الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

121 - بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فأوَوْا إلى غَارٍ في جَبَلٍ ، فَانْحَطَّتْ علَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى بِهَا، لَعَلَّ اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ، فَقالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي وَالِدَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، وَامْرَأَتِي، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عليهم، فَإِذَا أَرَحْتُ عليهم، حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ، فَسَقَيْتُهُما قَبْلَ بَنِيَّ، وَأنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَومٍ الشَّجَرُ، فَلَمْ آتِ حتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُما قدْ نَامَا، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ، فَجِئْتُ بالحِلَابِ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُما مِن نَوْمِهِمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ لَنَا منها فُرْجَةً، نَرَى منها السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ منها فُرْجَةً، فَرَأَوْا منها السَّمَاءَ. وَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنَّه كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، وَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا، فأبَتْ حتَّى آتِيَهَا بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَتَعِبْتُ حتَّى جَمَعْتُ مِئَةَ دِينَارٍ، فَجِئْتُهَا بِهَا، فَلَمَّا وَقَعْتُ بيْنَ رِجْلَيْهَا، قالَتْ: يا عَبْدَ اللهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفْتَحِ الخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ عَنْهَا، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ لَنَا منها فُرْجَةً، فَفَرَجَ لهمْ. وَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بِفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عليه فَرَقَهُ فَرَغِبَ عنْه، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حتَّى جَمَعْتُ منه بَقَرًا وَرِعَاءَهَا، فَجَاءَنِي فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَظْلِمْنِي حَقِّي، قُلتُ: اذْهَبْ إلى تِلكَ البَقَرِ وَرِعَائِهَا، فَخُذْهَا فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَسْتَهْزِئْ بِي فَقُلتُ: إنِّي لا أَسْتَهْزِئُ بِكَ، خُذْ ذلكَ البَقَرَ وَرِعَاءَهَا، فأخَذَهُ فَذَهَبَ بِهِ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ لَنَا ما بَقِيَ، فَفَرَجَ اللَّهُ ما بَقِيَ. وَزَادُوا في حَديثِهِمْ: وَخَرَجُوا يَمْشُونَ. وفي حَديثِ صَالِحٍ يَتَمَاشَوْنَ إِلَّا عُبَيْدَ اللهِ فإنَّ في حَديثِهِ: وَخَرَجُوا وَلَمْ يَذْكُرْ بَعْدَهَا شيئًا. وفي رواية : أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ، قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ، حتَّى آوَاهُمُ المَبِيتُ إلى غَارٍ وَاقْتَصَّ الحَدِيثَ بِمَعْنَى حَديثِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ غيرَ أنَّهُ قالَ: قالَ رَجُلٌ منهمْ: اللَّهُمَّ كانَ لي أَبَوَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، فَكُنْتُ لا أَغْبِقُ قَبْلَهُما أَهْلًا وَلَا مَالًا وَقالَ: فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ، فَجَاءَتْنِي فأعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِئَةَ دِينَارٍ وَقالَ: فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حتَّى كَثُرَتْ منه الأمْوَالُ، فَارْتَعَجَتْ وَقالَ: فَخَرَجُوا مِنَ الغَارِ يَمْشُونَ.

122 - شَكَا أَهْلُ الكُوفَةِ سَعْدًا إلى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فَعَزَلَهُ، واسْتَعْمَلَ عليهم عَمَّارًا، فَشَكَوْا حتَّى ذَكَرُوا أنَّهُ لا يُحْسِنُ يُصَلِّي، فأرْسَلَ إلَيْهِ، فَقالَ: يا أَبَا إسْحَاقَ إنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ أنَّكَ لا تُحْسِنُ تُصَلِّي، قالَ أَبُو إسْحَاقَ: أَمَّا أَنَا واللَّهِ فإنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بهِمْ صَلَاةَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أَخْرِمُ عَنْهَا، أُصَلِّي صَلَاةَ العِشَاءِ، فأرْكُدُ في الأُولَيَيْنِ وأُخِفُّ في الأُخْرَيَيْنِ، قالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بكَ يا أَبَا إسْحَاقَ، فأرْسَلَ معهُ رَجُلًا أَوْ رِجَالًا إلى الكُوفَةِ، فَسَأَلَ عنْه أَهْلَ الكُوفَةِ ولَمْ يَدَعْ مَسْجِدًا إلَّا سَأَلَ عنْه، ويُثْنُونَ مَعْرُوفًا، حتَّى دَخَلَ مَسْجِدًا لِبَنِي عَبْسٍ، فَقَامَ رَجُلٌ منهمْ يُقَالُ له أُسَامَةُ بنُ قَتَادَةَ يُكْنَى أَبَا سَعْدَةَ قالَ: أَمَّا إذْ نَشَدْتَنَا فإنَّ سَعْدًا كانَ لا يَسِيرُ بالسَّرِيَّةِ، ولَا يَقْسِمُ بالسَّوِيَّةِ، ولَا يَعْدِلُ في القَضِيَّةِ، قالَ سَعْدٌ: أَما واللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ بثَلَاثٍ: اللَّهُمَّ إنْ كانَ عَبْدُكَ هذا كَاذِبًا، قَامَ رِيَاءً وسُمْعَةً، فأطِلْ عُمْرَهُ، وأَطِلْ فَقْرَهُ، وعَرِّضْهُ بالفِتَنِ، وكانَ بَعْدُ إذَا سُئِلَ يقولُ: شيخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ، قالَ عبدُ المَلِكِ: فأنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ، قدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ علَى عَيْنَيْهِ مِنَ الكِبَرِ، وإنَّه لَيَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي في الطُّرُقِ يَغْمِزُهُنَّ.

123 -  جاءَ رَجُلٌ مِن أهْلِ مِصْرَ حَجَّ البَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا، فقالَ: مَن هَؤُلاءِ القَوْمُ؟ فقالوا: هَؤُلاءِ قُرَيْشٌ، قالَ: فَمَنِ الشَّيْخُ فيهم؟ قالوا: عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، قالَ: يا ابْنَ عُمَرَ، إنِّي سائِلُكَ عن شَيءٍ فَحَدِّثْنِي؛ هلْ تَعْلَمُ أنَّ عُثْمانَ فَرَّ يَومَ أُحُدٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: تَعْلَمُ أنَّه تَغَيَّبَ عن بَدْرٍ ولَمْ يَشْهَدْ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: تَعْلَمُ أنَّه تَغَيَّبَ عن بَيْعَةِ الرِّضْوانِ فَلَمْ يَشْهَدْها؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُ أكْبَرُ! قالَ: ابنُ عُمَرَ: تَعالَ أُبَيِّنْ لَكَ؛ أمَّا فِرارُهُ يَومَ أُحُدٍ، فأشْهَدُ أنَّ اللَّهَ عَفا عنْه وغَفَرَ له، وأَمَّا تَغَيُّبُهُ عن بَدْرٍ فإنَّه كانَتْ تَحْتَهُ بنْتُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَتْ مَرِيضَةً، فقالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ لكَ أجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وسَهْمَهُ، وأَمَّا تَغَيُّبُهُ عن بَيْعَةِ الرِّضْوانِ ، فلوْ كانَ أحَدٌ أعَزَّ ببَطْنِ مَكَّةَ مِن عُثْمانَ لَبَعَثَهُ مَكانَهُ، فَبَعَثَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُثْمانَ، وكانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوانِ بَعْدَما ذَهَبَ عُثْمانُ إلى مَكَّةَ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ اليُمْنَى: هذِه يَدُ عُثْمانَ. فَضَرَبَ بها علَى يَدِهِ، فقالَ: هذِه لِعُثْمانَ. فقالَ له ابنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بها الآنَ معكَ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 3698
التصنيف الموضوعي: مغازي - غزوة أحد مغازي - غزوة بدر مناقب وفضائل - عثمان بن عفان بيعة - بيعة الرضوان (الشجرة)
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

124 - جَاءَ رَجُلٌ حَجَّ البَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا، فَقالَ: مَن هَؤُلَاءِ القُعُودُ؟ قالوا: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ. قالَ: مَنِ الشَّيْخُ؟ قالوا ابنُ عُمَرَ، فأتَاهُ فَقالَ: إنِّي سَائِلُكَ عن شيءٍ أتُحَدِّثُنِي؟ قالَ: أنْشُدُكَ بحُرْمَةِ هذا البَيْتِ، أتَعْلَمُ أنَّ عُثْمَانَ بنَ عَفَّانَ فَرَّ يَومَ أُحُدٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَتَعْلَمُهُ تَغَيَّبَ عن بَدْرٍ، فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَتَعْلَمُ أنَّه تَخَلَّفَ عن بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَكَبَّرَ، قالَ ابنُ عُمَرَ: تَعَالَ لِأُخْبِرَكَ ولِأُبَيِّنَ لكَ عَمَّا سَأَلْتَنِي عنْه، أمَّا فِرَارُهُ يَومَ أُحُدٍ فأشْهَدُ أنَّ اللَّهَ عَفَا عنْه، وأَمَّا تَغَيُّبُهُ عن بَدْرٍ، فإنَّه كانَ تَحْتَهُ بنْتُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ لكَ أجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وسَهْمَهُ وأَمَّا تَغَيُّبُهُ عن بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ ، فإنَّه لو كانَ أحَدٌ أعَزَّ ببَطْنِ مَكَّةَ مِن عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ، فَبَعَثَ عُثْمَانَ، وكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَما ذَهَبَ عُثْمَانُ إلى مَكَّةَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِهِ اليُمْنَى: هذِه يَدُ عُثْمَانَ - فَضَرَبَ بهَا علَى يَدِهِ، فَقالَ - هذِه لِعُثْمَانَ اذْهَبْ بهذا الآنَ معكَ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 4066
التصنيف الموضوعي: مغازي - غزوة أحد مغازي - غزوة بدر مناقب وفضائل - عثمان بن عفان بيعة - بيعة الرضوان (الشجرة)
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

125 - أن رجلًا من أهلِ مِصْرَ حج البيتَ فرأى قومًا جلوسًا فقال مَن هؤلاءِ ؟ قالوا : قريشٌ قال فمَن هذا الشيخُ؟ قالوا: ابنُ عمرَ فأتاه فقال: إني سائِلُكَ عن شيءٍ فحَدِّثْنِي أَنْشُدُكَ اللهَ بحُرْمةِ هذا البيتِ أَتَعْلَمُ أن عثمانَ فَرَّ يومَ أحدٍ? قال: نعم. قال: أَتَعْلَمُ أنه تَغَيَّبَ عن بَيْعَةِ الرِّضوانِ فلم يَشْهَدْها؟ قال: نعم. قال: أَتَعْلَمُ أنه تَغَيَّبَ يومَ بدرٍ فلم يَشْهَدْه؟ قال: نعم. فقال: اللهُ أكبرُ. فقال له ابنُ عمرَ: تَعَالَ حتى أُبَيِّنَ لك ما سَأَلْتَ عنه أَمَّا فِرَارُه يومَ أحدٍ فأَشْهَدُ أن اللهَ قد عفا عنه وغفر له وأما تَغَيُّبُه يومَ بدرٍ فإنه كانت عنده أو تحتَه ابنةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: لك أجرُ رجلٍ شَهِدَ بدرًا وسَهْمُه وأما تَغَيُّبُه عن بَيْعَةِ الرِّضْوانِ فلو كان أحدٌ أَعَزَّ ببطنِ مكةَ من عثمانَ لبعثه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مكانَ عثمانَ بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عثمانَ وكانت بَيْعَةُ الرِّضوانِ بعد ما ذهب عثمانُ إلى مكةَ قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بيدِهِ اليُمْنَى هذه يدُ عثمانَ وضرب بها على يدِهِ قال: هذه لعثمانَ قال له: اذهبْ بهذا الآنَ معك

126 - لَمَّا كان حينَ فُتِحتْ نهاوَندُ أصابَ [ المسلمونَ ] سَبايا من اليهودِ، فَأقبلَ رَأسُ الجالوتِ فَتلَقَّى سَبايا اليهودِ، فَأصابَ رَجلٌ من المسلِمينَ جارِيةً وَضيئَةً صَبيحَةً، فقالَ لي : هَل لكَ أَن تَمشيَ مَعي إلى هذا الإنسانِ عَسَى أن يُثمِّنَ لي في هَذهِ الجاريةِ، فانطَلقتُ معهُ فَدخَلْنا علَى شيخٍ مُستكبِرٍ لهُ تُرْجُمَانٌ فقال لِرجلٍ معهُ : سَلْ هذِه الجاريةَ هل وقَعَ علَيها هَذا العربيُّ ؟ ورَأيتُ أَنَّه غَارَ حين رَأَى حُسنَها، فَراطَنَها بِلِسانِه فَفَهِمْتُ الَّذي قالَ، [ قال ] : فقلتُ لهُ : لقد أَثِمْتَ بِمَا تَجِدُ في كتابِكَ بِسؤَالِكَ هذِه الجاريةَ عَمَّا وراءَ ثِيابِها. فقال لي : كَذبتَ، وما يُدريكَ ما في كِتابي، قال : قلتُ : أنا أَعلمُ بِكتابِكَ منكَ، قال : أنتَ أَعلَمُ بِكتابِي مِنِّي ؟ ! قُلتُ : نعَم، أنا أَعلَمُ بِكتابِكَ مِنكَ، قالَ : مَن هذا ؟ قالوا : عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ، قال : فانصَرفتُ مِن عندِه ذلكَ اليومَ، فأرسلَ إليَّ رسولًا : لَتأْتينِّي بِعزْمةٍ وبَعثَ إليَّ بِدابَّةٍ، قال : فانطَلقتُ إليه احتِسابًا رَجاءَ أن يُسْلِمَ، فَحبسنِي عِندَه ثلاثةَ أيَّامٍ أقرَأُ عليهِ التَّوراةَ ويَبكي، فقُلتُ لهُ : إنَّه واللهِ لَهوَ النَّبيُّ الَّذي تَجِدونَه في كِتابِكُمْ، فقالَ لي : فكَيف أَصنَعُ باليهودِ ؟ قال : قلتُ : إنَّ اليَهودَ لن يُغنُوا عنكَ مِن اللهِ شيئًا، فَأبى أن يُسلِمَ، وغَلبَ عليهِ الشَّقاءُ

127 - أنَّ رجلاً من أَهلِ مصرَ حجَّ البيتَ فرأى قومًا جلوسًا فقالَ: من هؤلاءِ؟ قالوا: قريشٌ. قالَ: فمن هذا الشَّيخُ؟ قالوا: ابنُ عمر. فأتاهُ فقالَ: إنِّي سائلُكَ عن شيءٍ فحدِّثني أنشدُكَ اللَّهَ بحرمةِ هذا البيتِ أتعلمُ أنَّ عثمانَ فرَّ يومَ أحدٍ؟ قالَ: نعم. قالَ: أتعلمُ أنَّهُ تغيَّبَ عن بيعةِ الرِّضوانِ فلم يشْهدْها؟ قالَ: نعم. قالَ: أتعلمُ أنَّهُ تغيَّبَ يومَ بدرٍ فلم يشْهده؟ قالَ: نعم. فقالَ: اللَّهُ أَكبر. فقالَ لَهُ ابنُ عمرَ: تعالَ حتى أبيِّن لَكَ ما سألتَ عنْهُ أمَّا فرارُهُ يومَ أحدٍ فأشْهدُ أنَّ اللَّهَ قد عفا عنْهُ وغفرَ لَهُ وأمَّا تغيُّبُهُ يومَ بدرٍ فإنَّهُ كانت عندَهُ أو تحتَهُ ابنةُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:لَكَ أجرُ رجلٍ شَهدَ بدرًا وسَهمُهُ. وأمَّا تغيُّبُهُ عن بيعةِ الرِّضوانِ فلو كانَ أحدٌ أعزَّ ببطنِ مَكَّةَ من عثمانَ لبعثَهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكانَ عثمانَ بعثَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عثمانَ وَكانت بيعةُ الرِّضوانِ بعدَ ما ذَهبَ عثمانُ إلى مَكَّةَ قالَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بيدِهِ اليمنى: هذِهِ يدُ عثمانَ. وضربَ بِها على يدِهِ قالَ: هذِهِ لعثمانَ. قالَ لَهُ: اذْهب بِهذا الآنَ معَك.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عثمان بن عبدالله بن موهب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم : 3706
التصنيف الموضوعي: بيعة - مبايعة الإمام مغازي - غزوة أحد مغازي - غزوة بدر مناقب وفضائل - عثمان بن عفان بيعة - بيعة الرضوان (الشجرة)
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

128 - كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا صَلَّى صَلَاةً أقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ فَقالَ: مَن رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ قالَ: فإنْ رَأَى أحَدٌ قَصَّهَا، فيَقولُ: ما شَاءَ اللَّهُ فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقالَ: هلْ رَأَى أحَدٌ مِنكُم رُؤْيَا؟ قُلْنَا: لَا، قالَ: لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتَيَانِي فأخَذَا بيَدِي، فأخْرَجَانِي إلى الأرْضِ المُقَدَّسَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ، ورَجُلٌ قَائِمٌ، بيَدِهِ كَلُّوبٌ مِن حَدِيدٍ قالَ بَعْضُ أصْحَابِنَا عن مُوسَى: إنَّه يُدْخِلُ ذلكَ الكَلُّوبَ في شِدْقِهِ حتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذلكَ، ويَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هذا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ، قُلتُ: ما هذا؟ قالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حتَّى أتَيْنَا علَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ علَى قَفَاهُ ورَجُلٌ قَائِمٌ علَى رَأْسِهِ بفِهْرٍ - أوْ صَخْرَةٍ - فَيَشْدَخُ به رَأْسَهُ، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الحَجَرُ، فَانْطَلَقَ إلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ، فلا يَرْجِعُ إلى هذا حتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وعَادَ رَأْسُهُ كما هُوَ، فَعَادَ إلَيْهِ، فَضَرَبَهُ، قُلتُ: مَن هذا؟ قالَا: انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا إلى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ ، أعْلَاهُ ضَيِّقٌ وأَسْفَلُهُ واسِعٌ يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا، فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حتَّى كَادَ أنْ يَخْرُجُوا، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا، وفيهَا رِجَالٌ ونِسَاءٌ عُرَاةٌ، فَقُلتُ: مَن هذا؟ قالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حتَّى أتَيْنَا علَى نَهَرٍ مِن دَمٍ فيه رَجُلٌ قَائِمٌ علَى وسَطِ النَّهَرِ - قالَ يَزِيدُ، ووَهْبُ بنُ جَرِيرٍ: عن جَرِيرِ بنِ حَازِمٍ - وعلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فأقْبَلَ الرَّجُلُ الذي في النَّهَرِ، فَإِذَا أرَادَ أنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بحَجَرٍ في فِيهِ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّما جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى في فيه بحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كما كَانَ، فَقُلتُ: ما هذا؟ قالَا: انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا حتَّى انْتَهَيْنَا إلى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ، وفي أصْلِهَا شيخٌ وصِبْيَانٌ، وإذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ بيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا، فَصَعِدَا بي في الشَّجَرَةِ، وأَدْخَلَانِي دَارًا لَمْ أرَ قَطُّ أحْسَنَ منها، فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وشَبَابٌ، ونِسَاءٌ، وصِبْيَانٌ، ثُمَّ أخْرَجَانِي منها فَصَعِدَا بي الشَّجَرَةَ، فأدْخَلَانِي دَارًا هي أحْسَنُ وأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ، وشَبَابٌ، قُلتُ: طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ، فأخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ، قالَا: نَعَمْ، أمَّا الذي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ، فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بالكَذْبَةِ، فَتُحْمَلُ عنْه حتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ، فيُصْنَعُ به إلى يَومِ القِيَامَةِ، والذي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ، فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَنَامَ عنْه باللَّيْلِ ولَمْ يَعْمَلْ فيه بالنَّهَارِ، يُفْعَلُ به إلى يَومِ القِيَامَةِ، والذي رَأَيْتَهُ في الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّنَاةُ، والذي رَأَيْتَهُ في النَّهَرِ آكِلُوا الرِّبَا ، والشَّيْخُ في أصْلِ الشَّجَرَةِ إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ، والصِّبْيَانُ، حَوْلَهُ، فأوْلَادُ النَّاسِ والذي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ، والدَّارُ الأُولَى الَّتي دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ المُؤْمِنِينَ، وأَمَّا هذِه الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ، وأَنَا جِبْرِيلُ، وهذا مِيكَائِيلُ، فَارْفَعْ رَأْسَكَ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ، قالَا: ذَاكَ مَنْزِلُكَ، قُلتُ: دَعَانِي أدْخُلْ مَنْزِلِي، قالَا: إنَّه بَقِيَ لكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَ أتَيْتَ مَنْزِلَكَ.

129 - حدَّثَني يَزِيدُ الفقِيرُ، قالَ: كُنْتُ قدْ شَغَفَنِي رَأْيٌ مِن رَأْيِ الخَوارِجِ، فَخَرَجْنا في عِصابَةٍ ذَوِي عَدَدٍ نُرِيدُ أنْ نَحُجَّ، ثُمَّ نَخْرُجَ علَى النَّاسِ، قالَ: فَمَرَرْنا علَى المَدِينَةِ، فإذا جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ يُحَدِّثُ القَوْمَ، جالِسٌ إلى سارِيَةٍ، عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: فإذا هو قدْ ذَكَرَ الجَهَنَّمِيِّينَ، قالَ: فَقُلتُ له: يا صاحِبَ رَسولِ اللهِ، ما هذا الذي تُحَدِّثُونَ؟ واللَّهُ يقولُ: {إنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فقَدْ أخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192] و{كُلَّما أرادُوا أنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فيها} [السجدة: 20]، فَما هذا الذي تَقُولونَ؟ قالَ: فقالَ: أتَقْرَأُ القُرْآنَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فَهلْ سَمِعْتَ بمَقامِ مُحَمَّدٍ عليه السَّلامُ، يَعْنِي الذي يَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيهِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فإنَّه مَقامُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَحْمُودُ الذي يُخْرِجُ اللَّهُ به مَن يُخْرِجُ، قالَ: ثُمَّ نَعَتَ وضْعَ الصِّراطِ، ومَرَّ النَّاسِ عليه، قالَ: وأَخافُ أنْ لا أكُونَ أحْفَظُ ذاكَ، قالَ: غيرَ أنَّه قدْ زَعَمَ أنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ بَعْدَ أنْ يَكونُوا فيها، قالَ: يَعْنِي، فَيَخْرُجُونَ كَأنَّهُمْ عِيدانُ السَّماسِمِ، قالَ: فَيَدْخُلُونَ نَهَرًا مِن أنْهارِ الجَنَّةِ، فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ، فَيَخْرُجُونَ كَأنَّهُمُ القَراطِيسُ . فَرَجَعْنا قُلْنا: ويْحَكُمْ أتُرَوْنَ الشَّيْخَ يَكْذِبُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ فَرَجَعْنا فلا واللَّهِ ما خَرَجَ مِنَّا غَيْرُ رَجُلٍ واحِدٍ، أوْ كما قالَ: أبو نُعَيْمٍ.

130 - كنتُ رجلًا مُجتَهِدًا، فزوَّجَني أبي، ثمَّ زارَني، فقالَ للمَرأةِ: كيفَ تجِدينَ بعلَكِ؟ فقالَت: نِعمَ الرَّجلُ مِن رجلٍ لا يَنامُ، ولا يُفطرُ قالَ: فوقعَ بي أبي، ثمَّ قالَ: زوَّجتُكَ امرأةً منَ المسلِمينَ، فعضلتَها؟، فلم أبالِ ما قالَ لي ممَّا أجدُ منَ القوَّةِ والاجتِهادِ، إلى أن بلغَ ذلِكَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: لَكِنِّي أَنامُ وأصلِّي، وأصومُ وأفطرُ، فنَم وصلِّ، وأفطِر، وصُم من كلِّ شَهْرٍ ثلاثةَ أيَّامٍ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَنا أقوى من ذلِكَ قالَ: فصُم صومَ داودَ، صُم يومًا وأفطر يومًا، واقرأِ القرآنَ في كلِّ شَهْرٍ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَنا أقوَى من ذلِكَ قالَ: اقرأْهُ في خمسَ عشرةَ، قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَنا أقوى من ذلِكَ قالَ حُصَيْنٌ: فذَكَرَ لي منصورٌ، عن مُجاهدٍ أنَّهُ بلغَ سبعًا، ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ لِكُلِّ عملٍ شِرَّةً، ولِكُلِّ شِرَّةٍ فترةٌ، فمَن كانت فترتُهُ إلى سنَّتي فقدِ اهتدى، ومن كانَت فترتُهُ إلى غيرِ ذلِكَ فقد هلَكَ، فقالَ عبدُ اللَّهِ: لأن أَكونَ قَبِلْتُ رخصةَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أحبُّ إليَّ من أن يَكونَ لي مثلُ أَهْلي ومالي، وأَنا اليومَ شيخٌ قد كَبِرْتُ وضعفتُ، وأَكْرَهُ أن أترُكَ ما أمرَني بِهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ

131 - وقَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعرفةَ، فقال: هذه عرفةُ، وهو الموقِفُ، وعرفةُ كلُّها موقِفُ، ثمَّ أفاضَ حينَ غرَبَتِ الشمسُ، وأردَفَ أسامةَ بنَ زيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وجعَلَ يُشيرُ بيدِهِ على هيئتِهِ، والناسُ يضرِبونَ يمينًا وشِمالًا، يلتفِتُ إليهم ويقولُ: يا أيُّها الناسُ، عليكُمُ السكينةَ، ثمَّ أتى جَمْعًا، فصلَّى بِهِمُ الصلاتَيْنِ جميعًا، فلمَّا أصبَحَ أتى قُزَحَ ، ووقَفَ عليه، وقال: هذا قُزَحُ ، وهو الموقِفُ، وجَمْعٌ كلُّها موقِفٌ، ثمَّ أفاضَ حتَّى انتهى إلى وادي مُحَسِّرٍ ، فقرَعَ ناقتَهُ ؛ فخَبَّتْ حتَّى جاوَزَ الواديَ، فوقَفَ وأردَفَ الفَضْلَ، ثمَّ أتى الجَمرةَ فرماها، ثمَّ أتى المَنْحَرَ ، فقال: هذا المَنْحَرُ ، ومِنًى كلُّها مَنْحَرٌ، واستفتَتْهُ جاريَةٌ شابَّةٌ مِن خَثْعَمَ ، فقالتْ: إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ قد أدرَكَتْهُ فريضةُ اللهِ في الحجِّ؛ أفيُجزِئُ أنْ أَحُجَّ عنه؟ قال: حُجِّي عن أبيكِ، قال: ولَوى عُنقَ الفَضلِ، فقال العبَّاسُ: يا رسولَ اللهِ، لِمَ لَوَيْتَ عُنقَ ابنِ عمِّكَ؟ قال: رأيتُ شابًّا وشابَّةً، فلَمْ آمَنِ الشَّيطانَ عليهما، فأتاهُ رجُلٌ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أفضْتُ قَبلَ أنْ أَحلِقَ، قال: احْلِقْ ولا حرَجَ -أو قصِّرْ ولا حرَجَ-، قال: وجاء آخَرُ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي ذبَحْتُ قَبلَ أنْ أرميَ، قال: ارْمِ ولا حرَجَ، قال: ثمَّ أتى البَيتَ، فطافَ به، ثمَّ أتى زمزمَ، فقال: يا بَني عبدِ المُطَّلِبِ، لولا أنْ يَغلِبَكم عليه الناسُ لنزَعْتُ.

132 - انطَلَق ثلاثةُ رهْطٍ ممن كان قبلَكم؛ حتى أووا المبيتَ إلى غارٍ، فدخلوه، فانْحدَرتْ عليهم صخرةٌ من الجبلِ، فسدَّتْ عليهم الغارَ، فقالوا : إنَّه لا يُنجيكم من هذا الصخرةِ إلا أن تدعوا اللهَ بصالحِ أعمالِكم، قال رجلٌ منهم : اللهمَّ كان لي أبوانِ شيخانِ كبيرانِ، وكنتُ لا أغْبِقُ قبلَهما أهلًا ولا مالًا، فنأى بي في طلبِ شيءٍ يومًا فلم أُرِحْ عليهما حتى ناما، فحلبتُ لهما غبوقَهُما فوجدتُهما نائمينِ، فكَرِهتُ أن أغْبِقَ قبلَهما أهلًا أو مالًا، فلبِثْتُ والقدحُ على يدَيَّ أنتظرُ اسْتيقاظَهما حتى برَق الفجرُ، فاستيقظا، فشرِبا غبوقَهُما، اللهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك ، ففرِّجْ عنَّا ما نحن فيه من هذه الصخرةِ ؟ فانفرجتْ شيئًا لا يستطيعونَ الخروجَ. وقال الآخرُ : اللهمَّ كانتْ لي ابنةُ عمٍّ، كانتْ أحبَّ الناسِ إليَّ، فأردتُها على نفسِها، فامْتَنعتْ منِّي، حتى ألَمَّتْ بها سنةٌ من السنينِ فجاءتني، فأعطيتُها عشرينَ ومائةَ دينارٍ؛ على أن تُخَلِّي بيني وبين نفسِها، ففعلتْ حتى إذا قدَرْتُ عليها قالتْ : لا أُحِلُّ لك أن تفضَّ الخاتمَ إلا بحقِّه، فتحرَّجتُ من الوقوعِ عليها، فانصرفتُ عنها، وهي أحبُّ الناسِ إليَّ، وتركتُ الذهبَ الذي أعطيتُها، اللهمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهكَ، فأَفْرجْ عنَّا ما نحن فيه، فانفرجتِ الصخرةُ غيرَ أنَّهم لا يستطعيونَ الخروجَ منها. وقال الثالثُ : اللهم اسْتأجرتُ أجراءَ، فأعطيتُهم أجرَهم، غيرَ رجلٍ واحدٍ ترك الذي له وذهب، فَثَمَّرْتُ أجرَه حتى كثُرتْ منه الأموالُ، فجاءني بعد حينٍ فقال : يا عبدَ اللهِ أدِّني أجري، فقلتُ له : كل ما ترى من أجرِك من الإبلِ والبقرِ والغنمِ والرقيقِ، فقال : يا عبدَ اللهِ لا تستهزئُ بي، فقلتُ : إني لا أستهزئُ بك، فأخذَه كلَّه فاستاقَه فلم يتركْ منه شيئًا، اللهمَّ فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك فأفْرِجْ عنَّا ما نحن فيه، فانفرَجتِ الصخرةُ، فخرجوا يمشونَ

133 - لمَّا وَقَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسَلَّمَ بذي طُوًى ، قال أبو قُحافةَ لابنةٍ له مِن أصغَرِ وَلَدِه -وقد كُفَّ بَصَرُه-: أيْ بُنَيَّةُ، اظهَري بي على أبي قُبَيسٍ. قالتْ: فأشرَفتُ به عليه، فقال: يا بُنَيَّةُ، ماذا تَرَيْنَ؟ قالتْ: أرى سَوادًا مُجتَمِعًا. قال: تلكَ الخَيلُ. قالتْ: وأرى رجُلًا يَسْعى بينَ ذلكَ السَّوادِ مُقبِلًا ومُدبِرًا. قال: يا بُنَيَّةُ، ذلكَ الوازِعُ. يعني: الذي يأمُرُ الخَيلَ ويَتقَدَّمُ إليها. ثمَّ قالتْ: قد وَاللهِ انتَشَرَ السَّوادُ. فقال: قد وَاللهِ إذًا دَفَعتِ الخَيلُ، فأَسْرِعي بي إلى بَيْتي. فانحَطَّتْ به، وتَلَقَّاه الخَيلُ قبلَ أنْ يَصِلَ إلى بَيتِه، وفي عُنُقِ الجاريةِ طَوقٌ لها مِن وَرِقٍ، فتَلَقَّاها رجُلٌ، فاقتَلَعَه مِن عُنُقِها. قالتْ: فلمَّا دخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ مَكَّةَ ودخَلَ المسجِدَ أتاه أبو بَكرٍ بأبيه يَعودُه ، فلمَّا رآه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ قال: هَلَّا تَرَكتَ الشَّيخَ في بَيتِه حتى أكونَ أنا آتيه فيه؟ قال أبو بَكرٍ: يا رسولَ اللهِ، هو أحَقُّ أنْ يَمشيَ إليكَ مِن أنْ تَمشيَ أنتَ إليه. قال: فأجلَسَه بينَ يَدَيْه، ثمَّ مسَحَ صَدرَه، ثمَّ قال له: أسلِمْ. فأسلَمَ، ودخَلَ به أبو بَكرٍ رضِيَ اللهُ عنه على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ ورأْسُه كأنَّه ثَغَامةٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: غَيِّروا هذا مِن شَعرِه. ثمَّ قامَ أبو بَكرٍ، فأخَذَ بيَدِ أُختِه، فقال: أنشُدُ باللهِ وبالإسلامِ طَوقَ أُخْتي. فلم يُجِبْه أحَدٌ. فقال: يا أُخَيَّةُ: احتَسِبي طَوقَكِ.

134 - عن ابنِ عُمَرَ قالَ: لمَّا أَسلَمَ أبي عُمَرُ قالَ: أيُّ قُرَيْشٍ أَنقَلُ للحَديثِ؟ فقيل له: جَميلُ بنُ مَعمَرٍ الجُمَحيُّ، قالَ: فغَدا عليه، قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ: فغَدَوْتُ أَتبَعُ أثَرَه، وأَنظُرُ ما يَفعَلُ، وأنا غُلامٌ أَعقِلُ كلَّ ما رَأيْتُ، حتَّى جاءَه فقالَ له: أَعَلِمْتَ يا جَميلُ أنِّي قد أَسلَمْتُ ودَخَلْتُ في دينِ مُحمَّدٍ؟ قالَ: فوَالله ما راجَعَه حتَّى قامَ يَجُرُّ رِداءَه، واتَّبَعَه عُمَرُ، واتَّبَعْتُ أبي، حتَّى إذا قامَ على بابِ المَسجِدِ صَرَخَ بأَعْلى صَوْتِه: يا مَعشَرَ قُرَيْشٍ -وهُمْ في أنْديتِهم حَوْلَ الكَعْبةِ- أَلَا إنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ قد صَبَأَ، قالَ: يقولُ عُمَرُ مِن خَلْفِه: كَذَبَ، ولكنِّي قد أَسلَمْتُ، وشَهِدْتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحمَّدًا عَبْدُه ورَسولُه، وثاروا إليه، فما بَرِحَ يُقاتِلُهم ويُقاتِلونَه حتَّى قامَتِ الشَّمْسُ على رُؤوسِهم، قالَ: وطَلَحَ فقَعَدَ، وقاموا على رأسِه وهو يقولُ: افْعَلوا ما بَدا لكم، فأَحلِفُ باللهِ أنْ لو قد كنَّا ثَلاثَمِئةِ رَجُلٍ لقد تَرَكْناها لكم أو تَرَكْتُموها لنا. قالَ: فبَيْنَما هُمْ على ذلك، إذ أَقبَلَ شَيْخٌ مِن قُرَيْشٍ، عليه حُلَّةٌ حِبَرةٌ وقَميصٌ موشًّى، حتَّى وَقَفَ عليهم فقالَ: ما شَأنُكم؟ قالوا: صَبَأَ عُمَرُ، فقالَ: فمَه، رَجُلٌ اخْتارَ لنَفْسِه أمْرًا فماذا تُريدونَ؟ أَتَرونَ بَني عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ يُسلِّمونَ لكم صاحِبَهم هكذا؟ خَلُّوا عن الرَّجُلِ، قالَ: فوَاللهِ لَكأنَّما كانوا ثَوْبًا كُشِطَ عنه، قالَ: فقُلْتُ لأبي بَعْدَ أن هاجَرَ إلى المَدينةِ: يا أبتِ، مَن الرَّجُلُ الَّذي زَجَرَ القَوْمَ عنك بمَكَّةَ يَوْمَ أَسلَمْتَ، وهُمْ يُقاتِلونَك؟ فقالَ: ذاك -أي بُنَيَّ- العاصِ بنُ وائِلٍ السَّهْميُّ.

135 - عن رَجُلٍ من بَني عامرٍ، قال: كُنْتُ كافرًا، فهَداني اللهُ للإسلامِ، وكُنْتُ أعزُبُ عنِ الماءِ، ومعي أَهْلي، فتُصيبُني الجَنابةُ، فوقَعَ ذلك في نَفْسي، وقد نُعِتَ لي أبو ذَرٍّ، فحجَجْتُ فدخَلْتُ مسجِدَ مِنًى، فعرَفْتُه بالنعْتِ، فإذا شيخٌ مَعروقٌ آدَمُ، عليه حُلَّةُ قِطْريٌّ ، فذهَبْتُ حتى قُمْتُ إلى جَنبِه، وهو يُصلِّي، فسلَّمْتُ عليه، فلم يَرُدَّ عليَّ، ثُم صلَّى صلاةً أتَمَّها وأحسَنَها، وأطْوَلَها، فلمَّا فرَغَ ردَّ عليَّ، قُلْتُ: أنتَ أبو ذَرٍّ؟ قال: إنَّ أَهْلي لَيزعُمونَ ذلك، قال: كُنْتُ كافرًا فهَداني اللهُ للإسلامِ، وأهَمَّني دِيني، وكُنْتُ أعزُبُ عنِ الماءِ ومعي أَهْلي، فتُصيبُني الجَنابةُ، فوقَعَ ذلك في نَفْسي، قال: هل تَعرِفُ أبا ذَرٍّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قال: فإنِّي اجتَوَيْتُ المدينةَ، قال أيُّوبُ: أو كلمةً نَحوَها، فأمَرَ لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذَوْدٍ من إبلٍ وغَنَمٍ، فكُنْتُ أكونُ فيها، فكُنْتُ أعزُبُ منَ الماءِ، ومعي أَهْلي فتُصيبُني الجَنابةُ، فوقَعَ في نَفْسي أنِّي قد هلَكْتُ، فقعَدْتُ على بَعيرٍ منها، فانتَهَيْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نِصفَ النهارِ، وهو جالسٌ في ظِلِّ المسجِدِ في نَفرٍ من أصحابِه، فنزَلْتُ عنِ البَعيرِ، وقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، هلَكْتُ، قال: وما أهلَكَكَ؟ فحدَّثْتُه، فضَحِكَ، فدَعا إنسانًا من أَهْله، فجاءَتْ جاريةٌ سَوداءُ بعُسٍّ فيه ماءٌ، ما هو بمَلْآنَ، إنَّه لَيَتخَضخَضُ، فاستَتَرْتُ بالبَعيرِ، فأمَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلًا منَ القَومِ فسَتَرَني فاغتَسَلْتُ، ثُم أتَيْتُه، فقال: إنَّ الصعيدَ الطيِّبَ طَهورٌ ما لم تَجِدِ الماءَ، ولو إلى عَشْرِ حِجَجٍ، فإذا وجَدْتَ الماءَ، فأمِسَّ بَشَرَتَكَ.

136 - خَرَجَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ فأصابَهُمُ المَطَرُ، فَدَخَلُوا في غارٍ في جَبَلٍ ، فانْحَطَّتْ عليهم صَخْرَةٌ، قالَ: فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ادْعُوا اللَّهَ بأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ، فقالَ أحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنِّي كانَ لي أبَوانِ شيخانِ كَبِيرانِ، فَكُنْتُ أخْرُجُ فأرْعَى، ثُمَّ أجِيءُ فأحْلُبُ فأجِيءُ بالحِلابِ، فَآتي به أبَوَيَّ فَيَشْرَبانِ، ثُمَّ أسْقِي الصِّبْيَةَ وأَهْلِي وامْرَأَتِي، فاحْتَبَسْتُ لَيْلَةً، فَجِئْتُ فإذا هُما نائِمانِ، قالَ: فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُما، والصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي ودَأْبَهُما، حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ ، فافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً نَرَى مِنْها السَّماءَ، قالَ: فَفُرِجَ عنْهمْ، وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِن بَناتِ عَمِّي كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّساءَ، فقالَتْ: لا تَنالُ ذلكَ مِنْها حتَّى تُعْطِيَها مِئَةَ دِينارٍ، فَسَعَيْتُ فيها حتَّى جَمَعْتُها، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْها قالَتْ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَفُضَّ الخاتَمَ إلَّا بحَقِّهِ، فَقُمْتُ وتَرَكْتُها، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ ، فافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً، قالَ: فَفَرَجَ عنْهمُ الثُّلُثَيْنِ، وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي اسْتَأْجَرْتُ أجِيرًا بفَرَقٍ مِن ذُرَةٍ فأعْطَيْتُهُ، وأَبَى ذاكَ أنْ يَأْخُذَ، فَعَمَدْتُ إلى ذلكَ الفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، حتَّى اشْتَرَيْتُ منه بَقَرًا وراعِيها، ثُمَّ جاءَ فقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ أعْطِنِي حَقِّي، فَقُلتُ: انْطَلِقْ إلى تِلكَ البَقَرِ وراعِيها فإنَّها لَكَ، فقالَ: أتَسْتَهْزِئُ بي؟ قالَ: فَقُلتُ: ما أسْتَهْزِئُ بكَ ولَكِنَّها لَكَ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ ، فافْرُجْ عَنَّا فَكُشِفَ عنْهمْ.

137 - بينما ثلاثةُ نفرٍ يمشونَ أخذهمُ المطرُ، فآووا إلى غارٍ في جبلٍ ، فانْحطَّتْ على فمِ غارِهم صخرةٌ من الجبلِ فانطبَقتْ عليهم، فقال بعضُهم لبعضٍ : انظروا أعمالًا عمِلْتُموها صالحةً للهِ، فادعوا بها لعلَّه يُفرِّجُها عنكم، فقال أحدُهم : اللهمَّ إنه كان لي والدانِ شيخانِ كبيرانِ وامرأتي، ولي صبيةٌ صغارٌ أرعى عليهم، فإذا أرَحْتُ عليهم حلبتُ، فبدأتُ بوالدي فسقيتُهما قبلَ بَنِيَّ، وإن نأى بي ذاتَ يومٍ الشجرَ، فلم آتِ حتى أمسيتُ فوجدتُهما قد ناما، فحلبتُ كما كنتُ أحلبُ، فجئتُ بالحلابِ، فقمت عند رؤوسِهما، أكره أنْ أوقظَهما من نومِهما، وأكره أنْ أُسْقي الصبيةَ قبلَهما، والصبيةُ يتضاغونَ عند قدمي، فلم يزلْ ذلك دأْبي ودأبَهم حتى طلع الفجرُ، فإنْ كنتَ تعلمُ أني فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك فافْرُج لنا فرجةً نرى منها السماءَ، ففرَّجَ اللهُ منها فرجةً فرأوا منها السماءَ. وقال الآخرُ : اللهمَّ إنه كانتْ لي ابنةُ عمٍّ، أحببتُها كأشدِّ ما يُحبُّ الرجالُ النساءَ، وطلبتُ إليها نفسَها فأَبتْ حتى آتيها بمائةِ دينارٍ، فتعبتُ حتى جمعتُ مائةَ دينارٍ، فجئتُها بها، فلمَّا وقعتُ بين رجْلَيْها، قالتْ : يا عبدَ اللهِ اتقِّ اللهَ ولا تفتحِ الخاتَمَ إلا بحقِّه، فقمتُ عنها، فإنْ كنتَ تعلمُ أني فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك فافْرُجْ لنا منها فرجةً، ففرج لهم فرجةً. و قال الآخرُ : اللهمَّ إنى كنتُ استأجرْتُ أجيرًا بِفَرَقِ أرُزٍّ، فلمَّا قضى عملَه، قال لى : أعطنى حقِّي، فعرضتُ عليه فَرَقَهُ، فرغِبَ عنه، فلم أزلْ أزرعُه حتى جمعتُ منه بقرًا و رِعاءَها، فجاءني فقال : اتقِّ اللهَ و لا تظْلمْنى حقِّي، قلتُ : اذهبْ إلى تلك البقرِ و رِعائِها فخذْها، فقال : اتقِّ اللهَ و لا تستهزئْ بى، فقلت : إني لا أستهزئُ بك، خذْ ذلك البقرَ و رِعاءَها، فأخذه و ذهب به، فإنْ كنتَ تعلمُ أني فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجْهِك ، فافْرُجْ ما بقيَ، ففَرَجَ اللهُ ما بقيَ.

138 - بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فأوَوْا إلى غَارٍ في جَبَلٍ ، فَانْحَطَّتْ علَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللَّهَ بهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ، قالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي وَالِدَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عليهم، فَإِذَا رُحْتُ عليهم حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بوَالِدَيَّ أَسْقِيهِما قَبْلَ بَنِيَّ، وإنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَومٍ، فَلَمْ آتِ حتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُما نَامَا، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى منها السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ، فَرَأَوُا السَّمَاءَ، وَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنَّهَا كَانَتْ لي بنْتُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ، فَطَلَبْتُ منها، فأبَتْ عَلَيَّ حتَّى أَتَيْتُهَا بمِئَةِ دِينَارٍ، فَبَغَيْتُ حتَّى جَمَعْتُهَا، فَلَمَّا وَقَعْتُ بيْنَ رِجْلَيْهَا، قالَتْ: يا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، وَلَا تَفْتَحِ الخَاتَمَ إِلَّا بحَقِّهِ، فَقُمْتُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا فَرْجَةً، فَفَرَجَ، وَقالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إنِّي اسْتَأْجَرْتُ أَجِيرًا بفَرَقِ أَرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ، قالَ: أَعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عليه، فَرَغِبَ عنْه، فَلَمْ أَزَلْ أَزْرَعُهُ حتَّى جَمَعْتُ منه بَقَرًا وَرَاعِيَهَا، فَجَاءَنِي فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَقُلتُ: اذْهَبْ إلى ذلكَ البَقَرِ وَرُعَاتِهَا، فَخُذْ، فَقالَ: اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَسْتَهْزِئْ بي، فَقُلتُ: إنِّي لا أَسْتَهْزِئُ بكَ، فَخُذْ، فأخَذَهُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ ما بَقِيَ، فَفَرَجَ اللَّهُ. وقال إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن نافع (فسعيت)

139 -  مَنِ استَطاعَ منكم أنْ يَكونَ مِثلَ صاحِبِ فَرَقِ الأرُزِّ، فليكن مِثلَه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما صاحِبُ فَرَقِ الأرُزِّ؟ قال: خرَجَ ثلاثَةٌ فغَيَّمَتْ عليهمُ السَّماءُ، فدَخَلوا غارًا، فجاءَتْ صَخرَةٌ من أعْلى الجَبَلِ حتى طَبَّقَتِ البابَ عليهم، فعالَجوها، فلم يَسْتَطيعوها، فقال بعضُهم لِبعضٍ: لقد وَقَعْتم في أمْرٍ عَظيمٍ، فلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ بأحسَنِ ما عَمِلَ؛ لعلَّ اللهَ تَعالى أنْ يُنْجيَنا من هذا، فقال أحَدُهم: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّه كان لي أبَوانِ شَيْخانِ كَبيرانِ، وكُنتُ أحلُبُ حِلابَهما، فأجيئُهما، وقد نامَا، فكُنتُ أبيتُ قائِمًا، وحِلابُهما على يَدي أكرَه أنْ أبدَأَ بأحَدٍ قَبلَهما، أو أنْ أُوقِظَهما من نَوْمِهما، وصِبْيَتي يَتَضاغَوْنَ حَوْلي، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنِّي إنَّما فَعَلتُه من خَشيَتِكَ ؛ فافْرُجْ عَنَّا، قال: فتحَرَّكَتِ الصَّخرَةُ. قال: وقال الثَّاني: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّه كانت لي ابنَةُ عَمٍّ، لم يكن شَيءٌ مِمَّا خَلَقتَ أحَبَّ إليَّ منها، فسُمْتُها نَفْسَها، فقالت: لا واللهِ دونَ مِئَةِ دينارٍ، فجَمَعتُها ودَفَعتُها إليها، حتى إذا أنا جَلَستُ منها مَجلِسَ الرَّجُلِ، فقالت: اتَّقِ اللهَ، ولا تَفُضَّ الخاتَمَ إلَّا بِحَقِّه، فقُمتُ عَنْها، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنَّما فَعَلتُه من خَشْيَتِكَ؛ فافْرُجْ عَنَّا، قال: فزالَتِ الصَّخرَةُ حتى بَدَتِ السَّماءُ. وقال الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنِّي كُنتُ استَأجَرْتُ أجيرًا بِفَرَقٍ من أرُزٍّ، فلمَّا أمْسى عَرَضتُ عليه حَقَّه، فأبى أنْ يَأخُذَه، وذَهَبَ وتَرَكَني، فتحَرَّجتُ منه وثَمَّرتُه له، وأصْلَحتُه حتى اشتَرَيتُ منه بَقَرًا وراعيَها، فلَقِيَني بعدَ حينٍ، فقال: اتَّقِ اللهَ، وأعْطِني أجْري، ولا تَظلِمْني، فقُلتُ: انطَلِقْ إلى ذلك البَقَرِ وراعيها، فخُذْها، فقال: اتَّقِ اللهَ، ولا تَسْخَرْ بي، فقُلتُ: إنِّي لستُ أسخَرُ بِكَ، فانطَلَقَ فاسْتاقَ ذلك، فإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنِّي إنَّما فَعَلتُه ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ خَشْيَةً مِنكَ؛ فافْرُجْ عَنَّا، فتَدَحرَجَتِ الصَّخرَةُ، فخَرَجوا يَمْشونَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره دون قوله: "من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق الأرز فليكن مثله "
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 5973
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الأمانة رقائق وزهد - تقوى الله إحسان - الإخلاص إحسان - شفاعة الأعمال الصالحة لأهلها بر وصلة - بر الوالدين وحقهما
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

140 - بيْنَما ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَتَماشَوْنَ أخَذَهُمُ المَطَرُ، فَمالُوا إلى غارٍ في الجَبَلِ، فانْحَطَّتْ علَى فَمِ غارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فأطْبَقَتْ عليهم، فقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أعْمالًا عَمِلْتُمُوها لِلَّهِ صالِحَةً، فادْعُوا اللَّهَ بها لَعَلَّهُ يَفْرُجُها. فقالَ أحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي والِدانِ شيخانِ كَبِيرانِ، ولِي صِبْيَةٌ صِغارٌ، كُنْتُ أرْعَى عليهم، فإذا رُحْتُ عليهم فَحَلَبْتُ بَدَأْتُ بوالِدَيَّ أسْقِيهِما قَبْلَ ولَدِي، وإنَّه ناءَ بيَ الشَّجَرُ، فَما أتَيْتُ حتَّى أمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُما قدْ ناما، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أحْلُبُ، فَجِئْتُ بالحِلابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما، أكْرَهُ أنْ أُوقِظَهُما مِن نَوْمِهِما، وأَكْرَهُ أنْ أبْدَأَ بالصِّبْيَةِ قَبْلَهُما، والصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي ودَأْبَهُمْ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ فافْرُجْ لنا فُرْجَةً نَرَى مِنْها السَّماءَ. فَفَرَجَ اللَّهُ لهمْ فُرْجَةً حتَّى يَرَوْنَ مِنْها السَّماءَ. وقالَ الثَّانِي: اللَّهُمَّ إنَّه كانَتْ لي ابْنَةُ عَمٍّ أُحِبُّها كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجالُ النِّساءَ، فَطَلَبْتُ إلَيْها نَفْسَها، فأبَتْ حتَّى آتِيَها بمِئَةِ دِينارٍ، فَسَعَيْتُ حتَّى جَمَعْتُ مِئَةَ دِينارٍ فَلَقِيتُها بها، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْها قالَتْ: يا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، ولا تَفْتَحِ الخاتَمَ، فَقُمْتُ عَنْها، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي قدْ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ فافْرُجْ لنا مِنْها. فَفَرَجَ لهمْ فُرْجَةً. وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنِّي كُنْتُ اسْتَأْجَرْتُ أجِيرًا بفَرَقِ أرُزٍّ، فَلَمَّا قَضَى عَمَلَهُ قالَ: أعْطِنِي حَقِّي، فَعَرَضْتُ عليه حَقَّهُ فَتَرَكَهُ ورَغِبَ عنْه، فَلَمْ أزَلْ أزْرَعُهُ حتَّى جَمَعْتُ منه بَقَرًا وراعِيَها، فَجاءَنِي فقالَ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَظْلِمْنِي وأَعْطِنِي حَقِّي، فَقُلتُ: اذْهَبْ إلى ذلكَ البَقَرِ وراعِيها، فقالَ: اتَّقِ اللَّهَ ولا تَهْزَأْ بي، فَقُلتُ: إنِّي لا أهْزَأُ بكَ، فَخُذْ ذلكَ البَقَرَ وراعِيَها، فأخَذَهُ فانْطَلَقَ بها، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ ، فافْرُجْ ما بَقِيَ. فَفَرَجَ اللَّهُ عنْهمْ.

141 - أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ، إذْ أصَابَهُمْ مَطَرٌ، فأوَوْا إلى غَارٍ فَانْطَبَقَ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إنَّه واللَّهِ يا هَؤُلَاءِ، لا يُنْجِيكُمْ إلَّا الصِّدْقُ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنكُم بما يَعْلَمُ أنَّه قدْ صَدَقَ فِيهِ، فَقالَ واحِدٌ منهمْ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي أجِيرٌ عَمِلَ لي علَى فَرَقٍ مِن أرُزٍّ، فَذَهَبَ وتَرَكَهُ، وأَنِّي عَمَدْتُ إلى ذلكَ الفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، فَصَارَ مِن أمْرِهِ أنِّي اشْتَرَيْتُ منه بَقَرًا، وأنَّهُ أتَانِي يَطْلُبُ أجْرَهُ، فَقُلتُ له: اعْمِدْ إلى تِلكَ البَقَرِ فَسُقْهَا، فَقالَ لِي: إنَّما لي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِن أرُزٍّ، فَقُلتُ له: اعْمِدْ إلى تِلكَ البَقَرِ، فإنَّهَا مِن ذلكَ الفَرَقِ فَسَاقَهَا، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عنْهمُ الصَّخْرَةُ، فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي أبَوَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، فَكُنْتُ آتِيهِما كُلَّ لَيْلَةٍ بلَبَنِ غَنَمٍ لِي، فأبْطَأْتُ عليهما لَيْلَةً، فَجِئْتُ وقدْ رَقَدَا وأَهْلِي وعِيَالِي يَتَضَاغَوْنَ مِنَ الجُوعِ، فَكُنْتُ لا أسْقِيهِمْ حتَّى يَشْرَبَ أبَوَايَ فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُمَا، وكَرِهْتُ أنْ أدَعَهُمَا، فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا، فَلَمْ أزَلْ أنْتَظِرُ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عنْهمُ الصَّخْرَةُ حتَّى نَظَرُوا إلى السَّمَاءِ، فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي ابْنَةُ عَمٍّ، مِن أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وأَنِّي رَاوَدْتُهَا عن نَفْسِهَا فأبَتْ، إلَّا أنْ آتِيَهَا بمِئَةِ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا حتَّى قَدَرْتُ، فأتَيْتُهَا بهَا فَدَفَعْتُهَا إلَيْهَا، فأمْكَنَتْنِي مِن نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْهَا، فَقالَتْ: اتَّقِ اللَّهَ ولَا تَفُضَّ الخَاتَمَ إلَّا بحَقِّهِ، فَقُمْتُ وتَرَكْتُ المِئَةَ دِينَارٍ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَفَرَّجَ اللَّهُ عنْهمْ فَخَرَجُوا.

142 - خَرجتُ معَ رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - وَهوَ مُردفي في يومٍ حارٍّ من أيَّامِ مَكَّةَ، ومعَنا شاه قد ذبَحناها وأصلَحناها، فجَعلَناها في سُفرةٍ، فلَقيَهُ زيدُ بنُ عمرو بنِ نُفَيْلٍ، فحيَّا كلُّ واحدٍ مِنهُما صاحبَهُ بتَحيَّةِ الجاهليَّةِ، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ يا زَيدُ، يَعني ابنَ عمرٍو، ما لي أرى قومَكَ قد شَنَّفَوا لَكَ، قالَ: واللَّهِ يا محمَّدُ إنَّ ذلِكَ لغيرِ تِرةٍ لي فيهم، ولَكِن خَرجتُ أطلُبُ هذا الدِّينَ حتَّى أقدُمَ علَى أحبارِ خيبرَ فوجدتُهُم يَعبُدونَ اللَّهَ، ويُشرِكونَ بِهِ، فقُلتُ: ما هذا بالدِّينِ الَّذي أبتَغي، فخَرجتُ حتَّى أقدَمَ على أحبارِ الشَّامِ، فوجدتُهُم يعبدونَ اللَّهَ ويشرِكونَ بِهِ، فقُلتُ ما هذا الدِّينُ الَّذي أبتغي فقالَ الرجلُ منهم: إنَّكَ لتسألُ عن دينٍ ما نعلمُ أحدًا يعبدُ اللَّهَ بِهِ إلَّا شيخٌ بالجزيرةِ، فخرجتُ حتَّى أقدَمَ عليهِ فلمَّا رآني، قالَ: إنَّ جميعَ من رأيتَ في ضلالٍ، فمن أينَ أنتَ ؟، فقُلتُ: أَنا من أَهْلِ بيتِ اللَّهِ، من أَهْلِ الشَّوكِ والقَرَظِ، قالَ: إنَّ الَّذي تطلبُ قد ظَهْرَ ببلادِكَ، قد بعثَ نبيُّ قد طلعَ نجمُهُ، فلَو أُحسُّ بشيءٍ يا محمَّدُ، فقرَّبَ إليهِ السُّفرَةَ فقالَ: ما هذا ؟، قالَ: شاةٌ ذبَحناها لنُصُبٍ من هذِهِ الأنصابِ، فقالَ: ما كُنتُ لأكل شيئًا ذبحَ لغَيرِ اللَّهِ وتفرَّقا قالَ زيدُ بنُ حارثةَ: فأتى النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ البيتَ وأَنا معَهُ، فَطافَ بِهِ وَكانَ عندَ البيتِ صنَمانِ، أحدُهُما من نُحاسِ، يقالُ لأحدِهِما: يِسافٌ، وللآخرِ نائلةٌ، وَكانَ المشرِكونَ إذا طافوا تمسَّحوا بِهِما، فقالَ: النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ لا تَمسَحْهما فإنَّهما رِجسٌ ، قالَ: فقلتُ في نفسي لَأمَسحُهُما حتَّى أنظرَ ما يقولُ: فمَسحتُهُا، فقالَ: يا زيدُ ألم تُنهَ ؟، قالَ: وأُنْزِلَ على النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ، وماتَ زيدُ بنُ عمرٍو، فقالَ: النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ يبعثُ أمَّةً واحدة

143 - جَلَسَ إليَّ شَيْخٌ مِن بَني تَميمٍ في مَسجِدِ البَصْرةِ، ومعَه صَحيفةٌ له في يَدِه، قالَ: وفي زَمانِ الحَجَّاجِ، فقالَ: لي يا عَبْد اللهِ أَتَرى هذا الكِتابَ مُغْنِيًا عنِّي شَيئًا عنْدَ هذا السُّلْطانِ؟ قالَ: فقُلْتُ: وما هذا الكِتابُ؟ قالَ: هذا كِتابٌ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، كَتَبَه لنا ألَّا يُتَعدَّى علينا في صَدَقاتِنا، قالَ: فقُلْتُ: لا واللهِ، ما أَظُنُّ أن يُغنِيَ عنك شَيئًا، وكيف كانَ شَأنُ هذا الكِتابِ، قالَ: قَدِمْتُ المَدينةَ معَ أبي وأنا غُلامٌ شابٌّ بإبِلٍ لنا نَبيعُها، وكانَ أبي صَديقًا لطَلْحةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْميِّ، فنَزَلْنا عليه، فقالَ له أبي: اخْرُجْ معي فبِعْ لي إبِلي هذه، قالَ: فقالَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ قد نَهى أن يَبيعَ حاضِرٌ لبادٍ ، ولكن سأخْرُجُ معَك فأَجلِسُ وتَعرِضُ إبِلَك، فإذا رَضيْتُ مِن رَجُلٍ وَفاءً وصِدْقًا ممَّن ساوَمَك أمَرْتُك ببَيْعِه، قالَ: فخَرَجْنا إلى السُّوقِ فوَقَفْنا ظَهْرَنا وجَلَسَ طَلْحةُ قَريبًا، فساوَمَنا الرِّجالُ حتَّى إذا أَعْطانا رَجُلٌ ما نَرْضى قالَ له أبي: أبايِعُه؟ قالَ: نَعمْ، رَضيْتُ لكم وَفاءَه، فبايِعوه، فبايَعْناه، فلمَّا قَبَضْنا ما لنا وفَرَغْنا مِن حاجتِنا قالَ أبي لطَلْحةَ: خُذْ لنا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ كِتابًا ألَّا يُتَعدَّى علينا في صَدَقاتِنا، قالَ: فقالَ: هذا لكم ولكلِّ مُسلِمٍ، قالَ: على ذلك إنِّي أُحِبُّ أن يكونَ عِنْدي مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ كِتابٌ، فخَرَجَ حتَّى جاءَ بنا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ هذا الرَّجُلَ مِن أهْلِ البادِيةِ صَديقٌ لنا، وقد أَحَبَّ أن تَكتُبَ له كِتابًا لا يُتَعدَّى عليه في صَدَقتِه، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: «هذا له ولكلِّ مُسلِمٍ»، قالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي قد أُحِبُّ أن يكونَ عِنْدي مِنك كِتابٌ على ذلك، قالَ: فكَتَبَ لنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ هذا الكِتابَ.

144 - جلسَ إليَّ شيخٌ من بَني تميمٍ في مسجدِ البصرةِ ومعَهُ صحيفةٌ لَهُ في يدِهِ - قالَ وفي زمانِ الحجَّاجِ - فقالَ لي: يا عبدَ اللَّهِ أترى هذا الْكتابَ مُغنيًا عنِّي شيئًا عندَ هذا السُّلطانِ؟ قالَ فقلتُ: وما هذا الْكتابُ؟ قالَ: هذا كتابٌ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كتبَهُ لَنا أن لا يتعدَّى علينا في صدقاتِنا. قالَ فقلتُ: لا واللَّهِ ما أظنُّ أن يُغنِيَ عنْكَ شيئًا، وَكيفَ كانَ شأنُ هذا الْكتابِ قالَ: قدمتُ المدينةَ معَ أبي وأَنا غلامٌ شابٌّ بإبلٍ لَنا نبيعُها، وَكانَ أبي صديقًا لطلحةَ بنِ عبيدِ اللَّهِ التَّيميِّ فنزلنا عليْهِ فقالَ لَهُ أبي: اخرُج معي فبِع لي إبلي هذِهِ. قالَ فقالَ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قد نَهى أن يبيعَ حاضرٌ لبادٍ ، ولَكن سأخرجُ معَكَ فأجلسُ وتعرضُ إبلَكَ، فإذا رضيتُ من رجلٍ وفاءً وصدقًا مِمَّن ساومَكَ أمرتُكَ ببيعِهِ. قالَ: فخرَجنا إلى السُّوقِ فوقفنا ظُهرَنا وجلسَ طلحةُ قريبًا فساومَنا الرِّجالُ حتَّى إذا أعطانا رجلٌ ما نَرضى قالَ لَهُ أبي: أبايعُهُ؟ قالَ: نعم رضيتُ لَكم وفاءَهُ فبايَعوهُ فبايعناهُ، فلمَّا قبَضنا ما لَنا وفرَغنا من حاجتِنا. قالَ أبي لطلحةَ: خذ لَنا من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كتابًا أن لا يُتعدَّى علينا في صدقاتِنا. قالَ فقالَ: هذا لَكم ولِكلِّ مسلمٍ. قالَ: على ذلِكَ إنِّي أحبُّ أن يَكونَ عندي من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كتابٌ، فخرجَ حتَّى جاءَ بنا إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ هذا الرَّجلَ من أَهلِ الباديةِ صديقٌ لَنا وقد أحبَّ أن تَكتُبَ لَهُ كتابًا لا يُتعدَّى عليْهِ في صدقتِهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ هذا لَهُ ولِكلِّ مسلمٍ قالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي قد أحبُّ أن يَكونَ عندي منْكَ كتابٌ على ذلِكَ قالَ فَكتبَ لَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ هذا الْكتابَ

145 - لمَّا بعَثَ عَمْرُو بنُ سَعيدٍ إلى مكةَ بَعثَهُ يَغزو ابنَ الزُّبَيرِ؛ أتاهُ أبو شُريحٍ فكلَّمَهُ وأخبَرَهُ بما سمِعَ مِن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم خرَجَ إلى نادي قَومِهِ، فجلَسَ فيه، فقُمتُ إليهِ فجلَستُ معه، فحدَّثَ قَومَهُ كما حدَّثَ عَمْرَو بنَ سَعيدٍ ما سمِعَ مِن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعمَّا قال له عَمْرُو بنُ سَعيدٍ، قال: قُلتُ: يا هذا؛ إنَّا كنا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين افتتَحَ مكةَ، فلمَّا كان الغَدُ مِن يَومِ الفَتحِ؛ عَدَتْ خُزاعةُ على رَجُلٍ مِن هُذَيلٍ، فقتَلوهُ وهو مُشرِكٌ، فقامَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فينا خَطيبًا، فقال: أيُّها النَّاسُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ حرَّمَ مكةَ يَومَ خلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ، فهي حَرامٌ مِن حَرامِ اللهِ تَعالى، إلى يَومِ القيامةِ، لا يَحِلُّ لامرئٍ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ أنْ يَسفِكَ فيها دَمًا، ولا يَعضِدَ بها شَجرًا، لم تَحلِلْ لأحدٍ كان قَبلي، ولا تَحِلُّ لأحدٍ يَكونُ بَعدي، ولم تَحلِلْ لي إلَّا هذه السَّاعةَ؛ غَضَبًا على أهلِها، ألَا ثم قد رجَعَتْ كحُرمَتِها بالأمسِ، ألَا فليُبَلِّغِ الشَّاهِدُ منكم الغائِبَ، فمَن قال لكم: إنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد قاتَلَ بها؛ فقولوا: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد أحَلَّها لرسولِهِ، ولم يُحلِلْها لكم، يا مَعشَرَ خُزاعةَ، ارفَعوا أيديَكم عنِ القَتلِ، فقد كَثُرَ أنْ يَقَعَ، لئنْ قتَلتُم قَتيلًا لأديَنَّهُ، فمَن قُتِلَ بَعدَ مَقامي هذا؛ فأهلُهُ بِخَيرِ النَّظَرَيْنِ ، إنْ شاؤوا فدَمُ قاتِلِهِ، وإنْ شاؤوا فعَقلُهُ. ثم ودى رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّجُلَ الذي قتَلَتْهُ خُزاعةُ، فقال عَمْرُو بنُ سَعيدٍ لأبي شُريحٍ: انصَرِفْ أيُّها الشَّيخُ، فنحن أعلَمُ بِحُرمَتِها منكَ، إنَّها لا تَمنَعُ سافِكَ دَمٍ، ولا خالِعَ طاعةٍ، ولا مانِعَ جِزيةٍ. قال: فقُلتُ: قد كنتُ شاهِدًا، وكنتَ غائِبًا، فقد بلَّغتُ، وقد أمَرَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُبلِّغَ شاهِدُنا غائِبَنا، وقد بلَّغتُكَ، فأنتَ وشَأنُكَ.

146 - سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ حتَّى أوَوُا المَبِيتَ إلى غَارٍ، فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَسَدَّتْ عليهمُ الغَارَ، فَقالوا: إنَّه لا يُنْجِيكُمْ مِن هذِه الصَّخْرَةِ إلَّا أنْ تَدْعُوا اللَّهَ بصَالِحِ أعْمَالِكُمْ، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: اللَّهُمَّ كانَ لي أبَوَانِ شَيخَانِ كَبِيرَانِ، وكُنْتُ لا أَغْبِقُ قَبْلَهُما أهْلًا ولَا مَالًا، فَنَأَى بي في طَلَبِ شَيءٍ يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ عليهما حتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لهما غَبُوقَهُمَا، فَوَجَدْتُهُما نَائِمَيْنِ وكَرِهْتُ أنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُما أهْلًا أوْ مَالًا، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ علَى يَدَيَّ، أنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حتَّى بَرَقَ الفَجْرُ، فَاسْتَيْقَظَا، فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ ، فَفَرِّجْ عَنَّا ما نَحْنُ فيه مِن هذِه الصَّخْرَةِ. فَانْفَرَجَتْ شيئًا لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ. قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ كَانَتْ لي بنْتُ عَمٍّ، كَانَتْ أحَبَّ النَّاسِ إلَيَّ، فأرَدْتُهَا عن نَفْسِهَا، فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حتَّى ألَمَّتْ بهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ، فَجَاءَتْنِي، فأعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ ومِئَةَ دِينَارٍ علَى أنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وبيْنَ نَفْسِهَا، فَفَعَلَتْ، حتَّى إذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا، قالَتْ: لا أُحِلُّ لكَ أنْ تَفُضَّ الخَاتَمَ إلَّا بحَقِّهِ، فَتَحَرَّجْتُ مِنَ الوُقُوعِ عَلَيْهَا، فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وهي أحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ، وتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذي أعْطَيْتُهَا، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا ما نَحْنُ فِيهِ. فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، غيرَ أنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ منها. قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وقالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ، فأعْطَيْتُهُمْ أجْرَهُمْ غيرَ رَجُلٍ واحِدٍ تَرَكَ الَّذي له وذَهَبَ، فَثَمَّرْتُ أجْرَهُ حتَّى كَثُرَتْ منه الأمْوَالُ، فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ، أدِّ إلَيَّ أجْرِي، فَقُلتُ له: كُلُّ ما تَرَى مِن أجْرِكَ مِنَ الإبِلِ والبَقَرِ والغَنَمِ والرَّقِيقِ، فَقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ، لا تَسْتَهْزِئُ بي! فَقُلتُ: إنِّي لا أسْتَهْزِئُ بكَ، فأخَذَهُ كُلَّهُ، فَاسْتَاقَهُ، فَلَمْ يَتْرُكْ منه شيئًا، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا ما نَحْنُ فِيهِ. فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ، فَخَرَجُوا يَمْشُونَ.

147 - كُنْتُ جَالِسًا في حَلَقَةٍ في مَسْجِدِ المَدِينَةِ، قالَ: وَفِيهَا شيخٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ، وَهو عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ، قالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُهُمْ حَدِيثًا حَسَنًا، قالَ فَلَمَّا قَامَ قالَ القَوْمُ: مَن سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إلى هذا، قالَ فَقُلتُ: وَاللَّهِ لأَتْبَعَنَّهُ فَلأَعْلَمَنَّ مَكانَ بَيْتِهِ، قالَ فَتَبِعْتُهُ، فَانْطَلَقَ حتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ المَدِينَةِ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ، قالَ: فَاسْتَأْذَنْتُ عليه فأذِنَ لِي، فَقالَ: ما حَاجَتُكَ؟ يا ابْنَ أَخِي قالَ: فَقُلتُ له: سَمِعْتُ القَوْمَ يقولونَ لَكَ، لَمَّا قُمْتَ: مَن سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلى رَجُلٍ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إلى هذا، فأعْجَبَنِي أَنْ أَكُونَ معكَ، قالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بأَهْلِ الجَنَّةِ، وَسَأُحَدِّثُكَ مِمَّ قالوا ذَاكَ، إنِّي بيْنَما أَنَا نَائِمٌ، إذْ أَتَانِي رَجُلٌ فَقالَ لِي: قُمْ، فأخَذَ بيَدِي فَانْطَلَقْتُ معهُ، قالَ: فَإِذَا أَنَا بجَوَادَّ عن شِمَالِي ، قالَ: فأخَذْتُ لِآخُذَ فِيهَا، فَقالَ لي لا تَأْخُذْ فِيهَا فإنَّهَا طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ، قالَ فَإِذَا جَوَادُّ مَنْهَجٌ علَى يَمِينِي، فَقالَ لِي: خُذْ هَاهُنَا، فأتَى بي جَبَلًا، فَقالَ لِيَ: اصْعَدْ، قالَ: فَجَعَلْتُ إذَا أَرَدْتُ أَنْ أَصْعَدَ خَرَرْتُ علَى اسْتِي، قالَ: حتَّى فَعَلْتُ ذلكَ مِرَارًا، قالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ بي حتَّى أَتَى بي عَمُودًا، رَأْسُهُ في السَّمَاءِ وَأَسْفَلُهُ في الأرْضِ، في أَعْلَاهُ حَلْقَةٌ، فَقالَ لِيَ: اصْعَدْ فَوْقَ هذا، قالَ قُلتُ: كيفَ أَصْعَدُ هذا؟ وَرَأْسُهُ في السَّمَاءِ، قالَ: فأخَذَ بيَدِي فَزَجَلَ بي ، قالَ: فَإِذَا أَنَا مُتَعَلِّقٌ بالحَلْقَةِ، قالَ: ثُمَّ ضَرَبَ العَمُودَ فَخَرَّ، قالَ وَبَقِيتُ مُتَعَلِّقًا بالحَلْقَةِ حتَّى أَصْبَحْتُ ، قالَ: فأتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقَصَصْتُهَا عليه، فَقالَ: أَمَّا الطُّرُقُ الَّتي رَأَيْتَ عن يَسَارِكَ، فَهي طُرُقُ أَصْحَابِ الشِّمَالِ، قالَ: وَأَمَّا الطُّرُقُ الَّتي رَأَيْتَ عن يَمِينِكَ فَهي طُرُقُ أَصْحَابِ اليَمِينِ، وَأَمَّا الجَبَلُ فَهو مَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ، وَلَنْ تَنَالَهُ، وَأَمَّا العَمُودُ فَهو عَمُودُ الإسْلَامِ، وَأَمَّا العُرْوَةُ فَهي عُرْوَةُ الإسْلَامِ، وَلَنْ تَزَالَ مُتَمَسِّكًا بهَا حتَّى تَمُوتَ.

148 -  كُنْتُ أُصَلِّي لِقَوْمي ببَنِي سَالِمٍ، وكانَ يَحُولُ بَيْنِي وبيْنَهُمْ وادٍ إذَا جَاءَتِ الأمْطَارُ، فَيَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيَازُهُ قِبَلَ مَسْجِدِهِمْ، فَجِئْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ له: إنِّي أنْكَرْتُ بَصَرِي، وإنَّ الوَادِيَ الذي بَيْنِي وبيْنَ قَوْمِي يَسِيلُ إذَا جاءَتِ الأمْطارُ، فَيَشُقُّ عَلَيَّ اجْتِيازُهُ، فَوَدِدْتُ أنَّكَ تَأْتي فَتُصَلِّي مِن بَيْتي مَكَانًا، أتَّخِذُهُ مُصَلًّى، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: سَأَفْعَلُ. فَغَدَا عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَبُو بَكْرٍ رَضيَ اللهُ عنه بَعْدَ ما اشْتَدَّ النَّهَارُ، فَاسْتَأْذَنَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأذِنْتُ له، فَلَمْ يَجْلِسْ حتَّى قالَ: أيْنَ تُحِبُّ أنْ أُصَلِّيَ مِن بَيْتِكَ؟ فأشَرْتُ له إلى المَكَانِ الذي أُحِبُّ أنْ أُصَلِّيَ فِيهِ، فَقَامَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَكَبَّرَ، وصَفَفْنَا ورَاءَهُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ وسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ، فَحَبَسْتُهُ علَى خَزِيرٍ يُصْنَعُ له، فَسَمِعَ أهْلُ الدَّارِ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَيْتِي، فَثَابَ رِجَالٌ منهمْ حتَّى كَثُرَ الرِّجَالُ في البَيْتِ، فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: ما فَعَلَ مَالِكٌ؟ لا أرَاهُ. فَقالَ رَجُلٌ منهمْ: ذَاكَ مُنَافِقٌ لا يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَقُلْ ذَاكَ؛ ألَا تَرَاهُ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بذلكَ وجْهَ اللَّهِ، فَقالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، أمَّا نَحْنُ، فَوَاللَّهِ لا نَرَى وُدَّهُ ولَا حَدِيثَهُ إلَّا إلى المُنَافِقِينَ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فإنَّ اللَّهَ قدْ حَرَّمَ علَى النَّارِ مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بذلكَ وجْهَ اللَّهِ. قالَ مَحْمُودُ بنُ الرَّبِيعِ: فَحَدَّثْتُهَا قَوْمًا فيهم أبو أيُّوبَ صَاحِبُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَتِهِ الَّتي تُوُفِّيَ فِيهَا، ويَزِيدُ بنُ مُعاوِيةَ عليهم بأَرْضِ الرُّومِ، فأنْكَرَها عَلَيَّ أبو أيُّوبَ، قالَ: واللَّهِ ما أظُنُّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: ما قُلْتَ قَطُّ، فَكَبُرَ ذلكَ عَلَيَّ، فَجَعَلْتُ لِلَّهِ عَلَيَّ إنْ سَلَّمَنِي حتَّى أقْفُلَ مِن غَزْوَتي أنْ أسْأَلَ عَنْهَا عِتْبَانَ بنَ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه، إنْ وجَدْتُهُ حَيًّا في مَسْجِدِ قَوْمِهِ، فَقَفَلْتُ، فأهْلَلْتُ بحَجَّةٍ أوْ بعُمْرَةٍ، ثُمَّ سِرْتُ حتَّى قَدِمْتُ المَدِينَةَ، فأتَيْتُ بَنِي سَالِمٍ، فإذَا عِتْبَانُ شيخٌ أعْمَى يُصَلِّي لِقَوْمِه، فلَمَّا سَلَّمَ مِنَ الصَّلَاةِ سَلَّمْتُ عليه وأَخْبَرْتُهُ مَن أنَا، ثُمَّ سَأَلْتُه عن ذلكَ الحَديثِ، فَحدَّثَنيهِ كما حدَّثَنيهِ أوَّلَ مَرَّةٍ.

149 - عن مَعْبَدِ بن هلالٍ العَنْزِيّ قال : اجتمعَ رهطٌ من أهل البصرةِ وأنا فيهم فأتينا أنسَ بن مالكٍ واستشفعنا عليه بثابتِ البُنَانِيّ فدخلنا عليهِ فأجلسَ ثابتا معهُ على السرِيرِ، فقلتُ لا تسألوهُ عن شيء غيرِ هذا الحديثِ فقال ثابتٌ : يا أبا حمزةَ إخوانكَ من أهلِ البصرةِ جاءوا يسألونكَ عن حديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في الشفاعةِ فقال : حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال : إذا كانَ يومُ القيامة ماجَ الناسُ بعضهُم في بعضٍ فيُؤْتَى آدمُ عليهِ السلامُ فيقولونَ يا آدمُ اشفعْ لنا إلى ربكَ، فيقول : لستُ لها ولكنْ عليكُم بإبراهيمَ عليهِ السلامُ فإنه خليلُ اللهِ عز وجل، فيُؤتى إبراهيمُ فيقول : لستُ لها ولكنْ عليكُم بموسى فإنه كليمُ اللهِ، فيُؤتَى موسى عليه السلامُ فيقولُ : لستُ لها ولكنْ عليكُم بعيسى بن مريمَ فإنه روحُ اللهِ وكلمتُهُ، فيُؤْتى عليهِ السلامُ فيقولُ : لستُ لها ولكن عليكم بمحمد، فأُوتَى فأقولُ : أنا لها فأنطلقُ فأسْتأذنُ على ربي عز وجل فيُؤْذَن لي فأقوم بين يديه مقاما فيُلهِمُني فيه محامِدَ لا أقْدِرُ عليها الآن فأحمدُهُ بتلكَ المحامِدَ ثم أخِرّ له ساجدا فيقول لي : يا محمد ارفعْ رأسكَ وقُلْ تُسمَعْ وسلْ تُعْطَ واشفعْ تشفَّعْ، فأقول : أي رب أُمّتي أمتي، فيقال لي انطلقْ فمن كان في قلبهِ مثقالُ ذرةٍ أو مثقالُ شعيرةٍ فأخرجهُ، فأنطلقُ فأفعلُ ثم أرجعُ فأحمدهُ بتلك المحامدَ ثم أخرُّ له ساجدا فيقال : يا محمد ارفعْ رأسكَ وقلْ يُسمَعْ وسلْ تُعطَ واشفعْ تُشفَّعْ، فأقول : أي رب أمتي أمتي، فيقالُ : انطلقْ فمن كان في قلبهِ أدنَى مثقالُ حبةِ خردلٍ من إيمانٍ فأخرجهُ من النارِ. فلما رجعنا من عند أنسٍ قلتُ لأصحابي : هل لكم في الحسنِ وهو مستخفٍ في منزلِ أبي خليفةَ في عبدِ القيسِ، فأتيناهُ فدخلنا عليهِ فقلنا : خرجنا من عندِ أخيكَ أنسُ بن مالكٍ فلم نسمعْ مثلَ ما حدثنا في الشفاعةِ، قال : كيفَ حدثكُم ؟ فحدثناه الحديثَ حتى إذا انتهينا قلنا لم يزِدنَا على هذا، قال : لقدْ حدثنا هذا الحديثَ منذُ عشرينَ سنةً ولقد تركَ منه شيئا فلا أدري أنسِي الشيخُ أم كرهَ أن يحدثكموهُ فتتكلوْا ؟ ثم قال في الرابعةِ : ثم أعودُ فأخرُّ له ساجدا ثم أحمدهُ بتلكَ المحامدَ فيقالُ لي : يا محمد ارفعْ رأسكَ وقلْ يُسمعْ لكَ وسلْ تُعطَ واشفعْ تُشفَّعْ، فأقول : أي ربِّ ائذنْ لي فيمنْ قال : لا إله إلا اللهُ صادقا قال : فيقولُ تباركَ وتعالى : ليسَ لكَ وعزتِي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجنَّ منها من قال لا إله إلا اللهُ

150 - لمَّا قُتِلَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باليَمامةِ، دخَلَ عُمَرُ رضيَ اللهُ عنه على أبي بَكرٍ رضيَ اللهُ عنه، فقال: إنَّ أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَهافَتوا يومَ اليَمامةِ، وإنِّي أَخْشى ألَّا يَشهَدوا مَوطِنًا إلَّا فَعَلوا ذلك فيه حتى يُقتَلوا، وهم حَمَلةُ القُرآنِ، فيَضيعُ القُرآنُ ويُنْسى، فلو جمَعْتَه وكتَبْتَه، فنفَرَ منها أبو بَكرٍ رضيَ اللهُ عنه، وقال: أفعَلُ ما لم يَفعَلْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ! ثُم أرسَلَ أبو بَكرٍ رضيَ اللهُ عنه إلى زَيدِ بنِ ثابتٍ، وعُمَرَ مُحزَئِلٌّ -يَعْني شِبهَ المُتَّكئِ- فقال أبو بَكرٍ: إنَّ هذا دَعاني إلى أمْرٍ فأبَيْتُ عليه، وأنتَ كاتبُ الوَحيِ، فإنْ تَكنْ معه اتَّبعْتُكما، وإنْ توافِقَني لم أفعَلْ ما قال، فاقتَصَّ أبو بَكرٍ قولَ عُمَرَ، فنفَرْتُ من ذلك، وقُلتُ: نَفعَلُ ما لم يَفعَلْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ! إلى أنْ قال عُمَرُ رضيَ اللهُ عنه كلمةً، قال: وما عليكما لو فعَلْتُما، فأمَرَني أبو بَكرٍ رضيَ اللهُ عنه، فكتَبْتُه في قِطَعِ الأَدَمِ، وكِسَرِ الأكتافِ، والعُسُبِ -قال الشيخُ: يَعْني الجَريدَ- فلمَّا هلَكَ أبو بَكرٍ وكان عُمَرُ قد كتَبَ ذلك كلَّه في صَحيفةٍ واحدةٍ، فكانت عندَه، فلمَّا هلَكَ كانت عندَ حَفصةَ، ثُم إنَّ حُذَيفةَ بنَ اليَمانِ قدِمَ في غَزوةٍ غَزاها فَرْجِ أَرْمينيَةَ، فلم يدخُلْ بيْتَه حتى أتى عُثمانَ، فقال: يا أميرَ المُؤمِنينَ أدْرِكِ الناسَ، فقال عُثمانُ: وما ذاك؟ فقال: غزَوْتُ أَرْمينيَةَ، فحضَرَها أهْلُ العِراقِ وأهْلُ الشامِ، وإذا أهْلُ الشامِ يَقرَؤونَ بقِراءة أُبَيٍّ، فيأْتونَ بما لم يَسمَعْ أهْلُ العِراقِ، فيُكفِّرُهم أهْلُ العِراقِ، وإذا أهْلُ العِراقِ يَقرَؤونَ بقِراءةِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، فيأْتونَ بما لم يَسمَعْ أهْلُ الشامِ، فيُكفِّرُهم أهْلُ الشامِ، قال زَيدٌ: فأمَرَني عُثمانُ أنْ أكتُبَ له مُصحَفًا، وقال: إنِّي جاعِلٌ معكَ رَجلًا لَبيبًا فَصيحًا، فما اجتَمَعْتُما فيه فاكْتُباه، وما اختَلَفْتُما فيه، فارْفَعاه إليَّ، فجعَلَ معه أبانَ بنَ سعيدِ بنِ العاصِ، فلمَّا بلَغَ: {إنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} [البقرة: 248]، قال زَيدٌ: فقُلْتُ أنا: التَّابُوهُ، وقال أبانُ: التَّابُوتُ، فرَفَعْنا ذلك إلى عُثمانُ، فكتَبَ: التَّابُوتَ، ثُم عرَضْتُه -يَعْني المُصحَفَ- عَرْضةً أُخْرى، فلم أجِدْ فيه شيئًا، وأرسَلَ عُثمانُ إلى حَفْصةَ أنْ تُعطيَه الصحيفةَ وحلَفَ لها: لَيَرُدَّنَّها إليها، فأعطَتْه، فعرَضْتُ المُصحَفَ عليها، فلم يَختَلِفا في شيءٍ، فرَدَّها عليها، وطابَتْ نفْسُه، وأمَرَ الناسَ أنْ يَكتُبوا المَصاحِفَ.
 

1 - الشيخُ والشيخةُ إذا زنيا فارجموهما بما قضيا من اللذةِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : سهل بن حنيف | المحدث : محمد جار الله الصعدي | المصدر : النوافح العطرة
الصفحة أو الرقم : 174 التخريج : أخرجه الطبراني (24/350) (867)، والحاكم (8070)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (7776) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا حدود - رجم الزاني المحصن وجلد البكر وتغريبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - الشَّيخُ والشَّيخَةُ إذا زنَيَا فارْجُموهُمَا البتَّةَ بمَا قَضَيَا من اللَّذَّةِ
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : العجماء الأنصارية خالة أبي أمامة بن سهل | المحدث : ابن حبان | المصدر : المقاصد الحسنة
الصفحة أو الرقم : 306 التخريج : أخرجه الطبراني (24/350) (867)، والحاكم (8070)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (7776)
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا حدود - رجم الزاني المحصن وجلد البكر وتغريبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - الشَّيخُ والشَّيخَةُ إذا زَنيا فارجُموهُما البتَّةُ بما قَضيا منَ اللَّذَّةِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : [العجماء الأنصارية خالة أبي أمامة بن سهل] | المحدث : الزرقاني | المصدر : مختصر المقاصد
الصفحة أو الرقم : 569 التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (7108 )، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (24/ 350) (867 )، والحاكم (8070 )
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا حدود - رجم الزاني المحصن وجلد البكر وتغريبه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - عن أُبَيِّ بنِ كعبٍ قال: كانت سورةُ الأحزابِ توازي سورةَ البقرةِ فكان فيها: الشَّيخُ والشَّيخةُ إذا زنَيا فارجُموهما ألبتَّةَ
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : زر | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4428 التخريج : أخرجه الحاكم (3554) واللفظ له، وأحمد (21207)، والنسائي في ((الكبرى)) (7112) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: قراءات - سورة الأحزاب حدود - حد الزنا فضائل سور وآيات - سورة الأحزاب فضائل سور وآيات - سورة البقرة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ قالَ: «كانَتْ سورةُ الأحْزابِ تُوازي سورةَ البَقَرةِ، وكانَ فيها آيةُ الرَّجْمِ: الشَّيْخُ والشَّيْخةُ إذا زَنيا فارْجُموهما البَتَّةَ».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]
الراوي :  زر [بن حبيش] | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1165
التصنيف الموضوعي: قراءات - سورة الأحزاب حدود - حد الزنا فضائل سور وآيات - سورة الأحزاب فضائل سور وآيات - سورة البقرة
| شرح حديث مشابه

6 - حديث عُمَرَ : الشَّيخُ والشَّيخَةُ إذا زَنَيا فاجلِدوهُما البَتَّةَ [يعني حديث: قالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ : لقد خَشيتُ أن يطولَ بالنَّاسِ زمانٌ حتَّى يقولَ قائلٌ : ما أجدُ الرَّجمَ في كتابِ اللَّهِ، فيضلُّوا بتركِ فريضةٍ من فَرائضِ اللَّهِ، ألا وإنَّ الرَّجمَ حقٌّ، إذا أُحْصِنَ الرَّجلُ وقامتِ البيِّنةُ، أو كانَ حَملٌ أوِ اعترافٌ، وقد قرأتُها الشَّيخُ والشَّيخةُ إذا زَنَيا فارجُموهما البتَّةَ رجمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ورجَمنا بَعدَهُ]
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : [عبدالله بن عباس] | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 8/682
التصنيف الموضوعي: حدود - الجلد قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا علم - النسخ في القرآن والسنة
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

7 - جاء شيخٌ إلى عمَرَ رضِيَ اللهُ عنه، فقال: إنِّي شيخٌ، وليس لي وارثٌ إلَّا كلالةٌ أعرابٌ متراخٍ نسَبُهم، أفأُوصِي بثُلثِ مالي؟ قال: لا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : العلاء بن زياد | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تفسير الطبري
الصفحة أو الرقم : 3/2/360 التخريج : أخرجه الدارمي (3241) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: فرائض ومواريث - الكلالة فرائض ومواريث - ذوي الأرحام وصايا - الوصية بالثلث وصايا - صفة كتابة الوصية وصايا - ما لا يجوز للموصي في ماله
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

8 - إِنَّ الشَّيْخَ يَمْلِكُ نفسَهُ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 1646 التخريج : أخرجه أحمد (6739)، والطبراني (14/104) (14721)، والخطيب في ((الفقيه والمتفقه)) (2/408) مطولاً
التصنيف الموضوعي: صيام - القبلة للصائم صيام - ما لا يفطر الصائم صيام - ما يباح للصائم صيام - ما يفسد الصوم وما لا يفسده
|أصول الحديث

9 - كُنتُ قائِمًا أُصلِّي إلى البَيتِ، وشَيخٌ إلى جانِبي، فأَطَلتُ الصَّلاةَ، فوَضَعتُ يَدي على خَصْري، فضَرَبَ الشَّيخُ صَدْري بيَدِه ضَربَةً لا يَألو، فقُلتُ في نَفْسي: ما رابَه مِنِّي؟ فأسرَعْتُ الانصِرافَ، فإذا غُلامٌ خَلفَه قاعِدٌ، فقُلتُ: مَن هذا الشَّيخُ؟ قال: هذا عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، فجَلَستُ حتى انصَرَفَ، فقُلتُ: أبا عبدِ الرَّحمنِ، ما رابَك مِنِّي؟ قال: أنتَ هو؟ قُلتُ: نَعَمْ، قال: ذاك الصَّلْبُ في الصَّلاةِ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَنْهى عنه.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 4849 التخريج : أخرجه أبو داود (903)، والنسائي (891) بنحوه، وأحمد (4849) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: صلاة - ما ينهى عنه في الصلاة صلاة - وضع اليدين في القيام صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - أنَّ جِبريلَ لَقِيَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ حِجارةِ المِراءِ، فقال: يا جِبريلُ، إنِّي أُرسِلتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ: إلى الشَّيخِ والعَجوزِ، والغُلامِ والجاريةِ، والشَّيخِ الذي لم يَقرَأْ كِتابًا قَطُّ، فقال: إنَّ القُرآنَ أُنزِلَ على سَبْعةِ أحرُفٍ .
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23447 التخريج : أخرجه أحمد (23447) واللفظ له، والبزار (2908)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (3098)
التصنيف الموضوعي: قرآن - تعلم القرآن وتعليمه قرآن - نزول القرآن على سبعة أحرف إيمان - الدين يسر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

11 -  لَقيتُ جِبريلَ عليه السَّلامُ عندَ أحْجارِ المِراءِ، فقال: يا جِبريلُ، إنِّي أُرسِلتُ إلى أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ، الرَّجُلُ والمرأةُ، والغُلامُ والجاريةُ، والشَّيخُ الرَّجُلِ والمرأةِ، والغُلامِ والجاريةِ، والشَّيخِ العاسي الذي لم يَقرَأْ كِتابًا قَطُّ، قال: إنَّ القُرآنَ نَزَلَ على سَبْعةِ أحرُفٍ .
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 23398 التخريج : أخرجه أحمد (23398) واللفظ له، والبزار (2908)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (3098)
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته قرآن - فضل من قرأ حرفا من القرآن قرآن - نزول القرآن على سبعة أحرف إيمان - الملائكة مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

12 - عَن أُبَيِّ بنِ كعبٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ قال : كَم تعدُّونَ سورَةَ الأحزابِ ؟ قال : قلتُ : ثِنتينِ أو ثلاثًا وسبعينَ آيةً، قال : كانَت تُوازي سورةَ البقرَةِ أو أكثَرَ، وكنَّا نقرَأُ فيها الشَّيخُ والشَّيخَةُ إذا زنَيا فارجُموهُما البتَّةَ نكالًا منَ اللَّهِ
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : موافقة الخبر الخبر
الصفحة أو الرقم : 2/304
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - النسخ قرآن - نسخ التلاوة حدود - حد الزنا علم - النسخ في القرآن والسنة
| شرح حديث مشابه

13 - لا ينظرُ اللهُ يومَ القيامةِ إلى الشَّيخِ الزَّاني، ولا العجوزُ الزَّانيةُ

14 - قلبُ الشيخِ شابٌّ على حبٍّ اثنتينِ : حبُّ العيشِ و المالِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 4407 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - قالَ: «سَألْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عن آيةِ الرَّجْمِ فقالَ: كم تَعُدُّونَ سورةَ الأحْزابِ؟ قُلْتُ: ثلاثًا أو أرْبَعًا وسَبْعينَ آيةً، فقالَ: إن كانَتْ لتُقارِبُ سورةَ البَقَرةِ أو أَطوَلَ، وإنَّ فيها لآيةَ الرَّجْمِ: الشَّيْخُ والشَّيْخةُ فارْجُموهما نَكالًا مِن اللهِ واللهُ عَزيزٌ حَكيمٌ».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]
الراوي :  زر [بن حبيش] | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1164
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - تعلم القرآن وتعليمه قراءات - سورة الأحزاب قرآن - عدد آيات السور وما يدخل فيها
| شرح حديث مشابه

16 - قَلْبُ الشَّيْخِ شابٌّ علَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: حُبِّ العَيْشِ، والْمالِ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1046 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046).
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

17 - قلْبُ الشَّيْخِ شابَ على حُبِّ اثنَتَيْن: طُولِ الحياةِ وكثرةِ المالِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8144 التخريج : أخرجه مسلم (1046)، والترمذي (2338)، وابن ماجة (4233) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الطمع رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال رقائق وزهد - حب المال والشرف رقائق وزهد - من لا يشبع من الدنيا فتن - فتنة المال
|أصول الحديث

18 - أن ابنَ عباسٍ سئل عن القُبلةِ للصائمِ؟ فأرخص فيها للشيخِ وكرِهها للشابِّ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عطاء بن يسار | المحدث : ابن الأثير | المصدر : شرح مسند الشافعي
الصفحة أو الرقم : 3/182 التخريج : أخرجه مالك في ((الموطأ)) (1028) ، و الشافعي في ((الأم)) (2/ 107) واللفظ لهما ، و الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (3398) بلفظ قريب .
التصنيف الموضوعي: صيام - القبلة للصائم إحسان - الأخذ بالرخصة علم - حسن السؤال ونصح العالم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

19 - قلبُ الشيخِ شابٌّ على حبِّ اثنتينِ طولِ الحياةِ وكثرةِ المالِ

20 - ثلاثةٌ لا يَدخلُونَ الجنَّةَ؛ الشَّيخُ الزَّاني، والإمامُ الكذَّابُ، والعائلُ المزهُوُّ

21 - ثلاثةٌ لا يدخلون الجنَّةَ : الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الكذَّابُ، والعائلُ المزْهُوُّ.

22 - ثلاثةٌ لا يدخلون الجنةَ : الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الكذَّابُ، والعائلُ المزْهُوُّ

23 - قلبُ الشيخِ شابَ في حبِّ اثنتيْنِ في حبِّ الحياةِ وكثرةِ المالِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم : 3430 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046)، والترمذي (2338)، وابن ماجه (4233) واللفظ له، وأحمد (8699)
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

24 - قلبُ الشيخِ شابٌّ على حبِّ اثنتينِ طولُ الحياةِ و كثرةُ المالِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أنس بن مالك وأبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 4408
التصنيف الموضوعي: خلق - صفة بني آدم زينة - الشيخ الكبير يتشبه بالشباب رقائق وزهد - ذم حب الدنيا جنائز وموت - الأمل والأجل فتن - فتنة المال
| شرح حديث مشابه

25 - أنه قال للنبيِّ إن عمَّك الشيخَ الضالَّ قد مات. قال : اذهبْ فوَارِه
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم : 717 التخريج : أخرجه النسائي (190)، وأحمد (759)، والطيالسي (122) بلفظه تامًا.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - اتباع المسلم جنازة الكافر دفن ومقابر - مواراة المشرك غسل - المسلم يغسل ذا قرابته من المشركين ويتبع جنازته ويدفنه ولا يصلي عليه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

26 -  قَلبُ الشيخِ شابٌّ في حُبِّ اثنتَيْن: طُولِ الحياةِ، وكثرةِ المالِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 8934 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046)، والترمذي (2338)، وابن ماجه (4233)، وأحمد (8934) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - الأمل والأجل رقائق وزهد - حب المال والشرف رقائق وزهد - من لا يشبع من الدنيا فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

27 -  قلبُ الشيخِ شابٌّ في حُبِّ اثنتَيْن: طُولِ الحياةِ، وكثرةِ المالِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 8946 التخريج : أخرجه البخاري (6420)، ومسلم (1046)، والترمذي (2338)، وابن ماجه (4233)، وأحمد (8946) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - الأمل والأجل رقائق وزهد - حب المال والشرف رقائق وزهد - من لا يشبع من الدنيا فتن - فتنة المال
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

28 - [عن] زِيادِ بنِ صُبَيحٍ الحَنَفيِّ قالَ: «كُنْتُ قائِمًا أَصَلِّي إلى البَيْتِ، وشَيْخٌ إلى جَنْبي، فأَطَلْتُ الصَّلاةَ، فوَضَعْتُ يَدي على خَصْري، فضَرَبَ الشَّيْخُ صَدْري ضَرْبةً لا يَأْلو، فقُلْتُ في نَفْسي: ما رابَه مِنِّي؟ فأَسْرَعْتُ الانْصِرافَ، فإذا غُلامٌ خَلْفَه، فقُلْتُ: مَن هذا يا شَيْخُ؟ فقالَ: هذا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، فجَلَسْتُ حتَّى انْصَرَفَ، فقُلْتُ: يا أبا عَبْدِ الرَّحْمنِ، ما رابَك مِنِّي؟ قالَ: أنت هو؟ قُلْتُ: نَعمْ، قالَ: فإنَّ ذاك الصُّلْبُ في الصَّلاةِ، وكانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنْهى عنه».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 13 / 184
التصنيف الموضوعي: صلاة - العمل في الصلاة صلاة - النهي عن التخصر في الصلاة صلاة - ما ينهى عنه في الصلاة اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب

29 - عن زِيادِ بنِ صُبَيحٍ الحَنَفيِّ قالَ: كُنْتُ قائِمًا أُصَلِّي إلى البَيْتِ، وشَيْخٌ إلى جانِبي، فأَطَلْتُ الصَّلاةَ، فوَضَعْتُ يَدي على خَصْري، فضَرَبَ الشَّيْخُ صَدْري بيَدِه ضَرْبةً لا يَأْلو، فقُلْتُ في نَفسْي: ما رابَه مِنِّي؟ فأَسرَعْتُ الانْصِرافَ، فإذا غُلامٌ خَلْفَه قاعِدٌ، فقلْتُ: مَن هذا الشَّيْخُ، قالَ: هذا عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، فجَلَسْتُ حتَّى انْصَرَفَ، فقُلْتُ: أبا عَبْدِ الرَّحْمنِ، ما رابَك مِنِّي؟ قالَ: أنت هو؟ قُلْتُ: نَعمْ، قالَ: ذاك الصَّلْبُ في الصَّلاةِ، وكانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ يَنْهى عنه.
خلاصة حكم المحدث : [ذكره في الصحيح المسند]
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1/584
التصنيف الموضوعي: صلاة - ما ينهى عنه في الصلاة اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته صلاة - ما يجتنب في الصلاة وما لا يجتنب

30 - قال لي أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ: «كأيِّنْ تَقرَأُ سورةَ الأحْزابِ؟ أو كأيِّنْ تَعُدُّها؟ قالَ: قُلْتُ له: ثَلاثًا وسَبْعينَ آيةً، فقالَ: قَطُّ. لقد رَأيْتُها وإنَّها لَتُعادِلُ سورةَ البَقَرةِ، ولقد قَرَأْنا فيها: الشَّيْخُ والشَّيْخةُ إذا زَنيا فارْجُموهما البَتَّةَ نَكالًا مِن اللهِ واللهُ عَليمٌ حَكيمٌ».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]
الراوي :  زر [بن حبيش] | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 1166
التصنيف الموضوعي: حدود - حد الرجم قرآن - تعلم القرآن وتعليمه قراءات - سورة الأحزاب علم - النسخ في القرآن والسنة قرآن - عدد آيات السور وما يدخل فيها
| شرح حديث مشابه