الموسوعة الحديثية


- أتيتُ الكوفةَ في تجارةٍ فنزَلْتُ قريبًا مِن الأعمَشِ، فكُنتُ أختَلِفُ إليه، فلمَّا كان ليلةً أردْتُ أن أنحدِرَ إلى البصرةِ قام من اللَّيلِ يتهجَّدُ، فمَرَّ بهذه الآيةِ {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عمران: 18، 19]، ثمَّ قال الأعمَشُ: وأنا أشهَدُ بما شَهِد اللهُ به، وأستودِعُ اللهَ هذه الشَّهادةَ؛ فهي لي عند اللهِ وديعةٌ، قالها مِرارًا. قُلتُ: لقد سمِع فيها شيئًا، فصَلَّيتُ معه وودَّعْتُه، ثمَّ قُلتُ: إنَّني سمِعتُك تُردِّدُها، قال: أوَما بلَغك ما فيها؟ قال: قُلتُ: أنا عندك منذُ سنةٍ لم تحَدِّثْني. فقال: واللهِ لا أحدِّثُك بها سنةً، فمكَثتُ على بابه ذلك اليومَ وأقمتُ سنةً، فلمَّا مضَت السَّنةُ قُلتُ: يا أبا مُحمَّدٍ قد مضَت السَّنةُ، قال: حدَّثني أبو وائلٍ عن عبدِ اللهِ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تسليمًا: يُجاءُ بصاحبِها يومَ القيامةِ، فيقولُ: عبدي عَهِد إليَّ وأنا أحَقُّ مَن وفى بالعَهدِ، أدخِلوا عبدي الجنَّةَ