الموسوعة الحديثية


- عنْ زَيدِ بنِ سَلامٍ، عن أبيهِ، عنْ جَدِّه، أنَّ حُذَيفةَ بنَ اليَمانِ لَمَّا احتُضِرَ، أتاهُ ناسٌ مِنَ الأعرابِ، قالوا له: يا حُذَيفةُ، ما نَراكَ إلَّا مَقبوضًا، فقال لهم: عَبٌّ مَسرورٌ، وحَبيبٌ جاء على فاقةٍ، لا أفْلَحَ مَن نَدِمَ، اللَّهمَّ إنِّي لم أُشارِكْ غادرًا في غَدْرتِه، فأعوذُ بكَ اليومَ مِن صاحبِ السُّوءِ. كان النَّاسُ يَسْألون رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الخيرِ، وكُنتُ أسْأَلُه عن الشَّرِّ، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّا كنَّا في شَرٍّ، فجاءنا اللهُ بالخيرِ، فهلْ بعْدَ ذلكَ الخيرِ شَرٌّ؟ قال: فقال: نعمْ، قُلتُ: وهلْ وراءَ ذلكَ الخيرِ مِن شَرٍّ؟ قال: نعمْ، قُلتُ: كيْف؟ قال: سيَكونُ بعْدي أئمَّةٌ لا يَهْتدُون بهَدْيي، ولا يَستَنُّون بسُنَّتي، وسيَقومُ رِجالٌ قُلوبُهم قلوبُ رِجالٍ في جُثمانِ إنسانٍ، فقُلتُ: كيْف أصنَعُ إنْ أدْرَكَني ذلكَ؟ قال: تَسمَعُ للأميرِ الأعظَمِ، وإنْ ضَرَب ظَهْرَك وأخَذَ مالَكَ.