الموسوعة الحديثية


- كنت جالسا عند قُبَيْصَة بن مُخَارِق، إذ جاءهُ نفرٌ من قومهِ يستعينونهُ في نكاحِ رجلٍ منهُم فأَبَى أن يعطيهُم شيئا، فانطلقوا من عندهِ قال كنانةُ : فقلتُ لهُ : أنتَ سيّدُ قومكَ، وأتوكَ يسألونكَ، فلمْ تعطهِم شيئا ؟ ! قال : أما في مثلِ هذا، فلا أُعطِي شيئا، ولو عصبهُ بقدٌ حتى يقحلَ، لكانَ خيرا له من أن يسأَلَ في مثلِ هذا، وسأخبركَ عن ذلكَ : إني تحمّلتُ بحمالةٍ في قومِي، فأتيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إني تحمّلتُ بحمالةٍ في قومي، وأتيتُكَ لتعيننِي فيها : قال : بلْ نحملُها عنكَ يا قبيصةُ، ونؤدّيها إليهِم من الصدقةِ ثم قال : يا قبيصَة إن المسألةَ حرمتْ إلا في إحدَى ثلاثٍ : في رَجلٍ أصابتهُ جائحةُ ، فاجتاحتْ مالهُ، فيسألَ حتى يصيبَ قِواما من عيشهِ، ثم يمسكُ، وفي رجلٍ أصابتهُ حاجةٌ حتى يشهدَ ثلاثةُ نفرٍ من ذوي الحجَى من قومهِ أن المسألةَ قد حلّتْ لهُ، فيسألَ حتى يصيبَ القِوامَ من العيشِ ثم يمسكُ، وفي رجلٍ تحمّلَ بحمالَةٍ فيسألَ حتى إذا بلغَ أمسَكَ، وما كان غيرَ ذلكَ فإنه سحتٌ يأكلهُ صاحبهُ سحتٌ