الموسوعة الحديثية


- كانت أمثالًا كلُّها : أيُّها الملِكُ المُسلَّطُ المُبتلَى المَغرورُ ! إنِّي لَم أبعثْكَ لتجمعَ الدُّنيا بعضَها على بعضٍ، ولكنِّي بعثتُكَ لتردَّ عنِّي دعوةَ المَظلومِ؛ فإنِّي لا أردُّها وإن كانت مِن كافرٍ. وعلى العاقلِ ما لَم يكُن مَغلوبًا على عقلِهِ أن يكونَ لهُ ساعاتٍ؛ ساعةٌ يُناجي فيها ربَّهُ، وساعةٌ يُحاسَبُ فيها نفسَهُ، وساعةٌ يتفكَّرُ فيها في صُنْعِ اللهِ. وساعةٌ يخلو فيها لحاجتِهِ مِن المَطعَمِ والمَشرَبِ. وعلى العاقلِ أن لا يكونَ ظاعنًا إلَّا لثلاثٍ : تزوَّدَ لمعادٍ، أو مَرمَّةٍ لمَعاشٍ، أو لذَّةً في غيرِ مُحرَّمٍ. وعلى العاقلِ أن يكونَ بصيرًا بزمانِهِ، مُقبلًا على شانِهِ، حافظًا للسانِهِ. ومَن حسبَ كلامَهُ مِن عملِهِ؛ قلَّ كلامُهُ إلَّا فيما يعنيهِ. قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! فما كانت صُحُفُ موسَى عليهِ السَّلامُ ؟ قال : كانت عِبَرًا كلَّها : عجِبتُ لمَن أيقنَ بالمَوتِ ثمَّ هوَ يفرحُ. عجِبتُ لمَن أيقنَ بالنَّارِ ثمَّ هوَ يضحكُ. عجِبتُ لمَن أيقنَ بالقَدَرِ ثمَّ هوَ ينصَبُ. عجِبتُ لمَن رأى الدُّنيا وتقلُّبَها بأهلِها ثمَّ اطمأنَّ إليها. وعجِبتُ لمَن أيقنَ بالحسابِ غدًا ثمَّ لا يعملُ قلتُ يا رسولَ اللهِ ! زِدني قال : عليكَ بطولِ الصَّمتِ؛ فإنَّهُ مَطردةٌ للشَّيطانِ، وعَونٌ لكَ على أمرِ دينِكَ. قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! زِدني قال : ليردَّكَ عن النَّاسِ ما تعمَلُهُ مِن نفسِكَ، ولا تجدُ عليهِم فيما تأتي، وكفَى بكَ عَيبًا أن تعرفَ مِن النَّاسِ ما تجهلُهُ مِن نفسِكَ، وتجدُ عليهِم فيما تأتي ثمَّ ضربَ بيدِهِ على صَدري فقال : يا أبا ذرٍّ ! لا عقلَ كالتَّدبيرِ، ولا ورعَ كالكفِّ، ولا حسبَ كحُسْنِ الخُلقِ.
خلاصة حكم المحدث : ضعيف جداً
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الترغيب الصفحة أو الرقم : 1352
التخريج : أخرجه ابن حبان (361)، والآجري في ((الأربعون حديثا)) (44)، وأبو نعيم الأصبهاني في ((حلية الأولياء)) (1/ 166) جميعهم بلفظه مطولا.
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - الصمت وقلة الكلام إمامة وخلافة - خيار الأئمة وشرارهم بر وصلة - حسن الخلق رقائق وزهد - الورع والتقوى رقائق وزهد - الوصايا النافعة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


صحيح ابن حبان - مخرجا (2/ 76)
361 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، والحسين بن عبد الله القطان بالرقة، وابن قتيبة، واللفظ للحسن، قالوا: حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، قال: دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، جالس وحده، قال: يا أبا ذر إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان، فقم فاركعهما، قال: فقمت فركعتهما، ثم عدت فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله، إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟، قال: خير موضوع، استكثر أو استقل، قال: قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟، قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله، قال: قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أكمل إيمانا؟، قال: أحسنهم خلقا قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أسلم؟، قال: من سلم الناس من لسانه ويده، قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصلاة أفضل؟، قال: طول القنوت، قال: قلت: يا رسول الله، فأي الهجرة أفضل؟، قال: من هجر السيئات، قال: قلت: يا رسول الله، فما الصيام؟، قال: فرض مجزئ، وعند الله أضعاف كثيرة، قال: قلت: يا رسول الله، فأي الجهاد أفضل؟، قال: من عقر جواده، وأهريق دمه، قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصدقة أفضل؟، قال: جهد المقل يسر إلى فقير قلت: يا رسول الله، فأي ما أنزل الله عليك أعظم؟، قال: آية الكرسي ثم، قال: يا أبا ذر، ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة، قال: قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟، قال: مائة ألف وعشرون ألفا قلت: يا رسول الله، كم الرسل من ذلك؟، قال: ثلاث مائة وثلاثة عشر جما غفيرا، قال: قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟، قال: آدم قلت: يا رسول الله، أنبي مرسل؟، قال: نعم، خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قبلا ثم، قال: يا أبا ذر أربعة سريانيون: آدم، وشيث، وأخنوخ وهو إدريس، وهو أول من خط بالقلم، ونوح وأربعة من العرب: هود، وشعيب، وصالح، ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، كم كتابا أنزله الله؟، قال: مائة كتاب، وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن، قال: قلت: يا رسول الله، ما كانت صحيفة إبراهيم؟، قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المسلط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟، قال: كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت، ثم هو يفرح، وعجبت لمن أيقن بالنار، ثم هو يضحك، وعجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها، ثم اطمأن إليها، وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس الأمر كله قلت: يا رسول الله، زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله، فإنه نور لك في الأرض، وذخر لك في السماء قلت: يا رسول الله، زدني:، قال: إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه قلت: يا رسول الله، زدني، قال: عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك قلت: يا رسول الله، زدني، قال: عليك بالجهاد، فإنه رهبانية أمتي قلت: يا رسول الله، زدني، قال: أحب المساكين وجالسهم قلت: يا رسول الله زدني، قال: انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك، فإنه أجدر أن لا تزدرى نعمة الله عندك قلت: يا رسول الله زدني، قال: قل الحق وإن كان مرا قلت: يا رسول الله زدني، قال: ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك، أو تجد عليهم فيما تأتي ثم ضرب بيده على صدري، فقال: يا أبا ذر لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق.

الأربعون حديثا للآجري (ص: 195)
44 - قال محمد: حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي إملاء في شهر رجب من سنة سبع وتسعين ومئتين، حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، حدثني أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: " دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده فجلست إليه فقلت: يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال: خير موضوع، فاستكثر أو استقل قال: قلت: يا رسول الله فأي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله وجهاد في سبيله قلت: يا رسول الله فأي المؤمنين أفضل؟ قال: أحسنهم خلقا قلت: يا رسول الله فأي المسلمين أفضل؟ قال: من سلم الناس من لسانه ويده قلت: يا رسول الله فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السيئات قلت: يا رسول الله فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت قلت: يا رسول الله فأي صيام أفضل؟ قال: فرض مجزئ، وعند الله أضعاف كثيرة قلت: يا رسول الله فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده، وأهريق دمه " قلت: يا رسول الله فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قلت: يا رسول الله فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد من مقل وسر إلى فقير قلت: يا رسول الله فأيما آية أنزل الله عليك أعظم؟ قال: آية الكرسي ثم قال: يا أبا ذر، ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة قال: قلت: يا رسول الله كم الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا قال قلت: يا رسول الله، كم الرسل من ذلك؟ قال: ثلاث مئة وثلاثة عشر جم غفير قلت: كثير طيب، قلت: من كان أولهم؟ قال: آدم عليه السلام قلت: يا رسول الله أنبي مرسل؟ قال: نعم، خلقه الله تعالى بيده ونفخ فيه من روحه، وسواه قبلا ثم قال: " يا أبا ذر أربعة سريانيون: آدم، وشيث، وخنوخ وهو إدريس، وهو أول من خط بقلم، ونوح، وأربعة من العرب: هود، وشعيب، وصالح، ونبيك يا أبا ذر، وأول أنبياء بني إسرائيل موسى، وآخرهم عيسى، وأول الرسل آدم وآخرهم محمد صلوات الله عليهم أجمعين " قال قلت: يا رسول الله كم كتابا أنزل الله عز وجل؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل الله عز وجل على شيث خمسين صحيفة، وعلى خنوخ ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشر صحائف، وأنزلت على موسى من قبل التوراة عشر صحائف، وأنزلت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قال: قلت: يا رسول الله ما كانت صحف إبراهيم عليه السلام؟ قال: " كانت أمثالا كلها: أيها الملك المسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر وكان فيها أمثال: وعلى العاقل أن يكون له أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه عز وجل، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفكر في صنع الله عز وجل، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزودا لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه " قال: قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام؟ قال: " كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها، وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم هو لا يعمل " ثم قال: قلت: يا رسول الله فهل بأيدينا شيء مما كان في يدي إبراهيم وموسى عليهما السلام مما أنزل الله عز وجل عليك؟ قال: " نعم، اقرأ يا أبا ذر: {قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى، بل تؤثرون الحياة الدنيا} [[الأعلى: 15]] إلى آخر هذه السورة، يعني أن ذكر هذه الآيات لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم وموسى قال: قلت: يا رسول الله أوصني قال: أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس أمرك قال: قلت: يا رسول الله زدني قال: عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله عز وجل، فإنه ذكر لك في السماء، ونور لك في الأرض قال: قلت: يا رسول الله زدني قال: إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه قال: قلت: يا رسول الله زدني قال: عليك بالجهاد، فإنه رهبانية أمتي قلت: يا رسول الله زد قال: عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مطردة للشيطان، وعون لك على أمر دينك قال: قلت: يا رسول الله زدني قال: انظر إلى من هو تحتك، ولا تنظر إلى من هو فوقك، فإنه أجدر لك أن لا تزدري نعمة الله عليك " قلت: زدني قال: أحبب المساكين وجالسهم، فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك قال: قلت: يا رسول الله زدني قال: صل قرابتك وإن قطعوك قال: قلت: يا رسول الله زدني قال: قل الحق وإن كان مرا قال: قلت: يا رسول الله زدني قال: لا تخف في الله لومة لائم قلت: يا رسول الله زدني قال: يردك عن الناس ما تعرف من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تجد فيما تحب، وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك أو تجد عليهم فيما تحب ثم ضرب بيده على صدري وقال: يا أبا ذر لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف عن محارم الله، ولا حسب كخلق الحسن قال محمد بن الحسين: فهذه أربعون حديثا فيها علم كثير في أصناف شتى، وتبعث العقلاء على طلب الزيادة لعلوم لابد منها مما لا يسعهم جهله ولا يعذره العلماء بجهلها، وكلما علموها وعملوا بها زادهم الله الكريم بها شرفا في الدنيا والآخرة، والله الموفق لذلك والمعين عليه ونسأل الله العظيم لنا ولكم علما نافعا، وعقلا مؤيدا، وأدبا صالحا

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 166)
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، حدثنا جعفر الفريابي ، . وحدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن أنس بن مالك ، قالا : حدثنا إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني ، حدثني أبي ، عن جدي ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي ذر ، رضي الله عنه قال : دخلت المسجد وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده ، فجلست إليه فقال : يا أبا ذر إن للمسجد تحية ، وإن تحيته ركعتان ، فقم فاركعها ، قال : فقمت فركعتها ثم عدت فجلست إليه فقلت : يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة ، فما الصلاة ؟ قال : خير موضوع استكثر أو استقل. قلت : يا رسول الله فأي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله عز وجل ، وجهاد في سبيله. قال : قلت : يا رسول الله فأي المؤمنين أكملهم إيمانا ؟ قال : أحسنهم خلقا. قال : قلت : يا رسول الله فأي المؤمنين أسلم ؟ قال : من سلم الناس من لسانه ويده. قال : قلت : يا رسول الله فأي الهجرة أفضل ؟ قال : من هجر السيئات. قال : قلت : يا رسول الله فأي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت. قال : قلت : يا رسول الله فما الصيام ؟ قال : فرض مجزى ، وعند الله أضعاف كثيرة. قال : قلت : يا رسول الله فأي الجهاد أفضل ؟ قال : من عقر جواده ، وأهريق دمه. قال : قلت : يا رسول الله فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أغلاها ثمنا ، وأنفسها عند ربها. قال : قلت : يا رسول الله فأي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد من مقل يسر إلى فقير. قلت : يا رسول الله فأي آية مما أنزل الله عز وجل عليك أعظم ؟ قال : آية الكرسي ، ثم قال : يا أبا ذر ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة. قلت : يا رسول الله كم الأنبياء ؟ قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، قلت : يا رسول الله كم الرسل ؟ قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا ، قلت : كثير طيب ، قلت : يا رسول الله من كان أولهم ؟ قال : آدم ، قلت : يا رسول الله أنبي مرسل ؟ قال : نعم ، خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، ثم سواه قبلا . وقال أحمد بن أنس : ثم كلمه قبلا ، ثم قال : يا أبا ذر أربعة سريانيون : آدم ، وشيث ، وخنوخ - وهو إدريس - وهم أول من خط بالقلم ، ونوح . وأربعة من العرب : هود ، وصالح ، وشعيب ، ونبيك يا أبا ذر. قال : قلت : يا رسول الله كم كتاب أنزله الله تعالى ؟ قال : مائة كتاب وأربعة كتب ، أنزل على شيث خمسون صحيفة ، وأنزل على خنوخ ثلاثون صحيفة ، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف ، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف ، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. قال : قلت : يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم ؟ قال : كانت أمثالا كلها : أيها الملك المسلط المبتلى المغرور ، فإني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم ، فإني لا أردها ولو كانت من كافر ، وكان فيها أمثال : على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات : ساعة يناجي فيها ربه عز وجل ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يفكر فيها في صنع الله عز وجل ، وساعة يخلو فيها بحاجته من المطعم والمشرب ، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث : تزود لمعاد ، أو مرمة لمعاش ، أو لذة في غير محرم ، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه ، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. قلت : يا رسول الله فما كان صحف موسى عليه السلام ؟ قال : كانت عبرا كلها : عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح ، عجبت لمن أيقن بالنار وهو يضحك ، عجبت لمن أيقن للقدر ثم هو ينصب ، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها ، عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل. قلت : يا رسول الله أوصني ، قال : أوصيك بتقوى الله ؛ فإنه رأس الأمر كله. قلت : يا رسول الله زدني ، قال : عليك بتلاوة القرآن ؛ فإنه نور لك في الأرض ، وذكر لك في السماء. قلت : يا رسول الله زدني ، قال : إياك وكثرة الضحك ؛ فإنه يميت القلب ، ويذهب بنور الوجه. قلت : يا رسول الله زدني ، قال : عليك بالصمت إلا من خير ، فإنه مطردة للشيطان عنك ، وعون لك على أمر دينك. قلت : يا رسول الله زدني ، قال : عليك بالجهاد ؛ فإنه رهبانية أمتي. قلت : يا رسول الله زدني ، قال : حب المساكين وجالسهم. قلت : يا رسول الله زدني ، قال : انظر إلى من تحتك ، ولا تنظر إلى من فوقك ، فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك. قلت : زدني يا رسول الله ، قال : صل قرابتك وإن قطعوك. قلت : يا رسول الله زدني ، قال : لا تخف في الله تعالى لومة لائم. قلت : يا رسول الله زدني ، قال : قل الحق وإن كان مرا. قلت : يا رسول الله زدني ، قال : يردك عن الناس ما تعرف من نفسك ، ولا تجد عليهم فيما تأتي ، وكفى به عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك ، أو تجد عليهم فيما تأتي ، ثم ضرب بيده على صدري فقال : يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف ، ولا حسب كحسن الخلق السياق للحسن بن سفيان. ورواه المختار بن غسان ، عن إسماعيل بن سلمة ، عن أبي إدريس. ورواه علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن أبي ذر. ورواه عبيد بن الحسحاس ، عن أبي ذر. ورواه معاوية بن صالح ، عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب ، عن ابن عائذ ، عن أبي ذر ، بطوله. ورواه ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي ذر ، بطوله . تفرد به عنه يحيى بن سعيد العبشمي حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا محمد بن العباس بن أيوب ، حدثنا محمد بن مرزوق ، حدثنا يحيى بن سعيد العبشمي ، من بني سعد بن تيم ، حدثنا ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي ذر ، رضي الله تعالى عنه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد جالس ، فاغتنمت خلوته ، ثم ذكر مثله ، وزاد قلت : يا رسول الله هل لي في الدنيا شيء مما أنزل الله عليك مما كان في صحف إبراهيم وموسى ؟ قال : يا أبا ذر اقرأ : {قد أفلح من تزكى} إلى آخر السورة. قال الشيخ رحمه الله تعالى : وكان أبو ذر رضي الله تعالى عنه للرسول صلى الله عليه وسلم ملازما وجليسا ، وعلى مساءلته والاقتباس منه حريصا ، وللقيام على ما استفاد منه أنيسا ، سأله عن الأصول والفروع ، وسأله عن الإيمان والإحسان ، وسأله عن رؤية ربه تعالى ، وسأله عن أحب الكلام إلى الله تعالى ، وسأله عن ليلة القدر : أترفع مع الأنبياء أم تبقى ؟ وسأله عن كل شيء حتى عن مس الحصا في الصلاة.