الموسوعة الحديثية


- فأتَتْني أختي فقالت: لقد [فعَلْتَ] فَعْلةً ما كان أبوك يَفعَلُها، ائتِهِ راغبًا أو راهبًا؛ فقد أتاه فلانٌ فأصاب منه، وأتاه فلانٌ فأصاب منه، قال عَدِيٌّ: فأتَيْتُهُ وهو جالسٌ في المسجدِ، فقال القومُ: هذا عَدِيُّ بنُ حاتمٍ، وجِئْتُ بغيرِ أمانٍ ولا كتابٍ، فلمَّا دفَعْتُ إليه أخَذ بيدي، وقد كان قبل ذلك قال: إنِّي أرجو أن يَجعَلَ اللهُ يدَهُ في يدي، قال: فقام لي، فلَقِيَتْهُ امرأةٌ ومعها صبيٌّ، فقالا: إنَّ لنا إليك حاجةً، فقام معهما حتى قضى حاجتَهما، ثم أخَذ بيدي حتى أتى دارَهُ، فألقَتْ له الوليدةُ وِسادةً، فجلَس عليها، وجلَسْتُ بين يدَيْهِ، فحَمِد اللهَ وأثنى عليه، ثم قال: ما يُفِرُّكَ؟ أيُفِرُّكَ أن تقولَ: لا إلهَ إلا اللهُ؟ فهل تَعلَمُ مِن إلهٍ سِوى اللهِ؟ قال: قلتُ: لا، قال: ثم تكلَّمَ ساعةً، ثم قال: إنَّما تَفِرُّ أن يقالَ: اللهُ أكبَرُ، وهل تَعلَمُ شيئًا أكبَرَ مِن اللهِ؟ قال: قلتُ: لا، قال: فإنَّ اليهودَ مغضوبٌ عليهم، وإنَّ النصارى ضالُّون، قال: فقلتُ: إنِّي حَنِيفٌ مسلِمٌ، قال: فرأَيْتُ وجهَهُ ينبسِطُ فرَحًا، قال: ثم أمَرني فأُنزِلْتُ عند رجُلٍ مِن الأنصارِ، وجعَلْتُ أغشاه، آتِيهِ طرَفَيِ النهارِ، قال: فبَيْنا أنا عنده إذ جاء قومٌ في ثيابٍ مِن الصوفِ مِن هذه النِّمارِ، قال: فصلَّى وقام فحَثَّ عليهم، ثم قال: يا أيُّها الناسُ، ارضَخوا مِن الفضلِ ولو بصاعٍ، ولو بنِصْفِ صاعٍ، ولو بقَبْضةٍ، ولو ببعضِ قَبْضةٍ، يَقِي أحدُكم وجهَهُ حَرَّ جَهنَّمَ أو النارِ ولو بتمرةٍ، ولو بشِقِّ تمرةٍ، فإن لم تَجِدوا فبكلمةٍ طيِّبةٍ؛ فإنَّ أحدَكم لاقي اللهِ، وقائلٌ له ما أقولُ لكم: ألم أجعَلْ لك مالًا وولَدًا؟ فيقولُ: بلى، فيقولُ: أين ما قدَّمْتَ لنفسِكَ؟ فينظُرُ قُدَّامَهُ وبَعْدَهُ، وعن يمينِهِ وعن شِمالِهِ، ثم لا يجِدُ شيئًا يَقِي به وجهَهُ حَرَّ جَهنَّمَ، لِيَقِ أحدُكم وجهَهُ النارَ ولو بشِقِّ تمرةٍ، فإن لم يَجِدْ فبكلمةٍ طيِّبةٍ؛ فإنِّي لا أخافُ عليكم الفاقةَ؛ فإنَّ اللهَ ناصرُكم ومعطيكم حتى تَسِيرَ الظَّعِينةُ ما بين يَثرِبَ والحِيرةِ وأكثرُ ما يُخافُ على مطيَّتِها السَّرَقُ.
الراوي : - | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج زاد المعاد
الصفحة أو الرقم : 3/454 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] عباد بن حبيش وثقه ابن حبان وباقي رجاله ثقات