الموسوعة الحديثية


- ما على الأرضِ مِن رَجُلٍ يَموتُ وفي قَلبِه مِنَ الكِبرِ مِثقالُ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ إلَّا جَعَله اللهُ في النَّارِ، فلمَّا سَمِعَ ذلك عَبدُ اللهِ بنُ قَيسٍ الأنصاريُّ بَكى، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا عَبدَ اللهِ بنَ قَيسٍ، لمَ تَبكي؟ قال: مِن كَلمَتِك يا رَسولَ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أبشِرْ؛ فإنَّك في الجَنَّةِ، فبَعَثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَعثًا، فقُتِل شَهيدًا، فقال رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ: يا رَسولَ اللهِ إنِّي أُحِبُّ أن أتَجَمَّل بحمالةِ سَيفي وبغَسلِ ثيابي مِنَ الدَّرَنِ، وبحُسنِ الشِّراكِ والنَّعلينِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ليسَ ذلك أعني، إنَّما أعني الكِبرَ، مَن سَفهَ الحَقَّ، وغَمَص النَّاسَ، فقال: يا رَسولَ اللهِ، ما سَفهُ الحَقِّ وغَمصُ النَّاسِ؟ فقال: هو الذي يَجيءُ شامِخًا بأنفِه، فإذا رَأى ضُعَفاءَ النَّاسِ وفُقَراءَهم لم يُسَلِّمْ عليهم مَحقرةً لهم، فذلك الذي يَغمِصُ النَّاسَ فقال عِندَ ذلك رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن رَقَع ثَوبَه، وخَصَف نَعلَه، ورَكِب الحِمارَ، وعاد المَملوكَ إذا مَرِضَ، وحَلبَ الشَّاةَ؛ فقد برئَ مِنَ العَظَمةِ.