الموسوعة الحديثية


- عن عبدِ اللهِ بنِ جَعفَرِ بنِ أبي طالبٍ، قال: حدَّثَتني حليمةُ: قَدِمتُ على أتانٍ لي قمراءَ قد أزمَّت بالرَّكبِ حتَّى شقَّ ذلك عليهم ضعفًا وعجفًا، ومعي صبيٌّ لنا، وشارِفٌ لنا واللهِ ما تبضُّ بقَطرةٍ، وما ننامُ ليلَنا أجمعَ [مِن] صبيِّنا ذاك، لا يجِدُ في شارِفِنا ما يكفيه، ولا في ثديي ما يُغنيه، فقَدِمنا مكَّةَ، قالت: فواللهِ ما عَلِمتُ امرأةً منَّا إلَّا وقد عُرِض عليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتأباه إذا قيل لها بأنَّه يتيمٌ، وذلك أنَّا إنَّما كنَّا نرجو المعروفَ من أبي الصَّبيِّ، فكُنَّا نقولُ: يتيمٌ ما عسى تصنَعُ أمُّه وجَدُّه. فكنَّا نكرَهُه لذلك. فواللهِ ما بَقِي من صواحبي امرأةٌ إلَّا أخذت رضيعًا غيري، فلمَّا لم أجِدْ غَيرَه قُلتُ لزوجي: واللهِ إنِّي لأكرهُ أن أرجِعَ من بَينِ صواحبي ليس معي رضيعٌ، لأنطَلِقَنَّ إلى ذلك اليتيمِ فلآخُذَنَّه. فذهبتُ فأخذتُه فجئتُ به رحلي. فقالت آمنةُ: يا حليمةُ، قيل لي ثلاثَ ليالٍ: استَرضِعي ابنَكِ في بني سَعدِ بنِ بَكرٍ ثمَّ في آلِ أبي ذؤيبٍ. قالت حليمةُ: فإنَّ زوجي أبو ذؤيبٍ، وإنَّها أخبَرَتها بما رأت في حملِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحين وضَعَته. قالت حليمةُ: فلمَّا وضعتُه في حَجري أقبل عليه ثدياي بما شاء اللهُ من لَبَنٍ، فشَرِب حتى رَوِيَ، ثمَّ شَرِب أخوه حتى رَوِيَ، ثمَّ ناما. وقام زوجي إلى شارِفِنا فإذا إنَّها لحافِلٌ، فحلب فشَرِب وشَرِبتُ حتى انتهينا، وبِتنا بخيرِ ليلةٍ. فقال صاحبي: تعلمي يا حليمةُ، واللهِ إنِّي لأراك قد أخذتِ نَسَمةً مباركةً، ألم ترَي إلى ما بِتنا فيه اللَّيلةَ من الخيرِ والبركةِ حينَ أخَذناه؟ قلتُ: واللهِ إنِّي لأرجو ذلك.