الموسوعة الحديثية


- أنَّ عليًّا سمعَ رجلًا يسبُّ الدُّنيا فقالَ إنَّها لدارُ صدقٍ لمن صدَّقَها ودارُ عافيةٍ لمن فَهمَ عنْها ودارُ غنًى لمن تزوَّدَ منْها مسجدُ أحبَّاءِ اللَّهِ ومَهبطُ وحيِهِ ومصلَّى ملائِكتِهِ ومتجرُ أوليائِهِ واكتسبوا فيها الرَّحمةَ وربحوا فيها الجنَّةَ فمن ذا يذمُّ الدُّنيا وقد آذنت بفراقِها ونادت بعيبِها ونعتَ نفسَها وأَهلَها فمثَّلت ببلائِها البلاءَ وشوَّقت بسرورِها إلى السُّرورِ فذمَّها قومٌ عندَ النَّدامةِ وحمدَها آخرونَ حدَّثتْهم فصدَّقوا وذَكَّرتْهم فذُكِّروا فيا أيُّها المغترُّ بالدُّنيا المغترُّ بغرورِها متى استلامَت إليْكَ الدُّنيا بل متى غرَّتْكَ أبمضاجِعِ آبائِكَ منَ الثَّرى أم بمصارعِ أمَّهاتِكَ منَ البِلى كم قد قلَّبتَ بِكفَّيْكَ ومرَّضتَ بيديْكَ تطلبُ لَهُ الشِّفاءَ وتسألُ لَهُ الأطبَّاءَ فلم تظفر بحاجتِكَ ولم تُسعَفْ بطِلبتِكَ وقد مثَّلتْ لَكَ الدُّنيا بمصرعِهِ مصرعَكَ غدًا ولا يغني عنكَ بُكاؤُكَ ولا ينفعُكَ أحبَّاؤكَ