الموسوعة الحديثية


- قال: كُنتُ في مَجلسٍ فيه رَسولُ اللهِ (إذ أقبَلَ عتيقةُ بنُ الحارِثِ الأنصاريُّ فسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ ثُمَّ قال: يا رَسولَ اللهِ، شَهِدتُك يَومَ بَدرٍ وأنتَ تُحَرِّضُ النَّاسَ على الجِهادِ فلَم أستَطِعْ أن أسألَك، وأنا سائِلُك ففَهِّمْني يا رَسولَ اللهِ، قال: سَلْ عَمَّا بَدا لَك يا عتيقةُ، قال: يا رَسولَ اللهِ، ما لمَن تَقَلَّدَ سَيفًا في سَبيلِ اللهِ؟ قال: يُقَلِّدُه اللَّهُ وِشاحًا مِن أوشِحةِ الجَنَّةِ مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ ولُؤلُؤٍ وزَبَرجَدٍ، قال: يا رَسولَ اللهِ، ما لمَنِ اعتَقَلَ رُمحًا في سَبيلِ اللهِ؟ قال: يَكونُ له به عَلَمٌ يُعرَفُ به يَومَ القيامةِ، قال: فما لمَن تَقَلَّدَ قَوسًا في سَبيلِ اللهِ؟ قال: يَكونُ له رِداءٌ أخضَرُ مِن أرديَةِ الجَنَّةِ يَومَ القيامةِ. قال: فمَن رَمى بسَهمٍ في سَبيلِ اللهِ؟ قال: بَخْ بَخْ يا عتيقةُ، لَقد سَألَتَ عَن خَيرٍ كَثيرٍ، إنَّ اللَّهَ ليُدخِلُ بالسَّهمِ الواحِدِ ثَلاثةً الجَنَّةَ: صانِعَه، والمُقَوِّي به، والرَّامي به في سَبيلِ اللهِ، يا عتيقةُ بنَ الحارِثِ، مَن رَمى بسَهمٍ في سَبيلِ اللهِ بَلَغَ العَدوَّ أو قَصُرَ، عَدَل له عِتقَ رَقَبةٍ، قال: يا رَسولَ اللهِ، فما لمَن لَبِسَ دِرعًا في سَبيلِ اللهِ؟ قال: يَكونُ له جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ، قال: فما لمَن تعَضَّد تُرسًا في سَبيلِ اللهِ؟ قال: يَكونُ له سِترًا مِن حَرِّ شَمسِ الأرض، وقد أُدنِيَت مِنَ النَّاسِ بقَدرِ مِيلٍ، وقد زيدَ في حَرِّها ثَمانيةَ عَشَرَ جُزءًا، ورَهقَ النَّاسَ العَرَقُ على قَدرِ أعمالِهم، فالمُؤمِنُ في ضَحضاحٍ، والكافِرُ مُلجَمٌ. قال: يا رَسولَ اللهِ، فما لمَن رَكِبَ فرَسًا في سَبيلِ اللهِ أمانًا لمَن خَلفَه وهَيبةً لمَن بَينَ يَدَيه؟ قال: بَخْ بَخْ يا عتيقةُ بنَ الحارِثِ، مَنِ ارتَبَطَ فرَسًا في سَبيلِ اللهِ هَيبةً لمَن بَينَ يَدَيه، وأمانًا لمَن خَلفَه إلَّا تَلَقَّته خَزَنةُ الجَنَّةِ بخَيلٍ خُضرٍ مُسرَجةٍ لَم تُلقحْها الفُحولُ، ولَم تَحمِلْها البُطونُ، ولَم يُرَبَّين بالضُّروعِ، خَلَقَهنَّ اللهُ يَومَ خَلَق الجَنَّةَ، ألوانُها مِن ذَهَبٍ وفِضَّةٍ ولُؤلُؤٍ وزَبَرجَدٍ، يَأكُلنَ مِن ثِمارِها، ويَشرَبنَ مِن أنهارِها، لا يَبُلنَ ولا يَرُثْنَ، ولا يَعييَن، ولا يَهرَمنَ، يَقُلنَ: يا ابنَ آدَمَ، رَكِبتَ في الدُّنيا فرَسًا تَموتُ، فدونَك ما لا يَموتُ، فقال: يا رَسولَ اللهِ، ما تَرى لأحَدٍ مِن أهلِ الجِهادِ في شَيءٍ؟ قال: أجَلْ، ما أعمالُ البرِّ كُلُّها في عَرضِ الجِهادِ إلَّا كتَفلةٍ تَفَلَها عَبدٌ في بَحرٍ لُجِّيٍّ، فماذا زادَت فيه حينَ تَفَلَها؟ وماذا زادَت فيه حينَ حَبَسَها؟ قال: وما خَرَجَ عَبدٌ في سَبيلِ اللهِ غاديًا أو رائِحًا مُهَلِّلًا مُكَبِّرًا حامِدًا ذاكِرًا، إلَّا آبَتِ الشَّمسُ بجَميعِ ذُنوبِه، قال: وما مَرَّ غازٍ ببَطنِ وادٍ حَمِدَ اللَّهَ وسَبَّحَه وكَبَّرَه وهَلَّله إلَّا نادَته أشجارُه بَعضُها بَعضًا، وصَخرُه بَعضُه بَعضًا، ونَباتُه بَعضُه بَعضًا، هذا مُجاهِدٌ في سَبيلِ اللهِ، يَذكُرُ اللَّهَ، فيَمتَلئُ ذلك الوادي حَسَناتٍ، حَتَّى يَفيضَ مِن جانِبَيه. ذَكَرَه في شِفاءِ الصُّدورِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده غير ثابت
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن النحاس | المصدر : مشارع الأشواق الصفحة أو الرقم : 226
التخريج : -