الموسوعة الحديثية


- اجلِس . وجاءَ رجلٌ مِن ثقيفٍ ، فقالَ : يا رسولَ اللهِ ! كلِماتٌ أسألُ عنهنَّ . فقال : سبقَكَ الأنصاريَّ . فقال الأنصاريُّ : إنَّهُ رجُلٌ غريبٌ ، وإنَّ لِلغَريبِ حقًّا ، فابدَأ بهِ . فأقبلَ علَى الثقفيِّ فقال : إن شئتَ أنبأتُك عمَّا كُنتَ تسألُني عَنهُ ، وإن شئتَ تَسألُني وأُخْبِرُكَ ؟ . فقالَ : يا رسولَ اللهِ ! بل أَجِبْنِي عمَّا كنتُ أسألُكَ . قال : جئتَ تسألُني عَن الرُّكوعِ والسُّجودِ والصَّلاةِ والصَّومِ . فقالَ : والَّذي بعثَك بالحقِّ ما أخطأتَ مِمَّا كانَ في نَفسي شيئًا . قال : فإذا ركَعتَ فضَع راحتيْكَ على رُكبتيْكَ ، ثمَّ فَرِّجَ أصابعَك . ثمَّ اسكُن حتَّى يأخذَ كلَّ عضوٍ مأخذَه ، وإذا سجَدتَ فمَكِّنْ جبهتَك ، ولا تنقُر نقرًا ، وصَلِّ أوَّلَ النَّهارِ وآخرَه . فقال : يا نَبيَّ اللهِ ! فإن أنا صلَّيتُ بينَهُما ؟ قالَ : فأنتَ إذًا مُصَلٍّ . وصُم من كلِّ شهرٍ ثلاثَ عشرةَ ، وأربعَ عشرةَ ، وخَمسَ عشرةَ . فقال الثقفيُّ . ثمَّ أقبل على الأنصاريِّ ، فقال : إن شئتَ أخبرتُك عما جِئتَ تسألُني ، وإن شِئتَ تسألُني وأُخْبِرُكَ ؟ . فَقال : لا يا نبيَّ اللهِ ! أَخْبِرْنِي بما جِئتُ أسألُك . قال : جِئتَ تسألُنِي عن الحاجِّ ما لَهُ حين يخرُجُ مِن بيتِه ؟ وما لهُ حين يقومُ بعرفاتٍ ؟ وما لهُ حين يَرمي الجِمارَ ؟ وما لهُ حين يحلِقُ رأسَه ؟ وما لهُ حين يَقضي آخرَ طوافٍ بالبيتِ . فقالَ : يا نبيِّ اللهِ ! والَّذى بعثَك بالحقِّ ما أخطأتَ مِمَّا كان في نفسي شيئًا . قال : فإنَّ لهُ حين يخرجُ من بيتِه أنَّ راحِلتَه لا تخطو خُطوةً ؛ إلَّا كَتَب اللهُ لهُ بها حسَنةً ، أو حَطَّ عنهُ بها خطيئةً ، فإذا وَقف ب ( عَرفةَ ) فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ينزلُ إلى سَماءِ الدُّنيا فيقولُ : انظُروا إلى عِبادي شُعْثًا غُبْرًا ، اشهَدوا أنِّي قد غفَرتُ لهم ذنوبَهم ، وإن كانَت عددَ قطْرِ السَّماءِ ورملِ عالِجٍ ، وإذا رمَى الجمارَ لا يَدري أحدٌ ما لهُ حتَّى يُوَفَّاهُ يَومَ القيامةِ ، [ وإذا حلَق رأسَه ، فله بكلِّ شعرةٍ سقطت مِن رأسِه نورٌ يومَ القيامَةِ ] ، وإذا قضَى آخرَ طوافٍ بالبيتِ خرَج مِن ذنوبِه كيومِ ولدَتْهُ أمُّهُ .
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم : 1155 | خلاصة حكم المحدث : حسن
التخريج : أخرجه عبدالرزاق في ((المصنف)) (8830)، وابن حبان (1887)، والطبراني (12/425) (13566)