشيخين
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 104 التخريج : أخرجه الحاكم في ((المستدرك)) (2/ 338)، وابن أبي شيبة (14/ 346) واللفظ له، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/ 114). باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عيسى توحيد - ما جاء في أنه لا يسجد إلا لله فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب مغازي - الهجرة إلى الحبشة مناقب وفضائل - جعفر بن أبي طالب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

30 - لما خرجتِ الحروريةُ اعتزلوا في دارٍ وكانوا ستةَ آلافٍ فقلتُ لعليٍّ : يا أميرَ المؤمنين أبردْ بالصلاةِ لعلي أكلِّمُ هؤلاء القومَ. قال : إني أخافهم عليك، قلتُ : كلا، فلبستُ وترجلتُ ودخلتُ عليهم في دارٍ نصفَ النهارِ وهم يأكلون فقالوا : مرحبًا بك يا ابنَ عبَّاسٍ فما جاء بك ؟ قلتُ لهم : أتيتكم من عند أصحابِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - المهاجرين والأنصارِ ومن عندِ ابنِ عمِّ النبيِّ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - وصهرِه، وعليهم نزل القرآنُ. فهم أعلمُ بتأويلِه منكم وليس فيكم منهم أحدٌ لأبلِّغَكُم ما يقولون وأبلغَهُم ما تقولون. فانتحى لي نفرٌ منهم، قلتُ : هاتوا ما نقمتم على أصحابِ رسولِ اللهِ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - وابنِ عمِّه ؟ قالوا : ثلاثٌ، قلتُ : ما هنَّ ؟ قال : أما إحداهنَّ فإنه حكَّم الرجالَ في أمرِ اللهِ وقال اللهُ : { إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ } [ الأنعام : 57، يوسف : 40، 67 ] ما شأنُ الرِّجالِ والحكم ؟ قلتُ : هذه واحدةٌ. قالوا : وأمَّا الثانيةُ فإنه قاتَل ولم يَسبِ ولم يَغنمْ إن كانوا كفَّارًا لقد حل سبيُهم ولئن كانوا مؤمنين ما حلَّ سبيُهُم ولا قتالُهم. قلتُ : هذه ثنتان فما الثالثةُ ؟ وذكر كلمةً معناها. قالوا : محى نفسَه من أميرِ المؤمنين فإن لم يكن أميرَ المؤمنين فهو أميرُ الكافرين. قلتُ : هل عندكم شيءٌ غيرُ هذا ؟ قالوا : حسبُنا هذا، قلتُ لهم : أرأيتُكم إنْ قرأتُ عليكم من كتابِ اللهِ جل ثناؤُه وسنةِ نبيِّه - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - ما يردُّ قولَكم أترجعون ؟ قالوا : نعم قلتُ : أما قولُكم : حكَّم الرجالَ في أمرِ اللهِ فإني أقرأ عليكم في كتابِ اللهِ أنْ قد صيَّرَ اللهُ حكمَه إلى الرجالِ في ثمنِ ربعِ درهمٍ فأمر اللهُ تبارك وتعالى أن يحكُمُوا فيه. أرأيتَ قولَ اللهِ تبارك وتعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ } [ المائدة : 95 ] وكان من حُكم اللهِ أنْ صيرَه إلى الرجالِ يحكمون فيه، ولو شاء يحكمُ فيه فجاز من حكمِ الرجالِ، أنشدُكم باللهِ أحكمُ الرجالِ في صلاحِ ذات البينِ وحقنِ دمائِهم أفضلُ أو في أرنبٍ ؟ قالوا : بلى، بل هذا أفضلُ. وفي المرأةِ وزوجِها {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا} [ النساء : 35 ] فنشدتُكم اللهَ، حكمُ الرجالِ في صلاحِ ذات بينهم وحقنِ دمائِهم أفضلُ من حكمِهم في بُضعِ امرأةٍ ؟ خرجتُ من هذه ؟ قالوا : نعم. قلتُ : وأما قولُكم : قاتلَ ولم يسبِ ولم يغنمْ أفتسبون أمَّكم عائشةَ، تستحلُّون ما تستحلُّون من غيرها وهي أمُّكم ؟ فإن قلتم : إنا نستحلُّ منها ما نستحلُّ من غيرِها فقد كفرتم، وإن قلتم : ليست بأمِّنا فقدْ كفرتم : { االنَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } [ الأحزاب : 6 ] فأنتم بين ضلالتين فأتوا منها بمخرجٍ أفخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم. وأما محيُ نفسِه من أميرِ المؤمنين، فأنا آتيكم بما ترضون. أنَّ نبيَّ اللهِ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - يومَ الحديبيةِ صالحَ المشركين فقال لعليٍّ : ( اكتبْ يا عليُّ : هذا ما صالح عليه محمدٌ رسولُ اللهِ ) قالوا : لو نعلمُ أنك رسولُ اللهِ ما قاتلناك. فقال رسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( امحْ يا عليُّ : اللهمَّ إنك تعلمُ أني رسولُ اللهِ امحْ يا عليُّ واكتبْ : هذا ما صالح عليه محمدُ بنُ عبدِ اللهِ ) واللهِ لَرسولُ اللهِ - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم - خيرٌ من عليٍّ، وقد محى نفسَه، ولم يكن محوُهُ نفسَه ذلك محاه مِن النبوةِ أخرجتُ من هذه ؟ قالوا : نعم, فرجع منهم ألفان, وخرج سائرُهم فقُتلوا على ضلالتِهم, قتلهم المهاجرون والأنصارُ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 694 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8575)، والطبراني (10/313) (10598)، والحاكم (2656) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: صلاة - الإبراد بالظهر مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - الحكم بما أنزل الله اعتصام بالسنة - الخوارج والمارقين جهاد - مناظرة البغاة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه