الموسوعة الحديثية


- من صلَّى منكم من الليلِ فليجهرْ بقراءتِهِ ، فإنَّ الملائكةَ تُصلِّي بصلاتِهِ وتسمعُ لقراءتِهِ ، وإنَّ مؤمني الجِنِّ الذين يكونونَ في الهواءِ وجيرانَهُ معَهُ في مسكنِهِ يُصلُّونَ بصلاتِهِ ، ويستمعونَ قراءتَهُ ، وإنَّهُ ليَطْرُدُ بجهرِ قراءتِهِ عن دارِهِ وعن الدورِ التي حولَهُ فُسَّاقَ الجنِّ ومردةَ الشياطينِ ، وإنَّ البيتَ الذي يُقْرَأُ فيهِ القرآنُ عليهِ خَيْمَةٌ من نورٍ يَقْتَدِي بها أهلُ السماءِ كما يقتدونَ بالكوكبِ الدُّرِّيِّ في لُجَجِ البحارِ وفي الأرضِ القفرِ ، فإذا مات صاحبُ القرآنِ رُفِعَتْ تلك الخَيْمَةٌ ، فينظرُ الملائكةُ من السماءِ فلا يَرَوْنَ ذلك النورَ ، فتنعاهُ الملائكةُ من سماءٍ إلى سماءٍ ، فتُصلِّي الملائكةُ على روحِهِ في الأرواحِ ، ثم تستقبلُ الملائكةُ الحافظيْنَ اللَّذيْنِ كانا معهُ ، ثم تستغفرُ لهُ الملائكةُ إلى يومِ يُبْعَثُ ، وما من رجلٍ تَعَلَّمَ كتابَ اللهِ ثم صلَّى ساعةً من الليلِ ، إلا أَوْصَتْ بهِ تلك الليلةُ الماضيةُ الليلةَ المستقبلَةَ أن تُنَبِّهَهُ لساعتِهِ ، وأن تكون عليهِ خفيفةً ، وإذا مات وكان أهلُهُ في جهازِهِ يجيءُ القرآنُ في صورةٍ حسنةٍ جميلةٍ واقفٌ عند رأسِهِ حتى يُدْرَجَ في أكفانِهِ ، فيكونُ القرآنُ على صدرِهِ دونَ الكَفَنِ ، فإذا وُضِعَ في قبرِهِ وسُوِّيَ عليهِ وتَفَرَّقَ عنهُ أصحابُهُ ، أتاهُ منكرٌ ونكيرٌ فيُجلسانِهِ في قبرِهِ ، يجيءُ القرآنُ حتى يكونَ بينَهُ وبينهما ، فيقولانِ لهُ : إليك حتى نسألَهُ فيقولُ : لا وربِّ الكعبةِ إنَّهُ لصاحبي وخليلي ولستُ أخذلُهُ على حالٍ ، فإن كنتما أُمرتما بشيٍء فامضيا لما أُمرتما ، ودعاني مكاني فإني لستُ أُفَارِقُهُ حتى أُدْخِلَهُ الجنةَ إن شاء اللهُ ، ثم ينظرُ القرآنُ إلى صاحبِهِ فيقولُ لهُ : اسْكُنْ فإنكَ ستجدني من الجيرانِ جارَ صِدْقٍ ، ومن الأَخِلَّاءِ خليلَ صِدْقٍ ، ومن الأصحابِ صاحبُ صِدْقٍ ، فيقولُ لهُ : من أنتَ ؟ فيقولُ : أنا القرآنُ الذي كنتَ تجهرُ بي وتُخفيني ، وكنتَ تُحِبُّنِي فأنا حبيبكَ ، فمن أحببتُهُ أحبَّهُ اللهُ ، ليس عليك بعد مسألةِ منكرٍ ونكيرٍ من غَمٍّ ولا هَمٍّ ولا حَزَنٍ ، فيسألُهُ منكرٌ ونكيرٌ ويصعدانِ ، ويبقى هو والقرآنُ ، فيقولُ : لأُفْرِشَنَّكَ فراشًا لَيِّنًا ، ولأُدَثِّرَنَّكَ دِثَارًا حسنًا جميلًا ، جزاءً لك بما أسهرتَ ليلكَ وأنصبتَ نهاركَ ، قال : فيصعدُ القرآنُ إلى السماءِ أسرعَ من الطَّرْفِ ، فيسألُ اللهُ ذلك لهُ فيُعطيهِ اللهُ ذلك ، فينزلُ بهِ ألفَ ألفٍ من مُقَرِّبِي السماءِ السادسةِ ، فيجيئُهُ القرآنُ ويقولُ : هل استوحشتَ ؟ ما زلتُ مذ فارقتُكَ أن كلَّمتُ اللهَ تبارَكَ وتعالى حتى أخرجتُ لك منهُ فراشًا ودِثَارًا ومصباحًا ، وقد جئتكَ بهِ فقم حتى تَفْرِشُكَ الملائكةُ ، قال : فتُنْهِضُهُ الملائكةُ إنهاضًا لطيفًا ، ثم يُفْسَحُ لهُ في قبرِهِ مسيرةَ أربعمائةِ عامٍ ، ثم يُوضَعُ لهُ فراشُ بطانتِهِ من حريرٍ أخضرَ ، حَشْوُهُ المِسْكُ الأذخرُ ، ويُوضَعُ لهُ مرافقٌ عند رجليْهِ ورأسِهِ من السندسِ والإستبرقِ ، ويُسْرَجُ لهُ سراجانِ من نورِ الجنةِ عند رأسِهِ ورجليْهِ ، يُزْهِرَانِ إلى يومِ القيامةِ ، ثم تُضْجِعُهُ الملائكةُ على شِقِّهِ الأيمنِ مستقبِلَ القِبْلَةِ ، ثم يُؤْتَى بياسمينٍ من ياسمينِ الجنةِ ويصعدُ عنهُ ويبقى هو والقرآنُ ، فيأخذُ القرآنُ الياسمينَ فيضعَهُ على أنفِهِ غضًّا فيستنشقُهُ حتى يُبْعَثَ ، ويرجعُ القرآنُ إلى أهلِهِ فيُخْبِرُهُ بخبرهم كلَّ يومٍ وليلةٍ ، ويتعاهدَهُ كما يتعاهَدُ الوالدُ الشفيقُ ولدَهُ بالخبرِ ، فإن تَعَلَّمَ أحدٌ من ولدِهِ القرآنَ بَشَّرَهُ بذلك ، وإن كان عَقِبُهُ عَقِبَ السوءِ دعا لهم بالصلاحِ والإقبالِ أو كما ذكرَ
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : البزار | المصدر : البحر الزخار
الصفحة أو الرقم : 7/97 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] خالد بن معدان لم يسمع من معاذ، ولم نحفظه إلا من هذا الوجه