الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - لمَّا كان يومُ الاثنَيْنِ كشَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سُترةَ الحُجرةِ فرأى أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضِي اللهُ عنه وهو يُصَلِّي بالنَّاسِ قال : فنظَرْتُ إلى وجهِه كأنَّه ورقةُ مُصحَفٍ وهو يبتسِمُ فكِدْنا أنْ نفتَتِنَ في صلاتِنا فرَحًا برؤيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأراد أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه أنْ ينكِصَ حينَ جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأشار إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : كما أنتَ ثمَّ أرخى السِّترَ وتُوفِّي مِن يومِه ذلك فقام عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمْ يمُتْ ولكنَّه أُرسِل إليه كما أُرسِل إلى موسى فمكَث في قومِه أربعينَ ليلةً واللهِ إنِّي لَأرجو أنْ يعيشَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يقطَعَ أيديَ رِجالٍ مِن المُنافِقينَ وألسنتَهم يزعُمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد مات قال الزُّهريُّ : فأخبَرني أنسُ بنُ مالكٍ أنَّه سمِع خُطبةَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه الآخِرَةَ حينَ جلَس على مِنبَرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وذلك الغَدَ مِن يومِ تُوفِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : فتشهَّد عُمَرُ وأبو بكرٍ صامتٌ لا يتكلَّمُ ثمَّ قال : أمَّا بعدُ فإنِّي قُلْتُ أمسِ مَقالةً وإنَّها لَمْ تكُنْ كما قُلْتُ وإنِّي واللهِ ما وجَدْتُ المَقالةَ الَّتي قُلْتُ في كتابٍ أنزَله اللهُ ولا في عهدٍ عهِده إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولكنِّي كُنْتُ أرجو أنْ يعيشَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يدبُرَنا - يُريدُ بذلك أنْ يكونَ آخِرَهم - فإنْ يَكُ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد مات فإنَّ اللهَ قد جعَل بيْنَ أظهُرِكم نورًا تهتَدونَ به فاعتَصِموا به تهتَدوا لِما هدى اللهُ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ إنَّ أبا بكرٍ صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وثاني اثنَيْنِ وإنَّه أَوْلى النَّاسِ بأمورِكم فقُوموا فبايِعوه وكانت طائفةٌ منهم قد بايَعوه قبْلَ ذلك في سَقيفةِ بني ساعدةَ وكانت بيعةُ العامَّةِ على المِنبَرِ

2 - كنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحُنينٍ فقال لرجلٍ ممَّن يُدعى بالإسلامِ: ( هو مِن أهلِ النَّارِ ) فلمَّا حضَر القتالُ قاتَل الرَّجلُ قتالًا شديدًا فأصابه الجِراحُ فقيل له: يا رسولَ اللهِ الرَّجلُ الَّذي قُلْتَ: إنَّه مِن أهلِ النَّارِ قاتَل اليومَ قتالًا شديدًا فمات فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إلى النَّارِ ) فكاد بعضُ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يرتابَ فبينما هم على ذلك إذ قيل: لم يمُتْ وبه جِراحٌ شديدةٌ فلمَّا كان اللَّيلُ اشتدَّ به الجِراحُ فقتَل نفسَه فأُخبِر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذلك فقال: ( اللهُ أكبَرُ أشهَدُ أنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه ) ثمَّ أمَر بلالًا فنادى في النَّاسِ: ( لا يدخُلُ الجنَّةَ إلَّا نفسٌ مسلمةٌ وإنَّ اللهَ يُؤيِّدُ الدِّينَ بالرَّجلِ الفاجرِ )

3 - خرَجْتُ أنا والحسنُ والحسينُ وأسامةُ بنُ زيدٍ يومَ فطرٍ وخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المصلَّى فصلَّى بنا ثمَّ خطَب صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( يا أيُّها النَّاسُ إنَّ هذا يومُ صدقةٍ فتصدَّقوا ) قال: فجعَل الرَّجلُ ينزِعُ خاتمَه والرَّجلُ ينزِعُ ثوبَه وبلالٌ يقبِضُ حتَّى إذا لم يرَ أحدًا يُعطي شيئًا تقدَّم إلى النِّساءِ فقال: ( يا معشرَ النِّساءِ، إنَّ هذا يومُ صدقةٍ فتصدَّقْنَ ) فجعَلتِ المرأةُ تنزِعُ خِرْصَها وخاتمَها وجعَلتِ المرأةُ تنزِعُ خَلْخالَها وبلالٌ يقبِضُ حتَّى إذا لم يرَ أحدًا يُعطي شيئًا أقبَل بلالٌ وأقبَلْنا

4 - [عن] عبدالله بن لحي الهوزني، قال: لقِيتُ بلالًا مُؤذِّنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : يا بلالُ أخبِرْني كيف كانت نفقةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : ما كان له مِن شيءٍ وكُنْتُ أنا الَّذي أَلِي ذلك منذُ بعَثه اللهُ حتَّى تُوفِّيَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكان إذا أتاه الإنسانُ المسلِمُ فرآه عاريًا يأمُرُني فأنطلِقُ فأستقرِضُ فأشتري البُردةَ أو النَّمِرةَ فأكسوه وأُطعِمُه حتَّى اعترضَني رجُلٌ مِن المُشرِكينَ فقال : يا بلالُ إنَّ عندي سَعةً فلا تستقرِضْ مِن أحَدٍ إلَّا منِّي ففعَلْتُ فلمَّا كان ذاتَ يومٍ توضَّأْتُ ثمَّ قُمْتُ أُؤذِّنُ بالصَّلاةِ فإذا المُشرِكُ في عِصابةٍ مِن التُّجَّارِ فلمَّا رآني قال : يا حبَشيُّ قال : قُلْتُ : يا لَبَّيه فتجهَّمني وقال لي قولًا غليظًا وقال : أتدري كم بيْنَك وبيْنَ الشَّهرِ ؟ قال : قُلْتُ : قريبٌ قال لي : إنَّما بيْنَك وبيْنَه أربعٌ فآخُذُك بالَّذي عليك فإنِّي لم أُعطِك الَّذي أعطَيْتُك مِن كرامتِك علَيَّ ولا كرامةِ صاحبِك ولكنِّي إنَّما أعطَيْتُك لِتَجِبَ لي عبدًا فأرُدَّك ترعى الغَنَمَ كما كُنْتَ قبْلَ ذلك فأخَذ في نفسي ما يأخُذُ النَّاسَ فانطلَقْتُ ثمَّ أذَّنْتُ بالصَّلاةِ حتَّى إذا صلَّيْتُ العَتَمةَ رجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أهلِه فاستأذَنْتُ عليه فأذِن لي فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ بأبي أنتَ إنَّ المُشرِكَ الَّذي ذكَرْتُ لك أنِّي كُنْتُ أتديَّنُ منه قال لي كذا وكذا وليس عندَك ما تقضي عنِّي ولا عندي وهو فاضحي فأْذَنْ لي أنوءُ إلى بعضِ هؤلاء الأحياءِ الَّذينَ أسلَموا حتَّى يرزُقَ اللهُ رسولَه ما يقضي عنِّي فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إذا شِئْتَ اعتمَدْتَ ) قال : فخرَجْتُ حتَّى آتيَ منزلي فجعَلْتُ سَيفي وجَعْبَتي ومِجَنِّي ونَعلي عندَ رأسي واستقبَلْتُ بوجهي الأُفقَ فكلَّما نِمْتُ ساعةً استنبَهْتُ فإذا رأَيْتُ علَيَّ ليلًا نِمْتُ حتَّى أسفَرَ الصُّبحُ الأوَّلُ أرَدْتُ أنْ أنطلِقَ فإذا إنسانٌ يسعى يدعو : يا بلالُ أجِبْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فانطلَقْتُ حتَّى أتَيْتُه فإذا أربعُ ركائبَ مُناخاتٍ عليهنَّ أحمالُهنَّ فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستأذَنْتُه فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أبشِرْ فقد جاء اللهُ بقضائِك ) فحمِدْتُ اللهَ وقال : ( ألَمْ تمُرَّ على الرَّكائبِ المُناخاتِ الأربعِ ؟ ) فقُلْتُ : بلى فقال : ( إنَّ لك رقابَهنَّ وما عليهنَّ كسوةٌ وطعامٌ أهداهنَّ إليَّ عظيمُ فَدَكَ فاقبِضْهنَّ ثمَّ اقضِ دَيْنَك ) قال : ففعَلْتُ فحطَطْتُ عنهنَّ أحمالَهنَّ ثمَّ عقَلْتُهنَّ ثمَّ عمَدْتُ إلى تأذينِ صلاةِ الصُّبحِ حتَّى إذا صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَجْتُ للبقيعِ فجعَلْتُ أُصبُعيَّ في أُذُنيَّ فنادَيْتُ : مَن كان يطلُبُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَيْنًا فلْيحضُرْ فما زِلْتُ أبيعُ وأقضي وأعرِضُ فأقضي حتَّى إذا فضَل في يدي أوقيَّتانِ أو أوقيَّةٌ ونصفٌ وانطلَقْتُ إلى المسجدِ وقد ذهَب عامَّةُ النَّهارِ فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ في المسجدِ وحدَه فسلَّمْتُ عليه فقال : ( ما فعَل ما قِبَلَك ؟ ) فقُلْتُ : قد قضى اللهُ كلَّ شيءٍ كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يَبْقَ شيءٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أفَضَلَ شيءٌ ؟ ) قال : قُلْتُ : نَعم قال : انظُرْ أنْ تُريحَني منها ) فلمَّا صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العَتَمةَ دعاني فقال : ( ما فعَل ممَّا قِبَلَك ؟ ) قال : قُلْتُ : هو معي لَمْ يأتِنا أحَدٌ فبات في المسجدِ حتَّى أصبَح فظلَّ في المسجدِ اليومَ الثَّانيَ حتَّى كان في آخِرِ النَّهارِ جاء راكبانِ فانطلَقْتُ بهما فكسَوْتُهما وأطعَمْتُهما حتَّى إذا صلَّى العَتَمةَ دعاني فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ما فعَل الَّذي قِبَلَك ؟ ) فقُلْتُ : قد أراحك اللهُ منه يا رسولَ اللهِ فكبَّر وحمِد اللهَ شَفَقًا أنْ يُدرِكَه الموتُ وعندَه ذلك ثمَّ اتَّبَعْته حتَّى جاء أزواجَه فسلَّم على امرأةٍ امرأةٍ حتَّى أتى مبيتَه فهذا الَّذي سأَلْتَني عنه


6 - خَصْلتانِ لا يُحصيهما رجلٌ مسلمٌ إلَّا دخَل الجنَّةَ هما يسيرٌ ومَن يعمَلُ بهما قليلٌ يُسبِّحُ اللهَ دبُرَ كلِّ صلاةٍ عشْرًا ويحمَدُه عشْرًا ويُكبِّرُ عشْرًا ) قال: فأنا رأَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعقِدُها بيدِه قال: فقال: ( خمسونَ ومئةٌ باللِّسانِ وألفٌ وخمسُمئةٍ في الميزانِ، وإذا أوى إلى فراشِه سبَّح وحمِد وكبَّر مئةً فتلك مئةٌ باللِّسانِ وألْفٌ في الميزانِ فأيُّكم يعمَلُ في اليومِ الواحدِ ألفَيْنِ وخمسَمئةِ سيِّئةٍ قال: كيف لا يُحصيهما ؟ قال: ( يأتي أحدَكم الشَّيطانُ وهو في صلاةٍ فيقولُ: اذكُرْ كذا اذكر كذا حتَّى شغَله ولعلَّه أنْ لا يعقِلَ ويأتيه في مضجعه فلا يزالُ يُنوِّمُه حتَّى ينامَ

7 - أنَّه سمِع النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في صلاةِ الفجرِ حينَ رفَع رأسَه مِن الرُّكوعِ: ( ربَّنا ولك الحمدُ ) في الرَّكعةِ الآخرةِ ثمَّ قال: ( اللَّهمَّ العَنْ فلانًا وفلانًا ) ودعا على أناسٍ مِن المنافقينَ فأنزَل اللهُ جلَّ علا: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]

8 - أوَّلُ ما بُدِئ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الوحيِ الرُّؤيا الصَّادقةُ يراها في النَّومِ فكان لا يرى رؤيا إلَّا جاءت مِثْلَ فلَقِ الصُّبحِ ثمَّ حُبِّب له الخلاءُ فكان يأتي حِراءً فيتحنَّثُ فيه - وهو التعبُّدُ اللَّياليَ ذواتِ العِدَّةِ - ويتزوَّدُ لذلك ثمَّ يرجِعُ إلى خديجةَ فتُزوِّدُه لمثلِها حتَّى فَجِئَه الحقُّ وهو في غارِ حراءٍ فجاءه الملَكُ فيه فقال: اقرَأْ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فقُلْتُ: ما أنا بقارئٍ قال: فأخَذني فغطَّني حتَّى بلَغ منِّي الجَهْدَ ثمَّ أرسَلني فقال لي: اقرَأْ فقُلْتُ: ما أنا بقارئٍ فأخَذني فغطَّني الثَّانيةَ حتَّى بلَغ منِّي الجَهدَ ثمَّ أرسَلني فقال: اقرَأْ فقُلْتُ: ما أنا بقارئٍ فأخَذني فغطَّني الثَّالثةَ حتَّى بلَغ منِّي الجَهْدَ ثمَّ أرسَلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] - حتَّى بلَغ - {مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] - قال: فرجَع بها ترجُفُ بوادرُه حتَّى دخَل على خديجةَ فقال: زمِّلوني زمِّلوني فزمَّلوه حتَّى ذهَب عنه الرَّوعُ ثمَّ قال: يا خديجةُ ما لي ؟ وأخبَرها الخبرَ وقال: قد خشيتُه علَيَّ فقالت: كلَّا أبشِرْ فواللهِ لا يُخزيك اللهُ أبدًا إنَّك لَتصِلُ الرَّحمَ وتصدُقُ الحديثَ وتحمِلُ الكَلَّ وتَقري الضَّيفَ وتُعينُ على نوائبِ الحقِّ ثمَّ انطلَقَت به خديجةُ حتَّى أتَتْ به ورقةَ بنَ نوفلٍ وكان أخا أبيها وكان امرأً تنصَّر في الجاهليَّةِ وكان يكتُبُ الكتابَ العربيَّ فيكتُبُ بالعربيَّةِ مِن الإنجيلِ ما شاء أنْ يكتُبَ وكان شيخًا كبيرًا قد عمِيَ فقالت له خديجةُ: أيْ عمِّ، اسمَعْ مِن ابنِ أخيك فقال ورقةُ: ابنَ أخي، ما ترى ؟ فأخبَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما رأى فقال ورقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِل على موسى يا ليتَني أكونُ فيها جذَعًا أكونُ حيًّا حينَ يُخرِجُك قومُك فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمُخرِجيَّ هم ؟ ! قال: نَعم لم يأتِ أحدٌ قطُّ بما جِئْتَ به إلَّا عُودِي وأوذي وإنْ يُدرِكْني يومُك أنصُرْك نصرًا مؤزَّرًا ثمَّ لم ينشَبْ ورقةُ أنْ تُوفِّي وفتَر الوحيُ فترةً حتَّى حزِن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ فيما بلَغَنا ] حزنًا غدَا منه مِرارًا لكي يتردَّى مِن رؤوسِ شواهقِ الجبالِ فكلَّما أوفى بذِروةِ جبلٍ كي يُلقيَ نفسَه منها تبدَّى له جبريلُ فقال له: يا محمَّدُ إنَّك رسولُ اللهِ حقًّا فيسكُنُ لذلك جأشُه وتقَرُّ نفسُه فيرجِعُ فإذا طال عليه فترةُ الوحيِ غدا لمثلِ ذلك فإذا أوفى بذِروةِ الجبلِ تبدَّى له جبريلُ فيقولُ له مثلَ ذلك

9 - لم أتخلَّفْ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ إلَّا بدر، ولم يُعاتِبِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحدًا تخلَّف عن بدرٍ إنَّما خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ العيرَ وخرَجَت قريشٌ مُغيثينَ لعيرِهم فالتقَوا على غيرِ موعدٍ كما قال اللهُ ولعَمْري إنَّ أشرفَ مشاهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّاسِ لَبدرٌ وما أُحِبُّ أنِّي كُنْتُ شهِدْتُها مكانَ بيعتي ليلةَ العَقبةِ حينَ تواثَقْنا على الإسلامِ ولم أتخلَّفْ بعدُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ وهي آخِرُ غزوةٍ غزاها، آذَن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ النَّاسَ ] بالرَّحيلِ وأراد أنْ يتأهَّبوا أُهبةَ غزوِهم وذلك حين طاب الظِّلالُ وطابتِ الثِّمارُ وكان قلَّما أراد غزوةً إلَّا ورَّى غيرَها وكان يقولُ: ( الحربُ خَدْعةٌ ) فأراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةِ تبوكَ أنْ يتأهَّبَ النَّاسُ أُهبَتَه وأنا أيسَرُ ما كُنْتُ قد جمَعْتُ راحلتينِ لي فلم أزَلْ كذلك حتَّى قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غاديًا بالغداةِ وذلك يومَ الخميسِ ـ وكان يُحِبُّ أنْ يخرُجَ يومَ الخميسِ ـ فأصبَح غاديًا فقُلْتُ: أنطلِقُ إلى السُّوقِ وأشتري جَهازي ثمَّ ألحَقُ بها فانطلَقْتُ إلى السُّوقِ مِن الغدِ فعسُر علَيَّ بعضُ شأني فرجَعْتُ فقُلْتُ: أرجِعُ غدًا إنْ شاء اللهُ فألحَقُ بهم فعسُر علَيَّ بعضُ شأني أيضًا فلم أزَلْ كذلك حتَّى لبَّس بي الذَّنبُ وتخلَّفْتُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَلْتُ أمشي في الأسواقِ وأطرافِ المدنيةِ فيُحزِنُني ألَّا أرى أحدًا تخلَّف عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا رجلًا مغموصًا عليه في النِّفاقِ وكان ليس أحدٌ تخلَّف إلَّا أرى ذلك سيَخفى له وكان النَّاسُ كثيرًا لا يجمَعُهم ديوانٌ وكان جميعُ مَن تخلَّف عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بضعةً وثمانينَ رجلًا ولم يذكُرْني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بلَغ تبوكًا فلمَّا بلَغ تبوكًا قال: ( ما فعَل كعبُ بنُ مالكٍ ) ؟ فقال رجلٌ مِن قومي: خلَّفه يا رسولَ اللهِ بُرداهُ والنَّظرُ في عِطْفَيه فقال معاذُ بنُ جبلٍ: بئس ما قُلْتَ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما نعلَمُ إلَّا خيرًا قال: فبَيْنا هم كذلك إذا رجلٌ يزولُ به السَّرابُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( كُنْ أبا خَيثمةَ ) فإذا هو أبو خَيثمةَ فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غزوةَ تبوكٍ وقفَل ودنا مِن المدينةِ جعَلْتُ أتذكَّرُ ماذا أخرُجُ به مِن سخَطِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأستعينُ على ذلك بكلِّ ذي رأيٍ مِن أهلِ بيتي حتَّى إذا قيل: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُصبِّحُكم بالغداةِ راح عنِّي الباطلُ وعرَفْتُ أنِّي لا أنجو إلَّا بالصِّدْقِ فدخَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضُحًى فصلَّى في المسجدِ ركعتينِ ـ وكان إذا قدِم مِن سفرٍ فعَل ذلك: دخَل المسجدَ فصلَّى فيه ركعتينِ ثمَّ جلَس ـ فجعَل يأتيه مَن تخلَّف فيحلِفون له ويعتذِرون إليه فيستغفرُ لهم ويقبَلُ علانيتَهم ويكِلُ سرائرَهم إلى اللهِ فدخَلْتُ المسجدَ فإذا هو جالسٌ فلمَّا رآني تبسَّم تبسُّمَ المُغضَبِ فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ألم تكُنِ ابتَعْتَ ظَهرًا ) ؟ قُلْتُ: بلى يا نبيَّ اللهِ فقال ( ما خلَّفك عنِّي ) ؟ فقُلْتُ: واللهِ لو بينَ يدَيْ أحَدٍ مِن النَّاسِ غيرِك جلَسْتُ لخرَجْتُ مِن سخَطِه عليَّ بعُذْرٍ ولقد أوتيتُ جدَلًا ولكنِّي قد علِمْتُ ـ يا نبيَّ اللهِ ـ أنِّي إنْ حدَّثْتُك اليومَ بقولٍ تجِدُ عليَّ فيه وهو حقٌّ فإنِّي أرجو فيه عقبى اللهِ وإنْ حدَّثْتُك اليومَ بحديثٍ ترضى عنِّي فيه وهو كذِبٌ أوشَك أنْ يُطلِعَك اللهُ علَيَّ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما كُنْتُ قطُّ أيسَرَ ولا أخفَّ حاذًا منِّي حيثُ تخلَّفْتُ عليك فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا هذا فقد صدَقكم الحديثَ قُمْ حتَّى يقضيَ اللهُ فيك) فقُمْتُ فثار على أثري ناسٌ مِن قومي يؤنِّبونَني فقالوا: واللهِ ما نعلَمُك أذنَبْتَ ذنبًا قطُّ قبْلَ هذا فهلَّا اعتذَرْتَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعُذْرٍ يرضاه عنك فيه وكان استغفارُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيأتي مِن وراءِ ذلك ولم تقِفْ موقفًا لا ندري ماذا يُقضى لك فيه فلم يزالوا يؤنِّبونَني حتَّى همَمْتُ أنْ أرجِعَ فأُكذِّبَ نفسي فقُلْتُ: هل قال هذا القولَ أحدٌ غيري ؟ قالوا: نَعم قاله هلالُ بنُ أُميَّةَ ومُرارةُ بنُ ربيعةَ فذكَروا رجلينِ صالحينِ شهِدا بدرًا لي فيهما أُسوةٌ فقُلْتُ: واللهِ لا أرجِعُ إليه في هذا أبدًا ولا أُكذِّبُ نفسي ونهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا أيُّها الثَّلاثةُ فجعَلْتُ أخرُجُ إلى السُّوقِ ولا يُكلِّمُني أحدٌ وتنكَّر لنا النَّاسُ حتَّى ما هم بالَّذينَ نعرِفُ وتنكَّر لنا الحيطانُ حتَّى ما هي بالحيطانِ الَّتي نعرِفُ وتنكَّرَت لنا الأرضُ حتَّى ما هي بالأرضِ الَّتي نعرِفُ وكُنْتُ أقوى أصحابي فكُنْتُ أخرُجُ فأطوفُ في الأسواقِ فآتي المسجدَ وآتي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأُسلِّمُ عليه وأقولُ: هل حرَّك شفَتَيهِ بالسَّلامِ فإذا قُمْتُ أُصلِّي إلى ساريةٍ وأقبَلْتُ على صلاتي نظَر إليَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمؤخِرِ عينَيْه وإذا نظَرْتُ إليه أعرَض عنِّي واشتكى صاحباي فجعَلا يبكيانِ اللَّيلَ والنَّهارَ ولا يُطلِعانِ رؤوسَهما قال: فبَيْنا أنا أطوفُ في الأسواقِ إذا رجلٌ نصرانيٌّ قد جاء بطعامٍ له يبيعُه يقولُ: مَن يدُلُّ على كعبِ بنِ مالكٍ فطفِق النَّاسُ يُشيرونَ له إليَّ فأتاني وأتى بصحيفةٍ مِن ملِكِ غسَّانَ فإذا فيها: أمَّا بعدُ فإنَّه بلَغني أنَّ صاحبَك قد جفاك وأقصاك ولسْتَ بدارِ هوانٍ ولا مَضيعةٍ فالحَقْ بنا نواسِكَ فقُلْتُ: هذا أيضًا مِن البلاءِ فسجَرْتُ لها التَّنُّورَ فأحرَقْتُها فيه فلمَّا مضَت أربعونَ ليلةً إذا رسولٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أتاني فقال: اعتزِلِ امرأتَك فقُلْتُ: أُطلِّقُها ؟ قال: لا ولكنْ لا تقرَبْها فجاءَتِ امرأةُ هلالِ بنِ أميَّةَ فقالت: يا نبيَّ اللهِ إنَّ هلالَ بنَ أميَّةَ شيخٌ ضعيفٌ فهل تأذَنُ لي أنْ أخدُمَه قال: ( نَعم ولكنْ لا يقرَبَنَّكِ ) قالت: يا نبيَّ اللهِ ما به حركةٌ لشيءٍ ما زال متَّكئًا يبكي اللَّيلَ والنَّهارَ مُذْ كان مِن أمرِه ما كان قال كعبٌ: فلمَّا طال علَيَّ البلاءُ اقتحَمْتُ على أبي قتادةَ حائطَه ـ وهو ابنُ عمِّي ـ فسلَّمْتُ عليه فلم يرُدَّ علَيَّ فقُلْتُ: أنشُدُكَ اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أحب الله ورسوله ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه فقال: اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال: فلم أملِكْ نفسي أنْ بكَيْتُ ثمَّ اقتحَمْتُ الحائطَ خارجًا حتَّى إذا مضَتْ خمسونَ ليلةً مِن حينِ نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا صلَّيْتُ على ظهرِ بيتٍ لنا صلاةَ الفجرِ وأنا في المنزلةِ الَّتي قال اللهُ: قد ضاقَت علينا الأرضُ بما رحُبَت وضاقت علينا أنفسُنا إذ سمِعْتُ نداءً مِن ذِروةِ سَلْعٍ أنْ أبشِرْ يا كعبُ بنَ مالكٍ فخرجت ساجدًا وعرَفْتُ أنَّ اللهَ قد جاءنا بالفرَجِ ثمَّ جاء رجلٌ يركُضُ على فرسٍ يُبشِّرُني فكان الصَّوتُ أسرَعَ مِن فرسِه فأعطَيْتُه ثوبيَّ بشارةً ولبِسْتُ ثوبينِ آخَرينِ وكانت توبتُنا نزَلت على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُلُثَ اللَّيلِ فقالت أمُّ سلَمةَ: يا نبيَّ اللهِ ألا نُبشِّرُ كعبَ بنَ مالكٍ فقال: ( إذًا يحطِمُكم النَّاسُ ويمَنعونَكم النَّومَ سائرَ اللَّيلةِ ) قال: وكانت أمُّ سلَمةَ محسنةً في شأني تُخبِرُني بأمري فانطلَقْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو جالسٌ في المسجدِ وحولَه المسلمونَ وهو يستنيرُ كاستنارِ القمرِ وكان إذا سُرَّ بالأمرِ استنار فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيْهِ فقال: ( يا كعبُ بنَ مالكٍ أبشِرْ بخيرِ يومٍ أتى عليك منذُ ولدَتْك أمُّك ) قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ أمِن عندِ اللهِ أم مِن عندِك ؟ قال: ( بل مِن عندِ اللهِ ) ثمَّ تلا عليهم: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 117] حتَّى بلَغ {هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118] قال: وفينا نزَلت {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ إنَّ مِن توبتي أنِّي لا أُحدِّثُ إلَّا صدقًا وأنْ أنخلَعَ مِن مالي كلِّه صدقةً إلى اللهِ وإلى رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال ( أمسِكْ عليك بعضَ مالِك فهو خيرٌ لك ) قال: فقُلْتُ: فإنِّي أُمسِكُ سهمي الَّذي بخيبرَ قال: فما أنعَمَ اللهُ علَيَّ مِن نعمةٍ بعدَ الإسلامِ أعظَمَ في نفسي مِن صدقي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ صدَقْتُه أنا وصاحباي ألَّا نكونَ كذَبْنا فهلَكْنا كما هلَكوا، وما تعمَّدْتُ لكذبةٍ بعدُ وإنِّي لأرجو أنْ يحفَظَني اللهُ فيما بقي قال الزُّهريُّ: فهذا ما انتهى إلينا مِن حديثِ كعبِ بنِ مالكٍ

10 - عن عائشةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا فبرَّأها اللهُ منه قال الزُّهريُّ : وكلُّهم حدَّثني طائفةً مِن حديثِها وبعضُهم أوعى مِن بعضٍ وأثبَتُ له اقتصاصًا وقد وعَيْتُ عن كلِّ واحدٍ منهم الحديثَ الَّذي حدَّثني عن عائشةَ وبعضُ حديثِهم يُصدِّقُ بعضًا زعَموا أنَّ عائشةَ رضِي اللهُ عنها قالت : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أنْ يخرُجَ سفَرًا أقرَع بَيْنَ أزواجِه فأيَّتُهنَّ خرَج سهمُها خرَج بها معه فأقرَع بَيْنَنا في غَزاةٍ غزاها فخرَج سهمي فخرَجْتُ معه بعدَما أُنزِل الحجابُ وأنا أُحمَلُ في هَوْدجي وأنزِلُ فيه فسِرْنا حتَّى إذا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن غزوتِه تلك قفَل ودنَوْنا مِن المدينةِ فآذَن ليلةً بالرَّحيلِ فقُمْتُ فمشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ فلمَّا قضَيْتُ شأني أقبَلْتُ إلى الرَّحْلِ فلمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ أظفارٍ قدِ انقطَع فرجَعْتُ فالتمَسْتُ عِقدي فحبَسني ابتغاؤُه فأقبَل الَّذينَ يرحَلونَ بي فاحتمَلوا هَوْدجي فرحَلوه على بعيري الَّذي كُنْتُ أركَبُ وهم يحسَبونَ أنِّي فيه وكان النِّساءُ إذ ذاكَ خِفافًا لَمْ يثقُلْنَ ولَمْ يغشَهنَّ اللَّحمُ وإنَّما يأكُلْنَ العُلقةَ مِن الطَّعامِ فلَمْ يستنكِرِ القومُ حينَ رفَعوه ثِقَلَ الهَوْدجِ فاحتمَلوه وكُنْتُ جاريةً حديثةَ السِّنِّ فبعَثوا الجمَلَ وساروا فوجَدْتُ عِقدي بعدَما استمرَّ الجيشُ فجِئْتُ منزِلَهم وليس فيه أحَدٌ فأقمَتْ منزِلي الَّذي كُنْتُ به وظنَنْتُ أنَّهم سيفقِدوني فيرجِعونَ إلَيَّ فبَيْنا أنا جالسةٌ غلَبَتْني عينايَ فنِمْتُ وكان صفوانُ بنُ المعطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ مِن وراءِ الجيشِ فأصبَح عندَ منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ وكان يراني قبْلَ الحجابِ فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفني فخمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي واللهِ ما تكلَّمْتُ بكلمةٍ ولا سمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه حتَّى أناخ راحلتَه فوطِئ يدَها فركِبْتُها فانطلَق يقودُ بي الرَّاحلةَ حتَّى أتَيْنا الجيشَ بعدَما نزَلوا معرِّسينَ في نحرِ الظَّهيرةِ فهلَك مَن هلَك وكان الَّذي تولَّى كِبْرَ الإفكِ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولٍ فقدِمْنا المدينةَ فاشتكَيْتُ بها شهرًا والنَّاسُ يُفيضونَ في قولِ أصحابِ الإفكِ ويَريبني في وجَعي أنِّي لا أرى مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللُّطْفَ الَّذي كُنْتُ أرى منه حينَ أمرَضُ إنَّما يدخُلُ فيُسلِّمُ ثمَّ يقولُ : ( كيفَ تِيكُمْ ) ؟ ولا أشعُرُ بشيءٍ مِن ذلك حتَّى نقِهْتُ فخرَجْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ قِبَلَ المَناصِعِ وكان مُتبرَّزَنا لا نخرُجُ إلَّا ليلًا إلى ليلٍ وذلكَ قبْلَ أنْ نتَّخِذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا وأمرُنا أمرُ العرَبِ الأُوَلِ في البَرِّيَّةِ أو في التَّبرُّزِ فأقبَلْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ نمشي فعثَرَتْ في مِرْطِها فقالت : تعِس مِسطَحٌ فقُلْتُ : بِئس ما قُلْتِ أتسُبُّينَ رجُلًا شهِد بدرًا ؟ فقالت : يا هَنْتاه ألَمْ تسمَعي ما قالوا ؟ فأخبَرَتْني بما يقولُ أهلُ الإفكِ فازدَدْتُ مرَضًا على مرضٍ فلمَّا رجَعْتُ إلى بيتي دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( كيف تِيكم ) ؟ فقُلْتُ : ائذَنْ لي آتي أبويَّ قالت : وأنا حينَئذٍ أُريدُ أنْ أستيقِنَ الخبَرَ مِن قِبَلِهما فأذِن لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُ أبويَّ فقُلْتُ لِأُمِّي : ما يتحدَّثُ به النَّاسُ ؟ فقالت : يا بُنيَّةُ هوِّني على نفسِك الشَّأنَ فواللهِ لقلَّما كانتِ امرأةٌ قطُّ وضيئةٌ عندَ رجُلٍ يُحِبُّها ولها ضرائرُ إلَّا أكثَرْنَ عليها فقُلْتُ : سُبحانَ اللهِ لقد تحدَّث النَّاسُ بهذا ؟ قالت : نَعم فبِتُّ تلكَ اللَّيلةَ حتَّى أصبَحْتُ لا يرقَأُ لي دَمْعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ ثمَّ أصبَحْتُ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علِيَّ بنَ أبي طالبٍ وأُسامةَ بنَ زيدٍ حينَ استَلْبَث الوحيُ يستشيرُهما في فِراقِ أهلِه فأمَّا أُسامةُ فأشار عليه بالَّذي يعلَمُ في نفسِه مِن الوُدِّ لهم فقال : أهلُك يا رسولَ اللهِ ولا نعلَمُ واللهِ إلَّا خيرًا وأمَّا علِيٌّ فقال : يا رسولَ اللهِ لَمْ يُضيِّقِ اللهُ عليكَ والنِّساءُ سواها كثيرٌ وسَلِ الجاريةَ تصدُقْكَ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَريرةَ فقال : ( يا بَريرةُ هل رأَيْتِ فيها شيئًا ما يريبُكِ ) ؟ فقالت : لا والَّذي بعَثكَ بالحقِّ إنْ رأَيْتُ منها أمرًا أغمِصُه عليها أكثَرَ مِن أنَّها جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ تنامُ عنِ العجينِ فتأتي الدَّاجنُ فتأكُلُه فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن يومِه فاستعذَر مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنِ سَلولٍ فقال : ( مَن يعذِرُني مِن رجُلٍ بلَغ أذاه في أهلي وواللهِ ما علِمْتُ على أهلي إلَّا خيرًا وقد ذكَروا رجُلًا ما علِمْتُ عليه إلَّا خيرًا وما كان يدخُلُ على أهلي إلَّا معي ) فقام سعدُ بنُ مُعاذٍ فقال : يا رسولَ اللهِ وأنا واللهِ أعذِرُك منه إنْ كان مِن الأوسِ ضرَبْنا عُنُقَه وإنْ كان مِن إخوانِنا مِن الخَزرجِ أمَرْتَنا ففعَلْنا فيه أمرَك فقام سعدُ بنُ عُبادةَ وكان قبْلَ ذلكَ رجُلًا صالِحًا ولكِنِ احتمَلَتْه الحَميَّةُ فقال : كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لا تقتُلُه ولا تقدِرُ على ذلكَ فقام أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ فقال كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنقتُلَنَّه فإنَّكَ مُنافِقٌ تُجادِلُ عنِ المُنافِقينَ فثار الحيَّانِ الأوسُ والخَزرجُ حتَّى همُّوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المِنبَرِ فجعَل يُخفِّضُهم حتَّى سكَتوا ومكَثْتُ يومي لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ فأصبَح عندي أبواي وقد بكَيْتُ ليلتي ويومي حتَّى أظُنَّ أنَّ البكاءَ فالِقٌ كبِدي قالت : فبَيْنا هما جالسانِ عندي وأنا أبكي إذِ استأذَنَتِ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأذِنْتُ لها فجلَسَتْ تبكي معي فبَيْنا نحنُ كذلك إذ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَس ولَمْ يجلِسْ عندي مِن يومِ قيل لي ما قيل قبْلَها وقد مكَث شهرًا لا يُوحَى إليه في شأني شيءٌ قالت : فتشهَّد ثمَّ قال : ( يا عائشةُ أمَّا بعدُ فإنَّه قد بلَغني عنكِ كذا وكذا فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ اللهُ وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ فاستغفِري اللهَ وتُوبي إليه فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بذَنبِه ثمَّ تاب تاب اللهُ عليه ) فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقالتَه قلَص دمعي حتَّى ما أُحِسُّ منه بقَطرةٍ وقُلْتُ لِأَبي : أجِبْ عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لِأمِّي : أجيبي عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما قال قالت : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت : وأنا جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ لا أقرَأُ كثيرًا مِن القُرآنِ فقُلْتُ : إي واللهِ لقد علِمْتُ أنَّكم سمِعْتُم ما تحدَّث النَّاسُ ووقَر في أنفسِكم وصدَّقْتُم به ولئِنْ قُلْتُ لكم : إنِّي بريئةٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لا تُصدِّقوني بذلكَ وإنِ اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لَتُصدِّقُنِّي واللهِ ما أجِدُ لي ولكم مَثَلًا إلَّا أبا يوسُفَ إذ قال : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثمَّ تحوَّلْتُ على فِراشي وأنا أرجو أنْ يُبرِّئَني اللهُ ولكِنْ واللهِ ما ظنَنْتُ أنْ ينزِلَ في شأني وحيٌ ولَأنا أحقَرُ في نفسي مِن أنْ يُتكلَّمَ بالقُرآنِ في أمري ولكنِّي كُنْتُ أرجو أنْ يرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّومِ رؤيا تُبرِّئُني فواللهِ ما رام في مجلسِه ولا خرَج أحَدٌ مِن البيتِ حتَّى أُنزِل عليه فأخَذه ما كان يأخُذُه مِن البُّرَحاءِ حتَّى إنَّه لَينحدِرُ منه مِثلُ الجُمَانِ مِن العَرَقِ في يومٍ شاتٍ فلمَّا سُرِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يضحَكُ فكان أوَّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أنْ قال : ( يا عائشةُ احمَدي اللهَ فقد برَّأكِ اللهُ ) فقالت لي أُمِّي : قومي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : لا واللهِ لا أقومُ إليه ولا أحمَدُ إلَّا اللهَ فأنزَل اللهُ تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الآياتِ فلمَّا أنزَل اللهُ هذا في براءتي قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ عنه وكان يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقَرابتِه منه : واللهِ لا أُنفِقُ على مِسطَحٍ شيئًا أبدًا بعدَما قال لِعائشةَ فأنزَل اللهُ : {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه : {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ : واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالَّذي كان يُجري عليه وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أمري فقالت : يا رسولَ اللهِ [ أحمي ] سَمْعي وبصَري وكانت تُساميني فعصَمها اللهُ بالوَرَعِ

11 - إنَّ ربِّي وعَدني أنْ يُدخِلَ مِن أُمَّتي الجنَّةَ سبعينَ ألفًا بغيرِ حسابٍ ثمَّ يُتْبِعُ كلَّ ألفٍ بسبعينَ ألفًا ثمَّ يَحْثَي بكفِّه ثلاثَ حَثَيَاتٍ ) فكبَّر عُمَرُ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّ السَّبعينَ ألفًا الأُوَلَ يُشفِّعُهم اللهُ في آبائِهم وأُمَّهاتِهم وعشائرِهم وأرجو أنْ يجعَلَ أُمَّتي أدنى الحَثَواتِ الأواخِرِ

12 - سأل رجلٌ أبا محمَّدٍ - رجلًا مِن الأنصارِ - عن الوِتْرِ فقال: الوِتْرُ واجبٌ كوجوبِ الصَّلاةِ فأتى عُبادةَ بنَ الصَّامتِ فذكَر ذلك له فقال: كذَب أبو محمَّدٍ سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( خمسُ صلواتٍ افترضهنَّ اللهُ على عبادِه [ مَن ] لم ينتقِصْ منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ فإنَّ اللهَ جلَّ وعلا جاعلٌ له يومَ القيامةِ عهدًا أنْ يُدخِلَه الجنَّةَ ومَن جاء بهنَّ وقد انتقَص منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ لم يكُنْ له عندَ اللهِ شيءٌ إنْ شاء عذَّبه وإنْ شاء غفَر له )

13 - رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُسلِّمُ عن يمينِه وعن يسارِه حتَّى يُرى بياضُ خدِّه فقال الزُّهريُّ: لم يُسمَعْ هذا الخبرُ مِن حديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال إسماعيلُ: كلَّ حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سمِعْتَه ؟ قال: لا قال: فالثُّلثَيْنِ ؟ قال: لا قال: فالنِّصفَ ؟ قال: لا قال: فهو مِن النِّصفِ الَّذي لم تسمَعْ

14 - فضلُ صلاةِ الجميعِ على صلاةِ الرَّجلِ وحدَه خمسٌ وعشرونَ درجةً

15 - لَمْ يكُنْ أحدٌ أشبَهَ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الحسَنِ بنِ علِيٍّ

16 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاء ذاتَ يومٍ مُسرِعًا فصعِد المِنبَرَ فنُوديَ في النَّاسِ : الصَّلاةَ جامعةً فاجتمَع النَّاسُ فقال : ( أيُّها النَّاسُ إنِّي لم أَدْعُكم لرغبةٍ ولا لرهبةٍ نزَلَتْ ولكنَّ تميمًا الدَّارِيَّ أخبَرني أنَّ ناسًا مِن أهلِ فِلَسْطينَ ركِبوا البحرَ فقذَفَتْهم الرِّيحُ إلى جزيرةٍ مِن جزائرِ البحرِ فإذا هم بدابَّةٍ لا يُدرَى أذَكَرٌ هو أم أنثى مِن كثرةِ الشَّعَرِ فقالوا : مَن أنتِ ؟ قالت : أنا الجسَّاسةُ قالوا : أخبِرينا قالت : ما أنا بمُخبِرَتِكم ولا مُستخبِرَتِكم ولكنْ ها هنا مَن هو فقيرٌ إلى أنْ يُخبِرَكم وإلى أنْ يستخبِرَكم فأَتَوُا الدَّيْرَ فإذا برجُلٍ مريرٍ مُصفَّدٍ بالحديدِ فقال : مَن أنتم ؟ قالوا : نحنُ العرَبُ قال : هل بُعِث النَّبيُّ ؟ قالوا : نَعم قال : فهل تبِعَتْه العرَبُ ؟ قالوا : نَعم قال : ذلك خيرٌ لهم قال : ما فعَلَتْ فارسُ ؟ قالوا : لم يظهَرْ عليها قال : أمَا إنَّه سيظهَرُ عليها ثمَّ قال : ما فعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ ؟ قالوا : تدَفَّقُ مَلْأَى قال : فما فعَل نخلُ بَيْسانَ ؟ قالوا : قد أطعَمَ أوائلُه فوثَب عليه وَثْبةً حتَّى خشِينا أنْ سيغلِبُ فقُلْنا : مَن أنتَ ؟ قال : أنا الدَّجَّالُ أمَا إنِّي سأطَأُ الأرضَ كلَّها إلَّا مكَّةَ وطَيْبةَ ) فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أبشِروا معشَرَ المُسلِمينَ هذه طَيْبةُ لا يدخُلُها )

17 - سأَلْتُ ابنَ عبَّاسٍ عنها فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا نزَل مَرَّ الظَّهرانِ في صلحِ قريشٍ بلَغ أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ قريشًا كانت تقولُ: تُبايِعونَ ضعفاءَ قال أصحابُه: يا رسولَ اللهِ لو أكَلْنا مِن ظهرِنا فأكَلْنا مِن شحومِها وحسَوْنا مِن المرَقِ فأصبَحْنا غدًا حتَّى ندخُلَ على القومِ وبنا جِمامٌ ؟ قال: ( لا ولكنِ ائتوني بفضلِ أزوادِكم ) فبسَطوا أنطاعَهم ثمَّ جمَعوا عليها مِن أطعماتِهم كلِّها فدعا لهم فيها بالبركةِ فأكَلوا حتَّى تضلَّعوا شِبعًا فأكفَتوا في جُرَبِهم فضولَ ما فضَل منها فلمَّا دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على قريشٍ واجتَمَعت قريشٌ نحوَ الحِجْرِ اضطبَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه: ( لا يرى القومُ فيكم غَميزةً ) واستلَم الرُّكنَ اليَمانيَ وتغيَّبَت قريشٌ، مشى هو وأصحابُه حتَّى استلَموا الرُّكنَ الأسودَ فطاف ثلاثةَ أطوافٍ فلذلك تقولُ قريشٌ وهم يمرُّونَ بهم يرمُلون: لكأنَّهم الغِزلانُ قال ابنُ عبَّاسٍ: وكانت سُنَّةً

18 - لقد أعطاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ حُنينٍ وإنَّه لَمِن أبغضِ النَّاسِ إليَّ فما زال يُعطيني حتَّى إنَّه لَأحبُّ الخَلقِ إليَّ

19 - أنَّ رجلًا أتى أبا الدَّرداءِ فقال: إنَّ أبي لم يزَلْ بي حتَّى تزوَّجْتُ وإنَّه الآنَ يأمُرُني بطلاقِها قال: ما أنا بالَّذي آمُرُك أنْ تعُقَّ والدَك ولا أنا بالَّذي آمُرُك أنْ تُطلِّقَ امرأتَك غيرَ أنَّك إنْ شِئْتَ حدَّثْتُك ما سمِعْتُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سمِعْتُه يقولُ: ( الوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ فحافِظْ على ذلك إنْ شِئْتَ أو دَعْ ) قال: فأحسَبُ عطاءً قال: فطلَّقها

20 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سفرٍ فنزَل بنا ونحنُ قريبٌ مِن ألفِ راكبٍ فصلَّى بنا ركعتينِ ثمَّ أقبَل علينا بوجهِه وعيناه تذرِفانِ فقام إليه عمرُ ففدَّاه بالأبِ والأمِّ وقال: ما لكَ يا رسولَ اللهِ ؟ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إنِّي استأذَنْتُ في الاستغفارِ لأمِّي فلم يأذَنْ لي فدمَعتْ عيني رحمةً لها مِن النَّارِ وإنِّي كُنْتُ نهَيْتُكم عن ثلاثٍ: عن زيارةِ القبورِ فَزُوروها ولْتَزِدْكم زيارتُها خيرًا وإنِّي كُنْتُ نهَيْتُكم عن لحومِ الأضاحيِّ بعدَ ثلاثٍ فكُلوا وأمسِكوا ما شِئْتُم وإنِّي كُنْتُ نهَيْتُكم عن الأشربةِ في الأوعيةِ فاشرَبوا في أيِّ وعاءٍ شِئْتُم ولا تشرَبوا مُسكِرًا )

21 - خطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( يا معشرَ النِّساءِ تصدَّقْنَ ولو مِن حُليِّكنَّ فإنَّكنَّ أكثرُ أهلِ جهنَّمَ يومَ القيامةِ ) قالت: وكان عبدُ اللهِ رجلًا خفيفَ ذاتِ اليدِ فقالت: سَلْ لي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتُجزِئُ عنِّي مِن الصَّدقةِ النَّفقةُ على زوجي وأيتامٍ في حَجْري ؟ قالت: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أُلقيَتْ عليه المهابةُ فقال: لا، بل سَلِيه أنتِ، قالت: فانطلَقْتُ فإذا على البابِ امرأةٌ مِن الأنصارِ حاجتُها حاجتي اسمُها زينبُ، قالت: فخرَج علينا بلالٌ فقُلْتُ له: سَلْ لنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أتُجزِئُ عنَّا مِن الصَّدقةِ النَّفقةُ على أزواجِنا وأيتامٍ في حجورِنا ؟ قالت: فدخَل بلالٌ فقال: يا رسولَ اللهِ على البابِ زينبُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أيُّ الزَّيانِبِ ؟ ) قال: زينبُ امرأةُ عبدِ اللهِ وزينبُ امرأةٌ مِن الأنصارِ تسألانِ عن النَّفقةِ على أزواجِهما وأيتامٍ في حجورِهما: أيُجزِئُ ذلك عنهما مِن الصَّدقةِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( نَعم، لهما أجرانِ: أجرُ القرابةِ وأجرُ الصَّدقةِ )

22 - قُرِّب لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تمرٌ ورُطَبٌ فأكَلوا منه حتَّى لَمْ يَبْقَ منه شيءٌ إلَّا نواةٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أتدرونَ ما هذا ؟ ) قالوا : اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال : ( تذهَبونَ الخيِّرَ فالخيِّرَ حتَّى لا يبقى منكم إلَّا مِثلُ هذا )

23 - إنَّ الزَّمانَ قد استدار كهيئتِه يومَ خلَق اللهُ السَّمواتِ والأرضَ السَّنةُ اثنا عشَرَ شهرًا منها أربعةٌ حُرُمٌ : ثلاثٌ متوالياتٌ : ذو القَعدةِ وذو الحجَّةِ والمُحرَّمُ ورجَبُ مُضَرَ الَّذي بيْنَ جُمادى وشَعبانَ ) ثمَّ قال : ( أيُّ شهرٍ هذا ) ؟ قُلْنا : اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال : فسكَت حتَّى ظنَنَّا أنَّه سيُسمِّيه بغيرِ اسمِه قال : ( أليس ذا الحجَّةِ ) ؟ قُلْنا : نَعم قال : ( أيُّ بلدٍ هذا ) ؟ قُلْنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ قال : فسكَت حتَّى ظنَنَّا أنَّه سيُسمِّيه بغيرِ اسمِه قال : ( أليس ذا البلدةَ ) ؟ قُلْنا : نَعم قال : ( أيُّ يومٍ هذا ) ؟ قُلْنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ قال : ( أليس يومَ النَّحرِ ) ؟ قُلْنا : بلى قال ( فإنَّ دماءَكم وأموالَكم - قال محمَّدٌ : وأحسَبُه قال : وأعراضَكم - عليكم حرامٌ كحُرمةِ يومِكم هذا في بلدِكم هذا وستلقَوْنَ ربَّكم فيسأَلُكم عن أعمالِكم ألَا فلا ترجِعوا بعدي ضُلَّالًا يضرِبُ بعضُكم رقابَ بعضٍ ألَا لِيُبلِّغِ الشَّاهدُ منكم الغائبَ فلعلَّ بعضَ مَن يُبلَّغُه يكونُ أوعى له مِن بعضِ مَن سمِعه ) قال : فكان محمَّدٌ إذا ذكَره يقولُ : صدَق اللهُ ورسولُه قد كان ذاك ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ألَا هل بلَّغْتُ ألَا هل بلَّغْتُ ) ؟
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5974
التصنيف الموضوعي: حج - حجة النبي صلى الله عليه وسلم إسلام - أوصاف الإسلام جمعة - خطبة النبي صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كبَّر في صلاةِ الفجرِ يومًا ثمَّ أومَأ إليهم ثمَّ انطلَق فاغتسَل فجاء ورأسُه يقطُرُ فصلَّى بهم

25 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُنبَذُ له في تَوْرٍ مِن حجارةٍ فيشرَبُه أوَّلَ يومٍ والثَّانيَ والثَّالثَ إلى نصفِ النَّهارِ

26 - لمَّا حضَرَتْ أبا ذرٍّ الوفاةُ بكَيْتُ فقال : ما يُبكيكِ ؟ فقُلْتُ : ما لي لا أبكي وأنتَ تموتُ بفَلاةٍ مِن الأرضِ وليس عندي ثوبٌ يسَعُك كفَنًا قال : فلا تَبكي وأبشِري فإنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لِنفَرٍ أنا فيهم : ( لَيموتَنَّ رجُلٌ منكم بفَلاةٍ مِن الأرضِ يشهَدُه عصابةٌ مِن المؤمِنينَ ) وليس مِن أولئك النَّفرِ أحَدٌ إلَّا وقد هلَك في قرية جماعةٍ وأنا الَّذي أموتُ بفَلاةٍ واللهِ ما كذَبْتُ ولا كُذِبْتُ فأبصِري الطَّريقَ قالت : وأنَّى وقد ذهَب الحاجُّ وانقطَعتِ الطُّرقُ قال : اذهَبي فتبصَّري، قالت : فكُنْتُ أجيءُ إلى كَثيبٍ فأتبصَّرُ ثمَّ أرجِعُ إليه فأُمرِّضُه فبينما أنا كذلك إذا أنا برجالٍ على رِحالِهم كأنَّهم الرَّخَمُ فأقبَلوا حتَّى وقَفوا علَيَّ وقالوا : ما لكِ أمَةَ اللهِ ؟ قُلْتُ لهم : امرؤٌ مِن المُسلِمينَ يموتُ، تُكفِّنونَه ؟ قالوا : مَن هو ؟ فقُلْتُ : أبو ذرٍّ قالوا : صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قُلْتُ : نَعم قالت : ففدَّوْهُ بآبائِهم وأمَّهاتِهم وأسرَعوا إليه فدخَلوا عليه فرحَّب بهم وقال : إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ لِنفَرٍ أنا فيهم : ( لَيموتَنَّ منكم رجُلٌ بفَلاةٍ مِن الأرضِ يشهَدُه عِصابةٌ مِن المُؤمِنينَ ) وليس مِن أولئكَ النَّفرِ أحَدٌ إلَّا هلَك في قريةٍ وجماعةٍ وأنا الَّذي أموتُ بفَلاةٍ أنتم تسمَعونَ ! إنَّه لو كان عندي ثوبٌ يسَعُني كفَنًا لي أو لامرأتي لَمْ أُكفَّنْ إلَّا في ثوبٍ لي أو لها أنتم تسمَعونَ إنِّي أُشهِدُكم ألَّا يُكفِّنَني رجُلٌ منكم كان أميرًا أو عَرِيفًا أو بَريدًا أو نقيبًا فليس أحَدٌ مِن القومِ إلَّا قارَف بعضَ ذلك إلَّا فتًى مِن الأنصارِ فقال : يا عمِّ أنا أُكفِّنُك لَمْ أُصِبْ ممَّا ذكَرْتَ شيئًا أُكفِّنُك في رِدائي هذا وفي ثوبَيْنِ في عَيْبَتي مِن غَزْلِ أمِّي حاكَتْهما لي فكفَّنه الأنصاريُّ في النَّفرِ الَّذينَ شهِدوه، منهم حُجْرُ بنُ الأدبَرِ ومالكُ بنُ الأشتَرِ في نفرٍ كلُّهم يَمَانٍ

27 - كان أبو لؤلؤةَ عبدًا للمُغيرةِ بنِ شُعبةَ وكان يصنَعُ الأَرْحَاءَ وكان المُغيرةُ يستغِلُّه كلَّ يومٍ بأربعةِ دراهمَ فلقي أبو لؤلؤةَ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه فقال : يا أميرَ المؤمِنينَ إنَّ المُغيرةَ قد أثقَل علَيَّ غَلَّتي فكلِّمْه يُخفِّفْ عنِّي فقال له عُمَرُ : اتَّقِ اللهَ وأحسِنْ إلى مولاكَ فغضِب العبدُ وقال : وسِع النَّاسَ كلَّهم عَدْلُك غيري فأضمَر على قَتْلِه فاصطنَع خَنجَرًا له رأسانِ وسَمَّه ثمَّ أتى به الهُرمزانَ فقال : كيف ترى هذا ؟ فقال : إنَّك لا تضرِبُ بهذا أحدًا إلَّا قتَلْتَه قال : وتحيَّن أبو لُؤلؤةَ عُمَرَ فجاءه في صلاةِ الغَداةِ حتَّى قام وراءَ عُمَرَ وكان عُمَرُ إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ يقولُ : أقيموا صفوفَكم فقال كما كان يقولُ فلمَّا كبَّر وجَأه أبو لُؤلؤةَ في كتِفِه ووجَأه في خاصِرَتِه فسقَط عُمَرُ وطعَن بخَنجَرِه ثلاثةَ عشَر رجُلًا فهلَك منهم سبعةٌ وحُمِل عُمَرُ فذُهِب به إلى منزلِه وصاح النَّاسُ حتَّى كادَتْ تطلُعُ الشَّمسُ فنادى النَّاسَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ : يا أيُّها النَّاسُ الصَّلاةَ الصَّلاةَ قال : ففزِعوا إلى الصَّلاةِ فتقدَّم عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ فصلَّى بهم بأقصرِ سورتَيْنِ في القُرآنِ فلمَّا قضى صلاتَه توجَّهوا إلى عُمَرَ فدعا عُمَرُ بشرابٍ لِينظُرَ ما قدرُ جُرْحِه فأُتِي بنَبيذٍ فشرِبه فخرَج مِن جُرْحِه فلَمْ يَدْرِ أنبيذٌ هو أم دمٌ فدعا بلَبَنٍ فشرِبه فخرَج مِن جُرحِه فقالوا : لا بأسَ عليكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ قال : إنْ يكُنِ القتلُ بأسًا فقد قُتِلْتُ فجعَل النَّاسُ يُثنونَ عليه يقولونَ : جزاكَ اللهُ خيرًا يا أميرَ المُؤمِنينَ كُنْتَ وكُنْتَ ثمَّ ينصرِفونَ ويجيءُ قومٌ آخَرونَ فيُثنونَ عليه فقال عُمَرُ : أمَا واللهِ على ما تقولونَ ودِدْتُ أنِّي خرَجْتُ منها كَفافًا لا علَيَّ ولا ليَ وإنَّ صُحبةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سلِمَتْ لي فتكلَّم عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ - وكان عندَ رأسِه وكان خَليطَه كأنَّه مِن أهلِه وكان ابنُ عبَّاسٍ يُقرِئُه القُرآنَ - فتكلَّم ابنُ عبَّاسٍ فقال : لا واللهِ لا تخرُجُ منها كَفافًا لقد صحِبْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فصحِبْتَه وهو عنكَ راضٍ بخيرِ ما صحِبه صاحبٌ كُنْتَ له وكُنْتَ له وكُنْتَ له حتَّى قُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو عنكَ راضٍ ثمَّ صحِبْتَ خليفةَ رسولِ اللهِ فكُنْتَ تُنفِّذُ أمرَه وكُنْتَ له وكُنْتَ له ثمَّ وَلِيتَها يا أميرَ المُؤمِنينَ أنتَ فوَلِيتَها بخيرِ ما وَلِيَها والٍ وكُنْتَ تفعَلُ وكُنْتَ تفعَلُ فكان عُمَرُ يستريحُ إلى حديثِ ابنِ عبَّاسٍ فقال له عُمَرُ : كرِّرْ علَيَّ حديثَك فكرَّر عليه فقال عُمَرُ : أمَا واللهِ على ما تقولُ لو أنَّ لي طِلاعَ الأرضِ ذهبًا لَافتدَيْتُ به اليومَ مِن هولِ المَطلَعِ، قد جعَلْتُها شورى في ستَّةٍ : عُثمانَ وعلِيِّ بنِ أبي طالبٍ وطَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ والزُّبيرِ بنِ العوَّامِ وعبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ وسعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ وجعَل عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ معهم مُشيرًا وليس منهم وأجَّلهم ثلاثًا وأمَر صُهَيبًا أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ رحمةُ اللهِ عليه ورضوانُه

28 - إذا طعِم أحدُكم فسقَطتْ لقمتُه مِن يدِه فلْيُمِطْ ما رابه منها ولْيطعَمْها ولا يدَعْها للشَّيطانِ ولا يمسَحْ يدَه بالمِنديلِ حتَّى يلعَقَ يدَه فإنَّ الرَّجلَ لا يدري في أيِّ طعامِه يُبارَكُ له وإنَّ الشَّيطانَ يرصُدُ النَّاسَ أو الإنسانَ على كلِّ شيءٍ حتَّى عندَ مطعَمِه أو طعامِه ولا يرفَعِ الصَّحْفةَ حتَّى يلعَقَها أو يُلعِقَها فإنَّ في آخِرِ الطَّعامِ البركةَ

29 - كنَّا نُصلِّي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ الظُّهرِ بالهاجرةِ وقال لنا : ( أبرِدوا بالصَّلاةِ فإنَّ شدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جهنَّمَ )
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1505
التصنيف الموضوعي: صلاة - الإبراد بالظهر صلاة - تأخير الصلاة صلاة - وقت صلاة الظهر صلاة - صلاة الظهر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

30 - خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونحنُ تسعةٌ وبيننا وسادةٌ مِن أَدَمٍ فقال: ( سيكونُ مِن بعدي أمراءُ فمَن دخَل عليهم فصدَّقهم بكذبِهم وأعانهم على ظُلمِهم فليس منِّي ولسْتُ منه ولا يرِدُ عليَّ الحوضَ ومَن لم يدخُلْ عليهم ولم يُصدِّقْهم بكذبِهم ولم يُعِنْهم على ظُلمِهم فهو منِّي وأنا منه وسيرِدُ علَيَّ الحوضَ )
 

1 - لمَّا كان يومُ الاثنَيْنِ كشَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سُترةَ الحُجرةِ فرأى أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رضِي اللهُ عنه وهو يُصَلِّي بالنَّاسِ قال : فنظَرْتُ إلى وجهِه كأنَّه ورقةُ مُصحَفٍ وهو يبتسِمُ فكِدْنا أنْ نفتَتِنَ في صلاتِنا فرَحًا برؤيةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأراد أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه أنْ ينكِصَ حينَ جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأشار إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : كما أنتَ ثمَّ أرخى السِّترَ وتُوفِّي مِن يومِه ذلك فقام عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمْ يمُتْ ولكنَّه أُرسِل إليه كما أُرسِل إلى موسى فمكَث في قومِه أربعينَ ليلةً واللهِ إنِّي لَأرجو أنْ يعيشَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يقطَعَ أيديَ رِجالٍ مِن المُنافِقينَ وألسنتَهم يزعُمونَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد مات قال الزُّهريُّ : فأخبَرني أنسُ بنُ مالكٍ أنَّه سمِع خُطبةَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه الآخِرَةَ حينَ جلَس على مِنبَرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وذلك الغَدَ مِن يومِ تُوفِّي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : فتشهَّد عُمَرُ وأبو بكرٍ صامتٌ لا يتكلَّمُ ثمَّ قال : أمَّا بعدُ فإنِّي قُلْتُ أمسِ مَقالةً وإنَّها لَمْ تكُنْ كما قُلْتُ وإنِّي واللهِ ما وجَدْتُ المَقالةَ الَّتي قُلْتُ في كتابٍ أنزَله اللهُ ولا في عهدٍ عهِده إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولكنِّي كُنْتُ أرجو أنْ يعيشَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى يدبُرَنا - يُريدُ بذلك أنْ يكونَ آخِرَهم - فإنْ يَكُ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد مات فإنَّ اللهَ قد جعَل بيْنَ أظهُرِكم نورًا تهتَدونَ به فاعتَصِموا به تهتَدوا لِما هدى اللهُ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ إنَّ أبا بكرٍ صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وثاني اثنَيْنِ وإنَّه أَوْلى النَّاسِ بأمورِكم فقُوموا فبايِعوه وكانت طائفةٌ منهم قد بايَعوه قبْلَ ذلك في سَقيفةِ بني ساعدةَ وكانت بيعةُ العامَّةِ على المِنبَرِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6875 التخريج : أخرجه ابن حبان (6875)، واللفظ له، والبخاري (680)، ومسلم (419)، والنسائي (1831)، بلفظ مقارب.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق إيمان - حب الرسول
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - كنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحُنينٍ فقال لرجلٍ ممَّن يُدعى بالإسلامِ: ( هو مِن أهلِ النَّارِ ) فلمَّا حضَر القتالُ قاتَل الرَّجلُ قتالًا شديدًا فأصابه الجِراحُ فقيل له: يا رسولَ اللهِ الرَّجلُ الَّذي قُلْتَ: إنَّه مِن أهلِ النَّارِ قاتَل اليومَ قتالًا شديدًا فمات فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إلى النَّارِ ) فكاد بعضُ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يرتابَ فبينما هم على ذلك إذ قيل: لم يمُتْ وبه جِراحٌ شديدةٌ فلمَّا كان اللَّيلُ اشتدَّ به الجِراحُ فقتَل نفسَه فأُخبِر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذلك فقال: ( اللهُ أكبَرُ أشهَدُ أنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه ) ثمَّ أمَر بلالًا فنادى في النَّاسِ: ( لا يدخُلُ الجنَّةَ إلَّا نفسٌ مسلمةٌ وإنَّ اللهَ يُؤيِّدُ الدِّينَ بالرَّجلِ الفاجرِ )

3 - خرَجْتُ أنا والحسنُ والحسينُ وأسامةُ بنُ زيدٍ يومَ فطرٍ وخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى المصلَّى فصلَّى بنا ثمَّ خطَب صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( يا أيُّها النَّاسُ إنَّ هذا يومُ صدقةٍ فتصدَّقوا ) قال: فجعَل الرَّجلُ ينزِعُ خاتمَه والرَّجلُ ينزِعُ ثوبَه وبلالٌ يقبِضُ حتَّى إذا لم يرَ أحدًا يُعطي شيئًا تقدَّم إلى النِّساءِ فقال: ( يا معشرَ النِّساءِ، إنَّ هذا يومُ صدقةٍ فتصدَّقْنَ ) فجعَلتِ المرأةُ تنزِعُ خِرْصَها وخاتمَها وجعَلتِ المرأةُ تنزِعُ خَلْخالَها وبلالٌ يقبِضُ حتَّى إذا لم يرَ أحدًا يُعطي شيئًا أقبَل بلالٌ وأقبَلْنا
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3325 التخريج : أخرجه البخاري (964)، ومسلم (884) مختصراً بنحوه
التصنيف الموضوعي: صدقة - فضل الصدقة والحث عليها عيدين - الخطبة بعد الصلاة عيدين - الموعظة يوم العيد رقائق وزهد - المبادرة إلى الخيرات نفقة - الإنفاق في أوجه الخير وفضله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مرَضِه الَّذي مات فيه : ( صُبُّوا علَيَّ مِن سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَلْ أَوكِيَتُهنَّ لعَلِّي أستريحُ فأعهَدَ إلى النَّاسِ ) قالت عائشةُ : فأجلَسْناه في مِخْضَبٍ لِحفصةَ بنتِ عُمَرَ مِن نُحاسٍ فسكَبْنا عليه الماءَ حتَّى طفِق يُشيرُ إلينا أنْ قد فعَلْتُنَّ ثمَّ خرَج إلى المسجدِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6600 التخريج : أخرجه البخاري (5384)، وأحمد (25179)، والنسائي في ((الكبرى)) (7046) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته وضوء - الوضوء في الأواني والتور وغيرها آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال طب - إباحة التداوي وتركه طب - الماء البارد للحمى
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - [عن] عبدالله بن لحي الهوزني، قال: لقِيتُ بلالًا مُؤذِّنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : يا بلالُ أخبِرْني كيف كانت نفقةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : ما كان له مِن شيءٍ وكُنْتُ أنا الَّذي أَلِي ذلك منذُ بعَثه اللهُ حتَّى تُوفِّيَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فكان إذا أتاه الإنسانُ المسلِمُ فرآه عاريًا يأمُرُني فأنطلِقُ فأستقرِضُ فأشتري البُردةَ أو النَّمِرةَ فأكسوه وأُطعِمُه حتَّى اعترضَني رجُلٌ مِن المُشرِكينَ فقال : يا بلالُ إنَّ عندي سَعةً فلا تستقرِضْ مِن أحَدٍ إلَّا منِّي ففعَلْتُ فلمَّا كان ذاتَ يومٍ توضَّأْتُ ثمَّ قُمْتُ أُؤذِّنُ بالصَّلاةِ فإذا المُشرِكُ في عِصابةٍ مِن التُّجَّارِ فلمَّا رآني قال : يا حبَشيُّ قال : قُلْتُ : يا لَبَّيه فتجهَّمني وقال لي قولًا غليظًا وقال : أتدري كم بيْنَك وبيْنَ الشَّهرِ ؟ قال : قُلْتُ : قريبٌ قال لي : إنَّما بيْنَك وبيْنَه أربعٌ فآخُذُك بالَّذي عليك فإنِّي لم أُعطِك الَّذي أعطَيْتُك مِن كرامتِك علَيَّ ولا كرامةِ صاحبِك ولكنِّي إنَّما أعطَيْتُك لِتَجِبَ لي عبدًا فأرُدَّك ترعى الغَنَمَ كما كُنْتَ قبْلَ ذلك فأخَذ في نفسي ما يأخُذُ النَّاسَ فانطلَقْتُ ثمَّ أذَّنْتُ بالصَّلاةِ حتَّى إذا صلَّيْتُ العَتَمةَ رجَع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أهلِه فاستأذَنْتُ عليه فأذِن لي فقُلْتُ : يا رسولَ اللهِ بأبي أنتَ إنَّ المُشرِكَ الَّذي ذكَرْتُ لك أنِّي كُنْتُ أتديَّنُ منه قال لي كذا وكذا وليس عندَك ما تقضي عنِّي ولا عندي وهو فاضحي فأْذَنْ لي أنوءُ إلى بعضِ هؤلاء الأحياءِ الَّذينَ أسلَموا حتَّى يرزُقَ اللهُ رسولَه ما يقضي عنِّي فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إذا شِئْتَ اعتمَدْتَ ) قال : فخرَجْتُ حتَّى آتيَ منزلي فجعَلْتُ سَيفي وجَعْبَتي ومِجَنِّي ونَعلي عندَ رأسي واستقبَلْتُ بوجهي الأُفقَ فكلَّما نِمْتُ ساعةً استنبَهْتُ فإذا رأَيْتُ علَيَّ ليلًا نِمْتُ حتَّى أسفَرَ الصُّبحُ الأوَّلُ أرَدْتُ أنْ أنطلِقَ فإذا إنسانٌ يسعى يدعو : يا بلالُ أجِبْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فانطلَقْتُ حتَّى أتَيْتُه فإذا أربعُ ركائبَ مُناخاتٍ عليهنَّ أحمالُهنَّ فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستأذَنْتُه فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أبشِرْ فقد جاء اللهُ بقضائِك ) فحمِدْتُ اللهَ وقال : ( ألَمْ تمُرَّ على الرَّكائبِ المُناخاتِ الأربعِ ؟ ) فقُلْتُ : بلى فقال : ( إنَّ لك رقابَهنَّ وما عليهنَّ كسوةٌ وطعامٌ أهداهنَّ إليَّ عظيمُ فَدَكَ فاقبِضْهنَّ ثمَّ اقضِ دَيْنَك ) قال : ففعَلْتُ فحطَطْتُ عنهنَّ أحمالَهنَّ ثمَّ عقَلْتُهنَّ ثمَّ عمَدْتُ إلى تأذينِ صلاةِ الصُّبحِ حتَّى إذا صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرَجْتُ للبقيعِ فجعَلْتُ أُصبُعيَّ في أُذُنيَّ فنادَيْتُ : مَن كان يطلُبُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَيْنًا فلْيحضُرْ فما زِلْتُ أبيعُ وأقضي وأعرِضُ فأقضي حتَّى إذا فضَل في يدي أوقيَّتانِ أو أوقيَّةٌ ونصفٌ وانطلَقْتُ إلى المسجدِ وقد ذهَب عامَّةُ النَّهارِ فإذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسٌ في المسجدِ وحدَه فسلَّمْتُ عليه فقال : ( ما فعَل ما قِبَلَك ؟ ) فقُلْتُ : قد قضى اللهُ كلَّ شيءٍ كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلَمْ يَبْقَ شيءٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( أفَضَلَ شيءٌ ؟ ) قال : قُلْتُ : نَعم قال : انظُرْ أنْ تُريحَني منها ) فلمَّا صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم العَتَمةَ دعاني فقال : ( ما فعَل ممَّا قِبَلَك ؟ ) قال : قُلْتُ : هو معي لَمْ يأتِنا أحَدٌ فبات في المسجدِ حتَّى أصبَح فظلَّ في المسجدِ اليومَ الثَّانيَ حتَّى كان في آخِرِ النَّهارِ جاء راكبانِ فانطلَقْتُ بهما فكسَوْتُهما وأطعَمْتُهما حتَّى إذا صلَّى العَتَمةَ دعاني فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ما فعَل الَّذي قِبَلَك ؟ ) فقُلْتُ : قد أراحك اللهُ منه يا رسولَ اللهِ فكبَّر وحمِد اللهَ شَفَقًا أنْ يُدرِكَه الموتُ وعندَه ذلك ثمَّ اتَّبَعْته حتَّى جاء أزواجَه فسلَّم على امرأةٍ امرأةٍ حتَّى أتى مبيتَه فهذا الَّذي سأَلْتَني عنه
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : بلال بن رباح | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6351 التخريج : أخرجه أبو داود (3055)، والطبراني (1/363) (1122)، والبيهقي (19262) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - معيشة النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - جود النبي وكرمه فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - زهده صلى الله عليه وسلم صلاة - صلاة العشاء قرض - أداء الديون
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه


7 - أخَذ بيدي عليُّ بنُ الحُسينِ فانطلَقْنا إلى شيخٍ مِن قُريشٍ يُقالُ له : ابنُ أبي حَثْمَةَ يُصَلِّي إلى أُسطوانةٍ فجلَسْنا إليه فلمَّا رأَى عليًّا انصرَف إليه فقال له عليٌّ : حدِّثْنا حديثَ أمِّكَ في الرُّقيةِ قال : حدَّثَتْني أمِّي أنَّها كانت تَرقي في الجاهليَّةِ فلمَّا جاء الإسلامُ قالت : لا أَرقي حتَّى أستأذِنَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَتْه فاستأذَنَتْه فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( ارقِي ما لَمْ يكُنْ فيها شِرْكٌ )
خلاصة حكم المحدث : صحيح بطرقه وشواهده
الراوي : أم ابن أبي حثمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6092
التصنيف الموضوعي: طب - التداوي بالمحرم طب - الرقية اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها طب - إباحة التداوي وتركه طب - تعلم الطب والحث عليه

8 - أنَّ الملَأَ مِن قُريشٍ اجتمَعوا في الحِجْرِ فتعاقَدوا باللَّاتِ والعُزَّى ومناةَ الثَّالثةِ الأخرى ونائِلةَ وإِسَافٍ : لو قد رأَيْنا مُحمَّدًا لَقُمْنا إليه قيامَ رجُلٍ واحدٍ فلَمْ نُفارِقْه حتَّى نقتُلَه فأقبَلَتِ ابنتُه فاطمةُ تبكي حتَّى دخَلَتْ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت : هؤلاءِ الملأُ مِن قومِك قد تعاقَدوا عليك لو قد رأَوْك قاموا إليك فقتَلوك فليس منهم رجُلٌ إلَّا عرَف نصيبَه مِن دَمِك قال : ( يا بُنيَّةُ، ايتِيني بوَضوءٍ ) فتوضَّأ ثمَّ دخَل المسجدَ فلمَّا رأَوْه قالوا : ها هو ذا ها هو ذا، فخفَضوا أبصارَهم وسقَطَتْ أذقانُهم في صُدورِهم فلَمْ يرفَعوا إليه بصَرًا ولم يَقُمْ إليه منهم رجُلٌ فأقبَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى قام على رؤوسِهم فأخَذ قبضةً مِن تُرابٍ وقال : ( شاهَتِ الوجوهُ ) ثمَّ حصَبهم فما أصاب رجُلًا منهم مِن ذلك الحصى حصاةٌ إلَّا قُتِل يومَ بَدْرٍ

9 - خَصْلتانِ لا يُحصيهما رجلٌ مسلمٌ إلَّا دخَل الجنَّةَ هما يسيرٌ ومَن يعمَلُ بهما قليلٌ يُسبِّحُ اللهَ دبُرَ كلِّ صلاةٍ عشْرًا ويحمَدُه عشْرًا ويُكبِّرُ عشْرًا ) قال: فأنا رأَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يعقِدُها بيدِه قال: فقال: ( خمسونَ ومئةٌ باللِّسانِ وألفٌ وخمسُمئةٍ في الميزانِ، وإذا أوى إلى فراشِه سبَّح وحمِد وكبَّر مئةً فتلك مئةٌ باللِّسانِ وألْفٌ في الميزانِ فأيُّكم يعمَلُ في اليومِ الواحدِ ألفَيْنِ وخمسَمئةِ سيِّئةٍ قال: كيف لا يُحصيهما ؟ قال: ( يأتي أحدَكم الشَّيطانُ وهو في صلاةٍ فيقولُ: اذكُرْ كذا اذكر كذا حتَّى شغَله ولعلَّه أنْ لا يعقِلَ ويأتيه في مضجعه فلا يزالُ يُنوِّمُه حتَّى ينامَ
خلاصة حكم المحدث : الحديث صحيح
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2012 التخريج : أخرجه أبو داود (5065)، والترمذي (3410)، والنسائي (1348) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الذكر عند النوم أدعية وأذكار - فضل الذكر أدعية وأذكار - الحث على ذكر الله تعالى صلاة - أدعية دبر الصلوات إيمان - أعمال الجن والشياطين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - انكسَفتِ الشَّمسُ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام وقُمْنا فصلَّى ثمَّ أقبَل علينا يُحدِّثُنا فقال: ( لقد عُرِضَتْ عليَّ الجنَّةُ حتَّى لو شِئْتُ لَتعاطَيْتُ مِن قطوفِها وعُرِضَتْ عليَّ النَّارُ فلولا أنِّي دفَعْتُها عنكم لَغَشِيَتْكم ورأَيْتُ فيها ثلاثةً يُعذَّبونَ: امرأةً حِمْيَريَّةً سوداءَ طويلةً تُعذَّبُ في هِرَّةٍ لها أوثقَتْها فلم تدَعْها تأكُلُ مِن خَشاشِ الأرضِ ولم تُطعِمْها حتَّى ماتتْ فهي إذا أقبَلتْ تنهَشُها وإذا أدبَرتْ تنهَشُها ورأَيْتُ أخا بني دُعْدُعٍ صاحبَ السَّائبتَيْنِ يُدفَعُ بعمودينِ في النَّارِ ـ والسَّائبتانِ: بَدَنتانِ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سرَقهما ـ ورأَيْتُ صاحبَ المِحجَنِ متَّكئًا على مِحجَنِه وكان صاحبُ المِحجَنِ يسرِقُ متاعَ الحاجِّ بمِحجَنِه فإذا خفي له ذهَب به وإذا ظهَر عليه قال: إنِّي لم أسرِقْ إنَّما تعلَّق بمِحْجَني )
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5622 التخريج : أخرجه النسائي (1496)، وأحمد (6763) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جهنم - صفة جهنم وعظمها جهنم - من يدخلها وبمن وكلت فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته كسوف - خطبة الإمام في الكسوف كسوف - ما عرض على النبي في صلاة الكسوف
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

11 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عقَد يومَ حُنَينٍ لأبي عامرٍ الأشعريِّ على خَيلِ الطَّلبِ فلمَّا انهزَمَتْ هوازنُ طلَبها حتَّى أدرَك دُرَيدَ بنَ الصِّمَّةِ فأسرَع به فرَسُه فقتَل ابنُ دُرَيدٍ أبا عامرٍ قال أبو موسى : فشدَدْتُ على ابنِ دُرَيدٍ فقتَلْتُه وأخَذْتُ اللِّواءَ وانصرَفْتُ بالنَّاسِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا رآني واللِّواءُ بيدي قال : ( أبا موسى قُتِل أبو عامرٍ ) ؟ قُلْتُ : نَعم يا رسولَ اللهِ قال : فرفَع يدَيْهِ يدعو له يقولُ : ( اللَّهمَّ أبا عامرٍ اجعَلْه في الأكثرينَ يومَ القيامةِ )

12 - أنَّه سمِع النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في صلاةِ الفجرِ حينَ رفَع رأسَه مِن الرُّكوعِ: ( ربَّنا ولك الحمدُ ) في الرَّكعةِ الآخرةِ ثمَّ قال: ( اللَّهمَّ العَنْ فلانًا وفلانًا ) ودعا على أناسٍ مِن المنافقينَ فأنزَل اللهُ جلَّ علا: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5747 التخريج : أخرجه البخاري (7346) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة آل عمران صلاة - القنوت قرآن - أسباب النزول أدعية وأذكار - دعاء النبي على بعض الأشخاص والأشياء والأمور صلاة - القنوت في الفجر
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - لا صلاةَ لِمَن لَمْ يقرَأْ بأُمِّ القُرآنِ فصاعدًا
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1786 التخريج : أخرجه البخاري (756) باختلاف يسير دون قوله: "فصاعدا"، ومسلم (394)
التصنيف الموضوعي: صلاة - قراءة الفاتحة إحسان - إبطال الأعمال صلاة - القراءة في السرية والجهرية للإمام والمأموم والمنفرد صلاة - مقدار القراءة في الصلاة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - لا صلاةَ لِمَن لَمْ يقرَأْ بأمِّ القُرآنِ فصاعدًا
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1793 التخريج : أخرجه البخاري (756) باختلاف يسير دون قوله: "فصاعدا"، ومسلم (394)
التصنيف الموضوعي: صلاة - قراءة الفاتحة إحسان - إبطال الأعمال صلاة - القراءة في السرية والجهرية للإمام والمأموم والمنفرد صلاة - مقدار القراءة في الصلاة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - بعَث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَريَّةً عينًا وأمَّر عليها عاصمَ بنَ ثابتٍ فانطلَقوا حتَّى إذا كانوا ببعضِ الطَّريقِ بَيْنَ عُسْفانَ ومكَّةَ نزولًا فذُكِروا لِحَيٍّ مِن هُذَيْلٍ يُقالُ لهم : بنو لِحيانَ فاتَّبَعوهم بقريبٍ مِن مئةِ رجُلٍ رامٍ فاقتصُّوا آثارَهم حتَّى نزَلوا منزِلًا نزَلوه فوجَدوا فيه نوَى تمرٍ مِن تمرِ المدينةِ فقيل : هذا مِن تمرِ أهلِ يثرِبَ فاتَّبَعوا آثارَهم حتَّى لحِقوهم فلمَّا آنسَهم عاصمُ بنُ ثابتٍ وأصحابُه لجَؤوا إلى فَدْفَدٍ وجاء القومُ فأحاطوا بهم فقالوا : لكم العهدُ والميثاقُ إنْ نزَلْتُم إلينا ألَّا نقتُلَ منكم رجُلًا فقال عاصمٌ : أمَّا أنا فلا أنزِلُ في ذمَّةِ قومٍ كافرينَ اللَّهمَّ أخبِرْ عنَّا رسولَك فقاتَلوهم في بيوتِهم حتَّى قتَلوا عاصمًا في سبعةِ نفَرٍ وبقي خُبَيبُ بنُ عديٍّ وزيدُ بنُ الدَّثِنَةِ ورجُلٌ آخَرُ فأعطَوْهم العهدَ والميثاقَ أنْ ينزِلوا إليهم فلمَّا استمكَنوا منهم حلُّوا أوتارَ قِسِيِّهم فربَطوهم بها فنادى الرَّجُلُ الثَّالثُ الَّذي معهما هذا أوَّلُ الغدرِ فأبى أنْ يصحَبَهم فجَرُّوه فأبى أنْ يتبَعَهم وقال : لي في هؤلاءِ أُسوةٌ فضرَبوا عُنقَه وانطلَقوا بخُبَيبِ بنِ عَديٍّ وزيدِ بنِ الدَّثِنَةِ حتَّى باعوهما بمكَّةَ فاشترى خُبَيبًا بنو الحارثِ بنِ عامرٍ وكان الحارثُ قُتِل يومَ بدرٍ فمكَث عندَهم أسيرًا حتَّى إذا اجتمَعوا على قتلِه استعار مُوسَى مِن إحدى بناتِ الحارِثِ يستحِدُّ به فأعارَتْه قالت : فغفَلْتُ عن صبيٍّ لي حتَّى أتاه فأخَذه فأضجَعه على فخِذِه والمُوسَى في يدِه فلمَّا رأَيْتُه فزِعْتُ فزَعًا شديدًا فقال : خشِيتِ أنْ أقتُلَه ؟ ما كُنْتُ لِأفعَلَ إنْ شاء اللهُ قال : فكانت تقولُ : ما رأَيْتُ أسيرًا قطُّ خيرًا مِن خُبَيبٍ لقد رأَيْتُه يأكُلُ مِن قِطْفِ عِنَبٍ وما بمكَّةَ يومَئذٍ ثمرةٌ وإنَّه لَمُوثَقٌ في الحديدِ وما كان إلَّا رِزقًا رزَقه اللهُ إيَّاه ثمَّ خرَجوا به مِن الحرَمِ لِيقتُلوه فقال : دعوني أُصلِّي ركعتَيْنِ فصلَّى ركعتَيْنِ ثمَّ قال : لولا أنْ ترَوْا أنَّ ما بي جزَعٌ مِن الموتِ لَزِدْتُ فكان أوَّلَ مَن سنَّ الركعتَيْنِ عندَ القتلِ ثمَّ قال : ولَسْتُ أُبالي حينَ أُقتَلُ مُسلِمَا = على أيِّ شِقٍّ كان للهِ مَصرعي ثمَّ قام إليه عُقبَةُ بنُ الحارِثِ فقتَله وبعَثَتْ قُرَيشٌ إلى موضِعِ عاصمٍ تُريدُ الشَّيءَ مِن جسدِه ليعرِفوه وكان قتَل عظيمًا مِن عُظائمِهم يومَ بدرٍ فبعَث اللهُ عليه مِثْلَ الظُّلَّةِ فلَمْ يقدِروا على شيءٍ منه هكذا حدَّثنا ابنُ قُتَيبةَ مِن كتابِه : ( فقاتَلوهم في بيوتِهم ) وإنَّما هو : ( فقاتَلوهم مِن ثُبوتِهم )
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7039 التخريج : أخرجه البخاري (4086) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: سرايا - السرايا سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم إيمان - الكرامات والأولياء جزية - إذا غدر المشركون بالمسلمين، هل يعفى عنهم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - أوَّلُ ما بُدِئ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الوحيِ الرُّؤيا الصَّادقةُ يراها في النَّومِ فكان لا يرى رؤيا إلَّا جاءت مِثْلَ فلَقِ الصُّبحِ ثمَّ حُبِّب له الخلاءُ فكان يأتي حِراءً فيتحنَّثُ فيه - وهو التعبُّدُ اللَّياليَ ذواتِ العِدَّةِ - ويتزوَّدُ لذلك ثمَّ يرجِعُ إلى خديجةَ فتُزوِّدُه لمثلِها حتَّى فَجِئَه الحقُّ وهو في غارِ حراءٍ فجاءه الملَكُ فيه فقال: اقرَأْ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فقُلْتُ: ما أنا بقارئٍ قال: فأخَذني فغطَّني حتَّى بلَغ منِّي الجَهْدَ ثمَّ أرسَلني فقال لي: اقرَأْ فقُلْتُ: ما أنا بقارئٍ فأخَذني فغطَّني الثَّانيةَ حتَّى بلَغ منِّي الجَهدَ ثمَّ أرسَلني فقال: اقرَأْ فقُلْتُ: ما أنا بقارئٍ فأخَذني فغطَّني الثَّالثةَ حتَّى بلَغ منِّي الجَهْدَ ثمَّ أرسَلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] - حتَّى بلَغ - {مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] - قال: فرجَع بها ترجُفُ بوادرُه حتَّى دخَل على خديجةَ فقال: زمِّلوني زمِّلوني فزمَّلوه حتَّى ذهَب عنه الرَّوعُ ثمَّ قال: يا خديجةُ ما لي ؟ وأخبَرها الخبرَ وقال: قد خشيتُه علَيَّ فقالت: كلَّا أبشِرْ فواللهِ لا يُخزيك اللهُ أبدًا إنَّك لَتصِلُ الرَّحمَ وتصدُقُ الحديثَ وتحمِلُ الكَلَّ وتَقري الضَّيفَ وتُعينُ على نوائبِ الحقِّ ثمَّ انطلَقَت به خديجةُ حتَّى أتَتْ به ورقةَ بنَ نوفلٍ وكان أخا أبيها وكان امرأً تنصَّر في الجاهليَّةِ وكان يكتُبُ الكتابَ العربيَّ فيكتُبُ بالعربيَّةِ مِن الإنجيلِ ما شاء أنْ يكتُبَ وكان شيخًا كبيرًا قد عمِيَ فقالت له خديجةُ: أيْ عمِّ، اسمَعْ مِن ابنِ أخيك فقال ورقةُ: ابنَ أخي، ما ترى ؟ فأخبَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما رأى فقال ورقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِل على موسى يا ليتَني أكونُ فيها جذَعًا أكونُ حيًّا حينَ يُخرِجُك قومُك فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمُخرِجيَّ هم ؟ ! قال: نَعم لم يأتِ أحدٌ قطُّ بما جِئْتَ به إلَّا عُودِي وأوذي وإنْ يُدرِكْني يومُك أنصُرْك نصرًا مؤزَّرًا ثمَّ لم ينشَبْ ورقةُ أنْ تُوفِّي وفتَر الوحيُ فترةً حتَّى حزِن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ فيما بلَغَنا ] حزنًا غدَا منه مِرارًا لكي يتردَّى مِن رؤوسِ شواهقِ الجبالِ فكلَّما أوفى بذِروةِ جبلٍ كي يُلقيَ نفسَه منها تبدَّى له جبريلُ فقال له: يا محمَّدُ إنَّك رسولُ اللهِ حقًّا فيسكُنُ لذلك جأشُه وتقَرُّ نفسُه فيرجِعُ فإذا طال عليه فترةُ الوحيِ غدا لمثلِ ذلك فإذا أوفى بذِروةِ الجبلِ تبدَّى له جبريلُ فيقولُ له مثلَ ذلك
خلاصة حكم المحدث : صحيح، وقول [ (فيما بلَغَنا ) هو من بلاغات الزهري] ومعلوم أن بلاغات الزهري واهية.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 33 التخريج : أخرجه ابن حبان (33) واللفظ له، البخاري (3)، ومسلم (160) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي إيمان - الإيمان بالوحي إيمان - الملائكة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم فضائل سور وآيات - فضل بعض الآيات والسور كالمسبحات ونحوها
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - أنَّ خالدَ بنَ الوليدِ خرَج مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ حُنَينٍ فكان على خيلِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال ابنُ الأزهرِ : فلقد رأَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يقولُ : ( مَن يدُلُّ على رَحْلِ خالدِ بنِ الوليدِ ) ؟ قال ابنُ الأزهرِ : فمشَيْتُ - أو قال : سعَيْتُ - بَيْنَ يدَيْهِ وأنا مُحتَلِمٌ أقولُ : مَن يدُلُّ على رَحْلِ خالدِ بنِ الوليدِ ؟ حتَّى دُلِلْنا على رَحْلِه فإذا هو قاعدٌ مُستنِدٌ إلى مؤخَّرِ رَحْلِه فأتاه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنظَر إلى جُرحِه قال الزُّهريُّ : وحسِبْتُ أنَّه قال : ونفَث فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالرحمن بن أزهر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7090 التخريج : أخرجه ابن حبان (7090) بلفظه، وأحمد (16811)، والحميدي (921)، وأبو عوانة في ((مستخرجه على مسلم)) (7192) جميعا بنحوه .
التصنيف الموضوعي: سرايا - تأمير الأمراء على البعوث والسرايا ووصيتهم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي مغازي - غزوة حنين مناقب وفضائل - خالد بن الوليد مناقب وفضائل - فضائل المهاجرين ومناقبهم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

18 - لم أتخلَّفْ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ إلَّا بدر، ولم يُعاتِبِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحدًا تخلَّف عن بدرٍ إنَّما خرَج النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ العيرَ وخرَجَت قريشٌ مُغيثينَ لعيرِهم فالتقَوا على غيرِ موعدٍ كما قال اللهُ ولعَمْري إنَّ أشرفَ مشاهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّاسِ لَبدرٌ وما أُحِبُّ أنِّي كُنْتُ شهِدْتُها مكانَ بيعتي ليلةَ العَقبةِ حينَ تواثَقْنا على الإسلامِ ولم أتخلَّفْ بعدُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةٍ غزاها حتَّى كانت غزوةُ تبوكَ وهي آخِرُ غزوةٍ غزاها، آذَن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ النَّاسَ ] بالرَّحيلِ وأراد أنْ يتأهَّبوا أُهبةَ غزوِهم وذلك حين طاب الظِّلالُ وطابتِ الثِّمارُ وكان قلَّما أراد غزوةً إلَّا ورَّى غيرَها وكان يقولُ: ( الحربُ خَدْعةٌ ) فأراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غزوةِ تبوكَ أنْ يتأهَّبَ النَّاسُ أُهبَتَه وأنا أيسَرُ ما كُنْتُ قد جمَعْتُ راحلتينِ لي فلم أزَلْ كذلك حتَّى قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غاديًا بالغداةِ وذلك يومَ الخميسِ ـ وكان يُحِبُّ أنْ يخرُجَ يومَ الخميسِ ـ فأصبَح غاديًا فقُلْتُ: أنطلِقُ إلى السُّوقِ وأشتري جَهازي ثمَّ ألحَقُ بها فانطلَقْتُ إلى السُّوقِ مِن الغدِ فعسُر علَيَّ بعضُ شأني فرجَعْتُ فقُلْتُ: أرجِعُ غدًا إنْ شاء اللهُ فألحَقُ بهم فعسُر علَيَّ بعضُ شأني أيضًا فلم أزَلْ كذلك حتَّى لبَّس بي الذَّنبُ وتخلَّفْتُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجعَلْتُ أمشي في الأسواقِ وأطرافِ المدنيةِ فيُحزِنُني ألَّا أرى أحدًا تخلَّف عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا رجلًا مغموصًا عليه في النِّفاقِ وكان ليس أحدٌ تخلَّف إلَّا أرى ذلك سيَخفى له وكان النَّاسُ كثيرًا لا يجمَعُهم ديوانٌ وكان جميعُ مَن تخلَّف عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بضعةً وثمانينَ رجلًا ولم يذكُرْني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى بلَغ تبوكًا فلمَّا بلَغ تبوكًا قال: ( ما فعَل كعبُ بنُ مالكٍ ) ؟ فقال رجلٌ مِن قومي: خلَّفه يا رسولَ اللهِ بُرداهُ والنَّظرُ في عِطْفَيه فقال معاذُ بنُ جبلٍ: بئس ما قُلْتَ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما نعلَمُ إلَّا خيرًا قال: فبَيْنا هم كذلك إذا رجلٌ يزولُ به السَّرابُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( كُنْ أبا خَيثمةَ ) فإذا هو أبو خَيثمةَ فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غزوةَ تبوكٍ وقفَل ودنا مِن المدينةِ جعَلْتُ أتذكَّرُ ماذا أخرُجُ به مِن سخَطِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأستعينُ على ذلك بكلِّ ذي رأيٍ مِن أهلِ بيتي حتَّى إذا قيل: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُصبِّحُكم بالغداةِ راح عنِّي الباطلُ وعرَفْتُ أنِّي لا أنجو إلَّا بالصِّدْقِ فدخَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضُحًى فصلَّى في المسجدِ ركعتينِ ـ وكان إذا قدِم مِن سفرٍ فعَل ذلك: دخَل المسجدَ فصلَّى فيه ركعتينِ ثمَّ جلَس ـ فجعَل يأتيه مَن تخلَّف فيحلِفون له ويعتذِرون إليه فيستغفرُ لهم ويقبَلُ علانيتَهم ويكِلُ سرائرَهم إلى اللهِ فدخَلْتُ المسجدَ فإذا هو جالسٌ فلمَّا رآني تبسَّم تبسُّمَ المُغضَبِ فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( ألم تكُنِ ابتَعْتَ ظَهرًا ) ؟ قُلْتُ: بلى يا نبيَّ اللهِ فقال ( ما خلَّفك عنِّي ) ؟ فقُلْتُ: واللهِ لو بينَ يدَيْ أحَدٍ مِن النَّاسِ غيرِك جلَسْتُ لخرَجْتُ مِن سخَطِه عليَّ بعُذْرٍ ولقد أوتيتُ جدَلًا ولكنِّي قد علِمْتُ ـ يا نبيَّ اللهِ ـ أنِّي إنْ حدَّثْتُك اليومَ بقولٍ تجِدُ عليَّ فيه وهو حقٌّ فإنِّي أرجو فيه عقبى اللهِ وإنْ حدَّثْتُك اليومَ بحديثٍ ترضى عنِّي فيه وهو كذِبٌ أوشَك أنْ يُطلِعَك اللهُ علَيَّ واللهِ يا نبيَّ اللهِ ما كُنْتُ قطُّ أيسَرَ ولا أخفَّ حاذًا منِّي حيثُ تخلَّفْتُ عليك فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( أمَّا هذا فقد صدَقكم الحديثَ قُمْ حتَّى يقضيَ اللهُ فيك) فقُمْتُ فثار على أثري ناسٌ مِن قومي يؤنِّبونَني فقالوا: واللهِ ما نعلَمُك أذنَبْتَ ذنبًا قطُّ قبْلَ هذا فهلَّا اعتذَرْتَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعُذْرٍ يرضاه عنك فيه وكان استغفارُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيأتي مِن وراءِ ذلك ولم تقِفْ موقفًا لا ندري ماذا يُقضى لك فيه فلم يزالوا يؤنِّبونَني حتَّى همَمْتُ أنْ أرجِعَ فأُكذِّبَ نفسي فقُلْتُ: هل قال هذا القولَ أحدٌ غيري ؟ قالوا: نَعم قاله هلالُ بنُ أُميَّةَ ومُرارةُ بنُ ربيعةَ فذكَروا رجلينِ صالحينِ شهِدا بدرًا لي فيهما أُسوةٌ فقُلْتُ: واللهِ لا أرجِعُ إليه في هذا أبدًا ولا أُكذِّبُ نفسي ونهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا أيُّها الثَّلاثةُ فجعَلْتُ أخرُجُ إلى السُّوقِ ولا يُكلِّمُني أحدٌ وتنكَّر لنا النَّاسُ حتَّى ما هم بالَّذينَ نعرِفُ وتنكَّر لنا الحيطانُ حتَّى ما هي بالحيطانِ الَّتي نعرِفُ وتنكَّرَت لنا الأرضُ حتَّى ما هي بالأرضِ الَّتي نعرِفُ وكُنْتُ أقوى أصحابي فكُنْتُ أخرُجُ فأطوفُ في الأسواقِ فآتي المسجدَ وآتي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأُسلِّمُ عليه وأقولُ: هل حرَّك شفَتَيهِ بالسَّلامِ فإذا قُمْتُ أُصلِّي إلى ساريةٍ وأقبَلْتُ على صلاتي نظَر إليَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمؤخِرِ عينَيْه وإذا نظَرْتُ إليه أعرَض عنِّي واشتكى صاحباي فجعَلا يبكيانِ اللَّيلَ والنَّهارَ ولا يُطلِعانِ رؤوسَهما قال: فبَيْنا أنا أطوفُ في الأسواقِ إذا رجلٌ نصرانيٌّ قد جاء بطعامٍ له يبيعُه يقولُ: مَن يدُلُّ على كعبِ بنِ مالكٍ فطفِق النَّاسُ يُشيرونَ له إليَّ فأتاني وأتى بصحيفةٍ مِن ملِكِ غسَّانَ فإذا فيها: أمَّا بعدُ فإنَّه بلَغني أنَّ صاحبَك قد جفاك وأقصاك ولسْتَ بدارِ هوانٍ ولا مَضيعةٍ فالحَقْ بنا نواسِكَ فقُلْتُ: هذا أيضًا مِن البلاءِ فسجَرْتُ لها التَّنُّورَ فأحرَقْتُها فيه فلمَّا مضَت أربعونَ ليلةً إذا رسولٌ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أتاني فقال: اعتزِلِ امرأتَك فقُلْتُ: أُطلِّقُها ؟ قال: لا ولكنْ لا تقرَبْها فجاءَتِ امرأةُ هلالِ بنِ أميَّةَ فقالت: يا نبيَّ اللهِ إنَّ هلالَ بنَ أميَّةَ شيخٌ ضعيفٌ فهل تأذَنُ لي أنْ أخدُمَه قال: ( نَعم ولكنْ لا يقرَبَنَّكِ ) قالت: يا نبيَّ اللهِ ما به حركةٌ لشيءٍ ما زال متَّكئًا يبكي اللَّيلَ والنَّهارَ مُذْ كان مِن أمرِه ما كان قال كعبٌ: فلمَّا طال علَيَّ البلاءُ اقتحَمْتُ على أبي قتادةَ حائطَه ـ وهو ابنُ عمِّي ـ فسلَّمْتُ عليه فلم يرُدَّ علَيَّ فقُلْتُ: أنشُدُكَ اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أحب الله ورسوله ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه ؟ فسكَت فقُلْتُ: أنشُدُك اللهَ يا أبا قتادةَ أتعلَمُ أنِّي أُحِبُّ اللهَ ورسولَه فقال: اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال: فلم أملِكْ نفسي أنْ بكَيْتُ ثمَّ اقتحَمْتُ الحائطَ خارجًا حتَّى إذا مضَتْ خمسونَ ليلةً مِن حينِ نهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن كلامِنا صلَّيْتُ على ظهرِ بيتٍ لنا صلاةَ الفجرِ وأنا في المنزلةِ الَّتي قال اللهُ: قد ضاقَت علينا الأرضُ بما رحُبَت وضاقت علينا أنفسُنا إذ سمِعْتُ نداءً مِن ذِروةِ سَلْعٍ أنْ أبشِرْ يا كعبُ بنَ مالكٍ فخرجت ساجدًا وعرَفْتُ أنَّ اللهَ قد جاءنا بالفرَجِ ثمَّ جاء رجلٌ يركُضُ على فرسٍ يُبشِّرُني فكان الصَّوتُ أسرَعَ مِن فرسِه فأعطَيْتُه ثوبيَّ بشارةً ولبِسْتُ ثوبينِ آخَرينِ وكانت توبتُنا نزَلت على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُلُثَ اللَّيلِ فقالت أمُّ سلَمةَ: يا نبيَّ اللهِ ألا نُبشِّرُ كعبَ بنَ مالكٍ فقال: ( إذًا يحطِمُكم النَّاسُ ويمَنعونَكم النَّومَ سائرَ اللَّيلةِ ) قال: وكانت أمُّ سلَمةَ محسنةً في شأني تُخبِرُني بأمري فانطلَقْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فإذا هو جالسٌ في المسجدِ وحولَه المسلمونَ وهو يستنيرُ كاستنارِ القمرِ وكان إذا سُرَّ بالأمرِ استنار فجِئْتُ فجلَسْتُ بينَ يدَيْهِ فقال: ( يا كعبُ بنَ مالكٍ أبشِرْ بخيرِ يومٍ أتى عليك منذُ ولدَتْك أمُّك ) قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ أمِن عندِ اللهِ أم مِن عندِك ؟ قال: ( بل مِن عندِ اللهِ ) ثمَّ تلا عليهم: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ} [التوبة: 117] حتَّى بلَغ {هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118] قال: وفينا نزَلت {اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119] قال: فقُلْتُ: يا نبيَّ اللهِ إنَّ مِن توبتي أنِّي لا أُحدِّثُ إلَّا صدقًا وأنْ أنخلَعَ مِن مالي كلِّه صدقةً إلى اللهِ وإلى رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال ( أمسِكْ عليك بعضَ مالِك فهو خيرٌ لك ) قال: فقُلْتُ: فإنِّي أُمسِكُ سهمي الَّذي بخيبرَ قال: فما أنعَمَ اللهُ علَيَّ مِن نعمةٍ بعدَ الإسلامِ أعظَمَ في نفسي مِن صدقي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ صدَقْتُه أنا وصاحباي ألَّا نكونَ كذَبْنا فهلَكْنا كما هلَكوا، وما تعمَّدْتُ لكذبةٍ بعدُ وإنِّي لأرجو أنْ يحفَظَني اللهُ فيما بقي قال الزُّهريُّ: فهذا ما انتهى إلينا مِن حديثِ كعبِ بنِ مالكٍ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : كعب بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3370 التخريج : أخرجه ابن حبان (3370) واللفظ له، والبخاري (4418)، ومسلم (2769) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - الكذب وما جاء فيه توبة - توبة كعب وصاحبيه جهاد - الحرب خدعة مغازي - غزوة بدر مغازي - غزوة تبوك
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 - كلَّمْنَني صواحبي أنْ أُكلِّمَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يأمُرَ النَّاسَ فيُهدوا له حيثُ كان فإنَّ النَّاسَ يتحرَّوْنَ بهداياهم يومَ عائشةَ وإنَّا نُحِبُّ الخيرَ كما تُحِبُّ عائشةُ فسكَت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولَمْ يُراجِعْني فجاءني صواحبي فأخبَرْتُهنَّ أنَّه لَمْ يُكلِّمْني فقُلْنَ : واللهِ لا ندَعُه قالت : فكلَّمْتُه مِثْلَ المَقالةِ الأُولى مرَّتَيْنِ أو ثلاثًا كلُّ ذلك يسكُتُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ قال : ( يا أمَّ سلَمةَ لا تُؤذيني في عائشةَ فإنِّي واللهِ ما نزَل الوحيُ علَيَّ وأنا في بيتِ امرأةٍ مِن نسائي غيرَ عائشةَ ) قالت : فقُلْتُ : أعوذُ باللهِ أنْ أسُوءَكَ في عائشةَ

20 - إذا نُودي بالصَّلاةِ أدبَر الشَّيطانُ وله ضُراطٌ حتَّى لا يسمَعَ التَّأذينَ فإذا قُضِي التَّأذينُ أقبَل حتَّى إذا ثُوِّب بها أدبَر حتَّى إذا قُضِي التَّثويبُ أقبَل حتَّى يخطِرَ بَيْنَ المرءِ ونفسِه يقولُ : اذكُرْ كذا اذكُرْ كذا لِما لَمْ يكُنْ يذكُرُ مِن قبْلُ حتَّى يظَلَّ الرَّجُلُ لا يدري كم صلَّى
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1663 التخريج : أخرجه البخاري (1231)، ومسلم (389) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: أذان - فضل التأذين صلاة - الوسوسة في الصلاة أذان - وجوب الأذان وفضل الإقامة إيمان - أعمال الجن والشياطين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

21 - خرَجْتُ قبْلَ أنْ يؤذَّنَ بالأذانِ وكانت لِقاحُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ترعى بذي قَرَدٍ فلقيني غلامٌ لعبدِ الرَّحمنِ بنِ عوفٍ فقال: أُخِذتْ لِقاحُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُلْتُ: مَن أخَذها ؟ قال: غطَفانُ قال: فصرَخْتُ فقُلْتُ: يا صَبَاحاه فأسمَعْتُ ما بينَ لابَتَيِ المدينةِ ثمَّ اندفَعْتُ على وجهي حتَّى أدرَكْتُ القومَ وقد أخَذوا يستقون مِن الماءِ فجعَلْتُ أرميهم بالنَّبْلِ وكُنْتُ راميًا وجعَلْتُ أقولُ: ( أنا ابنُ الأكوعْ واليومُ يومُ الرُّضَّعْ ) حتى استنقَذْتُ اللِّقاحَ منهم واستلَبْتُ منهم ثلاثينَ بُردةً قال: وجاء النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والنَّاسُ فقُلْتُ: بأبي أنتَ وأمِّي قد حمَيْتُ القومَ الماءَ وهم عِطاشٌ فابعَثْ إليهم السَّاعةَ فقال: ( يا ابنَ الأكوعِ ملَكْتَ فأسجِحْ إنَّهم الآنَ بغَطَفانَ يُقْرَوْنَ ) قال: ثمَّ خرَجْنا وأردَفني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على ناقتِه حتَّى دخَلْنا المدينةَ
خلاصة حكم المحدث : حديث صحيح إسناه حسن
الراوي : سلمة بن الأكوع | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4529 التخريج : أخرجه ابن حبان (4529) بهذا اللفظ وأخرجه البخاري (4194) ومسلم (1806) مختصرا
التصنيف الموضوعي: جهاد - الشجاعة في الحرب والجبن آداب المجلس - الركوب على الدابة مغازي - غزوة ذي قرد مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - عن عائشةَ زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا فبرَّأها اللهُ منه قال الزُّهريُّ : وكلُّهم حدَّثني طائفةً مِن حديثِها وبعضُهم أوعى مِن بعضٍ وأثبَتُ له اقتصاصًا وقد وعَيْتُ عن كلِّ واحدٍ منهم الحديثَ الَّذي حدَّثني عن عائشةَ وبعضُ حديثِهم يُصدِّقُ بعضًا زعَموا أنَّ عائشةَ رضِي اللهُ عنها قالت : كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أنْ يخرُجَ سفَرًا أقرَع بَيْنَ أزواجِه فأيَّتُهنَّ خرَج سهمُها خرَج بها معه فأقرَع بَيْنَنا في غَزاةٍ غزاها فخرَج سهمي فخرَجْتُ معه بعدَما أُنزِل الحجابُ وأنا أُحمَلُ في هَوْدجي وأنزِلُ فيه فسِرْنا حتَّى إذا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن غزوتِه تلك قفَل ودنَوْنا مِن المدينةِ فآذَن ليلةً بالرَّحيلِ فقُمْتُ فمشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ فلمَّا قضَيْتُ شأني أقبَلْتُ إلى الرَّحْلِ فلمَسْتُ صدري فإذا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ أظفارٍ قدِ انقطَع فرجَعْتُ فالتمَسْتُ عِقدي فحبَسني ابتغاؤُه فأقبَل الَّذينَ يرحَلونَ بي فاحتمَلوا هَوْدجي فرحَلوه على بعيري الَّذي كُنْتُ أركَبُ وهم يحسَبونَ أنِّي فيه وكان النِّساءُ إذ ذاكَ خِفافًا لَمْ يثقُلْنَ ولَمْ يغشَهنَّ اللَّحمُ وإنَّما يأكُلْنَ العُلقةَ مِن الطَّعامِ فلَمْ يستنكِرِ القومُ حينَ رفَعوه ثِقَلَ الهَوْدجِ فاحتمَلوه وكُنْتُ جاريةً حديثةَ السِّنِّ فبعَثوا الجمَلَ وساروا فوجَدْتُ عِقدي بعدَما استمرَّ الجيشُ فجِئْتُ منزِلَهم وليس فيه أحَدٌ فأقمَتْ منزِلي الَّذي كُنْتُ به وظنَنْتُ أنَّهم سيفقِدوني فيرجِعونَ إلَيَّ فبَيْنا أنا جالسةٌ غلَبَتْني عينايَ فنِمْتُ وكان صفوانُ بنُ المعطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ مِن وراءِ الجيشِ فأصبَح عندَ منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ وكان يراني قبْلَ الحجابِ فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفني فخمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي واللهِ ما تكلَّمْتُ بكلمةٍ ولا سمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه حتَّى أناخ راحلتَه فوطِئ يدَها فركِبْتُها فانطلَق يقودُ بي الرَّاحلةَ حتَّى أتَيْنا الجيشَ بعدَما نزَلوا معرِّسينَ في نحرِ الظَّهيرةِ فهلَك مَن هلَك وكان الَّذي تولَّى كِبْرَ الإفكِ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولٍ فقدِمْنا المدينةَ فاشتكَيْتُ بها شهرًا والنَّاسُ يُفيضونَ في قولِ أصحابِ الإفكِ ويَريبني في وجَعي أنِّي لا أرى مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اللُّطْفَ الَّذي كُنْتُ أرى منه حينَ أمرَضُ إنَّما يدخُلُ فيُسلِّمُ ثمَّ يقولُ : ( كيفَ تِيكُمْ ) ؟ ولا أشعُرُ بشيءٍ مِن ذلك حتَّى نقِهْتُ فخرَجْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ قِبَلَ المَناصِعِ وكان مُتبرَّزَنا لا نخرُجُ إلَّا ليلًا إلى ليلٍ وذلكَ قبْلَ أنْ نتَّخِذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا وأمرُنا أمرُ العرَبِ الأُوَلِ في البَرِّيَّةِ أو في التَّبرُّزِ فأقبَلْتُ أنا وأمُّ مِسطَحٍ بنتُ أبي رُهْمٍ نمشي فعثَرَتْ في مِرْطِها فقالت : تعِس مِسطَحٌ فقُلْتُ : بِئس ما قُلْتِ أتسُبُّينَ رجُلًا شهِد بدرًا ؟ فقالت : يا هَنْتاه ألَمْ تسمَعي ما قالوا ؟ فأخبَرَتْني بما يقولُ أهلُ الإفكِ فازدَدْتُ مرَضًا على مرضٍ فلمَّا رجَعْتُ إلى بيتي دخَل علَيَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( كيف تِيكم ) ؟ فقُلْتُ : ائذَنْ لي آتي أبويَّ قالت : وأنا حينَئذٍ أُريدُ أنْ أستيقِنَ الخبَرَ مِن قِبَلِهما فأذِن لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُ أبويَّ فقُلْتُ لِأُمِّي : ما يتحدَّثُ به النَّاسُ ؟ فقالت : يا بُنيَّةُ هوِّني على نفسِك الشَّأنَ فواللهِ لقلَّما كانتِ امرأةٌ قطُّ وضيئةٌ عندَ رجُلٍ يُحِبُّها ولها ضرائرُ إلَّا أكثَرْنَ عليها فقُلْتُ : سُبحانَ اللهِ لقد تحدَّث النَّاسُ بهذا ؟ قالت : نَعم فبِتُّ تلكَ اللَّيلةَ حتَّى أصبَحْتُ لا يرقَأُ لي دَمْعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ ثمَّ أصبَحْتُ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم علِيَّ بنَ أبي طالبٍ وأُسامةَ بنَ زيدٍ حينَ استَلْبَث الوحيُ يستشيرُهما في فِراقِ أهلِه فأمَّا أُسامةُ فأشار عليه بالَّذي يعلَمُ في نفسِه مِن الوُدِّ لهم فقال : أهلُك يا رسولَ اللهِ ولا نعلَمُ واللهِ إلَّا خيرًا وأمَّا علِيٌّ فقال : يا رسولَ اللهِ لَمْ يُضيِّقِ اللهُ عليكَ والنِّساءُ سواها كثيرٌ وسَلِ الجاريةَ تصدُقْكَ فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَريرةَ فقال : ( يا بَريرةُ هل رأَيْتِ فيها شيئًا ما يريبُكِ ) ؟ فقالت : لا والَّذي بعَثكَ بالحقِّ إنْ رأَيْتُ منها أمرًا أغمِصُه عليها أكثَرَ مِن أنَّها جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ تنامُ عنِ العجينِ فتأتي الدَّاجنُ فتأكُلُه فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن يومِه فاستعذَر مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنِ سَلولٍ فقال : ( مَن يعذِرُني مِن رجُلٍ بلَغ أذاه في أهلي وواللهِ ما علِمْتُ على أهلي إلَّا خيرًا وقد ذكَروا رجُلًا ما علِمْتُ عليه إلَّا خيرًا وما كان يدخُلُ على أهلي إلَّا معي ) فقام سعدُ بنُ مُعاذٍ فقال : يا رسولَ اللهِ وأنا واللهِ أعذِرُك منه إنْ كان مِن الأوسِ ضرَبْنا عُنُقَه وإنْ كان مِن إخوانِنا مِن الخَزرجِ أمَرْتَنا ففعَلْنا فيه أمرَك فقام سعدُ بنُ عُبادةَ وكان قبْلَ ذلكَ رجُلًا صالِحًا ولكِنِ احتمَلَتْه الحَميَّةُ فقال : كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لا تقتُلُه ولا تقدِرُ على ذلكَ فقام أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ فقال كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لَنقتُلَنَّه فإنَّكَ مُنافِقٌ تُجادِلُ عنِ المُنافِقينَ فثار الحيَّانِ الأوسُ والخَزرجُ حتَّى همُّوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المِنبَرِ فجعَل يُخفِّضُهم حتَّى سكَتوا ومكَثْتُ يومي لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ فأصبَح عندي أبواي وقد بكَيْتُ ليلتي ويومي حتَّى أظُنَّ أنَّ البكاءَ فالِقٌ كبِدي قالت : فبَيْنا هما جالسانِ عندي وأنا أبكي إذِ استأذَنَتِ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأذِنْتُ لها فجلَسَتْ تبكي معي فبَيْنا نحنُ كذلك إذ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجلَس ولَمْ يجلِسْ عندي مِن يومِ قيل لي ما قيل قبْلَها وقد مكَث شهرًا لا يُوحَى إليه في شأني شيءٌ قالت : فتشهَّد ثمَّ قال : ( يا عائشةُ أمَّا بعدُ فإنَّه قد بلَغني عنكِ كذا وكذا فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ اللهُ وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ فاستغفِري اللهَ وتُوبي إليه فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بذَنبِه ثمَّ تاب تاب اللهُ عليه ) فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقالتَه قلَص دمعي حتَّى ما أُحِسُّ منه بقَطرةٍ وقُلْتُ لِأَبي : أجِبْ عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لِأمِّي : أجيبي عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيما قال قالت : واللهِ ما أدري ما أقولُ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالت : وأنا جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ لا أقرَأُ كثيرًا مِن القُرآنِ فقُلْتُ : إي واللهِ لقد علِمْتُ أنَّكم سمِعْتُم ما تحدَّث النَّاسُ ووقَر في أنفسِكم وصدَّقْتُم به ولئِنْ قُلْتُ لكم : إنِّي بريئةٌ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لا تُصدِّقوني بذلكَ وإنِ اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لَتُصدِّقُنِّي واللهِ ما أجِدُ لي ولكم مَثَلًا إلَّا أبا يوسُفَ إذ قال : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثمَّ تحوَّلْتُ على فِراشي وأنا أرجو أنْ يُبرِّئَني اللهُ ولكِنْ واللهِ ما ظنَنْتُ أنْ ينزِلَ في شأني وحيٌ ولَأنا أحقَرُ في نفسي مِن أنْ يُتكلَّمَ بالقُرآنِ في أمري ولكنِّي كُنْتُ أرجو أنْ يرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّومِ رؤيا تُبرِّئُني فواللهِ ما رام في مجلسِه ولا خرَج أحَدٌ مِن البيتِ حتَّى أُنزِل عليه فأخَذه ما كان يأخُذُه مِن البُّرَحاءِ حتَّى إنَّه لَينحدِرُ منه مِثلُ الجُمَانِ مِن العَرَقِ في يومٍ شاتٍ فلمَّا سُرِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يضحَكُ فكان أوَّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أنْ قال : ( يا عائشةُ احمَدي اللهَ فقد برَّأكِ اللهُ ) فقالت لي أُمِّي : قومي إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ : لا واللهِ لا أقومُ إليه ولا أحمَدُ إلَّا اللهَ فأنزَل اللهُ تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الآياتِ فلمَّا أنزَل اللهُ هذا في براءتي قال أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ عنه وكان يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقَرابتِه منه : واللهِ لا أُنفِقُ على مِسطَحٍ شيئًا أبدًا بعدَما قال لِعائشةَ فأنزَل اللهُ : {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه : {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ : واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالَّذي كان يُجري عليه وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جَحْشٍ عن أمري فقالت : يا رسولَ اللهِ [ أحمي ] سَمْعي وبصَري وكانت تُساميني فعصَمها اللهُ بالوَرَعِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 7099 التخريج : أخرجه ابن حبان (7099)، والبخاري (2661) كلاهما بلفظه، ومسلم (2770) بزيادة في آخره.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق حدود - التشديد في قذف المحصنات رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال مناقب وفضائل - أهل البيت صلوات الله عليهم مناقب وفضائل - فضائل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

23 - إنَّ ربِّي وعَدني أنْ يُدخِلَ مِن أُمَّتي الجنَّةَ سبعينَ ألفًا بغيرِ حسابٍ ثمَّ يُتْبِعُ كلَّ ألفٍ بسبعينَ ألفًا ثمَّ يَحْثَي بكفِّه ثلاثَ حَثَيَاتٍ ) فكبَّر عُمَرُ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إنَّ السَّبعينَ ألفًا الأُوَلَ يُشفِّعُهم اللهُ في آبائِهم وأُمَّهاتِهم وعشائرِهم وأرجو أنْ يجعَلَ أُمَّتي أدنى الحَثَواتِ الأواخِرِ

24 - أنَّ رجلًا مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُوفِّي يومَ خيبرَ فذكَروه لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( صلُّوا على صاحبِكم ) فتغيَّرت وجوهُ القومِ مِن ذلك فقال: ( إنَّ صاحبَكم غَلَّ في سبيلِ اللهِ ) ففتَحْنا متاعَه فوجَدْنا خَرَزًا مِن خَرَزِ اليهودِ لا يُساوي درهمينِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : زيد بن خالد الجهني | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4853 التخريج : أخرجه أبو داود (2710)، والنسائي (1959)، وابن ماجه (2848) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: غنائم - الغلول وما جاء فيه من العقوبة والوعيد مغازي - غزوة خيبر إيمان - تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون جهاد - الغلول من الغنيمة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

25 - سأل رجلٌ أبا محمَّدٍ - رجلًا مِن الأنصارِ - عن الوِتْرِ فقال: الوِتْرُ واجبٌ كوجوبِ الصَّلاةِ فأتى عُبادةَ بنَ الصَّامتِ فذكَر ذلك له فقال: كذَب أبو محمَّدٍ سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: ( خمسُ صلواتٍ افترضهنَّ اللهُ على عبادِه [ مَن ] لم ينتقِصْ منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ فإنَّ اللهَ جلَّ وعلا جاعلٌ له يومَ القيامةِ عهدًا أنْ يُدخِلَه الجنَّةَ ومَن جاء بهنَّ وقد انتقَص منهنَّ شيئًا استخفافًا بحقِّهنَّ لم يكُنْ له عندَ اللهِ شيءٌ إنْ شاء عذَّبه وإنْ شاء غفَر له )
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 2417 التخريج : أخرجه أبو داود (425)، والنسائي (461)، وابن ماجه (1401)، وابن حبان (1731) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: تراويح وتهجد وقيام ليل - صلاة الوتر صلاة - فرض الصلاة قيامة - الحساب والقصاص صلاة - لا فرض من الصلاة غير الخمس قيامة - أهوال يوم القيامة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 - رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُسلِّمُ عن يمينِه وعن يسارِه حتَّى يُرى بياضُ خدِّه فقال الزُّهريُّ: لم يُسمَعْ هذا الخبرُ مِن حديثِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال إسماعيلُ: كلَّ حديثِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سمِعْتَه ؟ قال: لا قال: فالثُّلثَيْنِ ؟ قال: لا قال: فالنِّصفَ ؟ قال: لا قال: فهو مِن النِّصفِ الَّذي لم تسمَعْ

27 - أيُّما رجُلٍ ظلَم شِبرًا مِن الأرضِ كُلِّفه أنْ يحفِرَه حتَّى يبلُغَ سبعَ أرَضينَ ثمَّ يُطوَّقَه يومَ القيامةِ حتَّى يُفصَلَ بيْنَ النَّاسِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : يعلى بن مرة الثقفي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5164 التخريج : أخرجه أحمد (17571)، وعبد بن حميد (407)، والخرائطي في ((مساوئ الأخلاق)) (633)، وابن حبان (2830)، والطبراني (22/ 270) (692) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: قيامة - الحساب والقصاص مظالم - تحريم الظلم مظالم - من ظلم أرضا رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال مظالم - خطورة المظالم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

28 - أتَيْنا أنسَ بنَ مالكٍ فشكَوْنا إليه الحَجَّاجَ فقال : اصبِروا ( فإنَّه لا يأتي عليكم يومٌ أو زمانٌ إلَّا والَّذي بعدَه شرٌّ منه حتَّى تلقَوْا ربَّكم ) سمِعْتُه مِن نبيِّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

29 - فضلُ صلاةِ الجميعِ على صلاةِ الرَّجلِ وحدَه خمسٌ وعشرونَ درجةً

30 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقَّت في المسحِ على الخُفَّيْنِ ثلاثةَ أيَّامٍ ولياليَهنَّ للمسافرِ، وللمُقيمِ يومٌ وليلةٌ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1328 التخريج : أخرجه ابن حبان (1328) بلفظه، وابن ماجه (556)، وابن خزيمة (192)، والبيهقي (1319) جميعا بلفظ مقارب مطولا.
التصنيف الموضوعي: وضوء - مدة المسح إحسان - الأخذ بالرخصة سفر - المسح على الخفين في السفر وضوء - التوقيت في المسح على الخفين وضوء - المسح على الخفين والجوربين والنعلين
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه