الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عَن أبي الزُّبَيْرِ قالَ : كانَ عبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ يُهَلِّلُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ فذَكَرَ نحوَ هذا الدُّعاءِ زادَ فيهِ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ لا نعبدُ إلَّا إيَّاهُ لَهُ النِّعمةُ

2 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه قالَ: إنَّ أصحابَ العِجْلِ قالوا: هَطَا سَقْمَاثا أزْبَه مَزْبا؛ وهي بالعربيَّةِ حِنطَةٌ حَمراءُ قويَّةٌ، فيها شَعرةٌ سوداءُ، فذلكَ قولُهُ عزَّ وجلَّ: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} [البقرة: 59] فلمَّا أبَوْا أنْ يَسجُدوا قالَ: أَمَرَ اللهُ الجَبلَ أنْ يَقَعَ عليهم، فنَظَروا إليه قد غَشِيهُم، سَقَطوا سُجَّدًا على شِقٍّ، ونَظَروا بالشِّقِّ الآخرِ فرَحِمَهُم اللهُ فكَشَفَهُ عنهم، فقالوا: ما سَجدةٌ أَحَبَّ إلى اللهِ تَعالَى مِن سجدةٍ كَشَفَ بها العذابَ عنكم؛ فهم يَسجُدونَ لذلك على شِقٍّ، فذلك قولُهُ عزَّ وجلَّ: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ} [الأعراف: 171].

3 - لمَّا نَزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشي، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذَى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلكَ قُرَيشًا، ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشي فينا رجُلينِ جَلْدينِ ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشي هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مَكَّةَ. وكان مِن أعجَبِ ما يأتيه منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أَدَمًا كثيرةً، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطريقًا إلَّا أهدَوْا له هَدِيَّةً. ثمَّ بَعَثوا بذلكَ مع عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ، وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهميِّ، وأمَروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطْريقٍ هَدِيَّتَه قبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشي فيهم. ثمَّ قَدِّموا للنَّجاشي هَداياه، ثمَّ سَلوه أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا فقَدِما على النَّجاشي، فنحنُ عندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطْريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَدِيَّتَه قبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشي، ثمَّ قالا لكلِّ بِطْريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نعَمْ. ثمَّ إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشي فقَبِلَها منهما، ثمَّ كَلَّماه فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم، مِن آبائِهم، وأعمامِهم، وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، وعاتَبوهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشي كَلامَهم. فقالتْ بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، فأسْلِمْهم إليهما فلْيَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشي، ثمَّ قال: لاها اللهِ، ايْمُ اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوروني، نَزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِوايَ؛ حتى أدعُوَهم فأسأَلَهم ماذا يقولُ هذانِ في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يقولانِ أسلَمتُهم إليهم، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلكَ مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَرُوني. قالتْ: ثمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رسولُه اجتَمَعوا، ثمَّ قال بعضُهم لبعضٍ: ما تَقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قال: نَقولُ: واللهِ ما عَلِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، كائنٌ في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوه، وقد دعا النَّجاشي أَساقِفَتَه، فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه سأَلَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ. قالتْ: فكانَ الذي كلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ. فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَومًا أهلَ جاهِليَّةٍ، نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلكَ حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه، وصِدقَه، وأمانَتَه، وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحنُ وآباؤُنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأَوْثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَّحِمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ. قالتْ: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقْناه، وآمَنَّا، واتَّبَعْناه على ما جاءَ به. فعَبَدْنا اللهَ وَحدَه، فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا، فعَذَّبونا وفَتَنونا عن دِينِنا؛ ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبينَ دِينِنا، خَرَجْنا إلى بَلَدِكَ، واختَرناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال له النَّجاشي: هل مَعَكَ ما جاءَ به عنِ اللهِ مِن شيءٍ؟ قالتْ: فقال له جَعفَرٌ: نعَمْ. فقال له النَّجاشي: فاقرَأْه علَيَّ. فقَرأ عليه صَدرًا مِن {كهيعص...} [سورة مريم]، قالتْ: فبَكى واللهِ النَّجاشي حتى أخضَلَ لحيَتَه، وبَكى أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تَلا عليهم. ثمَّ قال النَّجاشي: إنَّ هذا -وَاللهِ- والذي جاءَ به عيسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا؛ فوَاللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أُكادُ. قالتْ أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خَرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّهم غَدًا عَيبَهم عندَهم، ثمَّ أَستأْصِلُ به خَضراءَهم. قالتْ: فقال له عبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتْقَى الرجُلينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: وَاللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريْمَ عبدٌ. قالتْ: ثمَّ غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأَرسِلْ إليهم فاسأَلْهم عَمَّا يقولونَ فيه؟ قالتْ: فأرسَلَ إليهم يَسأَلُهم عنه. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُه، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بعضُهم لبعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سأَلَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ وَاللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاءَ به نَبيُّنا، كائنًا في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عبدُ اللهِ ورسولُه ورُوحُه، وكَلِمَتُه، أَلْقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ . قالتْ: فضَرَبَ النَّجاشي يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثمَّ قال: ما عَدا عيسى ابنُ مَريَمَ ما قلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حينَ قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم وَاللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيومٌ بأَرْضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ- مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثمَّ مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رجُلًا منكم -والدَّبرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ- رُدُّوا عليهم هَداياهما، فلا حاجةَ لنا بها، فوَاللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشْوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالتْ: فخَرَجا مِن عِندِه مَقبوحينِ، مَردودًا عليهما ما جاءا به. وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خَيرِ جارٍ. قالتْ: فوَاللهِ إنَّا على ذلكَ إذْ نزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- قالتْ: فوَاللهِ ما عَلِمْنا حُزنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزنٍ حَزِنَّا عِندَ ذلك؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلكَ على النَّجاشي، فيأتيَ رجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشي يَعرِفُ منه. قالتْ: وسارَ النَّجاشي، وبَينَهما عَرضُ النِّيلِ. قالتْ: فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: مَن رجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثمَّ يأتينا بالخَبَرِ؟ قالتْ: قال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالتْ: وكانَ مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا. قالتْ: فنَفَخوا له قِربةً، فجعَلَها في صَدرِه، ثمَّ سَبَحَ عليها، حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثمَّ انطَلَقَ حتى حَضَرَهم. قالتْ: ودَعَوْنا اللهَ للنَّجاشي بالظُّهورِ على عَدُوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوثَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بمَكَّةَ.
 

1 - قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عمرٍو: لا تَحلُّ الصَّدقةُ لغَنيٍّ ولا لِذي مِرَّةٍ سويٍّ قَويٍّ
خلاصة حكم المحدث : [ورد] من أربع طرق [اثنان] موقوفان [واثنان] مرفوعان [أحدهما] حسن
الراوي : ريحان بن يزيد | المحدث : العيني | المصدر : نخب الافكار
الصفحة أو الرقم : 8/5 التخريج : أخرجه الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (2997) بلفظه، والشافعي في ((الأم)) (2/ 79)، والبيهقي في ((معرفة السنن والآثار)) (13315) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: سؤال - ما هو الغنى وحد الغنى سؤال - مسألة القوي صدقة - الصدقة على الغني زكاة - مستحقو الزكاة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - كتب عمرُ بنُ الخطَّابِ إلى أبي موسَى وهو بالبصرةِ : بلغني أنَّك تأذنُ للنَّاسِ جَمًا غفيرًا، فإذا جاءك كتابي هذا فائذنْ لأهلِ الشَّرفِ وأهلِ القوَّةِ والتَّقوَى والدِّينِ فإذا أخذوا مجالسَهم فائذنْ للعامَّةِ
خلاصة حكم المحدث : حسن وإن كان فيه انقطاع
الراوي : الحسن البصري | المحدث : ابن كثير | المصدر : مسند الفاروق
الصفحة أو الرقم : 2/535 التخريج : أخرجه الهيثم بن عدي كما في ((مسند الفاروق)) لابن كثير (2/535) واللفظ له، ووكيع القاضي في ((أخبار القضاة)) (1/286) باختلاف يسير، والدينوري في ((المجالسة)) (442) بنحوه
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - ما يلزم الإمام من حق الرعية إمامة وخلافة - أدب الإمارة علم - صفة كتابة المكاتبات والمراسلات مناقب وفضائل - ما جاء في الكرام وذوي الهيئات آداب عامة - توقير العلماء وذوي المكانة والفضل
|أصول الحديث

3 - عَن أبي الزُّبَيْرِ قالَ : كانَ عبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ يُهَلِّلُ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ فذَكَرَ نحوَ هذا الدُّعاءِ زادَ فيهِ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ لا نعبدُ إلَّا إيَّاهُ لَهُ النِّعمةُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : محمد بن مسلم المكي أبو الزبير | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم : 1507 التخريج : أخرجه أبو داود (1507)، وأبو عوانة (2119)، وأبو الشيخ في ((جزء ما رواه الزبير عن غير جابر)) (28)، وأبو أحمد الحاكم في ((الأسامي والكنى)) (1/ 49) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل لا حول ولا قوة إلا بالله أدعية وأذكار - الحث على ذكر الله تعالى صلاة - أدعية دبر الصلوات أدعية وأذكار - أذكار الصلوات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو أنَّه قالَ: مَنْ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، والحمدُ للهِ، وسُبحانَ اللهِ كثيرًا، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ؛ كُفِّرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانتْ أَكثرَ مِن زَبَدِ البحرِ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عمرو بن ميمون | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1878
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر أدعية وأذكار - الحث على ذكر الله تعالى إحسان - غفران الله للذنوب والآثام أدعية وأذكار - فضل التحميد والتسبيح والدعاء استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته

5 - عنْ عبدِ اللهِ قالَ: أفْرَسُ النَّاسِ ثلاثةٌ: العزيزُ حينَ قالَ لامرأتِهِ أَكْرِمي مَثواهُ عسى أنْ ينفعَنا أو نتَّخذَهُ ولدًا، والَّتي قالتْ: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]، وأبو بكرٍ حين تفرَّسَ في عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهُما.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3363 التخريج : أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (9/ 167) (8829)، والخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (924) باختلاف يسير، وابن أبي شيبة (38213) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة القصص تفسير آيات - سورة يوسف مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب آداب عامة - الأخلاق الحميدة الحسنة
|أصول الحديث

6 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه قالَ: إنَّ أصحابَ العِجْلِ قالوا: هَطَا سَقْمَاثا أزْبَه مَزْبا؛ وهي بالعربيَّةِ حِنطَةٌ حَمراءُ قويَّةٌ، فيها شَعرةٌ سوداءُ، فذلكَ قولُهُ عزَّ وجلَّ: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} [البقرة: 59] فلمَّا أبَوْا أنْ يَسجُدوا قالَ: أَمَرَ اللهُ الجَبلَ أنْ يَقَعَ عليهم، فنَظَروا إليه قد غَشِيهُم، سَقَطوا سُجَّدًا على شِقٍّ، ونَظَروا بالشِّقِّ الآخرِ فرَحِمَهُم اللهُ فكَشَفَهُ عنهم، فقالوا: ما سَجدةٌ أَحَبَّ إلى اللهِ تَعالَى مِن سجدةٍ كَشَفَ بها العذابَ عنكم؛ فهم يَسجُدونَ لذلك على شِقٍّ، فذلك قولُهُ عزَّ وجلَّ: {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ} [الأعراف: 171].

7 - عنْ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} [القصص: 25] قالَ: كانت تَجيءُ وهي خرَّاجةٌ ولَّاجةٌ، واضعةٌ يدَها على وجْهِها، فقامَ معها موسى وقالَ لها: امشِ خلْفي، وانْعتي ليَ الطَّريقَ وأنا أمشي أمامَكِ؛ فإنَّا لا نَنظُرُ في أدبارِ النِّساءِ، ثُمَّ قالتْ: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26]. لمَّا رأتْ مِن قُوَّتِهِ ولقولِهِ لها ما قالَ فزادَهُ ذلك فيه رغبةً فقالَ: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} [القصص: 27] أيْ في حُسنِ الصُّحبةِ والوفاءِ بما قلتُ. قالَ موسى: {ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ} قالَ: نَعَمْ. قالَ: {وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}، فزوَّجَهُ وأقامَ معه يكفيهِ، ويَعملُ له في رعايةِ غنمِهِ وما يحتاجُ إليه منه، وزَوَّجهُ صَفُورةَ أوْ أُختَها شَرْقاءَ، وهما اللَّتانِ كانتا تَذودانِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عمرو بن ميمون | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3576
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة القصص

8 - عَنْ أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ «لمَّا تُوفِّيَ أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنه فسَجَّوه بثَوْبٍ ارْتَجَّتِ المَدينةُ بالبُكاءِ، ودُهِشَ القَوْمُ كيَوْمَ قُبِضَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجاءَ علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنه باكِيًا مُسْتَرْجِعًا، وهو يَقولُ: اليَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافةُ النَّبيِّ، حتَّى وَقَفَ على بابِ البَيْتِ الَّذي فيه أبو بَكْرٍ، فقالَ: رَحِمَك اللهُ أبا بَكْرٍ، كُنْتَ أوَّلَ القَوْمِ إسْلامًا، وأَخلَصَهم إيمانًا، وأَشَدَّهم يَقينًا، وأَخوَفَهم للهِ، وأَعظَمَهم غَناءً، وأَحوَطَهم على رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأَحدَبَهم على الإسْلامِ، وأَيمَنَهم على أصْحابِه، أَحسَنَهم صُحْبةً، وأَفضَلَهم مَناقِبَ، وأَكثَرَهم سَوابِقَ، أَرفَعَهم دَرَجةً، وأَقرَبَهم مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم  وأَشبَهَهم به هَدْيًا وخُلُقًا وسَمْتًا وفَضْلًا، أَشرَفَهم مَنزِلةً، وأَكرَمَهم عليه، وأَوثَقَهم عنه، فجَزاك اللهُ عن الإسْلامِ وعن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمُسلِمينَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ كَذَّبَه النَّاسُ، فسمَّاك اللهُ في كِتابِه صِدِّيقًا: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} مُحَمَّدٌ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، {وَصَدَّقَ بِهِ} أبو بَكْرٍ، واسَيْتَه حينَ بَخِلوا، وقُمْتَ معَه حينَ عنه قَعَدوا، صَحِبْتَه في الشِّدَّةِ أَكرَمَ الصُّحْبةِ، ثانيَ اثْنَينِ وصاحِبَه، والمُنَزَّلَ عليه السَّكينةُ، رَفيقَه في الهِجْرةِ ومَواطِنِ الكُرْهِ، خَلَفْتَه في أُمَّتِه بأَحسَنِ الخِلافةِ حينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وقُمْتَ بدينِ اللهِ قِيامًا لم يَقُمْه خَليفةُ نَبيٍّ قَطُّ، قَوِيتَ حينَ ضَعُفَ أصْحابُك، وبَرَزْتَ حينَ اسْتَكانوا، ونَهَضْتَ حينَ وَهَنوا، ولَزِمْتَ مِنْهاجَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ هَمُّوا، ولم تُصدَعْ برَغْمِ المُنافِقينَ، وضِغْنِ الفاسِقينِ وغَيْظِ الكافِرينَ وكُرْهِ الحاسِدينَ، وقُمْتَ بالأمْرِ حينَ فَشِلوا، ونَطَقْتَ حين تَتَعْتَعوا، ومَضَيْتَ بنورِ اللهِ إذ وَقَفوا، واتبَّعَوك فهُدوا، كُنْتَ أَخفَضَهم صَوْتًا، وأَعْلاهم فَوْقًا، أَقَلَّهم كَلامًا وأَصوَبَهم مَنطِقًا، وأَطوَلَهم صَمْتًا، وأَبلَغَهم قَوْلًا، كُنْتَ أَكبَرَهم رَأيًا، وأَشجَعَهم قَلْبًا، وأَشَدَّهم يَقينًا، وأَحسَنَهم عَمَلًا، وأَعرَفَهم بالأمورِ، كُنْتَ واللهِ للدِّينِ يَعْسوبًا أوَّلًا حينَ تَفرَّقَ النَّاسُ عنه، وآخِرًا حين قَبِلوا، كُنْتَ للمُؤمِنينَ أبًا رَحيمًا إذ صاروا عليك عِيالًا، فحَمَلْتَ مِن الأثْقالِ ما عنه ضَعُفوا، وحَفِظْتَ ما أضاعوا، ورَعَيْتَ ما أَهْمَلوا، وشَمَّرْتَ إذ خَنَعوا، وعَلَوْتَ إذ هَلَعوا، وصَبَرْتَ إذ جَزِعوا، فأَدرَكْتَ آثارَ ما طَلَبوا، ونالوا بك ما لم يَحْتَسِبوا، كُنْتَ على الكافِرينَ عَذابًا صَبًّا ولَهَبًا، وللمُسلِمينَ غَيْثًا وخِصْبًا، فَطِرْتَ واللهِ بغَنائِها، وفُزْتَ بحِبائِها، وذَهَبْتَ بفَضائِلِها، وأَحرَزْتَ سَوابِقَها، لم تَفْلُلْ حُجَّتُك، ولم يَزِغْ قَلْبُك، ولم تَضعُفْ بَصيرتُك، ولم تَجبُنْ نفْسُك، ولم تَخُنْ، كُنْتَ كالجَبَلِ لا تُحَرِّكُه العَواصِفُ، ولا تُزيلُه القَواصِفُ، كُنْتَ كما قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أَمَنَّ النَّاسِ عليه في صُحْبتِك وذاتِ يَدِك، وكما قالَ: ضَعيفًا في بَدَنِك قَوِيًّا في أمْرِ اللهِ ، مُتَواضِعًا في نفْسِك عَظيمًا عنْدَ اللهِ، جَليلًا في الأرْضِ، كَبيرًا عنْدَ المُؤمِنينَ، لم يكنْ لأحَدٍ فيك مَهمَزٌ، ولا لقائِلٍ فيك مَغمَزٌ، ولا لأحَدٍ فيك مَطمَعٌ، ولا عنْدَك هَوادةٌ لأحَدٍ، الضَّعيفُ الذَّليلُ عنْدَك قَوِيٌّ عزَيزٌ حتَّى تَأخُذَ له بحَقِّه، والقَوِيُّ العَزيزُ عنْدَك ضَعيفٌ حتَّى تَأخُذَ مِنه الحَقَّ، القَريبُ والبَعيدُ عنْدَك في ذلك سَواءٌ، شَأْنُك الحَقُّ، والصِّدْقُ والرِّفْقُ، وقَوْلُك حُكْمٌ وحَتْمٌ، وأمْرُك حِلْمٌ وحَزْمٌ، ورَأيُك عِلمٌ وعَزْمٌ، فأَبلَغْتَ وقد نُهِجَ السَّبيلُ وسَهُلَ العَسيرُ، وأُطْفِئَتِ النِّيرانُ، واعْتَدَلَ بك الدِّينُ وقَوِيَ الإيمانُ، وظَهَرَ أمْرُ اللهِ ولو كَرِهَ الكافِرونَ، وثَبَتَ الإسْلامُ والمُؤمِنونَ، فسَبَقْتَ واللهِ سَبْقًا بَعيدًا، وأَتعَبْتَ مَن بَعْدَك إتْعابًا شَديدًا، وفُزْتَ بالخَيْرِ فَوْزًا مُبينًا، فجَلَلْتَ عن البُكاءِ، وعَظُمَتْ رَزِيَّتُك في السَّماءِ، وهَدَّتْ مُصيبتُك الأنامَ؛ فإنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، رَضينا عن اللهِ قَضاءَه، وسَلَّمْنا له أمْرَه، فوَاللهِ لن يُصابَ المُسلِمونَ بَعْدَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمِثلِك أبَدًا. كُنْتَ للدِّينِ عِزًّا وكَهْفًا، وللمُؤمِنينَ حِصْنًا وفِئةً وأُنْسًا، وعلى المُنافِقينَ غِلْظةً وغَيْظًا، فأَلْحَقَك اللهُ بنَبِيِّك عليه السَّلامُ، ولا حَرَمَنا اللهُ أجْرَك، ولا أَضَلَّنا بَعْدَك، وإنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ. وسَكَتَ النَّاسُ حتَّى انْقَضى كَلامُه، وبَكَوا كيَوْمَ ماتَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقالوا: صَدَقْتَ يا خَتَنَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]
الراوي : عبد الملك بن عمير | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 398
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جنائز وموت - الحزن لموت الأفاضل مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين

9 - قالَ ابنُ عبَّاسٍ: لمَّا جاءتْ رُسُلُ اللهِ لوطًا ظنَّ أنَّهم ضِيفانٌ لقَوْهُ، فأدناهم حتَّى أقْعَدَهُم قريبًا، وجاءَ ببناتِهِ وهُنَّ ثلاثةٌ، فأقعدَهُنَّ بيْنَ ضيفانِهِ وبيْنَ قومِهِ، فجاءَ قومُهُ يُهرَعونَ إليه، فلمَّا رآهم قالَ: {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي} [هود: 78]. قالوا: {مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِن حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ} [هود: 79] {قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] فالتفتَ إليه جِبريلُ عليه السَّلامُ، فقالَ: {إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} [هود: 81]. قالَ: فطَمَسَ أعيُنَهُم، فرَجَعوا وراءهم يَرْكَبُ بعضُهُم بعضًا حتَّى خرجوا إلى الَّذين بالبابِ فقالوا: جِئناكُم مِن عندِ أسْحَرِ النَّاسِ، قد طَمَسَ أبصارَنا، فانطَلَقُوا يَرْكَبُ بعضُهُم بعضًا، حتَّى دخلوا القريةَ، فرُفِعَتْ في بعضِ اللَّيلِ، حتَّى كانت بيْنَ السَّماءِ والأرضِ، حتَّى إنَّهم ليَسْمَعونَ أصواتَ الطَّيرِ في جَوِّ السَّماءِ، ثُمَّ قُلِبَتْ فخَرَجَتِ الإفْكَةُ عليهم، فمَنْ أدْرَكَتْهُ الإفْكَةُ قتَلَتْهُ، ومَنْ خَرَجَ أتْبَعَتْهُ حيثُ كان حَجَرًا فقتَلَتْهُ، قالَ: فارْتَحَلَ ببناتِهِ وهُنَّ ثلاثٌ حتَّى إذا بَلَغَ مكانَ كذا وكذا مِنَ الشَّامِ، فماتتِ ابنتُهُ الكُبرى، فخَرَجَتْ عندها عينٌ، يُقالُ لها: الوَرِيَّةُ، ثُمَّ انطَلَقَ حيثُ شاءَ اللهُ أنْ يَبلُغَ فماتتِ الصُّغرى، فخَرَجَتْ عندها عينٌ، يُقالُ لها: الرُّعونَةُ، فما بَقِيَ مِنْهنَّ إلَّا الوُسْطى.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3360
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل أنبياء - هود أنبياء - عام تفسير آيات - سورة هود

10 - عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنهُما، أنَّ رجُلًا مِن أعداءِ المسْلِمين بالأندلُسِ يُقالُ له: ذُو العُرفِ يَجمَعُ مِن قَبائلِ الشِّركِ جمْعًا عَظيمًا، يَعرِفُ مَن بالأندلُسِ أنْ لا طاقةَ لهم، فيَهرَبُ أهلُ القوَّةِ مِنَ المسْلِمين في السُّفنِ، فيُجِيزونَ إلى طَنْجةَ، ويَبْقى ضَعَفةُ النَّاسِ وجَماعتُهم، ليْس لهم سُفنٌ يُجِيزون عليها، فيَبعَثُ اللهُ عزَّ وجلَّ وَعْلًا، ويَعبُرُ لهم في البحرِ، فيُجِزُ الوعْلُ لا يُغطِّي الماءُ أظْلافَه، فيَراهُ النَّاسُ فيَقولُون: الوعْلَ الوعْلَ، اتَّبِعوه، فيُجِيزُ النَّاسُ على أثَرِه كلُّهم، ثمَّ يَصيرُ البحرُ على ما كان عليه، ويُجِيزُ العدوُّ في المراكبِ، فإذا حَسَّ بهم أهلُ الإفريقيَّةِ هَرَبوا كلُّهم مِن إفريقيَّةَ ومعهم مَن كان بالأندلُسِ مِنَ المسْلِمين، حتَّى يَدْخُلوا الفُسطاطَ، ويُقبِلُ ذلكَ العدوُّ حتَّى يَنزِلوا فيما بيْن مَريُوطَ إلى الأهرامِ مَسيرةَ خمْسةِ بُردٍ، فيَمْلؤون ما هنالكَ شَرًّا، فتَخرُجُ إليهم رايةُ المسْلِمين على الجسرِ، فيَنصُرُهم اللهُ عليهم، فيَهزِمونَهم ويَقتُلونهم إلى أَلُولَبةَ مَسيرةَ عشْرِ لَيالٍ، ويَستوقِدُ أهلُ الفُسطاطِ بعَجَلِهم وأداتِهم سبْعَ سِنينَ، ويَنفلِتُ ذو العُرْفِ مِنَ القتْلِ ومعه كتابٌ لا يَنظُرُ فيه إلَّا وهو مُنهزِمٌ، فيَجِدُ فيه ذِكرَ الإسلامِ، وأنَّه يُؤمَرُ فيه بالدُّخولِ في السِّلمِ، فيَسألُ الأمانَ على نفْسِه وعلى مَن أجابَه إلى الإسلامِ مِن أصحابِه الَّذين أقْبَلوا معه، فيُسلِمُ فيَصيرُ مِنَ المسْلِمين. ثمَّ يَأتي العامَ الثَّاني رجُلٌ مِنَ الحبَشةِ يُقالُ له: أَسِيسُ، وقدْ جَمَع جمْعًا عَظيمًا، فيَهرَبُ المسْلِمون منهم مِن أُسْوانَ، حتَّى لا يَبْقى بها ولا فِيها دُونَها أحدٌ مِنَ المسْلِمين إلَّا دخَلَ الفُسطاطَ، فيَنزِلُ أَسِيسُ بجَيشِه مَنْفَ، وهو على رأْسِ بَريدٍ مِنَ الفُسطاطِ، فتَخرُجُ إليهم رايةُ المسْلِمين على الجسرِ، فيَنصُرُهم اللهُ عليهم، فيَقتُلونهم ويَأسِرُونهم، حتَّى يُباعَ الأسْوَدُ بعَباءةٍ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح موقوف الإسناد على شرط الشيخين، وهو أصل في معرفة وقوع الفتن بمصر ولم يخرجاه
الراوي : أبو قبيل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8644
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام جهاد - الأمان والوفاء به ومن له إعطاء الأمان جهاد - الرايات والألوية إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام جهاد - الأسرى

11 - لمَّا نَزَلْنا أرضَ الحَبَشةِ جاوَرْنا بها خَيرَ جارٍ، النَّجاشي، أمِنَّا على دِينِنا، وعَبَدْنا اللهَ لا نُؤْذَى، ولا نَسمَعُ شَيئًا نَكرَهُه. فلمَّا بلَغَ ذلكَ قُرَيشًا، ائْتَمَروا أنْ يَبعَثوا إلى النَّجاشي فينا رجُلينِ جَلْدينِ ، وأنْ يُهدوا للنَّجاشي هَدايا ممَّا يُستَطرَفُ مِن مَتاعِ مَكَّةَ. وكان مِن أعجَبِ ما يأتيه منها إليه الأدَمُ، فجَمَعوا له أَدَمًا كثيرةً، ولم يَترُكوا مِن بَطارِقَتِه بِطريقًا إلَّا أهدَوْا له هَدِيَّةً. ثمَّ بَعَثوا بذلكَ مع عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ بنِ المُغيرةِ المَخزوميِّ، وعَمرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهميِّ، وأمَروهما أمْرَهم، وقالوا لهما: ادفَعوا إلى كلِّ بِطْريقٍ هَدِيَّتَه قبلَ أنْ تُكَلِّموا النَّجاشي فيهم. ثمَّ قَدِّموا للنَّجاشي هَداياه، ثمَّ سَلوه أنْ يُسَلِّمَهم إليكم قبلَ أنْ يُكَلِّمَهم. قالتْ: فخَرَجا فقَدِما على النَّجاشي، فنحنُ عندَه بخَيرِ دارٍ، وعِندَ خَيرِ جارٍ، فلم يَبقَ مِن بَطارِقَتِه بِطْريقٌ إلَّا دَفَعا إليه هَدِيَّتَه قبلَ أنْ يُكَلِّما النَّجاشي، ثمَّ قالا لكلِّ بِطْريقٍ منهم: إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِ المَلِكِ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكم، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتم، وقد بعَثَنا إلى المَلِكِ فيهم أشرافُ قَومِهم ليَرُدَّهم إليهم، فإذا كَلَّمْنا المَلِكَ فيهم فتُشيروا عليه بأنْ يُسَلِّمَهم إلينا، ولا يُكَلِّمَهم؛ فإنَّ قَومَهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم. فقالوا لهما: نعَمْ. ثمَّ إنَّهما قَرَّبا هَداياهم إلى النَّجاشي فقَبِلَها منهما، ثمَّ كَلَّماه فقالا له: أيُّها المَلِكُ، إنَّه قد صَبا إلى بَلَدِكَ مِنَّا غِلمانٌ سُفَهاءُ، فارَقوا دِينَ قَومِهم، ولم يَدخُلوا في دِينِكَ، وجاؤُوا بدِينٍ مُبتَدَعٍ، لا نَعرِفُه نحنُ ولا أنتَ، وقد بعَثَنا إليكَ فيهم أشرافُ قَومِهم، مِن آبائِهم، وأعمامِهم، وعَشائرِهم؛ لتَرُدَّهم إليهم، فهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، وعاتَبوهم فيه. قالتْ: ولم يَكُنْ شيءٌ أبغَضَ إلى عبدِ اللهِ بنِ أبي رَبيعةَ وعَمرِو بنِ العاصِ مِن أنْ يَسمَعَ النَّجاشي كَلامَهم. فقالتْ بَطارِقَتُه حَولَه: صَدَقوا أيُّها المَلِكُ، قَومُهم أعلى بهم عَينًا، وأعلَمُ بما عابوا عليهم، فأسْلِمْهم إليهما فلْيَرُدَّاهم إلى بِلادِهم وقَومِهم. قال: فغَضِبَ النَّجاشي، ثمَّ قال: لاها اللهِ، ايْمُ اللهِ، إذَنْ لا أُسلِمُهم إليهما، ولا أُكادُ قَومًا جاوروني، نَزَلوا بِلادي، واختاروني على مَن سِوايَ؛ حتى أدعُوَهم فأسأَلَهم ماذا يقولُ هذانِ في أمْرِهم، فإنْ كانوا كما يقولانِ أسلَمتُهم إليهم، ورَدَدتُهم إلى قَومِهم، وإنْ كانوا على غَيرِ ذلكَ مَنَعتُهم منهما، وأحسَنتُ جِوارَهم ما جاوَرُوني. قالتْ: ثمَّ أرسَلَ إلى أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، فدَعاهم، فلمَّا جاءَهم رسولُه اجتَمَعوا، ثمَّ قال بعضُهم لبعضٍ: ما تَقولونَ للرَّجُلِ إذا جِئتُموه؟ قال: نَقولُ: واللهِ ما عَلِمْنا، وما أمَرَنا به نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ، كائنٌ في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا جاؤُوه، وقد دعا النَّجاشي أَساقِفَتَه، فنَشَروا مَصاحِفَهم حَولَه سأَلَهم فقال: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكم، ولم تَدخُلوا في دِيني، ولا في دِينِ أحَدٍ مِن هذه الأُمَمِ. قالتْ: فكانَ الذي كلَّمَه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ. فقال له: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَومًا أهلَ جاهِليَّةٍ، نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلكَ حتى بعَثَ اللهُ إلينا رسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه، وصِدقَه، وأمانَتَه، وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنُوَحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نحنُ وآباؤُنا مِن دونِه مِن الحِجارةِ والأَوْثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَّحِمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفَواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أنْ نَعبُدَ اللهَ وَحدَه، ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ. قالتْ: فعَدَّدَ عليه أُمورَ الإسلامِ، فصَدَّقْناه، وآمَنَّا، واتَّبَعْناه على ما جاءَ به. فعَبَدْنا اللهَ وَحدَه، فلم نُشرِكْ به شَيئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ علينا، وأحلَلْنا ما أحَلَّ لنا، فعدا علينا قَوْمُنا، فعَذَّبونا وفَتَنونا عن دِينِنا؛ ليَرُدُّونا إلى عِبادةِ الأوثانِ مِن عِبادةِ اللهِ، وأنْ نَستَحِلَّ ما كُنَّا نَستَحِلُّ مِن الخَبائثِ، فلمَّا قَهَرونا وظَلَمونا، وشَقُّوا علينا، وحالوا بَينَنا وبينَ دِينِنا، خَرَجْنا إلى بَلَدِكَ، واختَرناكَ على مَن سِواكَ، ورَغِبْنا في جِوارِكَ، ورَجَوْنا ألَّا نُظلَمَ عِندَكَ أيُّها المَلِكُ. قالتْ: فقال له النَّجاشي: هل مَعَكَ ما جاءَ به عنِ اللهِ مِن شيءٍ؟ قالتْ: فقال له جَعفَرٌ: نعَمْ. فقال له النَّجاشي: فاقرَأْه علَيَّ. فقَرأ عليه صَدرًا مِن {كهيعص...} [سورة مريم]، قالتْ: فبَكى واللهِ النَّجاشي حتى أخضَلَ لحيَتَه، وبَكى أساقِفَتُه حتى أخضَلوا مَصاحِفَهم حينَ سَمِعوا ما تَلا عليهم. ثمَّ قال النَّجاشي: إنَّ هذا -وَاللهِ- والذي جاءَ به عيسى لَيَخرُجُ مِن مِشكاةٍ واحِدةٍ، انطَلِقا؛ فوَاللهِ لا أُسلِمُهم إليكم أبَدًا، ولا أُكادُ. قالتْ أُمُّ سَلَمةَ: فلمَّا خَرَجا مِن عِندِه قال عَمرُو بنُ العاصِ: واللهِ لَأُنَبِّئَنَّهم غَدًا عَيبَهم عندَهم، ثمَّ أَستأْصِلُ به خَضراءَهم. قالتْ: فقال له عبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ -وكان أتْقَى الرجُلينِ فينا-: لا تَفعَلْ؛ فإنَّ لهم أرحامًا، وإنْ كانوا قد خالَفونا. قال: وَاللهِ لَأُخبِرَنَّه أنَّهم يَزعُمونَ أنَّ عيسى ابنَ مَريْمَ عبدٌ. قالتْ: ثمَّ غَدا عليه الغَدَ، فقال له: أيُّها المَلِكُ، إنَّهم يقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ قَولًا عَظيمًا، فأَرسِلْ إليهم فاسأَلْهم عَمَّا يقولونَ فيه؟ قالتْ: فأرسَلَ إليهم يَسأَلُهم عنه. قالتْ: ولم يَنزِلْ بنا مِثلُه، فاجتَمَعَ القَومُ، فقال بعضُهم لبعضٍ: ماذا تَقولونَ في عيسى إذا سأَلَكم عنه؟ قالوا: نَقولُ وَاللهِ فيه ما قال اللهُ، وما جاءَ به نَبيُّنا، كائنًا في ذلكَ ما هو كائنٌ. فلمَّا دَخَلوا عليه قال لهم: ما تَقولونَ في عيسى ابنِ مَريَمَ؟ فقال له جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ: نَقولُ فيه الذي جاء به نَبيُّنا، هو عبدُ اللهِ ورسولُه ورُوحُه، وكَلِمَتُه، أَلْقاها إلى مَريَمَ العَذراءِ البَتولِ . قالتْ: فضَرَبَ النَّجاشي يَدَه إلى الأرضِ، فأخَذَ منها عُودًا، ثمَّ قال: ما عَدا عيسى ابنُ مَريَمَ ما قلتَ هذا العُودَ. فتَناخَرَتْ بَطارِقَتُه حَولَه حينَ قال ما قال، فقال: وإنْ نَخَرتُم وَاللهِ، اذهَبوا فأنتُم سُيومٌ بأَرْضي -والسُّيومُ: الآمِنونَ- مَن سَبَّكم غُرِّمَ، ثمَّ مَن سَبَّكم غُرِّمَ، فما أُحِبُّ أنَّ لي دَبرًا ذَهَبًا وأنِّي آذَيتُ رجُلًا منكم -والدَّبرُ بلِسانِ الحَبَشةِ: الجَبَلُ- رُدُّوا عليهم هَداياهما، فلا حاجةَ لنا بها، فوَاللهِ ما أخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشوةَ حينَ رَدَّ علَيَّ مُلكي، فآخُذَ الرِّشْوةَ فيه، وما أطاعَ الناسَ فيَّ فأُطيعَهم فيه. قالتْ: فخَرَجا مِن عِندِه مَقبوحينِ، مَردودًا عليهما ما جاءا به. وأقَمْنا عندَه بخَيرِ دارٍ مع خَيرِ جارٍ. قالتْ: فوَاللهِ إنَّا على ذلكَ إذْ نزَلَ به -يعني: مَن يُنازِعُه في مُلكِه- قالتْ: فوَاللهِ ما عَلِمْنا حُزنًا قَطُّ كان أشَدَّ مِن حُزنٍ حَزِنَّا عِندَ ذلك؛ تَخَوُّفًا أنْ يَظهَرَ ذلكَ على النَّجاشي، فيأتيَ رجُلٌ لا يَعرِفُ مِن حَقِّنا ما كان النَّجاشي يَعرِفُ منه. قالتْ: وسارَ النَّجاشي، وبَينَهما عَرضُ النِّيلِ. قالتْ: فقال أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: مَن رجُلٌ يَخرُجُ حتى يَحضُرَ وَقعةَ القَومِ، ثمَّ يأتينا بالخَبَرِ؟ قالتْ: قال الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ: أنا. قالتْ: وكانَ مِن أحدَثِ القَومِ سِنًّا. قالتْ: فنَفَخوا له قِربةً، فجعَلَها في صَدرِه، ثمَّ سَبَحَ عليها، حتى خرَجَ إلى ناحيةِ النِّيلِ التي بها مُلتَقى القَومِ، ثمَّ انطَلَقَ حتى حَضَرَهم. قالتْ: ودَعَوْنا اللهَ للنَّجاشي بالظُّهورِ على عَدُوِّه، والتَّمكينِ له في بِلادِه، واستَوثَقَ عليه أمْرُ الحَبَشةِ، فكُنَّا عندَه في خَيرِ مَنزِلٍ، حتى قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بمَكَّةَ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1651 التخريج : أخرجه أحمد (1740) باختلاف يسير، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/115) مختصراً
التصنيف الموضوعي: بر وصلة - صلة الرحم وتحريم قطعها إيمان - توحيد الألوهية اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته جهاد - الهجرة من دار العدو إلى دار الإسلام مناقب وفضائل - النجاشي وأصحابه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه