الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني ، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
 

1 - أنَّ أبا طالِبٍ مَرِضَ فثَقُلَ، فعادَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا ابنَ أَخي، ادْعُ ربَّكَ الَّذي بعَثَكَ أنْ يُعافِيَني، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللَّهُمَّ اشفِ عَمِّي. فقالَ: كأنَّما نَشِطَ مِن عِقالٍ، فقالَ أبو طالِبٍ: إنَّ ربَّكَ بعَثَكَ ليُطيعَكَ، قالَ: وأنتَ يا عَمِّ، لئنْ أَطعْتَ اللهَ ليُطيعنَّكَ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2017
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إجابة دعاء النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - معجزات النبي مريض - عيادة المشرك جنائز وموت - عيادة المريض فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس

2 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَل عَليهِم وعَبَّاسٌ عَمُّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَشتَكي، فتَمَنَّى عَبَّاسٌ المَوتَ، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا عَمُّ، لا تَتَمَنَّ المَوتَ؛ فإنَّكَ إنْ كُنتَ مُحسِنًا فإنْ تُؤخَّرْ تَزدادُ إحسانًا إلى إحسانِكَ خَيرًا لكَ، وإنْ كُنتَ مُسيئًا فإنْ تُؤخَّرْ تَستَعتِبْ من إساءَتِكَ خَيرًا لكَ، فلا تَتَمَنَّ المَوتَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أم الفضل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1271
التصنيف الموضوعي: مريض - تمني المريض الموت جنائز وموت - النهي عن تمني الموت لضر نزل به رقائق وزهد - الوصايا النافعة مناقب وفضائل - العباس بن عبد المطلب

3 - عن زَيدِ بنِ ثابتٍ، قال: لا تَرِثُ العمَّةُ أُختًا لأبٍ للأَبِ والأُمِّ، ولا الخالةُ، ولا مَن هو أبعَدُ نَسبًا مِن المتوفَّى.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
الراوي : خارجة بن زيد بن ثابت | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8211
التصنيف الموضوعي: فرائض ومواريث - ذوي الأرحام فرائض ومواريث - ميراث العمة

4 - قالَ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رَضيَ اللهُ عنه، سألتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما شيبُكَ؟ قالَ: «سورةُ هودٍ، والواقعةُ والمرسلاتُ، و{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} و{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}».

5 - خطَبَ عليٌّ ابْنةَ أبي جَهلٍ إلى عمِّها الحارِثِ بنِ هِشامٍ، فاستَشارَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «أعن حَسَبِها تَسأَلُني؟» قالَ عَليٌّ: قد أعلَمُ ما حسَبُها، ولكنْ أتأمُرُني بها؟ فقالَ: «لا، فاطِمةُ مُضْغةٌ منِّي، ولا أحسَبُ إلَّا وأنَّها تَحزَنُ أو تَجزَعُ»، فقالَ عَليٌّ: لا آتي شَيئًا تَكرَهُه.

6 - رَأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الجاهِليَّةِ بِسوقِ ذي المَجازِ وهو يقولُ: «يا أَيُّها النَّاسُ، قولوا لا إلَهَ إلَّا اللهُ تُفْلِحوا»، قالَ: يُردِّدُها مِرارًا والنَّاسُ مُجتَمِعونَ عليه يَتَّبِعونَهُ، وإذا وَراءَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ ذو غَديرَتَيْنِ وَضِيءُ الوَجْهِ يقولُ: إنَّه صابِئٌ كاذِبٌ، فسَأَلْتُ: مَنْ هذا؟ فقالوا: عَمُّهُ أَبو لَهَبٍ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : ربيعة بن عباد الدؤلي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 39
التصنيف الموضوعي: إسلام - أركان الإسلام إسلام - فضل الإسلام إيمان - تبليغ النبي الدعوة وعدم كتمانه شيئا من الوحي رقائق وزهد - مخالطة الناس، والصبر على أذاهم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما صبر عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الله عز وجل

7 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني ، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

8 - أنَّ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه رأى في يَدِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ درهمًا، فقالَ: ما هذا الدِّرهمُ؟ فقالَ: أُريدُ أنْ أَشتريَ لأهلي بدِرْهمٍ لحمًا. فرَمَوْا إليه، فقالَ عُمَرُ: أَكُلُّ ما اشتَهَيْتُم اشتريْتُموها؟ ما يُريدُ أحدُكُم أنْ يَطويَ بطنَهُ لابنِ عمِّهِ وجارِهِ؟ أين تَذهبُ عَنْكم هذه الآيةُ: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا} [الأحقاف: 20]؟
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3744
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل اللحم تفسير آيات - سورة الأحقاف رقائق وزهد - ما ينبغي لكل مسلم أن يستعمله من قصر الأمل والاستعداد للموت رقائق وزهد - الزهد في الدنيا أطعمة - ما يحل من الأطعمة

9 - عنْ مُحمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ زُرارةَ، قالَ: سَمِعْتُ عمِّي -وما رَأيتُ أحدًا مِنَّا به [شَبِيهًا] يُحدِّثُ أنَّ سَعدَ بنَ زُرارةَ أخَذَهُ وجَعٌ -وتُسَمِّيهِ أهْلُ المدينةِ الذِّبْحَ- فكَواهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فماتَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَيِّتُ سُوءٍ، ليَهودُ ليَقولونَ: لولَا دَفَعَ عنْ صاحبِهِ، ولا أملِكُ له، ولا شيئًا لنَفْسِي.

10 - عنْ أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه قالَ: "لَمَّا كانَ يومُ اليَمامةِ جِئتُ إلى ثابِتِ بنِ قَيسِ بنِ شمَّاسٍ وهو يَتحنَّطُ فقلْتُ: يا عمُّ، ألَا تَرى ما يَلْقى النَّاسُ؟ فلبِسَ أكْفانَه، ثمَّ أقبَلَ وهو يَقولُ: الآن الآن، وجعَلَ يقولُ: بالحَنوطِ، وأوْمأَ الأنْصاريُّ على ساقِه هكذا في وُجوهِ القَومِ يُقارِعُ القَومَ، بِئسَ ما عوَّدَتْكم أقْرانُكم، ما هكذا كنَّا نُقاتِلَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : موسى بن أنس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5110
التصنيف الموضوعي: جهاد - الشجاعة في الحرب والجبن ردة - أخبار الردة والمرتدين مناقب وفضائل - ثابت بن قيس بن شماس

11 - أنَّ عُمَرَ رآه كَئيبًا، فقالَ له: ما لكَ؟ لَعلَّه ساءَتْكَ إمرةُ ابنِ عَمِّكَ ، قالَ: لا، وأثنى على أبي بَكرٍ، ولَكِنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: كَلِمةٌ لا يَقولُها عَبدٌ عِندَ مَوتِه إلَّا فَرَّج اللهُ عنه كُربَتَه، وأشرَقَ لَونُه. فما مَنَعني أن أسألَه عنها إلَّا القُدرةُ عليها حتَّى ماتَ، فقالَ عمر: إنِّي لَأَعرِفُها، فقالَ له طَلحةُ: وما هي؟ فقالَ له عُمَرُ: هل تَعلَمُ كَلِمةً هي أعظَمُ من كَلِمةٍ أمر بها عَمَّه: لا إلَهَ إلَّا اللهُ؟! فقالَ له طَلحةُ: هي والله هي!

12 - أنَّ عُثمانَ بنَ عَفَّانَ حَدَّث عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنهما، قالَ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: إنِّي لَأعلَمُ كَلِمةً لا يَقولُها عَبدٌ حَقًّا من قَلبِه فيَموُت إلَّا حُرِّم على النَّارِ فقُبِضَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولم يُخبِرْناها، فقالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: أنا أُخبِرُكَ بها، هي كَلِمةُ الإخلاصِ الَّتي أمر بها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَمَّه أبا طالِبٍ عِندَ المَوتِ: شَهادةُ أن لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وهي الكَلِمةُ الَّتي أكرَمَ اللهُ بها مُحَمَّدًا وأصحابَه.

13 - أنَّ عَبدَ اللهِ بنَ جَعفَرٍ قالَ: لو رَأيتَني وقُثَمَ وعُبَيدَ اللهِ بنَ العَبَّاسِ نَلعَبُ إذ مرَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على دابَّةٍ فقالَ: احمِلوا هذا إلَيَّ فجَعَلني أمامَه، ثمَّ قالَ لقُثَمَ: احمِلوا هذا إلَيَّ فجَعَله وَراءه ما استَحيا من عَمِّه العَبَّاسِ أن حَمَل قُثَمَ، وتَرَك عُبَيدَ اللهِ، ثمَّ مَسَح برَأسي ثَلاثًا، فلمَّا مَسَح قالَ: اللَّهُمَّ اخلُفْ جَعفَرًا في وَلَدِه. قُلتُ لعَبدِ اللهِ بنِ جَعفَرٍ: ما فَعَل قُثَمُ؟ قالَ: استُشهِدَ، قُلتُ لعَبدِ اللهِ: اللهُ ورَسولُه كان أعلَمَ بخَبَرِه قالَ: أجَلْ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبدالله بن جعفر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1396
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الدعاء للصبيان ومسح رؤوسهم آداب المجلس - الركوب على الدابة لعب ولهو - ما يباح من اللعب بر وصلة - لعب الأولاد فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - سعة علم النبي صلى الله عليه وسلم

14 - أوَّلُ ما اشتَكَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بيْتِ مَيمونةَ، فاشتَدَّ وجَعُه حتَّى أُغْمِيَ عليه، قالَ: فتَشَاوَرَ نِساءٌ في لَدِّهِ فلَدُّوهُ، فلَمَّا أفاقَ، قالَ: ما هذا فِعْلُ نساءٍ جِئْنَ مِن هاهُنا، وأشارَ إلى أرضِ الحَبَشةِ، وكانتْ فيهِنَّ أسماءُ بنتُ عُمَيْسٍ، فقالوا: كُنَّا نَتَّهِمُ بكَ ذاتَ الجَنْبِ يا رسولَ اللهِ، قالَ: إنَّ ذلكَ لَداءٌ ما كانَ اللهُ لِيَقْذفَني بهِ، لا يَبْقَيَنَّ في البيتِ أحدٌ إلَّا لُدَّ، إلَّا عَمَّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. يعني عبَّاسًا، قالَ: فلقدْ الْتَدَّتْ مَيْمونةُ يومَئذٍ وإنَّها لَصائمةٌ، بعَزيمةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أسماء بنت عميس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7651
التصنيف الموضوعي: طب - اللدود طب - ذات الجنب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته مريض - شدة المرض فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم

15 - لمَّا تُوفِّيَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قامَ خُطَباءُ الأنْصارِ، فجعَلَ الرَّجلُ منهم يَقولُ: يا مَعشَرَ المُهاجِرينَ، إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا استَعمَلَ رَجلًا منكم قرَنَ معَه رَجلًا منَّا، فنَرَى أنْ يَليَ هذا الأمْرَ رَجُلانِ أحَدُهما منكم والآخَرُ منَّا، قالَ: فتَتابَعَتْ خُطَباءُ الأنْصارِ على ذلك، فقامَ زَيدُ بنُ ثابِتٍ، فقالَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ منَ المُهاجِرينَ، وإنَّ الإمامَ يَكونُ منَ المُهاجِرينَ، ونحن أنْصارُه كما كنَّا أنْصارَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقامَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فقالَ: «جَزاكمُ اللهُ خَيرًا يا مَعشَرَ الأنْصارِ، وثبَّتَ قائِلَكم»، ثمَّ قالَ: «أمَا لو فعَلْتُم غيرَ ذلك لمَا صالَحْناكم»، ثمَّ أخَذَ زَيدُ بنُ ثابتٍ بيَدِ أبي بَكرٍ، فقالَ: هذا صاحِبُكم، فبايِعُوه، ثمَّ انطَلِقوا، فلمَّا قعَدَ أبو بَكرٍ على المِنبَرِ نظَرَ في وُجوهِ القَومِ فلم يَرَ عليًّا، فسألَ عنه، فقامَ ناسٌ منَ الأنْصارِ فأتَوْا به، فقالَ أبو بَكرٍ: ابنُ عمِّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وخَتَنُه أردْتَ أنْ تشُقَّ عَصا المُسْلِمينَ؟ فقالَ: لا تَثْريبَ يا خَليفةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فبايَعَه، ثمَّ لم يَرَ الزُّبَيرَ بنَ العَوَّامِ فسألَ عنه حتَّى جاؤُوا به، فقالَ: ابنُ عمَّةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحَوارِيُّه أردْتَ أنْ تشُقَّ عَصا المُسْلِمينَ، فقالَ مِثلَ قَولِه: لا تَثْريبَ يا خَليفةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فبايَعاهُ.

16 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ عَمروَ بنَ أُقيشٍ كان له رِبًا في الجاهليَّةِ، فكَرِهَ أنْ يُسلِمَ حتَّى يَأخُذَه، فجاءَ يومَ أُحُدٍ، فقالَ: أين بنو عَمِّي؟ فقالوا: بأُحُدٍ، فقالَ: أين فلانٌ؟ قالوا: بأُحُدٍ، قالَ: أين فلانٌ؟ قالوا: بأُحُدٍ، فلَبِسَ لَأْمَتَه، ورَكِبَ فَرَسَه، ثُمَّ تَوَجَّه قِبلَهُم، فلمَّا رآه المسلمونَ، قالوا: إليكَ عنَّا يا عَمرُو، قالَ: إنِّي آمنتُ، فقاتَلَ حتَّى جُرِحَ، فحُمِلَ إلى أَهلِه جَريحًا، فجاءَه سَعدُ بنُ مُعاذٍ، فقالَ لأُختِهِ: سَليهِ حَمِيَّةً لقومِكَ، أوْ غضبًا لهم أمْ غضبًا للهِ ورسولِه؟ فقالَ: بل غضبًا للهِ ورسولِه، فماتَ فدَخَلَ الجنَّةَ، وما صلَّى للهِ صلاةً.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2569
التصنيف الموضوعي: جهاد - أبواب الجنة تحت ظلال السيوف جهاد - النية في القتال والغزو مغازي - غزوة أحد مناقب وفضائل - عمرو بن أقيش جنة - الخصال التي تدخل الجنة وتحقن الدم

17 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ يومَ بَدرٍ: «مَن لَقيَ منكمُ العبَّاسَ فلْيَكفُفْ عنه؛ فإنَّه خرَجَ مُستَكرَهًا»، فقالَ أبو حُذَيْفةَ بنُ عُتْبةَ: أنَقتُلُ آباءَنا وإخْوانَنا وعَشائرَنا، ونَدَعُ العبَّاسَ، واللهِ لَأدْعُنَّه بالسَّيفِ، فبلَغَتْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ لعُمَرَ بنِ الخطَّابِ: "يا أبا حَفصٍ، قالَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه: إنَّه لَأوَّلُ يَومٍ كَنَّاني فيه بحَفصٍ، أيُضرَبُ وَجهُ عمِّ رَسولِ اللهِ بالسَّيفِ؟" فقالَ عُمَرُ: دَعْني فلأَضرِبْ عُنُقَه؛ فإنَّه قد نافَقَ ، فكانَ أبو حُذَيفةَ يَقولُ: ما أنا بآمِنٍ من تلك الكَلمةِ الَّتي قلْتُ، ولا أزالُ خائفًا حتَّى يُكفِّرَها اللهُ عنِّي بالشَّهادةِ، قالَ: فقُتِلَ يومَ اليَمامةِ شَهيدًا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5065
التصنيف الموضوعي: أسماء - التكني جهاد - الأمان والوفاء به ومن له إعطاء الأمان مغازي - غزوة بدر جنائز وموت - فضل موت الشهادة مناقب وفضائل - العباس بن عبد المطلب

18 - عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كان بَنو أُبيَرِقٍ رهطًا مِن بَني ظَفَرٍ، وكانوا ثَلاثةً: بَشيرٌ وبِشرٌ ومُبشِّرٌ، وكان بَشِيرٌ يُكْنى أبا طُعْمةَ، وكان شاعرًا، وكان مُنافِقًا، وكان يَقولُ الشِّعرَ يَهْجو به أصحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ يَقولُ: قالَه فلانٌ، فإذا بَلَغَهم ذلك، قالوا: كذَبَ عدُوُّ اللهِ؛ ما قاله إلَّا هو، فقال: أَوَكُلَّمَا قالَ الرِّجَالُ قَصِيدَةً... ضَمُّوا إلَيَّ بأَنْ أُبَيْرِقَ قالَها مُتَخَطِّمِينَ كأَنَّنِي أخْشاهُمُ... جَدَعَ الإِلَهُ أُنُوفَهُمْ فأَبَانَها وكانوا أهْلَ فَقرٍ وحاجةٍ في الجاهليَّةِ والإسلامِ، وكان عمِّي رِفاعةُ بنُ زَيدٍ رجُلًا مُوسِرًا أدْرَكَه الإسلامُ، فواللهِ إنْ كنتُ لَأَرى أنَّ في إسلامِه شَيئًا، وكان إذا كان له يَسارٌ ، فقَدِمَت عليه هذه الطَّائفةُ مِنَ السَّدَمِ تَحْمِلُ الدَّرْمكَ ابْتاعَ لنفْسِه ما يَحِلُّ به، فأمَّا العِيالُ فكان يُقِيتُهم الشَّعيرَ، فقَدِمَت ضافِطةٌ -وهُم الأنباطُ- تَحمِلُ دَرْمَكًا، فابتاعَ رِفاعةُ حِملَينِ مِن شَعيرٍ، فجَعَلَهما في عُلِّيَّةٍ له، وكان في عُلِّيَّتِه دِرعانِ له وما يُصلِحُهما مِن آلَتِهما، فطَرَقه بَشيرٌ مِنَ اللَّيلِ، فيَخرِقُ العُلِّيَّةَ مِن ظَهرِها، فأخَذَ الطَّعامَ، ثمَّ أخَذَ السِّلاحَ، فلمَّا أصبَحَ عمِّي بَعَث إلَيَّ فأتَيْتُه، فقال: أُغِيرَ علينا هذه اللَّيلةَ، فذُهِبَ بطَعامِنا وسِلاحِنا، فقال بَشِيرٌ وإخوتُه: واللهِ ما صاحبُ مَتاعِكم إلَّا لَبيدُ بنُ سَهلٍ -لرجُلٍ منَّا كان ذا حسَبٍ وصَلاحٍ- فلمَّا بَلَغَه، قال: أُصْلِتُ واللهِ بالسَّيفِ، ثمَّ قال: أيْ بَني الأُبَيرِقِ، أنا أسْرِقُ؟! فواللهِ لَيُخالِطَنَّكم هذا السَّيفُ أو لَيَتبيَّنْ مَن صاحبُ هذه السَّرقةِ، فقالوا: انصَرِفْ عنَّا؛ فواللهِ إنَّك لَبِريءٌ مِن هذه السَّرقةِ، فقال: كلَّا وقدْ زعَمْتُم. ثمَّ سَألْنا في الدَّارِ وتَجسَّسْنا، حتَّى قِيل لنا: واللهِ لَقدِ استَوقَدَت بَنو أُبَيرِقٍ اللَّيلةَ، وما نَراهُ إلَّا على طَعامِكم، فما زِلْنا حتَّى كِدْنا نَستيقنُ أنَّهم أصحابُه، فجِئتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فكَلَّمتُه فيهم، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أهلَ بَيتٍ منَّا أهلُ جَفاءٍ وسَفهٍ، غَدَوا على عمِّي، فخَرَقوا عُلِّيَّةً له مِن ظَهرِها، فغَدَوا على طَعامٍ وسِلاحٍ؛ فأمَّا الطَّعامُ فلا حاجةَ لنا فيه، وأمَّا السِّلاحُ فلْيَرُدَّه علينا، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَأنظُرُ في ذلكَ. وكان لهُم ابنُ عمٍّ يُقالُ له: أُسَيرُ بنُ عُروةَ، فجمَعَ رِجالَ قَومِه، ثمَّ أتى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنَّ رِفاعةَ بنَ زَيدٍ وابنَ أخيهِ قَتادةَ بنَ النُّعمانِ قدْ عَمِدَا إلى أهلِ بَيتٍ منَّا أهلِ حَسبٍ وشرَفٍ وصَلاحٍ، يَأْبِنُونَهم بالقبيحِ، ويَأْبِنُونَهم بالسَّرقةِ بغَيرِ بيِّنةٍ ولا شَهادةٍ، فوضَعَ عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بلسانِه ما شاء ثمَّ انصَرَفَ، وجِئتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكلَّمْتُه، فجَبَهَني جَبَهًا شَديدًا، وقال: بِئسَ ما صنَعْتَ! وبِئسَ ما مَشِيتَ فيه! عَمِدتَ إلى أهلِ بَيتٍ منكم أهلِ حَسبٍ وصَلاحٍ تَرمِيهم بالسَّرقةِ وتَأْبِنُهم فيها بغَيرِ بيِّنةٍ ولا تَثبُّتٍ. فسَمِعتُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أكرَهُ، فانصَرَفْتُ عنه ولَوَدِدتُ أنِّي خرَجْتُ مِن مالي ولم أُكَلِّمْه، فلمَّا أنْ رجَعْتُ إلى الدَّارِ أرسَلَ إلَيَّ عمِّي: يا ابنَ أخي، ما صنَعْتَ؟ فقُلتُ: واللهِ لَوَدِدتُ أنِّي خرَجْتُ مِن مالي ولم أُكَلِّمْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيه، وايمُ اللهِ لا أعودُ إليه أبدًا، فقال: اللهُ المستعانُ! فنزَلَ القرآنُ {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105] أبو طُعْمةَ بنُ أُبَيرِقٍ، فقَرَأ حتَّى بلَغَ {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا} [النساء: 106-112] لَبيدُ بنُ سَهلٍ، {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ} [النساء: 113]، يَعني أُسَيرَ بنَ عُروةَ وأصحابَه، ثمَّ قال: يَعني بذلك أُسيرَ بنَ عُروةَ وأصحابَه {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} إلى قولِه: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 114-116]، أي: كان ذنْبُه دونَ الشِّركِ، فلمَّا نزَلَ القرآنُ هَرَب فلَحِق بمكَّةَ. وبَعَث رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلَيَّ الدِّرعينِ وأداتَهُما، فرَدَّهما على رِفاعةَ. قال قَتادةُ: فلمَّا جِئتُه بهما وما مَعهما، قال: يا ابنَ أخي، هما في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فرجَوتُ أنَّ عمِّي حَسُنَ إسلامُه، وكان ظنِّي به غيرَ ذلك، وخرَجَ ابنُ أُبَيرِقٍ حتَّى نزَلَ على سُلامةَ بنتِ سَعدِ بنِ سُهَيلٍ أختِ بَني عَمرِو بنِ عَوفٍ، وكانت عندَ طَلْحةَ بنِ أبي طَلْحةَ بمكَّةَ، فوقَعَ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه يَشتُمُهم، فرَماهُ حسَّانُ بنُ ثابتٍ بأبياتٍ، فقال: أَيَا سَارِقَ الدَّرْعَيْنِ إِنْ كُنْتَ ذَاكِرًا... بِذِي كَرَمٍ بَيْنَ الرِّجَالِ أُوَادِعُهْ وَقَدْ أَنْزَلْتَهُ بِنْتُ سَعْدٍ فَأَصْبَحَتْ... يُنَازِعُهَا جَلْدَ اسْتِهِ وَتُنَازِعُهْ فَهَلَّا أَسِيرًا جِئْتَ جَارَكَ رَاغِبًا... إِلَيْهِ وَلَمْ تَعْمَدْ لَهُ فَتُدَافِعُهْ ظَنَنْتُمْ بِأَنْ يَخْفَى الَّذِي قَدْ فَعَلْتُمُ... وَفِيكُمْ نَبِيٌّ عِنْدَهُ الْوَحْيُ وَاضِعُهْ فَلَوْلَا رِجَالٌ مِنْكُمُ تَشْتُمُونَهُمْ... بِذَاكَ لَقَدْ حَلَّتْ عَلَيْهِ طَوَالِعُهْ فَإِنْ تَذْكُرُوا كَعْبًا إِلَى مَا نَسَبْتُمُ... فَهَلْ مِنْ أَدِيمٍ لَيْسَ فِيهِ أَكَارِعُهْ وَجَدْتَهُمُ يَرْجُونَكُمْ قَدْ عَلِمْتُمُ... كَمَا الْغَيْثُ يُرْجِيهِ السَّمِينُ وَتَابِعُهْ فلمَّا بلَغَها شِعرُ حسَّانَ أخَذَت رَحْلَ أُبَيرِقٍ، فوَضَعَتْه على رأْسِها حتَّى قَذَفَته بالأبطَحِ، ثمَّ حلَقَت وسَلَقت وخَرَقَت وحَلَفت: إنْ بِتَّ في بَيتي لَيلةً سَوداءَ؛ أهْدَيْتَ لي شِعرَ حسَّانَ بنَ ثابتٍ، ما كُنتَ لِتَنزِلَ علَيَّ بخَيرٍ، فلمَّا أخرَجَتْه لَحِقَ بالطَّائفِ، فدخَلَ بيتًا ليْس فيه أحدٌ، فوَقَع عليه فقَتَله، فجَعَلَت قُرَيشٌ تقولُ: واللهِ لا يُفارِقُ محمَّدًا أحدٌ مِن أصحابِه فيه خَيرٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
الراوي : عمر بن قتادة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8376
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النساء قرآن - أسباب النزول مناقب وفضائل - حسان بن ثابت إيمان - العفو عما دون الشرك شعر - الرخصة في الشعر ما لم يكن شركا أو هجاء مسلم

19 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، قَالَ: دَخَلَ عَبدُ اللهِ بنُ العبَّاسِ على مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيانَ وقد تَحلَّقَتْ عندَه بُطونُ قُرَيشٍ، فسأَلَه مُعاويةُ عنْ آبائِهم إلى أنْ قالَ: فما تَقولُ في أبيكَ العبَّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ؟ فقالَ: رحِمَ اللهُ أبا الفَضلِ، كانَ واللهِ عمَّ نَبيِّ اللهِ، وقرَّةَ عَينِ رَسولِ اللهِ، سيِّدُ الأعْمامِ والأخْدانِ، جَدُّ الأجْدادِ، وآباؤُه الأجْوادُ، وأجْدادُه الأنْجادُ، له عِلمٌ بالأُمورِ، قد زانَه حِلمٌ، وقد عَلاه فَهمٌ، كانَ يَكسِبُ حِبالَه كلُّ مُهنَّدٍ، ويَكسِبُ لرَأْيِه كلُّ مُخالِفٍ رِعْديدٍ، تَلاشَتِ الأخْدانُ عندَ ذِكرِ فَضيلتِه، وتَباعَدَتِ الأنْسابُ عندَ ذِكرِ عَشيرَتِه، صاحِبُ البَيتِ والسِّقايةِ والنَّسبِ والقَرابةِ، ولمَ لا يكونُ كذلك؟ وكيف لا يكونُ كذلك؟ ومُدبِّرُ سياسَتَه أكرَمُ مَن دبَّرَ، وأفهَمُ مَن مَشى مِن قُرَيشٍ وركِبَ.

20 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ: لمَّا قُبِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصارِ: هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّهمُ اليَوْمَ كَثيرٌ. فقالَ: واعَجَبًا لكَ يا ابنَ عَبَّاسٍ! أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرونَ إليكَ وفي النَّاسِ مِنْ أَصْحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَنْ فيهم؟! قالَ: فَتَرَكْتُ ذاكَ، وأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ أَصْحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنْ كان يَبْلُغُني الحَديثُ عنِ الرَّجُلِ فآتي بابَهُ وهو قائلٌ فأتَوَسَّدُ رِدائي على بابِهِ تَسْفي الرِّيحُ عَلَيَّ مِنَ التُّرابِ فَيَخْرُجُ فَيَراني. فقالَ: يا ابْنَ عَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما جاءَ بِكَ؟ هَلَّا أَرْسَلْتَ إلَيَّ فآتيَكَ؟ فأقولُ: لا، أَنا أَحَقُّ أَنْ آتيَكَ. قالَ: فَأَسْأَلُهُ عنِ الحَديثِ، فَعاشَ هذا الرَّجُلُ الأَنْصاريُّ حتَّى رآني وقدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلي يَسْأَلونَني، فيَقولُ: هذا الفَتَى كان أَعْقَلَ مِنِّي».

21 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما قالَ: لَمَّا ماتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قلْتُ لرَجُلٍ مِنَ الأنْصارِ: هلُمَّ يا فُلانُ، فلْنَطلُبْ؛ فإنَّ أصْحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْياءٌ، قالَ: عَجبًا لكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، تَرى النَّاسَ يَحْتاجونَ إليكَ وفي النَّاسِ مِن أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن فيهم؟ قالَ: فترَكْتُ ذاك وأقبَلْتُ أطلُبُ، إنْ كانَ الحَديثُ لَيَبلُغُني عنِ الرَّجلِ مِن أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قد سَمِعَه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فآتيهِ فأجلِسُ ببابِه، فتَسْفِقُ الرِّيحُ على وَجْهي فيَخرُجُ إليَّ فيَقولُ: ابنَ عمِّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما جاءَ بكَ؟ ما حاجَتُكَ؟ فأقولُ: حَديثٌ بلَغَني عنكَ تَرْويه عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيَقولُ: ألَا أرسَلْتَ إليَّ؟ فأقولُ: أنا أحَقُّ أنْ آتيَكَ، قالَ: فبَقيَ ذلك الرَّجلُ حتَّى أنَّ النَّاسَ اجتَمَعوا عَلَيَّ، فقالَ: هذا الفَتى كانَ أعقَلَ منِّي.

22 - عن مَعبَدِ بنِ خالدٍ، قال: دخَلْتُ المسجدَ، فإذا فيه شَيخٌ يُتْفلى، فسَلَّمْتُ عليه فردَّ علَيَّ السَّلامَ، وجلَسْتُ إليه فقُلتُ: مَن أنتَ يا عمِّ؟ فقال: بلْ مَن أنتَ يا ابنَ أخي؟ قُلتُ: أنا مَعبَدُ بنُ خالدٍ، فقال: مَرحبًا بكَ، قدْ عرَفْتُ أباكَ كان معي بدِمَشقَ، وإنِّي وأباكَ لَأوَّلُ فارسينِ وقَفَا ببابِ عَذْراءَ -مَدينةٌ بالشَّامِ- فقُلتُ: مَن أنتَ؟ فقال: أنا أبو سَرِيحةَ الغِفاريُّ صاحبُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلتُ: حدِّثْني عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: نعمْ؛ سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: يُحشَرُ رجُلانِ مِن مُزَينةَ، هما آخِرُ النَّاسِ يُحشَرانِ، يُقبِلانِ مِن جبَلٍ قدْ تَسوَّراهُ حتَّى يَأتِيا مَعالِمَ النَّاسِ، فيَجِدانِ الأرضَ وُحوشًا حتَّى يَأتِيا المدينةَ، فإذا بَلَغا أدْنى المدينةِ قالا: أيْن النَّاسُ؟ فلا يَرَيانِ أحدًا، فيَقولُ أحدُهما لصاحبِه: النَّاسُ في دُورِهم، فيَدخُلانِ الدُّورَ فإذا ليْس فيها أحدٌ، وإذا على الفُرشِ الثَّعالبُ والسَّنانيرُ، فيَقولُان: أيْن النَّاسُ؟ فيَقولُ أحدُهما، النَّاسُ في المسجدِ فيَأتيانِ المسجِدَ فلا يَجِدانِ أحدًا، فيَقولُان: أيْن النَّاسُ؟ فيَقولُ أحدُهما: النَّاسُ في السُّوقُ؛ شَغَلتْهم الأسواقُ، فيَخرُجانِ حتَّى يَأتِيا الأسواقَ فلا يَجِدانِ فيها أحدًا، فيَنطلقانِ حتَّى يَأتِيا الثَّنيَّةِ فإذا عليها مَلَكانِ فيَأخُذانِ بأرجُلِهما فيَسْحبانِهما إلى أرضِ المحْشَرِ، وهما آخِرُ النَّاسِ حشْرًا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه
الراوي : أبو سريحة الغفاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8917
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - أمارات الساعة وأشراطها أشراط الساعة - علامات الساعة الكبرى إيمان - اليوم الآخر اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها قيامة - أهوال يوم القيامة

23 - مَضى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصْحابُه عامَ الفَتحِ حتَّى نزَلَ مرَّ الظَّهْرانِ في عَشَرةِ آلَافٍ منَ المُسْلِمينَ، فسبَّعَتْ سُلَيمٌ، وألَّفَتْ مُزَيْنةُ، وفي كلِّ القَبائلِ عدَدٌ وإسْلامٌ، وأوْعَبَ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُهاجِرونَ والأنْصارُ، فلم يَتخلَّفْ عنه منهم أحَد، وقد عَمِيَتِ الأخْبارُ على قُرَيشٍ، فلا يَأْتيهم خَبرُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولا يَدْرونَ ما هو صانِعٌ، وكانَ أبو سُفْيانَ بنُ الحارِثِ وعَبدُ اللهِ بنُ أبي أُميَّةَ بنِ المُغيرةِ قد لَقِيا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَنيَّةِ العِقابِ فيما بيْنَ مكَّةَ والمَدينةِ، فالْتَمَسا الدُّخولَ عليه، فكلَّمَتْه أمُّ سَلَمةَ فقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، ابنُ عمِّكَ، وابنُ عمَّتِكَ، وصِهرُكَ، فقالَ: «لا حاجةَ لي فيهم، أمَّا ابنُ عَمِّي فهتَكَ عِرْضي، وأمَّا ابنُ عَمَّتي وصِهْري فهو الَّذي قالَ لي بمكَّةَ ما قالَ»، فلمَّا خرَجَ الخَبرُ إليهما بذلك، ومعَ أبي سُفْيانَ بنِ الحارِثِ ابنٌ له فقالَ: واللهِ لَيأْذَنَنَّ رَسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أو لَآخُذَنَّ بيَدِ ابْني هذا، ثمَّ لَنذهَبَنَّ في الأرْضِ حتَّى نَموتَ عَطشًا أو جوعًا، فلمَّا بلَغَ ذلك رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رقَّ لهُما فدخَلَا عليه، فأنشَدَه أبو سُفْيانَ قولَه في إسْلامِه، واعْتِذارِه ممَّا كانَ مَضى منه، فقالَ: لَعَمرُكَ إنِّي يَومَ أحمِلُ رايةً... لتَغلِبَ خَيلُ اللَّاتِ خَيلَ محمَّدِ لَكالْمُدلِجِ الحَيْرانِ أظلَمَ لَيلُه... فهذا أوانُ الحقِّ أُهْدى وأَهْتَدي فقُلْ لثَقيفٍ لا أُريدُ قِتالَكم... وقُلْ لثَقيفٍ تلك عِنْدي فأَوْعِدي هَداني هادٍ غَيرَ نَفْسي ودَلَّني... إلى اللهِ مَن طرَّدْتُ كلَّ مُطَرَّدِ أفِرُّ سَريعًا جاهِدًا عن محمَّدٍ... وأُدْعى ولو لم أنتَسِبْ لمحمَّدِ هُمُ عُصْبةٌ مَن لم يَقُلْ بهَواهُمُ... وإنْ كانَ ذا رَأيٍ يُلامُ ويُفْنَدِ أُريدُ لأُرْضيَهُم ولسْتُ بلائطٍ... معَ القَومِ ما لم أُهْدَ في كلِّ مَقعَدِ فمَا كنْتُ في الجَيشِ الَّذي نالَ عامِرًا... ولا كَلَّ عنْ خَيرٍ لِساني ولا يَدي قَبائلُ جاءَتْ من بِلادٍ بَعيدةٍ... تَوابِعُ جاءَتْ من سِهامٍ وسُودَدِ وإنَّ الَّذي أخرَجْتُمُ وشتَمْتُمُ... سيَسْعى لكم سَعيَ امْرئ ٍغَيرِ قَعْدَدِ قالَ: فلمَّا أنشَدَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إلى اللهِ مَن طرَّدْتُ كلَّ مُطرَّدِ، ضرَبَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صَدرِه، فقالَ: «أنتَ طرَدْتَني كلَّ مَطْرَدٍ»، قالَ ابنُ إسْحاقَ: «ماتَتْ أمُّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالأبْواءِ، وهي تَزورُ أخْوالَها من بَني النَّجَّارِ».

24 - أَتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أَوَّلِ ما بُعِثَ وهو بِمكَّةَ، وهو حينَئذٍ مُسْتَخْفٍ، فقلتُ: ما أنتَ؟ قالَ: «أنا نَبيٌّ». قُلتُ: وما نَبيٌّ؟ قالَ: «رسولُ اللَّهِ». قلتُ: آللهُ أَرْسَلَكَ؟ قالَ: «نعم». قُلتُ: بما أَرْسَلَكَ؟ قالَ: «أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وتَكْسِرَ الأَوْثانَ والأَدْيانَ، وتوصِلَ الأَرْحامَ». قُلْتُ: نِعْمَ ما أَرْسَلَكَ به. قُلْتُ: فَمَنْ يَتَّبِعُكَ على هذا؟ قالَ: «عَبْدٌ وحُرٌّ» -يعني أَبا بَكْرٍ وبِلالًا- فكان عَمرٌو يقولُ: لقد رَأَيْتُني وأَنا رُبْعُ –أَوْ: رابِعُ- الإسْلامِ، قالَ: فَأَسْلَمْتُ. قُلْتُ: أَتْبَعُكَ يا رسولَ اللهِ، قالَ: «لا، ولَكِنِ الْحَقْ بِقَوْمِكَ، فإذا أُخْبِرْتَ أَنِّي قدْ خَرَجْتُ فاتَّبِعْني». قالَ: فَلَحِقْتُ بِقَوْمي، وَجَعَلْتُ أَتَوَقَّع خَبَرَهُ وخُروجَهُ حتَّى أَقَبَلَتْ رُفْقَةٌ مِنْ يَثْرِبَ فَلَقيتُهُمْ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنِ الخَبَرِ، فقالوا: قد خَرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إلى المَدينَةِ، قلتُ: وقد أَتاها؟ قالوا: نَعَمْ، قالَ: فارْتَحَلْتُ حتَّى أَتَيْتُهُ. قُلتُ: أَتَعْرِفُني يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «نَعَمْ، أنتَ الرَّجُلُ الَّذي أَتاني بِمكَّةَ». فَجَعَلْتُ أَتَحَيَّنُ خَلْوَتَهُ، فلَمَّا خَلا قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، عَلِّمْني مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ وَأَجْهَلُ، قالَ: «فَسَلْ عَمَّ شِئْتَ»، قُلْتُ: أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟ قالَ: «جَوْفُ اللَّيْلِ الآخِرِ فَصَلِّ ما شِئْتَ؛ فإنَّ الصَّلاةَ مَشْهودَةٌ، مَكْتوبةٌ حتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ، ثُمَّ أَقْصِرْ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَتَرْتَفِعُ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ؛ فإنَّها تَطْلُعُ بينَ قَرْنَيْ شَيْطانٍ ، وتُصَلِّي لها الكُفَّارُ، ثُمَّ صَلِّ ما شِئْتَ، فإنَّ الصَّلاةَ مَشْهودَةٌ مَكْتوبَةٌ حتَّى يَعْدِلَ الرُّمْحُ ظِلَّهُ، ثُمَّ أَقْصِرْ؛ فإنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ وتُفْتَحُ أَبْوابُها، فإذا زالَتِ الشَّمْسُ فَصَلِّ ما شِئْتَ، فإنَّ الصَّلاةَ مَشْهودَةٌ مَكْتوبَةٌ، ثُمَّ صَلِّ حتَّى تُصَلِّي العَصْرَ ثُمَّ أَقْصِرْ حتَّى تَغْربَ الشَّمْسُ؛ فإنَّها تَغْرُبُ بينَ قَرْنَيْ شَيْطانٍ، وتُصَلِّي لها الكُفَّارُ، وإذا تَوَضَّأْتَ فاغْسِلْ يَدَيْكَ؛ فإنَّكَ إذا غَسَلْتَ يَدَيْكَ خَرَجَتْ خَطاياكَ مِنْ أَظْفارِ أَنامِلِكَ، ثُمَّ إذا غَسَلْتَ وَجْهَكَ خَرَجَتْ خَطاياكَ مِنْ وَجْهِكَ، ثُمَّ إذا مَضْمَضْتَ واسْتَنْثَرْتَ خَرَجَتْ خَطاياكَ مِنْ مَناخِرِكَ، ثُمَّ إذا غَسَلْتَ يَدَيْكَ خَرَجَتْ خَطاياكَ مِنْ ذِراعَيْكَ، ثُمَّ إذا مَسَحْتَ بِرَأْسِكَ خَرَجَتْ خَطاياكَ مِنْ أَطْرافِ شَعْرِكَ، ثُمَّ إذا غَسَلْتَ رِجْلَيْكَ خَرَجَتْ خَطاياكَ مِنْ رِجْلَيْكَ، فإنْ ثَبَتَّ في مَجْلِسِكَ كان لكَ حَظُّكَ مِنْ وُضوئِكَ، وإنْ قُمْتَ فَذَكَرْتَ رَبَّكَ، وحَمِدْتَه، ورَكَعتَهُ ركْعَتَيْنِ مُقْبِلًا عليهما بِقَلْبِكَ كُنْتَ مِنْ خَطاياكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ».

25 - إنَّ المَيِّتَ لَيَسمَعُ خَفْقَ نِعالِهم إذا وَلَّوْا مُدبِرين، فإنْ كان مُؤمِنًا كانتِ الصَّلاةُ عِندَ رَأسِه، وكان الصَّومُ عنْ يَمينِه، وكانتِ الزَّكاةُ عنْ يَسارِه، وكان فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدَقةِ، والصَّلاةِ، والصِّلةِ، والمَعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ عِندَ رِجلَيهِ، فيُؤتَى من قِبَلِ رَأسِه، فتَقولُ الصَّلاةُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ويُؤتى من عنْ يَمينِه، فيَقولُ الصَّومُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ويُؤتَى من عنْ يَسارِه، فتَقولُ الزَّكاةُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ويُؤتَى من قِبَلِ رِجلَيهِ، فيَقولُ فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدَقةِ والمَعروفِ والصِّلةِ والإحسانِ إلى النَّاسِ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، فيُقالُ له: اقعُدْ فيَقعُدُ، وتُمَثَّلُ له الشَّمسُ قد دَنَت للغُروبِ، فيُقالُ له: ما تَقولُ في هذا الرَّجُلِ الَّذي كان فيكم، وما شَهِدَ به؟ فيَقولُ: دَعوني أُصَلِّي، فيَقولون: إنَّكَ ستَفعَلُ، ولكِنْ أخبِرْنا عمَّا نَسألُكَ عنه قالَ: عَمَّ تَسألوني؟ فيَقولُون: أخبِرْنا عمَّا نَسألُكَ عنه، فيَقولُ: دَعوني أُصَلِّي، فيَقولون: إنَّكَ ستَفعَلُ، ولكِنْ أخبِرْنا عمَّا نَسألُكَ عنه، قالَ: وعَمَّ تَسألوني؟ فيَقولون: أخبِرْنا ما تَقولُ في هذا الرَّجُلِ الَّذي كان فيكم وما تَشهَدُ به عليه؟ فيَقولُ: أمُحَمَّدًا! أشهَدُ أنَّه عَبدُ الله، وأنَّه جاءَ بالحَقِّ من عِندِ اللهِ، فيُقالُ له: على ذلكَ حَيِيتَ، وعلى ذلكَ مِتَّ، وعلى ذلكَ تُبعَثُ إن شاءَ اللهُ، ثمَّ يُفتَحُ له باب من قِبَلِ النَّارِ، فيُقالُ له: انظُرْ إلى مَنزِلِكَ وإلى ما أعَدَّ اللهُ لكَ لو عَصَيتَ؛ فيَزدادُ غِبطةً وسُرورًا، ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ من قِبَلِ الجَنَّةِ، فيُقالُ له: انظُرْ إلى مَنزِلِكَ، وإلى ما أعَدَّ اللهُ لكَ فيَزدادُ غِبطةً وسُرورًا، وذلكَ قَولُ اللهِ تَبارَكَ وتَعالَى: {‌يُثَبِّتُ ‌اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27] قالَ: وقالَ أبو الحَكَمِ، عنْ أبي هُرَيرةَ: فُيقالُ له: ارقُدْ رَقْدةَ العَروسِ الَّذي لا يُوقِظُه إلَّا أعَزُّ أهلِهِ إليه، -أو: أحَبُّ أهلِهِ إليه-. ثمَّ رَجَع إلى حَديثِ أبي سَلَمةَ، عنْ أبي هُرَيرةَ، قالَ: وإنْ كان كافِرًا أُتِيَ من قِبَلِ رَأسِه فلا يوجَدُ شَيءٌ، ويُؤتى عنْ يَمينِه فلا يوجَدُ شَيءٌ، ثمَّ يُؤتَى عنْ يَسارِه فلا يوجَدُ شَيءٌ، ثمَّ يُؤتَى من قِبَلِ رِجلَيه فلا يوجَدُ شَيءٌ، فيُقالُ له: اقعُدْ، فيَقعُدُ خائفًا مَرعوبًا، فيُقالُ له: ما تَقولُ في هذا الرَّجُلِ الَّذي كان فيكم، وماذا تَشهَدُ به عليه؟ فيَقولُ: أيُّ رَجُلٍ؟ فيَقولون: الرَّجُلُ الَّذي كان فيكم. قالَ: فلا يَهتَدي له، قالَ: فيَقولون: مُحَمَّدٌ؛ فيَقولُ: سَمِعتُ النَّاسَ قالوا فقُلتُ كما قالوا، فيَقولون: على ذلكَ حَيِيَت، وعلى ذلكَ مِتَّ، وعلى ذلكَ تُبعَثُ إنْ شاءَ اللهُ، ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ من قِبَلِ الجَنَّةِ، فيُقالُ له: انظُرْ إلى مَنزِلِكَ، وإلى ما أعدَّ اللهُ لكَ لو كُنتَ أطعْتَه؛ فيَزدادُ حَسْرةً وثُبورًا، قالَ: ثمَّ يُضَيَّقُ عليه قَبْرُه حتَّى تَختَلِفَ أضلاعُه، قالَ: وذلكَ قَولُه تَبارَك وتَعاَلى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ‌ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124].
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1421
التصنيف الموضوعي: صلاة الجماعة والإمامة - فضل صلاة الجماعة صيام - فضل الصيام دفن ومقابر - أحوال الميت في القبر

26 - والَّذي نَفسي بيَدِه، إنَّه ليَسمَعُ خَفْقَ نِعالِهِم حين يُوَلُّون عنه، ثمَّ ذَكَر الحَديثَ بنَحوِه. [ إنَّ المَيِّتَ لَيَسمَعُ خَفْقَ نِعالِهم إذا وَلَّوْا مُدبِرين، فإنْ كان مُؤمِنًا كانتِ الصَّلاةُ عِندَ رَأسِه، وكان الصَّومُ عنْ يَمينِه، وكانتِ الزَّكاةُ عنْ يَسارِه، وكان فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدَقةِ، والصَّلاةِ، والصِّلةِ، والمَعروفِ والإحسانِ إلى النَّاسِ عِندَ رِجلَيهِ، فيُؤتَى من قِبَلِ رَأسِه، فتَقولُ الصَّلاةُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ويُؤتى من عنْ يَمينِه، فيَقولُ الصَّومُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ويُؤتَى من عنْ يَسارِه، فتَقولُ الزَّكاةُ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، ويُؤتَى من قِبَلِ رِجلَيهِ، فيَقولُ فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدَقةِ والمَعروفِ والصِّلةِ والإحسانِ إلى النَّاسِ: ما قِبَلي مَدخَلٌ، فيُقالُ له: اقعُدْ فيَقعُدُ، وتُمَثَّلُ له الشَّمسُ قد دَنَت للغُروبِ، فيُقالُ له: ما تَقولُ في هذا الرَّجُلِ الَّذي كان فيكم، وما شَهِدَ به؟ فيَقولُ: دَعوني أُصَلِّي، فيَقولون: إنَّكَ ستَفعَلُ، ولكِنْ أخبِرْنا عمَّا نَسألُكَ عنه قالَ: عَمَّ تَسألوني؟ فيَقولُون: أخبِرْنا عمَّا نَسألُكَ عنه، فيَقولُ: دَعوني أُصَلِّي، فيَقولون: إنَّكَ ستَفعَلُ، ولكِنْ أخبِرْنا عمَّا نَسألُكَ عنه، قالَ: وعَمَّ تَسألوني؟ فيَقولون: أخبِرْنا ما تَقولُ في هذا الرَّجُلِ الَّذي كان فيكم وما تَشهَدُ به عليه؟ فيَقولُ: أمُحَمَّدًا! أشهَدُ أنَّه عَبدُ الله، وأنَّه جاءَ بالحَقِّ من عِندِ اللهِ، فيُقالُ له: على ذلكَ حَيِيتَ، وعلى ذلكَ مِتَّ، وعلى ذلكَ تُبعَثُ إن شاءَ اللهُ، ثمَّ يُفتَحُ له باب من قِبَلِ النَّارِ، فيُقالُ له: انظُرْ إلى مَنزِلِكَ وإلى ما أعَدَّ اللهُ لكَ لو عَصَيتَ؛ فيَزدادُ غِبطةً وسُرورًا، ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ من قِبَلِ الجَنَّةِ، فيُقالُ له: انظُرْ إلى مَنزِلِكَ، وإلى ما أعَدَّ اللهُ لكَ فيَزدادُ غِبطةً وسُرورًا، وذلكَ قَولُ اللهِ تَبارَكَ وتَعالَى: {‌يُثَبِّتُ ‌اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27] قالَ: وقالَ أبو الحَكَمِ، عنْ أبي هُرَيرةَ: فُيقالُ له: ارقُدْ رَقْدةَ العَروسِ الَّذي لا يُوقِظُه إلَّا أعَزُّ أهلِهِ إليه، -أو: أحَبُّ أهلِهِ إليه-. ثمَّ رَجَع إلى حَديثِ أبي سَلَمةَ، عنْ أبي هُرَيرةَ، قالَ: وإنْ كان كافِرًا أُتِيَ من قِبَلِ رَأسِه فلا يوجَدُ شَيءٌ، ويُؤتى عنْ يَمينِه فلا يوجَدُ شَيءٌ، ثمَّ يُؤتَى عنْ يَسارِه فلا يوجَدُ شَيءٌ، ثمَّ يُؤتَى من قِبَلِ رِجلَيه فلا يوجَدُ شَيءٌ، فيُقالُ له: اقعُدْ، فيَقعُدُ خائفًا مَرعوبًا، فيُقالُ له: ما تَقولُ في هذا الرَّجُلِ الَّذي كان فيكم، وماذا تَشهَدُ به عليه؟ فيَقولُ: أيُّ رَجُلٍ؟ فيَقولون: الرَّجُلُ الَّذي كان فيكم. قالَ: فلا يَهتَدي له، قالَ: فيَقولون: مُحَمَّدٌ؛ فيَقولُ: سَمِعتُ النَّاسَ قالوا فقُلتُ كما قالوا، فيَقولون: على ذلكَ حَيِيَت، وعلى ذلكَ مِتَّ، وعلى ذلكَ تُبعَثُ إنْ شاءَ اللهُ، ثمَّ يُفتَحُ له بابٌ من قِبَلِ الجَنَّةِ، فيُقالُ له: انظُرْ إلى مَنزِلِكَ، وإلى ما أعدَّ اللهُ لكَ لو كُنتَ أطعْتَه؛ فيَزدادُ حَسْرةً وثُبورًا، قالَ: ثمَّ يُضَيَّقُ عليه قَبْرُه حتَّى تَختَلِفَ أضلاعُه، قالَ: وذلكَ قَولُه تَبارَك وتَعاَلى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ‌ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]].

27 - لمَّا خَرَجَت الحَرورِيَّةُ اجتَمَعوا في دارٍ، وهُم ستَّةُ آلافٍ، أَتَيتُ عَليًّا، فقلتُ: يا أَميرَ المؤمنينَ، أَبْرِدْ بالظُّهرِ؛ لعَلِّي آتي هؤلاء القومَ فأُكَلِّمُهم. قالَ: إنِّي أَخافُ عليكَ. قلتُ: كلَّا. قالَ: فخَرَجْتُ إليهم، ولَبِسْتُ أَحسَنَ ما يكونُ مِن حُلَلِ اليمنِ. قالَ أبو زُمَيْلٍ: كان ابنُ عبَّاسٍ جميلًا جَهيرًا . قال ابنُ عبَّاسٍ: فأَتَيْتُهم، وهُم مُجتمِعونَ في دارِهِم قائلونَ، فسَلَّمْتُ عليهم، فقالوا: مَرْحبًا بكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، فما هذه الحُلَّةُ؟ قالَ: قلتُ: ما تَعيبونَ عَلَيَّ؛ لقد رأيتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَحسَنَ ما يكونُ مِن الحُلَلِ، ونَزلَتْ: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32] قالوا: فما جاءَ بكَ؟ قلتُ: أَتَيْتُكم مِن عندِ صحابةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن المهاجرينَ والأنصارِ لأُبلِّغَكُم ما يَقولونَ المُخبَرونَ بما يقولونَ، فعليهم نَزَلَ القرآنُ، وهُم أَعلمُ بالوَحيِ منكم، وفيهم أُنزِلَ: وليس فيكم مِنهم أَحدٌ، فقالَ بَعضُهُم: لا تُخاصِموا قُريشًا، فإنَّ اللهَ يقولُ: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58]، قالَ ابنُ عبَّاسٍ: وأَتيتُ قومًا لمْ أَرَ قومًا قَطُّ أَشَدَّ اجتهادًا مِنْهم مُسَهَّمةٌ وُجوهُهُم مِن السَّهَرِ، كأَنَّ أَيدِيَهُم ورُكَبَهُم تُثْنى، عليهم قُمُصٌ مُرَحَّضَةٌ، فقالَ بعضُهُم: لنُكلِّمنَّهُ ولنَنْظُرنَّ ما يقولُ. قلتُ: أَخْبِروني ماذا نَقَمْتُم على ابنِ عَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصِهرِه والمهاجرينَ والأنصارِ؟ قالوا: ثلاثًا. قلتُ: ما هُنَّ؟ قالوا: أمَّا إحداهُنَّ فإنَّه حَكَّمَ الرِّجالَ في أمرِ اللهِ، وقالَ اللهُ: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: 57]، وما للرِّجالِ وما للحُكْمِ؟ فقلتُ: هذه واحِدةٌ، قالوا: وأمَّا الأُخْرى: فإنَّه قاتَلَ، ولمْ يَسْبِ ولمْ يَغْنَمْ، فلئنْ كان الَّذي قاتَلَ كُفَّارًا لقد حَلَّ سَلَبُهُم وغَنيمَتُهُم، ولئن كانوا مؤمنينَ ما حَلَّ قِتالُهُم، قلتُ: هذه ثِنتانِ، فما الثَّالثةُ؟ قالَ: إنَّه محا نفسَهُ مِن أميرِ المؤمنينَ؛ فهو أَميرُ الكافرينَ. قلتُ: أَعِندَكُم سوى هذا؟ قالوا: حَسْبُنا هذا، فقلتُ لهم: أَرَأَيْتُم إنْ قَرأتُ عليكم مِن كتابِ اللهِ ومِن سُنَّةِ نبِيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما يَرُدُّ به قَولَكُم أَتَرْضَوْنَ؟ قالوا: نَعَمْ، فقلتُ لهم: أَمَّا قَولُكُم: حَكَّمَ الرِّجالَ في أمرِ اللهِ، فأنا أَقرَأُ عليكم ما قد رَدَّ حُكمُه إلى الرِّجالِ في ثمنِ رُبُعِ دِرهمٍ في أَرْنبٍ، ونحوِها مِن الصَّيدِ، فقالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ}، إلى قولِهِ: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} [المائدة: 95]، فنَشَدْتُكم باللهِ أَحُكْمُ الرِّجالِ في أَرْنَبٍ ونحوهِا مِن الصَّيدِ أَفضلُ أَمْ حُكْمُهُم في دِمائهِم وصَلاحِ ذاتِ بيْنِهِم؟ وأنْ تَعْلَموا أنَّ اللهَ لوْ شاءَ لحَكَمَ ولمْ يُصيِّرْ ذلك إلى الرِّجالِ، وفي المرأةِ وزَوْجِها قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35]، فجَعَلَ اللهُ حُكْمَ الرِّجالِ سُنَّةً ماضِيةً، أَخَرَجْتُ عنْ هذه؟ قالوا: نَعَمْ. قالَ: وأمَّا قولُكُم: قاتَلَ ولمْ يَسْبِ ولمْ يَغْنَمْ، أَتَسْبونَ أُمَّكُم عائشةَ ثُمَّ تَسْتَحِلُّونَ منها ما يُستَحَلُّ مِن غيرِها؟ فلئن فَعَلْتُم؛ لقد كَفَرْتُم وهي أُمُّكُم، ولئن قُلتُم: ليستْ أُمَّنَا؛ لقد كَفَرْتُم؛ فإنَّ اللهَ يقولُ: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6]، فأنتم تَدورونَ بيْنَ ضلالتَيْنِ أَيُّهما صِرْتُم إليها؛ صِرْتُم إلى ضلالةٍ. فنَظَر بعضُهُم إلى بعضٍ، قلتُ: أَخَرَجْتُ مِن هذه؟ قالوا: نَعَمْ، وأمَّا قولُكُم: محا اسمَهُ مِن أميرِ المؤمنينَ، فأنا آتيكُم بمَنْ تَرْضَوْنَ، وأَراكُم قد سَمِعْتُم أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ الحُدَيبِيَةِ كاتَبَ سُهَيلَ بنَ عَمرٍو وأبا سُفيانَ بنَ حربٍ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأميرِ المؤمنينَ: اكتُبْ يا عَليُّ: هذا ما اصْطَلَحَ عليه مُحمَّدٌ رسولُ اللهِ، فقالَ المشركونَ: لا واللهِ، ما نَعلمُ إنَّكَ رسولُ اللهِ، لوْ نَعلَمُ إنَّكَ رسولُ اللهِ ما قاتَلْناكَ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلمُ أنِّي رسولُ اللهِ، اكتُبْ يا عَليُّ: هذا ما اصْطَلَحَ عليه مُحمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، فواللهِ لرسولُ اللهِ خيرٌ مِن عَليٍّ، وما أَخْرجَه مِن النُّبوَّةِ حين محا نَفسَه. قالَ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ: فرَجَعَ مِن القومِ ألفانِ، وقُتِلَ سائرُهُم على ضَلالةٍ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم،
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2692
التصنيف الموضوعي: جهاد - السلب والنفل حج - الحكم في الصيد على المحرم اعتصام بالسنة - الخوارج والمارقين جهاد - مناظرة البغاة غنائم - السلب للقاتل
| شرح حديث مشابه

28 - عنِ الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ كَعبِ بنِ زُهَيرِ بنِ أبي سُلْمى المُزَنيِّ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّه، قالَ: خرَجَ كَعبٌ وبُجَيرٌ ابْنا زُهَيرٍ حتَّى أتَيا أبرَقَ العزَّافِ، فقالَ بُجَيرٌ لكَعبٍ: اثبُتْ في عجَلِ هذا المكانِ حتَّى آتيَ هذا الرَّجلَ، يَعني رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسمَعَ ما يَقولُ، فثبَتَ كَعبٌ وخرَجَ بُجَيرٌ، فجاءَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعرَضَ عليه الإسْلامَ، فأسلَمَ، فبلَغَ ذلك كَعبًا، فقالَ: ألَا أبْلِغا عَنِّي بُجَيرًا رِسالةً... على أيِّ شَيءٍ وَيحَ غَيرِكَ دلَّكَا على خُلُقٍ لم تُلفِ أمًّا ولا أبًا... عليه ولم تُدرِكْ عليه أخًا لَكَا سَقَاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَوِيَّةٍ... وأنْهَلَكَ المَأْمونُ منها وعَلَّكَا فلمَّا بلغَتِ الأبْياتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أهدَرَ دمَه، فقالَ: مَن لَقِيَ كَعبًا فلْيَقتُلْه، فكتَبَ بذلك بُجَيرٌ إلى أخيه يَذكُرُ له أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أهدَرَ دمَه، ويقولُ له: النَّجاءَ وما أراكَ تَنفَلِتُ، ثمَّ كتَبَ إليه بعدَ ذلك: اعلَمْ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَأْتيه أحَدٌ يَشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ إلَّا قبِلَ ذلك، وأسقَطَ ما كانَ قبلَ ذلك، فإذا جاءَكَ كِتابي هذا فأسلِمْ وأقبِلْ، فأسلَمَ كَعبٌ وقالَ القَصيدةَ الَّتي يَمدَحُ فيها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أقبَلَ حتَّى أناخَ راحِلَتَه ببابِ مَسجِدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ دخَلَ المَسجِدَ ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ أصْحابِه مَكانَ المائدةِ منَ القَومِ مُتَحلِّقونَ معَه حَلْقةً دونَ حَلْقةٍ، يَلتفِتُ إلى هؤلاء مرَّةً، فيُحدِّثُهم، وإلى هؤلاء مرَّةً فيُحدِّثُهم، قالَ كَعبٌ: فأنَخْتُ راحِلَتي ببابِ المَسجِدِ، فعرَفْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصِّفةِ، فتَخطَّيْتُ حتَّى جلَسْتُ إليه، فأسلَمْتُ، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، الأمانَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ومَن أنتَ؟ قُلْتُ: أنا كَعبُ بنُ زُهَيرٍ، قالَ: الَّذي تَقولُ، ثمَّ التَفَتَ إلى أبي بَكرٍ، فقالَ: كيف قالَ يا أبا بَكرٍ؟ فأنشَدَه أبو بَكرٍ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأمونُ منها وعلَّكَا قالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما قُلْتُ هكذا، قالَ: وكيف قُلْتَ؟ قالَ: إنَّما قُلْتُ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأْسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأْمورُ منها وعلَّكَا فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مأمورٌ واللهِ ثمَّ أنشَدَه القَصيدةَ كلَّها حتَّى أتَى على آخِرِها وأمْلاها على الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ حتَّى أتَى على آخِرِها، وهي هذه القَصيدةُ: بانَتْ سُعادٌ فَقَلْبي اليَومَ مَتْبولُ... مُتيَّمٌ عندَها لم يُفْدَ مَغْلولُ وما سَعادُ غَداةَ البَيْنِ إذْ رَحَلوا... إلَّا أغَنُّ غَضيضُ الطَّرفِ مَكْحولُ تَجْلو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمَتْ... كأنَّها مُنهَلٌ بالكأْسِ مَعْلولُ سحَّ السُّقاةُ عليه ماءَ مَحْنيةٍ... مِن ماءِ أبطَحَ أمْسَى وهو مَشْمولُ تَنْفي الرِّياحُ القَذى عنه وأفْرَطَه... مِن صَوبِ عاديةٍ بِيضٍ يَعالِيلُ سَقْيًا لَهَا خُلَّةٌ لَوْ أَنَّهَا صَدَقَتْ... مَوْعُودَهَا وَلَوْ أَنَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ لَكِنَّهَا خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا... فَجْعٌ وَوَلْعٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا... كَمَا تَلَوَّنَ فِي أَثْوَابِهَا الغُولُ ولَا تَمَسَّكُ بِالوَصْلِ الَّذِي زَعَمَتْ... إلَّا كَمَا يُمْسِكُ المَاءَ الغَرَابِيلُ كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا... وَمَا مَوَاعِيدُهَا إلَّا الأَبَاطِيلُ فَلَا يَغُرَّنَّكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ... إلَّا الأَمَانِيَّ وَالأَحْلَامَ تَضْلِيلُ أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ مَا يُبَلِّغُهَا... إلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ وَلَنْ يُبَلِّغَهَا إِلَّا عُذَافِرةٌ... فِيهَا عَلَى الأَيْنِ إِرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ مِنْ كُلِّ نَضَّاخةِ الذَّفْرَى إِذَا عَرِقَتْ... عُرْضَتُهَا طَامِسُ الأَعْلَامِ مَجْهُولُ يَمْشِي القُرَادُ عَلَيهَا ثُمَّ يُزْلِقُهُ... عنْهَا اللَّبَانُ وَأقْرَابٌ زَهَالِيلُ عَيْرَانةٌ قُذِفَتْ بِالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ... وَمِرْفَقٍ عَنْ ضُلُوعِ الزُّورِ مَفْتُولُ كَأَنَّ مَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحَهَا... مِنْ خَطْمِهَا وَمِنَ اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّحْلِ ذَا خُصَلٍ... بغَارِبٍ لم تُخوِّنْهُ الأَحَالِيلُ قَنْوَاءُ فِي حَرَّتَيْهَا لِلبَصِيرِ بِهَا... عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ تَخْدي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لَاهِيةٌ... ذَاوَبِلٌ وَقْعُوهُنَّ الأَرْضَ تَحْلِيلُ حَرْفٌ أَبُوهَا أَخُوهَا مِنْ مُهَجَّنَةٍ... وَعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شَمْلِيلُ سُمرُ العُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَا زِيمًا... مَا إِنْ يَقيهِنَّ حَدَّ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ يَوْمًا تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ تَرفَعُهَا... مِنَ اللَّوَامِعِ تَخْلِيطٌ وَتَزْيِيلُ كَأنَّ أَوْبَ يَدَيْهَا بَعْدَمَا نَجَدَتْ... وَقَدْ تَلَفَّعَ بِالقُورِ العَسَاقِيلُ أَوْبُ يَدَيْ ثاكِلٍ شَمْطَاءَ مُعْوِلةً... قَامَتْ تُجَاوِبُهَا شُمْطٌ مَثَاكِيلُ نُوَاحةٌ رَخْوةُ الضَّبْعَيْنِ لَيسَ لَهَا... لَمَّا نَعَى بَكْرَهَا النَّاعُونَ مَعْقُولُ تَسْعَى الوُشَاةُ بدَفَّيْهَا وَقِيلِهِمُ... بأنَّكَ يَا ابْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ خَلُّوا طَرِيقَ يَدَيْهَا لَا أَبَا لَكُمُ... فَكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ مَفْعُولُ كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ... يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي... وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ فَقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِرًا... وَالْعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبُولُ مَهْلًا رَسُولَ الَّذِي أَعْطَاكَ نَافِلَةَ... الْقُرْآنِ فِيه مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ لَا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الوُشَاةِ وَلَمْ... أُجْرِمْ وَلَوْ كَثُرَتْ عَنِّي الأقَاوِيلُ لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ لَهُ... أَرَى وَأَسمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ لَظَلَّ يُرْعَدُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ... عِنْدَ الرَّسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْوِيلُ حَتَّى وَضَعْتُ يَمِينِي لَا أُنَازِعُهُ... فِي كَفٍّ ذِي نَقِمَاتٍ قَوْلُهُ الْقِيلُ فَكَانَ أَخْوَفَ عِنْدِي إِذْ أُكَلِّمُهُ... إِذْ قِيلَ إِنَّكَ مَنْسُوبٌ وَمَسْؤُولُ مِنْ خَادِرٍ شَبَّكَ الأنْيَابَ طَاعَ لَهُ... بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغَامَيْنِ عِنْدَهُمَا... لَحْمٌ مِنَ الْقَوْمِ مَنْثُورٌ خَرَادِيلُ مِنْهُ تَظَلُّ حَمِيرُ الْوَحْشِ ضَامِرَةً... وَلَا تَمشَّى بِوَادِيهِ الأرَاجِيلُ وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ... مُطَرَّحُ الْبَزِّ وَالدِّرْسَانِ مَأْكُولُ إِنَّ الرَّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ... وَصَارِمٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ فِي فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ... بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أنْكاسٌ وَلَا كُشُفٌ... عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ شُمُّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لِباسُهُمُ... مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الهَيْجَا سَرَابِيلُ بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ... كَأَنَّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَجْدُولُ يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ البُزْلِ يَعْصِمُهُم... ضَرْبٌ إِذَا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيلُ لَا يَفْرَحُونَ إِذَا نَالَتْ رِمَاحُهُمُ... قَوْمًا وَلَيْسوا مَجَازِيعًا إِذَا نِيلُوا مَا يَقَعُ الطَّعْنُ إِلَّا فِي نُحُورِهُمُ ... وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ