الموسوعة الحديثية


- كان أبو سفيانَ بن الحارثِ أخا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم من الرضاعةِ، أرضعتهَ حليمةُ أياما، وكان يألفُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وكان له تربا، فلما بُعِثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عاداهُ عداوةً لم يعادَ أحدا قط، ولم يكنْ دخلَ الشِّعبَ، وهجا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وهجَا أصحابهُ، ثم إنَّ اللهَ ألقى في قلبهِ الإسلامَ، قال أبو سفيانُ : فقلتُ : من أصحبُ ؟ ومع من أكونُ ؟ قد ضربَ الإسلامُ بجرانهِ، فجئتُ زوجتي وولدِي فقلتُ : تهيؤُوا للخروجِ قد أظلَّ قدومُ محمدٍ، قالوا : قد آنَ لكَ أن تُبصِرَ أن العربَ والعجمَ قد تبعتَ محمدا، وأنتَ توضعُ في عدواتهِ، وكنتَ أولى الناسِ بنصرتهِ، فقلتُ لغلامي مذكورُ : عجلْ بأبعرتِي وفرسي، قال : ثم سرْنا حتى نزلنا بالأبواءِ وقد نزلتْ مقدمتهُ بالأبواءِ، فتنكرتُ وخفتُ أن أُقتلَ، وكان قد ندرَ دمِي فخرجتُ وأخذ ابني جعفر على قدمي نحوا من ميلٍ في الغداةِ التي صبّحَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الأبواءَ، فأقبلَ الناسُ رِسلا رِسلا – أي قطيعا قطيعا – فتنحّيتُ فرقًا من أصحابهِ، فلما طلعَ في موكبهِ تصدّيتُ له تلقاءَ وجههِ، فلما مَلأ عينيهِ منّي أعرضَ عني بوجههِ إلى الناحيةِ الأخرى، فتحولتُ إلى ناحيةِ وجههِ الأخرى، فأعرضَ عنّي مِرارا، فأخذنِي ما قرُبَ وما بعُدَ، وقلتُ : أنا مقتُولٌ قبلَ أن أصلَ إليهِ، وأتذكرُ برّهُ ورحمهُ وقرابتِي فيمسكُ ذلكَ منّي، وقد كنتُ لا أشكُّ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابهُ سيفرحونَ بإسلامي فرحا شديدا وقرابتي برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلما رَأَى المسلمونَ إعراضَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عنّي، أعرضُوا جميعا، فلقينِي ابن أبي قحافةَ معرِضا عنّي، ونظرتُ إلى عمرَ يغرِي بِي رجلا من الأنصارِ، فألَزّ بي رجلٌ يقولُ : يا عَدُو اللهِ أنتَ الذي كنتَ تُؤْذِي رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وتُؤْذِي أصحابهُ ؟ قد بلغتَ مشارقَ الأرضِ ومغاربَها في عداوتِهِ، فرددتُ بعضَ الرَدّ عن نفسي، فاستطالَ علي ورفعَ صوتهُ حتّى جعلنِي في مثلِ الحرجةِ من الناسِ يسرُّونَ بما يُفْعَلُ بي، قال : فدخلتَ على عمّي العباسَ، فقلتُ : يا عمِّ، قد كنتُ أرجو أن سيفرحَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بإسلامِي لقرابتِي وشرفِي، وقد كانَ منه ما رأيتُ فكلمهُ ليرضَى عني، قال : لا واللهِ لا أُكلمهُ كلمةً فيكَ أبدا بعْدَ الذي رأيتُ منهُ ما رأيتُ إلا أن أرى وجها، إني أجلُّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأهابهُ، فقلتُ : يا عمّ إلى من تكلُني ؟ قال : هُوَ ذاكَ، فلقيتُ عليّا فكلمتهُ، فقال لي مثلَ ذلكَ، فخرجتُ فجلستُ على بابِ منزلِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حتى راحَ إلى الجحْفَةِ ، وهو لا يكلمنِي ولا أحدٌ من المسلمينَ، وجعلتُ لا ينزلُ منزلا إلا أنا على بابِهِ، ومعي ابني جعفرُ قائمٌ، فلا يرانِي إلا أعرضَ عني فخرجتُ على هذهِ الحالِ، حتى شهدتُ معه فتحَ مكّةَ وأنا في خَيْلِهِ التي تلازمُهُ حتى هبط من أذَاخِرٍ حتى نزلَ الأبطحِ ، فنظرَ إليّ نظرا هو ألينُ من ذلكَ النظَرَ قد رجوتُ أن يتبسّمَ، ودخلَ عليه نساءُ بني عبد المطلب، ودخلتُ معهنّ زوجَتِي، فرققتهُ عليّ، وخرجَ إلى المسجدِ وأنا بين يديهِ لا أفارِقُهُ على حالٍ، حتى خرجَ إلى هوازِنَ فخرجتُ معهُ، وذكر قصتَهُ بهوازِنَ
خلاصة حكم المحدث : مشهورة
الراوي : عبدالرحمن بن سابط | المحدث : ابن تيمية | المصدر : الصارم المسلول الصفحة أو الرقم : 2/269
التخريج : أخرجه الواقدي في ((مغازيه)) (2/ 806) واللفظ له، وابن قدامه في ((التوابين)) (صـ110-111-112) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: مغازي - غزوة حنين مغازي - فتح مكة مناقب وفضائل - أبو سفيان بن الحارث فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما صبر عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الله عز وجل
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث