الموسوعة الحديثية


- الشُّهداءُ ثَلاثةٌ: رَجُلٌ خَرَجَ بنَفْسِه ومالِه مُحتَسِبًا في سَبيلِ اللهِ يُريدُ ألَّا يَقتُلَ ولا يُقتَلَ ولا يُقاتِلَ، يُكَثِّرُ سَوادَ المُسلِمينَ، فإنْ ماتَ أو قُتِلَ غُفِرتْ له ذُنوبُه كُلُّها، وأُجيرَ مِن عَذابِ القَبرِ، وأومِنَ مِنَ الفَزَعِ الأكبَرِ، وزُوِّجَ مِنَ الحُورِ العينِ، وحَلَّتْ عليه حُلَّةُ الكَرامةِ، ووُضِعَ على رَأسِه تاجُ الوَقارِ والخُلدِ، والثاني: رَجُلٌ خَرَجَ بنَفْسِه ومالِه مُحتَسِبًا يُريدُ أنْ يَقتُلَ ولا يُقتَلَ، فإنْ ماتَ أو قُتِلَ كانتْ رُكبَتُه مع رُكبةِ إبراهيمَ خَليلِ الرَّحمنِ بَينَ يَدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ، في مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَليكٍ مُقتَدِرٍ، والثالثُ: رَجُلٌ خَرَجَ بنَفْسِه ومالِه مُحتَسِبًا يُريدُ أنْ يَقتُلَ ويُقتَلَ، فإنْ ماتَ أو قُتِلَ جاءَ يَومَ القيامةِ شاهِرًا سَيفَه، واضِعَه على عاتِقِه، والناسُ جاثونَ على الرُّكَبِ، يَقولونَ: ألَا أفسِحوا لنا، مَرَّتَيْنِ؛ فإنَّا قد بَذَلْنا دِماءَنا وأموالَنا للهِ تَعالى. قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والذي نَفْسي بيَدِه، لو قالوا ذلك لِإبراهيمَ خَليلِ الرَّحمنِ أو لِنَبيٍّ مِنَ الأنبياءِ لَتَنَحَّى لهم عنِ الطَّريقِ؛ لِمَا يَرى مِن واجِبِ حَقِّهم، حتى يأتوا مَنابِرَ مِن نُورٍ عن يَمينِ العَرشِ، فيَجلِسونَ فيَنظُرونَ كيفَ يُقضى بَينَ الناسِ، لا يَجِدونَ غَمرَ المَوتِ، ولا يَغتَمُّونَ في البَرزَخِ، ولا تُفزِعُهمُ الصَّيحةُ ولا يُهِمُّهمُ الحِسابُ ولا المِيزانُ ولا الصِّراطُ، يَنظُرونَ كيف يُقضى بَينَ الناسِ، ولا يَسألونَ شَيئًا إلَّا أُعطوا، ولا يَشفَعونَ في شَيءٍ إلَّا شُفِّعوا فيه، ويُعطى مِنَ الجَنَّةِ ما أحَبَّ، ويَنزِلُ مِنَ الجَنَّةِ حيث أحَبَّ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البيهقي | المصدر : شعب الإيمان
الصفحة أو الرقم : 4/1548 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] محمد بن معاوية النيسابوري غيره أوثق منه
التخريج : أخرجه البزار (6196)، والحارث في ((مسنده)) (632)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4255) واللفظ له.