الموسوعة الحديثية


- دخلتْ فاطمةُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهي تبكي, فقال : ما يُبكيكِ يا بُنَيَّةِ ؟ قالت : يا أبتِ, مالي لا أبكي. وهؤلاءِ الملأُ من قريشٍ في الحِجْرِ يتعاقدونَ باللَّاتِ والعُزَّى ومناةَ الثالثةَ الأخرى, لو قد رأوكَ لقاموا إليك فيقتلوكَ, وليس منهم إلا من عَرَفَ نصيبَهُ من دَمِكَ, فقال : يا بُنَيَّةِ, ائتني بوُضوءٍ. فتوضأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ, ثم خرج إلى المسجدِ. فلمَّا رَأَوْهُ قالوا : إنَّما هو ذا. فطأطأوا رءوسهم, وسقطتْ أذقانهم بين أيديهم, فلم يرفعوا أبصارهم. فتناولَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قبضةً من ترابٍ فَحَصَبَهُمْ بها, وقال : شاهتِ الوجوهُ. فما أصاب رجلًا منهم حصاةٌ من حصياتِهِ إلا قُتِلَ يومَ بدرٍ كافرًا

أصول الحديث:


[مسند أحمد] (4/ 486 ط الرسالة)
((‌2762- حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر، فتعاقدوا باللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى، ونائلة وإساف: لو قد رأينا محمدا، لقد قمنا إليه قيام رجل واحد، فلم نفارقه حتى نقتله. فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله عنها تبكي، حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: هؤلاء الملأ من قريش، قد تعاقدوا عليك، لو قد رأوك، لقد قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك. فقال: (( يا بنية، أريني وضوءا)) فتوضأ، ثم دخل عليهم المسجد، فلما رأوه، قالوا: ها هو ذا، وخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، وعقروا في مجالسهم، فلم يرفعوا إليه بصرا، ولم يقم إليه منهم رجل، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رءوسهم، فأخذ قبضة من التراب، فقال: (( شاهت الوجوه)) ثم حصبهم بها، فما أصاب رجلا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرا)).

صحيح ابن حبان (14/ 430)
6502- أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، قال: حدثنا مسلم بن خالد، قال: حدثني ابن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر، فتعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ونائلة، وإساف: لو قد رأينا محمدا لقمنا إليه قيام رجل واحد، فلم نفارقه حتى نقتله، فأقبلت ابنته فاطمة تبكي حتى دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: هؤلاء الملأ من قومك قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك قاموا إليك، فقتلوك، فليس منهم رجل إلا عرف نصيبه من دمك، قال: ((يا بنية إيتيني بوضوء))، فتوضأ، ثم دخل المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هو ذا، ها هو ذا، فخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، فلم يرفعوا إليه بصرا، ولم يقم إليه منهم رجل، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رءوسهم، فأخذ قبضة من تراب، وقال: ((شاهت الوجوه))، ثم حصبهم، فما أصاب رجلا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر.

[المستدرك على الصحيحين] (1/ 268)
‌583- حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاء في شهر ربيع الأول سنة أربع وتسعين وثلاث مائة، أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني، بالكوفة، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، ثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني، ثنا يحيى بن سليم، ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: دخلت فاطمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال: ((يا بنية، ما يبكيك؟)) قالت: يا أبت ما لي لا أبكي وهؤلاء الملأ من قريش في الحجر يتعاقدون باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى لو قد رأوك لقاموا إليك فيقتلونك، وليس منهم رجل إلا وقد عرف نصيبه من دمك، فقال: ((يا بنية، ائتني بوضوء)) فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج إلى المسجد فلما رأوه قالوا: ها هو ذا فطأطئوا رءوسهم، وسقطت أذقانهم بين يديهم، فلم يرفعوا أبصارهم فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب فحصبهم بها وقال: ((شاهت الوجوه)) فما أصاب رجلا منهم حصاة من حصاته إلا قتل يوم بدر كافرا. ((هذا حديث صحيح، قد احتجا جميعا بيحيى بن سليم، واحتج مسلم بعبد الله بن عثمان بن خثيم، ولم يخرجاه ولا أعرف له علة، وأهل السنة من أحوج الناس لمعارضة ما قيل أن الوضوء لم يكن قبل نزول المائدة، وإنما نزول المائدة في حجة الوداع، والنبي صلى الله عليه وسلم بعرفات وله شاهد صحيح ناطق بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ، ويأمر بالوضوء قبل الهجرة ولم يخرجاه)).