الموسوعة الحديثية


- حدثني عطاء الخرساني، قال : قدمت المدينة، فلقيت رجلا من الأنصار، فقلتُ : حدثني بحديث ثابت بن قيس بن شماس، قال : نعم، قم معي، فقمت معه، حتى وقف إلى باب دار، فأجلسني على بابها، ثم دخل، فلبث مليا، ثم دعانا، فدخلنا على امرأة، فقال الرجل : هذه بنت ثابت بن قيس بن شماس، فسلها عن ما بدا لك فقلتُ : حدثيني عنه، رحمك الله، قالتْ : لما أنزل الله, عزَّ وجلَّ, على رسوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي إلى آخر الآية، دخل بيته، وأغلق بابه، وطفق يبكي، فافتقده رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : ما شأن ثابت ؟ قالوا : يا رسولَ اللهِ، ما ندري شأنه، إلا أنه قد أغلق بابه وهو يبكي فيه، فدعاه رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فسأله ما شأنك ؟ قال : يا رسولَ اللهِ، أنزل الله عليك هذه الآية : يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي، وأنا شديد الصوت، وأخاف أن أكون قد حبط عملي قال : لست منهم بل تعيش بخير وتموت بخير قال : ثم أنزل الله على رسوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّ اللهَ لا يحب كل مختال فخور فأغلق بابه، وطفق يبكي، فافتقده رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقال : ثابت ما شأنه ؟ قالوا : يا رسولَ اللهِ، والله ما ندري غير أنه قد أغلق بابه، فأرسل إليه رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : ما شأنك ؟ قال : يا رسولَ اللهِ، أنزل الله عليك : إنَّ اللهَ لا يحب كل مختال فخور والله إني لأحب الجمال، وأحب أن أسود قومي، قال : لست منهم، بل تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، أو يدخلك الله الجنة بسلام فلما كان يوم اليمامة، خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة الكذاب، فلما لقي أصحاب رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحمل عليهم، فانكشفوا، قال ثابت لسالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم حفر كل واحد منهما حفرة فحمل عليهم القوم، فثبتا يقاتلان حتى قتلا رحمهما الله، وكانت على ثابت درع له نفيسة، فمر به رجل من المسلمينَ، فأخذها، فبينا رجل من المسلمينَ نائما، إذ أتاه ثابت بن قيس في منامه، فقال : إني أوصيك بوصية : إياك أن تقول : هذا حلم، فتضيعه، إني لما قتلت أمس، مر بي رجل من المسلمينَ فأخذ درعي، ومنزله أقصى العسكر، وعند خبائه فرس يستن في طوله، وقد كفأ على الدرع برمة ، وجعل فوق البرمة رحلا، فأت خالد بن الوليد، فمره أن يبعث إلى درعي فيأخذها، فإذا قدمت على خليفة رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأخبره، أن علي من الدين كذا وكذا، ولي من الدين كذا وكذا، وفلان رقيقي عتيق، وفلان، وإياك أن تقول : هذا حلم، فتضيعه، فأتى الرجل خالد بن الوليد فأخبره، فبعث إلى الدرع فنظر إلى خباء في أقصى العسكر، فإذا عنده فرس يستن في طوله، فنظر في الخباء فإذا ليس فيه أحد، فدخلوا ورفعوا الرحل ، فإذا تحته برمة ، فعرفوها فإذا الدرع تحتها، فأتى بها خالد بن الوليد، فلما قدم المدينة، حدث الرجل أبا بكر برؤياه، فأجاز وصيته بعد موته، فلا نعلم أحدا من المسلمينَ، جوز وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس بن شماس, رضي اللهُ عنه
خلاصة حكم المحدث : له شاهد
الراوي : ابنة ثابت بن قيس بن شماس | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة الصفحة أو الرقم : 3/418
التخريج : أخرجه الحاكم (5036)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (2/ 70) (1320)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (1921) جميعهم بنحوه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الحجرات تفسير آيات - سورة لقمان علم - الخروج في طلب العلم قرآن - أسباب النزول علم - حسن السؤال ونصح العالم
|أصول الحديث